عرض مشاركة واحدة
  #96  
قديم 19 رجب 1434هـ/28-05-2013م, 01:42 AM
ريم الحربي ريم الحربي غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: بلاد الحرمين
المشاركات: 2,656
افتراضي

نزول قول الله تعالى: (وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ وَلَا تَحْلِقُوا رُءُوسَكُمْ حَتَّى يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ بِهِ أَذًى مِنْ رَأْسِهِ فَفِدْيَةٌ مِنْ صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ فَإِذَا أَمِنْتُمْ فَمَنْ تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذَا رَجَعْتُمْ تِلْكَ عَشَرَةٌ كَامِلَةٌ ذَلِكَ لِمَنْ لَمْ يَكُنْ أَهْلُهُ حَاضِرِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (196) )

قالَ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الوَاحِدِيُّ (ت: 468هـ): (قوله تعالى: {فَمَن كانَ مِنكُم مَّريضًا أَو بِهِ أَذىً مِّن رَّأسِهِ}
أخبرنا الأستاذ أبو طاهر الزيادي قال: أخبرنا أبو طاهر محمد بن الحسن المحمد أباذي قال: حدثنا العباس الدوري قال: حدثنا عبيد الله بن موسى قال: حدثنا إسرائيل عن عبد الرحمن الأصفهاني عن عبد الله بن معقل عن كعب بن عجرة قال: في نزلت هذه الآية {فَمَن كانَ مِنكُم مَّريضًا أَو بِهِ أَذىً مِّن رَّأسِهِ} وقع القمل في رأسي فذكرت ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال: ((احلق وافده صيام ثلاثة أيام أو النسك أو أطعم ستة مساكين لكل مسكين صاع)).
أخبرنا محمد بن إبراهيم المزكي قال: حدثنا أبو عمرو بن مطر إملاء قال: أخبرنا أبو خليفة قال: حدثنا مسدد عن بشر قال: حدثنا ابن عون عن مجاهد عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال: قال كعب بن عجرة: في أنزلت هذه الآية أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ((أدنه)) فدنوت مرتين أو ثلاثًا فقال: ((أيؤذيك هوامك؟)) قال ابن عون: وأحسبه قال نعم فأمرني بصيام أو صدقة أو نسك ما تيسر. رواه مسلم عن أبي موسى عن ابن أبي عدي ورواه البخاري عن أحمد بن يونس عن ابن شهاب كلاهما عن ابن عون.
أخبرنا أبو نصر أحمد بن عبد الله المخلدي قال: أخبرنا أبو الحسن السراج قال: أخبرنا محمد بن يحيى بن سليمان المروزي قال: حدثنا عاصم بن علي قال: حدثنا شعبة قال: أخبرني عبد الرحمن بن الأصفهاني قال: سمعت عبد الله بن معقل قال: قعدت إلى كعب بن عجرة في هذا المسجد مسجد الكوفة فسألته عن هذه الآية {فَفِديَةٌ مِّن صِيامٍ أَو صَدَقَةٍ أَو نُسُكٍ} قال: حملت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم والقمل يتناثر على وجهي فقال: ((ما كنت أرى أن الجهد بلغ منك هذا ما تجد شاة؟)) قلت لا فنزلت هذه الآية {فَفِديَةٌ مِّن صِيامٍ أَو صَدَقَةٍ أَو نُسُكٍ} قال: ((صم ثلاثة أيام أو أطعم ستة مساكين لكل مسكين نصف صاع من طعام)).
فنزلت في خاصة ولكم عامة. رواه البخاري عن أحمد بن أبي إياس وأبي الوليد ورواه مسلم عن بندار عن غندر كلهم عن شعبة.
أخبرنا أبو إبراهيم إسماعيل بن إبراهيم الصوفي قال: أخبرنا محمد بن علي الغفاري قال: أخبرنا إسحاق بن محمد الرسعني قال: حدثنا جدي قال: حدثنا المغيرة الصقلابي قال: حدثنا عمر بن بشر المكي عن عطاء عن ابن عباس قال: لما نزلنا الحديبية جاء كعب بن عجرة ينتثر هوام رأسه على جبهته فقال: يا رسول الله هذا القمل قد أكلني قال: ((احلق وافده)) قال: فحلق كعب فنحر بقرة فأنزل الله عز وجل في ذلك الموقف: {فَمَن كانَ مِنكُم مَّريضًا أَو بِهِ أَذىً مِّن رَأسِهِ} الآية قال ابن عباس: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((الصيام ثلاثة أيام والنسك شاة)) والصدقة الفرق بين ستة مساكين لكل مسكين مدان.
أخبرنا محمد بن محمد المنصوري قال: أخبرنا علي بن عمر الحافظ قال: أخبرنا عبد الله بن المهتدي قال: حدثنا طاهر بن عيسى بن إسحاق التميمي قال: حدثنا زهير بن عباد قال: حدثنا مصعب بن ماهان عن سفيان الثوري عن ابن أبي نجيح عن مجاهد عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن كعب بن عجرة قال: مر به رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يوقد تحت قدر له بالحديبية فقال: ((أيؤذيك هوام رأسك؟)) قال: نعم قال: ((احلق)) فأنزلت هذه الآية: {فَمَن كانَ مِنكُم مَريضًا أَو بِهِ أَذىً مِّن رَّأسِهِ فَفِديَةٌ مِّن صِيامٍ ًاوصَدَقَةٍ أَو نُسُكٍ} قال: فالصيام ثلاثة أيام والصدقة فرق بين ستة مساكين والنسك شاة.
أخبرنا عبد الله بن عباس الهروي فيما كتب إليه أن العباس بن الفضل بن زكريا حدثهم عن أحمد بن نجدة حدثنا سعيد بن منصور حدثنا أبو عوانة عن عبد الرحمن بن الأصفهاني عن عبد الله بن معقل قال: كنا جلوسا في المسجد فجلس إلينا كعب بن عجرة فقال: في أنزلت هذه الآية {فَمَن كانَ مِنكُم مَريضًا أَو بِهِ أَذىً مِّن رَّأسِهِ} قال: قلت كيف كان شأنك قال: خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم محرمين فوقع القمل في رأسي ولحيتي وشاربي حتى وقع في حاجبي فذكرت ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال: ((ما كنت أرى أن الجهد بلغ منك هذا ادعو الحالق)) فجاء الحالق فحلق رأسي فقال: ((هل تجد نسيكة؟)) قلت: لا وهي شاة قال: ((فصم ثلاثة أيام أو أطعم ثلاثة آصاع بين ستة مساكين)) قال: فأنزلت في خاصة وهي للناس عامة). [أسباب النزول:52 - 55]
قال أحمدُ بنُ عَلِيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله تعالى {وأتموا الحج والعمرة لله} [196]
1 - أخرج ابن أبي حاتم من طريق إبراهيم بن طهمان عن عطاء عن صفوان بن أمية أنه قال جاء رجل إلى النبي مضمخ بالزعفران عليه جبة فقال كيف تأمرني يا رسول الله في عمرتي فأنزل الله تعالى وأتموا الحج والعمرة لله فقال رسول الله أين السائل عن العمرة قال ها أنا ذا فقال له ألق عنك ثيابك ثم اغتسل واستنشق ثم ما كنت صانعا في حجك فاصنعه في عمرتك
وهذا الحديث رواته ثقات لكن وقع في سياق السند وهم فإنه في الصحيح من طريق عطاء عن صفوان بن يعلى بن أمية عن أبيه فسقط من هذه الرواية كلمتان قوله ابن يعلى وقوله عن أبيه فصار ظاهره أنه من مسند صفوان بن أمية وهو ابن خلف الجمحي وإنما هو من رواية صفوان بن يعلى بن أمية التميمي
وقد أخرجه البخاري والنسائي من طرق عن عطاء وليس عند أحد منهم ذكر نزول هذه الآية في هذه القصة
2 - قول آخر نقل القرطبي عن مقاتل قال
إتمامهما أن لا تستحلوا فيهما ما لا ينبغي لكم وذلك أنهم كانوا يشركون في إحرامهم فيقولون لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك إلا شريكا هو لك تملكه وما ملك فقال فأتموها لله ولا تخلطوهما بشيء آخر وقال غيره كانت العرب تقصد مع الحج الاجتماع والتظاهر والتنافر والتفاخر وحضور الأسواق وقضاء الحوائج فأمر الله تعالى بالقصد إليه خالصا وفي تفسير الإتمام أقوال أخرى ليست من غرض هذا الكتاب). [العجاب في بيان الأسباب:486 - 1/487]
قال أحمدُ بنُ عَلِيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله تعالى {فمن كان منكم مريضا أو به أذى من رأسه} [الآية: 196]
أسند الواحدي من طريق ابن الأصبهاني عن عبد الله بن معقل عن كعب بن عجرة قال في نزلت هذه الآية فمن كان منكم مريضا أو به أذى من رأسه وقع القمل في رأسي فذكرت ذلك للنبي فقال احلق وافد بصيام ثلاثة أيام أو النسك أو أطعم ستة مساكين وفي لفظ قعدت إلى كعب بن عجرة في هذا المسجد مسجد الكوفة فسألته عن هذه الآية ففدية من صيام أو صدقة أو نسك قال حملت إلى رسول الله والقمل يتناثر على وجهي فقال ما كنت أرى أن الجهد بلغ بك هذا أما تجد شاة فقلت لا فنزلت الآية ففدية من صيام أو صدقة أو نسك قال صم ثلاثة أيام أو أطعم ستة مساكين كل مسكين نصف صاع من طعام فنزلت في خاصة ولكم عامة
وفي لفظ له من هذا الوجه خرجنا مع رسول الله محرمين فوقع القمل في رأسي ولحيتي وشاربي حتى وقع في حاجبي وفيه فقال ادع الحالق فجاء الحالق فحلق رأسي فقال هل تجد نسيكة قلت لا وهي شاة قال فصم ثلاثة أيام أو أطعم ثلاثة آصع ستة مساكين فأنزلت في خاصة وهي للناس عامة
ومن طريق مجاهد عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال: قال كعب بن عجرة في نزلت هذه الآية أتيت رسول الله فقال ادنه فدنوت منه مرتين أو ثلاثا قال أتؤذيك هوامك قال نعم فأمرني بصيام أو بصدقة أو نسك ما تيسر
ومن وجه آخر عن مجاهد عن ابن أبي ليلى عن كعب قال مر به رسول الله وهو يوقد تحت قدر له وهو بالحديبية فقال أتؤذيك هوام رأسك
قال نعم قال احلق فأنزلت هذه الآية قال فالصيام ثلاثة أيام والصدقة فرق بين ستة مساكين والنسك شاة قلت حديث كعب بن عجرة في الصحيحين ومن ألفاظه مما لم يذكر في هذه الطريق ما ذكره مسلم في رواية لعبد الله بن معقل لكل مسكين نصف صاع نصف صاع كررها مرتين
وفي رواية لعبد الكريم الجزري عن مجاهد أي ذلك فعلت أجزاك ولأبي داود في رواية إن شئت وإن شئت
وفي رواية لمجاهد عند الطبري ونحن محرومون وقد حصرنا المشركون
وفي رواية لعبد الله بن معقل أتجد شاة قال لا قال فصم أو أطعم
وفي رواية لعطاء الخراساني عند مالك صم ثلاثة أيام أو أطعم ستة مساكين قال وكان علم انه ليس عندي ما أنسك به أي ما أذبحه
تكميل نقل ابن عبد البر عن أحمد بن صالح المصري المعروف بابن الطبري الحافظ أنه قال حديث كعب بن عجرة سنة معمول بها لم يروها من الصحابة غيره ولا رواها عنه إلا عبد الرحمن بن أبي ليلى وعبد الله بن معقل وهي سنة أخذها أهل المدينة عن أهل الكوفة فإن الزهري قال سألت علماءنا كلهم حتى سعيد بن المسيب فلم يبينوا كم عدد المساكين انتهى
وفيما قال نظر فقد جاءت هذه السنة من رواية
1 - عبد الله بن عمرو بن العاص
2 - وأبي هريرة
3 - وعبد الله بن عمر
4 - وفضالة الأنصاري عن صحابي لم يسم
فحديث ابن عمرو عند الطبري والطبراني وحديث أبي هريرة عند سعيد بن منصور وحديث ابن عمر عند الطبري وكذا حديث فضالة
ورواه عن كعب بن عجرة غير ابن أبي ليلى وابن معقل جماعة منه أبو وائل
عند النسائي ومحمد بن كعب القرظي عند ابن ماجة ويحيى بن جعدة عند أحمد ووعطاء عند الطبري وأرسله أبو قلابة والشعبي عن كعب وهو عند أحمد أيضا ومجاهد عند الطبري ولفظ الشعبي عن كعب أن النبي مر به وهو محرم وله وفرة وبأصل كل شعرة وبأعلاها قملة أو صؤاب فقال إن هذا الأذى الحديث
وأخرجه عبد بن حميد والطبري أيضا ولفظ عطاء لما كان النبي بالحديبية عام حبسوا بها وقمل رأس رجل من أصحابه يقال له كعب بن عجرة فقال له النبي أتؤذيك هوامك قال نعم قال فاحلق واجزز وفيه أطعم ستة مساكين مدا مدا). [العجاب في بيان الأسباب:488 - 1/494]
قال أحمدُ بنُ عَلِيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله تعالى {فمن تمتع بالعمرة إلى الحج} [الآية: 196]
قال عبد بن حميد ثنا أبو نعيم ثنا محمد بن شريك عن ابن أبي نجيح عن مجاهد قال كان أهل الجاهلية إذا حجوا قالوا إذا عفا الأثر وتولى الدبر ودخل صفر حلت العمرة لمن اعتمر فأنزل الله تعالى فمن تمتع بالعمرة إلى الحج تغييرا لما كان أهل الجاهلية يصنعون وترخيصا للناس
وأصله في الصحيح من حديث ابن عباس دون ذكر نزول الآية ولفظه من طريق طاووس عنه قال كانوا يرون أن العمرة في أشهر الحج من أفجر الفجور في الأرض ويجعلون المحرم صفر ويقولون إذا برأ الدبر وعفا الأثر وانسلخ صفر حلت العمرة لمن اعتمر فقدم النبي وأصحابه صبيحة رابعة مهلين بالحج فأمرهم أن يجعلوها عمرة). [العجاب في بيان الأسباب:494 - 1/495]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ): (قوله تعالى: {وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ وَلَا تَحْلِقُوا رُءُوسَكُمْ حَتَّى يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ بِهِ أَذًى مِنْ رَأْسِهِ فَفِدْيَةٌ مِنْ صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ فَإِذَا أَمِنْتُمْ فَمَنْ تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذَا رَجَعْتُمْ تِلْكَ عَشَرَةٌ كَامِلَةٌ ذَلِكَ لِمَنْ لَمْ يَكُنْ أَهْلُهُ حَاضِرِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (196)}
أخرج ابن أبي حاتم عن صفوان ابن أمية قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم متضمخ بالزعفران عليه جبة، فقال: كيف تأمرني يا رسول الله في عمرتي؟ فأنزل الله {وأتموا الحج والعمرة لله} فقال: ((أين السائل عن العمرة؟)) قال: هأنذا، فقال له: ((ألق عنك ثيابك ثم اغتسل واستنشق ما استطعت، ثم ما كنت صانعا في حجك فاصنعه في عمرتك)).
قوله تعالى: {فمن كان منكم مريضا} الآية.
روى البخاري عن كعب بن عجرة أنه سئل عن قوله: {ففدية من صيام} قال: حملت إلى النبي صلى الله عليه وسلم، والقمل يتناثر على وجهي، فقال: ((ما كنت أرى أن الجهد بلغ بك هذا، أما تجد شاة؟))
قلت: لا، قال: ((صم ثلاثة أيام، أو أطعم ستة مساكين لكل مسكين نصف صاع من طعام واحلق رأسك))، فنزلت في خاصة وهي لكم عامة.
وأخرج أحمد عن كعب قال: كنا مع النبي صلى الله عليه مسلم بالحديبية ونحن محرمون، وقد حصر المشركون، وكانت لي وفرة فجعلت الهوام تساقط على وجهي فمر بي النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: ((أيؤذيك هوام رأسك))، فأمره أن يحلق فقال: ونزلت هذه الآية {فمن كان منكم مريضا أو به أذى من رأسه ففدية من صيام أو صدقة أو نسك}.
وأخرج الواحدي من طريق عطاء عن ابن عباس قال: لما نزلنا الحديبية جاء كعب بن عجرة تنتثر هوام رأسه على جبهته، فقال: يا رسول الله، هذا القمل قد أكلني، فأنزل الله في ذلك الموقف {فمن كان منكم مريضا} الآية). [لباب النقول:37 - 38]
قَالَ مُقْبِلُ بنِ هَادِي الوَادِعِيُّ (ت: 1423هـ): (قوله تعالى: {وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ} الآية 196.
قال الطبراني كما في مجمع البحرين من زوائد المعجمين مخطوط ج2 ص141:
حدثنا أحمد حدثنا محمد بن سابق ثنا إبراهيم بن طهمان عن أبي الزبير عن عطاء بن أبي رباح عن صفوان بن يعلى بن أمية عن أبيه قال: جاء إلى رسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم وقال: كيف تأمرني يا رسول الله في عمرتي، فأنزل الله عز وجل: {وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ} فقال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ((من السائل عن العمرة)) فقال: أنا. فقال: ((ألق ثيابك واغتسل واستنشق ما استطعت وما كنت صانعا في حجتك فاصنع في عمرتك)).
لم يروه عن أبي الزبير إلا إبراهيم ولم يدخل أبو الزبير بين عطاء وصفوان أحدا. ورواه مجاهد عن عطاء عن صفوان عن أبيه قلت هذا في الصحيح سوى قوله: {وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ} ا.هـ.
وقال: في مجمع الزوائد ج3 ص205 وعن يعلى بن أمية قال: جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم متضمخ بالخلوق عليه مقطعات قد أحرم بعمرة وذكر الحديث ثم قال: رواه الطبراني في الأوسط ورجاله رجال الصحيح ا.هـ. وذكره الحافظ في الفتح وسكت عليه.
وأما استغراب ابن كثير رحمه الله له في تفسيره فلا وجه له لأن قوله عند الطبراني فنزل عليه: {وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ} مبين لحديث الصحيحين الذي فيه، فنزل عليه الوحي وأما كونه عند ابن أبي حاتم عن صفوان بن أمية فالظاهر أنها سقطت منه عن أبيه ويكون الحديث عن صفوان بن يعلى بن أمية عن أبيه كما في الصحيحين والأوسط للطبراني وغيرهما من كتب الحديث. هذا ما قررته آنذاك والآن الذي يظهر لي أنه شاذ لمخالفته ما في الصحيحين والله أعلم.
فائدة:
قال الطبراني رحمه الله تعالى: حدثنا أحمد (وهو أحمد بن علي أبو العباس البربهاري) حدثنا محمد بن سابق ثنا إبراهيم بن طهمان عن أبي الزبير عن عطاء بن أبي رباح عن صفوان بن يعلى بن أمية عن أبيه فذكر الحديث في ذكر نزول الآية.
ورواه مجاهد عن عطاء عن صفوان عن أبيه كما في المجمع الحديث مع ذكر نزول الآية شاذ كما قال شيخنا الذي شذ فيه أبو الزبير لأنه خالف.
ابن جريج عند البخاري 3/393، 7/47، 9/9 ومسلم 8/78 – 79، والنسائي 5/130، وأحمد 4/222.
وهمام بن يحيى عند البخاري 3/614، 4/63، 9/9 ومسلم 8/76 وأبي داود 2/407.
وعمرو بن دينار عند مسلم 8/77، وأبي داود 2/409، والنسائي 5/142 والترمذي 2/196، وأحمد 4/222.
وقيس بن سعد عند مسلم 8/79 وعند أبي داود 2/409، والنسائي 5/642.
رباح بن أبي معروف عند مسلم 8/90.
أبو بشر جعفر بن أبي وحشية عند أبي داود.
والحجاج عند أبي داود.
كلهم رووا عن عطاء عن صفوان عن أبيه فذكر الحديث بدون ذكر نزول الآية). [الصحيح المسند في أسباب النزول:33 - 34]
قَالَ مُقْبِلُ بنِ هَادِي الوَادِعِيُّ (ت: 1423هـ): (قوله تعالى: {فمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ بِهِ أَذًى مِنْ رَأْسِهِ فَفِدْيَةٌ مِنْ صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ} الآية 196
قال الإمام البخاري في صحيحه ج4 ص387 حدثنا أبو نعيم حدثنا سيف قال: حدثني مجاهد قال: سمعت عبد الرحمن بن أبي ليلى أن كعب بن عجرة حدثه قال: وقفت على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم بالحديبية ورأسي يتهافت قملا فقال:
((يؤذيك هوامك)) قلت: نعم قال: ((فاحلق رأسك أو احلق)) قال: فيَّ نزلت هذه الآية {فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ بِهِ أَذًى مِنْ رَأْسِهِ} إلى آخرها، فقال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ((صم ثلاثة أيام أو تصدق بفرق بين ستة أو انسك مما تيسر)).
الحديث أخرجه أيضا الإمام البخاري في كتاب التفسير ج9 ص252 وفي المغازي ج8 ص451 وص463 ومسلم ج8 ص119 و120 والترمذي ج4 ص73.
وقال حديث حسن صحيح وأبو داود ج2 ص111 وابن ماجه رقم 3079 والإمام أحمد ج4 ص231 و242 و243 والطيالسي ج2 ص13 والدارقطني ج2 ص298 وابن جرير ج2 من طرق إلى كعب بن عجرة). [الصحيح المسند في أسباب النزول: 35]



روابط ذات صلة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس