ما ورد في نزول قوله تعالى: {أَفَرَأَيْتَ الَّذِي كَفَرَ بِآَيَاتِنَا وَقَالَ لَأُوتَيَنَّ مَالًا وَوَلَدًا (77)}
قالَ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الوَاحِدِيُّ (ت: 468هـ): (قوله تعالى: {أَفَرَأَيتَ الَّذي كَفَرَ بِآَياتِنا} الآيات.
أخبرنا أبو إسحاق الثعالبي قال: أخبرنا عبد الله بن حامد قال: أخبرنا مكي بن عبدان قال: حدثنا عبد الله بن هاشم قال: حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن أبي الضحى عن مسروق عن خباب بن الأرت قال: كان لي دين على العاص بن وائل فأتيته أتقاضاه فقال: لا والله حتى تكفر بمحمد فقلت: لا والله لا أكفر بمحمد حتى تموت ثم تبعث قال: إني إذا مت ثم بعثت جئتني وسيكون لي ثم مال وولد فأعطيك فأنزل الله تعالى هذه الآية.
أخبرنا أبو نصر أحمد بن إبراهيم قال: أخبرنا عبد الله بن محمد الزاهد قال: أخبرنا البغوي قال: حدثنا أبو خيثمة وعلي بن مسلم قالا: حدثنا وكيع قال: حدثنا الأعمش عن أبي الضحى عن مسروق عن خباب قال: كنت رجلاً قينًا وكان لي على العاص بن وائل دين فأتيته أتقاضاه فقال لي: لا أقضيك حتى تكفر بمحمد عليه السلام فقلت: لا أكفر حتى تموت وتبعث فقال: وإني لمبعوث بعد الموت فسوف أقضيك إذا رجعت إلى مالي قال: فنزلت فيه: {أَفَرَأَيتَ الَّذي كَفَرَ بِآياتِنا وَقالَ لأُوتَيَنَّ مالاً وَوَلَدًا}. رواه البخاري عن الحميدي عن سفيان ورواه مسلم عن الأشج عن وكيع كلاهما عن الأعمش.
وقال الكلبي ومقاتل: (كان خباب بن الأرت قينًا وكان يعمل للعاص بن وائل السهمي وكان العاص يؤخر حقه فأتاه يتقاضاه فقال العاص: ما عندي اليوم ما أقضيك فقال خباب: لست بمفارقك حتى تقضيني. فقال العاص: يا خباب ما لك؟ ما كنت هكذا وإن كنت لحسن الطلب. فقال خباب: ذاك أني كنت على دينك فأما اليوم فأنا على الإسلام مفارق لدينك. قال: أولستم تزعمون أن في الجنة ذهبًا وفضة وحريرًا؟ قال خباب: بلى. قال: فأخرني حتى أقضيك في الجنة -استهزاء- فوالله لئن كان ما تقول حقًا إني لأفضل فيها نصيبًا منك فأنزل الله تعالى: {أَفَرَأَيتَ الَّذي كَفَرَ بِآياتِنا..} يعني العاص، الآيات) ). [أسباب النزول: 311-312]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911هـ):(قوله تعالى:{أَفَرَأَيْتَ الَّذِي كَفَرَ بِآَيَاتِنَا وَقَالَ لَأُوتَيَنَّ مَالًا وَوَلَدًا}
أخرج الشيخان وغيرهما عن خباب بن الأرت قال: (جئت العاصي بن وائل السهمي أتقاضاه حقا لي عنده، فقال: لا أعطيك حتى تكفر بمحمد، فقلت: لا، حتى تموت ثم تبعث. قال: فإني لميت ثم لمبعوث؟، فقلت: نعم، فقال: إن لي هناك مالا وولدا فأقضيكه، فنزلت: {أَفَرَأَيْتَ الَّذِي كَفَرَ بِآَيَاتِنَا وَقَالَ لَأُوتَيَنَّ مَالًا وَوَلَدًا}) ). [لباب النقول:171-172]
قَالَ مُقْبِلُ بنِ هَادِي الوَادِعِيُّ (ت: 1423هـ): (قوله تعالى: {أَفَرَأَيْتَ الَّذِي كَفَرَ بِآياتِنَا وَقَالَ لَأُوتَيَنَّ مَالًا وَوَلَدًا....}
البخاري [5 /221] حدثنا محمد بن بشار حدثنا ابن أبي عدي عن شعبة عن سليمان عن أبي الضحى عن مسروق عن خباب قال: (كنت قينا في الجاهلية وكان لي على العاص بن وائل دين فأتيته أتقاضاه، فقال: لا أعطيك حتى تكفر بمحمد، فقلت: لا أكفر حتى يميتك الله ثم تبعث، قال: دعني حتى أموت وأبعث فسأوتى مالا وولدا فأقضيك. فنزلت {أَفَرَأَيْتَ الَّذِي كَفَرَ بِآياتِنَا وَقَالَ لَأُوتَيَنَّ مَالًا وَوَلَدًا أَطَّلَعَ الْغَيْبَ أَمِ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمَنِ عَهْدًا}).
الحديث أخرجه في مواضع منها [359] من هذا الجزء و[10 /44 -45-46]، ومسلم [17 /138]، والترمذي [4 /146] وقال: هذا حديث حسن صحيح، وأحمد [5 /111]، والطيالسي [2 /21]، وابن سعد [3 ق1/116]، وابن جرير [16 /121]، والطبراني من الكبير [4 /77]). [الصحيح المسند في أسباب النزول: 148-149]
روابط ذات صلة:
- أقوال المفسرين