عرض مشاركة واحدة
  #6  
قديم 26 رجب 1434هـ/4-06-2013م, 01:05 AM
شيماء رأفت شيماء رأفت غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 1,618
افتراضي

أسباب نزول سورة التحريم

قالَ عبد الرحمنِ بنُ محمدٍ ابنُ أبي حاتمٍ الرازيُّ (ت: 327هـ): (قوله تعالى: {يا أيّها النّبيّ لم تحرّم ما أحلّ اللّه لك}
عن ابن عبّاسٍ قال: (كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يشرب من شرابٍ عند سودة من العسل، فدخل على عائشة فقالت: إنّي أجد منك ريحًا، فدخل على حفصة فقالت: إنّي أجد منك ريحًا، فقال: ((أراه من شرابٍ شربته عند سودة واللّه لا أشربه)) فأنزل اللّه: {يا أيّها النّبيّ لم تحرّم ما أحلّ اللّه لك} الآية [التحريم: 1]).
وبسندٍ ضعيفٍ عن ابن عبّاسٍ قال: (نزلت هذه الآية: {يا أيّها النّبيّ لم تحرّم ما أحلّ اللّه لك} [التحريم: 1] في المرأة الّتي وهبت نفسها للنّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم)). [تفسير القرآن العظيم: 10/3362]

قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ):
(حدّثني أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد بن بطّة الأصبهانيّ، ثنا عبد اللّه بن محمّد بن زكريّا الأصبهانيّ، ثنا محمّد بن بكيرٍ الحضرميّ، ثنا سليمان بن المغيرة، ثنا ثابتٌ، عن أنسٍ رضي اللّه عنه، " أنّ رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم كانت له أمةٌ يطؤها فلم تزل به عائشة وحفصة حتّى جعلها على نفسه حرامًا، فأنزل اللّه هذه الآية {يا أيّها النّبيّ لم تحرّم ما أحلّ اللّه لك تبتغي مرضات أزواجك} [التحريم: 1] إلى آخر الآية «هذا حديثٌ صحيحٌ على شرط مسلمٍ ولم يخرّجاه»). [المستدرك: 2/535]
قالَ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الوَاحِدِيُّ (ت: 468هـ): (روي أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل حفصة في يوم نوبتها فخرجت هي لبعض شأنها فأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى مارية جاريته وأدخلها بيت حفصة وواقعها، فلما رجعت حفصة علمت بذلك فغضبت وبكت وقالت: (أما لي حرمة عندك وحق؟!) فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((اسكتي فهي حرام علي أبتغي بذلك رضاك))، وحلف أن لا يقربها وبشرها بأن الخليفة من بعده أبوها وأبو عائشة رضي الله عنهم أجمعين ذكورا وإناثا وقال لها: ((لا تخبرني أحدا بما أسررت إليك من أمر الجارية وأمر الخلافة من بعدي)) فلما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من عندها أخبرت عائشة رضي الله عنها وعن أبيها بذلك وقالت: (قد أراحنا الله من مارية فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم حرمها على نفسه، وقصت عليها القصة فنزل: {لم تحرم ما أحل الله لك} الآية [التحريم: 1])). [الوجيز: 1/1111]

قال أبو السعادات المبارك بن محمد بن محمد ابن الأثير الجزري (ت: 606هـ) : ( (خ م د س) عائشة - رضي الله عنها -: قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحبّ العسل والحلواء، وكان إذا انصرف من العصر دخل على نسائه فيدنو من إحداهنّ، فدخل على حفصة بنت عمر، فاحتبس أكثر مما كان يحتبس، فغرت فسألت عن ذلك؟ فقيل لي: أهدت لها امرأةٌ من قومها عكّة من عسلٍ، فسقت النبيّ صلى الله عليه وسلم منه شربة، فقلت: أما والله لنحتالنّ له، فقلت لسودة بنت زمعة: إنه سيدنو منك، إذا دنا منك فقولي له: يا رسول الله أكلت مغافير؟ فإنه سيقول لك: لا، فقولي له: ما هذه الريح التي أجد؟ - زاد في رواية: وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يشتدّ عليه أن يوجد منه الريح - فأنه سيقول لك: سقتني حفصة شربة عسلٍ، فقولي له: جرست نحله العرفط، وسأقول ذلك، وقولي أنت يا صفيّة مثل ذلك، قالت: تقول سودة: فوالله الّذي لا إله إلا هو، ما هو إلا أن قام على الباب، فأردت أن أبادئه بما أمرتني فرقاً منك، فلمّا دنا منها قالت له سودة: يا رسول الله، أكلت مغافير؟ قال: «لا» قالت: فما هذه الريح التي أجد منك؟ قال: «سقتني حفصة شربة عسل» فقالت: جرست نحله العرفط، فلما دار إليّ، قلت له نحو ذلك، فلمّا دار إلى صفيّة، قالت له مثل ذلك، فلما دار إلى حفصة، قالت: يا رسول الله، ألا أسقيك منه؟ قال: «لا حاجة لي فيه» قالت: تقول سودة: والله لقد حرّمناه، قلت لها: اسكتي.
