التفسير اللغوي المجموع
[ما استخلص من كتب علماء اللغة مما له صلة بهذا الدرس]
تفسير قوله تعالى: {وَأَعْطَى قَلِيلًا وَأَكْدَى (34)}
قال أبو عمرو إسحاق بن مرار الشيباني (ت: 213هـ): (وقال: أعطَى فأكْدَى أي أعْطَى قليلا، وقد بلغتُ كديته أي مجهوده). [كتاب الجيم: 3/150]
قالَ أبو سعيدٍ الحَسَنُ بنُ الحُسَينِ السُّكَّريُّ (ت: 275هـ): (
لا يبعد الله من يعطي الجزيل ومن = يحبو الجليل وما أكدى ولا نكدا
أكدى بخل أو قل خيره أو قلل عطاؤه). [شرح ديوان الحطيئة: 119]
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (يقال: أكدى، إذا أقل، وأصل ذلك في البئر تحفر، فإذا بلغ منها إلى حجر أو كدن استصعب على الحافر. وقيل: قد بلغت كديتها وجمعها كدى فلا يخرج من التراب إلا اليسير، فلذلك قيل للذي يعطي قليلاً: أكدى. قال الله جل وعز: {وأعطى قليلاً وأكدى}. فقالت: إذا بلغ الجهد من الناس لم يكن عطاؤه قليلاً ولا نزراً). [التعازي والمراثي: 125]
قالَ محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بَشَّارٍ الأَنْبَارِيُّ: (ت: 328هـ): ( فطوف في أصحابه يستثيبهم = فآب وقد أكدت عليه المسائل
يستثيبهم: يطلب ثوابهم ونائلهم، وأكدت: امتنعت، يقال حفر الحافر فأكدى إذ بلغ إلى كدية، وهو الصلب من الأرض، وهو من قول الله تعالى: {وأعطى قليلاً وأكدى}، أي: منع وآب، رجع، غيره: يقال أكدى الرجل إذا لم يصب حاجته). [شرح المفضليات: 181]