التفسير اللغوي
تفسير قوله تعالى: (وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مَسْجِدًا ضِرَارًا وَكُفْرًا وَتَفْرِيقًا بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ وَإِرْصَادًا لِمَنْ حَارَبَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ مِنْ قَبْلُ وَلَيَحْلِفُنَّ إِنْ أَرَدْنَا إِلَّا الْحُسْنَى وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ (107) )
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {والّذين اتّخذوا مسجداً ضراراً...}
هم بنو عمرو بن عوف من الأنصار، بنوا مسجدهم ضرارا لمسجد قباء. ومسجد قباء أول مسجد بني على التقوى. فلمّا قدم النبي صلى الله عليه وسلم من غزوة تبوك أمر بإحراق مسجد الشقاق وهدمه). [معاني القرآن: 1/452]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {مسجداً ضراراً} أي مضارّة.
{وإرصاداً} أي ترقّبا بالعداوة، يقال: رصدته بالمكافاة أرصده، إذا ترقبته. وأرضدت له في العداوة. وقال أبو زيد: رصدته بالخير وغيره أرصده رصدا وأنا راصده، وأرصدت له بالخير وغيره إرصادا وأنا مرصد له.
وقال ابن الأعرابي: أرصدت له بالخير والشر جميعا بالألف). [تفسير غريب القرآن: 192]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ: {والّذين اتّخذوا مسجدا ضرارا وكفرا وتفريقا بين المؤمنين وإرصادا لمن حارب اللّه ورسوله من قبل وليحلفنّ إن أردنا إلّا الحسنى واللّه يشهد إنّهم لكاذبون}
" الذين " في وضع رفع، المعنى ومنهم الّذين اتّخذوا مسجدا ضرارا.
انتصب {ضرارا} مفعولا له.
المعنى اتخذوه للضرار والكفر والتفريق والإرصاد.
فلما حذفت اللام أفضى الفعل فنصب، ويجوز أن يكون مصدرا محمولا على المعنى؛ لأن اتخاذهم المسجد على غير التقوى معناه ضارّوا به ضرارا.
وتفسير الآية أن قوما من منافقي الأنصار أرادوا أن يفرقوا عن النبي - صلى الله عليه وسلم - من يصلي معه من المؤمنين فاتخذوا مسجدا يقطعون به المؤمنين والنبي - صلى الله عليه وسلم - عن مسجد قباء.
(وإرصادا لمن حارب اللّه ورسوله من قبل).
كان رجل يقال له: أبو عمرو الراهب حارب النبي - صلى الله عليه وسلم - ومضى إلى هرقل، وكان أحد المنافقين، فقالوا نبني هذا المسجد وننتظر أبا عامر حتى يجيء، فيصلي فيه، فالإرصاد، الانتظار.
واتخذوا هذا المسجد مضارة وكفرا، لأن عناد النبي - صلى الله عليه وسلم - كفر وأطلع اللّه نبيه - صلى الله عليه وسلم - على طويتهم، وعلى أنهم سيحلفون كاذبين، فقال جلّ وعزّ:
{وليحلفنّ إن أردنا إلّا الحسنى واللّه يشهد إنّهم لكاذبون}.
وكانوا دعوا النبي - صلى الله عليه وسلم - ليصلّي فيه فأنزل اللّه جل ثناؤه: {لا تقم فيه أبدا لمسجد أسّس على التّقوى من أوّل يوم أحقّ أن تقوم فيه فيه رجال يحبّون أن يتطهّروا واللّه يحبّ المطّهّرين (108)} ). [معاني القرآن: 2/469]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {والذين اتخذوا مسجدا ضرارا وكفرا}
أي ومنهم الذين اتخذوا مسجدا ضرارا أي مضارة
ثم قال تعالى: {وتفريقا بين المؤمنين وإرصادا لمن حارب الله ورسوله من قبل}
قال مجاهد هو أبو عامر خرج إلى الشام يستنجد قيصر على قتال المسلمين وكانوا يرصدون له
وقال أبو زيد يقال رصدته في الخير وأرصدت له في الشر
وقال ابن الأعرابي لا يقال إلا أرصدت ومعناه ارتقيت). [معاني القرآن: 3/252-253]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {وإرصادا} أي: إعدادا). [ياقوتة الصراط: 247]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {وَإِرْصَاداً} أي ترقباً بالعداوة). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 100]
تفسير قوله تعالى: (لَا تَقُمْ فِيهِ أَبَدًا لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ (108) )
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {لا تقم فيه أبداً...}
يعني مسجد بني عمرو. ثم انقطع الكلام فقال: {لّمسجدٌ أسّس على التّقوى من أوّل يومٍ أحقّ أن تقوم فيه}. ثم قال: {فيه رجال} الأولى صلة لقوله: {تقوم} والثانية رفعت الرجال). [معاني القرآن: 1/452]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {أسّس...}
و(أسّس) ويجوز أساس، وآساس. ويخيّل إليّ أني قد سمعتها في القراءة). [معاني القرآن: 1/452]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ( {لا تقم فيه أبداً لّمسجدٌ أسّس على التّقوى من أول يومٍ أحقّ أن تقوم فيه فيه رجالٌ يحبّون أن يتطهّروا واللّه يحبّ المطّهّرين}
وقال: {أسّس على التّقوى من أول يومٍ أحقّ} يريد: "منذ أول يومٍ" لأن من العرب من يقول "لم أره من يوم كذا" يريد "منذ أول يوم" يريد به "من أول الأيّام" كقولك "لقيت كلّ رجلٍ" تريد به "كلّ الرجّال"). [معاني القرآن: 2/30]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {لا تقم فيه أبدا لمسجد أسّس على التّقوى من أوّل يوم أحقّ أن تقوم فيه فيه رجال يحبّون أن يتطهّروا واللّه يحبّ المطّهّرين}
ثم بين الله عزّ وجلّ: أي المسجدين أحق بالقيام فيه فقال:
{لمسجد أسّس على التّقوى من أوّل يوم}.
يعني به مسجد قباء.
{أحقّ أن تقوم فيه}.
{أن} في موضع نصب، المعنى: لمسجد أسس على التقوى أحقّ بأن نقوم فيه.
{فيه رجال يحبّون أن يتطهّروا}.
يروى أن النبي - صلى الله عليه وسلم - وقف بباب المسجد فقال: ((إن الله أحسن عليكم الثناء في طهوركم فبم تطهرون؟
فقالوا نغسل إثر الغائط بالماء)).
وهؤلاء قوم من الأنصار). [معاني القرآن: 2/469]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {لا تقم فيه أبدا لمسجد أسس على التقوى من أول يوم أحق أن تقوم فيه}
يروى أنهم دعوا النبي صلى الله عليه وسلم إلى الصلاة فيه كما صلى في مسجد قباء
قال سهل بن سعيد وأبو سعيد الخدري اختلف رجلان في عهد النبي صلى الله عليه وسلم في المسجد الذي أسس على التقوى فقال أحدهما هو مسجد النبي صلى الله عليه وسلم وقال الآخر هو مسجد قباء فأتيا النبي صلى الله عليه وسلم فسألاه فقال النبي صلى الله عليه وسلم هو مسجدي هذا
وفي حديث أبي سعيد وذلك خير كثير
ثم قال جل وعز: {فيه رجال يحبون أن يتطهروا والله يحب المطهرين}
يروى أن النبي صلى الله عليه وسلم سألهم عن طهورهم فقالوا إنا نستنجي بالماء فقال أحسنتم
والهاء في قوله: {أحق أن تقوم فيه} يعود على مسجد النبي صلى الله عليه وسلم
والهاء في قوله: {فيه رجال يحبون أن يتطهروا} يعود على مسجد قباء ويجوز أن تكون تعود على مسجد النبي صلى الله عليه وسلم). [معاني القرآن: 3/253-255]
تفسير قوله تعالى: (أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَمْ مَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (109) )
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {على شفا جرف هارٍ} مجاز شفا جرف شفير، والجرف ما لم يبن من الرّكايا لها جول، قال:
جرفٌ هيامٌ جوله يتهدّم
وهار مجاره هائر، والعرب تنزع هذه الياء من فاعل، قال العجاج:
لاثٍ به الأشاء والعبريّ
أي لائث. ويقال: كيدٌ خاب أي خائب، لات: بعضه فوق بعض كما تلوث العمامة؛ مجاز التمثيل لأن ما بنوه على التقوى أثبت أساساً من البناء الذي بنوه على الكفر والنفاق فهو على شفا جرف، وهو ما يجرف من سيول الأودية فلا يثبت البناء عليه). [مجاز القرآن: 1/269]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ( {أفمن أسّس بنيانه على تقوى من اللّه ورضوان خيرٌ أم مّن أسّس بنيانه على شفا جرفٍ هارٍ فانهار به في نار جهنّم واللّه لا يهدي القوم الظّالمين}
وقال: {هارٍ فانهار به} فذكروا أنه من "يهور" وهو مقلوب وأصله "هائرٌ" ولكن قلب مثل ما قلب "شاك السّلاح" [و] إنما هو "شائك"). [معاني القرآن: 2/30]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (قراءة زيد بن ثابت {أفمن أسس بنيانه} {خير أم من أسس بنيانه}.
أبو جعفر والحسن وأبو عمرو {أسس} فيهما جميعًا.
أبو عمرو {شفا جرف هار} وكان لا يرى بالتخفيف بأسًا، وهي حسنة؛ مثل الربع والربع). [معاني القرآن لقطرب: 636]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (وقوله {هار فانهار به} كان أبو عمرو يقول: هويار، إذا صغره رده إلى الأصل إلى هاير؛ وقالوا: هرت الجرف أهوره هورًا، وأهرته إهارة لغة، وهرت الرمل حتى هار؛ وهار الجرف يهور هورًا، وتهور وتهير، أو انهار انهيارًا؛ كله انتثر.
وقالوا: أيضًا هرت فلانًا؛ أي ظننت به خيرًا؛ وإني لأهور بخير.
قال ذو الرمة:
ومن رملة عذرآء من كل مطلع = فيمرق من هاري التراب ركام). [معاني القرآن لقطرب: 648]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ({على شفا جرف}: الشفا شفير. {الجرف} بقيته ويقال
سرنا بشفا قمير: بقيته. ويثنى شفوان. والجرف ما تجرف من السيول والأودية.
{هار}: هائر، وهو ما انهار). [غريب القرآن وتفسيره: 166-167]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {على شفا جرفٍ هارٍ} أي على حرف جرف هائر.
والجرف: ما ينجرف بالسيول من الأودية. والهائر: الساقط، ومنه يقال:
تهوّر البناء: إذا سقط وانهار). [تفسير غريب القرآن: 192]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {أفمن أسّس بنيانه على تقوى من اللّه ورضوان خير أم من أسّس بنيانه على شفا جرف هار فانهار به في نار جهنّم واللّه لا يهدي القوم الظّالمين}
ويجوز " أفمن أسّس بنيانه "، ويجوز " أفمن أساس بنيانه " ويجوز " أفمن أسس بنيانه ".
فأمّا {أسّس بنيانه}، و {أسّس بنيانه}، فقراءتان جيدتان، والذي ذكر غير هاتين جائز في العربية، غير جائز في القراءة، إلا أن تثبت به رواية.
المعنى أن من أسس بنيانه على التقوى خير ممن أسّس بنيانه على الكفر فقال: {على شفا جرف هار}.
وشفا الشيء حرفه وحدّه، والشفا مقصور يكتب الألف ويثنى شفوين.
ومعنى (هار) هائر وهذا من المقلوب، كما قالوا في لاث الشيء إذا دار فهو لاث والأصل لائث وكما قالوا شاك السلاح وشائك.
قال الشاعر:
فتعرّفوني إنّني أنا ذاكم..=. شاك سلاحي في الحوادث معلم
وكما قال العجاج:
لاث به الأشاء والعبريّ
الأشاء النخل، والعبريّ السدر الذي على شاطئ الأنهار ومعنى لاث به مطيف به.
{فانهار به في نار جهنّم}.
وهذا مثل، المعنى أن بناء هذا المسجد الذي بني ضرارا وكفرا كبناء
على جرف جهنم يتهور بأهله فيها). [معاني القرآن: 2/469-470]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {أفمن أسس بنيانه على تقوى من الله ورضوان خير أم من أسس بنيانه على شفا جرف هار فانهار به في نار جهنم}
والشفا الحرف والحد
والجرف ما جرفه السيل
والهاري المتهدم الساقط). [معاني القرآن: 3/255]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {شَفَا}: حد
{جُرُفٍ}: ما تجرف من السيل
{هَارٍ}: سائل). [العمدة في غريب القرآن: 149]
تفسير قوله تعالى: (لَا يَزَالُ بُنْيَانُهُمُ الَّذِي بَنَوْا رِيبَةً فِي قُلُوبِهِمْ إِلَّا أَنْ تَقَطَّعَ قُلُوبُهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (110) )
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {لا يزال بنيانهم...}
يعني مسجد النفاق {ريبةً} يقال: شكّا {إلا أن تقطّع} و{تقطّع} معناه: إلا أن يموتوا. وقرأ الحسن {إلى أن تقطّع} بمنزلة حتّى، أي حتى تقطّع. وهي في قراءة عبد الله {ولو قطّعت قلوبهم} حجة لمن قال {إلا أن تقطع} بضم التاء). [معاني القرآن: 1/452]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {إلا أن تقطّع قلوبهم} إلا ها هنا غاية). [مجاز القرآن: 1/270]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ( {لا يزال بنيانهم الّذي بنوا ريبةً في قلوبهم إلاّ أن تقطّع قلوبهم واللّه عليمٌ حكيمٌ}
وقال: {ريبةً في قلوبهم إلاّ أن تقطّع} و{تقطّع} في قول بعضهم وكل حسن). [معاني القرآن: 2/30]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (الحسن {إلى أن تقطع قلوبهم}.
أبو عمرو {إلا أن تقطع قلوبهم}.
الأعرج {إلا أن تقطع قلوبهم} يقوي قراءة الحسن؛ لأن "حتى" غاية للشيء، وإلى قريبة منها.
[زاد محمد بن صالح]:
وهو أساس البيت الواحد، وإساس جمع أس البيت، وءاساس.
وقال أمية:
وبنينا البنيان سبعين حولا = ووطأنا أساسه بابتذال). [معاني القرآن لقطرب: 636]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {لا يزال بنيانهم الّذي بنوا ريبة في قلوبهم إلّا أن تقطّع قلوبهم واللّه عليم حكيم}
قال بعضهم لا يزال كفرا، وقال بعضهم لا يزال شكا.
والريبة من الريب، والريب الشّكّ.
فأعلم اللّه جلّ وعز أن بناءهم لا يزالون شاكين فيه، وجائز أن يكون اللّه جل ثناؤه جعل عقوبتهم أن ألزمهم الضلال بركوبهم هذا الأمر الغليظ.
{إلّا أن تقطّع قلوبهم}.
ويجوز: " إلا أن يقطع قلوبهم " معناه إلا أن يموتوا.
وقال بعضهم: إلا أن يتوبوا توبة تتقطع بها قلوبهم ندما وأسفا على تفريطهم). [معاني القرآن: 2/470-471]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {لا يزال بنيانهم الذي بنوا ريبة في قلوبهم}
قال قتادة أي شكا كأنهم عوقبوا بهذا
وقال السدي أي حزازة
ثم قال جل وعز: {إلا أن تقطع قلوبهم والله عليم حكيم}
قال عطاء ومجاهد وقتادة {إلا أن تقطع قلوبهم} إلا أن يموتوا
وقال غيرهم أي إلا أن يتوبوا توبة يندمون فيها على ما فعلوا حتى يكونوا بمنزلة من قد قطع قلبه
وقرأ عكرمة إلى أن على الغاية). [معاني القرآن: 3/256-257]