عرض مشاركة واحدة
  #5  
قديم 1 شعبان 1434هـ/9-06-2013م, 01:29 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي

ما ورد في نزول قوله تعالى: (وَيُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ وَالْمَلَائِكَةُ مِنْ خِيفَتِهِ وَيُرْسِلُ الصَّوَاعِقَ فَيُصِيبُ بِهَا مَنْ يَشَاءُ وَهُمْ يُجَادِلُونَ فِي اللَّهِ وَهُوَ شَدِيدُ الْمِحَالِ (13) )

قالَ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الوَاحِدِيُّ (ت: 468هـ): (قوله تعالى: {وَيُرسِلُ الصَواعِقَ فَيُصيبُ بِها مَن يَشاءُ}
أخبرنا نصر بن أبي نصر الواعظ قال: أخبرنا أبو سعيد عبد الله بن محمد بن نصير قال: أخبرنا محمد بن أيوب الرازي قال: أخبرنا عبد الله بن عبد الوهاب قال: حدثني علي بن أبي سارة الشيباني قال: حدثنا ثابت عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث رجلاً مرة إلى رجل من فراعنة العرب فقال: ((اذهب فادعه لي)) فقال: يا رسول الله إنه أعتى من ذلك قال:((اذهب فادعه لي)) قال: فذهب إليه فقال: يدعوك رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: وما الله أمن ذهب هو أو من فضة أو من نحاس؟ قال: فرجع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره وقال: قد أخبرتك أنه أعتى من ذلك قال لي: كذا وكذا فقال: ((ارجع إليه الثانية فادعه))فرجع إليه فعاد عليه مثل الكلام الأول فرجع إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره فقال:((ارجع إليه)) فرجع الثالثة فأعاد عليه ذلك الكلام فبينا هو يكلمني إذ بعث الله سحابة حيال رأسه فرعدت فوقعت منها
[أسباب النزول: 275]
صاعقة فذهبت بقحف رأسه فأنزل الله تعالى: {وَيُرسِلُ الصَواعِقَ فَيُصيبُ بِها مَن يَشاءُ وَهُم يُجادِلونَ في اللهِ وَهوَ شَديدُ المِحالِ}.
وقال ابن عباس في رواية أبي صالح وابن جريج وابن زيد: نزلت هذه الآية والتي قبلها في عامر بن الطفيل وأربد بن ربيعة وذلك أنهما أقبلا يريدان رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رجل من أصحابه: يا رسول الله هذا عامر بن الطفيل قد أقبل نحوك فقال:((دعه فإن يرد الله به خيرًا يهده)) فأقبل حتى قام عليه فقال: يا محمد ما لي إن أسلمت؟ قال:((لك ما للمسلمين وعليك ما عليهم)) قال: تجعل لي الأمر بعدك؟ قال: ((لا ليس ذلك إلي إنما ذلك إلى الله يجعله حيث يشاء)) قال: فتجعلني على الوبر وأنت على المدر؟ قال:((لا)) قال: فماذا تجعل لي؟ قال:((أجعل لك أعنة الخيل تغزو عليها))قال: أوليس ذلك إلي اليوم وكان أوصى إلى أربد بن ربيعة إذا رأيتني أكلمه فدر من خلفه واضربه بالسيف فجعل يخاصم رسول الله صلى الله عليه وسلم ويراجعه فدار أربد خلف النبي صلى الله عليه وسلم ليضربه فاخترط من سيفه شبرًا ثم حبسه الله تعالى فلم يقدر على سله وجعل عامر يومئ إليه فالتفت رسول اللهصلى الله عليه وسلم فرأى أربد وما يصنع بسيفه فقال:((اللهم اكفنيهما بما شئت))فأرسل الله تعالى على أربد صاعقة في يوم صائف صاح فأحرقته وولى عامر هاربًا وقال: يا محمد دعوت ربك فقتل أربد والله لأملأنها عليك خيلاً جردًا وفتيانًا مردًا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يمنعك الله تعالى من ذلك وأبناء قيلة)) يريد الأوس والخزرج فنزل عامر بيت امرأة سلولية فلما أصبح ضم عليه سلاحه فخرج وهو يقول: واللات والعزى لئن أصحر محمد إلي وصاحبه يعني ملك الموت لأنفذنهما برمحي فلما رأى الله
[أسباب النزول: 276]
تعالى ذلك منه أرسل ملكًا فلطمه بجناحه فأذراه في التراب وخرجت على ركبته غدة في الوقت عظيمة كغدة البعير فعاد إلى بيت السلولية وهو يقول: غدة كغدة البعير وموت في بيت السلولية ثم مات على ظهر فرسه وأنزل الله تعالى فيه هذه القصة: {سَواءٌ مِّنكُم من أَسَرَّ القَولَ وَمَن جَهَرَ بِهِ} حتى بلغ: {وَما دُعاءُ الكافِرينَ إِلّا في ضَلالٍ} ). [أسباب النزول: 277]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ): (قوله تعالى: {وَيُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ وَالْمَلَائِكَةُ مِنْ خِيفَتِهِ وَيُرْسِلُ الصَّوَاعِقَ فَيُصِيبُ بِهَا مَنْ يَشَاءُ وَهُمْ يُجَادِلُونَ فِي اللَّهِ وَهُوَ شَدِيدُ الْمِحَالِ (13)}
وأخرج النسائي والبزار عن أنس قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا من أصحابه، إلى رجل من عظماء الجاهلية يدعوه إلى الله فقال: أيش ربك الذي تدعوني إليه، أمن حديد، أو نحاس، أو من فضة، أو من ذهب؟ فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره، فأعاد الثانية والثالثة، فأرسل الله عليه صاعقة فأحرقته ونزلت هذه الآية: {ويرسل الصواعق فيصيب بها من يشاء} إلى آخرها). [لباب النقول: 151]
قَالَ مُقْبِلُ بنِ هَادِي الوَادِعِيُّ (ت: 1423هـ): (قوله تعالى: {وَيُرْسِلُ الصَّوَاعِقَ فَيُصِيبُ بِهَا مَنْ يَشَاءُ وَهُمْ يُجَادِلُونَ فِي اللَّهِ وَهُوَ شَدِيدُ الْمِحَالِ} [الآية: 13].
قال الإمام أبو بكر أحمد بن عمرو الشهير بالبزار كما في [كشف الأستار: 3 /54] حدثنا عبدة بن عبد الله أنبأ يزيد بن هارون أنبأ ديلم بن غزوان ثنا ثابت عن أنس قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم رجلا من أصحابه إلى رجل من عظماء الجاهلية يدعوه إلى الله تبارك وتعالى فقال: أيش ربك الذي تدعوني إليه من حديد هو؟ من نحاس هو؟ من فضة هو؟ من ذهب هو؟ فأتى النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فأخبره فأعاده النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم الثانية. فقال مثل ذلك. فأرسله إليه الثالثة. فقال مثل ذلك. فأتى النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فأخبره فأرسل الله تبارك وتعالى عليه صاعقة فأحرقته فقال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم:((إن الله تبارك وتعالى قد أرسل على صاحبك صاعقة فأحرقته)). فنزلت هذه الآية: {وَيُرْسِلُ الصَّوَاعِقَ فَيُصِيبُ بِهَا مَنْ يَشَاءُ وَهُمْ يُجَادِلُونَ فِي اللَّهِ وَهُوَ شَدِيدُ الْمِحَالِ}.
قال البزار: ديلم بصري صالح.
الحديث أخرجه أبي عاصم في [كتاب السنة :1 /304] فقال: حدثني محمد بن أبي بكر المقدمي حدثنا ديلم بن غزوان به.
وأخرجه الإمام أحمد بن علي بن المثنى أبو يعلى رحمه الله [6 /87]
[الصحيح المسند في أسباب النزول: 137]
فقال حدثنا محمد بن أبي بكر وغيره قالوا حدثنا ديلم بن غزوان به.
وقال الإمام البيهقي رحمه الله في كتاب [الأسماء والصفات :278] أخبرنا أبو سعيد بن أبي عمرو نا أبو العباس الأصم نا يحيى بن أبي طالب أنا يزيد بن هارون أنا ديلم بن غزوان به.
وقال الهيثمي رحمه الله في [مجمع الزوائد: 7 /42] رواه أبو يعلى والبزار بنحوه إلا أنه قال إلى رجل من فراعنة العرب وقال الصحابي فيه: يا رسول الله إنه أعتى من ذلك.وقال سحابة فرجع إليه الثالثة فأعاد عليه ذلك الكلام فبينما هو يكلمه إذ بعث الله صحابة جبال فرعدت وأبرقت فوقعت منها صاعقة فذهبت بقحف رأسه. وبنحو هذا رواه الطبراني في الأوسط وقال فرعدت وأبرقت. ورجال البزار رجال الصحيح غير ديلم بن غزوان وهو ثقة وفي رجال أبي يعلى والطبراني علي بن أبي سارة وهو ضعيف. ا.هـ.
قال أبو عبد الرحمن أبو يعلى رواه من طريقين من الطريق التي ليس فيها علي بن أبي سارة وقد أشرت إليها ومن طريق علي بن أبي سارة [6 /183].
وأخرجه النسائي في التفسير [1 /99] وعلي بن أبي سارة شديد الضعف قال الحافظ الذهبي في الميزان: قال أبو داود: تركوا حديثه وقال البخاري فيه نظر وقال أبو حاتم ضعيف ثم ذكر الحافظ الذهبي رحمه الله أن هذا الحديث مما أنكر عليه.
فعلى هذا فالاعتماد على الطريق الأولى وهي ترتقي إلى الحجية والله أعلم). [الصحيح المسند في أسباب النزول: 138]


روابط ذات صلة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس