عرض مشاركة واحدة
  #12  
قديم 28 رجب 1434هـ/6-06-2013م, 12:48 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي

ما ورد في نزول قوله تعالى: (وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ (30) )

قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ): (قوله تعالى: {وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ (30)}
(ك). أخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس أن نفرا من قريش ومن أشراف كل قبيلة اجتمعوا ليدخلوا دار الندوة فاعترضهم إبليس في صورة شيخ جليل، فلما
[لباب النقول:124]
رأوه قالوا: من أنت؟ قال: شيخ من أهل نجد سمعت بما اجتمعتم له، فأردت أن أحضركم ولن يعدمكم مني رأي ونصح، قالوا: أجل فادخل، فدخل معهم، فقال: انظروا في شأن هذا الرجل فقال قائل: احبسوه في وثاق ثم تربصوا به المنون حتى يهلك كما هلك من كان قبله من الشعراء زهير والنابغة فإنما هو كأحدهم، فقال عدو الله الشيخ النجدي: لا والله ما هذا لكم برأي والله ليخرجن رائدا من محبسه لأصحابه فليوشكن أن يثبوا عليه حتى يأخذوه من أيديكم ثم يمنعوه منكم فما آمن عليكم أن يخرجوكم من بلادكم فانظروا غير هذا الرأي، فقال قائل: فأخرجوه من بين أظهركم واستريحوا منه، فإنه إذا خرج لن يضركم ما صنع، فقال الشيخ النجدي: لا والله ما هذا لكم برأي، ألم تروا حلاوة قوله وطلاقة لسانه وأخذه للقلوب بما يستمع من حديثه، والله لئن فعلتم ثم استعرض العرب لتجتمعن إليه ثم ليسيرن إليكم حتى يخرجكم من بلادكم ويقتل أشرافكم، قالوا: صدق والله، فانظروا رأيا غير هذا، فقال أبو جهل: والله لأشيرن عليكم برأي ما أراكم أبصرتموه بعد، ما أرى غيره قالوا: وما هذا؟ قال: تأخذوا من كل قبيلة وسطا شابا جلدا، ثم يعطى كل غلام منهم سيفا صارما، ثم يضربونه ضربة رجل واحد، فإذا قتلتموه تفرق دمه في القبائل كلها، فلا أظن هذا الحي من بني هاشم يقدرون على حرب قريش كلهم وإنهم إذا رأوا ذلك قبلوا العقل واسترحنا وقطعنا عنا أذاه، فقال الشيخ النجدي: هذا والله هو الرأي، القول ما قال الفتى لا أرى غيره. فتفرقوا على ذلك وهم مجتمعون له، فأتى جبريل النبي صلى الله عليه وسلم فأمره بأن لا يبيت في مضجعه الذي كان يبيت، وأخبره بمكر القوم، فلم يبت رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيته تلك الليلة وأذن الله له عند ذلك بالخروج، وأنزل عليه بعد قدومه المدينة يذكره نعمته عليه: {وإذ يمكر بك الذين كفروا} الآية.
وأخرج ابن جرير من طريق عبيد بن عمير عن المطلب بن أبي وداعة أن أبا طالب قال للنبي صلى الله عليه وسلم: ما يأتمر بك قومك؟ قال: ((يريدون أن يسجنوني أو يقتلوني أو يخرجوني)) قال: من حدثك بهذا؟ قال: ((ربي)) قال: نعم الرب ربك، فاستوصي به خيرا، قال: ((أنا أستوصي به بل هو يستوصي بي)) فنزلت: {وإذ يمكر
[لباب النقول:125]
بك الذين كفروا} الآية
قال ابن كثير: ذكر أبي طالب فيه غريب، بل منكر، لأن القصة ليلة الهجرة، وذلك بعد موت أبي طالب بثلاث سنين). [لباب النقول:126]


روابط ذات صلة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس