الموضوع: سورة الذاريات
عرض مشاركة واحدة
  #5  
قديم 30 محرم 1434هـ/13-12-2012م, 11:09 AM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: May 2011
المشاركات: 1,054
افتراضي

قوله تعالى: {فَتَوَلَّ عَنْهُمْ فَمَا أَنْتَ بِمَلُومٍ (54)}

قال محمد بن مسلم بن عبد الله بن شِهَاب الزهري (ت: 124هـ): (وقال تعالى في سورة الذاريات: [ {فتول عنهم فما أنت بملومٍ}. نسخت بقوله] : {وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين} ).[الناسخ والمنسوخ للزهري: 35]
قَالَ أَبو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ حَزْمٍ الأَنْدَلُسِيُّ (ت: 320 هـ): ( الآية الثانية: قوله تعالى: {فتول عنهم فما أنت بملوم} [54 / الذاريات / 51] نسخت بقوله بعدها {وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين} [55 / الذاريات / 51] ).[الناسخ والمنسوخ لابن حزم: 58]
قالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النَّحَّاسُ (ت: 338 هـ): (والموضع الآخر قوله تعالى {فتولّ عنهم فما أنت بملومٍ} [الذاريات: 54]
في رواية الضّحّاك أنّ التّولّي عنهم منسوخٌ؛ بأنّه قد أمر بالإقبال عليهم بالموعظة قال تعالى {يا أيّها الرّسول بلّغ ما أنزل إليك من ربّك وإن لم تفعل فما بلّغت رسالته} [المائدة: 67] فأمر أن يبلّغ كما أنزل اللّه
كما قالت عائشة: «من زعم أنّ محمّدًا صلّى الله عليه وسلّم كتم شيئًا من الوحي فقد أعظم الفرية»
قال مجاهدٌ: " {فتولّ عنهم} [الذاريات: 54] فأعرض عنهم
{فما أنت بملومٍ} [الذاريات: 54] أي: ليس يلومك ربّك تعالى على تقصيرٍ كان منك "). [الناسخ والمنسوخ للنحاس: 3/28-29] (م)
قَالَ هِبَةُ اللهِ بنُ سَلامَةَ بنِ نَصْرٍ المُقْرِي (ت: 410 هـ): (الآية الثّانية قوله تعالى {فتولّ عنهم فما أنت بملوم} نسخت بقوله تعالى {وذكّر فإنّ الذكرى تنفع المؤمنين} ). [الناسخ والمنسوخ لابن سلامة: 168]

قَالَ مَكِّيُّ بنُ أبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ) :(قوله تعالى: {فتولّ عنهم فما أنت بملومٍ}:
الظّاهر في هذه الآية أنها منسوخةٌ بالأمر بقتلهم وقتالهم في براءة وغيرها.
وقيل: هو منسوخٌ بالأمر بالإقبال عليهم وتبليغهم الرسالة ووعظهم - وهو قول الضحاك وغيره -). [الإيضاح لناسخ القرآن ومنسوخه: 419]
قَالَ أبو الفَرَجِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَلِيٍّ ابْنُ الجَوْزِيِّ (ت: 597هـ): (ذكر الآية الثّانية: قوله تعالى: {فتولّ عنهم فما أنت بملومٍ}.
زعم قومٌ: أنّها منسوخةٌ، ثمّ اختلفوا في ناسخها: فقال بعضهم: آية السّيف، وقال بعضهم: إنّ ناسخها {وذكّر فإنّ الذّكرى تنفع المؤمنين} وهذا قد يخيّل أنّ معنى قوله {فتولّ عنهم} أعرض عن كلامهم، فلا تكلّمهم، وفي هذا بعدٌ فلو قال: هذا إنّ المعنى أعرض عن قتالهم صلح نسخها بآية السّيف، ويحتمل أن يكون معنى الآية أعرض عن مجادلتهم فقد أوضحت لهم الحجج، وهذا لا ينافي قتالهم). [نواسخ القرآن: 472]
قالَ أبو الفَرَجِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَلِيٍّ ابْنِ الْجَوْزِيِّ (ت:597هـ): (الثانية:{فتولّ عنهم فما أنت بملومٍ} قالوا نسختها آية السيف). [المصَفَّى بأكُفِّ أهلِ الرسوخ: 54]
قالَ عَلَمُ الدِّينِ عليُّ بنُ محمَّدٍ السَّخَاوِيُّ (ت:643هـ):
(وقال هبة الله في قوله عز وجل: {فتول عنهم فما أنت بملوم} [الذاريات: 54] هو منسوخ بقوله عز وجل: {وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين} [الذاريات: 55].
وقال الضحاك: هي منسوخة بالأمر بالإقبال عليهم وتبليغهم الرسالة ووعظهم، ويلزم من هذا أنه أمر في هذه الآية بترك التبليغ للرسالة ثم أرسل بعد ذلك فنسخ ما كان أمر به من ترك الرسالة والإنذار، وهذا لم يكن قط، وإنما معناه: فتول عن تكذيبهم وإصرارهم على الكفر، كما قال عز وجل: {فأعرض عنهم} الآية [النساء: 63،81، الأنعام: 68، السجدة: 30] ولم يرد بذلك الإعراض عن التبليغ والإنذار، وإنما أراد الإعراض عما يصدر منهم وما كان يشق عليه من ضلالهم، وما يأخذ به من شدة الحرص على إيمانهم: {لعلك باخع نفسك ألا يكونوا مؤمنين} [الشعراء: 3] قال بعض العلماء: وليس قوله: {فما أنت بملوم} الآية [الذاريات: 54] توقف، بل هو مأمور بالتذكير مع التولي.
وقال قتادة: ذكر لنا أنها لما نزلت اشتد ذلك على أصحاب رسول الله فظنوا أن الوحي قد انقطع وأن العذاب قد حضر، فأنزل الله بعد ذلك: {وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين} [الذاريات: 55].
قلت: وفي هذا دليل على أنه لم يرد بالتولي ما وقع للضحاك.
وقال مكي: الظاهر في هذه الآية أنها منسوخة بالأمر بالقتال في "براءة" وغيرها. وليس كذلك؛ لأنها لا تتضمن الأمر بترك القتال). [جمال القراء:1/370]

روابط ذات صلة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس