حرف الخاء
|
قال أحمد بن عبد النور المالقي (ت: 702هـ): (باب "الخاء" باب "خلا" وقد تكون ناصبة لما بعدها فيه، فتكون إذ ذاك فعلًا، وذلك فيه سائغ، مثل "حاشى"، ويكون إذ ذاك فيها مضمر فاعلٌ، يعلُ من سياق الكلام، والمنصوب بعدها مفعول بها، [نحو] إذا قلت: قام القوم "خلا" زيدًا والجملة في موضع الحال، كأنك قلت: خالين من زيد، وكذلك حُكم "حاشى" في ذلك. فإذا أدخلت عليها "ما" فقلت: قام القوم "ما خلا" زيدًا، وكان النصب الكثير الشائع، وتكون "ما" إذ ذاك مصدرية، كأنك قلت: خلوًا من زيد، والمصدر في موضع الحال كما تقدم، وأبو عمر الجرمي يخفض بها، ويجعل "ما" زائدة، دخولها كخروجها، فإن كان ذلك قياسًا منه فهو فاسدٌ؛ لأن "ما" لا تكون زائدة أول الكلام لأنها ضد الاعتناء الذي قدمت له، وإن كان يحكي ذلك عن العرب فهو من الشذوذ بحيث لا يقاس عليه). [رصف المباني: 185 - 186] |
قال عبد الله بن يوسف بن أحمد ابن هشام الأنصاري (ت: 761هـ): (حرف "الخاء" "خلا"خلا على وجهين: أحدهما: أن تكون حرفا جارا للمستثنى ثمّ قيل موضعها نصب عن تمام الكلام وقيل تتعلّق بما قبلها من فعل أو شبهه على قاعدة أحرف الجرّ والصّواب عندي الأول لأنّها لا تعدى الأفعال إلى الأسماء أي لا توصل معناها إليها بل تزيل معناها عنها فأشبهت في عدم التّعدية الحروف الزّائدة ولأنّها بمنزلة "إلّا" وهي غير متعلقة. والثّاني: أن تكون فعلا متعدّيا ناصبا له وفاعلها على الحد المذكور في فاعل "حاشا". والجملة مستأنفة أو حالية على خلاف في ذلك وتقول قاموا "خلا" زيدا وإن شئت خفضت إلّا في نحو قول لبيد (ألا كل شيء "ما خلا" الله باطل). وذلك لأن "ما" في هذه مصدريّة فدخلوها يعين الفعلية وموضع "ما خلا" نصب فقال السيرافي على الحال كما يقع المصدر الصّريح في نحو أرسلها العراك. وقيل على الظّرف على نيابتها وصلتها عن الوقت فمعنى قاموا "ما خلا" زيدا على الأول قاموا خالين عن زيد وعلى الثّاني قاموا وقت خلوهم عن زيد وهذا الخلاف المذكور في محلها خافضة وناصبة ثابت في "حاشا" و"عدا". وقال ابن خروف على الاستثناء كانتصاب غير في قاموا غير زيد وزعم الجرمي والربعي والكسائيّ والفارسي وابن جني أنه قد يجوز الجرّ على تقدير"ما" زائدة فإن قالوا ذلك بالقياس ففاسد لأن "ما" لا تزاد قبل الجار بل بعده نحو {عمّا قليل} {فبما رحمة} وإن قالوه بالسّماع فهو من الشذوذ بحيث لا يقاس عليه). [مغني اللبيب: 2 / 309 - 316] |
"خلا": على وجهين: أحدهما: أن تكون حرفًا جارًا للمستثنى نحو: قام القوم "خلا" زيد. والثاني: أن تكون فعلًا متعديًا ناصبًا له نحو: قاموا "خلا" زيدًا، ويتعين النصب إذا اقترنت "بما"، كقول لبيد: ألا كل شيء "ما" "خلال" الله باطل. وزعم الجرمي والكسائي والفارسي وابن جني أنه قد يجوز الجر على تقدير "ما" زائدة لا مصدرية. "خير": تقول هذا "خير"من ذاك، أي: أفضل، وهذا "أخير" من هذا في لغة بني عامر، وكذلك "أشر" منه، وسائر العرب تسقط "الألف" منهما). [غنية الطالب: 186] |
الساعة الآن 06:25 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة