قوله تعالى: {وَإِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ ۙ قَالَ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا ائْتِ بِقُرْآنٍ غَيْرِ هَٰذَا أَوْ بَدِّلْهُ ۚ قُلْ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِنْ تِلْقَاءِ نَفْسِي ۖ إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَىٰ إِلَيَّ ۖ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ(15)}
قَالَ أَبو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ حَزْمٍ الأَنْدَلُسِيُّ (ت: 320 هـ): (أولاهن: قوله تعالى: {إني أخاف إن عصيت ربي عذاب يوم عظيم} [15 مكية / يونس / 10] نسخت بقوله تعالى: {ليغفر الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر...} الآية [2 ص الفتح / 48].). [الناسخ والمنسوخ لابن حزم: 41]
قَالَ هِبَةُ اللهِ بنُ سَلامَةَ بنِ نَصْرٍ المُقْرِي (ت: 410 هـ): (الآية الأولى قوله تعالى {إنّي أخاف إن عصيت ربّي عذاب يومٍ عظيم} نسخت بقوله تعالى {ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخّر ويتم نعمته} الآية). [الناسخ والمنسوخ لابن سلامة: 102]
قَالَ أبو الفَرَجِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَلِيٍّ ابْنُ الجَوْزِيِّ (ت: 597هـ): (ذكر الآية الأولى: قوله تعالى: {قل إنّي أخاف إن عصيت ربّي عذاب يومٍ عظيمٍ}.
الكلام في هذه كالكلام في نظيرتها في الأنعام وقد تكلّمنا عليها هناك ومقصود الآيتين تهديد المخالف، وأضيف إلى الرّسول ليصعّب الأمر فيه، وليس هاهنا نسخٌ، ويقوّي ما قلنا، أنّ المراد بالمعصية ها هنا تبديل القرآن والتّقوّل على اللّه تعالى وموافقة المشركين على ما هم عليهم، وهذا لا يدخل في قوله: {ليغفر لك
اللّه ما تقدّم من ذنبك} كيف وقد قال عز وجل: {ولو تقوّل علينا بعض الأقاويل} وقال: {لئن أشركت ليحبطنّ عملك} وقال: {إذاً لأذقناك ضعف الحياة وضعف الممات} وإنما
هذا وأمثاله للمبالغة في بيان آثار المعاصي وليس من ضرورة ما علّق بشرطٍ أن يقع).[المصَفَّى بأكُفِّ أهلِ الرسوخ: 38-39]
قالَ أبو الفَرَجِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَلِيٍّ ابْنِ الْجَوْزِيِّ (ت:597هـ): (الأولى: {إنّي أخاف إن عصيت ربّي} تكلمنا على نظيرها في الأنعام).[المصَفَّى بأكُفِّ أهلِ الرسوخ: 38]
قالَ عَلَمُ الدِّينِ عليُّ بنُ محمَّدٍ السَّخَاوِيُّ (ت:643هـ): (الأول: قوله عز وجل: {إني أخاف إن عصيت ربي عذاب يوم عظيم} الآية [يونس: 15] قالوا: نسخت بقوله عز وجل: {ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر} الآية [الفتح: 2] وما ذلك بصحيح، فإن خوفه على المعصية من عذاب الله لو قدر وقوعها منه – وحاشاه – لم يزل، ولا نسخ، وهو صلى الله عليه وسلم يقول لما قام حتى تورمت قدماه، وقيل له: أتفعل هذا بنفسك وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر: ((والله إني لأخوفكم لله)) على أن هذه الآية نزلت في طلبهم منه تبديل كلام الله والإتيان بغيره، فقال الله عز وجل:
{قل ما يكون لي أن أبدله من تلقاء نفسي إن أتبع إلا ما يوحى إلي إني أخاف إن عصيت ربي عذاب يوم عظيم} الآية [يونس: 15]، أفهذا ينسخ بما ذكروه). [جمال القراء:1/320]
روابط ذات صلة:
- أقوال المفسرين