وفي رواية قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يمكث عند زينب بنت جحشٍ، فيشرب عندها عسلاً، قالت: فتواطأت أنا وحفصة، أنّ أيّتنا ما دخل عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلتقل له: إنّي أجد منك ريح مغافير، أكلت مغافير؟ فدخل على إحداهما، فقالت ذلك له، فقال: بل شربت عسل عند زينب بنت جحش، ولن أعود له، فنزل {يا أيّها النبيّ لم تحرّم ما أحلّ اللّه لك} [التحريم: 1] {إن تتوبا إلى اللّه} [التحريم: 4] لعائشة وحفصة {وإذ أسرّ النبيّ إلى بعض أزواجه حديثاً} [التحريم: 3] لقوله: بل شربت عسلاً ولن أعود له، وقد حلفت، فلا تخبري بذلك أحداً. أخرجه البخاري، ومسلم، وأبو داود. وأخرج النسائي الرواية الثانية.
[شرح الغريب]
(عكة) العكة: الظرف الذي يكون فيه العسل.
(مغافير) المغافير بالفاء والياء: شيء ينضجه العرفط، حلو كالناطف وله ريح كريهة.
(جرست العرفط) جرست النحل العرفط: إذا أكلته، ومنه قيل للنحل: جوارس، والعرفط: جمع عرفطة، وهو شجر من العضاه زهرته مدحرجة، والعضاه: كل شجر يعظم وله شوك كالطلح والسمر والسلم ونحو ذلك.
(فرقاً) الفرق: الفزع والخوف). [جامع الأصول: 2/397-400]
قال أبو السعادات المبارك بن محمد بن محمد ابن الأثير الجزري (ت: 606هـ) : ( (س) أنس بن مالك - رضي الله عنه -: أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كانت له أمةٌ يطؤها، فلم تزل به عائشة وحفصة حتى حرّمها على نفسه، فأنزل الله: {يا أيّها النّبيّ لم تحرّم ما أحلّ اللّه لك... } الآية. أخرجه النسائي). [جامع الأصول: 2/410]
قال عليُّ بنُ أبي بكرٍ بن سُليمَان الهَيْثَميُّ (ت: 807هـ) : (قوله تعالى: {يا أيّها النّبيّ لم تحرّم} [التحريم: 1].
- عن ابن عبّاسٍ {يا أيّها النّبيّ لم تحرّم ما أحلّ اللّه لك} [التحريم: 1] قال: نزلت هذه الآية في سرّيّته.
رواه البزّار بإسنادين والطّبرانيّ، ورجال البزّار رجال الصّحيح غير بشر بن آدم الأصغر وهو ثقةٌ.
- وعن أبي هريرة قال: «دخل رسول اللّه - صلّى اللّه عليه وسلّم - بمارية القبطيّة سرّيّته، بيت حفصة بنت عمر، فوجدتها معه، فقالت: يا رسول اللّه، في بيتي من بين بيوت نسائك؟ قال: " فإنّها عليّ حرامٌ أن أمسّها يا حفصة واكتمي هذا عليّ ". فخرجت حتّى أتت عائشة، فقالت: يا بنت أبي بكرٍ، ألا أبشّرك؟ قالت: بماذا؟ قالت: وجدت مارية مع رسول اللّه - صلّى اللّه عليه وسلّم - في بيتي، فقلت: يا رسول اللّه، في بيتي من بين بيوت نسائك؟ وكان أوّل السّرور أن حرّمها على نفسه، ثمّ قال لي: " يا حفصة، ألا أبشّرك ". فقلت: بلى، بأبي وأمّي يا رسول اللّه، فأعلمني: " أنّ أباك يلي الأمر من بعدي، وأنّ أبي يليه بعد أبيك "، وقد استكتمني ذلك فاكتميه. فأنزل اللّه - عزّ وجلّ - {يا أيّها النّبيّ لم تحرّم ما أحلّ اللّه لك} [التحريم: 1] أي من مارية {تبتغي مرضاة أزواجك واللّه غفورٌ رحيمٌ} [التحريم: 1] أي لما كان منك {قد فرض اللّه لكم تحلّة أيمانكم واللّه مولاكم وهو العليم الحكيم - وإذ أسرّ النّبيّ إلى بعض أزواجه حديثًا} [التحريم: 2 - 3] يعني حفصة {فلمّا نبّأت به} [التحريم: 3] يعني عائشة {وأظهره اللّه عليه} [التحريم: 3] يعني بالقرآن {عرّف بعضه} [التحريم: 3] عرّف حفصة ما أظهر من أمر مارية {وأعرض عن بعضٍ} [التحريم: 3] عن ما أخبرت به من أمر أبي بكرٍ وعمر فلم يبده عليها {فلمّا نبّأها به قالت من أنبأك هذا قال نبّأني العليم الخبير} [التحريم: 3] ثمّ أقبل عليها يعاتبها فقال {إن تتوبا إلى اللّه فقد صغت قلوبكما وإن تظاهرا عليه فإنّ اللّه هو مولاه وجبريل وصالح المؤمنين} [التحريم: 4] يعني أبا بكرٍ وعمر {والملائكة بعد ذلك ظهيرٌ - عسى ربّه إن طلّقكنّ أن يبدله أزواجًا خيرًا منكنّ مسلماتٍ مؤمناتٍ قانتاتٍ تائباتٍ عابداتٍ سائحاتٍ ثيّباتٍ وأبكارًا} [التحريم: 4 - 5] فوعده من الثّيّبات آسية بنت مزاحمٍ امرأة فرعون وأخت نوحٍ، ومن الأبكار مريم ابنة عمران وأخت موسى - عليهما السّلام -».
رواه الطّبرانيّ في الأوسط من طريق موسى بن جعفر بن أبي كثيرٍ عن عمّه، قال الذّهبيّ: مجهولٌ وخبره ساقطٌ.
- وعن ابن عبّاسٍ قال: «كان رسول اللّه - صلّى اللّه عليه وسلّم - يشرب عند سودة العسل، فدخل على عائشة، فقالت: إنّي أجد منك ريحًا. ثمّ دخل على حفصة، فقالت: إنّي أجد منك ريحًا. فقال: " أراه من شرابٍ شربته عند سودة، واللّه لا أشربه ". فنزلت هذه الآية {يا أيّها النّبيّ لم تحرّم ما أحلّ اللّه لك} [التحريم: 1]».
رواه الطّبرانيّ، ورجاله رجال الصّحيح.
- وعن عبد اللّه - يعني ابن مسعودٍ - «عن النّبيّ - صلّى اللّه عليه وسلّم - في قول اللّه - عزّ وجلّ - {فإنّ اللّه هو مولاه وجبريل وصالح المؤمنين} [التحريم: 4] قال: صالح المؤمنين أبو بكرٍ وعمر».
رواه الطّبرانيّ، وفيه عبد الرّحيم بن زيدٍ العمّيّ وهو متروكٌ). [مجمع الزوائد: 7/126-127]
قال عليُّ بنُ أبي بكرٍ بن سُليمَان الهَيْثَميُّ (ت: 807هـ) : (حدّثنا بشرٌ، ثنا ابن رجاءٍ، عن إسرائيل، عن مسلمٍ، عن مجاهدٍ، عن ابن عبّاسٍ: {يا أيّها النّبيّ لم تحرّم ما أحلّ اللّه لك} [التحريم: 1] قال: نزلت هذه الآية في سريّته.
- حدّثنا محمّد بن موسى القطّان الواسطيّ، ثنا عاصم بن عليٍّ، ثنا قيسٌ، عن سالمٍ الأفطس، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ، قال:...
، بنحوه.
قال البزّار: لا نعلمه متّصلا عن ابن عبّاسٍ إلا من هذين الوجهين). [كشف الأستار عن زوائد البزار: 3/76-77]
قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (قال الحارث: حدثنا عبد العزيز بن أبان، ثنا معمر بن أبان، ثنا الزّهريّ، عن عروة، عن عائشة رضي الله عنها قالت: لمّا حلف أبو بكر رضي الله عنه أن لا ينفق على مسطحٍ رضي الله عنه، فأنزل الله عز وجل: {قد فرض اللّه لكم تحلّة أيمانكم} فأحلّ يمينه، وأنفق عليه). [المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية: 15/363]
قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ):
(وقيل: نزلت في تحريم مارية، أخرجه النّسائيّ وصححه الحاكم على شرط مسلم. وقال الدّاوديّ: في إسناده نظر. ونقله الخطابيّ عن أكثر المفسّرين، والصّحيح أنه في الغسل، وقال النّسائيّ: حديث عائشة في الغسل جيد غاية،
وحديث مارية وتحريمها لم يأت من طريق جيّدة). [عمدة القاري: 19/355-356]

قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآية 1 - 2.
أخرج ابن سعد، وعبد بن حميد والبخاري، وابن المنذر، وابن مردويه عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يمكث عند زينب بنت جحش ويشرب عندها عسلا فتواصيت أنا وحفصة أن أتينا دخل عليها النّبيّ صلى الله عليه وسلم فلتقل إني أجد منك ريح مغافير أكلت مغافير فدخل إلى إحداهما فقالت ذلك له فقال: لا بل شربت عسلا عند زينب بنت جحش ولن أعود فنزلت {يا أيها النّبيّ لم تحرم ما أحل الله لك} إلى {إن تتوبا إلى الله} لعائشة وحفصة {وإذ أسر النّبيّ إلى بعض أزواجه حديثا} لقوله: بل شربت عسلا). [الدر المنثور: 14/566]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر، وابن أبي حاتم والطبراني، وابن مردويه بسند صحيح عن ابن عباس قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يشرب من شراب عند سودة من العسل فدخل على عائشة فقالت: إني أجد منك ريحا فدخل على حفصة فقالت: إني أجد منك ريحا فقال: أراه من شراب شربته عند سودة والله لا أشربه فأنزل الله {يا أيها النّبيّ لم تحرم ما أحل الله لك} الآية). [الدر المنثور: 14/567]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن سعد عن عبد الله بن رافع قال: سألت أم سلمة عن هذه الآية {يا أيها النّبيّ لم تحرم ما أحل الله لك} قالت: كانت عندي عكة من عسل أبيض فكان النّبيّ صلى الله عليه وسلم يلعق منها وكان يحبسه فقالت له عائشة: نحلها تجرش عرفطا فحرمها فنزلت هذه الآية). [الدر المنثور: 14/567]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج النسائي والحاكم وصححه، وابن مردويه عن أنس أن النّبيّ صلى الله عليه وسلم كانت له أمة يطؤها فلم تزل به عائشة وحفصة حتى جعلها على نفسه حراما فأنزل الله هذه الآية {يا أيها النّبيّ لم تحرم ما أحل الله لك} إلى آخر الآية). [الدر المنثور: 14/568]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن المنذر عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قلت لعمر بن الخطاب رضي الله عنه: من المرأتان اللتان تظاهرتا قال: عائشة وحفصة وكان بدء الحديث في شأن مارية أم إبراهيم القبطية أصابها النّبيّ صلى الله عليه وسلم في بيت حفصة في يومها فوجدت حفصة فقالت: يا نبي الله لقد جئت إلي شيئا ما جئته إلى أحد من أزواجك في يومي وفي داري وعلى فراشي فقال ألا ترضين أن أحرمها فلا أقربها قالت: بلى فحرمها وقال: لا تذكري ذلك لأحد فذكرته لعائشة رضي الله عنها فأظهره الله عليه فأنزل الله {يا أيها النّبيّ لم تحرم ما أحل الله لك} الآيات كلها فبلغنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كفر عنها فأظهر الله يمينه وأصاب جاريته). [الدر المنثور: 14/568]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن سعد، وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: كانت عائشة وحفصة متحابتين فذهبت حفصة إلى بيت أبيها تحدث عنده فأرسل النّبيّ صلى الله عليه وسلم إلى جاريته فظلت معه في بيت حفصة وكان اليوم الذي يأتي فيه حفصة فوجدتهما في بيتها فجعلت تنتظر خروجها وغارت غيرة شديدة فأخرج النّبيّ صلى الله عليه وسلم جاريته ودخلت حفصة فقالت: قد رأيت من كان عندك والله لقد سؤتني فقال النّبيّ صلى الله عليه وسلم: والله لأرضينك وإني مسر إليك سرا فاحفظيه قالت: ما هو قال: إني أشهدك أن سريتي هذه علي حرام رضا فانطلقت حفصة إلى عائشة فأسرت إليها أن أبشري إن النّبيّ صلى الله عليه وسلم قد حرم عليه فتاته فلما أخبرت بسر النّبيّ صلى الله عليه وسلم أظهر الله النّبيّ صلى الله عليه وسلم عليه فأنزل الله {يا أيها النّبيّ لم تحرم ما أحل الله لك}). [الدر المنثور: 14/569]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن مردويه عن أنس أن النّبيّ صلى الله عليه وسلم أنزل أم إبراهيم منزل أبي أيوب قالت عائشة رضي الله عنها: فدخل النّبيّ صلى الله عليه وسلم بيتها يوما فوجد خلوة فأصابها فحملت بإبراهيم قالت عائشة: فلما استبان فزعت من ذلك فمكث رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى ولدت فلم يكن لأمة لبن فاشترى له ضائنة يغذي منها الصبي فصلح عليه جسمه وحسن لحمه وصفا لونه فجاء به يوما يحمله على عنقه فقال يا عائشة كيف تري الشبه فقلت: أنا غيري ما أدري شبها فقال: ولا باللحم فقلت: لعمري لمن تغذى بألبان الضأن ليحسن لحمه قال: فجزعت عائشة رضي الله عنها وحفصة من ذلك فعاتبته حفصة فحرمها وأسر إليها سرا فأفشته إلى عائشة رضي الله عنها فنزلت آية التحريم فأعتق رسول الله صلى الله عليه وسلم رقبة). [الدر المنثور: 14/569-570]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج سعيد بن منصور، وابن المنذر عن الضحاك أن حفصة زارت أباها ذات يوم وكان يومها فجاء النّبيّ صلى الله عليه وسلم فلم يجدها في المنزل فأرسل إلى أمته مارية فأصاب منها في بيت حفصة وجاءت حفصة على تلك الحال فقالت يا رسول الله: أتفعل هذا في بيتي وفي يومي قال: فإنها علي حرام ولا تخبري بذلك أحدا فانطلقت حفصة إلى عائشة فأخبرتها بذلك فأنزل الله {يا أيها النّبيّ لم تحرم ما أحل الله لك} إلى قوله: {وصالح المؤمنين} فأمر أن يكفر عن يمينه ويراجع أمته). [الدر المنثور: 14/572-573]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الطبراني في الأوسط، وابن مردويه بسند ضعيف عن أبي هريرة قال: دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم بمارية القبطية سريته بيت حفصة فوجدتها معه فقالت: يا رسول الله في بيتي من بين بيوت نسائك قال: فإنها علي حرام أن أمسها واكتمي هذا علي فخرجت حتى أتت عائشة فقالت: ألا أبشرك قالت: بماذا قالت: وجدت مارية مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيتي فقلت: يا رسول الله في بيتي من بين بيوت نسائك فكان أول السر أنه أحرمها على نفسه ثم قال لي: يا حفصة ألا أبشرك فأعلمي عائشة أن أباك يلي الأمر من بعده وأن أبي يليه بعد أبيك وقد استكتمني ذلك فاكتميه فأنزل الله {يا أيها النّبيّ لم تحرم} إلى قوله: {غفور رحيم}). [الدر المنثور: 14/573-574] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الطبراني، وابن مردويه عن ابن عباس في قوله: {وإذ أسر النّبيّ إلى بعض أزواجه حديثا} قال: دخلت حفصة على النّبيّ صلى الله عليه وسلم في بيتها وهو يطأ مارية فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تخبري عائشة حتى أبشرك بشارة فإن أباك يلي الأمر بعد أبي بكر إذا أنا مت فذهبت حفصة فأخبرت عائشة فقالت عائشة للنبي صلى الله عليه وسلم: من أنبأك هذا قال: نبأني العليم الخبير فقالت عائشة: لا أنظر إليك حتى تحرم مارية فحرمها فأنزل الله {يا أيها النّبيّ لم تحرم}). [الدر المنثور: 14/575-576] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر عن الضحاك قال: أتى النّبيّ صلى الله عليه وسلم جارية له في يوم عائشة وكانت حفصة وعائشة متحابتين فأطلعت حفصة على ذلك فقال لها: لا تخبري عائشة بما كان مني وقد حرمتها علي فأفشت حفصة سر النّبيّ صلى الله عليه وسلم فأنزل الله تعالى: {يا أيها النّبيّ لم تحرم} الآيات). [الدر المنثور: 14/577]


رد مع اقتباس