جمهرة العلوم

جمهرة العلوم (http://jamharah.net/index.php)
-   نزول القرآن (http://jamharah.net/forumdisplay.php?f=431)
-   -   نزول سورة آل عمران (http://jamharah.net/showthread.php?t=11406)

محمد أبو زيد 26 رجب 1434هـ/4-06-2013م 12:08 PM

ما ورد في نزول قوله تعالى: (وَدَّتْ طَائِفَةٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يُضِلُّونَكُمْ وَمَا يُضِلُّونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ (69) )
قالَ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الوَاحِدِيُّ (ت: 468هـ): (قوله تعالى: {ودت طائفة من أهل الكتاب لو يضلونكم} الآية
نزلت في معاذ بن جبل وحذيفة وعمار بن ياسر حين دعاهما اليهود إلى دينهم، وقد مضت القصة في سورة البقرة). [أسباب النزول: 104]
قال أحمدُ بنُ عَلِيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله تعالى {ودت طائفة من أهل الكتاب لو يضلونكم} [69]
تقدم في قوله تعالى في سورة البقرة ود كثير من أهل الكتاب لو يردونكم من بعد إيمانكم كفارا الآية حكاه الثعلبي وقال مقاتل بن سليمان نزلت في عمار بن ياسر وحذيفة وذلك أن اليهود جادلوهما ودعوهما إلى دينهم وقالوا إن ديننا خير من دينكم ونحن أهدى سبيلا فنزلت). [العجاب في بيان الأسباب: 2/692]


روابط ذات صلة:
- أقوال المفسرين


محمد أبو زيد 26 رجب 1434هـ/4-06-2013م 12:09 PM

ما ورد في نزول قوله تعالى: (يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَلْبِسُونَ الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ (71) )
قال أحمدُ بنُ عَلِيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله تعالى {يا أهل الكتاب لم تلبسون الحق بالباطل} [71]
قال محمد بن إسحاق في السيرة حدثني محمد بن أبي محمد عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: قال عبد الله بن الصيف وعدي بن زيد ولا الحارث بن عوف بعضهم لبعض تعالوا نجيء نؤمن بما أنزل الله على محمد وأصحابه غدوة ونكفر به عشية حتى نلبس عليهم دينهم لعلهم يصنعون كما نصنع ويرجعون عن دينهم فأنزل الله تعالى فيهم لم تلبسون الحق بالباطل
وقال مقاتل بن سليمان قال كعب بن الأشرف ومالك بن الصيف لسفلة اليهود آمنوا معهم نهارا فذكر القصة). [العجاب في بيان الأسباب: 2/693]


روابط ذات صلة:
- أقوال المفسرين



محمد أبو زيد 26 رجب 1434هـ/4-06-2013م 12:09 PM

ما ورد في نزول قوله تعالى: (وَقَالَتْ طَائِفَةٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ آَمِنُوا بِالَّذِي أُنْزِلَ عَلَى الَّذِينَ آَمَنُوا وَجْهَ النَّهَارِ وَاكْفُرُوا آَخِرَهُ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (72) )
قالَ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الوَاحِدِيُّ (ت: 468هـ): (قوله تعالى: {وقالت طائفة من أهل الكتاب آمنوا بالذي أنزل على الذين آمنوا} الآية.
قال الحسن والسدي: تواطأ اثنا عشر حبرا من يهود خيبر وقرى عرينة، وقال بعضهم لبعض: ادخلوا في دين محمد أول النهار باللسان دون الاعتقاد، واكفروا به في آخر النهار وقولوا: إنا نظرنا في كتبنا وشاورنا علماءنا فوجدنا محمدا ليس بذلك وظهر لنا كذبه وبطلان دينه، فإذا فعلتم ذلك شك أصحابه في دينهم، وقالوا: إنهم أهل كتاب وهم أعلم به منا، فيرجعون عن دينهم إلى دينكم، فأنزل الله تعالى هذه الآية، وأخبر به نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم والمؤمنين.
وقال مجاهد ومقاتل والكلبي هذا في شأن القبلة لما صرفت إلى الكعبة شق ذلك على اليهود لمخالفتهم، فقال كعب بن الأشرف وأصحابه: آمنوا بالذي أنزل على محمد من أمر الكعبة، وصلوا إليها أول النهار، ثم اكفروا
[أسباب النزول: 104]
بالكعبة آخر النهار، وارجعوا إلى قبلتكم الصخرة، لعلهم يقولون: هؤلاء أهل كتاب وهم أعلم منا، فربما يرجعون إلى قبلتنا فحذر الله تعالى نبيه مكر هؤلاء، وأطلعه على سرهم، وأنزل {وقالت طائفة من أهل الكتاب} الآية). [أسباب النزول: 105]
قال أحمدُ بنُ عَلِيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله تعالى {وقالت طائفة من أهل الكتاب آمنوا بالذي أنزل على الذين أمنوا وجه النهار واكفروا آخره لعلهم يرجعون} [72]
أخرج الطبري وابن أبي حاتم من طريق أسباط عن السدي قال كان أحبار
[العجاب في بيان الأسباب: 2/693]
قرى عربية اثني عشر حبرا فقالوا لبعضهم ادخلوا في دين محمد أول النهار وقولوا نشهد أن محمدا حق صادق فإذا كان آخر النهار فاكفروا به وقولوا إنا رجعنا إلى علمائنا وأحبارنا فسألناهم فحدثونا أنه كاذب وليس على شيء وإنكم لستم على شيء وقد رجعنا إلى ديننا فهو أعجب إلينا من دينكم لعلهم يشكون يقولون هؤلاء كانوا معنا أول النهار فما بالهم فأخبر الله عز وجل رسوله بذلك
ومن طريق أبي مالك الغفاري نحوه باختصار وفي آخره فاطلع على سرهم وأنزل وقالت طائفة من أهل الكتاب الآية
وأخرجه ابن أبي حاتم من طريق إسرائيل عن السدي عن أبي مالك نحو الأول بتمامه
ومن طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد نحوه
وأخرج ابن أبي حاتم من طريق قابوس بن أبي ظبيان عن أبيه عن ابن عباس قال كانوا يكونون مع النبي أول النهار يكلمونه ويمارونه فإذا أمسوا وحضرت الصلاة
[العجاب في بيان الأسباب: 2/694]
كفروا به وتركوه
ومن طريق العوفي عن ابن عباس قال طائفة من اليهود لبعضهم إذا لقيتم أصحاب محمد أول النهار فآمنوا وإذا كان آخر النهار فصلوا صلاتكم لعلهم يقولون هؤلاء أهل الكتاب وهو أعلم منا لعلهم ينقلبون عن دينهم). [العجاب في بيان الأسباب: 2/695]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ): (قوله تعالى: {وَقَالَتْ طَائِفَةٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ آَمِنُوا بِالَّذِي أُنْزِلَ عَلَى الَّذِينَ آَمَنُوا وَجْهَ النَّهَارِ وَاكْفُرُوا آَخِرَهُ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (72)}
روى ابن إسحاق عن ابن عباس قال: قال عبد الله بن الصيف، وعدي بن زيد، والحارث بن عوف بعضهم لبعض: تعالوا نؤمن بما أنزل على محمد وأصحابه غدوة، ونكفر به عشية حتى نلبس عليهم دينهم لعلهم يصنعون كما نصنع، فيرجعون عن دينهم، فأنزل الله فيهم {يا أهل الكتاب لم تلبسون الحق بالباطل} -إلى قوله- {واسع عليم}.
[لباب النقول: 57]
وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي عن أبي مالك قال: كانت اليهود تقول أحبارهم للذين من دونهم: {ولا تؤمنوا إلا لمن تبع دينكم}. فأنزل الله {قل إن الهدى هدى الله} ). [لباب النقول: 58]



روابط ذات صلة:
- أقوال المفسرين


محمد أبو زيد 26 رجب 1434هـ/4-06-2013م 12:09 PM

ما ورد في نزول قوله تعالى: (وَلَا تُؤْمِنُوا إِلَّا لِمَنْ تَبِعَ دِينَكُمْ قُلْ إِنَّ الْهُدَى هُدَى اللَّهِ أَنْ يُؤْتَى أَحَدٌ مِثْلَ مَا أُوتِيتُمْ أَوْ يُحَاجُّوكُمْ عِنْدَ رَبِّكُمْ قُلْ إِنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (73) )
قال أحمدُ بنُ عَلِيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله تعالى {قل إن الفضل بيد الله يؤتيه من يشاء} [الآية: 73]
أخرج الطبري من طريق أسباط عن السدي قال الله تعالى لنبيه قل إن الهدى هدى الله تقول اليهود فعل الله بنا كذا وكذا من إكرامه حتى أنزل المن والسلوى فنزل إن الفضل بيد الله يؤتيه من يشاء). [العجاب في بيان الأسباب: 2/695]



روابط ذات صلة:
- أقوال المفسرين



محمد أبو زيد 26 رجب 1434هـ/4-06-2013م 12:09 PM

ما ورد في نزول قوله تعالى: (وَمِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِقِنْطَارٍ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ وَمِنْهُمْ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِدِينَارٍ لَا يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ إِلَّا مَا دُمْتَ عَلَيْهِ قَائِمًا ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لَيْسَ عَلَيْنَا فِي الْأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ (75) )
قال أحمدُ بنُ عَلِيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله تعالى {ومن أهل الكتاب من إن تأمنه بقنطار يؤده إليك} [الآية: 75]
قال مقاتل بن سليمان الفرقة الأولى مؤمنو أهل الكتاب عبد الله بن سلام وأصحابه والفرقة الثانية كفار اليهود كعب بن الأشرف وأصحابه يقول منهم من يؤدي الأمانة ولو كثرت ومنهم من لا يؤدي الأمانة ولو قلت
[العجاب في بيان الأسباب: 2/695]
وعن جويبر بن الضحاك عن ابن عباس الأول عبد الله بن سلام أودعه رجل ألفا ومئتي أوقية من ذهب فأداه إليه فمدحه الله والثاني فنحاص بن عازورا أودعه رجل من قريش دينارا فخانه فيه
وقال الثعلبي قال أكثر المفسرين نزلت في اليهود وقد علم أن الناس كلهم كذلك فيهم الأمين والخائن وإنما حذر الله المؤمنين أن يغتروا بأهل الكتاب لأنهم يستحلون مال المؤمن
قلت وسيأتي بيان ذلك في الذي بعده قال وفي بعض التفاسير إن الذي يؤدي الأمانة هم النصارى وإن الذي لا يؤديها هم اليهود). [العجاب في بيان الأسباب: 2/696]
قال أحمدُ بنُ عَلِيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله تعالى {ذلك بأنهم قالوا ليس علينا في الأميين سبيل ويقولون على الله الكذب وهم} 278 {يعلمون} [75]
أخرج الطبري من طريق العوفي عن ابن عباس إن أهل الكتاب كانوا يقولون ليس علينا جناح فيما أصبنا من أموال هؤلاء لأنهم أميون
[العجاب في بيان الأسباب: 2/696]
أخرج سنيد من طريق ابن جريج قال بايع اليهود ورجال في الجاهلية فلما أسلموا تقاضوهم ثمن بيوعهم فقالوا ليس لكم علينا أمانة ولا قضاء لكم عندنا لأنكم تركتم دينكم الذي كنتم عليه وادعوا أنهم وجدواا ذلك في كتابهم قال الله تعالى ويقولون على الله الكذب وهم يعلمون يعني اليهود
وهو عند مقاتل بن سليمان بنحوه
وقال عبد الرزاق عن معمر عن قتادة ليس علينا في الأميين يعنون من ليس من أهل الكتاب أخرجه الطبري من طريقه هكذا مختصرا ومن طريق سعيد بن أبي عروبة عن قتادة قالت اليهود ليس علينا فيما أصبنا من أموال العرب سبيل
ومن طريق السدي كان يقال له مالك لا تؤدي أمانتك فيقول ليس علينا حرج في أموال العرب قد أحلها الله لنا
ومن طريق القمي عن جعفر عن سعيد بن جبير لما نزلت ذلك بأنهم قالوا ليس علينا في الأميين سبيل قال النبي كذب أعداء الله كل شيء
[العجاب في بيان الأسباب: 2/697]
موضوع إلا الأمانة فإنها مؤداة إلى البر والفاجر). [العجاب في بيان الأسباب: 2/698]



روابط ذات صلة:
- أقوال المفسرين


محمد أبو زيد 26 رجب 1434هـ/4-06-2013م 12:10 PM

ما ورد في نزول قوله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلًا أُولَئِكَ لَا خَلَاقَ لَهُمْ فِي الْآَخِرَةِ وَلَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ وَلَا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (77) )
قالَ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الوَاحِدِيُّ (ت: 468هـ): (قوله تعالى: {إن الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمنا قليلا} الآية.
أخبرنا أبو بكر أحمد بن الحسن القاضي، أخبرنا حاجب بن أحمد أخبرنا محمد بن حماد، أخبرنا أبو معاوية، عن سفيان، عن الأعمش، عن شقيق عن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من حلف على يمين وهو فيها فاجر ليقطع بها مال امرئ مسلم لقي الله وهو عليه غضبان))، فقال الأشعث بن قيس: في والله كان بيني وبين رجل من اليهود أرض، فجحدني، فقدمته إلى النبي صلى الله عليه وسلم: فقال: ((ألك بينة؟)) قلت: لا، فقال لليهودي: ((أتحلف))، قلت: إذن يحلف فيذهب بمالي، فأنزل الله عز وجل: {إن الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمنا قليلا} الآية، رواه البخاري عن عبدان عن أبي حمزة عن الأعمش.
أخبرنا أحمد بن محمد بن إبراهيم المهرجاني: أخبرنا عبد الله بن محمد بن محمد الزاهد، أخبرنا أبو القاسم البغوي قال: حدثني محمد بن سليمان قال: حدثنا صالح بن عمر، عن الأعمش، عن شقيق قال: قال عبد الله
[أسباب النزول: 105]
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من حلف على يمين هو فيها فاجر ليقطع بها مالا لقي الله وهو عليه غضبان)) فأنزل الله تعالى: {إن الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمنا قليلا} إلى آخر الآية، فأتى الأشعث بن قيس فقال: ما يحدثكم أبو عبد الرحمن؟ قلنا: كذا وكذا، قال: لفي نزلت خاصمت رجلا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: ((ألك بينة؟)) قلت: لا، قال: ((فيحلف)) قلت: إذن يحلف، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من حلف على يمين هو فيها فاجر ليقتطع بها مالا لقي الله وهو عليه غضبان))، فأنزل الله: {إن الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمنا قليلا} الآية، رواه البخاري عن حجاج بن منهال، عن أبي عوانة.
ورواه مسلم عن أبي بكر بن أبي شيبة عن وكيع، وعن ابن نمير، عن أبي معاوية كلهم عن الأعمش.
أخبرنا أبو عبد الرحمن الشاذياخي، أخبرنا محمد بن عبد الله بن محمد بن زكريا أخبرنا محمد بن عبد الرحمن الفقيه، حدثنا محمد بن يحيى، حدثنا عبد الرزاق، حدثنا سفيان عن منصور والأعمش، عن أبي وائل قال: قال عبد الله، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا يحلف رجل على يمين صبر ليقطع بها مالا فاجرا إلا لقي الله وهو عليه غضبان)) قال: فأنزل الله تعالى: {إن الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمنا قليلا} قال: فجاء الأشعث وعبد الله يحدثهم، قال: في نزلت، وفي رجل خاصمته في بئر، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((ألك بينة؟)) قلت: لا، قال: ((فليحلف لك)) قلت: إذن يحلف، قال: فنزلت: {إن الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمنا قليلا} الآية.
[أسباب النزول: 106]
أخبرنا عمرو بن أبي عمرو المزكي، أخبرنا محمد بن المكي، أخبرنا محمد بن يوسف، أخبرنا محمد بن إسماعيل البخاري، حدثنا علي بن عبد الله سمع هشيما يقول: أخبرنا العوام بن حوشب، عن إبراهيم بن عبد الرحمن، عن عبد الله بن أبي أوفى أن رجلا أقام سلعة في السوق، فحلف لقد أعطي بها ما لم يعط ليوقع فيها رجلا من المسلمين، فنزلت: {إن الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمنا قليلا} إلى آخر الآية.
وقال الكلبي: إن ناسا من علماء اليهود أولي فاقة أصابتهم سنة فاقتحموا إلى كعب بن الأشرف بالمدينة، فسألهم كعب: هل تعلمون أن هذا الرجل رسول في كتابكم؟ قالوا: نعم، وما تعلمه أنت؟ قال: لا، فقالوا: فإنا نشهد أنه عبد الله ورسوله، قال كعب: لقد حرمكم الله خيرا كثيرا، لقد قدمتم علي وأنا أريد أن أبركم وأكسو عيالكم، فحرمكم الله وحرم عيالكم، قالوا: فإنه شبه لنا، فرويدا حتى نلقاه، فانطلقوا فكتبوا صفة سوى صفته، ثم انتهوا إلى نبي الله صلى الله عليه وسلم فكلموه وسائلوه، ثم رجعوا إلى كعب وقالوا: لقد كنا نرى أنه رسول الله، فلما أتيناه إذا هو ليس بالنعت الذي نعت لنا، ووجدنا نعته مخالفا للذي عندنا، وأخرجوا الذي كتبوا فنظر إليه كعب، ففرح ومارهم وأنفق عليهم، فأنزل الله تعالى هذه الآية.
وقال عكرمة: نزلت في أبي رافع وكنانة بن أبي الحقيق وحيي بن
[أسباب النزول: 107]
أخطب وغيرهم من رؤساء اليهود، كتموا ما عهد الله إليهم في التوراة من شأن محمد صلى الله عليه وسلم وبدلوه وكتبوا بأيديهم غيره، وحلفوا أنه من عند الله لئلا يفوتهم الرشا والمآكل التي كانت لهم على أتباعهم). [أسباب النزول: 108]
قال أحمدُ بنُ عَلِيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله تعالى {إن الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمنا قليلا} [الآية: 77]
1 - قال مقاتل بن سليمان يعني رؤوس اليهود
وقال الحسين بن داود المعروف بسنيد في تفسيره حدثنا حجاج عن ابن جريج عن عكرمة قال نزلت هذه الآية إن الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمنا قليلا أولئك لا خلاق لهم في الآخرة الآية في أبي رافع وكنانة بن أبي الحقيق وكعب بن الأشرف وحيي بن أخطب وغيرهم 269 من رؤوس اليهود كتموا ما عهد الله إليهم في التوراة من نبوة محمد وكتبوا بأيديهم غيره وحلفوا أنه من عند الله لئلا تفوتهم المآكل التي كانت لهم على اتباعهم
2 - وبه إلى ابن جريج قال وقال آخرون إن الأشعث بن قيس اختصم هو ورجل إلى رسول الله في أرض كانت في يده لذلك الرجل أخذها بتعززه في الجاهلية فقال النبي للرجل أقم بينتك فقال ليس يشهد لي أحد على الأشعث قال فلك يمينه فقدم الأشعث يحلف فأنزل الله هذه الآية فنكل الأشعث وقال إني أشهدكم الله وأشهد له إن خصمي صادق فرد إليه أرضه وزاده من أرض
[العجاب في بيان الأسباب: 2/698]
نفسه زيادة كثيرة مخافة أن يبقى في يده شيء من حقه فهي لعقب ذلك الرجل بعده
قلت كذا وقع في هذه الرواية المرسلة والحديث مخرج في الصحيحين والسنن الأربعة ومسند أحمد من طرق عن منصور والأعمش وغيرهما عن شقيق عن الأشعث منها لأحمد نا أبو معاوية نا الأعمش عن شقيق عن عبد الله قال: قال رسول الله من حلف على يمين هو فيها فاجر الحديث فقال الأشعث في والله كان ذلك كان بيني وبين رجل من اليهود أرض فجحدني فقدمته إلى النبي فقال لي ألك بينة قلت لا فقال لليهودي احلف فقلت يا رسول الله إذا يحلف فيذهب بمالي فأنزل الله تعالى إن الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمنا قليلا إلى آخر الآية
[العجاب في بيان الأسباب: 2/699]
وفي رواية عاصم عن شقيق فجاء الأشعث فقال ما يحدثكم أبو عبد الرحمن فحدثناه فقال كان في والله هذا الحديث خاصمت ابن عم لي فذكره وفيه في بئر بدل أرض وفيه مالي بينه وإن تجعلها بيمينه يذهب ببئري إن خصمي رجل فاجر قال فقال من اقتطع مال امرىء مسلم الحديث وقرأ هذه الآية
ووقع نحو ذلك في حديث عدي بن عميرة عند النسائي ولفظه خاصم رجل من كندة امرأ القيس بن عابس الحضرمي في أرض الحديث وفيه فقال الحضرمي أمكنته من اليمين يا رسول الله ذهب أرضي ورب الكعبة فذكر الحديث وتلا رسول الله إن الذين يشترون الآية وفي آخره فقال امرؤ القيس ما لمن تركها يا رسول الله قال الجنة قال فأشهدك أني قد تركتها
وهكذا في أكثر الطرق أن النبي تلا الآية عقب الحديث وصرح في
[العجاب في بيان الأسباب: 2/700]
رواية الأعمش بقوله فأنزل الله تعالى وكذلك ذكرها جرير عن منصور عن شقيق عند البخاري وغيره كما صرح في رواية عكرمة المرسلة بذلك وللمتن شواهد من حديث أبي داود وأبي أمامة بن ثعلبة وغيرهما ليس فيه سبب النزول
[العجاب في بيان الأسباب: 2/701]
3 - سبب أخر أخرج البخاري وأحمد والطبري من طريق العوام بن حوشب عن إبراهيم بن عبد الرحمن عن عبد الله بن أبي أوفى أن رجلا أقام سلعة له في السوق 271 فحلف بالله لقد أعطي بها ما لم يعطه ليوقع رجلا من المسلمين فنزلت هذه الآية إن الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمنا قليلا الآية
وله شاهد مرسل أخرجه الطبري من طريق الشعبي بسند صحيح إليه أن رجلا أقام سلعة أول النهار فلما كان آخره جاء رجل يشتري فحلف لقد منعها أول النهار من كذا ولولا المساء ما باعها به فأنزل الله هذه الآية وبه إلى داود عن رجل عن مجاهد نحوه
4 - سبب آخر قال ابن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس إن أناسا من علماء اليهود أولي فاقة كانوا ذوي حظ من علم التوراة فأصابتهم سنة فأتوا كعب بن
[العجاب في بيان الأسباب: 2/702]
الأشرف يستميرونه فسألهم كعب هل تعلمون أن هذا الرجل يعني رسول الله في كتابكم قالوا نعم وما تعلمه أنت قال لا قالوا فإنا نشهد أنه عبد الله ورسوله قال كعب لقد قدمتم علي وأنا أريد أن أميركم وأكسوكم فحرمكم الله خيرا كثيرا قالوا فإنه شبه لنا فرويدا حتى نلقاه فانطلقوا فكتبوا صفة سوى صفته ثم أتوا النبي فكلموه ثم رجعوا إلى كعب فقالوا قد كنا نرى أنه هو فأتيناه فإذا هو ليس بالنعت الذي نعت لنا وأخرجوا النعت الذي كتبوه ففرح كعب بذلك ومارهم فأنزل الله تعالى هذه الآية وسبق نظيرها في البقرة إن الذين يكتمون ما أنزل الله من الكتاب ويشترون به ثمنا قليلا أولئك ما يأكلون في بطونهم إلا النار الآية
5 - وقال ابن الكلبي أيضا عن أبي صالح باذان عن ابن عباس نزلت في امرئ القيس ابن عابس استعدى عليه عيدان بن أشوع في أرض ولم يكن له بينة فأمره رسول الله أن يحلف الحديث). [العجاب في بيان الأسباب: 2/703]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ): (قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلًا أُولَئِكَ لَا خَلَاقَ لَهُمْ فِي الْآَخِرَةِ وَلَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ وَلَا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (77)}
روى الشيخان وغيرهما أن الأشعث بن قيس قال: كان بيني وبين رجل من اليهود أرض فجحدني فقدمته إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: ((ألك بينة؟)) قلت لا، فقال: لليهودي: ((احلف))، فقلت يا رسول الله إذن يحلف فيذهب مالي فأنزل الله {إن الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمنا قليلا} إلى آخر الآية.
وأخرج البخاري عن عبد الله بن أبي أوفى أن رجلا أقام سلعة في السوق فحلف بالله لقد أعطي بها ما لم يعطه ليوقع فيها رجلا من المسلمين فنزلت هذه الآية {إن الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمنا قليلا} قال الحافظ ابن حجر في شرح البخاري: لا منافاة بين الحديثين، بل يحمل على أن النزول كان بالسببين معا.
وأخرج ابن جرير عن عكرمة: أن الآية نزلت في حيي بن أخطب وكعب بن الأشرف وغيرهما من اليهود الذين كتموا ما أنزل الله في التوراة وبدلوه وحلفوا أنه من عند الله. قال الحافظ ابن حجر: الآية محتملة، لكن العمدة في ذلك ما ثبت في الصحيح). [لباب النقول: 58]
قَالَ مُقْبِلُ بنِ هَادِي الوَادِعِيُّ (ت: 1423هـ): (قوله تعالى:{إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلًا} [الآية: 77].
قال الإمام أبو عبد الله البخاري [5 /430] حدثنا عبدان عن أبي حمزة عن الأعمش عن شقيق عن عبد الله رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: ((من حلف على يمين يقتطع بها مال امرئ هو عليها فاجر لقي الله وهو عليه غضبان)) فأنزل الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلًا} الآية. فجاء الأشعث فقال: ما حدثكم أبو عبد الرحمن فيَّ أنزلت هذه الآية كانت لي بئر في أرض ابن عم لي فقال لي: شهودك قلت: ما لي شهود، قال: فيمينك، قلت يا رسول الله إذا يحلف فذكر النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم هذا الحديث فأنزل الله ذلك تصديقا له.
الحديث أخرجه البخاري في مواضع من صحيحه منها [6 /70، 280] وفيه: كانت بيني وبين رجل من اليهود أرض [210] وفيه كانت بيني وبين رجل خصومة في شيء[9 /215 14/280 - 352 - 368، 16 /302] وأخرجه مسلم [2 /158] والترمذي [2 /254] وأعاد بسنده [4 /81] وأبو داود [3 /214- 215] وعزاه المباركفوري في [تحفة الأحوذي: 2 /254] –إلى النسائي وابن ماجه مع من تقدم من أصحاب الأمهات ورواه الإمام أحمد في [المسند: 1 /426-442، 5 /211 ،212] من مسند الأشعث بن قيس.
[الصحيح المسند في أسباب النزول: 51]
وأخرج حديث الباب الطيالسي [1 /246، 2 /16] وابن جرير [3 /321].
قال البخاري رحمه الله [9 /280]: حدثنا علي هو ابن أبي هاشم سمع هشيما أخبرنا العوام بن حوشب عن إبراهيم بن عبد الرحمن عن عبد الله بن أبي أوفى رضي الله عنهما أن رجلا أقام سلعة في السوق فحلف فيها لقد أعطى بها ما لم يعطه ليوقع فيها رجلا من المسلمين فنزلت: {إن الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمنا قليلا} إلى آخر الآية.
ولا منافاة بينهما ويحمل على أن النزول كان بالسببين جميعا ولفظ الآية أعم من ذلك على أن حديث عبد الله بن مسعود أصح لأن حديث عبد الله بن أبي أوفى من حديث إبراهيم بن عبد الرحمن السكسكي قال الحافظ الذهبي في الميزان لينه شعبة والنسائي ولم يترك إلى آخر ما ذكره رحمه الله.
وقوله في بعض الروايات في أرض وفي أخرى وفي بئر قال الحافظ في [الفتح: 14 /369]: ويجمع بأن المراد أرض البئر لا جميع الأرض والبئر من جملتها. هذا وقد أطال الحافظ رحمه الله في الفتح في هذا الموضوع في توجيه بعض الألفاظ التي ظاهرها يخالف الأخرى فليراجع هنالك). [الصحيح المسند في أسباب النزول: 52]



