عرض مشاركة واحدة
  #12  
قديم 2 شعبان 1434هـ/10-06-2013م, 01:07 PM
لطيفة المنصوري لطيفة المنصوري غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Oct 2011
المشاركات: 2,167
افتراضي

قوله تعالى: {وَنَادَى فِرْعَوْنُ فِي قَوْمِهِ قَالَ يَا قَوْمِ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَذِهِ الْأَنْهَارُ تَجْرِي مِنْ تَحْتِي أَفَلَا تُبْصِرُونَ (51) أَمْ أَنَا خَيْرٌ مِنْ هَذَا الَّذِي هُوَ مَهِينٌ وَلَا يَكَادُ يُبِينُ (52) فَلَوْلَا أُلْقِيَ عَلَيْهِ أَسْوِرَةٌ مِنْ ذَهَبٍ أَوْ جَاءَ مَعَهُ الْمَلَائِكَةُ مُقْتَرِنِينَ (53) فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ (54) فَلَمَّا آَسَفُونَا انْتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ أَجْمَعِينَ (55) فَجَعَلْنَاهُمْ سَلَفًا وَمَثَلًا لِلْآَخِرِينَ (56)}


قَالَ أبو بكر محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بشَّار ابن الأَنباريِّ (ت:328هـ): (وقوله: (أم أنا خير من هذا الذي هو مهين) [52] قال الفراء: في (أم) وجهان: إن شئت جعلتها هي الاستفهام. وإن شئت جعلتها نسقا على قوله: (أليس لي ملك مصر) [51]، وقال بعض المفسرين: الوقف على قوله: (أفلا تبصرون) أم، أي: أتبصرون. وقال قوم: الوقف على قوله: (أفلا تبصرون) ثم ابتدأ: (أم أنا خير) بمعنى «بل أنا خير» أنشد الفراء:
بدت مثل قرن الشمس في رونق الضحى = وصورتها أو أنت في العين أملح
فمعناه «بل أنت». وأنشد الفراء:
فوالله ما أدري أسلمى تغولت = أم النور أم كل إلى حبيب
فمعنى «أم» ههنا «بل». وروى أبو زيد الأنصاري عن العرب أنهم يجعلون «أم» زائدة.
وقال الفراء أخبرني بعض المشيخة أنه بلغه أن بعض القراء قرأ: (أما أنا خير). فمعنى هذا «لست خيرا». )[إيضاح الوقف والابتداء:
2/884 - 885]

قال أبو عمرو عثمانُ بنُ سَعيدٍ الدَّانِيُّ (ت:444هـ): (وقال مجاهد: {أفلا تبصرون * أم} انقطع الكلام، ثم قال: {أنا خير من هذا الذي هو مهين}. وكذلك قال عيسى بن عمر الثقفي. وقال نافع: (أفلا تبصرون * أم) تم. وقال يعقوب الحضرمي: (أفلا تبصرون أم) هذا الكافي، والتمام من الوقف.
قال أبو عمرو رضي الله عنه: وهذا المذهب يتحقق من وجهين: أحدهما أن تكون (أم) زائدة على ما رواه أبو زيد عن العرب. والثاني أن يكون المعنى (أفلا تبصرون أم تبصرون) ثم حذف الثاني لدلالة الأول عليه.
وذهب الفراء إلى أن (أم) بمعنى (بل) كقوله عز وجل في سورة السجدة: {أم يقولون افتراه} أي: بل يقولون، وكقول العرب: إنها لإبل أم شاءٌ؟ أي بل شاء، فعلى هذا يكون التمام على {أفلا تبصرون}. لأن (أم) منقطعة مما قبلها.
قال حدثنا محمد بن عبد الله قال: حدثنا أبي قال: حدثني علي قال: حدثنا أبو داود قال: حدثنا يحيى في قوله: {وهذه الأنهار تجري من تحتي}. أي: في ملكي أفلا تبصرون قال: ثم استأنف الكلام فقال: أم أنا خير. أي: بل أنا خير من هذا. وبعض العرب يقول: أم أنا خير بمعنى: بل أنا خير.
قال أبو عمرو رضي الله عنه: ومذهب سيبويه أن (أم) سبيلها أن تسوي بين الأول والثاني، وعلى هذا لا يوقف على (أفلا تبصرون) ولا على (أم) لأن بعض الكلام متعلق ببعض، وذلك أنهم إذا قالوا لفرعون: أنت خير من موسى فهم عنده بصراء، لأن فرعون غره إمهال الله إياه وإقامته على التجبر والسعة التي هو فيها، وما كان موسى فيه من الضعف وافتخر بذلك فقال: أفلا تبصرون ما أنا فيه من الملك والنعيم. أليس أنا خيرًا من هذا الذي هو مهين ولا يكاد يبين كلامه. فكان عنده أنه إنما صار إلى ما صار إليه لأنه خير من موسى، فدل هذا على ما قلناه.
{ولا يكاد يبين} كاف. ومثله {مقترنين} ومثله {فأطاعوه}. {للآخرين} تام.)
[المكتفى:508- 510]

قال أبو عبدِ الله محمدُ بنُ طَيْفُورَ الغزنويُّ السَّجَاوَنْدِيُّ (ت:560هـ): ({تحتي- 51- ج} [لابتداء الاستفهام]، مع اتحاد الكلام.
{تبصرون- 51- ط} [لأن «أم»} بمعنى بل؛ لنفي زعم [من زعم] غير ذلك. وقد قيل: «أم» زائدة. وقد قيل:
الوقف على «أم»؛ لأنها جواب الاستفهام بحذف صلته، أي: أم أنتم بصراء.
{فأطاعوه- 54- ط}.
{أجمعين- 55- لا} للعطف مع الفاء. )[علل الوقوف:
3/918 - 3/919]

قال أحمدُ بنُ عبد الكريمِ بنِ محمَّدٍ الأَشْمُونِيُّ (ت:ق11هـ): (في قومه (كاف)
تحتي (حسن) قال الفراء في أم وجهان أحدهما انها استفهامية والثاني انها عاطفة على قوله أليس لي ملك مصر فعلى انها عاطفة لا يوقف على تبصرون
[منار الهدى: 351]
والوقف على أم والمعنى أفلا تبصرون أم تبصرون وعلى أنها استفهامية الوقف على تبصرون ثم يبتدئ أم أنا خير فأم جواب الاستفهام رهوأ فلا والمعادل محذوف ومنه:
دعاني اليها القلب اني لامرها . سميع فما أدري أرشد طلابها
أي أم غي وسميت معادلة لانها تعادل الهمزة في افادة الاستفهام وقيل الوقف على تبصرون بجعل أم زائدة والتقدير أفلا تبصرون أنا خير من هذا الآية ووافقه على ذلك أبو بكر بن طاهر من المتأخرين والصحيح انها غير زائدة فلا ينبغي أن تحمل الآية عليها اذ قد يمكن حملها على ما هو أحسن من ذلك بإن تجعل منقطعة وقد ذكر الجوهري زيادتها في صحاحه وأنشد:
يا ليت شعري ولا منجي من الهرم = أم هل على العيش بعد الشيب من ندم
التقدير ليت شعري هل على العيش بعد الشيب من ندم وقيل لا يوقف عليهما لان أم سبيلها أن تسوى بين الاوّل والثاني فبعض الكلام متعلق ببعض ومن أراد اشباع الكلام على هذا فعليه بالسمين وهذا الوقف جدير بأن يخص بتأليف وما ذكر غاية في بيانه ولله الحمد . ولا يكاد يبين (كاف) ومثله مقترنين وكذا فأطاعوه وكذا فاسقين .
انتقمنا منهم (حسن)
أجمعين (جائز)
للآخرين (تام))
[منار الهدى: 352]


- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس