التفسير اللغوي
ضل إحداهما} ). [معاني القرآن: 5/71]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {وَأَنَا مِنَ الضَّالِّينَ}: أي من الناسين). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 175]
تفسير قوله تعالى: {فَفَرَرْتُ مِنْكُمْ لَمَّا خِفْتُكُمْ فَوَهَبَ لِي رَبِّي حُكْمًا وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُرْسَلِينَ (21)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({ففررت منكم} [الشعراء: 21] تفسير السّدّيّ، يعني: فهربت منكم.
{لمّا خفتكم} [الشعراء: 21]، يعني: حيث توجّه تلقاء مدين.
{فوهب لي ربّي حكمًا} [الشعراء: 21] النّبوّة.
{وجعلني من المرسلين} [الشعراء: 21] ). [تفسير القرآن العظيم: 2/499]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {فوهب لي ربّي حكماً...} التوراة). [معاني القرآن: 2/279]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ: {ففررت منكم لمّا خفتكم فوهب لي ربّي حكما وجعلني من المرسلين}
{فوهب لي ربّي حكما} يعنى : التوراة التي فيها حكم اللّه). [معاني القرآن: 4/86]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {فوهب لي ربي حكما} قال السدي يعني : النبوة). [معاني القرآن: 5/71]
تفسير قوله تعالى: {وَتِلْكَ نِعْمَةٌ تَمُنُّهَا عَلَيَّ أَنْ عَبَّدْتَ بَنِي إِسْرَائِيلَ (22)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (ثمّ قال: {وتلك نعمةٌ تمنّها عليّ} [الشعراء: 22] لقول فرعون له: {وأنت من الكافرين} [الشعراء: 19] لنعمتنا.
{أن عبّدت بني إسرائيل} [الشعراء: 22] موسى بقوله لفرعون، أراد إلا يسوّغ عدوّ اللّه ما
[تفسير القرآن العظيم: 2/499]
امتنّ به عليه، فقال: {وتلك نعمةٌ تمنّها عليّ أن عبّدت بني إسرائيل} [الشعراء: 22] فاتّخذت قومي عبيدًا وكانوا أحرارًا، وأخذت أموالهم، فأنفقت عليّ من أموالهم وربّيتني بها، فأنا أحقّ بأموال قومي منك.
وتفسير مجاهدٍ: {أن عبّدت بني إسرائيل} [الشعراء: 22] قهرت، وعذّبت، واستعملت بني إسرائيل.
وقال قتادة: قال موسى لفرعون: أتمنّ عليّ يا فرعون بأن اتّخذت قومي عبيدًا وكانوا أحرارًا فقهرتهم؟ وقال ابن مجاهدٍ عن أبيه: قهرتهم). [تفسير القرآن العظيم: 2/500]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {وتلك نعمةٌ تمنّها عليّ أن عبّدتّ...}
يقول: هي - لعمري - نعمة إذ ربّيتني ولم تستعبدني كاستعبادك بني إسرائيل. فأن تدلّ على ذلك. ومثله في الكلام أن تترك أحد عبديك أن تضربه وتضرب الآخر، فيقول المتروك هذه نعمة عليّ أن ضربت فلانا وتركتني. ثم يحذف (وتركتني) والمعنى قائم معروف. والعرب تقول: عبّدت العبيد وأعبدتهم.
أنشدني بعض العرب:
علام يعبدني قومي وقد كثرت= فيهم أبا عرما شاءوا وعبدان
وقد تكون (أن) رفعاً ونصباً. أمّا الرفع فعلى قولك وتلك نعمة تمنّها عليّ: تعبيدك بني إسرائيل والنصب: تمنّها عليّ لتعبيدك بني إسرائيل). [معاني القرآن: 2/279]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {أن عبّدت بني إسرائيل} أي اتخذتم عبيداً). [مجاز القرآن: 2/85]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ( {وتلك نعمةٌ تمنّها عليّ أن عبّدتّ بني إسرائيل} [معاني القرآن: 3/17]
وقال: {وتلك نعمةٌ تمنّها عليّ} فيقال هذا استفهام كأنّه قال " أو تلك نعمةٌ تمنّها " ثم فسر فقال: {أن عبّدتّ بني إسرائيل} وجعله بدلاً من النعمة). [معاني القرآن: 3/18]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {عبدت بني إسرائيل}: اتخذتهم عبيدا). [غريب القرآن وتفسيره: 281]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {عبّدت بني إسرائيل}: اتّخذتهم عبيدا). [تفسير غريب القرآن: 316]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله تعالى: {وتلك نعمة تمنّها عليّ أن عبّدت بني إسرائيل}
أخرجه المفسرون على جهة الإنكار أن تكون تلك نعمة، كأنّه قال فأيّة نعمة لك عليّ في أن عبّدت بني إسرائيل.
واللفظ لفظ خبر، والمعنى يخرج على ما قالوا على أن لفظه لفظ الخبر وفيه تبكيت للمخاطب كأنّه قال له: هذه نعمة أن اتخذت بني إسرائيل عبيدا على جهة التبكيت لفرعون،
واللفظ يوجب أن موسى - صلى الله عليه وسلم - قال: هذه نعمة لأنك اتخذت بني إسرائيل عبيدا ولم تتخذني عبدا.
ويقال: عبّدت الرجل، وأعبدته، اتخذته عبدا.
وموضع (أن) رفع على البدل من نعمة، كأنّه قال: وتلك نعمة تعبّدك بني إسرائيل وتركك إياي غير عبد.
ويجوز أن يكون " أن " في موضع نصب، المعنى إنما صارت نعمة على لأن عبّدت بني إسرائيل. أي لو لم تفعل ما فعلت لكفلني أهلي ولم يلقوني في اليمّ،
فإنما صارت نعمة بما فعلت من البلاء.
وقال الشاعر في أعبدت اتخذت عبدا:
علام يعبدني قومي وقد كثرت=فيهم أباعر ما شاؤوا وعبدان؟).
[معاني القرآن: 4/86-87]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {وتلك نعمة تمنها علي أن عبدت بني إسرائيل}
في هذه الآية أقوال:
قيل ألف الاستفهام محذوفة والمعنى أو تلك نعمة كما قال:
تروح من الحي أم تبتكر = وماذا يضرك لو تنتظر
وهذا لا يجوز لأن الاستفهام إذا حذفت منه الألف زال المعنى إلا أن يكون في الكلام أم أو ما أشبهها
وقيل المعنى وتلك نعمة تمنها علي أن عبدتني وأنا من بني إسرائيل
لأنه يروى أنه كان رباه على أن يستعبده
وقيل وتلك نعمة تمنها علي أن عبدت بني إسرائيل وتركتني
وهذا أحسن الأقوال لأن اللفظ يدل عليه أي إنما صارت هذه نعمة لأنك اتخذت بني إسرائيل عبيدا ولو لم تتخذهم عبيدا لم تكن نعمة ف أن بدل من نعمة
ويجوز أن يكون المعنى لأن عبدت بني إسرائيل). [معاني القرآن: 5/73-71]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {عَبَّدتَّ}: جعلتهم عبيداً). [العمدة في غريب القرآن: 225]
تفسير قوله تعالى: {قَالَ فِرْعَوْنُ وَمَا رَبُّ الْعَالَمِينَ (23)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ: {قال فرعون وما ربّ العالمين}
فأجابه موسى - صلى الله عليه وسلم - بما هو دليل على اللّه - جلّ وعزّ - بما خلق مما يعجز المخلوقون عن أن يأتوا بمثله فقال:
{ربّ السّماوات والأرض وما بينهما إن كنتم موقنين } ). [معاني القرآن: 4/87]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {قال فرعون وما رب العالمين}
فأجابه موسى صلى الله عليه وسلم بأن أخبره بصفات الله جل وعز التي يعجز عنها المخلوقون: {قال رب السموات والأرض وما بينهما إن كنتم موقنين}).
[معاني القرآن: 5/73] (م)
تفسير قوله تعالى: {قَالَ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا إِنْ كُنْتُمْ مُوقِنِينَ (24)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({قال فرعون وما ربّ العالمين {23} قال} [الشعراء: 23-24] موسى.
{ربّ السّموات والأرض وما بينهما إن كنتم موقنين {24}). [تفسير القرآن العظيم: 2/500]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {ربّ السّماوات والأرض وما بينهما إن كنتم موقنين}
فتحيّر فرعون ولم يردد جوابا ينقض به هذا القول، فقال لمن حوله: {ألا تستمعون}.
فزاده موسى في البيان فقال: (ربّكم وربّ آبائكم الأوّلين ). [معاني القرآن: 4/87]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {قال فرعون وما رب العالمين}
فأجابه موسى صلى الله عليه وسلم بأن أخبره بصفات الله جل وعز التي يعجز عنها المخلوقون: {قال رب السموات والأرض وما بينهما إن كنتم موقنين}). [معاني القرآن: 5/73] (م)
تفسير قوله تعالى: {قَالَ لِمَنْ حَوْلَهُ أَلَا تَسْتَمِعُونَ (25)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ( {قال} [الشعراء: 25] فرعون.
{لمن حوله ألا تستمعون} [الشعراء: 25]، أي: إلى ما يقول). [تفسير القرآن العظيم: 2/500]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (ويقول القائل: أين جواب قوله: {قال لمن حوله ألا تستمعون...}
فيقال: إنه إنما أراد بقوله: {ألا تستمعون} إلى قول موسى. فردّ موسى لأنه المراد بالجواب فقال: الذي أدعوكم إلى عبادته). [معاني القرآن: 2/279]
تفسير قوله تعالى: {قَالَ رَبُّكُمْ وَرَبُّ آَبَائِكُمُ الْأَوَّلِينَ (26)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال موسى.
{ربّكم وربّ آبائكم الأوّلين} [الشعراء: 26] جوابًا لقوله في أوّل الكلام: {وما ربّ العالمين} [الشعراء: 23] ). [تفسير القرآن العظيم: 2/500]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {ربّكم وربّ آبائكم الأوّلين...}
وكذلك قوله: {قال ربّ المشرق والمغرب...}
يقول: أدعوكم إلى عبادة ربّ المشرق والمغرب وما بينهما). [معاني القرآن: 2/279]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {ربّكم وربّ آبائكم الأوّلين}
فلم يجبه أيضا، فقال: {إنّ رسولكم الّذي أرسل إليكم لمجنون} ). [معاني القرآن: 4/88-87]
تفسير قوله تعالى: {قَالَ إِنَّ رَسُولَكُمُ الَّذِي أُرْسِلَ إِلَيْكُمْ لَمَجْنُونٌ (27) قَالَ رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَمَا بَيْنَهُمَا إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ (28)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال فرعون.
{إنّ رسولكم الّذي أرسل إليكم} [الشعراء: 27] في ما يدّعي.
{لمجنونٌ {27}). [تفسير القرآن العظيم: 2/500]
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({قال} [الشعراء: 28] موسى.
{ربّ المشرق والمغرب وما بينهما إن كنتم تعقلون} [الشعراء: 28]، وهذا تبعٌ للكلام الأوّل: {وما ربّ العالمين} [الشعراء: 23] ). [تفسير القرآن العظيم: 2/500]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): ( {إنّ رسولكم الّذي أرسل إليكم لمجنون (27)}
فقال موسى زيادة في الإبانة:
{قال ربّ المشرق والمغرب وما بينهما إن كنتم تعقلون}). [معاني القرآن: 4/88]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): ({قال ربّ المشرق والمغرب وما بينهما إن كنتم تعقلون}
فلم يجبه في هذه الأشياء بنقض لحجته.