عرض مشاركة واحدة
  #9  
قديم 28 رجب 1434هـ/6-06-2013م, 12:47 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي

ما ورد في نزول قوله تعالى: (فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ قَتَلَهُمْ وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى وَلِيُبْلِيَ الْمُؤْمِنِينَ مِنْهُ بَلَاءً حَسَنًا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (17) )

قالَ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الوَاحِدِيُّ (ت: 468هـ): (قوله تعالى: {وَما رَمَيتَ إِذ رَمَيتَ وَلَكِنَّ اللهَ رَمى}
أخبرنا عبد الرحمن بن أحمد العطار قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن محمد
[أسباب النزول:228]
البياع قال: أخبرني إسماعيل بن محمد بن الفضل الشعراني قال: حدثني جدي قال: حدثنا إبراهيم بن المنذر الحزامي قال: حدثنا محمد بن فليح عن موسى بن عقبة عن ابن شهاب عن سعيد بن المسيب عن أبيه قال: أقبل أبي بن خلف يوم أحد إلى النبي صلى الله عليه وسلم يريده فاعترض له رجال من المؤمنين فأمرهم رسول الله عليه السلام فخلوا سبيله فاستقبله مصعب بن عمير أحد بني عبد الدار ورأى رسول الله صلى الله عليه وسلم ترقوة أبي من فرجة بين سابغة البيضة والدرع فطعنه بحربته فسقط أبي عن فرسه ولم يخرج من طعنته دم وكسر ضلعًا من أضلاعه فأتاه أصحابه وهو يخور خوار الثور فقالوا له: ما أعجزك إنما هو خدش فقال: والذي نفسي بيده لو كان هذا الذي بي بأهل ذي المجاز لماتوا أجمعين فمات أبي إلى النار فسحقًا لأصحاب السعير قبل أن يقدم مكة فأنزل الله تعالى في ذلك: {وَما رَمَيتَ إِذ رَمَيتَ وَلَكِنَّ اللهَ رَمى}.
وروى صفوان بن عمرو عن عبد العزيز بن جبير أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم خيبر دعا بقوس فأتي بقوس طويلة فقال: ((جيئوني بقوس غيرها)) فجاءوه بقوس كبداء فرمى رسول الله صلى الله عليه وسلم على الحصن
[أسباب النزول:229]
فأقبل السهم يهوي حتى قتل كنانة بن أبي الحقيق وهو على فراشه فأنزل الله تعالى: {وَما رَمَيتَ إِذ رَمَيتَ وَلَكِنّ اللهَ رَمى}.
وأكثر أهل التفسير على أن الآية نزلت في رمي النبي عليه السلام القبضة من حصباء الوادي يوم بدر حين قال للمشركين: ((شاهت الوجوه)) ورماهم بتلك القبضة فلم تبق عين مشرك إلا دخلها منه شيء.
قال حكيم بن حزام: لما كان يوم بدر سمعنا صوتًا وقع من السماء إلى الأرض كأنه صوت حصاة وقعت في طست ورمى رسول الله صلى الله عليه وسلم تلك الحصاة فانهزمنا فذلك قوله تعالى: {وَما رَمَيتَ إِذ رَمَيتَ وَلَكِنَّ اللهَ رَمى}). [أسباب النزول:230]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ): (قوله تعالى: {فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ قَتَلَهُمْ وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى وَلِيُبْلِيَ الْمُؤْمِنِينَ مِنْهُ بَلَاءً حَسَنًا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (17)}
قوله تعالى: {وما رميت} الآية.
روى الحاكم عن سعيد بن مسيب عن أبيه قال: أقبل أبي بن خلف يوم أحد إلى النبي صلى الله عليه وسلم فخلوا سبيله، فاستقبله مصعب بن عمير ورأى رسول الله صلى الله عليه وسلم ترقوة أبي من فرجة بين سابغة الدرع والبيضة، فطعنه بحربته فسقط أبي عن فرسه ولم يخرج من طعنته دم، فكسر ضلعا من أضلاعه فأتاه أصحابه وهو يخور خوار الثور، فقالوا له: ما أعجزك إنما هو خدش،، فذكر لهم قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((بل أنا أقتل أبيا))، ثم قال: والذي نفسي بيده لو كان هذا الذي بي بأهل ذي المجاز لماتوا أجمعون، فمات أبي قبل أن يقدم مكة، فأنزل الله: {وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى} الآية. صحيح الإسناد لكنه غريب.
وأخرج ابن جرير عن عبد الرحمن بن جبير أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم خيبر دعا بقوس، فرمى الحصن فأقبل السهم يهوي حتى قتل ابن أبي الحقيق وهو في فراشه، فأنزل الله: {وما رميت إذ رميت} الآية، مرسل جيد الإسناد، لكنه غريب. والمشهور أنها نزلت في رميه يوم بدر بالقبضة من الحصباء.
روى ابن جرير وابن أبي حاتم والطبراني عن حكيم بن حزام قال: لما كان يوم بدر سمعنا صوتا وقع من السماء إلى الأرض كأنه صوت حصاة وقعت في طست، ورمى رسول الله صلى الله عليه وسلم بتلك الحصباء فانهزمنا، فذلك قوله: {وما رميت إذ رميت} الآية.
وأخرج أبو الشيخ نحوه عن جابر وابن عباس
ولابن جرير من وجه آخر مرسلا نحوه). [لباب النقول:123]
قَالَ مُقْبِلُ بنِ هَادِي الوَادِعِيُّ (ت: 1423هـ): (قوله تعالى:{وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى} [الآية: 17].
قال الطبراني رحمه الله [3 /227] حدثنا أحمد بن مابهرام الأيذجي ثنا محمد بن يزيد الأسفاطي ثنا إبراهيم بن يحيى الشجري حدثني أبي ثنا موسى بن يعقوب الزمعي عن عبد الله بن يزيد مولى الأسود بن سفيان عن أبي بكر بن سليمان بن أبي حثمة عن حكيم بن حزام قال: لما كان يوم بدر أمر رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فأخذ كفا من الحصباء فاستقبلنا به فرمانا بها وقال: شاهت الوجوه فانهزمنا فأنزل الله عز وجل: {وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى}.
قال الهيثمي في [المجمع: 2 /84] سنده حسن، وأقول: لعله يقصد أنه حسن لغيره. وإليك رجال الإسناد محمد بن يزيد الأسفاطي، قال أبو حاتم: صدوق. وإبراهيم بن يحيى الشجري، قال أبو حاتم: ضعيف، ووثقه ابن حبان والحاكم، وقال أبو إسماعيل الترمذي: لم أر أعمى قلبا منه، قلت له حدثكم إبراهيم بن سعد فقال حدثكم إبراهيم بن سعد فهذا جرح مفسر فهو ضعيف.
ووالده وهو يحيى بن محمد بن عباد الشجري، قال أبو حاتم ضعيف. وذكره ابن حبان في الثقات. قال الحافظ في التهذيب بعد هذا، قلت وقال الساجي في حديثه مناكير وأغاليط وكان فيما بلغني ضريرا يلقن ا.هـ. من تهذيب التهذيب.
وموسى بن يعقوب الزمعي مختلف فيه والراجح فيه أن يصلح في الشواهد والمتابعات.
وأما عبد الله بن يزيد مولى الأسود بن سفيان فمن رجال الجماعة وهو ثقة.
وأما أبو بكر بن سليمان بن أبي حثمة فقال الزهري: كان من علماء قريش. ا.هـ مختصرا من تهذيب التهذيب، وأما شيخ الطبراني وهو أحمد بن مابهرام وفي المعجم الصغير أحمد بن الحسين بن مابهرام فهو مترجم في [الأنساب: 1 /402] و[معجم البلدان للحموي:1/288] ولم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلا.
[الصحيح المسند في أسباب النزول: 114]
وقلنا: إن الهيثمي لعله حسن الحديث من أجل ما له من الشواهد والمتابعات؛ لأنه قد عقبه بقوله: وعن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال لعلي: ((ناولني كفا من حصى)) فناوله فرمى به وجوه القوم فما بقي أحد من القوم إلا امتلأت عيناه من الحصباء فنزلت: {وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى} الآية. ثم قال: رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح.
وقد روى الحاكم [2 /327] عن سعيد بن المسيب عن أبيه أنها نزلت لما رمى النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أُبَيّ بن خلف وقال: هذا حديث على شرط الشيخين، وسكت عليه الذهبي.
قال الحافظ ابن كثير رحمه الله [2 /229] بعد عزوه إلى الحاكم عن سعيد بن المسيب والزهري وهذا القول عن هذين الإمامين غريب أيضا جدا ولعلهما أرادا أن الآية بعمومها تناولته لا أنها نزلت فيه خاصة كما تقدم ا.هـ). [الصحيح المسند في أسباب النزول: 115]


روابط ذات صلة:
- أقوال المفسرين



رد مع اقتباس