تفسير قوله تعالى: (وَلَقَدْ آَتَيْنَا مُوسَى تِسْعَ آَيَاتٍ بَيِّنَاتٍ فَاسْأَلْ بَنِي إِسْرَائِيلَ إِذْ جَاءَهُمْ فَقَالَ لَهُ فِرْعَوْنُ إِنِّي لَأَظُنُّكَ يَا مُوسَى مَسْحُورًا (101) )
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ (ت: 197 هـ): (حدثني مالك قال: التسع الآيات التي أعطيهن موسى: الحجر، والعصى، واليد، والطوفان، والجراد، والقمل، والضفادع، والدم، والطور). [الجامع في علوم القرآن: 2/136]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (أنا معمر عن قتادة عن ابن عباس في قوله تسع آيات بينات قال هي متتابعات وهي في سورة الأعراف ولقد أخذنا آل فرعون بالسنين ونقص من الثمرات قال السنين لأهل البوادي ونقص من الثمرات لأهل القرى فهاتان آيتان الطوفان والجراد والقمل والضفادع والدم فهذه خمس
[تفسير عبد الرزاق: 1/390]
ويد موسى إذ أخرجها بيضاء من غير سوء والسوء البرص وعصاه إذ ألقاها فإذا هي ثعبان مبين). [تفسير عبد الرزاق: 1/391]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (قال معمر وقال الحسن {ولقد أخذنا آل فرعون بالسنين ونقص من الثمرات} قال هذه آية واحدة والطوفان والجراد والقمل والضفادع والدم ويد موسى وعصا موسى إذ ألقاها فإذا هي ثعبان مبين وإذ ألقاها فإذا هي تلقف ما يأفكون). [تفسير عبد الرزاق: 1/391]
قال محمدُ بنُ عيسى بنِ سَوْرة التِّرْمِذيُّ (ت: 279هـ) : (حدّثنا محمود بن غيلان، قال: حدّثنا أبو داود، ويزيد بن هارون، وأبو الوليد، واللّفظ لفظ يزيد والمعنى واحدٌ، عن شعبة، عن عمرو بن مرّة، عن عبد الله بن سلمة، عن صفوان بن عسّالٍ، أنّ يهوديّين قال أحدهما لصاحبه: اذهب بنا إلى هذا النّبيّ نسأله، فقال: لا تقل له نبيٌّ فإنّه إن سمعها تقول نبيٌّ كانت له أربعة أعينٍ، فأتيا النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم فسألاه عن قول الله عزّ وجلّ {ولقد آتينا موسى تسع آياتٍ بيّناتٍ} فقال رسول الله صلّى اللّه عليه وسلّم: لا تشركوا باللّه شيئًا، ولا تزنوا، ولا تقتلوا النّفس الّتي حرّم اللّه إلاّ بالحقّ، ولا تسرقوا، ولا تسحروا، ولا تمشوا ببريءٍ إلى سلطانٍ فيقتله، ولا تأكلوا الرّبا، ولا تقذفوا محصنةً، ولا تفرّوا من الزّحف،، شكّ شعبة، وعليكم اليهود خاصّةً ألاّ تعتدوا في السّبت فقبّلا يديه ورجليه وقالا: نشهد أنّك نبيٌّ، قال: فما يمنعكما أن تسلما؟ قالا: إنّ داود دعا اللّه، أن لا يزال في ذرّيّته نبيٌّ، وإنّا نخاف إن أسلمنا أن تقتلنا اليهود.
هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ). [سنن الترمذي: 5/157]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {ولقد آتينا موسى تسع آياتٍ بيّناتٍ فاسأل بني إسرائيل إذ جاءهم فقال له فرعون إنّي لأظنّك يا موسى مسحورًا}.
يقول تعالى ذكره: ولقد آتينا موسى بن عمران تسع آياتٍ بيّناتٍ تبين لمن رآها أنّها حججٌ لموسى شاهدةٌ على صدقه وحقيقة نبوّته.
وقد اختلف أهل التّأويل فيهنّ وما هنّ. فقال بعضهم في ذلك ما؛
- حدّثني به محمّد بن سعدٍ، قال: حدّثني أبي، قال: حدّثني عمّي، قال: حدّثني أبي عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {ولقد آتينا موسى تسع آياتٍ بيّناتٍ} قال: التّسع الآيات البيّنات: يده، وعصاه، ولسانه، والبحر، والطّوفان، والجراد، والقمّل، والضّفادع، والدّم آياتٌ مفصّلاتٌ.
- حدّثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذٍ، يقول: أخبرنا عبيدٌ، قال: سمعت الضّحّاك، يقول في قوله: {ولقد آتينا موسى تسع آياتٍ بيّناتٍ} إلقاء العصا مرّتين عند فرعون، ونزع يده، والعقدة الّتي كانت بلسانه، وخمسً آياتٍ في الأعراف: الطّوفان، والجراد، والقمّل، والضّفادع، والدّم.
وقال آخرون: نحوًا من هذا القول، غير أنّهم جعلوا آثنتين منهنّ: إحداهما الطّمسة والأخرى الحجر
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا سلمة، عن ابن إسحاق، عن بريدة بن سفيان، عن محمّد بن كعبٍ القرظيّ، قال: سألني عمر بن عبد العزيز، عن قوله: {ولقد آتينا موسى تسع آياتٍ بيّناتٍ} فقلت له: هي الطّوفان والجراد، والقمّل، والضّفادع، والدّم، والبحر، وعصاه، والطّمسة، والحجر، فقال: وما الطّمسة؟ فقلت: دعا موسى وأمّن هارون، فقال: قد أجيبت دعوتكما، وقال عمر: كيف يكون الفقه إلاّ هكذا. فدعا عمر بن عبد العزيز بخريطةٍ كانت لعبد العزيز بن مروان أصيبت بمصر، فإذا فيها الجوزة منساة والبيضة والعدسة ما تنكر مسخت حجارةً كانت من أموال فرعون أصيبت بمصر.
وقال آخرون: نحوًا من ذلك إلاّ أنّهم جعلوا اثنتين منهنّ: إحداهما السّنين، والأخرى النّقص من الثّمرات
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا يحيى بن واضحٍ، قال: حدّثنا الحسين بن واقدٍ، عن يزيد النّحويّ، عن عكرمة، ومطرٍ الورّاق، في قوله: {تسع آياتٍ} قالا: الطّوفان، والجراد، والقمّل، والضّفادع، والدّم، والعصا، واليد، والسّنون، ونقصٌ من الثّمرات.
- حدّثني يعقوب، قال: حدّثنا هشيمٌ، عن مغيرة، عن الشّعبيّ، في قوله: {تسع آياتٍ بيّناتٍ} قال: الطّوفان، والجراد، والقمّل، والضّفادع، والدّم، والسّنين، ونقصٌ من الثّمرات، وعصاه، ويده.
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، قال: سئل عطاء بن أبي رباحٍ عن قوله: {ولقد آتينا موسى تسع آياتٍ بيّناتٍ} ما هي؟ قال: الطّوفان، والجراد، والقمّل، والضّفادع، والدّم، وعصى موسى، ويده.
- قال: ابن جريجٍ: وقال مجاهدٌ مثل قول عطاءٍ، وزاد: {أخذنا آل فرعون بالسّنين ونقصٍ من الثّمرات} قال: هما التّاسعتان، ويقولون: التّاسعتان: السّنين، وذهاب عجمة لسان موسى.
- حدّثنا الحسن بن يحيى، قال: أخبرنا عبد الرّزّاق، قال: أخبرنا معمرٌ، عن قتادة، عن ابن عبّاسٍ، في قوله: {تسع آياتٍ بيّناتٍ} وهي متتابعاتٌ، وهي في سورة الأعراف {ولقد أخذنا آل فرعون بالسّنين ونقصٍ من الثّمرات} قال: السّنين في أهل البوادي، ونقصٌ من الثّمرات لأهل القرى، فهاتان آيتان، والطّوفان، والجراد، والقمّل، والضّفادع، والدّم، هذه خمسٌ، ويد موسى إذ أخرجها بيضاء للنّاظرين من غير سوءٍ: البرص، وعصاه إذ ألقاها، فإذا هي ثعبانٌ مبينٌ.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {ولقد آتينا موسى تسع آياتٍ بيّناتٍ} قال: يد موسى، وعصاه، والطّوفان، والجراد، والقمّل، والضّفادع، والدّم والسّنين، ونقصٌ من الثّمرات.
وقال آخرون نحوًا من ذلك إلاّ أنّهم جعلوا السّنين والنّقص من الثّمرات آيةً واحدةً، وجعلوا التّاسعة: تلقّف العصا ما يأفكون.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا الحسن بن يحيى، قال: أخبرنا عبد الرّزّاق، قال: أخبرنا معمرٌ، قال: قال الحسن، في قوله: {تسع آياتٍ بيّناتٍ} {ولقد أخذنا آل فرعون بالسّنين ونقصٍ من الثّمرات} قال: هذه آيةٌ واحدةٌ، والطّوفان، والجراد، والقمّل، والضّفادع، والدّم، ويد موسى، وعصاه إذ ألقاها فإذا هي ثعبانٌ مبينٌ، وإذ ألقاها فإذا هي تلقف ما يأفكون.
وقال آخرون في ذلك ما؛
- حدّثني محمّد بن المثنّى، قال: حدّثني محمّد بن جعفرٍ، قال: حدّثنا شعبة، عن عمرو بن مرّة، قال: سمعت عبد اللّه بن سلمة، يحدّث عن صفوان بن عسّال، قال: قال يهوديّ لصاحبه: اذهب بنا إلى النّبيّ حتّى نسأله عن هذه الآية، {ولقد آتينا موسى تسع آياتٍ بيّناتٍ} قال: لا تقل له نبيّ، فإنّه إن سمعك صارت له أربعة أعينٍ، قال: فسألا، فقال النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: " لا تشركوا باللّه شيئًا، ولا تسرقوا، ولا تزنوا، ولا تقتلوا النّفس الّتي حرّم اللّه إلاّ بالحقّ، ولا تسحروا، ولا تأكلوا الرّبا، ولا تمشوا ببريءٍ إلى ذي سلطانٍ ليقتله، ولا تقذفوا محصنةً، أو قال: لا تفرّوا من الزّحف " شعبة الشّاكّ " وأنتم يا يهود عليكم خاصّةً لا تعدوا في السّبت " فقبّلا يده ورجله، وقالا: نشهد أنّك نبيّ، قال: " فما يمنعكما أن تسلما؟ " قالا: إنّ داود دعا أن لا يزال من ذرّيّته نبيّ، وإنّا نخشى أن تقتلنا يهود.
- حدّثنا ابن المثنّى، قال: حدّثنا سهل بن يوسف وأبو داود وعبد الرّحمن بن مهديٍّ، عن شعبة، عن عمرٍو، قال: سمعت عبد اللّه بن سلمة يحدّث عن صفوان بن عسّال المراديّ، عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم بنحوه، إلاّ أنّ ابن مهديٍّ قال: " لا تمشوا إلى ذي سلطانٍ " وقال ابن مهديٍّ: أراه قال: " ببريءٍ ".
- حدّثنا أبو كريبٍ، قال: حدّثنا عبد اللّه بن إدريس وأبو أسامة بنحوه، عن شعبة بن الحجّاج، عن عمرو بن مرّة، عن عبد اللّه بن سلمة، عن صفوان بن عسّال، قال: قال يهوديّ لصاحبه: اذهب بنا إلى هذا النّبيّ، فقال صاحبه: لا تقل نبيّ، إنّه لو سمعك كان له أربع أعينٍ، قال: فأتيا رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، يسألانه عن تسع آياتٍ بيّناتٍ، فقال: " هنّ: ولا تشركوا باللّه شيئًا، ولا تسرقوا، ولا تزنوا، ولا تقتلوا النّفس الّتي حرّم اللّه إلاّ بالحقّ، ولا تمشوا ببريءٍ إلى ذي سلطانٍ ليقتله، ولا تسحروا، ولا تأكلوا الرّبا، ولا تقذفوا المحصنة، ولا تولّوا يوم الزّحف وعليكم خاصّةً يهود: أن لا تعدوا في السّبت " قال: فقبّلوا يديه ورجليه، وقالوا: نشهد أنّك نبيّ، قال: " فما يمنعكم أن تتّبعوني؟ " قالوا: إنّ داود دعا أن لا يزال من ذرّيّته نبيّ، وإنّا نخاف إن اتّبعناك أن تقتلنا يهود.
- حدّثنا مجاهد بن موسى، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا شعبة بن الحجّاج، عن عمرو بن مرّة، عن عبد اللّه بن سلمة، عن صفوان بن عسّال، عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم بنحوه.
وأمّا قوله: {فاسأل بني إسرائيل إذ جاءهم} فإنّ عامّة قرّاء الإسلام على قراءته على وجه الأمر بمعنى: فاسأل يا محمّد بني إسرائيل إذ جاءهم موسى وروي عن الحسن البصريّ في تأويله ما؛
- حدّثني به الحارث، قال: حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا حجّاجٌ، عن هارون، عن إسماعيل، عن الحسن، {فاسأل بني إسرائيل} قال: سؤالك إيّاهم: نظرك في القرآن.
- وروي عن ابن عبّاسٍ أنّه كان يقرأ ذلك: " فسأل " بمعنى: فسأل موسى فرعون بني إسرائيل أن يرسلهم معه على وجه الخبر.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا أحمد بن يوسف، قال: حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا حجّاجٌ، عن هارون، عن حنظلة السّدوسيّ، عن شهر بن حوشبٍ، عن ابن عبّاسٍ، أنّه قرأ: " فسأل بني إسرائيل إذ جاءهم " يعني أنّ موسى، سأل فرعون بني إسرائيل أن يرسلهم معه.
والقراءة الّتي لا أستجيز أن يقرأ بغيرها، هي القراءة الّتي عليها قرّاء الأمصار، لإجماع الحجّة من القرّاء على تصويبها، ورغبتهم عمّا خالفهم.
وقوله: {فقال له فرعون إنّي لأظنّك يا موسى مسحورًا} يقول: فقال لموسى فرعون: إنّي لأظنّك يا موسى معاطى علم السّحر، فهذه العجائب الّتي تفعلها من سحرك، وقد يجوز أن يكون مرادًا به إنّي لأظنّك يا موسى ساحرًا، فوضع مفعولٌ موضع فاعلٍ، كما قيل: إنّك مشئومٌ علينا وميمونٌ، وإنّما هو شائمٌ ويامنٌ. وقد تأوّل بعضهم حجابًا مستورًا، بمعنى: حجابًا ساترًا، والعرب قد تخرج فاعلاً بلفظ مفعولٍ كثيرًا). [جامع البيان: 15/99-106]
قال أحمد بن أبي بكر بن إسماعيل البوصيري (ت: 840هـ) : (وقال مسدّد: ثنا أبو عوانة، عن المغيرة، عن عامرٍ "في قوله تعالى: (ولقد آتينا موسى تسع آيات بينات) قال: يده، وعصاه، والسنين، والطوفان والجراد، والقمّل، والضّفادع، والدّم، ونقصٌ من الثّمرات"). [إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة: 6/230]
قال أحمد بن أبي بكر بن إسماعيل البوصيري (ت: 840هـ) : (وقال أحمد بن منيعٍ: ثنا يزيد، ثنا إسماعيل بن أبي خالدٍ، عن أبي صالح وعكرمة "في قوله عز وجل: (ولقد آتينا موسى تسع آيات بينات) قال: بالسنين حبس عنهم المطر، ونقصٌ من الثّمرات، والطّوفان، والجراد، والقمّل، والضّفادع، والدّم، وعصاه، ويده "). [إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة: 6/231]
قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (وقال مسدّدٌ: حدثنا أبو عوانة، عن المغيرة، عن عامرٍ في قوله عز وجل: {ولقد آتينا موسى تسع آياتٍ بيّناتٍ} قال: يده، وعصاه، والسّنين، والطّوفان، والجراد، والقمّل، والضّفادع، والدّم، ونقصٌ من الثّمرات). [المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية: 15/20]
قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (وقال أحمد منيعٍ: حدثنا يزيد، ثنا إسماعيل بن أبي خالدٍ، عن أبي صالحٍ، وعكرمة في قوله عزّ وجلّ: {ولقد آتينا موسى تسع آياتٍ بيّناتٍ} قال: السّنين: حبس عنهم المطر، ونقص من الثّمرات، والطّوفان، والجراد، والقمّل، والضّفادع، والدّم، وعصاه، ويده). [المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية: 15/21]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآية 101 - 105.
أخرج عبد الرزاق وسعيد بن منصور، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم من طرق عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {ولقد آتينا موسى تسع آيات بينات} قال: اليد والعصا والطوفان والجراد والقمل والضفادع والدم والسنين ونقص من الثمرات). [الدر المنثور: 9/453]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {تسع آيات بينات} قال: يده وعصاه ولسانه والبحر والطوفان والجراد والقمل والضفادع والدم). [الدر المنثور: 9/453-454]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الطيالسي وسعيد بن منصور، وابن أبي شيبة وأحمد والترمذي وصححه والنسائي، وابن ماجة وأبو يعلى، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم والطبراني، وابن قانع والحاكم وصححه، وابن مردويه وأبو نعيم والبيهقي معا في الدلائل عن صفوان بن عسال: أن يهوديين قال أحدهما لصاحبه: انطلق بنا إلى هذا النّبيّ نسأله فأتياه فسألاه عن قول الله: {ولقد آتينا موسى تسع آيات بينات} فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تشركوا بالله شيئا ولا تنزنوا ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا تسرقوا ولا تسحروا ولا تمشوا ببريء إلى ذي سلطان فيقتله ولا تأكلوا الربا ولا تقذفوا محصنة، أو قال: ولا تفروا من الزحف شك شعبة وعليكم يا يهود خاصة أن لا تعتدوا في السبت فقبلا يديه وقالا: نشهد أنك نبي، قال: فما يمنعكما أن تسلما، قالا: إن داود دعا أن لا يزال في ذريته نبي وإنا نخاف إن أسلمنا أن تقتلنا اليهود). [الدر المنثور: 9/454]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج سعيد بن منصور وأحمد في الزهد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه كان يقرأ {فاسأل بني إسرائيل} يقول: سأل موسى فرعون بني إسرائيل أن أرسلهم معي، قال مالك بن دينار: وإنما كتبوا فسل بلا ألف كما كتبوا قال: قل). [الدر المنثور: 9/455]
تفسير قوله تعالى: (قَالَ لَقَدْ عَلِمْتَ مَا أَنْزَلَ هَؤُلَاءِ إِلَّا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ بَصَائِرَ وَإِنِّي لَأَظُنُّكَ يَا فِرْعَوْنُ مَثْبُورًا (102) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله مثبورا قال مهلكا). [تفسير عبد الرزاق: 1/391]
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : ({مثبورًا} [الإسراء: 102] : «ملعونًا»). [صحيح البخاري: 6/84]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله مثبورًا ملعونًا وصله الطّبريّ من طريق عليّ بن أبي طلحة عن بن عبّاسٍ ومن وجهٍ آخر عن سعيد بن جبيرٍ عنه ومن طريق العوفيّ عنه قال مغلوبًا ومن طريق الضّحّاك مثله ومن طريق مجاهدٍ قال هالكًا ومن طريق قتادة قال مهلكًا ومن طريق عطيّة قال مغيّرًا مبدّلًا ومن طريق بن زيد بن أسلم قال مخبولًا لا عقل له). [فتح الباري: 8/394]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (قوله فيه
وقال مجاهد {موفورا} وافرا {تبيعا} ثائرا وقال ابن عبّاس نصيرًا {خبت} طفئت وقال ابن عبّاس {ولا تبذر} لا تنفق في الباطل {ابتغاء رحمة} رزق {مثبورا} ملعونا {ولا تقف} لا تقل {فجاسوا} تيمموا {يزجي لكم الفلك} يجري الفلك {يخرون للأذقان} للوجوه
قال عبد بن حميد ثنا شبابة ثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله 63 الإسراء {موفورا} قال وافرا
وبه في قوله 69 الإسراء {به تبيعا} قال نصيرًا ثائرا
وقال ابن أبي حاتم ثنا أبي ثنا أبو صالح ثنا معاوية عن علّي عن ابن عبّاس في قوله تبيعا قال نصيرًا
وبه في قوله 97 الإسراء {كلما خبت} قال طفئت
أخبرنا أبو الفرج بن الغزّي أنا يوسف بن عمر الختني وهو آخر من حدث عنه بالسّماع أنا عبد الوهّاب بن رواج وهو آخر من تقيّ من حضر عنده أو سمع عليه أنا الحافظ أبو طاهر السلفي أنا أبو طاهر بن البطر أنا عبيدالله بن عبد الله بن البيع ثنا الحسين بن إسماعيل المحاملي ثنا محمود بن خداش ثنا هشيم أنا حصين عن عكرمة عن ابن عبّاس في قوله 27 الإسراء {إن المبذرين كانوا إخوان الشّياطين} قال المبذر المنفق في غير حق
رواه البخاريّ في كتاب الأدب المفرد عن عارم عن هشيم به فوقع لنا بدلا عاليا
وقال أبو جعفر الطّبريّ ثنا القاسم ثنا الحسين ثنا حجاج عن ابن جريج عن عطاء عن ابن عبّاس في قوله 26 الإسراء {ولا تبذر} قال لا تنفق في الباطل فإن المبذر هو المسرف في غير حق
وبه في قوله 28 الإسراء {ابتغاء رحمة من ربك} قال رزق
وقال أيضا ثنا علّي هو ابن داود ثنا عبد الله هو ابن صالح ثنا معاوية عن علّي بن أبي طلحة عن ابن عبّاس في قوله 102 الإسراء {وإنّي لأظنك يا فرعون مثبورا} قال ملعونا). [تغليق التعليق: 4/240-242] (م)
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (مثبوراً ملعوناً
أشار به إلى قوله تعالى: {لأظنك يا فرعون مثبوراً} (الإسراء: 102) وفسره بقوله: ملعوناً، وكذا رواه الطّبريّ من طريق عليّ بن أبي طلحة عن ابن عبّاس، وقال أبو عبيدة: المعروف في الثبور الهلاك، والملعون هالك، وعن العوفيّ: معناه مغلوبًا، وعن مجاهد: هالكا، وعن قتادة: مهلكا، وعن عطيّة: مغيراً مبدلاً، وعن ابن زيد بن أسلم: مخبولاً لا عقل له). [عمدة القاري: 19/25]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( ({مثبورًا}) في قوله تعالى: {وإني لأظنك يا فرعون مثبورًا} [الإسراء: 36] قال ابن عباس أي (ملعونًا) وقال مجاهد هالكًا ولا ريب أن الملعون هالك). [إرشاد الساري: 7/203]
قالَ مُحَمَّدُ بنُ أَحمدَ بنِ نَصْرٍ الرَّمْلِيُّ (ت:295هـ): (ثنا أحمد بن محمّدٍ القوّاس المكّيّ، قال: ثنا مسلم بن خالد الزنجي، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ في قوله عزّ وجلّ: {وإنّي لأظنك يا فرعون مثبوراً} قال: مهلَكا). [جزء تفسير مسلم بن خالد الزنجي: 53]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {قال لقد علمت ما أنزل هؤلاء إلاّ ربّ السّموات والأرض بصائر وإنّي لأظنّك يا فرعون مثبورًا}.
اختلفت القرّاء في قراءة قوله {لقد علمت} فقرأ عامّة قرّاء الأمصار ذلك {لقد علمت} بفتح التّاء، على وجه الخطّاب من موسى لفرعون.
وروي عن عليّ بن أبي طالبٍ رضوان اللّه عليه في ذلك، أنّه قرأ: " لقد علمت " بضمّ التّاء، على وجه الخبر من موسى عن نفسه. ومن قرأ ذلك على هذه القراءة، فإنّه ينبغي أن يكون على مذهبه تأويل قوله {إنّي لأظنّك يا موسى مسحورًا} إنّي لأظنّك قد سحرت، فترى أنّك تتكلّم بصوابٍ وليس بصوابٍ.
وهذا وجهٌ من التّأويل. غير أنّ القراءة الّتي عليها قرّاء الأمصار خلافها، وغير جائزٍ عندنا خلاف الحجّة فيما جاءت به من القراءة مجمعةً عليه.
وبعد، فإنّ اللّه تعالى ذكره قد أخبر عن فرعون وقومه أنّهم جحدوا ما جاءهم به موسى من الآيات التّسع مع علمهم بأنّها من عند اللّه بقوله {وأدخل يدك في جيبك تخرج بيضاء من غير سوءٍ في تسع آياتٍ إلى فرعون وقومه إنّهم كانوا قومًا فاسقين فلمّا جاءتهم آياتنا مبصرةً قالوا هذا سحرٌ مبينٌ وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلمًا وعلوًّا} فأخبر جلّ ثناؤه أنّهم قالوا: هي سحرٌ مع علمهم واستيقان أنفسهم بأنّها من عند اللّه، فكذلك قوله: {لقد علمت} إنّما هو خبرٌ من موسى لفرعون بأنّه عالمٌ بأنّها آياتٌ من عند اللّه.
وقد ذكر عن ابن عبّاس أنّه احتجّ في ذلك بمثل الّذي ذكرنا من الحجّة. قال:
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثنا هشيمٌ، قال: أخبرنا أبو بشرٍ، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ، أنّه كان يقرأ: {لقد علمت} يا فرعون بالنّصب {ما أنزل هؤلاء إلاّ ربّ السّموات والأرض} ثمّ تلا {وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلمًا وعلوًّا}.
فإذا كان ذلك كذلك، فتأويل الكلام قال موسى لفرعون: لقد علمت يا فرعون ما أنزل هؤلاء الآيات التّسع البيّنات الّتي أريتكها حجّةً لي على حقيقة ما أدعوك إليه، وشاهدةٌ لي على صدقى وصحّة قولي أنّي للّه رسولٌ، بعثني إليك إلاّ ربّ السّموات والأرض، لأنّ ذلك لا يقدر عليه ولا على أمثاله أحدٌ سواه.
{بصائر} يعني بالبصائر: الآيات، أنّهنّ بصائر لمن استبصر بهنّ، وهدًى لمن اهتدى بهنّ، يعرف بهنّ من رآهنّ أنّ من جاء بهنّ فمحقٌّ، وأنّهنّ من عند اللّه لا من عند غيره، إذ كنّ معجزاتٍ لا يقدر عليهنّ ولا على شيءٍ منهنّ سوى ربّ السّموات والأرض.
وهو جمع بصيرةٍ
وقوله: {وإنّي لأظنّك يا فرعون مثبورًا} يقول: إنّي لأظنّك يا فرعون ملعونًا ممنوعًا من الخير.
والعرب تقول: ما ثبرك عن هذا الأمر: أي ما منعك منه، وما صرفك عنه؟ وثبره اللّه فهو يثبره ويثبره لغتانٍ، ورجلٌ مثبورٌ: محبوسٌ عن الخيرات هالكٌ، ومنه قول الشّاعر:
إذ أجاري الشّيطان في سنن الغيّ = ومن مال ميله مثبور
وبنحو الّذي قلنا في تأويل ذلك، قال أهل التّأويل
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا عبد اللّه بن عبد اللّه الكلابيّ، قال: حدّثنا أبو خالدٍ الأحمر، قال: حدّثنا عمر بن عبد اللّه، عن المنهال بن عمرٍو، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ، في قوله: {إنّي لأظنّك يا فرعون مثبورًا} قال: ملعونًا.
- حدّثنا أبو كريبٍ، قال: حدّثنا مروان بن معاوية، قال: أخبرنا عمر بن عبد اللّه الثّقفيّ، عن المنهال، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ، مثله.
- حدّثني عليٌّ، قال: حدّثنا عبد اللّه، قال: حدّثنا معاوية، عن عليٍّ، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {إنّي لأظنّك يا فرعون مثبورًا} يقول: ملعونًا.
وقال آخرون: بل معناه: إنّي لأظنّك يا فرعون مغلوبًا.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن سعدٍ، قال: حدّثني أبي، قال: حدّثني عمّي، قال: حدّثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {إنّي لأظنّك يا فرعون مثبورًا} يعني: مغلوبًا.
- حدّثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذٍ، يقول: حدّثنا عبيدٌ، قال: سمعت الضّحّاك، يقول في قوله {إنّي لأظنّك يا فرعون مثبورًا} يقول: مغلوبًا.
وقال بعضهم: معنى ذلك: إنّي لأظنّك يا فرعون هالكًا.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ: مثبورًا: أي هالكًا.
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثنا حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، عن مجاهدٍ، مثله.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، {وإنّي لأظنّك يا فرعون مثبورًا}. أي: مهلكًا. قوله: {مثبورًا}. أي: هالكًا.
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، عن مجاهدٍ، مثله.
- حدّثنا الحسن، قال: أخبرنا عبد الرّزّاق، قال: أخبرنا معمرٌ، عن قتادة، بنحوه.
وقال آخرون: معناه: إنّي لأظنّك مبدّلاً مغيّرًا
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا أبو كريبٍ، قال: حدّثنا عبيد اللّه بن موسى، عن عيسى بن موسى، عن عطيّة، {إنّي لأظنّك يا فرعون مثبورًا} قال: مبدّلاً.
وقال آخرون: معناه: مخبولاً لا عقل له
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {وإنّي لأظنّك يا فرعون مثبورًا} قال: الإنسان إذا لم يكن له عقلٌ فما ينفعه؟ يعني: إذا لم يكن له عقلٌ ينتفع به في دينه ومعاشه دعته العرب مثبورًا. قال: أظنّك ليس لك عقلٌ يا فرعون، قال: بينا هو يخافه {ولا ينطلق لساني} أن أقول هذا لفرعون، فلمّا شرح اللّه صدره، اجترأ أن يقول له فوق ما أمره اللّه.
وقد بيّنّا الّذي هو أولى بالصّواب في ذلك قبل). [جامع البيان: 15/106-111]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم قال نا آدم قال نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله مثبورا قال مهلكا). [تفسير مجاهد: 371]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي الدنيا في ذم الغضب عن أنس بن مالك رضي الله عنه أنه سئل عن قول الله تعالى: {وإني لأظنك يا فرعون مثبورا} قال: مخالفا، وقال: الأنبياء أكرم من أن تلعن أو تسب). [الدر المنثور: 9/455]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج سعيد بن منصور، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن علي رضي الله عنه أنه كان يقرأ {لقد علمت} يعني بالرفع، قال علي: والله ما علم عدو الله ولكن موسى هو الذي علم). [الدر المنثور: 9/455]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قرأ {لقد علمت} بالنصب - يعني فرعون - ثم تلا (وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم) (النمل آية 14) ). [الدر المنثور: 9/455]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم من طرق عن ابن عباس رضي الله عنهما {مثبورا} قال: ملعونا.
وأخرج ابن جرير من طريق علي عن ابن عباس رضي الله عنهما مثله). [الدر المنثور: 9/456]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الشيرازي في الألقاب، وابن مردويه من طريق ميمون بن مهران عن ابن عباس رضي الله عنهما {مثبورا} قال: قليل العقل). [الدر المنثور: 9/456]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الطستي عن ابن عباس أن نافع بن الأزرق قال له: أخبرني عن قوله: {مثبورا} قال: ملعونا محبوسا عن الخير، قال: وهل تعرف العرب ذلك قال: نعم أما سمعت عبد الله بن الزبعرى يقول:
إذ أتاني الشيطان في سنة النو * م ومن مال ميلة مثبورا). [الدر المنثور: 9/456]
تفسير قوله تعالى: (فَأَرَادَ أَنْ يَسْتَفِزَّهُمْ مِنَ الْأَرْضِ فَأَغْرَقْنَاهُ وَمَنْ مَعَهُ جَمِيعًا (103) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {فأراد أن يستفزّهم من الأرض فأغرقناه ومن معه جميعًا (103) وقلنا من بعده لبني إسرائيل اسكنوا الأرض فإذا جاء وعد الآخرة جئنا بكم لفيفًا}.
يقول تعالى ذكره: فأراد فرعون أن يستفزّ موسى وبني إسرائيل من الأرض {فأغرقناه} في البحر {ومن معه} من جنده {جميعًا}). [جامع البيان: 15/111]
تفسير قوله تعالى: (وَقُلْنَا مِنْ بَعْدِهِ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ اسْكُنُوا الْأَرْضَ فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآَخِرَةِ جِئْنَا بِكُمْ لَفِيفًا (104) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (أنا معمر عن قتادة في قوله تعالى جئنا بكم لفيفا قال جميعا). [تفسير عبد الرزاق: 1/391]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (ونجّينا موسى وبني إسرائيل، وقلنا لهم من بعد هلاك فرعون {اسكنوا الأرض} أرض الشّام {فإذا جاء وعد الآخرة جئنا بكم لفيفًا} يقول: فإذا جاءت السّاعة، وهي وعد الآخرة، جئنا بكم لفيفًا: يقول: حشرناكم من قبوركم إلى موقف القيامة لفيفًا: أي مختلطين قد التفّ بعضكم على بعضٍ، لا تتعارفون، ولا ينحاز أحدٌ منكم إلى قبيلته وحيّه، من قولك: لففت الجيوش: إذا ضربت بعضها ببعضٍ، فاختلط الجميع، وكذلك كلّ شيءٍ خلط بشيءٍ فقد لفّ به.
وقد اختلف أهل التّأويل في تأويل ذلك، فقال بعضهم نحو الّذي قلنا فيه
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا محمّد بن بشّارٍ، قال: حدّثنا عبد الرّحمن، قال: حدّثنا سفيان، عن منصورٍ، عن أبي رزينٍ، {جئنا بكم لفيفًا} قال: من كلّ قومٍ.
وقال آخرون: بل معناه: جئنا بكم جميعًا.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن سعدٍ، قال: حدّثني أبي، قال: حدّثني عمّي، قال: حدّثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {جئنا بكم لفيفًا} قال: جميعًا.
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، {جئنا بكم لفيفًا} جميعًا.
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، عن مجاهدٍ، مثله.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله {فإذا جاء وعد الآخرة جئنا بكم لفيفًا} أي جميعًا، أوّلكم وآخركم.
- حدّثنا الحسن بن يحيى، قال: أخبرنا عبد الرّزّاق، قال: أخبرنا معمرٌ، عن قتادة، في قوله {جئنا بكم لفيفًا} قال: جميعًا.
- حدّثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذٍ، يقول: حدّثنا عبيدٌ، قال: سمعت الضّحّاك، يقول في قوله {جئنا بكم لفيفًا} يعني جميعًا.
ووحّد اللّفيف، وهو خبرٌ عن الجميع، لأنّه بمعنى المصدر كقول القائل: لففته لفًّا ولفيفًا). [جامع البيان: 15/111-113]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم قال نا آدم قال نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد جئنا بكم لفيفا يعني جميعا). [تفسير مجاهد: 371]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير من طريق العوفي عن ابن عباس رضي الله عنهما {لفيفا} قال: جميعا). [الدر المنثور: 9/456]