عرض مشاركة واحدة
  #11  
قديم 27 رجب 1434هـ/5-06-2013م, 04:14 PM
شيماء رأفت شيماء رأفت غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 1,618
افتراضي

نزول قوله تعالى: (بَلْ يُرِيدُ كُلُّ امْرِئٍ مِنْهُمْ أَنْ يُؤْتَى صُحُفًا مُنَشَّرَةً (52) )

قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ): (قوله تعالى: {بَلْ يُرِيدُ كُلُّ امْرِئٍ مِنْهُمْ أَنْ يُؤْتَى صُحُفًا مُنَشَّرَةً (52)}
(ك)، وأخرج ابن المنذر عن السدي قال: قالوا: لئن كان محمد صادقا فليصبح تحت رأس كل رجل منا صحيفة فيها براءة وأمنة من النار، فنزلت: {بَلْ يُرِيدُ كُلُّ امْرِئٍ مِنْهُمْ أَنْ يُؤْتَى صُحُفًا مُنَشَّرَةً (52)}). [لباب النقول: 280]
قالَ مُحَمَّد الطَّاهِرُ بْنُ عَاشُورٍ (ت: 1393هـ): (قيل: إنّها ثانية السّور نزولًا وإنّها لم ينزل قبلها إلّا سورة {اقرأ باسم ربّك} [العلق: 1] وهو الّذي جاء في حديث عائشة في "الصّحيحين" في صفة بدء الوحي (أنّ النّبي صلّى الله عليه وسلّم جاءه الحقّ وهو في غار حراء فجاءه الملك فقال: {اقرأ باسم ربّك الّذي خلق} إلى {ما لم يعلم} [العلق: 1- 5] -ثمّ قالت:- ثمّ فتر الوحي).
فلم تذكر نزول وحيٍ بعد آيات {اقرأ باسم ربّك}.
وكذلك حديث جابر بن عبد اللّه من رواية أبي سلمة بن عبد الرحمن من طرقٍ كثيرةٍ وبألفاظٍ يزيد بعضها على بعضٍ.
وحاصل ما يجتمع من طرقه: قال جابر بن عبد اللّه وهو يحدّث عن فترة الوحي فقال في حديثه: (إنّ النّبي صلّى الله عليه وسلّم قال: ((فبينا أنا أمشي سمعت صوتًا من السّماء فنوديت فنظرت أمامي وخلفي وعن يميني وعن شمالي فلم أر شيئًا فرفعت رأسي فإذا الملك الّذي جاءني بحراء جالسٌ على كرسيٍّ بين السّماء والأرض فجئت منه رعبًا فأتيت خديجة فقلت: دثّروني فدثّروني)) -زاد غير ابن شهابٍ من روايته- ((وصبّوا عليّ ماءً باردًا فدثّروني وصبّوا عليّ ماءً باردًا)) -قال النّوويّ: صبّ الماء لتسكين الفزع-
فأنزل اللّه {يا أيّها المدّثّر} إلى {والرّجز فاهجر} [المدثر: 1- 5] ثمّ حمي الوحي وتتابع) اهـ). [التحرير والتنوير: 29/291-292]م
قَالَ مُقْبِلُ بنِ هَادِي الوَادِعِيُّ (ت: 1423هـ): ( [البخاري: 10/303]، حدثني يحيى حدثنا وكيع عن علي بن المبارك عن يحيى بن أبي كثير سألت أبا سلمة بن عبد الرحمن عن أول ما نزل من القرآن قال: {يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ} قلت: يقولون {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ} فقال أبو سلمة: سألت جابر بن عبد الله رضي الله عنهما عن ذلك، وقلت له مثل الذي قلت، فقال جابر: لا أحدثك إلا ما حدثنا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: ((جاورت بحراء، فلما قضيت جواري هبطت. فنوديت فنظرت عن يميني فلم أر شيئا، ونظرت عن شمالي فلم أر شيئا، ونظرت أمامي فلم أر شيئا، ونظرت خلفي فلم أر شيئا، فرفعت رأسي فرأيت شيئا، فأتيت خديجة فقلت: دثروني وصبوا علي ماء باردا، قال: فدثروني وصبوا علي ماء باردا". قال فنزلت: {يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ، قُمْ فَأَنْذِرْ} )).
الحديث ذكره[ ص305 -306 ,351،: 1/31]، وأخرجه [مسلم :2 /206 -207 -208]، و[الترمذي: 4/208]، و[أحمد:3/377، 392]، وعبد الرزاق في [المصنف: 5/324]، و[الطيالسي: 2 /7]، وابن جرير في [التاريخ: 2/208 -209] وفي [التفسير: 29/143]، والحاكم في [المستدرك :2/251] وفيه سمعت رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وهو يحدث عن فترة الوحي، ثم قال: صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه بهذه اللفظة، والبيهقي في [دلائل النبوة: 1/410 -411].
[الصحيح المسند في أسباب النزول:257]
استدراك:
قال الحاكم رحمه الله: ولم يخرجاه بهذه اللفظة يعني وهو يحدث عن فترة الوحي، وقد أخرجه البخاري في باب [بدء الوحي:1/31]، وفي كتاب [التفسير في تفسيره سورة المدثر: 10/305-306]، وفي تفسير[اقرأ: 350]، و[مسلم: 2/205-206].
تنبيه:
قال الحافظ ابن كثير رحمه الله في تفسيره [4 /440] ما معناه: خالف جابر بن عبد الله الجمهور في قوله: إن أول ما نزل المدثر. فذهبوا إلى أن أول القرآن نزولا سورة اقرأ. ثم ذكر حديث الصحيحين، فقال: وقد روى مسلم من طريق عقيل عن ابن شهاب عن أبي سلمة قال: أخبرني جابر بن عبد الله أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم يحدث عن فترة الوحي فقال في حديثه: ((فبينما أنا أمشي إذ سمعت صوتا من السماء، فرفعت بصري قبل السماء، فإذا الملك الذي جاءني بحراء قاعد على كرسي بين السماء والأرض، فجئت منه حتى هويت إلى الأرض، فجئت إلى أهلي، فقلت زملوني زملوني)) فأنزل الله {يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ * قُمْ فَأَنْذِرْ} إلى {فَاهْجُرْ} قال أبو سلمة: والرجز: الأوثان. ثم حمى الوحي وتتابع. هذا لفظ البخاري، وهذا السياق هو المحفوظ وهو يقتضي أنه قد نزل الوحي قبل هذا لقوله: ((فإذا الملك الذي كان بحراء)) وهو جبريل حين أتاه بقوله: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ * خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ * اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ * الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ * عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ} ثم أنه حصل بعد هذا فترة ثم نزل الملك بعد هذا ووجه الجمع أن أول شيء نزل بعد فترة الوحي هذه السورة ثم ساق الأدلة على ذلك.
وذكر الحافظ نحو هذا في [الفتح: 1 /31، :10/304-305] ). [الصحيح المسند في أسباب النزول:258]

قَالَ مُقْبِلُ بنِ هَادِي الوَادِعِيُّ (ت: 1423هـ):
(قوله تعالى:{ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيدًا} الآيات.
[الصحيح المسند في أسباب النزول:258]
[البداية والنهاية: 3/60] قال إسحاق: حدثنا عبد الرزاق عن معمر عن أيوب السختياني عن عكرمة عن ابن عباس أن الوليد بن المغيرة جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فقرأ عليه القرآن فكأنه رق له، فبلغ ذلك أبا جهل فأتاه، فقال: ((يا عم إن قومك يريدون أن يجمعوا لك مالا)). قال: لم؟ قال: ليعطوكه فإنك أتيت محمد لتعرض ما قبله، قال: قد علمت قريش أني من أكثرها مالا، قال: فقل فيه قولا يبلغ قومك أنك منكر له. قال: وماذا أقول، فوالله ما منكم رجل أعرف بالأشعار مني ولا أعلم برجزه ولا بقصيده مني ولا بأشعار الجن، والله ما يشبه الذي يقول شيئا من هذا. ووالله إن لقوله الذي يقوله حلاوة، وإن عليه لطلاوة، وإنه لمثمر أعلاه، مغدق أسفله، وإنه ليعلو ولا يعلى، وإنه ليحطم ما تحته. قال: لا يرضى عنك قومك حتى تقول فيه. قال: قف عني حتى أفكر فيه. فلما فكر قال: إن هذا إلا سحر يؤثر يأثره عن غيره فنزلت: {ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيدًا * وَجَعَلْتُ لَهُ مَالًا مَمْدُودًا * وَبَنِينَ شُهُودًا}. الآيات، هكذا رواه البيهقي عن الحاكم أبي عبد الله عن محمد بن علي الصنعاني بمكة عن إسحاق به وقد رواه حماد بن زيد عن أيوب عن عكرمة مرسلا. ا.هـ. قال أبو عبد الرحمن: والظاهر ترجيح المرسل لأن حماد بن زيد أثبت الناس في أيوب وأيضا معمر قد اختلف عليه فيه كما في [دلائل النبوة للبيهقي: 2/199] فالحديث ضعيف، والله أعلم). [الصحيح المسند في أسباب النزول: 259]



روابط ذات صلة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس