عرض مشاركة واحدة
  #111  
قديم 19 رجب 1434هـ/28-05-2013م, 01:57 AM
ريم الحربي ريم الحربي غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: بلاد الحرمين
المشاركات: 2,656
افتراضي

نزول قول الله تعالى: (فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْيَتَامَى قُلْ إِصْلَاحٌ لَهُمْ خَيْرٌ وَإِنْ تُخَالِطُوهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ الْمُفْسِدَ مِنَ الْمُصْلِحِ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَأَعْنَتَكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (220) )

قالَ مُحَمَّدُ بنُ أَحمدَ بنِ نَصْرٍ الرَّمْلِيُّ (ت:295هـ): (ثنا أحمد بن محمّدٍ القوّاس المكّيّ، قال: ثنا مسلم بن خالد الزنجي، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ في قوله عزّ وجلّ: {ولا تؤتوا السّفهاء أموالكم التي جعل الله لكم قياماً} وقالوا: لمّا نزلت: {إنّ الّذين يأكلون أموال اليتامى ظلمًا إنّما يأكلون في بطونهم نارًا وسيصلون سعيراً} قال: فارقهم المسلمون وفرقوا من ذلك فرقًا شديدًا حتّى عزلوا طعامهم من طعامهم، وشرابهم من شرابهم، وآنيتهم من آنيتهم، قال: فأضرّ ذلك بالأيتام، فنزلت {ويسألونك عن اليتامى قل إصلاحٌ لهم خيرٌ وإن تخالطوهم فإخوانكم واللّه يعلم المفسد من المصلح} إنّ اللّه لا يخفى عليه الّذين يريدون الإصلاح لهم والإفساد علهيم، قال: فرجعوا فخالطوهم كما كانوا يخالطونهم). [جزء تفسير مسلم بن خالد الزنجي: 80]

قالَ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الوَاحِدِيُّ (ت: 468هـ): (قوله تعالى: {يسألونك عن اليتامى} الآية
أخبرنا أبو منصور عبد القاهر بن طاهر، أخبرنا أبو الحسن محمد بن الحسن السراج قال: حدثنا الحسن بن المثنى بن معاذ قال: حدثنا أبو حذيفة موسى بن مسعود قال: حدثنا سفيان الثوري عن سالم الأفطس، عن سعيد بن جبير قال: لما نزلت {إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما} عزلوا أموالهم عن أموالهم. فنزلت {قل إصلاح لهم خير وإن تخالطوهم فإخوانكم} فخلطوا أموالهم بأموالهم.
أخبرنا سعيد بن محمد بن أحمد الزاهد قال: أخبرنا أبو علي الفقيه قال: أخبرنا عبد الله بن محمد البغوي قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة قال: حدثنا جرير، عن عطاء بن السائب، عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: لما أنزل الله عز وجل: {ولا تقربوا مال اليتيم إلا بالتي هي أحسن} و{إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما} انطلق من كان عنده مال يتيم فعزل طعامه من طعامه وشرابه من شرابه، وجعل يفضل الشيء من طعامه فيحبس له حتى يأكله أو يفسد، واشتد ذلك عليهم، فذكروا ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فأنزل الله عز وجل: {يسألونك عن اليتامى قل إصلاح لهم خير، وإن تخالطوهم} فتخلطوا طعامهم بطعامكم وشرابهم بشرابكم). [أسباب النزول: 65]
قال أحمدُ بنُ عَلِيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله تعالى {ويسألونك عن اليتامى قل إصلاح لهم خير وإن تخالطوهم فإخوانكم} [الآية: 220]
أخرج أحمد والنسائي وعبد بن حميد والحاكم من طريق عن عطاء بن السائب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس لما نزلت ولا تقربوا مال اليتيم إلا بالتي هي أحسن عزلوا أموال اليتامى حتى جعل الطعام يفسد واللحم ينتن فذكر ذلك للنبي فنزلت
لفظ إسرائيل عند أحمد ولفظ النسائي من رواية أبي كدينة نحوه وزاد ونزلت إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما اجتنب الناس مال اليتيم وطعامه
فشق ذلك على الناس فشكوا إلى النبي ذلك فأنزل الله تعالى ويسألونك عن اليتامى قل إصلاح لهم خير إلى قوله حكيم
وأخرجه سفيان الثوري في تفسيره من رواية أبي حذيفة النهدي عنه عن سالم الأفطس عن سعيد بن جبير مرسلا لم يذكر ابن عباس وهو أقوى فإن عطاء ابن السائب ممن اختلط وسالم أتقن منه
ووافق الثوري على إرساله قيس بن الربيع عن سالم وسياقه أتم ولفظه كان أهل البيت يكون عندهم الأيتام في حجورهم فيكون لليتيم الصرمة من الغنم ويكون الخادم لأهل ذلك البيت فيبعثون خادمهم فيرعى للأيتام وتكون لأهل البيت الصرمة من الغنم والخادم للأيتام فيبعثون خادم الأيتام يرعى عليهم فإذا كان الرسل وضعوا أيديهم جميعا ويكون الطعام للأيتام 181 والخادم لأهل البيت أو يكون الخادم للأيتام والطعام لأهل البيت فيأمرون الخادم فتصنع الطعام فيضعون
أيديهم جميعا فلما نزلت إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما الآية قالوا هذه موجبة فاعتزلوهم وفرقوا ما كان من خلطه فشق ذلك عليهم وشكوا للنبي فقالوا إن الغنم ليس لها راع والطعام ليس له من يصنعه فقال قد سمع الله قولكم فإن شاء أجابكم فنزلت ويسألونك عن اليتامى قل إصلاح لهم خير وإن تخالطوهم فإخوانكم
وعن قيس عن أشعث بن سوار عن الشعبي لما نزلت إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما اعتزلوا أموال اليتامى حتى نزلت وإن تخالطوهم فإخوانكم والله يعلم المفسد من المصلح وهذا مرسل يعضد الأول
وجاء من وجه ثالث مرسل أيضا قال عبد الرزاق عن معمر عن قتادة فذكر نحو الأول وقال في روايته فلم يخالطوهم في مأكل ولا مشرب ولا مال فشق ذلك على الناس فأنزل الله تعالى ويسألونك عن اليتامى الآية
وأخرجه عبد بن حميد عن يونس بن محمد بن شيبان النحوي عن قتادة لكن قال في روايته كان قد نزل قبل ذلك في سورة بني إسرائيل ولا تقربوا مال اليتيم إلا بالتي هي أحسن فكانوا لا يخالطوهم
وجاء من وجه رابع مرسل ذكر الثعلبي من طريق العوفي بسنده عن ابن عباس قال كانت العرب في الجاهلية يعظمون شأن اليتيم ويشددون أمره حتى كانوا لا يؤاكلونهم ولا يركبون له دابة ولا يستخدمون له خادما وكانوا يتشاءمون بملابسة
أموالهم فلما جاء الإسلام سألوا عن ذلك فنزلت هكذا حكاه الثعلبي عن ابن عباس من رواية عطية عنه وحكى مثله عن السدي والضحاك وحكى عن ابن عباس من رواية على بن أبي طلحة عنه لما نزل ولا تقربوا مال اليتيم إلا بالتي هي أحسن الآية وإن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما الآية اعتزلوا أموال اليتامى إلى آخره قال وعن قتادة والربيع بن أنس مثله
و أخرج عبد بن حميد من طريق عبد الملك بن أبي سليمان عن عطاء بن أبي رباح قال لما نزل في اليتامى ما نزل اجتنبهم الناس فلم يؤاكلوهم ولم يشاربوهم ولم يخالطوهم فأنزل الله تعالى إصلاح لهم خير فخالطهم الناس في الطعام وفيما سوى ذلك
وقال مقاتل بن سليمان لما نزلت إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما أشفق المسلمون فذكر نحو ما تقدم فقال ثابت بن رفاعة الأنصاري
قد سمعنا ما انزل الله عز وجل فعزلناهم والذي لهم فشق علينا وعليهم فهل يصلح لنا خلطهم فيكون البيت والطعام واحدا والخدمة وركوب الدابة فنزلت وإن تخالطوهم فإخوانكم يقول ما كان لليتيم فيه صلاح فهو خير). [العجاب في بيان الأسباب:547 - 1/550]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ): (قوله تعالى: {فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْيَتَامَى قُلْ إِصْلَاحٌ لَهُمْ خَيْرٌ وَإِنْ تُخَالِطُوهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ الْمُفْسِدَ مِنَ الْمُصْلِحِ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَأَعْنَتَكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (220)}
أخرج أبو داود والنسائي والحاكم وغيرهم عن ابن عباس قال: لما نزلت {ولا تقربوا مال اليتيم إلا بالتي هي أحسن} و{إن الذين يأكلون أموال اليتامى} الآية، انطلق من كان عنده يتيم، فعزل طعامه من طعامه، وشرابه من شرابه، فجعل يفضل له الشيء من طعامه فيحبس له حتى يأكله أو يفسد، فاشتد ذلك عليهم فذكروا ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فأنزل الله {ويسألونك عن اليتامى} الآية). [لباب النقول:42 - 43]


روابط ذات صلة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس