عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 8 رجب 1434هـ/17-05-2013م, 08:37 PM
لطيفة المنصوري لطيفة المنصوري غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Oct 2011
المشاركات: 2,167
افتراضي

قوله تعالى: {عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ (1) عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ (2) الَّذِي هُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُونَ (3) كَلَّا سَيَعْلَمُونَ (4) ثُمَّ كَلَّا سَيَعْلَمُونَ (5)}
قَالَ أبو بكر محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بشَّار ابن الأَنباريِّ (ت:328هـ): (قوله تعالى: {عم يستاءلون (1)} فيه وجهان:
إن شئت جعلت «عن» الأولى صلة للفعل الظاهر، والثانية صلة لفعل مضمر كأنك قلت: عن أي شيء يتساءلون، يتساءلون عن النبأ العظيم. فمن هذا الوجه يحسن الوقف على
{يتساءلون}.

والوجه الآخر:أن تجعل «عن» الثانية توكيدًا للأولى كما قرأ عبد الله بن مسعود: {والظالمين أعد لهم عذابا أليما} [الإنسان: 31] فجعل اللام الثانية توكيدًا للأولى، وأنشد الفراء:
أقول لها إذا سألت طلاقًا ....... إلام تسارعين إلى فراقي
فأكد الأولى بالثانية.)[إيضاح الوقف والابتداء: 2/962 - 963]

قال أبو عمرو عثمانُ بنُ سَعيدٍ الدَّانِيُّ (ت:444هـ): ({عم يتساءلون} كاف.ثم قال تعالى: {عن النبأ العظيم} وهو شبيه بقوله: {لمن الملك اليوم} ثم رد على نفسه فقال: {لله الواحد القهار}. والوقف الكافي البالغ: {ثم كلا سيعلمون}). [المكتفى: 605]

قال أبو عبدِ الله محمدُ بنُ طَيْفُورَ الغزنويُّ السَّجَاوَنْدِيُّ (ت:560هـ): (بسم الله الرحمن الرحيم
{يتساءلون(1)}
ج لأن المعنى: عن أي شيء يتساءلون، ثم أجاب فقال: {عن النبأ العظيم}، [أي: يتساءلون عن النبأ
العظيم]، أو المعنى: لم يتساءلون- على التهديد-، وقوله: {عن النبأ مفعول: {يتساءلون} متصل به.
{مختلفون
(3)} ط لأن معنى {كلا} حقًا، أو: ألا وقد قيل: يحتمل على الردع عن الاختلاف، والتكرار دليل الابتداء.)
[علل الوقوف: 3/1079 - 1080]

قال أحمدُ بنُ عبد الكريمِ بنِ محمَّدٍ الأَشْمُونِيُّ (ت:ق11هـ): ({عمَّ يتساءلون} حسن عند بعضهم ثم قال تعالى:{عن النبأ العظيم} فقوله {عن النبأ العظيم } مفعول {يتساءلون} و{عمَّ} متعلق بيتساءلون فالاستفهام للتعجب وهذا كقوله {لمن الملك اليوم} ثمَّ ردَّ على نفسه فقال {للّه الواحد القهار} فهو كشيء يبهم ثم يفسر ففي هذا الوجه جعل عن الأولى صفةً للفعل الظاهر والثانية صلةً لفعل مضمر والتقدير عن أيِّ شيء يتساءلون أعن النبأ العظيم فمن هذا الوجه حسن الوقف على يتساءلون ثم يبتدئ {عن النبأ العظيم} وقيل الاستفهام لا يكاد يضمر إذا لم يأت بعده أم وليس في الآية ذكر أم كما ترى وليس بوقف إن جعلت عن الثانية توكيد للأولى وترجمةً وبيانًا لعمَّ وكان وقفة {مختلفون} وهو الكافي في الوجهين ووقف أبو حاتم على {كلاَّ} وجعلها ردًّا للنفي في اختلافهم في النبأ وهل هو إنكارهم البعث بعد الموت أو إنكارهم القرآن قال يحيى بن نصير النحوي كلاَّ ردُّ أي لا اختلاف قال بعض أهل التفسير صار الناس فيه رجلين مصدِّقًا ومكذبًا وأما الموت فأقروا به كلُّهم لمعاينتهم إياه وأما القرآن فقال الفراء {عن النبأ العظيم} يعني القرآن الذي هم فيه مختلفون بين مصدِّقٍ ومكذب فذلك اختلافهم فعلى هذا صح الوقف على كلا أي لا اختلاف فيه والمشهور أنَّ الكلام تمَّ على {مختلفون} ولا يوقف على {كلا} في الموضعين لأنَّهما بمعنى إلاَّ التي بمعنى التنبيه فيبتدئ بهما والثاني توكيد في الوعيد والمعنى ألا سيعلمون ثمَّ ألا سيعلمون ما يحل بهم يعني بهم أهل مكة وهو وعيد وتهديد منه تعالى لهم .
{سيعلمون
}
الثاني تام )
[منار الهدى: 414 - 415]


- تفسير


رد مع اقتباس