عرض مشاركة واحدة
  #99  
قديم 19 رجب 1434هـ/28-05-2013م, 01:47 AM
ريم الحربي ريم الحربي غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: بلاد الحرمين
المشاركات: 2,656
افتراضي

نزول قول الله تعالى: (ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (199) )

قالَ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الوَاحِدِيُّ (ت: 468هـ): (قوله تعالى: {ثُمَّ أَفيضوا مِن حَيثُ أَفاضَ الناسُ}
أخبرنا التميمي بالإسناد المتقدم الذي ذكرنا عن يحيى بن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت: كانت العرب تفيض من عرفات وقريش ومن دان بدينها تفيض من جمع من المشعر الحرام فأنزل الله تعالى: {ثُمَّ أَفيضوا مِن حَيثُ أَفاضَ الناسُ}.
أخبرنا محمد بن أحمد بن جعفر المزكي قال: أخبرنا محمد بن عبد الله بن زكريا قال: أخبرنا محمد بن عبد الرحمن السرخسي قال: حدثنا أبو بكر بن أبي خيثمة قال: حدثنا حماد ابن يحيى قال: حدثنا سفيان بن عيينة قال: أخبرني عمرو بن دينار قال: أخبرني محمد بن جبير بن مطعم عن أبيه قال: أضللت بعيرًا لي يوم عرفة فخرجت أطلبه بعرفة فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم واقفًا مع الناس بعرفة فقلت: هذا من الحمس ماله هاهنا؟ قال سفيان: والأحمس: الشديد الشحيح على دينه وكانت قريش تسمى الحمس فجاءهم الشيطان فاستهواهم فقال لهم: إنكم إن عظمتم غير حرمكم استخف الناس بحرمكم فكانوا لا يخرجون من الحرم ويقفون بالمزدلفة فلما جاء الإسلام أنزل الله عز وجل: {ثُمَّ أَفيضوا مِن حَيثُ أَفاضَ الناسُ} يعني عرفة رواه مسلم عن عمرو الناقد عن ابن عيينة). [أسباب النزول:56 - 57]
قال أحمدُ بنُ عَلِيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله تعالى {ثم أفيضوا من حيث أفاض الناس} [الآية: 199]
1 - أسند الواحدي من طريق هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة كانت العرب تفيض من عرفات وقريش ومن دان بدينها تفيض من جمع من المشعر الحرام فأنزل الله تعالى ثم أفيضوا من حيث أفاض الناس
ومن طريق سفيان بن عيينة أخبرني عمرو بن دينار أخبرني محمد بن جبير بن مطعم عن أبيه قال أضللت بعيرا لي يوم عرفة فخرجت أطلبه بعرفة فرأيت رسول الله واقفا مع الناس بعرفة فقلت هذا من الحمس ما له ها هنا قال سفيان والأحمس الشديد الشحيح على دينه وكانت قريش تسمى الحمس فجاءهم الشيطان واستهواهم فقال إنكم أن عظمتم غير حرمكم استخف الناس بحرمكم فكانوا لا يخرجون من الحرم ويقفون بالمزدلفة فلما جاء الإسلام أنزل الله ثم أفيضوا من حيث أفاض الناس يعني عرفة
قلت أما حديث عائشة فأخرجه البخاري ولفظه من طريق محمد بن خازم بمعجمتين وهو أبو معاوية الضرير عن هشام ولفظه يقفون بالمزدلفة وكانوا يسمون الحمس وكانت سائر العرب تقف بعرفات فلما جاء الإسلام أمر الله نبيه أن يأتي عرفات ثم يقف بها ثم يفيض منها فذلك قوله تعالى ثم أفيضوا من حيث أفاض الناس ولفظ مسلم من طريق أبي أسامة كانت العرب تطوف بالبيت عراة إلا الحمس والحمس قريش وما ولدت كانوا يطوفون عراة إلا أن تعطيهم الحمس ثيابا فيعطي الرجال الرجال والنساء النساء وكانت الحمس لا يخرجون من المزدلفة وكان الناس كلهم يبلغون عرفات قالت عائشة الحمس هم الذين أنزل الله فيهم ثم أفيضوا من حيث أفاض الناس
وأخرجه عبد بن حميد من طريق معمر عن هشام فزاد وعن معمر عن الزهري كان الناس يقفون بعرفة بعرفة إلا قريشا وأحلافها وهم الحمس فقال بعضهم لبعض لا تعظموا إلا الحرم فإنكم إن عظمتم غير الحرم أوشك أن يتهاون الناس بحرمكم فقصروا عن موقف الحق فوقفوا بجمع فأمرهم الله أن يفيضوا من حيث أفاض الناس
و أخرج ابن جرير من طريق أبان العطار عن هشام بن عروة عن عروة أنه كتب إلى عبد الملك بن مروان والحمس ملة قريش وهم مشركون ومن ولدت قريش في خزاعة وبني كنانة كانوا لا يدفعون من عرفة إنما كانوا يدفعون من المزدلفة وهو المشعر الحرام وكانت بنو عامر حمسا وذلك أن قريشا ولدتهم ولهم قيل ثم أفيضوا من حيث أفاض الناس
واما حديث جبير بن مطعم فأخرجه الشيخان أيضا
ولفظ بن أبي عمر في مسنده عن سفيان هذا من الحمس فماله خرج من الحرم قال سفيان وكانت قريش تسمى الحمس وكانت لا تجاوز الحرم ويقولون نحن أهل الله فلا نخرج من حرمه وكان سائر الناس يقفون بعرفة وذلك قول الله عز وجل ثم أفيضوا من حيث أفاض الناس قال سفيان والآحمس الشديد في دينه
وأخرج عبد بن حميد من طريق عطاء عن جبير بن مطعم قال كنت مع قريش في منزلهم دون عرفة فأضللت حماري فذهبت أطلبه في الناس الذين بعرفة فوجدت رسول بعرفة قال عطاء وكانت قريش ينزلون دون عرفة وكان سائر أهل الجاهلية ينزلون بعرفة فذلك قول الله تعالى ثم أفيضوا من حيث أفاض الناس من عرفات ومن طريق شيبان بن عبد الرحمن عن قتادة كانت قريش وكل من حولهم من أجير وحليف لا يفيضون مع الناس من عرفات إنما يفيضون من المغمس كانوا يقولون إنما نحن أهل الله فلا نخرج من حرمه فأمرهم الله أن يفيضوا من حيث أفاض الناس وكانت سنة إبراهيم وإسماعيل الإفاضة من عرفات
وأخرجه ابن جرير من طريق سعيد بن أبي عروبة عن قتادة وقال في روايته كل حليف لهم وبني أخت لهم
وأخرجه من طريق أبي جعفر الرازي عن الربيع بن أنس نحوه سواء
وأخرج الطبري من طريق حسين بن عبد الله عن عكرمة عن ابن عباس كانت العرب تقف بعرفة وكانت قريش تقف دون ذلك بالمزدلفة فأنزل الله تعالى ثم أفيضوا من حيث أفاض الناس فدفع النبي الموقف إلى موقف العرب بعرفة
ومن طريق ابن إسحاق عن ابن أبي نجيح كانت قريش لا أدري قبل الفيل أو بعده ابتدعت أمر الحمس رأيا رأوه بينهم فقالوا نحن بنو إبراهيم
وأهل الحرم والبيت وقاطنو مكة فليس لأحد من العرب مثل حقنا ولا مثل منزلنا ولا تعرف له العرب مثل ما تعرف لنا فلا تعظموا شيئا من الحل كما تعظمون الحرم فإنكم إن فعلتم ذلك استخفت العرب حرمكم وقالوا قد عظموا من الحل مثل ما عظموا من الحرم فتركوا الوقوف على عرفة والإفاضة منها وهم يعرفون أنها من المشاعر في دين إبراهيم ويرون لسائر العرب أن يقفوا عليها وأن يفيضوا منها وقالوا نحن أهل الحرم فلا ينبغي لنا أن نخرج من الحرم ثم جعلوا لمن ولدوا من العرب من ساكني الحل مثل الذي لهم بولادتهم إياهم فيحل لهم ما يحل لهم ويحرم عليهم ما يحرم عليهم فكانت كنانة وخزاعة قد دخلوا معهم في ذلك ثم ابتدعوا في ذلك أمورا لم تكن حتى قالوا لا ينبغي للحمس أن يأتقطوا الأقط ولا يسلوا السمن وهم حرم ولا يدخلوا بيتا من شعر ولا يستظلوا أن استظلوا إلا في بيوت الأدم ما كانوا حراما
2 - قول آخر قال الطبري قال آخرون المخاطب بذلك المسلمون كلهم
والمراد بقوله أفاض أي من جمع والناس إبراهيم عليه السلام
ثم أسنده عن الضحاك بن مزاحم كذلك ورجح الطبري الأول
قلت أخرج البخاري من طريق موسى بن عقبة عن كريب عن ابن عباس قال
يطوف الرجل بالبيت الحديث وفيه ثم ليدفعوا من عرفات إذا أفاضوا منها حتى يبلغوا جمعا الذي يبيتون به ثم ليذكروا الله فيكبروا قبل أن يصبحوا ثم يفيضوا فإن الناس كانوا يفيضون وقال الله تعالى ثم أفيضوا من حيث أفاض الناس من مزدلفة...... ). [العجاب في بيان الأسباب:505 - 1/510]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ): (قوله تعالى: {ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (199)}
أخرج ابن جرير عن ابن عباس قال: كانت العرب تقف بعرفة، وكانت قريش تقف دون ذلك بالمزدلفة، فأنزل الله {ثم أفيضوا من حيث أفاض الناس}.
وأخرج ابن المنذر عن أسماء بنت أبي بكر قالت: كانت قريش يقفون بالمزدلفة ويقف الناس بعرفة إلا شيبة بن ربيعة فأنزل الله: {ثم أفيضوا من حيث أفاض الناس}). [لباب النقول:38 - 39]
قَالَ مُقْبِلُ بنِ هَادِي الوَادِعِيُّ (ت: 1423هـ): (قوله تعالى: {ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ} الآية 199.
قال الإمام البخاري رحمه الله ج3 ص515 طبعة سلفية مع الفتح: حدثنا فروة بن أبي المغراء حدثنا علي بن مسهر عن هشام بن عروة قال عروة: كان الناس يطوفون في الجاهلية عراة إلا الحمس –والحمس قريش وما ولدت- وكانت الحمس يحتسبون على الناس يعطي الرجل الرجل الثياب يطوف فيها وتعطي المرأة المرأة الثياب تطوف فيها فمن لم يعطه الحمس طاف بالبيت عريانا وكان يفيض جماعة الناس من عرفات ويفيض الحمس من جمع. قال: وأخبرني أبي عن عائشة رضي الله عنها أن هذه الآية نزلت في الحمس {ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ} قال: كانوا يفيضون من جمع فدفعوا إلى عرفات.
وقال البخاري رحمه الله ج8 ص186: حدثنا علي بن عبد الله حدثنا محمد بن حازم حدثنا هشام عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها كانت قريش ومن دان دينها يقفون بالمزدلفة وكانوا يسمون الحمس وكان سائر العرب يقفون بعرفات فلما جاء الإسلام أمر الله نبيه صلى الله عليه وعلى آله وسلم أن يأتي عرفات ثم يقف بها ثم يفيض منها فذلك قوله تعالى: {ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ}.
الحديث أخرجه مسلم ج8 ص197 وأبو داود ج2 ص132 والترمذي ج3 ص625 والنسائي ج5 ص255 والطيالسي ج2 ص13 وابن حبان كما في موارد الظمآن ص425 وابن جرير ج2 ص291 وأخرجه ابن جرير ج2 ص292 من حديث ابن عباس نحوه ولكنه من حديث ابن عباس ضعيف لأنه من طريق حسين بن عبد الله بن عبيد الله بن العباس بن عبد المطلب وهو ضعيف وقد نسب هنا إلى جده والمعتمد على حديث عائشة السابق والله تعالى أعلم). [الصحيح المسند في أسباب النزول: 37]


روابط ذات صلة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس