قوله تعالى { قُلْ أَتُحَآجُّونَنَا فِى ٱللَّهِ وَهُوَ رَبُّنَا وَرَبُّكُمْ وَلَنَآ أَعْمَٰلُنَا وَلَكُمْ أَعْمَٰلُكُمْ وَنَحْنُ لَهُۥ مُخْلِصُونَ(139)}
قَالَ هِبَةُ اللهِ بنُ سَلامَةَ بنِ نَصْرٍ المُقْرِي (ت: 410 هـ): (الآية السّادسة قوله تعالى {ولنا أعمالنا ولكم أعمالكم} نسخ هذا بآية السّيف على قول الجماعة). [الناسخ والمنسوخ لابن سلامة: 31-59]
قَالَ أبو الفَرَجِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَلِيٍّ ابْنُ الجَوْزِيِّ (ت: 597هـ): (ذكر الآية الثّامنة: قوله تعالى: {ولنا أعمالنا ولكم أعمالكم}.
قد ذهب بعض المفسّرين إلى أنّ هذا الكلام اقتضى نوع مساهلةٍ للكفّار ثمّ نسخ بآية السّيف، ولا أرى هذا القول صحيحاً، لأربعة أوجه:
أحدها: أنّ معنى الآية: أتخاصموننا في دين اللّه وكانوا يقولون: نحن أولى باللّه منكم، لأنّنا أبناء اللّه وأحبّاؤه ومنّا كانت الأنبياء وهو ربّنا وربّكم أي: نحن كلّنا في حكم العبوديّة سواءٌ فكيف يكونون أحقّ به؟ {ولنا أعمالنا ولكم أعمالكم} أي (لا اختصاص لأحدٍ به) إلا من جهة
الطّاعة والعمل، وإنّما يجازى كلٌّ منّا بعمله. ولا تنفع الدّعاوى وعلى هذا البيان لا وجه للنّسخ.
والثّاني: أنّه خبرٌ خارجٌ مخرج الوعيد والتّهديد.
والثّالث: أنّا قد علمنا أعمال أهل الكتاب وعليها أقررناهم.
والرّابع: أنّ المنسوخ ما لا يبقى له حكمٌ، وحكم هذا الكلام لا يتغيّر فإنّ كلّ عاملٍ له (جزاء) عمله فلو ورد الأمر بقتالهم لم يبطل تعلق أعمالهم بهم..). [نواسخ القرآن:125- 236]
قالَ أبو الفَرَجِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَلِيٍّ ابْنِ الْجَوْزِيِّ (ت:597هـ): (السابعة: {ولنا أعمالنا ولكم أعمالكم} قال بعضهم هذا يقتضي نوع مساهلة الكفار ثم نسخ بآية السيف وهو بعيد لأن من شرطها التنافي ولا تنافي وأيضا فإنه خبر.). [المصَفَّى بأكُفِّ أهلِ الرسوخ: 14-21]
روابط ذات صلة:
- أقوال المفسرين