ما ورد في نزول قوله تعالى: {وَلَقَدْ أَخَذْنَاهُمْ بِالْعَذَابِ فَمَا اسْتَكَانُوا لِرَبِّهِمْ وَمَا يَتَضَرَّعُونَ (76)}
قالَ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الوَاحِدِيُّ (ت: 468هـ):(قوله تعالى: {وَلَقَد أَخَذناهُم بِالعَذابِ فَما اِستَكانوا لِرَبِّهِم} الآية.
أخبرنا أبو القاسم بن عبدان قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن محمد الضبي قال: حدثنا أبو العباس السياري قال: حدثنا محمد بن موسى بن حاتم قال: حدثنا علي بن الحسن بن شقيق قال: أخبرنا الحسين بن واقد قال: حدثني يزيد النحوي أن عكرمة حدثه عن ابن عباس قال: جاء أبو سفيان إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا محمد أنشدك الله والرحم لقد أكلنا العلهز يعني الوبر بالدم فأنزل الله تعالى: {وَلَقَد أَخَذناهُم بِالعَذابِ فَما اِستَكانوا لِرَبِّهِم وَما يَتَضَرَعونَ}
وقال ابن عباس: (لما أتى ثمامة بن أثال الحنفي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسلم وهو أسير فخلى سبيله فلحق باليمامة فحال بين أهل مكة وبين الميرة من اليمامة وأخذ الله تعالى قريشًا بسني الجدب حتى أكلوا العلهز فجاء أبو سفيان إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: أنشدك الله والرحم أليس تزعم أنك بعثت رحمة للعالمين، قال: ((بلى))، فقال: قد قتلت الآباء بالسيف والأبناء بالجوع، فأنزل الله تعالى هذه الآية) ). [أسباب النزول: 325]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911هـ):(قوله تعالى: {وَلَقَدْ أَخَذْنَاهُمْ بِالْعَذَابِ فَمَا اسْتَكَانُوا لِرَبِّهِمْ وَمَا يَتَضَرَّعُونَ}
وأخرج النسائي والحاكم عن ابن عباس قال: جاء أبو سفيان إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: يا محمد أنشدك بالله والرحم قد أكلنا العلهز يعني الوبر بالدم، فأنزل الله: {وَلَقَدْ أَخَذْنَاهُمْ بِالْعَذَابِ فَمَا اسْتَكَانُوا لِرَبِّهِمْ وَمَا يَتَضَرَّعُونَ}.
وأخرج البيهقي في لدلائل بلفظ: (أن ثمامة بن أثال الحنفي لما أتي به للنبي صلى الله عليه وسلم وهو أسير خلى سبيله وأسلم فلحق بمكة، ثم رجع إلى اليمامة فحال بين أهل مكة وبين الميرة من اليمامة حتى أكلت قريش العلهز، فجاء أبو سفيان إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ألست تزعم أنك بعثت رحمة للعالمين؟ قال: ((بلى)) قال: فقد قتلت الآباء في السيف والأبناء بالجوع، فنزلت) ). [لباب النقول: 179-180]
قَالَ مُقْبِلُ بنِ هَادِي الوَادِعِيُّ (ت: 1423هـ): (قوله تعالى: {وَلَقَدْ أَخَذْنَاهُمْ بِالْعَذَابِ فَمَا اسْتَكَانُوا لِرَبِّهِمْ وَمَا يَتَضَرَّعُونَ}.
ابن جرير [18 /45] حدثنا ابن حميد قال حدثنا أبو تميلة هو يحيى بن واضح عن الحسين عن يزيد عن عكرمة عن ابن عباس قال: (جاء أبو سفيان إلى النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فقال: يا محمد أنشدك الله والرحم فقد أكلنا العلهز "يعني الوبر والدم"، فأنزل الله {وَلَقَدْ أَخَذْنَاهُمْ بِالْعَذَابِ فَمَا اسْتَكَانُوا لِرَبِّهِمْ وَمَا يَتَضَرَّعُونَ}).
الحديث رجاله ثقات إلا شيخ الطبري محمد بن حميد الرازي فإنه ضعيف لكن الحديث قد جاء من طرق غير هذه الطريق التي هو فيها، فقد رواه ابن أبي حاتم كما في تفسير ابن كثير [3 /251]، والنسائي كما في ابن كثير، وابن حبان [434] وفيه عندهم علي بن الحسين بن واقد وقد ضعف، ورواه الحاكم [2 /394]، والواحدي في الأسباب وفيه عندهما محمد بن موسى بن حاتم وقد قال تلميذه القاسم السياري أنا أبرأ من عهدته، وقال ابن أبي سعدان: كان محمد بن علي الحافظ سيئ الرأيفيه، كما في لسان الميزان أما الحاكم فقد صححه وسكت عليه الذهبي. وهو بمجموع طرقه إلى الحسين بن واقد صحيح لغيره. والله أعلم). [الصحيح المسند في أسباب النزول: 157-158]
روابط ذات صلة:
- أقوال المفسرين