الموضوع: سورة التوبة
عرض مشاركة واحدة
  #10  
قديم 24 محرم 1434هـ/7-12-2012م, 12:44 PM
الصورة الرمزية أسماء الشامسي
أسماء الشامسي أسماء الشامسي غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Apr 2011
الدولة: مكة المكرمة
المشاركات: 559
افتراضي


قوله عز وجل: {إِلَّا تَنْفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَيَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ وَلَا تَضُرُّوهُ شَيْئًا ۗ وَاللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (39)}

قال الوليد بن محمد الموقّري الأموي (ت:182هـ): حدثني محمد بن مسلم الزهري(124هـ) قال: (وقال في سورة براءة: {إلا تنفروا يعذبكم عذاباً أليماً}.
وقال أيضاً: {وما كان لأهل المدينة ومن حولهم من الأعراب أن يتخلفوا عن رسول الله ولا يرغبوا بأنفسهم عن نفسه ذلك بأنهم لا يصيبهم ظمأ ولا نصبٌ}.
نسخهما قوله تعالى: {وما كان المؤمنون لينفروا كافةً فلولا نفر من كل فرقةٍ منهم طائفةٌ ليتفقوا في الدين}. *
قَالَ أَبو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ حَزْمٍ الأَنْدَلُسِيُّ (ت: 320 هـ):
(
الآية الثالثة: قوله تعالى: {إلا تنفروا يعذبكم عذابا أليما...} الآية [39 مدنية / التوبة / 9] نسخت بقوله تعالى: {وما كان المؤمنون لينفروا كافة...} [122 مدنية / التوبة / 9].). [الناسخ والمنسوخ لابن حزم: 40]

قالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النَّحَّاسُ (ت: 338 هـ): (وقد أدخلت الآية الخامسة في النّاسخ والمنسوخ باب ذكر الآية الخامسة

قال جلّ وعزّ: {إلّا تنفروا يعذّبكم عذابًا أليمًا} [التوبة: 39]
حدّثنا عليل بن أحمد، قال: حدّثنا محمّد بن هشامٍ، قال: حدّثنا عاصم بن سليمان، عن جويبرٍ، عن الضّحّاك، عن ابن عبّاسٍ، {إلّا تنفروا يعذّبكم عذابًا أليمًا} [التوبة: 39] قال: " نسختها {وما كان المؤمنون لينفروا كافّةً} [التوبة: 122] الآية " وكذا قال الحسن، وعكرمة
وقال غيرهم الآيتان محكمتان لأنّ قوله تعالى: {إلّا تنفروا يعذّبكم عذابًا أليمًا} [التوبة: 39] معناه إذا احتيج إليكم وإذا استنفرتم فهذا ممّا لا ينسخ لأنّه خبرٌ ووعيدٌ، وقوله تعالى: {وما كان المؤمنون لينفروا كافّةً} [التوبة: 122] محكمٌ لأنّه لا
بدّ من أن يبقى بعض المؤمنين لئلّا تخلو دار الإسلام من المؤمنين فتلحقهم مكيدةٌ وهذا قول جماعةٍ من الصّحابة ومن التّابعين ).[الناسخ والمنسوخ للنحاس: 2/396-469]
قَالَ هِبَةُ اللهِ بنُ سَلامَةَ بنِ نَصْرٍ المُقْرِي (ت: 410 هـ): (الآية السّابعة والثّامنة قوله تعالى {إلّا تنفروا يعذبكم عذابا أليمًا ويستبدل قوما غيركم} وقوله تعالى {انفروا خفافا وثقالا} نسختا جميعًا بقوله تعالى {وما كان المؤمنون لينفروا كافّةً} الآية وقوله تعالى {يا أيّها الّذين آمنوا خذوا حذركم فانفروا ثبات أو انفروا جميعًا}). [الناسخ والمنسوخ لابن سلامة: 97-101]
قَالَ مَكِّيُّ بنُ أبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ) : (قوله تعالى: {إلاّ تنفروا يعذّبكم عذابًا أليمًا} [التوبة: 39].
قال ابن عباس: نسخها {وما كان المؤمنون لينفروا كافةً} [التوبة: 122].
وقال الحسن وعكرمة: وهذا على الأصول لا يحسن نسخه؛ لأنه خبرٌ فيه معنى الوعيد، والمعنى: إذا احتيج إليهم نفروا كلّهم، فالرواية عنهم بذلك لا تصحّ. فهي محكمةٌ غير منسوخةٍ، ومعناها: إلاّ تنفروا إذا احتيج إليكم يعذّبكم
).[الإيضاح لناسخ القرآن ومنسوخه:307 - 322]
قالَ أبو الفَرَجِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَلِيٍّ ابْنِ الْجَوْزِيِّ (ت:597هـ): (ذكر الآية الخامسة: قوله تعالى: {إلاّ تنفروا يعذّبكم عذاباً أليماً}.
أخبرنا ابن ناصرٍ، قال: أبنا عليّ بن أيّوب، قال: أبنا بن شاذان، قال: أبنا أبو بكرٍ النّجّاد، قال: أبنا أبو داود السجستاني، قال: بنا أحمد بن محمد
قال: بنا عليّ بن الحسين، عن أبيه عن يزيد النّحويّ عن عكرمة عن ابن عبّاسٍ رضي اللّه عنهما {إلاّ تنفروا يعذّبكم عذاباً أليماً} نسختها {وما كان المؤمنون لينفروا كافّةً}.
وقد روي مثل هذا عن الحسن وعكرمة وهذا ليس بصحيحٍ، لأنّه لا تنافي بين الآيتين، وإنّما حكم كلّ آيةٍ قائمٌ في موضعها. فإن قلنا: إن قوله: {إلاّ تنفروا} أريد به غزوة تبوكٍ فإنّه كان قد فرض على النّاس كافّةً النّفير مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، ولهذا عاتب المخلّفين وجرت قصّة الثّلاثة الّذين خلّفوا.
وإن قلنا: إنّ الّذين استنفروا حيٌّ من العرب معروفٌ كما ذكرنا في التّفسير عن ابن عبّاسٍ، فإنّه قال: استنفر رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم حيًّا من أحياء العرب فتثاقلوا عنه، وأمسك عنهم المطر فكان عذابهم. فإنّ أولئك وجب عليهم النّفير حين استنفروا، وقد ذهب إلى إحكام الآيتين ومنع النّسخ جماعةٌ منهم: ابن جريرٍ وأبو سليمان الدّمشقيّ، وحكى القاضي أبو يعلى عن بعض العلماء أنّهم قالوا: ليس هاهنا نسخٌ، ومتى لم يقاوم أهل الثّغور العدوّ ففرضٌ على النّاس النّفير إليهم، ومتى استغنوا عن (إعانة) من ورائهم، عذر القاعدون عنهم).[نواسخ القرآن: 357-370]
قالَ عَلَمُ الدِّينِ عليُّ بنُ محمَّدٍ السَّخَاوِيُّ (ت:643هـ): (الخامس: قوله عز وجل: {إلا تنفروا يعذبكم عذابا أليما..} إلى قوله عز وجل: {.. ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون} الآية [التوبة: 39-41] قالوا: نسخ هذه الآيات قوله عز وجل: {وما كان المؤمنون لينفروا كافة} الآية [التوبة: 122] ورووا ذلك عن ابن عباس.
وقال الحسن وعكرمة وكثير من العلماء: هي محكمة، ومضى {إلا تنفروا يعذبكم} الآية [التوبة: 39] أي: إذا احتيج إليكم واستنفرتم ولم تنفروا). [جمال القراء:1/315-319]

روابط ذات صلة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس