عرض مشاركة واحدة
  #77  
قديم 26 رجب 1434هـ/4-06-2013م, 12:39 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي

ما ورد في نزول قوله تعالى: (أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (165) )

قالَ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الوَاحِدِيُّ (ت: 468هـ): (قوله تعالى: {أَولَمّا أَصابَتكُم مُّصيبَةٌ ...} الآية.
قال ابن عباس: حدثني عمر بن الخطاب قال: لما كان يوم أحد من العام المقبل عوقبوا بما صنعوا يوم بدر من أخذهم الفداء فقتل منهم سبعون وفر أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وكسرت رباعيته وهشمت البيضة على رأسه وسال الدم على وجهه فأنزل الله تعالى: {أَوَلَمّا أَصابَتكُم مُصيبَةٌ} إلى قوله: {قُل هُوَ مِن عِندِ أَنفُسِكُم} قال بأخذكم الفداء). [أسباب النزول: 123]
قال أحمدُ بنُ عَلِيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله تعالى: {أو لما أصابتكم مصيبة قد أصبتم مثليها قلتم أني هذا قل هو من عند أنفسكم} [165]
1 - قال الثعلبي روى عبيدة بن عمرو السلماني عن علي قال جاء جبريل إلى النبي فقال يا محمد إن الله قد كره ما صنع قومك في أخذهم الفداء من الأسرى وقد أمرك أن تخيرهم بين أن يقدموا فتضرب أعناقهم وبين أن يأخذوا الفداء علي أن يقتل منهم فذكر ذلك رسول الله فقالوا يا رسول الله عشائرنا وإخواننا لا بل نأخذ فداءهم فنتقوى به على عدونا ويستشهد منا عدتهم وليس في ذلك شيء نكره فقتل منهم يوم أحد سبعون رجلا عدة أسارى أهل بدر
قال الثعالبي فمعنى قوله على هذا التأويل من عند أنفسكم أي بأخذكم الفداء واختياركم القتل
قلت حديث علي هذا أخرجه الحسين بن داود المعروف بسنيد في تفسيره عن إسماعيل بن علية عن ابن عون وعن حجاج بن محمد عن جرير بن حازم كلاهما عن محمد بن سيرين عنه
وأخرجه الطبري من طريق سنيد وأصله عند الترمذي والنسائي من رواية يحيى بن زكريا بن أبي زائدة عن الثوري عن هشام بن حسان عن محمد بن سيرين ولفظه أن جبريل هبط عليه فقال له خيرهم في أسارى بدر القتل أو الفداء
[العجاب في بيان الأسباب: 2/780]
على أن يقتل منهم قابل مثلهم قالوا الفداء ويقتل منا
قال الترمذي حسن غريب من حديث الثوري ورواه أبو أسامة عن هشام نحوه وروى ابن عون عن ابن سيرين عن عبيدة بن عمرو مرسلا
قلت أخرجه الطبري عن الدورقي عن ابن علية عنه مرسلا ومن طريق أشعث بن سوار عن ابن سيرين كذلك
وقد وصل سنيد رواية ابن عون كما ترى وزاد رواية جرير وخالف في سياق المتن وقد تكلموا فيه
حديث آخر قال الإمام أحمد وأبو بكر بن أبي شيبة في مسنديهما
[العجاب في بيان الأسباب: 2/781]
جميعا حدثنا قراد أبو نوح واسمه عبد الرحمن بن غزوان ثنا عكرمة بن عمار نا سماك الحنفي حدثني ابن عباس حدثني عمر بن الخطاب قال لما كان يوم أحد من العام المقبل عوضوا بما صنعوه يوم بدر من أخذهم الفداء فقتل منهم سبعون وفر القوم عن النبي وكسرت رباعيته وهشمت البيضة على رأسه وسال الدم على وجهه فأنزل الله عز وجل أو لما أصابتكم مصيبة قد أصبتم مثليها قلتم أني هذا قل هو من عند أنفسكم بأخذكم الفداء
لفظ أبي بكر وسياق أحمد أتم وأصل الحديث في صحيح مسلم من هذا الوجه وأوله لما كان يوم بدر نظر رسول الله إلى المشركين الحديث بطوله وفيه فقتلوا يومئذ سبعين وأسروا سبعين وفيه أن النبي استشار أبا بكر وعمر في الأسرى وفيه أبكي للذي عرض علي أصحابك من أخذهم الفداء لقد عرض علي عذابهم أدنى من هذه الشجرة وأنزل الله تعالى ما كان لنبي أن يكون له أسرى وسيأتي في سورة الأنفال
حديث آخر مرسل أخرج ابن أبي حاتم من طريق عباد بن منصور سألت
[العجاب في بيان الأسباب: 2/782]
الحسن عن قوله تعالى أو لما أصابتكم مصيبة قد أصبتم مثليها قال لما رأوا من قتل منهم يوم أحد قالوا من أين هذا ما كان للكفار أن يقتلوا منا فأخبرهم الله تعالى إن ذلك بالأسرى الذين أخذوا منهم الفداء يوم بدر فردهم الله بذلك وعجل لهم عقوبة ذلك في الدنيا ليسلموا منها في الآخرة
2 - قول آخر قال الطبري في المراد بقوله قل هو من عند أنفسكم قال بعضهم تأويله ما وقع من خلافكم على نبيكم حين أشار عليكم فأبيتم إلا أن يخرج ويصحر لهم ويقاتلهم
ثم أسند عن قتادة قال ذكر لنا أن النبي قال إنا في جنة حصينة فقال أناس من الأنصار فذكر القصة وقوله ما كان النبي أن يلبس لأمته ثم يضعها حتى يقاتل). [العجاب في بيان الأسباب: 2/783]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ): (قوله تعالى: {أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (165)}
أخرج ابن أبي حاتم عن عمر بن الخطاب قال: عوقبوا يوم أحد بما صنعوا يوم بدر من أخذهم الفداء فقتل منهم سبعون وفر أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم
[لباب النقول: 65]
وكسرت رباعيته، وهشمت البيضة على رأسه، وسال الدم على وجه، فأنزل الله {أولما أصابتكم مصيبة} الآية). [لباب النقول: 66]
قَالَ مُقْبِلُ بنِ هَادِي الوَادِعِيُّ (ت: 1423هـ): (قوله تعالى:{أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ} [الآية: 165].
قال الإمام أحمد رحمه الله [1 /30] حدثنا أبو نوح قراد أنبأنا عكرمة ابن عمار حدثنا سماك الحنفي أبو زميل حدثني ابن عباس حدثني عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: لما كان يوم بدر قال نظر النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم إلى أصحابه وهو ثلاثمائة ونيف ونظر إلى المشركين فإذا هم ألف وزيادة فاستقبل النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم القبلة ثم مد يديه وعليه رداؤه وإزاره ثم قال: ((اللهم أين ما وعدتني، اللهم انجز لي ما وعدتني، اللهم إنك إن تهلك هذه العصابة من أهل الإسلام فلا تعبد في الأرض أبدا)) قال فما زال يستغيث ربه عز وجل ويدعوه حتى سقط رداؤه فأتاه أبو بكر رضي الله عنه فأخذ رداءه فرداه ثم التزمه من ورائه ثم قال: يا بني الله كفاك مناشدتك ربك فإنه سينجز لك ما وعدك وأنزل الله عز وجل: {إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلائِكَةِ مُرْدِفِينَ}، فلما كان يومئذ والتقوا فهزم الله عز وجل المشركين، فقتل منهم سبعون رجلا وأسر منهم سبعون رجلا، فاستشار رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم أبا بكر وعليا وعمر رضي الله عنهم فقال أبو بكر رضي الله عنه: يا رسول الله هؤلاء بنو العم والعشيرة والإخوان فإني أرى أن تأخذ منهم الفدية فيكون ما أخذنا منهم قوة لنا على الكفار وعسى الله أن يهديهم فيكونوا لنا عضدا، فقال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ((ما ترى يابن الخطاب))؟ قلت: والله ما أرى ما رأى أبو بكر ولكن أرى أن تمكنني من فلان قريبا لعمر فأضرب عنقه، وتمكن عليا رضي الله عنه من عقيل فيضرب عنقه، وتمكن حمزة من فلان أخيه فيضرب عنقه، حتى يعلم الله أنه ليست في قلوبنا هوادة للمشركين هؤلاء صناديدهم وأئمتهم وقادتهم فهوى رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ما قال أبو بكر رضي الله عنه ولم يهو ما قلت فأخذ منهم الفداء فلما أن
[الصحيح المسند في أسباب النزول: 60]
كان من الغد قال عمر رضي الله عنه غدوت إلى رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فإذا هو قاعد وأبو بكر رضي الله عنه وإذا هما يبكيان فقلت يا رسول الله أخبرني ماذا يبكيك أنت وصاحبك فإن وجدت بكاء بكيت وإن لم أجد تباكيت لبكائكما؟ قال: فقال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: الذي عرض على أصحابك من الفداء لقد عرض على عذابكم أدنى من هذه الشجرة لشجرة قريبة وأنزل الله عز وجل {مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الْأَرْضِ} – إلى قوله: {لَوْلا كِتَابٌ مِنَ اللَّهِ سَبَقَ لَمَسَّكُمْ فِيمَا أَخَذْتُمْ} من الفداء ثم أحل الله لهم الغنائم فلما كان يوم أحد من العام المقبل بمثل عوقبوا بما صنعوا يوم بدر من أخذهم الفداء فقتل منهم سبعون وفر أصحاب النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وكسرت رباعيته وهشمت البيضة على رأسه وسال الدم على وجهه وأنزل الله عز وجل: {أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا} بأخذكم الفداء.
الحديث رجاله رجال الصحيح وقد عزاه ابن كثير والسيوطي لابن أبي حاتم مختصرا وإنما سقته بتمامه لما فيه من العبر.
وسيأتي ذكر بعض مخرجيه في سورة الأنفال إن شاء الله). [الصحيح المسند في أسباب النزول: 61]


روابط ذات صلة:
- أقوال المفسرين



رد مع اقتباس