عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 23 رجب 1434هـ/1-06-2013م, 11:42 PM
شيماء رأفت شيماء رأفت غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 1,618
افتراضي

أسباب نزول سورة الحشر

قال محمدُ بنُ إسماعيلَ البخاريُّ (ت: 256هـ): (حدّثنا محمّد بن عبد الرّحيم، حدّثنا سعيد بن سليمان، حدّثنا هشيمٌ، أخبرنا أبو بشرٍ، عن سعيد بن جبيرٍ، قال: (قلت لابن عبّاسٍ: سورة التّوبة، قال: «التّوبة هي الفاضحة، ما زالت تنزل، ومنهم ومنهم، حتّى ظنّوا أنّها لن تبقي أحدًا منهم إلّا ذكر فيها»)، قال: (قلت: سورة الأنفال، قال: «نزلت في بدرٍ»)، قال: (قلت: سورة الحشر، قال: «نزلت في بني النّضير»)). [صحيح البخاري: 6/147]

قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (حدّثنا الحاكم الفاضل أبو عبد اللّه محمّد بن عبد اللّه الحافظ إملاءً في ذي الحجّة سنة أربعمائةٍ
- أخبرني أبو عبد اللّه محمّد بن عليٍّ الصّنعانيّ بمكّة، ثنا عليّ بن المبارك الصّنعانيّ، ثنا زيد بن المبارك الصّنعانيّ، ثنا محمّد بن ثورٍ، عن معمرٍ، عن الزّهريّ، عن عروة، عن عائشة رضي اللّه عنها قالت: كانت غزوة بني النّضير وهم طائفةٌ من اليهود على رأس ستّة أشهرٍ من وقعة بدرٍ وكان منزلهم ونخلهم بناحية المدينة، فحاصرهم رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم حتّى نزلوا على الجلاء، وعلى أنّ لهم ما أقلّت الإبل من الأمتعة والأموال إلّا الحلقة، يعني السّلاح، فأنزل اللّه فيهم {سبّح للّه ما في السّموات وما في الأرض} إلى قوله {لأوّل الحشر ما ظننتم أن يخرجوا} [الحشر: 2] فقاتلهم النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم حتّى صالحهم على الجلاء، فأجلاهم إلى الشّام وكانوا من سبطٍ لم يصبهم جلاءٌ فيما خلا وكان اللّه قد كتب عليهم ذلك ولولا ذلك لعذّبهم في الدّنيا بالقتل والسّبي، وأمّا قوله {لأوّل الحشر} [الحشر: 2] فكان جلاؤهم ذلك أوّل حشرٍ في الدّنيا إلى الشّام «هذا حديثٌ صحيحٌ على شرط الشّيخين ولم يخرّجاه»). [المستدرك: 2/525]
قَالَ أبو الفَرَجِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَلِيٍّ ابْنُ الجَوْزِيِّ (ت: 597هـ):
(وذكر المفسرون أن جميعها أنزلت في بني النضير وكان ابن عباس يسمي هذه السورة: (سورة بني النضير) وهذه الإشارة إلى قصتهم.
ذكر أهل العلم بالتفسير والسير: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج إلى مسجد قباء ومعه نفر من أصحابه فصلى فيه ثم أتى بني النضير فكلمهم أن يعينوه في دية رجلين كان قد آمنهما فقتلهما عمرو بن أمية الضمري وهو لا يعلم، فقالوا: نفعل وهموا بالغدر به.
وقال عمرو بن جحاش: أنا أظهر على البيت فأطرح عليه صخرة
فقال سلام بن مشكم: لا تفعلوا والله ليخبرن بما هممتهم به
وجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم الخبر فنهض سريعا فتوجه إلى المدينة فلحقه أصحابه فقالوا: (قمت ولم نشعر؟!)
فقال: ((همت يهود بالغدر فأخبرني الله بذلك فقمت))، وبعث إليهم رسول الله محمد بن مسلمة: (أن اخرجوا من بلدتي فلا تساكنوني وقد هممتم بما هممتم به وقد أجلتكم عشرا فمن رئي بعد ذلك ضربت عنقه).
فمكثوا أياما يتجهزون، فأرسل إليهم ابن أبي: لا تخرجوا فإن معي ألفين من قومي وغيرهم وتمدكم قريظة وحلفاؤكم من غطفان.
وطمع حيي فيما قال ابن أبي فأرسل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنا لا نخرج فاصنع ما بدا لك
فكبر رسول الله صلى الله عليه وسلم وكبر المسلمون لتكبيره، وقال: ((حاربت يهود))
ثم سار إليهم في أصحابه فلما رأوه قاموا على حصونهم معهم النبل والحجارة فاعتزلتهم قريظة وخذلهم ابن أبي وحلفاؤهم من غطفان، وكان رئيسهم كعب بن الأشرف قد خرج إلى مكة فعاقد المشركين على التظاهر على رسول الله فأخبر الله رسوله بذلك فبعث محمد بن مسلمة فاغتره فقتله، وحاصرهم رسول الله وقطع نخلهم، فقالوا: نحن نخرج عن بلادك فأجلاهم عن المدينة فمضى بعضهم إلى الشام وبعضهم إلى خيبر وقبض سلاحهم وأموالهم فوجد خمسين درعا وخمسين بيضة وثلاثمائة وأربعين سيفا). [زاد المسير: 8/201-202]
قالَ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بْنِ جُزَيءٍ الكَلْبِيُّ (ت: 741هـ): (نزلت هذه السورة في يهود بني النضير وكانوا في حصون بمقربة من المدينة، وكان بينهم وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم عهد، فأرادوا غدره فأطلعه الله على ذلك، فخرج إليهم وحاصرهم إحدى وعشرين ليلة حتى صالحوه على أن يخرجوا من حصونهم، فخرجوا منها وتفرقوا في البلاد). [التسهيل: 2/357]
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ): (قال سعيد بن منصورٍ: حدّثنا هشيم، عن أبي بشرٍ، عن سعيدٍ بن جبيرٍ قال: قلت لابن عبّاسٍ: سورة الحشر؟ قال: (أنزلت في بني النّضير). ورواه البخاريّ ومسلمٌ من وجهٍ آخر، عن هشيم، به.
ورواه البخاريّ من حديث أبي عوانة، عن أبي بشرٍ، عن سعيد بن جبيرٍ قال: قلت لابن عبّاسٍ: سورة الحشر؟ قال: قل: (سورة النّضير)). [تفسير القرآن العظيم: 8/56]
قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله حدّثنا محمّد بن عبد الرّحيم تقدّم هذا الحديث مختصرًا بإسناده ومتنه في تفسير سورة الأنفال مقتصرًا على ما يتعلّق بها وتقدّم في "المغازي" قوله: (سورة التّوبة)، قال: التّوبة هو استفهام إنكارٍ بدليل قوله: (هي الفاضحة).
ووقع في رواية الإسماعيليّ من وجهٍ آخر عن هشيمٍ (سورة التّوبة قال: بل سورة الفاضحة).
قوله: (ما زالت تنزل ومنهم ومنهم) أي كقوله: {ومنهم من عاهد الله} {ومنهم من يلمزك في الصّدقات} {ومنهم الّذين يؤذون النّبي}.
قوله: (لم تبق) في رواية الكشميهنيّ (لن تبقي) وهي أوجه؛ لأنّ الرّواية الأولى تقتضي استيعابهم بما ذكر من الآيات، بخلاف الثّانية فهي أبلغ وفي رواية الإسماعيليّ أنّه (لا يبقى)). [فتح الباري: 8/629]
قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ): (حدّثنا محمّد بن عبد الرّحيم حدّثنا سعيد بن سليمان حدّثنا هشيمٌ أخبرنا أبو بشرٍ عن سعيد بن جبيرٍ قال: (قلت لابن عبّاسٍ: سورة التّوبة؟ قال: التوبة هي الفاضحة ما زالت تنزل: ومنهم ومنهم، حتّى ظنّوا أنّها لم تبق أحدا منهم إلاّ ذكر فيها) قال: (قلت: سورة الأنفال؟ قال: نزلت في بدرٍ). قال: (قلت: سورة الحشر؟ قال: نزلت في بني النّضير).
مطابقته للتّرجمة ظاهرة. وهشيم مصغر هشم ابن بشير مصغر بشر بالباء الموحدة والشين المعجمة الواسطيّ، وأبو بشر، بكسر الباء الموحدة وسكون المعجمة، جعفر بن أبي وحشية إياس الواسطيّ.
والحديث أخرج البخاريّ بعضه في سورة الأنفال وفيه وفي "المغازي" عن الحسن بن مدرك.
وأخرجه مسلم في آخر الكتاب عن عبد الله صلى الله عليه وسلم مطيع.
قوله: (هي الفاضحة)؛ لأنّها تفضح النّاس حيث تبين معائبهم.
قوله: (ما زالت) أي: سورة التّوبة تنزل.
قوله: (ومنهم ومنهم) صحّ مرّتين، وأشار به إلى قوله تعالى: {ومنهم الّذين يؤذون النّبي} [التّوبة: 6]، قال: {ومنهم من يلمزك في الصّدقات} [التّوبة: 85]، و{منهم من يقول ائذن لي} [التّوبة: 94]، و{منهم من عاهد الله} [التّوبة: 57].
قوله: (لم تبق)، وفي رواية الكشميهني: (لن تبقى)، وفي رواية الإسماعيليّ أنه: (لا يبقى).
قوله: (في بني النّضير) بفتح النّون وكسر الضّاد المعجمة: قبيلة اليهود). [عمدة القاري: 19/322]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج سعيد بن منصور والبخاري، وابن مردويه عن سعيد بن جبير قال: قلت لابن عباس: سورة الحشر قال: نزلت في بني النضير). [الدر المنثور: 14/331]
قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ): (حدّثنا محمّد بن عبد الرّحيم، حدّثنا سعيد بن سليمان، حدّثنا هشيمٌ أخبرنا أبو بشرٍ عن سعيد بن جبيرٍ، قال: (قلت لابن عبّاسٍ سورة التّوبة؟ قال التّوبة هي الفاضحة، ما زالت تنزل: ومنهم، ومنهم، حتّى ظنّوا أنّها لم تبق أحدًا منهم إلاّ ذكر فيها). قال: (قلت سورة الأنفال؟ قال نزلت في بدرٍ) قال: (قلت سورة الحشر؟ قال: نزلت في بني النّضير).
وبه قال: (حدّثنا محمد بن عبد الرحيم) صاعقة، قال: (حدّثنا سعيد بن سليمان) الضبي الملقب بسعدويه قال: (حدّثنا هشيم) بضم الهاء مصغرًا ابن بشير مصغرًا أيضًا قال: (أخبرنا أبو بشر) بكسر الموحدة جعفر بن أبي وحشية إياس الواسطي (عن سعيد بن جبير) أنه (قال: قلت لابن عباس) -رضي الله عنهما- (سورة التوبة قال: التوبة) هو استفهام إنكاري بدليل قوله: (هي الفاضحة) لأنها تفضح الناس حيث تظهر معايبهم (ما زالت تنزل ومنهم ومنهم) مرتين ومراده:
ومنهم الذين يؤذون النبي ومنهم من يلمزك في الصدقات.
ومنهم من يقول ائذن لي.
ومنهم من عاهد الله (حتى ظنوا أنه لم تبق). ولأبي ذر عن الكشميهني (لن تبقي أحدًا منهم إلا ذكر فيها قال) سعيد بن جبير (قلت) لابن عباس (سورة الأنفال) ما سبب نزولها؟ (قال: نزلت في) غزوة (بدر قال: قلت: سورة الحشر) فيم نزلت؟ (قال: نزلت في بني النضير) بفتح النون وكسر الضاد المعجمة قبيلة من اليهود). [إرشاد الساري: 7/374]
قالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الشَّوْكَانِيُّ (ت: 1250هـ): (وأخرج البخاري ومسلم وغيرهما عن سعيد بن جبيرٍ قال: (قلت لابن عبّاسٍ: سورة الحشر؟، قال: سورة النّضير). يعني: أنّها نزلت في بني النّضير كما صرّح بذلك في بعض الرّوايات). [فتح القدير: 5/258]


رد مع اقتباس