التفسير اللغوي المجموع
[ما استخلص من كتب علماء اللغة مما له صلة بهذا الدرس]
تفسير قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (21) }
[لا يوجد]
تفسير قوله تعالى: {الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِرَاشًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَكُمْ فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ (22) }
قالَ محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بَشَّارٍ الأَنْبَارِيُّ: (ت: 328 هـ): (والند يقع على معنيين متضادين؛ يقال: فلان
ند فلان إذا كان ضده، وفلان نده إذا كان مثله؛ وفسر الناس قول الله جل وعز: {فلا تجعلوا لله أندادًا وأنتم تعلمون} على جهتين:
قال الكلبي، عن أبي صالح، عن ابن عباس: «معناه فلا تجعلوا لله أعدالا، فالأعدال جمع عِدْل والعِدْل المثل».
وقال أبو العباس، عن الأثرم، عن أبي عبيدة: {فلا تجعلوا لله أندادًا} أضدادا.
ويقال: فلان ندي، ونديدي، ونديدتي، فالثلاث اللغات بمعنى واحد.
قال حسان لأبي سفيان بن الحارث:
أتهجـوه ولسـت لــه بـنـد فشركما لخيركما الفداء
وقال لبيد:
أحـمــد الله فـــلا نــــد لــــه بيديه الخير ما شاء فعل
وقال الآخر:
أتـيـمـا تجـعـلـون إلــــي نــــدا وما تيم لذي حسب نديد
وقال لبيد في إدخال الهاء:
لكي لا يكون السندري نديدتي وأشـتــم أقـوامــا عـمـومـا عمـاعـمـا
العماعم: الجماعات. ويروى: «وعما عماعما»، فالعم الرجال البالغون. ويستعمل في غير الرجال أيضا، اشترى بعض الشعراء نخلا، بعضه بالغ، وبعضه غير بالغ، فعذل في ذلك، فقال:
فـعــم لـعـمـكـم نــافــع وطفل لطفلكم يؤمل
أراد: فالبالغ من النخل ينفع الرجال البالغين، والذي ليس ببالغ ينفع الأطفال، ويؤمل بلوغه لهم؛ وإنما دخلت الهاء في «نديدة» للمبالغة، كما قالوا: رجل علامة ونسابة، وجاءني كريمة القوم؛ يراد به البالغ في الكرم، المشبه بالداهية. ويقولون في الذم: رجل هلباجة، إذا كان أحمق، فيشبهونه بالهيمة.
ويقال في تثنية الند: ندان، وفي جمعه أنداد. ومن العرب من لا يثنيه ولا يجمعه ولا يؤنثه؛ فيقول: الرجلان ندي، والرجال ندي، والمرأة ندي، والنساء ندي، كما قالوا: القوم مثلي، والقوم أمثالي؛ قال الله عز وجل: {ثم لا يكونوا أمثالكم}، وقال تبارك وتعالى في موضع آخر: {إنكم إذا مثلهم}
ومجرى «ند» إذا وحد مجرى قولهم: رجل كرم، ورجال كرم، ونساء كرم، ومنزل حمد، ودار حمد، أي محمودة، ورجال شرط وقزم؛ إذا كانوا سقاطا لا أقدار لهم). [كتاب الأضداد: 23-26]