عرض مشاركة واحدة
  #6  
قديم 2 شعبان 1434هـ/10-06-2013م, 11:44 AM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي

ما ورد في نزول قوله تعالى: {وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلَا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَدًا وَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ (4)}

قالَ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الوَاحِدِيُّ (ت: 468هـ):(قوله تعالى: {وَالَّذينَ يَرمونَ أَزواجَهُم} الآية.
أخبرنا أبو عثمان سعيد بن محمد المؤذن قال: أخبرنا محمد بن أحمد بن علي الحيري قال: حدثنا الحسن بن سفيان قال: أخبرنا أبو بكر بن أبي شيبة قال: حدثنا يزيد بن هارون قال: أخبرنا عباد بن منصور عن عكرمة عن ابن عباس قال: لما نزلت: {وَالَّذينَ يَرمونَ المُحصَناتِ ثُمَّ لَم يَأَتوا بِأَربَعَةِ شُهَداءَ} إلى قوله تعالى: {الفاسِقونَ} قال سعد بن عبادة وهو سيد الأنصار: أهكذا أنزلت يا رسول الله؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ألا تسمعون يا معشر الأنصار إلى ما يقول سيدكم)) قالوا: يا رسول الله إنه رجل غيور والله ما تزوج امرأة قط إلا بكرًا ولا طلق امرأة قط فاجترأ رجل منا على أن يتزوجها من شدة غيرته فقال سعد: والله يا رسول الله إني لأعلم أنها حق وأنها من عند الله ولكن قد تعجبت أن لو وجدت لكاع قد تفخذها رجل لم يكن لي أن أهيجه ولا أحركه حتى آتي بأربعة شهداء فوالله إني لا آتي بهم حتى يقضي حاجته فما لبثوا إلا يسيرًا حتى جاء هلال بن أمية من أرضه عشية فوجد عند أهله رجلاً فرأى بعينه وسمع بأذنه فلم يهيجه حتى أصبح فغدا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله إني جئت أهلي عشيًا فوجدت عندها رجلاً فرأيت بعيني وسمعت بأذني فكره رسول الله صلى الله عليه وسلم ما جاء به واشتد عليه فقال سعد بن عبادة: الآن يضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم هلال بن أمية ويبطل شهادته في المسلمين فقال هلال: والله إني لأرجو أن يجعل الله لي منها مخرجًا فقال هلال: يا رسول الله إني قد أرى ما قد اشتد عليك مما جئتك به والله يعلم إني لصادق فوالله إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يريد أن يأمر بضربه إذ نزل عليه الوحي وكان إذا نزل عليه الوحي عرفوا ذلك في تربد جلده فأمسكوا عنه حتى فرغ من الوحي فنزلت: {وَالَّذينَ يَرمونَ أَزواجَهُم وَلَم يَكُن لَهُم شُهَداءَ إِلا أَنفُسَهُم}الآيات كلها فسري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ((أبشر يا هلال فقد جعل الله لك فرجًا ومخرجًا)) فقال هلال: قد كنت أرجو ذاك من ربي وذكر باقي الحديث.
أخبرنا محمد بن عبد الرحمن بن محمد الفقيه قال: أخبرنا محمد بن محمد بن سنان المقري قال: أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال: حدثنا أبو خيثمة قال: حدثنا جرير عن الأعمش عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله قال: إنا ليلة الجمعة في المسجد إذ دخل رجل من الأنصار فقال: لو أن رجلاً وجد مع امرأته رجلاً فإن تكلم جلدتموه وإن قتل قتلتموه وإن سكت سكت على غيظ والله لأسألن عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما كان من الغد أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فسأله فقال: لو أن رجلاً وجد مع امرأته رجلاً فتكلم جلدتموه أو قتل قتلتموه أو سكت سكت على غيظ فقال: ((اللهم افتح)) وجعل يدعو فنزلت آية اللعان: {وَالَّذينَ يَرمونَ أَزواجَهُم وَلَم يَكُن لَّهُم شُهَداءَ إِلّا أَنفُسُهُم} الآية. فابتلي به الرجل من بين الناس فجاَء هو وامرأته إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فتلاعنا فشهد الرجل أربع شهادات بالله إنه لمن الصادقين ثم لعن الخامسة أن لعنة الله عليه إن كان من الكاذبين فذهبت لتلتعن فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((مه)) فلعنت فلما أدبرت قال:((لعلها أن تجيء به أسودًا جعدًا))فجاءت به أسود جعدًا. رواه مسلم عن أبي خيثمة). [أسباب النزول:328-330]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911هـ):(قوله تعالى: {وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْوَاجَهُمْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ شُهَدَاءُ إِلَّا أَنْفُسُهُمْ فَشَهَادَةُ أَحَدِهِمْ أَرْبَعُ شَهَادَاتٍ بِاللَّهِ إِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ * وَالْخَامِسَةُ أَنَّ لَعْنَةَ اللَّهِ عَلَيْهِ إِنْ كَانَ مِنَ الْكَاذِبِينَ * وَيَدْرَأُ عَنْهَا الْعَذَابَ أَنْ تَشْهَدَ أَرْبَعَ شَهَادَاتٍ بِاللَّهِ إِنَّهُ لَمِنَ الْكَاذِبِينَ}
أخرج البخاري من طريق عكرمة عن ابن عباس أن هلال بن أمية قذف امرأته عند النبي صلى الله عليه وسلم بشريك بن سحماء، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: ((البينة أو حد في ظهرك)) فقال: يا رسول الله إذا رأى أحدنا على امرأته رجلا ينطلق يلتمس البينة؟ فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يقول:((البينة أو حد في ظهرك))، فقال هلال: والذي بعثك بالحق إني لصادق ولينزلن الله ما يبرئ ظهري من الحد، فنزل جبريل، فأنزل الله عليه: {والذين يرمون أزواجهم}فقرأ حتى بلغ: {إن كان من الصادقين}.
وأخرجه أحمد بلفظ لما نزلت: {والذين يرمون المحصنات ثم لم يأتوا بأربعة شهداء فاجلدوهم ثمانين جلدة ولا تقبلوا لهم شهادة أبدا} قال سعد بن عبادة وهو سيد الأنصار: أهكذا نزلت يا رسول الله؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:((يا معشر الأنصار ألا تسمعون ما يقول سيدكم؟)) قالوا: يا رسول الله لا تلمه فإنه رجل غيور، والله ما تزوج امرأة قط فاجترأ رجل منا أن يتزوجها من شدة غيرته. فقال سعد: والله يا رسول الله إني لأعلم أنها حق وأنها من الله ولكني تعجبت أني لو وجدت لكاعا قد تفخذها رجل لم يكن لي أن أنحيه ولا أحركه حتى آتي بأربعة شهداء، فوالله لا أتي بهم حتى يقضي حاجته، قال: فما لبثوا إلا يسيرا حتى جاء هلال بن أمية وهو أحد الثلاثة الذين تيب عليهم، فجاءه من أرضه عشاء فوجد عند أهله رجلا فرأى بعينه وسمع بأذنه فلم يهجه حتى أصبح فغدا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال له: إني جئت أهلي عشاء فوجدت عندها رجلا فرأيت بعيني وسمعت بأذني، فكره رسول الله صلى الله عليه وسلم ما جاء به واشتد عليه واجتمعت الأنصار، فقالوا: قد ابتلينا بما قال سعد بن عبادة، الآن يضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم هلال بن أمية ويبطل شهادته في الناس، فقال هلال: والله إني لأرجو أن يجعل الله لي منها مخرجا فوالله إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يريد أن يأمر بضربه فأنزل الله عليه الوحي، فأمسكوا عنه حتى فرغ من الوحي، فنزلت: {والذين يرمون أزواجهم} الآية.
وأخرج أبو يعلى مثله من حديث أنس.
وأخرج الشيخان وغيرهما عن سهل بن سعد قال: جاء عويمر إلى عاصم بن عدي فقال: اسأل لي رسول الله صلى الله عليه وسلم، أرأيت رجلا وجد مع امرأته رجلا فقتله أيقتل به أم كيف يصنع؟ فسأل عاصم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فعاب رسول الله صلى الله عليه وسلم السائل، فلقيه عويمر فقال: ما صنعت؟ قال ما صنعت، إنك لم تأتني بخير سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم فعاب السائل فقال عويمر: فوالله لآتين رسول الله صلى الله عليه وسلم فلأسألنه فسأله فقال: ((إنه أنزل فيك وفي صاحبتك الآيات)) الحديث.
قال الحافظ ابن حجر: اختلفت الأئمة في هذه المواضع فمنهم من رجح أنها نزلت في شأن عويمر ومنهم من رجح أنها نزلت في شأن هلال، ومنهم من جمع بينهما بأن أول من وقع له ذلك هلال وصادف مجيء عويمر أيضا فنزلت في شأنهما معا، وإلى هذا جنح النووي وتبعه الخطيب فقال: لعلهما اتفق لهما ذلك في وقت واحد.
قال الحافظ ابن حجر: ويحتمل أن النزول سبق بسبب هلال فلما جاء عويمر ولم يكن له علم بما وقع لهلال، أعلمه النبي صلى الله عليه وسلم بالحكم، ولهذا في قصة هلال: فنزل جبريل وفي قصة عويمر: ((قد أنزل الله فيك))، فيؤول قوله: ((قد أنزل الله فيك)): أي فيمن وقع له مثل ما وقع لك، وبهذا أجاب ابن الصباغ في الشامل، وجنح القرطبي إلى تجويز نزول الآية مرتين.
وأخرج البزار عن طريق زيد بن مطيع عن حذيفة قال: قال رسول الله صله الله عليه وسلم لأبي بكر: ((لو رأيت مع أم رومان رجلا ما كنت فاعلا به؟)) قال: كنت فاعلا به شرا، قال: ((وأنت يا عمر؟)) قال: كنت والله قاتله، فنزلت.
قال الحافظ ابن حجر: لا مانع من تعدد الأسباب). [لباب النقول: 181-183]


روابط ذات صلة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس