عرض مشاركة واحدة
  #66  
قديم 18 رجب 1434هـ/27-05-2013م, 11:55 AM
ريم الحربي ريم الحربي غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: بلاد الحرمين
المشاركات: 2,656
افتراضي

نزول قول الله تعالى: {الَّذِينَ آَتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ وَإِنَّ فَرِيقًا مِنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ (146)}

قالَ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الوَاحِدِيُّ (ت: 468هـ): (قوله تعالى: {الَّذينَ آَتَيناهُمُ الكِتابَ يَعرِفونَهُ كَما يَعرِفونَ أَبناءَهُم...} الآية.
نزلت في مؤمني أهل الكتاب عبد الله بن سلام وأصحابه كانوا يعرفون رسول الله صلى الله عليه وسلم بنعته وصفته ومبعثه في كتابهم كما يعرف أحدهم ولده إذا رآه مع الغلمان قال عبد الله بن سلام: لأنا كنت أشد معرفة برسول الله صلى الله عليه وسلم مني بابني فقال له عمر بن الخطاب: وكيف ذاك يا ابن سلام؟ قال: لأني أشهد أن محمدًا رسول الله حقًا يقينًا وأنا لا أشهد بذلك على ابني لأني لا أدري ما أحدث النساء فقال عمر: وفقك الله يا ابن سلام). [أسباب النزول: 40]
قال أحمدُ بنُ عَلِيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله تعالى{الذين آتيناهم الكتاب يعرفونه كما يعرفون أبناءهم}
قال الواحدي: (نزلت في مؤمني أهل الكتاب؛ عبد الله بن سلام وأصحابه، كانوا يعرفون رسول الله كما يعرف أحدهم ولده إذا رآه مع الغلمان.
قال عبد الله بن سلام لأبي بن كعب: "كنت أشد معرفة برسول الله مني بابني"، فقال له عمر بن الخطاب: "وكيف ذلك يا ابن سلام؟"، قال: "لأني أشهد أن محمدا رسول الله حقا يقينا وأنا لا أشهد بذلك على ابني لأني لا أدري ما أحدث النساء"، فقال عمر: "وفقك الله يا ابن سلام").
وقال يحيى بن سلام: قال الكلبي: (لما قدم رسول الله المدينة قال عمر بن الخطاب لعبد الله بن سلام: إن الله أنزل على نبيه وهو بمكة أن أهل الكتاب يعرفونه كما يعرفون أبناءهم، كيف هذه المعرفة يا ابن سلام؟ قال: نعرف نبي الله بالنعت الذي نعته الله به إذا رأيناه فيكم كما يعرف أحدنا ابنه إذا رآه مع الغلمان، والذي يحلف به عبد الله بن سلام لأنا بمحمد أشد مني معرفة بابني فقال له عمر: كيف ذلك؟ قال: عرفته بما نعته الله لنا في كتابنا أنه هو، وأما ابني فلا أدري ما أحدثت أمه، فقال له عمر: وفقك الله فقد أصبت وصدقت).

قال يحيى ابن سلام: أراد بما أنزل بمكة الآية التي في أول سورة الأنعام {الذين آتيناهم الكتاب يعرفونه كما يعرفون أبناءهم الذين خسروا أنفسهم فهم لا يؤمنون}، ثم نزل بعد في المدينة في سورة البقرة.. فذكرها.
قلت: وحاصله أن الضمير في قوله يعرفونه للنبي هو في آية الأنعام بعيد، وأما في آية البقرة فمحتمل، وقد جاء أن الضمير للبيت الحرام ، كذا قال مقاتل ابن سليمان: "إن اليهود منهم أبو ياسر بن أخطب وكعب بن الأشرف وكعب بن أسيد وسلام بن صوريا وكنانة بن أبي الحقيق ووهب بن يهوذا وأبو رافع قالوا للمسلمين: لم تطوفون بالكعبة وهي حجارة مبنية؟، فقال النبي: ((إنهم ليعلمون أن الطواف بالبيت حق وأنه هو القبلة وذلك مكتوب عندهم في التوراة والإنجيل ولكنهم يكتمون ذلك))، فقال ابن صوريا: ما كتمنا شيئا مما في كتابنا؛ فأنزل الله {الذين آتيناهم الكتاب يعرفونه..} يعني البيت الحرام وأنه القبلة".
قلت: وأخرج الطبري أن الضمير للبيت الحرام فقال: "يعني أن أحبار اليهود وعلماء النصارى يعرفون أن البيت الحرام -قبلة إبراهيم- كما يعرفون أبناءهم".

ثم أسند من طريق العوفي عن ابن عباس في قوله {يعرفونه كما يعرفون أبناءهم}: عرفوا أن قبلة البيت الحرام قبلتهم التي أمروا بها كما عرفوا أبناءهم.
ومن طريق قتادة وعن الربيع بن أنس وعن السدي وعن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم كلهم نحوه). [العجاب في بيان الأسباب: 1/398-401]



روابط ذات صلة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس