عرض مشاركة واحدة
  #7  
قديم 22 رجب 1434هـ/31-05-2013م, 11:05 PM
أم صفية آل حسن أم صفية آل حسن غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 2,594
افتراضي

نزول قوله تعالى: (إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ (1) فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ (2) إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ (3) )

قال محمدُ بنُ عيسى بنِ سَوْرة التِّرْمِذيُّ (ت: 279هـ): (حدّثنا محمود بن غيلان، قال: حدّثنا أبو داود الطّيالسيّ، قال: حدّثنا القاسم بن الفضل الحدّانيّ، عن يوسف بن سعدٍ، قال: (قام رجلٌ إلى الحسن بن عليٍّ، بعد ما بايع معاوية، فقال: سوّدت وجوه المؤمنين، أو يا مسوّد وجوه المؤمنين فقال: لا تؤنّبني رحمك اللّه، فإنّ النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم أري بني أميّة على منبره فساءه ذلك، فنزلت: {إنّا أعطيناك الكوثر} [الكوثر: 1] يا محمّد، يعني نهرًا في الجنّة، ونزلت:
{إنّا أنزلناه في ليلة القدر * وما أدراك ما ليلة القدر * ليلة القدر خيرٌ من ألف شهرٍ} [القدر: 1-3] يملكها بعدك بنو أميّة يا محمّد، قال القاسم: فعددناها فإذا هي ألف شهرٍ لا تزيد يومًا ولا تنقص).
هذا حديثٌ غريبٌ، لا نعرفه إلاّ من هذا الوجه من حديث القاسم بن الفضل.
وقد قيل عن القاسم بن الفضل، عن يوسف بن مازنٍ، والقاسم بن الفضل الحدّانيّ هو ثقةٌ؛ وثّقه يحيى بن سعيدٍ وعبد الرّحمن بن مهديٍّ، ويوسف بن سعدٍ رجلٌ مجهولٌ ولا نعرف هذا الحديث على هذا اللّفظ إلاّ من هذا الوجه). [سنن الترمذي:5/301-302](م)
قالَ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الوَاحِدِيُّ (ت: 468هـ): (أخبرنا محمّد بن موسى بن الفضل، نا محمّد بن يعقوب، نا أحمد بن عبد الجبّار، نا يونس بن بكيرٍ، عن محمّد بن إسحاق، حدّثني يزيد بن رومان، قال: (كان العاص بن وائلٍ السّهميّ، إذا ذكر رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم قال: دعوه، فإنّما هو رجلٌ أبتر، لا عقب له، لو قد هلك لانقطع ذكره، واسترحتم منه.
فأنزل اللّه عزّ وجلّ: {إنا أعطيناك الكوثر} [الكوثر: 1] ما هو خيرٌ لك من الدّنيا وما فيها)). [الوسيط: 4/563]
قالَ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الوَاحِدِيُّ (ت: 468هـ): (قوله تعالى: {إنا أعطيناك الكوثر} إلى آخر السورة.
قال ابن عباس: نزلت في العاص بن وائل وذلك أنه رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم يخرج من المسجد وهو يدخل فالتقيا عند باب بني سهم وتحدثا وأناس من صناديد قريش في المسجد جلوس فما دخل العاص قالوا له: من الذي كنت تحدث؟ قال: ذاك الأبتر يعني رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان قد توفي قبل ذلك عبد الله ابن رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان من خديجة وكانوا يسمون من ليس له ابن أبتر فأنزل الله تعالى هذه السورة.
وأخبر محمد بن موسى بن الفضل حدثنا محمد بن يعقوب حدثنا أحمد بن عبد الجبار حدثنا يونس بن بكير عن محمد بن إسحاق قال: حدثني يزيد بن رومان قال: كان العاص بن وائل السهمي إذا ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:دعوه فإنما هو رجل أبتر لا عقب له لو هلك انقطع ذكره واسترحتم منه فأنزل الله تعالى في ذلك {إِنّا أَعطَيناكَ الكَوثَرَ} إلى آخر السورة.
وقال عطاء عن ابن عباس: كان العاص بن وائل يمر بمحمد صلى الله عليه وسلم ويقول: إني لأشنؤك وإنك لأبتر من الرجال فأنزل الله تعالى {إِنَّ شانِئَكَ} يعني: العاص {هُوَ الأَبتَرُ} من خير الدنيا والآخرة). [أسباب النزول:503- 504]
قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ): (عن ابن عبّاس: (نزلت في العاص ابن وائل: فإنّه قال في حق النّبي صلى الله عليه وسلم: الأبتر)، وقيل: في عقبة بن أبي معيط.
وعن عكرمة: في جماعة من قريش، وقيل: في أبي جهل.
وقال السّهيلي: في كعب بن الأشرف). [عمدة القاري: 20/4]م
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ): (قوله تعالى: {إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ (3)}
(ك)، أخرج البزار وغيره بسند صحيح عن ابن عباس قال: قدم كعب بن الأشرف مكة، فقالت له قريش: أنت سيدهم ألا ترى إلى هذا المنصبر المنبتر من قومه، يزعم أنه خير منا، ونحن أهل الحجيج، وأهل السقاية، وأهل السدانة؟ قال: أنتم خير منه فنزلت: {إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ (3)}.
(ك)، وأخرج ابن أبي شيبة في لمصنف، وابن المنذر عن عكرمة قال: لما أوحي إلى النبي صلى الله عليه وسلم قالت قريش: بتر محمد منا. فنزلت: {إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ (3)}.
وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي قال: كانت قريش تقول: إذا مات ذكور الرجال بتر فلان، فلما مات ولد النبي صلى الله عليه وسلم قال العاصي بن وائل: بتر محمد فنزلت.
وأخرج البيهقي في الدلائل مثله عن محمد بن علي، وسمى الولد القاسم.
وأخرج عن مجاهد قال: نزلت في العاصي بن وائل وذلك أنه قال: أنا شانئ محمد.
(ك). وأخرج الطبراني بسند ضعيف عن أبي أيوب قال: لما مات إبراهيم ابن رسول الله صلى الله عليه وسلم مشى المشركون بعضهم إلى بعض قالوا: إن هذا الصابئ قد بتر الليلة، فأنزل الله: {إنا أعطيناك الكوثر} إلى آخر السورة.
وأخرج ابن جرير عن سعيد بن جبير في قوله: {فصل لربك وانحر} قال: نزلت يوم الحديبية أتاه جبريل، فقال: انحر وارجع، فقام فخطب خطبة الفطر والنحر، ثم ركع ركعتين، ثم انصرف إلى البدن فنحرها
قلت: فيه غرابة شديدة.
(ك) وأخرج عن شمر بن عطية قال: كان عقبة بن أبي معيط يقول: إنه لا يبقى للنبي صلى الله عليه وسلم ولد وهو أبتر، فأنزل الله فيه: {إن شانئك هو الأبتر}.
وأخرج ابن المنذر عن جريج قال: بلغني أن إبراهيم ولد النبي صلى الله عليه وسلم لما قالت قريش: أصبح محمد أبتر، فغاظه ذلك فنزلت: {إنا أعطيناك الكوثر} تعزية له). [لباب النقول:308-309]
قَالَ مُقْبِلُ بنِ هَادِي الوَادِعِيُّ (ت: 1423هـ): ( [ابن كثير: 4/ 560] قال: وقال البزار حدثنا زياد بن يحيى الحساني حدثنا ابن أبي عدي عن داود عن عكرمة عن ابن عباس قال: قدم كعب بن الأشرف مكة فقالت له قريش: أنت سيدهم ألا ترى إلى هذا الصنبور المنبتر من قومه يزعم أنه خير منا ونحن أهل الحجيج وأهل السدانة وأهل السقاية، فقال: أنتم خير منه، قال: فنزلت {إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ} رواه البزار وهو إسناد صحيح.
الحديث أخرجه [ابن جرير: 3/330] من طريق شيخه محمد بن بشار ثنا ابن أبي عدي به. وزاد فيه أنزلت عليه {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ} إلى قوله: {نَصِيرًا}.
وقد تقدم في سورة النساء ذكر بعض مخرجيه.
ثم ترجح لي أن الصحيح إرساله كما أوضحته في تخريج تفسير ابن كثير في سورة النساء). [الصحيح المسند في أسباب النزول: 271]


روابط ذات صلة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس