ما ورد في نزول قوله تعالى: (إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا (1) )
قالَ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الوَاحِدِيُّ (ت: 468هـ): (قوله تعالى: {إِنّا فَتَحنا لَكَ فَتحًا مُّبينًا ...} الآية.
أخبرنا منصور بن أبي منصور الساماني قال: أخبرنا عبد الله بن محمد الفامي قال: حدثنا محمد بن إسحاق الثقفي قال: حدثنا أبو الأشعث قال: حدثنا المعتمر بن سليمان قال: سمعت أبي يحدث عن قتادة عن أنس قال:لما رجعنا من غزوة الحديبية وقد حيل بيننا وبين نسكنا فنحن بين الحزن والكآبة أنزل الله عز وجل:{إِنّا فَتَحنا لَكَ فَتحًا مُّبينًا} فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لقد أنزلت علي آية هي أحب إلي من الدنيا وما فيها كلها)).
وقال عطاء عن ابن عباس: إن اليهود شتموا النبي صلى الله عليه وسلم
[أسباب النزول: 403]
والمسلمين لما نزل قوله تعالى: {وَما أَدري ما يُفعَلُ بي وَلا بِكُمِ} وقالوا: كيف نتبع رجلاً لا يدري ما يفعل به، فاشتد ذلك على النبي صلى الله عليه وسلم فأنزل الله تعالى:{إِنّا فَتَحنا لَكَ فَتحًا مُّبينًا لِّيَغفِرَ لَكَ اللهُ ما تَقَدَّمَ مِن ذَنبِكَ وَما تَأَخَّرَ}). [أسباب النزول: 404]
قَالَ مُقْبِلُ بنِ هَادِي الوَادِعِيُّ (ت: 1423هـ): ( [البخاري:10 /210] حدثنا أحمد بن إسحاق السلمي حدثنا يعلى حدثنا عبد العزيز بن سياه عن حبيب بن أبي ثابت قال أتيت أبا وائل أسأله، فقال: كنا بصفين فقال رجل: ألم تر إلى الذين يدعون إلى كتاب الله تعالى. فقال علي: نعم. فقال سهل بن حنيف اتهموا أنفسكم فلقد رأيتنا يوم الحديبية- يعني الصلح الذي كان بين النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم والمشركين- ولو نرى قتالا لقاتلنا، فجاء عمر فقال: ألسنا على الحق وهم على الباطل، أليس قتلانا في الجنة وقتلاهم في النار، قال: ((بلى))، قال: ففيم نعطي الدنية في ديننا ونرجع ولما يحكم الله بيننا فقال: ((يابن الخطاب، إني رسول الله ولن يضيعني الله أبدا)). فرجع متغيظا، فلم يصبر حتى جاء أبا بكر، فقال: يا أبا بكر ألسنا على الحق وهم على الباطل؟ قال: يابن الخطاب إنه رسول الله ولن يضيعه الله أبدا. فنزلت سورة الفتح.
الحديث أخرجه [مسلم: 2 /141] وفيه، فنزل القرآن على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، فأرسل إلى عمر فأقرأه إياه فقال: يا رسول الله أوفتح هو؟ قال: ((نعم))، فطابت نفسه.
وأخرجه أيضا [أحمد:3 /486]، و[ابن جرير: 26/70].
وقد أخرج [البخاري: 10/205] والترمذي وصححه، و[أحمد: 1 /31] من حديث عمر نحوه وظاهره الإرسال عند البخاري، لكن أسلم قد صرح بالسماع عند الترمذي فعلم اتصاله. قاله المباركفوري في [التحفة: ج4185]،
[الصحيح المسند في أسباب النزول: 210]
وأخرجه أحمد وأبو داود في الجهاد.
قال [ابن جرير رحمه الله: 26/71]: حدثني موسى بن سهل الرملي ثنا محمد بن عيسى قال: ثنا مجمع بن يعقوب قال: سمعت أبي يحدث عن عمه عبد الرحمن بن يزيد عن عمه مجمع بن جارية الأنصاري وكان أحد القراء الذين قرأوا القرآن قال: شهدنا الحديبية مع رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فلما انصرفنا عنها إذ الناس يهزون الأباعر فقال بعض الناس لبعض: ما للناس قالوا: أوحي إلى رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: {إنا فتحنا لك فتحا مبينا * ليغفر لك الله}، فقال رجل: أو فتح هو يا رسول الله؟ قال:((نعم والذي نفسي بيده إنه لفتح))قال: فقسمت خيبر على أهل الحديبية لم يدخل معهم فيها أحد إلا من شهد الحديبية، وكان الجيش ألفا وخمس مائة فيهم ثلاث مائة فارس فقسمها رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم على ثمانية عشر سهما فأعطى الفارس سهمين وأعطى الراجل سهما.
الحديث أخرجه [الحاكم: 2 /459] وقال: هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه فتعقبه الذهبي رحم الله فقال: لم يخرج مسلم لمجمع ولا أبيه شيئا وهما ثقتان). [الصحيح المسند في أسباب النزول: 211]
روابط ذات صلة:
- أقوال المفسرين