عرض مشاركة واحدة
  #7  
قديم 2 شعبان 1434هـ/10-06-2013م, 11:44 AM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي

ما ورد في نزول قوله تعالى: {وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْوَاجَهُمْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ شُهَدَاءُ إِلَّا أَنْفُسُهُمْ فَشَهَادَةُ أَحَدِهِمْ أَرْبَعُ شَهَادَاتٍ بِاللَّهِ إِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ (6)}

قَالَ مُقْبِلُ بنِ هَادِي الوَادِعِيُّ (ت: 1423هـ):(قوله تعالى: {وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْوَاجَهُمْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ شُهَدَاءُ إِلَّا أَنْفُسُهُمْ فَشَهَادَةُ أَحَدِهِمْ أَرْبَعُ شَهَادَاتٍ بِاللَّهِ إِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ} [الآيات: 6 - 9].
البخاري [10 /64] حدثنا إسحاق حدثنا محمد بن يوسف الفريابي حدثنا الأوزاعي قال حدثني الزهري عن سهل بن سعد أن عويمرا أتى عاصم بن عدي وكان سيد بني عجلان فقال: كيف تقولون في رجل وجد مع امرأته رجلا يقتله فتقتلونه أم كيف يصنع؟ سل لي رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم عن ذلك. فأتى عاصم النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فقال: يا رسول الله فكره رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم المسائل، فسأله عويمر فقال: إن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم كره المسائل وعابها قال عويمر: والله لا أنتهي حتى أسأل رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم عن ذلك فجاء عويمر فقال يا رسول الله، رجل وجد مع امرأته رجلا أيقتله فتقتلونه أم كيف يصنع؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ((قد أنزل الله القرآن فيك وفي صاحبتك)) فأمرهما رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم بالملاعنة بما سمى الله في كتابه فلاعنها، ثم قال يا رسول الله إن حبستها فقد ظلمتها. فطلقها، فكانت سنة لمن كان بعدهما في المتلاعنين ثم قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم:((انظروا فإن جاءت به أسحم أدعج العينين عظيم الأليتين خدلج الساقين فلا أحسب عويمرا إلا قد صدق عليها، وإن جاءت به أحيمر كأنه وحرة فلا أحسب عويمرا إلا قد كذب عليها))، فجاءت به على النعت الذي نعت به رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم من تصديق عويمر فكان بعد ينسب إلى أمه.
الحديث أخرجه البخاري أيضا في كتاب الطلاق [11/282- 369- 376 ، 17/40]، ومسلم [10/120، 123]، وأبو داود [2 /241]، والنسائي [6 /140]، وابن ماجه [رقم 2206]، وأحمد [5 /334، 337]، ومالك [2/89]، والدارمي [2 /150]،والدارقطني [3 /274]، وابن جرير [18 /85].
قال الإمام البخاري رحمه الله [10/65]: حدثني محمد بن بشار حدثنا ابن أبي عدي عن هشام بن حسان، حدثنا عكرمة عن ابن عباس أن هلال بن أمية قذف امرأته عند النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم بشريك بن سحماء فقال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ((البينة أو حد في ظهرك)) فقال: يا رسول الله إذا رأى أحدنا على امرأته رجلا ينطلق يلتمس البينة؟ فجعل النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول: ((البينة وإلا حد في ظهرك)) فقال هلال: والذي بعثك بالحق إني لصادق ولينزلن الله ما يبرئ ظهري من الحد، فنزل جبريل وأنزل عليه: {والذين يرمون أزواجهم} فقرأ حتى بلغ: {إنه لمن الصادقين}. فانصرف النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فأرسل إليها فجاءها هلال فشهد والنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول: ((إن الله يعلم أن أحدكما كاذب فهل منكما تائب؟)) ثم قامت فشهدت فلما كانت عند الخامسة وقفوها وقالوا: إنها موجبة قال ابن عباس: فتلكأت ونكصت حتى ظننا أنها ترجع ثم قالت: لا أفضح قومي سائر اليوم فمضت فقال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ((أبصروها فإن جاءت به أكحل العينين سابغ الأليتين خدلج الساقين فهو لشريك بن سحماء)) فجاءت به كذلك فقال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ((لولا ما مضى من كتاب الله لكان لي ولها شأن)).
الحديث أخرجه الترمذي [4 /154] وحسنه أبو داود [4 /243] وابن ماجه [رقم 2067] وأحمد [1/238، 273] والدارقطني [3 /277]، وابن جرير [18 /83] والحاكم [2 /202] وقال: صحيح على شرط الشيخين وسكت عليه الذهبي.
والقاذف في هذا الحديث: هلال بن أمية.
قال الإمام مسلم رحمه الله [10 /123]: حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير حدثنا أبي (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة واللفظ له، حدثنا عبد الله بن نمير حدثنا عبد الملك بن أبي سليمان عن سعيد بن جبير قال: سئلت عن المتلاعنين في امرأة مصعب أيفرق بينهما؟ قال: فما دريت ما أقول: فمضيت إلى منزل ابن عمر بمكة فقلت للغلام: استأذن لي؟ قال: إنه قائل فسمع صوتي قال: ابن جبير قلت: نعم، ادخل فوالله ما جاء بك هذه الساعة إلا حاجة فدخلت فإذا هو مفترش برذعة متوسد وسادة حشوها ليف قلت: أبا عبد الرحمن المتلاعنان أيفرق بينهما؟ قال: سبحان الله نعم إن أول من سأل عن ذلك فلان بن فلان قال: يا رسول الله أرأيت إن وجد أحدنا امرأته على فاحشة كيف يصنع إن تكلم تكلم بأمر عظيم، وإن سكت سكت على مثل ذلك قال: فسكت النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فلم يجبه فلما كان بعد ذلك أتاه فقال: إن الذي سألتك عنه قد ابتليت به فأنزل الله عز وجل هؤلاء الآيات في سورة النور: {والذين يرمون أواجهم}فتلاهن عليه ووعظه وذكره وأخبره أن عذاب الدنيا أهون من عذاب الآخرة قال: لا والذي بعثك بالحق ما كذبت عليها، ثم دعاها فوعظها وذكرها وأخبرها أن عذاب الدنيا أهون من عذاب الآخرة قالت: لا والذي بعثك بالحق أنه لكاذب فبدأ بالرجل فشهد أربع شهادات بالله إنه لمن الصادقين والخامسة أن لعنة الله عليه إن كان من الكاذبين والخامسة أن غضب الله عليها إن كان من الصادقين ثم فرق بينهما.
الحديث أخرجه الترمذي وصححه [2 /224 ،154] والنسائي [6 /144] وأحمد [2 /19، 42]، والدارمي [2 /150] وابن الجارود [252] وابن جرير [18 /84]، والسائل عن الحكم والملاعن مبهم لكن فسر في حديث عند مسلم والنسائي أنه العجلاني.
قال الإمام مسلم رحمه الله [10 /127]: حدثنا زهير بن حرب وعثمان بن أبي شيبة وإسحاق بن إبراهيم واللفظ لزهير قال إسحاق: أخبرنا وقال الآخران: حدثنا جرير عن الأعمش عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله قال: إنا ليلة الجمعة في المسجد إذ جاء رجل من الأنصار فقال: لو أن رجلا وجد مع امرأته رجلا فتكلم جلدتموه، أو قتل قتلتموه وإن سكت سكت على غيظ، فقال: ((اللهم افتح)) وجعل يدعو فنزلت آية اللعان: {والذين يرمون أزواجهم ولم يكن لهم شهداء إلا أنفسهم} هذه الآيات فابتلى به ذلك الرجل من بين الناس فجاء هو وامرأته إلى رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فتلاعنا فشهد الرجل أربع شهادات بالله أنه لمن الصادقين ثم لعن الخامسة أن لعنة الله عليه إن كان من الكاذبين، فذهبت لتلعن فقال لها رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ((مه)) فأبت فلعنت فلما أدبرا قال: ((لعلها أن تجيء به أسود جعدا فجاءت به أسود جعدا)).
الحديث أخرجه أبو داود [2 /242] وابن ماجه [رقم 2068] وأحمد [1 /448] وابن جرير [18 /84].
والسائل عند مسلم وبعضهم رجل من الأنصار.
قال الإمام مسلم رحمه الله [10 /128]: وحدثنا محمد بن المثنى حدثنا عبد الأعلى حدثنا هشام عن محمد قال: سألت أنس بن مالك وأنا أرى أن عنده من علما فقال: إن هلال بن أمية قذف امرأته بشريك بن سحماء وكان أخا البراء بن مالك وكان أول رجل لاعن في الإسلام قال: فلاعنها فقال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ((أبصروها فإن جاءت به أبيض سبطا قضيء العينين فهو لهلال بن أمية وإن جاءت به أكحل جعدا حمش الساقين فهو لشريك بن سحماء)) قال: فأنبئت أنها جاءت به أكحل جعدا حمش الساقين.
الحديث أخرجه النسائي [6 /141].
والقاذف هلال بن أمية.
قال البزار رحمه الله كما في [كشف الأستار :3 /60]: حدثنا إسحاق بن الضيف ثنا النضر بن شميل ثنا يونس بن أبي إسحاق عن أبيه عن زيد بن يثيع عن حذيفة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم لأبي بكر: ((لو رأيت مع أم رومان رجلا ما كنت فاعلا به؟)) قال: كنت والله فاعلا به شرا، قال: (فأنت يا عمر؟)) قال: كنت والله قاتله كنت أقول: لعن الله الأعجز فإنه خبيث قال: فنزلت: {والذين يرمون أزواجهم ولم يكن لهم شهداء إلا أنفسهم}.
قال البزار: لا نعلم أحدا أسنده إلا النضر بن شميل عن يونس.
حدثنا عبد الله بن إسحاق العطار ثنا أبو عاصم عن سفيان عن أبي إسحاق عن زيد بن يثيع –ولم يقل عن حذيفة- عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: ( ......) بنحوه.
قال الهيثمي في [مجمع الزوائد: 7/74]: رجاله ثقات.
أقول حديث حذيفة لا يحتاج إلى أن نتكلف في الجمع بينه وبين الحديثين السابقين لأنه من رواية زيد بن يثيع كما في تفسير ابن كثير ولم يرو عنه سوى أبي إسحاق ولم يوثقه سوى ابن حبان والعجلي كما في تهذيب التهذيب وهما متساهلان في التوثيق وأيضا قد اختلف في وصله وإرساله، والذي أرسله أتقن وهو أقوى من الذي وصله وهو يونس بن أبي إسحاق وأيضا أبو إسحاق مدلس كما في تهذيب التهذيب ولم يصرح بالتحديث. ويبقى النظر في الجمع بين الحديثين المتقدمين. فأقرب الأقوال عندي أن هلال بن أمية سأل وصادف مجيء العجلاني فنزلت فيهما الآية معا. والله أعلم.
وإن كنت تريد المزيد فعليك بالفتح فقد ذكر هنالك أقوال [أهل العلم:10 /65-66] ). [الصحيح المسند في أسباب النزول: 160-164]


روابط ذات صلة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس