عرض مشاركة واحدة
  #92  
قديم 19 رجب 1434هـ/28-05-2013م, 01:34 AM
ريم الحربي ريم الحربي غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: بلاد الحرمين
المشاركات: 2,656
افتراضي

نزول قول الله تعالى: (يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ ظُهُورِهَا وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقَى وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (189) )

قالَ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الوَاحِدِيُّ (ت: 468هـ): (قوله تعالى: {يَسأَلونَكَ عَنِ الأهِلَةِ ...} الآية
قال معاذ بن جبل: يا رسول الله إن اليهود تغشانا ويكثرون مسألتنا عن الأهلة فأنزل الله تعالى هذه الآية. وقال قتادة: ذكر لنا أنهم سألوا نبي الله صلى الله عليه وسلم: لم خلقت هذه الأهلة؟ فأنزل الله تعالى: {قُل هِيَ مَواقيتُ لِلناسِ وَالحَجِّ}.
وقال الكلبي: نزلت في معاذ بن جبل وثعلبة بن عنمة وهما رجلان من الأنصار قالا: يا رسول الله ما بال الهلال يبدو فيطلع دقيقًا مثل الخيط ثم يزيد حتى يعظم ويستوي ويستدير ثم لا يزال ينتقص ويدق حتى يكون كما كان لا يكون على حال واحدة فنزلت هذه الآية). [أسباب النزول:47 - 48]
قالَ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الوَاحِدِيُّ (ت: 468هـ): (قوله تعالى: {وَلَيسَ البِرُّ بِأَن تَأتوا البُيوتَ مِن ظُهورِها}
أخبرنا محمد بن إبراهيم المزكي قال: أخبرنا أبو عمرو بن مطر قال: أخبرنا أبو خليفة قال: حدثنا أبو الوليد والحوضي قالا: حدثنا شعبة قال: أنبأنا أبو إسحاق قال: سمعت البراء بن عازب يقول: كانت الأنصار إذا حجوا فجاءوا لا يدخلون من أبواب بيوتهم ولكن من ظهورها فجاء رجل فدخل من قبل باب فكأنه عير بذلك فنزلت هذه الآية رواه البخاري عن أبي الوليد ورواه مسلم عن بندار عن غندر عن شعبة.
أخبرنا أبو بكر التميمي قال: حدثنا أبو الشيخ قال: حدثنا أبو يحيى الرازي قال: حدثنا سهل بن عبيد قال: حدثنا عبيدة عن الأعمش عن أبي سفيان عن جابر قال: كانت قريش تدعى الحمس وكانوا يدخلون من الأبواب في الإحرام وكانت الأنصار وسائر العرب لا يدخلون من باب في الإحرام فبينما رسول الله صلى الله عليه وسلم في بستان إذ خرج من بابه وخرج معه قطبة بن عامر الأنصاري فقالوا: يا رسول الله إن قطبة بن عامر رجل فاجر وإنه خرج معك من الباب فقال له: ((ما حملك على ما صنعت؟)) قال: رأيتك فعلته ففعلت كما فعلت فقال: ((إني أحمسي)) قال: فإن ديني دينك فأنزل الله: {وَلَيسَ البِرُّ بِأَن تَأتوا البُيوتَ مِن ظُهورِها}.
وقال المفسرون: كان الناس في الجاهلية وفي أول الإسلام إذا أحرم الرجل منهم بالحج أو العمرة لم يدخل حائطًا ولا بيتًا ولا دارًا من بابه فإن كان من أهل المدن نقب نقبًا في ظهر بيته منه يدخل ويخرج أو يتخذ سلمًا فيصعد فيه وإن كان من أهل الوبر خرج من خلف الخيمة والفسطاط ولا يدخل من الباب حتى يحل من إحرامه ويرون ذلك دينًا إلا أن يكون من الحمس وهم قريش وكنانة وخزاعة وثقيف وخثعم وبنو عامر بن صعصعة وبنو النضر بن معاوية سموا حمسًا لشدتهم في دينهم قالوا: فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم بيتًا لبعض الأنصار فدخل رجل من الأنصار على إثره من الباب وهو محرم فأنكروا عليه فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لم دخلت من الباب وأنت محرم؟)) فقال: رأيتك دخلت من الباب فدخلت على إثرك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إني أحمسي)) قال الرجل: إن كنت أحمسيًا فإني أحمسي ديننا واحد رضيت بهديك وسمتك ودينك فأنزل الله تعالى هذه الآية). [أسباب النزول:48 - 49]
قال أحمدُ بنُ عَلِيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله تعالى {يسألونك عن الأهلة قل هي مواقيت للناس والحج} [189]
قال الواحدي قال معاذ بن جبل يا رسول الله إن اليهود تغشانا ويكثرون مسألتنا عن الأهلة فأنزل الله تعالى هذه الآية
وقال قتادة وذكر لنا أنهم سألوا نبي الله لم خلقت هذه الأهلة فأنزل الله تعالى قل هي مواقيت للناس والحج
وقال الكلبي نزلت في معاذ بن جبل وثعلبة بن عنمة بفتح المهملة والنون وهما رجلان من الأنصار قالا يا رسول الله ما بال الهلال يبدو فيطلع دقيقا مثل الخيط ثم يزيد حتى يعظم ويستوي ويستدير ثم لا يزال ينقص ويدق حتى يعود كما كان على حال واحد فنزلت هذه الآية
قلت أما الأول فلم أر له سندا إلى معاذ ويحتمل أن يكون اختصره أولا ثم أورده مبسوطا
وأما أثر قتادة فأخرجه يحيى بن سلام عن شعبة عنه بهذا اللفظ وأخرجه الطبري من طريق سعيد بلفظ سألوا النبي لم جعلت هذه الأهلة فأنزل الله
ومن طريق أبي جعفر الرازي عن الربيع بن أنس ذكر لنا أنهم سألوا النبي لم خلقت الأهلة فنزلت
ومن طريق ابن جريج قال: قال ناس فذكر مثله
وأخرج ابن أبي حاتم من طريق أبي العالية قال بلغنا أنهم قالوا فذكر مثله
وأما أثر الكلبي فلعله في تفسيره الذي يرويه عن أبي صالح عن ابن عباس وقد وجدت مثله في تفسير مقاتل بن سليمان بلفظه فلعله تلقاه عنه وقد توارد من لا يد لهم في صناعة الحديث على الجزم بأن هذا كان سبب النزول مع وهاء السند فيه ولا شعور عندهم بذلك بل كاد يكون مقطوعا به لكثرة من ينقله من المفسرين وغيرهم
قال الفخر الرازي ليس في الآية عن أي شيء سألوا لكن الجواب بقوله هي مواقيت للناس يدل على أنهم سألوا عن الحكمة في تغيرها والله أعلم). [العجاب في بيان الأسباب:453 - 1/455]
قال أحمدُ بنُ عَلِيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله تعالى {وليس البر بأن تأتوا البيوت من ظهورها ولكن البر من اتقى} [الآية: 189]
1 - أسند الواحدي من طريق شعبة عن أبي إسحاق سمعت البراء يقول كانت الأنصار إذا حجوا فجاؤوا لا يدخلون من أبواب بيوتهم ولكن من ظهورها فجاء رجل فدخل من قبل بابه فكأنه عير بذلك فنزلت هذه الآية متفق عليه
ومن طريق الأعمش عن أبي سفيان عن جابر كانت قريش تدعى الحمس وكانوا يدخلون من الأبواب في الإحرام وكانت الأنصار وسائر العرب لا يدخلون من باب في الإحرام فبينما رسول الله في بستان إذ خرج من بابه وخرج معه قطبة بن عامر الأنصاري فقالوا يا رسول الله إن قطبة بن عامر رجل فاجر وإنه خرج معك من الباب فقال ما حملك على ما صنعت فقال رأيتك فعلته ففعلت كما فعلت فقال إني أحمس قال إن ديني دينك فأنزل الله تعالى وليس البر بأن تأتوا البيوت من ظهورها
قلت حديث جابر أخرجه ابن خزيمة والحاكم وهو على شرط مسلم ولكن اختلف في إرساله ووصله وحديث البراء له شاهد قوي وله عدة متابعات مرسلة
ثم قال الواحدي قال المفسرون كان الناس في الجاهلية وفي أول الإسلام إذا أحرم الرجل منهم بالحج أو العمرة لم يدخل حائطا ولا دارا ولا بيتا من بابه فإن كان من أهل المدر نقب نقبا في ظهر بيته منه يدخل ويخرج أو يتخذ سلما فيصعد فيه وإن كان من أهل الوبر خرج من خلف الخيمة والفسطاط ولا يدخل من الباب ولا يخرج منه حتى يحل من إحرامه ويرون ذلك برا إلا أن يكون من الحمس وهم قريش وكنانة وخزاعة وثقيف وجشم وبنو عامر بن صعصعة وبنو النضر بن معاوية سموا حمسا لشدتهم في دينهم قالوا فدخل رسول الله ذات يوم بيتا لبعض الأنصار فدخل رجل من الأنصار على أثره من الباب وهو محرم فقال له رسول الله لم دخلت من الباب وأنت محرم فقال رأيتك دخلت فدخلت على أثرك فقال رسول الله إني أحمس فقال الرجل إن كنت أحمس فإني أحمس ديننا واحد رضيت بهديك وسمتك ودينك فأنزل الله عز وجل هذه الآية
قلت وهذا جمعه من آثار مفرقة ولم أجده عن واحد معين
وأخرج عبد الرزاق في تفسيره عن معمر عن الزهري قال كان ناس من الأنصار إذا أهلوا بالعمرة لم يحل بينهم وبين السماء شيء يتحرجون من ذلك وكان الرجل يخرج مهلا بالعمرة فتبدوا له الحاجة بعدما يخرج من بيته فيرجع فلا يدخل من باب الحجرة من أجل سقف الباب أن يحول بينه وبين السماء فيفتح الجدار من قدامه ثم يقوم في حجرته فيأمر بحاجته فتخرج إليه من بيته حتى بلغنا أن رسول الله أهل زمن الحديبية بالعمرة فدخل حجرة فدخل رجل على أثره من الأنصار من بني سلمة فقال له النبي إني أحمس قال الزهري وكان الحمس لا يبالون ذلك فقال الأنصاري فأنا أحمس يقول أنا على دينك فأنزل الله تعالى هذه الآية هذا مرسل رجاله ثقات أخرجه الطبري من طريق عبد الرزاق
وأخرج من طريق أسباط عن السدي في هذه الآية قال إن ناسا من العرب كانوا إذا حجوا لم يدخلوا بيوتهم من أبوابها كانوا ينقبون في أدبارها فلما حج رسول الله حجة الوداع أقبل يمشي ومعه رجل من أولئك وهو مسلم فلما بلغ رسول الله باب البيت احتبس الرجل خلفه وأبى أن يدخل وقال يا رسول الله إني أحمس يقول إني محرم وكان أولئك الذين يفعلون ذلك يسمون الحمس فقال رسول الله وأنا أيضا أحمس فادخل فدخل الرجل فأنزل الله تعالى وآتوا البيوت من أبوابها
قلت شذ السدي بهذه الرواية فخالف في زمان نزول الآية وخالف في من كان يفعل ذلك فزعم أنهم الحمس والمحفوظ أنهم غير الحمس وخالف في أن الصحابي امتنع حتى أذن له النبي والمحفوظ أنه صنع فأنكر عليه فإن أمكن الجمع بالحمل على التعدد مع بعده وإلا فالصحيح الأول
وقد أخرجه الطبري وغيره من طرق أخرى
منها من طريق أبي جعفر الرازي عن الربيع بن انس في هذه الآية قال كان أهل المدينة وغيرهم إذا أحرموا لم يدخلوا البيوت إلا من ظهورها وذلك أن يتسوروها وكان أحدهم إذا أحرم لم يدخل البيت إلا أن يتسور من ظهره وإن النبي دخل ذات يوم بيتا لبعض الأنصار ودخل رجل على أثره ممن قد أحرم فأنكروا عليه ذلك وقالوا هذا رجل فقال له النبي لم دخلت من الباب وقد أحرمت قال رأيتك يا رسول الله دخلت على أثرك فقال إني أحمس وقريش يومئذ تدعى الحمس فقال الأنصاري إن ديني دينك فأنزل الله هذه الآية
ومن طريق العوفي عن ابن عباس إن رجالا من أهل المدينة كانوا إذا خاف أحدهم من عدوه شيئا أحرم فأمن وإذا أحرم لم يلج من بابه واتخذ ثقبا من ظهر بيته فلما دخل النبي المدينة كان بها رجل محرم فدخل رسول الله بستانا فدخل معه ذلك المحرم فذكر نحو ما تقدم
وأخرج الطبري وعبد بن حميد من طريق داود بن أبي هند عن قيس بن حبتر بمهملة ثم موحدة ثم مثناة كوزن جعفر النهشلي قال كانوا إذا أحرموا لم يأتوا بيتا من قبل بابه ولكن من قبل ظهره وكانت الحمس تفعله فدخل رسول الله حائطا من حيطان المدينة ثم خرج من بابه فاتبعه رجل يقال له رفاعة بن تابوت ولم يكن من الحمس فقالوا يا رسول الله نافق رفاعة فقال ما حملك على ما صنعت يا رفاعة قال رأيتك خرجت فخرجت فقال إني من الحمس ولست أنت من الحمس فقال يا رسول الله ديننا واحد فأنزلت وليس البر بأن تأتوا البيوت من ظهورها إلى قوله لعلكم تفلحون
قلت الرواية المتقدمة في تسميته قطبة بن عامر أصح وكذا سماه مقاتل بن سليمان في تفسيره وفي هذا المرسل من النكارة قوله إن ذلك في حائط من حيطان المدينة وما كان النبي قط وهو بالمدينة محرما
وأخرج عبد بن حميد من طريق مغيرة عن إبراهيم هو النخعي قال كانوا إذا أحرموا لم يدخلوا بيتا من بابه فنزلت
ومن طريق شيبان عن قتادة نحوه
ومن طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد كان أهل الجاهلية جعلوا في بيوتهم كوى في ظهورها وأبوابا في جنوبها فنزلت
وأخرج ابن أبي حاتم من طريق ابن جريج قلت لعطاء فقال كان أهل الجاهلية يأتون البيوت من أبوابها ويرونه برا فنزلت
2 - قول آخر قال عبد بن حميد حدثنا هاشم بن القاسم ثنا سليمان بن المغيرة سألت الحسن يعني البصري عن هذه الآية وليس البر بأن تأتوا البيوت من ظهورها قال كان الرجل من أهل الجاهلية يهم بالشيء يصنعه فيحبس عن ذلك فكان لا يأتي بيتا من قبل بابه حتى يأتي الذي كان هم به وأراده
وأخرجه ابن أبي حاتم من طريق عباد بن منصور عن الحسن أوضح منه قال كان قوم من أهل الجاهلية إذا أراد أحدهم سفرا أو خرج من بيته يريد سفرا ثم بدا له أن يقيم ويدع سفره الذي خرج له لم يدخل البيت من بابه ولكن يتسوره فقال الله تعالى وليس البر بأن تأتوا البيوت من ظهورها ولكن البر من اتقى وأتوا البيوت من أبوابها وذكره الزجاج بلفظ أن قوما من قريش وجماعة من العرب كانوا إذا خرج الرجل منهم في حاجة فلم يتيسر له رجع فلم يدخل من باب بيته سنة
وذكر الماوردي بنحوه وزاد في آخره تطيرا من الخيبة فقيل لهم ليس في التطير بر ولكن البر أن يتقوا الله
3 - قول آخر أخرج ابن أبي حاتم من طريق موسى بن عبيدة أحد الضعفاء عن محمد بن كعب القرظي قال كان الرجل إذا اعتكف لم يدخل منزله من باب البيت فأنزل الله عز وجل هذه الآية
4 - قول آخر أخرج ابن أبي حاتم من طريق أبي شيبة عن عطاء قال كان أهل يثرب إذا رجعوا من عيدهم دخلوا البيوت من ظهورها ويرون أن ذلك أحرى للبر فنزلت
5 - قول آخر قال الماوردي ما حاصله إنه قيل أنها نزلت في من كان يأتي النساء من غير قبلهن وكنى عن النساء بالبيوت للإيواء إليهن وعن الوطء في غير القبل بالإتيان من جهة الظهر ونسبه لابن زيد وحكاه مكي والمهدوي عن ابن الأنباري أيضا ورده ابن عطية مستبعدا له
6 - قول آخر ذكره الماوردي عن ابن بحر قال نزلت في النسيء كانوا يؤخرون الحج فيجعلون الشهر الحرام حلالا والحلال حراما فعبر البيوت وإتيانها من ظهورها عن المخالفة في أشهر الحج والمخالفة إتيان الأمر من خلفه والخلف والظهر في اللغة واحد
وجوز الزمخشري وتبعه المرسي أن إتيان البيوت من أبوابها كناية عن التمسك بالطريق المستقيم وإتيانها من ظهورها كناية عن التمسك بالطريق الباطل
وحكاه الفخر الرازي وقال هذا تأويل المتكلمين وهو أولى لا تساق النظم كذا قال). [العجاب في بيان الأسباب:455 - 1/465]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ): (قوله تعالى: {عَنِ الْأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ ظُهُورِهَا وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقَى وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (189)}
(ك) أخرج ابن أبي حاتم من طريق العوفي عن ابن عباس قال: سأل الناس رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الأهلة، فنزلت هذه الآية.
وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي العالية قال: بلغنا أنهم قالوا: يا رسول الله لم خلقت الأهلة؟ فأنزل الله {يسألونك عن الأهلة}.
وأخرج أبو نعيم وابن عساكر في تاريخ دمشق من طريق السدي الصغير عن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس: أن معاذ بن جبل وثعلبة بن عنمة قالا: يا رسول الله ما بال الهلال يبدو ويطلع دقيقا مثل الخيط، ثم يزيد حتى يعظم ويستوي ويستدير، ثم لا يزال ينقص ويدق حتى يعود كما كان لا يكن على حال واحد؟ فنزلت {يسألونك عن الأهلة}.
قوله تعالى: {ليس البر} الآية.
روى البخاري عن البراء قال: كانوا إذا أحرموا في الجاهلية أتوا البيت من ظهره، فأنزل الله {وليس البر بأن تأتوا البيوت من ظهورها} الآية.
وأخرج ابن أبي حاتم والحاكم وصححه عن جابر قال: كانت قريش تدعى الحمس، وكانوا يدخلون من الأبواب في الإحرام، وكانت الأنصار وسائر العرب لا يدخلون من باب في الإحرام، فبينا رسول الله صلى الله عليه وسلم في بستان إذ خرج من بابه وخرج معه قطبة بن عامر الأنصاري فقالوا يا رسول الله:، إن قطبة بن عامر رجل فاجر، وإنه خرج معك من الباب، فقال له: ((ما حملك على ما فعلت؟)) قال: رأيتك فعلته ففعلت كما فعلت. قال: ((إني رجا أحمسي))، قال له فإن ديني دينك، فأنزل الله {وليس البر بأن تأتوا البيوت من ظهورها} الآية.
وأخرج ابن جرير من طريق العوفي عن ابن عباس نحوه
وأخرج الطيالسي في مسنده عن البراء، قال كانت الأنصار إذا قدموا من سفرهم لم يدخل الرجل من قبل بابه، فنزلت هذه الآية.
وأخرج عبد بن حميد عن قيس بن جبير النهلشي قال: كانوا إذا أحرموا لم يأتوا بيتا من قبل بابه، وكانت الحمس بخلاف ذلك، فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم حائطا، ثم خرج من بابه فاتبعه رجل يقال له رفاعة بن تابوت، ولم يكن من الحمس، فقالوا: يا رسول الله، نافق رفاعة. فقال: ((ما حملك على ما صنعت؟)) قال: تبعتك، فقال: ((إني من الحمس))، قال: فإن ديننا واحد فنزلت {وليس البر بأن تأتوا البيوت من ظهورها} ). [لباب النقول:34 - 35]
قَالَ مُقْبِلُ بنِ هَادِي الوَادِعِيُّ (ت: 1423هـ): (قوله تعالى: {وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا} الآية 189.
قال الإمام البخاري ج4 ص370 حدثنا أبو الوليد حدثنا شعبة عن أبي إسحاق قال: سمعت البراء يقول نزلت هذه الآية فينا كانت الأنصار إذا حجوا فجاءوا ولم يدخلوا من قبل أبواب بيوتهم ولكن من ظهورها فجاء رجل من الأنصار فدخل من قبل بابه فكأنه عير بذلك فنزلت: {وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ ظُهُورِهَا وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقَى وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا}.
الحديث أعاده البخاري رحمه الله في كتاب التفسير فقال حدثنا عبيد الله بن موسى عن إسرائيل عن أبي إسحاق به ج9 ص249 وأخرجه مسلم ج18 ص161 وأخرجه الطيالسي ج2 ص12.
قال الحاكم رحمه الله ج1 ص483: حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا محمد بن إسحاق الصغاني ثنا أبو الجواب ثنا عمار بن زريق عن الأعمش عن أبي سفيان عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: كانت قريش يدعون الحمس وكانوا يدخلون من الأبواب في الإحرام، وكانت الأنصار وسائر العرب لا يدخلون من الأبواب في الإحرام، فبينما رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم في بستان فخرج من بابه وخرج معه قطبة بن عامر الأنصاري، فقالوا: يا رسول الله إن قطبة بن عامر رجل فاجر إنه خرج معك من بابه؟ فقال: ((ما حملك على ذلك)) قال: رأيتك فعلت ففعلت كما فعلت فقال: ((إني أحمسي)). قال إن ديني دينك، فأنزل الله عز وجل: {معهم وكانوا من قبل يستفتحون على الذين كفروا فلما جاءهم ما عرفوا كفروا به فلعنة}. هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه بهذه الزيادة.
أبو الجواب الأحوص بن جواب وعمار بن زريق ليسا من رجال البخاري فهو على شرط مسلم فقط، ثم وجدت الحافظ يقول في الفتح ج4 ص371 طبعة الحلبي وهذا الإسناد وإن كان على شرط مسلم، لكن اختلف في وصله على الأعمش عن أبي سفيان فرواه عبد بن حميد فلم يذكر جابرا، أخرجه بقي وأبو الشيخ في تفسيرهما من طريقه. ا.هـ). [الصحيح المسند في أسباب النزول:30 - 31]


روابط ذات صلة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس