الموضوع: نزول سورة عبس
عرض مشاركة واحدة
  #9  
قديم 19 رجب 1434هـ/28-05-2013م, 07:03 AM
أم صفية آل حسن أم صفية آل حسن غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 2,594
افتراضي

نزول قوله تعالى: (لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ (37) )
قالَ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الوَاحِدِيُّ (ت: 468هـ): (قوله تعالى: {لِكُلِّ اِمرئٍِ مِنهُم يَومَئِذٍ شَأنٌ يُغنيِهِ}.
أخبرنا أبو سعيد بن أبي عمرو أخبرنا الحسن بن أحمد الشيباني حدثنا عبد الله بن محمد بن مسلم حدثنا أبو جعفر محمد بن أحمد بن سنان حدثنا إبراهيم بن هراسة حدثنا عائد بن شريح الكندي قال: سمعت أنس بن مالك قال: قالت عائشة للنبي صلى الله عليه وسلم: أنحشر عراة؟ قال: ((نعم)) قالت: واسوأتاه فأنزل الله تعالى: {لِكُلِّ اِمرِئٍ مِنهُم يَومَئِذٍ شَأنٌ يُغنيهِ}). [أسباب النزول: 480]
قالَ مَحْمُودُ بْنُ عُمَرَ الزَّمَخْشَرِيُّ (ت: 538هـ):
(أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم ابن أمّ مكتوم -وأمّ مكتوم أمّ أبيه، واسمه عبد الله بن شريح بن مالك بن ربيعة الفهري من بنى عامر بن لؤي- وعنده صناديد قريش: عتبة وشيبة ابنا ربيعة، وأبو جهل بن هشام، والعباس بن عبد المطلب، وأمية بن خلف، والوليد بن المغيرة: يدعوهم إلى الإسلام رجاء أن يسلم بإسلامهم غيرهم.

فقال: (يا رسول الله، أقرئني وعلمني مما علمك الله)، وكرر ذلك وهو لا يعلم تشاغله بالقوم، فكره رسول الله صلى الله عليه وسلم قطعه لكلامه، وعبس وأعرض عنه، فنزلت فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكرمه ويقول إذا رآه: ((مرحبا بمن عاتبني فيه ربى، ويقول له: هل لك من حاجة؟)) واستخلفه على المدينة مرتين.
وقال أنس: (رأيته يوم القادسية وعليه درع وله راية سوداء)). [الكشاف: 6/313-314]
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ): (وقصص هذه السورة التي لا تفهم الآية إلا به أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان شديد الحرص على إسلام قريش وأشرافهم، وكان يتحفى بدعائهم إلى الله تعالى، فبينما هو يوما مع رجل من عظمائهم قيل: هو الوليد بن المغيرة المخزومي، وقيل: عتيبة بن ربيعة، وقيل: شيبة وقيل: العباس، وقيل: أمية بن خلف، وقال ابن عباس: كان في جمع منهم فيهم عتبة والعباس وأبو جهل إذ أقبل عبد الله بن أم مكتوم القرشي الفهري من بني عامر بن لؤي وهو رجل أعمى يقوده رجل آخر فأومأ رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى قائده أن يؤخر عنه ففعل فدفعه عبد الله نحو رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال: استدنني يا محمد، علمني مما علمك الله، وكان في ذلك كله قطع لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم مع الرجل المذكور من قريش، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد قرأ عليه القرآن، ثم قال له: ((أترى بما أقول بأسا))، فكان ذلك الرجل يقول: لا والدمى يعني الأصنام، ويروى: لا والدماء، يعني الذبائح للأصنام، فلما شغب عليه أمر عبد الله بن أم مكتوم عبس وأعرض عنه، وذهب ذلك الرجل فروي أن النبي صلى الله عليه وسلم انصرف إلى بيته فلوى رأسه وشخص بصره، وأنزلت عليه هذه السورة. قال سفيان الثوري: فكان بعد ذلك إذا رأى ابن أم مكتوم قال: ((مرحبا بمن عاتبني فيه ربي عز وجل))

وبسط له رداءه، قال له أنس بن مالك: رأيته يوم القادسية وعليه درع ومعه راية سوداء، واستخلفه النبي صلى الله عليه وسلم على المدينة مرتين). [المحرر الوجيز: 30/535]
قَالَ أبو الفَرَجِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَلِيٍّ ابْنُ الجَوْزِيِّ (ت: 597هـ): (قال المفسرون: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما يناجي عتبة بن ربيعة وأبا جهل بن هشام وأمية وأبيا ابني خلف ويدعوهم إلى الله تعالى ويرجو إسلامهم.
فجاء ابن أم مكتوم الأعمى فقال: (علمني يا رسول الله مما علمك الله).
وجعل يناديه، ويكرر النداء ولا يدري أنه مشتغل بكلام غيره حتى ظهرت الكراهية في وجهه صلى الله عليه وسلم لقطعه كلامه، فأعرض عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأقبل على القوم يكلمهم، فنزلت هذه الآيات.
فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكرمه بعد ذلك ويقول: ((مرحبا بمن عاتبني فيه ربي)).
وذهب قوم منهم مقاتل إلى (أنه إنما جاء ليؤمن فأعرض عنه النبي صلى الله عليه وسلم اشتغالا بالرؤساء فنزلت فيه هذه الآيات)). [زاد المسير: 9/27]

قالَ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بْنِ جُزَيءٍ الكَلْبِيُّ (ت: 741هـ): (سبب نزول صدر هذه السورة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان حريصا على إسلام قريش، وكان يدعو أشرافهم إلى الله تعالى ليسلموا فيسلم بإسلامهم غيرهم، فبينما هو مع رجل من عظمائهم قيل: هو الوليد بن المغيرة، وقيل: عتبة بن ربيعة، وقيل: أمية بن خلف، وقال ابن عباس: (كانوا جماعة إذ أقبل عبد الله بن أم مكتوم الأعمى فقال: يا رسول الله علمني مما علمك الله، وكرر ذلك وهو لا يعلم عنه بتشاغله بالقوم، فكره رسول الله صلى الله عليه وسلم قطع الأعمى كلامه، فعبس وأعرض عنه.
وذهب الرجل الذي كان مع رسول الله صلى الله عليه وسلم. فنزلت الآية فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا رأى عبد الله بن أم مكتوم بعد ذلك يقول: ((مرحبا بمن عاتبني فيه ربي))، ويبسط له رداءه، وقد استخلفه على المدينة مرتين)). [التسهيل: 2/452]

قالَ عبدُ اللهِ بنُ يوسُفَ الزَّيلعيُّ (ت: 762هـ): (الحديث الأول: روي أن رسول الله صلّى اللّه عليه وسلّم أتاه ابن أم مكتوم وأم مكتوم أم أبيه واسمه عبد الله بن شريح بن مالك بن ربيعة الفهري من بني عامر بن لؤي وعنده صناديد قريش عتبة وشيبة ابنا ربيعة وأبو جهل بن هشام والعبّاس بن عبد المطلب وأميّة بن خلف والوليد بن المغيرة يدعوهم إلى الإسلام رجاء أن يسلم بإسلامهم غيرهم.
فقال: (يا رسول الله أقرئني وعلمني ممّا علمك الله) وكرر ذلك وهو لا يعلم تشاغله بالقوم فكره رسول الله صلّى اللّه عليه وسلّم قطعه لكلامه وعبس وأعرض عنه فنزلت فكان رسول الله صلّى اللّه عليه وسلّم يكرمه ويقول إذا رآه: ((مرحبًا بمن عاتبني فيه ربّي)) ويقول: ((هل لك من حاجة))؟ واستخلفه على المدينة مرّتين
وقال أنس: (رأيته يوم القادسيّة وعليه درع وله راية سوداء).
قلت: أخرج الطّبريّ وابن مردويه حدثنا محمّد بن سعد ثنا أبي ثنا عمي ثنا أبي عن أبيه عن ابن عبّاس وابن أبي حاتم في تفسريهما عن العوفيّ عن ابن عبّاس في قوله تعالى: {عبس وتولّى} قال: (بينما رسول الله صلّى اللّه عليه وسلّم يناجي عتبة بن ربيعة وأبا جهل بن هشام والعاص بن عبد المطلب وكان يتصدّى لهم كثيرا وجعل عليهم أن يؤمنوا فأقبل إليه رجل أعمى يقال له: عبد الله بن أم مكتوم يمشي هو يناجيهم فجعل عبد الله يستقرئ النّبي صلّى اللّه عليه وسلّم آية من القرآن وقال: يا رسول الله علمني ممّا علمك الله فأعرض عنه رسول الله صلّى اللّه عليه وسلّم وعبس في وجهه وتولّى وكره كلامه وأقبل على الآخرين فلمّا قضى عليه السّلام نجواه وأخذ ينقلب إلى أهله أمسك الله بعض بصره ثمّ خفق برأسه وأنزل الله {عبس وتولّى} ... الآية فأكرمه رسول الله صلّى اللّه عليه وسلّم وكلمه وقال له: ((ما حاجتك))) انتهى.
وروى الطّبريّ أيضا ثنا بشر بن معاذ ثنا يزيد بن هارون ثنا سعيد بن أبي عروبة عن قتادة قال: ذكر لنا أن عبد الله بن أم مكتوم جاء إلى النّبي صلّى اللّه عليه وسلّم يستقرئه وهو يناجي أميّة بن خلف فأعرض عنه عليه السّلام فأنزل الله {عبس وتولّى} ... الآية قال: (وذكر لنا أن النّبي صلّى اللّه عليه وسلّم استخلفه بعد ذلك على المدينة مرّتين في غزوة غزاهما يصلّي بأهلها) انتهى.
وروى التّرمذيّ في كتابه من حديث هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت: (أنزل {عبس وتولّى} في ابن أم مكتوم الأعمى أتى رسول الله صلّى اللّه عليه وسلّم فجعل يقول: يا رسول الله أرشدني وعند رسول الله صلّى اللّه عليه وسلّم من عظماء المشركين فجعل عليه السّلام يعرض عنه ويقبل على الآخر ويقول: أترى بما أقول بأسا فيقول: ((لا)) ففي هذا أنزل) انتهى.
رواه ابن حبان في صحيحه في النّوع الخامس من القسم الخامس والحاكم في "المستدرك" وقال: على شرط الشّيخين ولم يخرجاه.
وكلام أنس رواه عبد الرّزّاق في تفسيره أخبرنا معمر عن قتادة قال: (أخبرني أنس بن مالك قال: رأيته يوم القادسيّة وعليه درع ومعه راية سوداء، يعني ابن أم مكتوم) انتهى.
ومن طريق عبد الرّزّاق رواه أبو يعلى الموصلي في "مسنده".
ورواه الطّبريّ أيضا في تفسيره أخبرنا بشر بن معاذ ثنا يزيد بن هارون عن سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن انس بن مالك ... فذكره
وذكر الثّعلبيّ لفظ المصنّف بتمامه من غير سند ولا راو وكذلك فعل الواحدي في "أسباب النّزول".
وقال السّهيلي في "الرّوض الأنف": سمعت شيخنا أبا بكر بن العربيّ يقول قول المفسّرين في الّذي شغل النّبي صلّى اللّه عليه وسلّم أنه الوليد بن المغيرة وأميّة بن خلف والعبّاس كله باطل فإن أميّة والوليد كانا بمكّة وابن أم مكتوم كان بالمدينة ما حضر معهما ولا حضرا معه وماتا كافرين أحدهما قبل الهجرة والآخر في بدر ولم يقصد أميّة المدينة قطّ ولا حضر عنده مفردا ولا مع آخر. انتهى.
وروى ابن سعد في "الطّبقات" اخبرنا يزيد بن هارون أنا جويبر عن الضّحّاك قال: (كان رسول الله صلّى اللّه عليه وسلّم تصدّى لرجل من قريش يدعوه إلى الإسلام فأقبل عبد الله بن أم مكتوم الأعمى فجعل يسأل رسول الله صلّى اللّه عليه وسلّم وهو يعرض عنه ويعبس في وجهه ويقبل على الآخر فعير الله رسوله فقال: {عبس وتولّى} ... الآيات قال فدعاه رسول الله صلّى اللّه عليه وسلّم فأكرمه واستخلفه في المدينة مرّتين). انتهى. وجويبر ضعيف). [الإسعاف: 4/155-157]

قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ): (ذكر غير واحدٍ من المفسّرين أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم كان يومًا يخاطب بعض عظماء قريشٍ، وقد طمع في إسلامه، فبينما هو يخاطبه ويناجيه إذ أقبل ابن أمّ مكتومٍ-وكان ممّن أسلم قديمًا-فجعل يسأل رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم عن شيءٍ ويلحّ عليه، وود النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم أن لو كفّ ساعته تلك ليتمكّن من مخاطبة ذلك الرّجل؛ طمعًا ورغبةً في هدايته. وعبس في وجه ابن أمّ مكتومٍ وأعرض عنه، وأقبل على الآخر، فأنزل اللّه عزّ وجلّ:
{عبس وتولّى * أن جاءه الأعمى * وما يدريك لعلّه يزّكّى} ؟ [عبس: 1-3] أي: يحصل له زكاةٌ وطهارةٌ في نفسه. {أو يذّكّر فتنفعه الذّكرى} [عبس: 4] أي: يحصل له اتّعاظٌ وانزجارٌ عن المحارم، {أمّا من استغنى * فأنت له تصدّى} [عبس: 5-6] أي: أمّا الغنيّ فأنت تتعرّض له لعلّه يهتدي، {وما عليك ألا يزّكّى} ؟ [عبس: 7] أي: ما أنت بمطالبٍ به إذا لم يحصل له زكاةٌ. {وأمّا من جاءك يسعى * وهو يخشى} [عبس: 8-9] أي: يقصدك ويؤمّك ليهتدي بما تقول له،{فأنت عنه تلهّى} [عبس: 10] أي: تتشاغل. ومن هاهنا أمر اللّه عزّ وجلّ رسوله صلّى اللّه عليه وسلّم ألّا يخصّ بالإنذار أحدًا، بل يساوي فيه بين الشّريف والضّعيف، والفقير والغنيّ، والسّادة والعبيد، والرّجال والنّساء، والصّغار والكبار. ثمّ اللّه يهدي من يشاء إلى صراطٍ مستقيمٍ، وله الحكمة البالغة والحجّة الدّامغة). [تفسير القرآن العظيم: 8/319]
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ): (قال الحافظ أبو يعلى في "مسنده": حدّثنا محمّد-هو ابن مهديٍّ-حدّثنا عبد الرّزّاق، أخبرنا معمر، عن قتادة [عن أنسٍ] في قوله: {عبس وتولّى} [عبس: 1] (جاء ابن أمّ مكتومٍ إلى النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم وهو يكلّم أبيّ بن خلفٍ، فأعرض عنه، فأنزل اللّه: {عبس وتولّى * أن جاءه الأعمى} [عبس: 1-2]، فكان النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم بعد ذلك يكرمه)). [تفسير القرآن العظيم: 8/319]
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ): (قال قتادة: وأخبرني أنس بن مالكٍ قال: (رأيته يوم القادسيّة وعليه درعٌ ومعه راية سوداء). يعني ابن أمّ مكتومٍ). [تفسير القرآن العظيم: 8/319-320]
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ): (وقال أبو يعلى وابن جريرٍ: حدّثنا سعيد بن يحيى الأمويّ، حدّثني أبي، عن هشام بن عروة ممّا عرضه عليه عن عروة، عن عائشة قالت: (أنزلت: {عبس وتولّى} [عبس: 1] في ابن أمّ مكتومٍ الأعمى، أتى إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم فجعل يقول: أرشدني. قالت: وعند رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم من عظماء المشركين. قالت: فجعل النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم يعرض عنه ويقبل على الآخر، ويقول: أترى بما أقول بأسًا؟. فيقول: ((لا)). ففي هذا أنزلت: {عبس وتولّى})). [تفسير القرآن العظيم: 8/320]
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ): (وقد روى التّرمذيّ هذا الحديث، عن سعيد بن يحيى الأمويّ، بإسناده، مثله، ثمّ قال: وقد رواه بعضهم عن هشام بن عروة، عن أبيه قال: (أنزلت {عبس وتولّى} [عبس: 1] في ابن أمّ مكتومٍ)، ولم يذكر فيه عن عائشة.
قلت: كذلك هو في الموطّأ). [تفسير القرآن العظيم: 8/320]
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ): (ثمّ روى ابن جريرٍ وابن أبي حاتمٍ أيضًا من طريق العوفيّ، عن ابن عبّاسٍ قوله: {عبس وتولّى * أن جاءه الأعمى} [عبس: 1-2] قال: (بينا رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يناجي عتبة بن ربيعة، وأبا جهل بن هشامٍ، والعبّاس بن عبد المطّلب-وكان يتصدّى لهم كثيرًا، ويحرص عليهم أن يؤمنوا-فأقبل إليه رجلٌ أعمى-يقال له عبد اللّه بن أمّ مكتومٍ-يمشي وهو يناجيهم، فجعل عبد اللّه يستقرئ النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم آيةً من القرآن، وقال: يا رسول اللّه، علّمني ممّا علّمك اللّه. فأعرض عنه رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، وعبس في وجهه، وتولّى وكره كلامه، وأقبل على الآخرين، فلمّا قضى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم نجواه، وأخذ ينقلب إلى أهله، أمسك اللّه بعض بصره، ثمّ خفق برأسه، ثمّ أنزل اللّه: {عبس وتولّى * أن جاءه الأعمى * وما يدريك لعلّه يزّكّى * أو يذّكّر فتنفعه الذّكرى} [عبس: 1-4] فلمّا نزل فيه ما نزل، أكرمه رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم وكلّمه وقال له النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: ((ما حاجتك؟ هل تريد من شيءٍ؟)) وإذا ذهب من عنده قال: ((هل لك حاجةٌ في شيءٍ؟)). وذلك لمّا أنزل اللّه تعالى: {أمّا من استغنى * فأنت له تصدّى * وما عليك ألا يزّكّى} [عبس: 5-7].
فيه غرابةٌ ونكارةٌ، وقد تكلّم في إسناده). [تفسير القرآن العظيم: 8/320]
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ): (وقال ابن أبي حاتمٍ: حدّثنا أحمد بن منصورٍ الرّماديّ، حدّثنا عبد اللّه بن صالحٍ، حدّثنا اللّيث، حدّثنا يونس، عن ابن شهابٍ قال: قال سالم بن عبد اللّه، عن عبد اللّه بن عمر: (سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((إنّ بلالًا يؤذّن بليلٍ، فكلوا واشربوا حتّى تسمعوا أذان ابن أمّ مكتومٍ)). وهو الأعمى الّذي أنزل اللّه فيه: {عبس وتولّى * أن جاءه الأعمى} [عبس: 1-2] وكان يؤذّن مع بلالٍ). قال سالمٌ: وكان رجلا ضرير البصر، فلم يك يؤذّن حتّى يقول له النّاس-حين ينظرون إلى بزوغ الفجر-: أذن). [تفسير القرآن العظيم: 8/320-321]
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ): (وهكذا ذكر عروة بن الزّبير، ومجاهدٌ، وأبو مالكٍ، وقتادة، والضّحّاك، وابن زيدٍ، وغير واحدٍ من السّلف والخلف: أنّها نزلت في ابن أمّ مكتومٍ. والمشهور أنّ اسمه عبد اللّه، ويقال: عمرٌو. واللّه أعلم). [تفسير القرآن العظيم: 8/321]
قالَ أَحْمَدُ بنُ علِيٍّ ابنُ حَجَرٍ العَسْقَلانِيُّ (ت:852هـ) : («حديث: أن رسول الله صلّى اللّه عليه وسلّم أتاه ابن أم مكتوم وأم مكتوم أم أبيه واسمه عبد الله بن شريح بن مالك بن ربيعة الفهري من بني عامر بن لؤي وعنده صناديد قريش عتبة وشيبة ابنا ربيعة وأبو جهل بن هشام والعبّاس بن عبد المطلب وأميّة بن خلف والوليد بن المغيرة يدعوهم إلى الإسلام رجاء أن يسلم بإسلامهم غيرهم فقال لرسول الله صلى الله عليه وسلم: (أقرئني.) – الحديث.» وفيه: (واستخلفه على المدينة مرتين). ذكر الثعلبي بلا إسناد.
وأخرجه ابن أبي حاتم من رواية العوفي عن ابن عباس نحوه دون قوله: (صناديد قريش) ودون سياق نسب ابن أم مكتوم.
وكذا أخرجه الطبري من رواية سعيد عن قتادة. قال: ذكر لنا فذكره. وبهذا الإسناد أن النبي صلى الله عليه وسلم استخلفه بعد ذلك على المدينة مرتين يصلي بأهلها.
ورواه الترمذي والحاكم من حديث عائشة رضي الله عنها نحوه.
«تنبيه» النسب الذي ساقه في غاية التخليط، يظهر لمن له أدنى إلمام بالأخبار والأنساب قال ابن سعد: أما أهل المدينة فيقولون اسمه عبد الله. وأما أهل العراق وهشام الكلبي. فيقولون: اسمه عمرو ثم أجمعوا على نسبه، فقالوا: ابن قيس بن زياد بن الأصم بن رواحة بن حجر بن عبد بن معيص بن عامر بن لؤي. وأمه عاتكة هي أم مكتوم بنت عبد الله بن عامر بن مخزوم.
وقال ابن سعد: أخبرنا يزيد بن هارون. أخبرنا جويبر عن الضحاك. قال: (كان النبي صلى الله عليه وسلم تصدى لرجل من قريش يدعوه إلى الإسلام فأقبل عبد الله بن أم مكتوم الأعمى، فجعل يسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يعرض عنه ويعبس في وجهه، ويقبل على الآخر. فعاتب الله رسوله فقال: {عبس وتولى أن جاءه الأعمى} الآيات. فدعاه رسول الله صلى الله عليه وسلم فأكرمه واستخلفه على المدينة مرتين)). [الكافي الشاف: 181-182]
قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ): (وذكر الحاكم مصححا عن عائشة أنّها نزلت في ابن أم مكتوم الأعمى، أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فجعل يقول: (يا رسول الله أرشدني) وعند رسول الله صلى الله عليه وسلم رجال من عظماء المشركين، فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يعرض عنه ويقبل على الآخرين. الحديث). [عمدة القاري: 19/399]
قالَ جَلالُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ): (أَخْرَج ابن الضريس والنحاس، وَابن مردويه والبيهقي في "الدلائل" عن ابن عباس قال: (نزلت سورة عبس بمكة).
وأخرج ابن مردويه عن ابن الزبير مثله). [الدر المنثور: 15/239]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ): (قوله تعالى: {عَبَسَ وَتَوَلَّى (1) أَنْ جَاءَهُ الْأَعْمَى (2)}
أخرج الترمذي والحاكم عن عائشة قالت: أنزل: {عَبَسَ وَتَوَلَّى (1)} في ابن أم مكتوم الأعمى، أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فجعل يقول: يا رسول الله أرشدني، وعند رسول الله صلى الله عليه وسلم رجل من عظماء المشركين فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يعرض عنه ويقبل على الآخر، فيقول له: ((أترى بما أقول بأسا؟)) فيقول: لا، فنزلت: {عَبَسَ وَتَوَلَّى (1) أَنْ جَاءَهُ الْأَعْمَى (2)}.
وأخرج أبو يعلى مثله عن أنس). [لباب النقول: 286]


روابط ذات صلة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس