عرض مشاركة واحدة
  #21  
قديم 28 رجب 1434هـ/6-06-2013م, 05:51 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي

ما ورد في نزول قوله تعالى: (وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ ائْذَنْ لِي وَلَا تَفْتِنِّي أَلَا فِي الْفِتْنَةِ سَقَطُوا وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بِالْكَافِرِينَ (49) )

قالَ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الوَاحِدِيُّ (ت: 468هـ): (قوله تعالى: {وَمِنهُم مَّن يَقُولُ اِئذَن لّي ولا تفتني} الآية.
نزلت في جد بن قيس المنافق وذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما تجهز لغزوة تبوك قال له: ((يا أبا وهب هل لك في جلاد بني الأصفر تتخذ منهم سراري ووصفاء؟)) فقال: يا رسول الله لقد عرف قومي أني رجل مغرم بالنساء وإني أخشى إن رأيت بنات الأصفر أن لا أصبر عنهن فلا تفتني بهن وائذن لي في القعود عنك وأعينك بمالي فأعرض عنه النبي صلى الله عليه وسلم وقال: ((قد أذنت لك)) فأنزل الله هذه الآية فلما نزلت هذه الآية قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لبني سلمة وكان الجد
[أسباب النزول: 246]
منهم: ((من سيدكم يا بني سلمة؟)) قالوا: الجد بن قيس غير أنه بخيل جبان فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((وأي داء أدوى من البخل بل سيدكم الفتى الأبيض الجعد بشر بن البراء بن معرور)) فقال فيه حسان بن ثابت:
وَقالَ رَسولُ اللهِ وَالحَقُّ لاحِقٌ = بِمَّن قالَ مِنا مَن تَعُدّونَ سَيّدا
فَقُلنا لَهُ جَدُّ ِبنُ قَيسٍ عَلى الَّذي = نُبَخِّلُهُ فينا وَإِن كانَ أَنكَدا
فَقالَ وَأَيُّ الداءِ أَدوى مِنَ الَّذي = رَمَيتُم بِهِ جَدًّا وَعالى بِها يَدا
وَسُوِّدَ بِشرُ ِبنُ البَراءِ بِجُودِهِ = وُحُقَّ لِبِشرٍ ذِى النَدا أَن يُسَوَّدا
إِذا ما أَتاهُ الوَفدُ أَنهَبَ مالَهُ = وَقالَ خُذوهُ إِنَّهُ عائِدٌ غَدا
وما بعد هذه الآية كلها للمنافقين إلى قوله تعالى: {إِنَّما الصَدَقاتُ لِلفُقراءِ} الآية [60] ). [أسباب النزول: 247]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ): (قوله تعالى: {وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ ائْذَنْ لِي وَلَا تَفْتِنِّي أَلَا فِي الْفِتْنَةِ سَقَطُوا وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بِالْكَافِرِينَ (49)}
أخرج الطبراني وأبو نعيم وابن مردويه عن ابن عباس قال: لما أراد النبي صلى الله عليه وسلم أن يخرج إلى غزوة تبوك قال للجد بن قيس: ((يا جد بن قيس ما تقول في مجاهدة بني الأصفر)) فقال: يا رسول الله إني امرؤ صاحب نساء ومتى أري مساء بني الأصفر أفتتن فأذن لي ولا تفتني، فأنزل الله: {ومنهم من يقول ائذن لي ولا تفتني} الآية.
وأخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه من حديث جابر بن عبد الله مثله.
وأخرج الطبراني من وجه آخر عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((اغزوا تغنموا بنات بني الأصفر)) فقال ناس من المنافقين: إنه ليفتنكم بالنساء، فأنزل الله: {ومنهم من يقول ائذن لي ولا تفتني}). [لباب النقول: 135]


روابط ذات صلة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس