عرض مشاركة واحدة
  #9  
قديم 22 رجب 1434هـ/31-05-2013م, 10:24 PM
شيماء رأفت شيماء رأفت غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 1,618
افتراضي

أسباب نزول سورة المجادلة

قال محمدُ بنُ عيسى بنِ سَوْرة التِّرْمِذيُّ (ت: 279هـ): (حدّثنا عبد بن حميدٍ، والحسن بن عليٍّ الحلوانيّ، المعنى واحدٌ، قالا: حدّثنا يزيد بن هارون، قال: حدّثنا محمّد بن إسحاق، عن محمّد بن عمرو بن عطاءٍ، عن سليمان بن يسارٍ، عن سلمة بن صخرٍ الأنصاريّ، قال: كنت رجلاً قد أوتيت من جماع النّساء ما لم يؤت غيري، فلمّا دخل رمضان تظاهرت من امرأتي حتّى ينسلخ رمضان فرقًا من أن أصيب منها في ليلتي فأتتابع في ذلك إلى أن يدركني النّهار وأنا لا أقدر أن أنزع، فبينما هي تخدمني ذات ليلةٍ إذ تكشّف لي منها شيءٌ فوثبت عليها، فلمّا أصبحت غدوت على قومي فأخبرتهم خبري فقلت: انطلقوا معي إلى رسول الله صلّى اللّه عليه وسلّم فأخبره بأمري، فقالوا: لا واللّه لا نفعل، نتخوّف أن ينزل فينا قرآنٌ أو يقول فينا رسول الله صلّى اللّه عليه وسلّم مقالةً يبقى علينا عارها، ولكن اذهب أنت فاصنع ما بدا لك. قال: فخرجت فأتيت رسول الله صلّى اللّه عليه وسلّم فأخبرته خبري، فقال: أنت بذاك؟ قلت: أنا بذاك. قال: أنت بذاك؟ قلت: أنا بذاك. قال: أنت بذاك؟ قلت: أنا بذاك، وها أنا ذا فأمض فيّ حكم الله فإنّي صابرٌ لذلك. قال: أعتق رقبةً. قال: فضربت صفحة عنقي بيدي، فقلت: لا والّذي بعثك بالحقّ ما أصبحت أملك غيرها. قال: فصم شهرين. قلت: يا رسول الله وهل أصابني ما أصابني إلاّ في الصّيام. قال: فأطعم ستّين مسكينًا: قلت: والّذي بعثك بالحقّ لقد بتنا ليلتنا هذه وحشى، ما لنا عشاءٌ. قال: اذهب إلى صاحب صدقة بني زريقٍ، فقل له فليدفعها إليك فأطعم عنك منها وسقًا ستّين مسكينًا، ثمّ استعن بسائره عليك وعلى عيالك قال: فرجعت إلى قومي، فقلت: وجدت عندكم الضّيق وسوء الرّأي، ووجدت عند رسول الله صلّى اللّه عليه وسلّم السّعة والبركة، أمر لي بصدقتكم فادفعوها إليّ فدفعوها إليّ.
هذا حديثٌ حسنٌ.
قال محمّدٌ: سليمان بن يسارٍ لم يسمع عندي من سلمة بن صخرٍ، ويقال: سلمة بن صخرٍ، وسلمان بن صخرٍ.
وفي الباب عن خولة بنت ثعلبة وهي امرأة أوس بن الصّامت). [سنن الترمذي: 5/258-259]
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (حدّثنا الشّيخ أبو محمّدٍ أحمد بن عبد اللّه المزنيّ، ثنا محمّد بن عبد اللّه الحضرميّ، ثنا محمّد بن أبي عبيدة بن معنٍ المسعوديّ، حدّثني أبي، عن الأعمش، عن تميم بن سلمة السّلميّ، عن عروة، قال: قالت عائشة رضي اللّه عنها: تبارك الّذي وسع سمعه كلّ شيءٍ إنّي لأسمع كلام خولة بنت ثعلبة ويخفى عليّ بعضه، وهي تشتكي زوجها إلى رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم وهي تقول: يا رسول اللّه، أكل شبابي ونثرت له بطني، حتّى إذا كبرت سنّي وانقطع له ولدي ظاهر منّي اللّهمّ إنّي أشكو إليك. قالت عائشة: " فما برحت حتّى نزل جبريل عليه السّلام بهؤلاء الآيات {قد سمع اللّه قول الّتي تجادلك في زوجها} [المجادلة: 1] ، قال: وزوجها أوس بن الصّامت «هذا حديثٌ صحيح الإسناد ولم يخرّجاه» وقد روي عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة رضي اللّه عنها مختصرًا). [المستدرك: 2/523]
قالَ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الوَاحِدِيُّ (ت: 468هـ): (نزلت في سبب خولة بنت ثعلبة وزوجها أوس بن الصامت ظاهر منها، وكان ذلك أول ظهار في الإسلام وكان الظهار من طلاق الجاهلية فأتت رسول الله صلى الله عليه وسلم وذكرت أن زوجها ظاهر منها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((حرمت عليه)) فقالت: (أشكو إلى الله فاقتي ووحدتي وصبية صغارا وجعلت تراجع رسول الله صلى الله عليه وسلم)). [الوجيز: 1/1073]
قَالَ أبو الفَرَجِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَلِيٍّ ابْنُ الجَوْزِيِّ (ت: 597هـ): (قوله تعالى: {قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها}.
أما سبب نزولها فروي عن عائشة أنها قالت: (تبارك الذي وسع سمعه الأصوات لقد جاءت المجادلة فكلمت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا في جانب البيت أسمع كلامها ويخفى علي بعضه وهي تشتكي زوجها وتقول: يا رسول الله أبلى شبابي ونثرت له بطني حتى إذا كبر سني وانقطع ولدي ظاهر مني اللهم إني أشكو إليك قالت: فما برحت حتى نزل جبريل بهذه الآيات)). [زاد المسير: 8/180]
قال أبو السعادات المبارك بن محمد بن محمد ابن الأثير الجزري (ت: 606هـ) : ( (خ س) (عائشة - رضي الله عنها -): قالت: الحمد لله الذي وسع سمعه الأصوات، لقد جاءت المجادلة: خولة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكلّمته في جانب البيت، وما أسمع ما تقول، فأنزل الله عز وجل {قد سمع اللّه قول التي تجادلك في زوجها وتشتكي إلى اللّه... } إلى آخر الآية. [المجادلة: 1]. أخرجه البخاري والنسائي). [جامع الأصول: 2/378-379]
قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): تنبيهٌ لم يذكر في تفسير الحديد حديثًا مرفوعًا ويدخل فيه حديث بن مسعودٍ لم يكن بين إسلامنا وبين أن عاتبنا اللّه بهذه الآية {ألم يأن للّذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله} إلّا أربع سنين أخرجه مسلمٌ من طريق عون بن عبد اللّه بن عتبة بن مسعودٍ عن أبيه عن عمّه وكذا سورة المجادلة ولم يخرّج فيها حديثًا مرفوعًا ويدخل فيها حديث الّتي ظاهر منها زوجها وقد أخرجه النّسائيّ وأورد منه البخاريّ طرفًا في كتاب التّوحيد معلّقا). [فتح الباري: 8/628]
قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ):
(وفي تفسير عبد بن حميد: اسم هذه المجادلة خويلة قاله محمّد بن سيرين، وكان زوجها ظاهر منها، وهو أول ظهار كان في الإسلام، وقال أبو العالية: خويلة بنت دليج.

وقال عكرمة: (هي خولة بنت ثعلبة، هي خويلة بنت الصّامت).
وقال أبو عمر: خولة بنت ثعلبة وزوجها أوس بن الصّامت، وسماها مجاهد: (جميلة).
وسماها ابن منده: خولة بنت الصّامت.
وقال أبو عمر: خولة بنت ثعلبة بن أصرم بن فهر بن ثعلبة بن غنم بن عوف.
وأما عروة ومحمّد بن كعب وعكرمة، فقالوا: (خولة بنت ثعلبة، كانت تحت أوس بن الصّامت أخي عبادة بن الصّامت، وظاهر منها، وفيها نزلت: {قد سمع الله قول الّتي تجادلك في زوجها} [المجادلة: 1]) إلى آخر القصّة في الظّهار.
وقيل: إن الّتي نزلت فيها هذه الآية جميلة امرأة أوس بن الصّامت، وقيل: بل هي خويلة بنت دليج ولا يثبت شيء من ذلك). [عمدة القاري: 19/320]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن ماجة ابن أبي حاتم والحاكم وصححه، وابن مردويه والبيهقي عن عائشة قالت: تبارك الذي وسع سمعه كل شيء إني لأسمع كلام خولة بنت ثعلبة ويخفى علي بعضه وهي تشتكي زوجها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي تقول: يا رسول الله أكل شبابي ونثرت له بطني حتى إذا كبر سني وانقطع ولدي ظاهر مني اللهم إني أشكو إليك فما برحت حتى نزل جبريل بهؤلاء الآيات {قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها} وهو أوس بن الصامت). [الدر المنثور: 14/297-298]


رد مع اقتباس