عرض مشاركة واحدة
  #19  
قديم 20 رجب 1434هـ/29-05-2013م, 07:41 AM
عبد العزيز بن داخل المطيري عبد العزيز بن داخل المطيري غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 2,179
افتراضي

أثر عطاء بن أبي مسلم الخراساني رحمه الله
قالَ عَلَمُ الدِّينِ عليُّ بنُ محمَّدٍ السَّخَاوِيُّ (ت: 643هـ): (قال عطاء: ثم كان أول ما أنزل الله عز وجل بالمدينة سورة البقرة، ثم الأنفال، ثم آل عمران، ثم الأحزاب، ثم الامتحان، ثم النساء، ثم {إذا زلزلت الأرض زلزالها} ثم الحديد، ثم سورة محمد صلى الله عليه وسلم، وقال غير عطاء: هي مكية، وهي بالمدني أشبه، ثم الرعد، ثم الرحمن عز وجل، ثم {هل أتى} ثم الطلاق، ثم {لم يكن} ثم الحشر، ثم {إذا جاء نصر الله} ثم النور، ثم الحج.
قال عطاء بن أبي مسلم وغيره: إنها مدنية، وقال بعضهم: فيها مدني ومكي وسفري.
قال عطاء بن أبي مسلم: ثم المنافقون، ثم المجادلة، ثم الحجرات، ثم التحريم، ثم الجمعة، ثم التغابن، ثم الصف.
ثم الفتح، قال عطاء بن أبي مسلم وغيره إنها مدنية، وروي عن البراء بن عازب أنها نزلت بالحديبية.

وقال الشعبي أيضا: نزلت بالحديبية، وأصاب صلى الله عليه وسلم في تلك الغزوة ما لم يصب في غيرها: بويع له بيعة الرضوان، وغفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، وظهرت الروم على فارس فسر المؤمنون بتصديق كتاب الله، وأطعموا نخل خيبر، وبلغ الهدي محله.
ولما رجع صلى الله عليه وسلم من الحديبية: بلغه عن رجل من أصحابه أنه قال: ما هذا بفتح، لقد صددنا عن البيت وصد هدينا. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((بئس الكلام هذا، بل هو أعظم الفتوح: قد رضي المشركون أن يدفعوكم عن بلادهم بالراح، ويسألوكم القضية، ويرغبوا إليكم في الأمان وقد رأوا منكم ما كرهوا)) وقيل: نزلت على النبي صلى الله عليه وسلم {إنا فتحنا لك فتحا مبينا} مرجعه من الحديبية.
حدثنا شيخنا أبو الفضل محمد بن يوسف الغزنوي رحمه الله، حدثنا عبد الملك بن أبي القاسم الهروي، عن أبي عامر محمود بن القاسم الأزدي، عن أبي محمد عبد الجبار بن محمد الجراحي، عن أبي العباس محمد بن أحمد المحبوبي، عن أبي عيسى الترمذي، حدثنا عبد بن حميد، حدثنا عبد الرزاق، عن معمر، عن قتادة، عن أنس قال: أنزلت على النبي صلى الله عليه وسلم {ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر} مرجعه من الحديبية.
قال أبو عيسى الترمذي: وحدثنا محمد بن بشار، حدثنا محمد بن خالد بن عثمة، حدثنا مالك بن أنس عن زيد بن أسلم عن أبيه، قال: سمعت عمر بن الخطاب يقول: كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في بعض أسفاره، فكلمت رسول الله صلى الله عليه وسلم فسكت، ثم كلمته فسكت ثم كلمته فسكت، فحركت راحلتي فتنحيت، فقلت: ثكلتك أمك يا ابن الخطاب، نزرت رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث مرات، كل ذلك لا يكلمك، ما أخلقك أن ينزل فيك قرآن. فما نشبت أن سمعت صارخا يصرخ، فجئت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: ((يا ابن الخطاب، لقد أنزل علي هذه الليلة سورة؛ ما أحب أن لي بها ما طلعت عليه الشمس: {إنا فتحنا لك فتحا مبينا} )). والحديثان صحيحان.
ومعنى نزرت رسول الله: لححت عليه، يقال: فلان لا يعطي حتى ينزر، أي يلح عليه. وقال المسور بن مخرمة: نزلت بين مكة والمدينة، قال عطاء بن أبي مسلم: نزلت سورة المائدة، ثم سورة التوبة
وعن ابن عباس رحمه الله: أول شيء نزل من سورة التوبة {لقد نصركم الله في مواطن كثيرة} ثم أنزلت السورة كلها بعد ذلك، فخرج النبي صلى الله عليه وسلم إلى تبوك، وتلك آخر غزوة غزاها النبي صلى الله عليه وسلم، وقيل آخر ما أنزل عليه صلى الله عليه وسلم {واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله} فبقي النبي صلى الله عليه وسلم بعدها تسعة أيام ثم قبض.
ونزلت: {اليوم أكملت لكم دينكم} في يوم عرفة، في يوم جمعة، وعاش النبي صلى الله عليه وسلم بعدها إحدى وثمانين ليلة.
وقال أبو هريرة، ومجاهد، والزهري، وعطاء بن يسار، وعبيد الله بن عبد الله بن عمر: نزلت فاتحة الكتاب بالمدينة، والأكثر على خلاف ذلك.
قال أبو العالية: لقد أنزلت: {ولقد آتيناك سبعا من المثاني} وما أنزل من الطول شيء. يريد أن سورة الحجر نزلت قبل البقرة وآل عمران والنساء والمائدة.
وقال أبو ميسرة: أول ما أقرأ جبريل النبي صلى الله عليه وسلم فاتحة الكتاب إلى آخرها. وقال ابن عباس: نزلت بمكة بعد: {يا أيها المدثر} ثم نزلت {تبت يدا أبي لهب}.
وزعم مقاتل بن سليمان أن الأعراف، نزل منها بالمدينة قوله عز وجل: {واسألهم عن القرية} إلى قوله سبحانه: {من ظهورهم ذرياتهم} قال وباقيها مكي.
وكذلك قال في الأنفال: {وإذ يمكر بك الذين كفروا} نزلت بمكة، وباقيها مدني.

وقال: "يونس" مكية إلا آيتين: {فإن كنت في شك مما أنزلنا إليك} والتي تليها، نزلتا بالمدينة.
وقال الكلبي: {ومنهم من يؤمن به} نزلت بالمدينة في قوم من اليهود، وباقيها مكي. وقيل: نزل من أولها إلى أربعين آية بمكة، وباقيها نزل بالمدينة. وقال ابن عباس وعبد الله بن الزبير: نزلت بمكة.
وقال مقاتل: في سورة هود ثلاث آيات نزلت بالمدينة وباقيها مكي: الأولى {فلعلك تارك} والثانية {أولئك يؤمنون به} نزلت في عبد الله بن سلام وأصحابه، وقوله: {إن الحسنات يُذهبن السيئات} نزلت في نبهان التمار.
وقال في إبراهيم: {ألم تر إلى الذين بدلوا نعمة الله كفرا} هذه الآية مدنية.
وقال الكلبي: النحل مكية غير أربع آيات: {ثم إن ربك للذين هاجروا} والثانية {وإن عاقبتم} وما يليها إلى آخر السورة، ووافقه مقاتل وزاد خامسة {وضرب الله مثلا قرية}.
وقال الكلبي: في سورة {سبحان}آيات مدنيات: قوله عز وجل: {وإن كادوا ليستفزونك} نزلت حين جاءه وفد ثقيف، وحين قالت اليهود: ليست هذه بأرض الأنبياء. وقوله: {وقل رب أدخلني مدخل صدق} وزاد مقاتل {وإذ قلنا لك إن ربك أحاط بالناس} و{قل آمنوا به أو لا تؤمنوا إن الذين أوتوا العلم من قبله}.
وقال بعضهم: في الكهف، مدني، قوله عز وجل: {الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب} إلى قوله: {ولا لآبائهم} وقوله عز وجل {إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات إنا لا نضيع أجر من أحسن عملا}. وقال ابن عباس: نزلت الكهف بمكة بين {هل أتاك حديث الغاشية} والنحل، وكذلك قال الحسن وعكرمة.
وقيل في مريم هي مكية غير آية السجدة.
وقال مقاتل: نزل من سورة الحج {يا أيها الناس اتقوا ربكم} إلى قوله: {ولكن عذاب الله شديد} نزل في غزوة بني المصطلق ليلا، قال: ونزل بالمدينة منها أيضا {من كان يظن} الآية، و{سواء العاكف فيه والباد} نزلت في عبد الله بن أنس بن خطل. و{أذن للذين يقاتلون}، {ولولا دفع الله}، {وليعلم الذين أوتوا العلم} نزلت في أهل التوراة، {والذين هاجروا في سبيل} والتي بعدها. وعن ابن عباس: كلها مكية إلا السجدتين، و{أذن للذين يقاتلون} والتي بعدها.
وقال ابن عباس وقتادة: الفرقان مكية إلا قوله: {والذين لا يدعون مع الله إلها آخر} إلى آخر الثلث.
وقيل في الشعراء: هي مكية إلا قوله عز وجل: {والشعراء يتبعهم الغاوون} إلى آخرها، قال مقاتل: وإلا قوله: {أو لم يكن لهم آية} الآية. وقال مقاتل في القصص {الذين آتيناهم الكتاب من قبله} إلى قوله عز وجل {لا نبتغي الجاهلين} مدني. وقوله {إن الذي فرض عليك القرآن} نزلت بالجحفة قبل الهجرة.
وقال قتادة: من أول العنكبوت إلى قوله عز وجل {وليعلمن الله الذين آمنوا وليعلمن المنافقين} مدني، وباقيها مكي.
وقيل: إن النبي صلى الله عليه وسلم لما قدم المدينة أتاه اليهود فقالوا: يا محمد، بلغنا أنك تقول: {وما أوتيتم من العلم إلا قليلا} أفعنيتنا أم عنيت قومك؟ فقال صلى الله عليه وسلم: ((عنيت الجميع)). فقالوا: يا محمد، أما تعلم أن الله عز وجل أنزل التوراة على موسى عليه السلام، وخلفها موسى فينا، وفي التوراة أنباء كل شيء؟! فقال صلى الله عليه وسلم: ((التوراة وما فيها من الأنباء قليل في علم الله تعالى)). فأنزل الله عز وجل: {ولو أن ما في الأرض من شجرة أقلام} إلى آخر الآيات الثلاث، وباقيها مكي.
وفي السجدة ثلاث آيات نزلن بالمدينة، لما قال الوليد بن عقبة لعلي رضي الله عنه: أنا أذرب منك لسانا – يعني أحد لسانا – وأحد سنانا، وأرد للكتيبة. فقال له علي عليه السلام: اسكت، فإنك فاسق. فأنزل الله عز وجل: {أفمن كان مؤمنا} الآيات. وقال آخرون: إلا خمس آيات، من قوله عز وجل: {تتجافى جنوبهم} إلى قوله: {الذي كنتم به تكذبون}. وقال مقاتل: قوله عز وجل في سبأ: {ويرى الذين أوتوا العلم} هذه الآية منها مدنية.
وفي الزمر أربع آيات نزلت فيما قيل بالمدينة: الأولى: {قل يا عبادي الذين آمنوا اتقوا ربكم} والثلاث الباقية نزلت في وحشي فيما ذكروا {يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم} إلى قوله: {وأنتم لا تشعرون}.
وقال ابن عباس وقتادة في المؤمن: هي مكية، غير آيتين نزلنا بالمدينة {إن الذين يجادلون في آيات الله} والتي تليها.
وكذلك قالا: في الشورى آيات غير مكية.
قال ابن عباس: لما نزل{قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى} قال رجل من الأنصار: والله ما أنزل الله هذا في القرآن قط. فأنزل الله عز وجل: {أم يقولون افترى على الله كذبا فإن يشأ الله يختم على قلبك} قال، ثم إن الأنصاري تاب وندم. فأنزل الله تعالى {وهو الذي يقبل التوبة عن عباده} إلى قوله {لهم عذاب شديد}. فهذه الآيات على قوله مدنيات.
وقال قتادة في الجاثية، في قوله عز وجل {قل للذين آمنوا يغفروا} هذه الآية وحدها مدنية.
وفي الأحقاف {قل أرأيتم إن كان من عند الله وكفرتم به} الآية، نزلت في عبد الله بن سلام. وقوله عز وجل {فاصبر كما صبر أولو العزم من الرسل} وباقيها مكي. وسورة القتال مدنية، وقد سبق القول فيها. وقيل هي مدنية إلا قوله عز وجل {وكأين من قرية هي أشد قوة من قريتك التي أخرجتك أهلكناهم فلا ناصر لهم} قيل إن النبي صلى الله عليه وسلم، لما توجه مهاجرا إلى المدينة، وقف ونظر إلى مكة وبكى، فنزلت هذه الآية.
وقال ابن عباس وقتادة: قوله عز وجل في سورة ق {ولقد خلقنا السموات والأرض وما بينهما في ستة أيام وما مَسَّنا من لُغُوب} نزلت هذه الآية بالمدينة، وباقي السورة بمكة. وقالا في سورة النجم {الذين يجتنبون كبائر الإثم} الآية نزلت بالمدينة، وباقيها مكي.

واختلف في تنزيل سورة الرحمن عز وجل، فقالت عائشة رضي الله عنها والحسن وعكرمة وعطاء بن يسار وسفيان بن عيينة ومقاتل: هي مكية، وقال ابن عباس وقتادة: هي مكية إلا آية واحدة {يسأله من في السموات} فإنها نزلت بالمدينة. وقال عطاء بن أبي مسلم عن ابن عباس ونافع بن أبي نعيم وكريب: هي مدنية.

وقال ابن عباس والكلبي وقتادة: الواقعة مكية إلا آية واحدة {وتجعلون رزقكم أنكم تكذبون}.
وقيل في سورة المجادلة: هي مدنية إلا قوله {ما يكون من نجوى ثلاثة} الآية. وقيل في الصف والجمعة: هما مدنيتان، وقيل مكيتان، وكذلك التغابن. وقال ابن عباس وقتادة في سورة (ن): من أولها إلى قوله {على الخرطوم} مكي، ثم إلى قوله: {أكبر لو كانوا يعلمون} مدني، ثم إلى قوله:
{فَهُمْ يَكْتُبُونَ} مكي ثم إلى قوله: {من الصالحين} مدني ثم إلى آخرها مكي.
والمرسلات مكية كلها، وقد روي عن ابن مسعود أنها نزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة الجن، قال: ونحن بحراء. ويقال إن فيها من المدني{وإذا قيل لهم اركعوا لا يركعون}.
واختلف في المطففين، فقيل هي أول ما نزل بالمدينة، وعن ابن عباس أنها مكية. وسورة القدر مدنية، وقيل مكية نزلت بين عبس والشمس.
وقال قتادة وكريب: وجدنا في كتاب ابن عباس: {لم يكن} مكية، وكذا روي عن مجاهد، وقال ابن الزبير وعطاء بن يسار: هي مدنية. وقال مجاهد :وكذلك القول في {إذا زلزلت} هي مكية، وغيره يقول مدنية. وكذلك القول في {العاديات} و{أرأيت} مكية، وقال جويبر عن الضحاك مدنية، وقال قوم: هي مكية إلا قوله عز وجل: {فويل للمصلين} نزلت في المنافقين.
واختلف في سورة الإخلاص، وقد سبق قول عطاء بن أبي مسلم إنها مكية، وهو يروي جميع ما ذكره عن ابن عباس، وكذلك قال كريب ونافع بن أبي نعيم، وقال مجاهد، ومحمد بن كعب القرظي، وأبو العالية، والربيع وغيرهم: إنها مدنية، وهو الصحيح إن شاء الله. والفلق والناس من المدني، وقيل من المكي.
فهذا جميع المختلف في تنزيله ذكرته، وما لم أذكره من السور فلا خلاف فيه، وهو على ما ذكره عطاء الخراساني في المكي والمدني).
[جمال القراء:1/ 8-20]


رد مع اقتباس