روابط ذات صلة:
- أقوال المفسرين


محمد أبو زيد 26 رجب 1434هـ/4-06-2013م 12:10 PM

ما ورد في نزول قوله تعالى: (وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقًا يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُمْ بِالْكِتَابِ لِتَحْسَبُوهُ مِنَ الْكِتَابِ وَمَا هُوَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَمَا هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ (78) )
قال أحمدُ بنُ عَلِيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله تعالى {وإن منهم لفريقا يلوون ألسنتهم بالكتاب} [الآية: 78]
1 - نقل الثعلبي عن جويبر عن الضحاك عن ابن عباس نزلت في اليهود والنصارى حرفوا التوراة والإنجيل وضربوا كتاب الله بعضه ببعض وألحقوا به ما ليس منه وأسقطوا منه الدين الحنيف
2 - وأخرج الطبري من طريق قتادة إنهم اليهود حرفوا كتاب الله وابتدعوا
[العجاب في بيان الأسباب: 2/703]
فيه وزعموا أنه من عند الله
ومن طريق الربيع بن أنس مثله
ومن طريق العوفي عن ابن عباس نحوه وقال كانوا يزيدون في كتاب الله ما لم ينزل الله
وقال مقاتل بن سليمان هم كعب بن الأشرف ومالك بن الصيف وأبو ياسر وحيي ابنا أخطب وسعية بن عمرو يلوون ألسنتهم بالكتاب يحرفونه كتبوا غير نعت محمد وحذفوا نعته ويقولون هو من عند الله وما هو من عند الله). [العجاب في بيان الأسباب: 2/704]



روابط ذات صلة:
- أقوال المفسرين



محمد أبو زيد 26 رجب 1434هـ/4-06-2013م 12:11 PM

ما ورد في نزول قوله تعالى: (مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُؤْتِيَهُ اللَّهُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُوا عِبَادًا لِي مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَكِنْ كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنْتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنْتُمْ تَدْرُسُونَ (79) )
قالَ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الوَاحِدِيُّ (ت: 468هـ): (قوله تعالى: {ما كان لبشر أن يؤتيه الله الكتاب} الآية.
قال الضحاك ومقاتل: نزلت في نصارى نجران حين عبدوا عيسى، وقوله لبشر، يعني عيسى، أن يؤتيه الله الكتاب: يعني الإنجيل.
وقال ابن عباس في رواية الكلبي وعطاء: إن أبا رافع اليهودي والربيس من نصارى نجران قالا: يا محمد أتريد أن نعبدك ونتخذك ربا؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((معاذ الله أن يعبد غير الله أو نأمر بعبادة غير الله، ما بذلك بعثني، ولا بذلك أمرني))، فأنزل الله تعالى هذه الآية.
وقال الحسن بلغني أن رجلا قال: يا رسول الله نسلم عليك كما يسلم بعضنا على بعض، أفلا نسجد لك؟ قال: ((لا ينبغي أن يسجد لأحد من دون الله، ولكن أكرموا نبيكم واعرفوا الحق لأهله))، فأنزل الله تعالى هذه الآية). [أسباب النزول: 108]
قوله تعالى {ما كان لبشر أن يؤتيه الله الكتاب والحكم والنبوة ثم يقول للناس كونوا عبادا لي من دون الله} [الآية: 79]
1 - أخرج الطبري من طريق ابن إسحاق عن محمد بن أبي محمد عن سعيد أو عكرمة عن ابن عباس قال: قال أبو نافع القرظي حين اجتمعت الأحبار
[العجاب في بيان الأسباب: 2/704]
من اليهود والنصارى من أهل نجران عند رسول الله ودعاهم إلى الإسلام أتريد يا محمد أن نعبدك كما تعبد النصارى عيسى فقال رجل من أهل نجران يقال له الرئيس أو ذاك تريد يا محمد وإليه تدعونا فقال معاذ الله أن نعبد غير الله أو نأمر بعبادة غيره ما بذلك بعثني ولا بذلك أمرني أو كما قال فأنزل الله في ذلك من قولهما ما كان لبشر
وذكره الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس نحوه فقال معاذ الله أن نعبد غير الله ما بذلك بعثني ولا بذلك أمرني فنزلت
2 - ومن طريق سنيد ثم عن ابن جريج كان ناس من يهود يتعبدون الناس من دون ربهم بتحريفهم كتاب الله عن موضعه فنزلت
3 - قول آخر أخرج عبد بن حميد عن روح عن عوف عن الحسن بلغني أن رجلا قال يا رسول الله نسلم عليك كما يسلم بعضنا على بعض أفلا نسجد لك قال لا ينبغي أن يسجد لأحد من دون الله ولكن أكرموا نبيكم واعرفوا الحق لأهله فأنزل الله عز وجل هذه الآية إلى قوله بأنا مسلمون
[العجاب في بيان الأسباب: 2/705]
4 - قول آخر قال مقاتل بن سليمان ما كان لبشر يعني عيسى بن مريم والكتاب الإنجيل ونقل الثعلبي عن الضحاك نحوه وزاد نزلت في نصارى نجران). [العجاب في بيان الأسباب: 2/706]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ): (قوله تعالى: {مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُؤْتِيَهُ اللَّهُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُوا عِبَادًا لِي مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَكِنْ كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنْتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنْتُمْ تَدْرُسُونَ (79)}
أخرج ابن إسحاق والبيهقي عن ابن عباس قال: قال أبو رافع القرظي حين اجتمعت الأحبار من اليهود والنصارى من أهل نجران عند رسول الله صلى الله عليه وسلم،
[لباب النقول: 58]
ودعاهم إلى الإسلام: أتريد يا محمد أن نعبدك كما تعبد النصارى عيسى؟ قال: ((معاذ الله))، فأنزل الله في ذلك {ما كان لبشر} -إلى قوله- {بعد إذ أنتم مسلمون}.
وأخرج عبد الرزاق في تفسيره عن الحسن قال: بلغني أن رجلا قال: يا رسول الله نسلم عليك كما يسلم بعضنا على بعض أفلا نسجد لك؟ قال: ((لا، ولكن أكرموا نبيكم واعرفوا الحق لأهله، فإنه لا ينبغي أن يسجد لأحد من دون الله))، فأنزل الله {ما كان لبشر} -إلى قوله – {بعد إذ أنتم مسلمون}). [لباب النقول: 59]



روابط ذات صلة:
- أقوال المفسرين



محمد أبو زيد 26 رجب 1434هـ/4-06-2013م 12:11 PM

ما ورد في نزول قوله تعالى: (وَلَا يَأْمُرَكُمْ أَنْ تَتَّخِذُوا الْمَلَائِكَةَ وَالنَّبِيِّينَ أَرْبَابًا أَيَأْمُرُكُمْ بِالْكُفْرِ بَعْدَ إِذْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ (80) )
قال أحمدُ بنُ عَلِيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله تعالى {أيأمركم بالكفر} [80]
يعني بعبادة عيسى وعزير
قال مقاتل نزلت ردا على كردم بن قيس والأصبغ بن زيد). [العجاب في بيان الأسباب: 2/706]



روابط ذات صلة:
- أقوال المفسرين



محمد أبو زيد 26 رجب 1434هـ/4-06-2013م 12:11 PM

ما ورد في نزول قوله تعالى: (أَفَغَيْرَ دِينِ اللَّهِ يَبْغُونَ وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ (83) )
قالَ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الوَاحِدِيُّ (ت: 468هـ): (قوله تعالى: {أفغير دين الله يبغون}
قال ابن العباس: اختصم أهل الكتابين إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما اختلفوا بينهم من دين إبراهيم، كل فرقة زعمت أنها أولى بدينه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((كلا الفريقين بريء من دين إبراهيم))، فغضبوا وقالوا: والله ما نرضى بقضائك ولا نأخذ بدينك، فأنزل الله تعالى: {أفغير دين الله يبغون} ). [أسباب النزول: 108]
قال أحمدُ بنُ عَلِيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله تعالى {أفغير دين الله يبغون} [83]
نقل الثعلبي عن ابن عباس اختصم أهل الكتاب إلى رسول الله فيما اختلفوا بينهم من دين إبراهيم كل فرقة زعمت أنه أولى بدينه فقال النبي كلا الفريقين بريء من دين إبراهيم فغضبوا وقالوا والله ما نرضى بقضائك ولا بدينك
[العجاب في بيان الأسباب: 2/706]
فأنزل الله تعالى{ أفغير دين الله يبغون} ). [العجاب في بيان الأسباب: 2/707]


روابط ذات صلة:
- أقوال المفسرين


محمد أبو زيد 26 رجب 1434هـ/4-06-2013م 12:11 PM

ما ورد في نزول قوله تعالى: (قُلْ آَمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ عَلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَالنَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ (84) )
قال أحمدُ بنُ عَلِيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله تعالى {قل آمنا بالله وما أنزل علينا} [الآية: 84]
قال ابن ظفر لما تكلم اليهود بما قالوه والنصارى بما ليس لهم أمر الله نبيه أن يقول للمسلمين قل آمنا بالله وما أنزل علينا الآية فأخبر أنهم يؤمنون بجميع الأنبياء ولا يفرقون بين أحد منهم). [العجاب في بيان الأسباب: 2/707]


روابط ذات صلة:
- أقوال المفسرين


محمد أبو زيد 26 رجب 1434هـ/4-06-2013م 12:12 PM

ما ورد في نزول قوله تعالى: (وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآَخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ (85) )
قال أحمدُ بنُ عَلِيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله تعالى {ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه} [الآية: 85]
أخرج الطبري من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله تعالى إن الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى والصابئين الآية فأنزل الله بعد ذلك ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه
وقال مقاتل نزلت في طعمة بن أبيرق من الأوس ارتد عن الإسلام ولحق بكفار مكة). [العجاب في بيان الأسباب: 2/707]


روابط ذات صلة:
- أقوال المفسرين


محمد أبو زيد 26 رجب 1434هـ/4-06-2013م 12:13 PM

ما ورد في نزول قوله تعالى: ( كَيْفَ يَهْدِي اللَّهُ قَوْمًا كَفَرُوا بَعْدَ إِيمَانِهِمْ وَشَهِدُوا أَنَّ الرَّسُولَ حَقٌّ وَجَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (86) أُولَئِكَ جَزَاؤُهُمْ أَنَّ عَلَيْهِمْ لَعْنَةَ اللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ (87) خَالِدِينَ فِيهَا لَا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلَا هُمْ يُنْظَرُونَ (88) إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَأَصْلَحُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (89) )

قالَ مُحَمَّدُ بنُ أَحمدَ بنِ نَصْرٍ الرَّمْلِيُّ (ت:295هـ):
(ثنا أحمد بن محمّدٍ القوّاس المكّيّ، قال: ثنا مسلم بن خالد الزنجي، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ في قوله عزّ وجلّ: {كيف يهدي اللّه قومًا كفروا بعد إيمانهم وشهدوا أنّ الرّسول حق وجاءهم البينات} قال: (نزلت في رجلٍ من بني عمرو بن عوفٍ كفر بعد إيمانه في الشّام) ). [جزء تفسير مسلم بن خالد الزنجي: 76]
قالَ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الوَاحِدِيُّ (ت: 468هـ):
(قوله تعالى: {كيف يهدي الله قوما كفروا بعد إيمانهم} الآية
[أسباب النزول: 108]
أخبرنا أبو بكر الحارثي، أخبرنا أبو محمد بن حيان، أخبرنا أبو يحيى عبد الرحمن بن محمد، حدثنا سهل بن عثمان، حدثنا علي بن عاصم عن خالد وداود، عن عكرمة، عن ابن عباس، أن رجلا من الأنصار ارتد فلحق بالمشركين، فأنزل الله تعالى: {كيف يهدي الله قوما كفروا بعد إيمانهم} إلى قوله: {إلا الذين تابوا} فبعث بها قومه إليه، فلما قرئت إليه قال: والله ما كذبني قومي على رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا كذب رسول الله على الله، والله عز وجل أصدق الثلاثة، فرجع تائبا، فقبل منه رسول الله صلى الله عليه وسلم وتركه.
وأخبرنا أبو بكر، أخبرنا أبو محمد، أخبرنا أبو يحيى، حدثنا سهل، عن يحيى بن أبي زائدة، عن داود بن أبي هند، عن عكرمة، عن ابن عباس قال: ارتد رجل من الأنصار عن الإسلام ولحق بالشرك، فندم، فأرسل إلى قومه أن يسألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم: هل لي من توبة، فإني قد ندمت، فنزلت: {كيف يهدي الله قوما كفروا بعد إيمانهم} - حتى بلغ - {إلا الذين تابوا} فكتب بها قومه إليه، فرجع فأسلم.
أخبرنا أبو عبد الرحمن بن أبي حامد، أخبرنا أبو بكر بن زكريا أخبرنا محمد بن عبد الرحمن الفقيه، حدثنا أحمد بن سيار، حدثنا مسدد بن مسرهد حدثنا جعفر بن سليمان، عن حميد الأعرج عن مجاهد قال: كان الحارث بن سويد قد أسلم، وكان مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم
[أسباب النزول: 109]
لحق بقومه وكفر فأنزل الله تعالى هذه الآية: {كيف يهدي الله قوما كفروا بعد إيمانهم} - إلى قوله - {فإن الله غفور رحيم} فحملها إليه رجل من قومه، فقرأها عليه فقال الحارث: والله إنك ما علمت لصدوق وإن رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصدق منك، وإن الله لأصدق الثلاثة، ثم رجع فأسلم إسلاما حسنا). [أسباب النزول: 110]
قال أحمدُ بنُ عَلِيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله تعالى {كيف يهدي الله قوما كفروا بعد إيمانهم} [الآية: 86]
1 - أخرج النسائي والطبري وصححه ابن حبان والحاكم من طريق داود بن أبي هند عن عكرمة عن ابن عباس قال كان رجل من الأنصار أسلم ثم ارتد ولحق بالمشركين ثم ندم فأرسل إلى قومه سلوا لي رسول الله هل لي من توبة فسألوا فقالوا إن صاحبنا قد ندم وإنه قد أمرنا أن نسأل هل له توبة فنزلت كيف يهدي الله قوما كفروا بعد إيمانهم إلى قوله إلا الذين تابوا من بعد ذلك وأصلحوا فإن الله غفور رحيم فأرسل إليه فأسلم
وفي رواية فلما قرئت عليه قال والله ما كذبني قومي على رسول الله ولا كذب رسول الله والله تعالى أصدق الثلاثة فرجع تائبا فقبل منه
[العجاب في بيان الأسباب: 2/708]
هذا لفظ الطبري عن محمد بن عبد الله بن بزيع عن يزيد بن زريع عن داود وأخرجه البزار عن ابن بزيع هذا فقال في أوله إن قوما أسلموا ثم ارتدوا 275 ثم أسلموا ثم ارتدوا فأرسلوا إلى قومهم يسألون فذكره
والبزار كان يحدث من حفظه فيهم والمحفوظ ما رواه ابن جرير ومن وافقه
وقال عبد بن حميد نا إبراهيم بن الحكم بن أبان عن أبيه عن عكرمة أن رجلا ارتد عن الإسلام فذكر نحوه ولم يذكر ابن عباس
وروى حميد الأعرج عن مجاهد قال كان الحارث بن سويد قد أسلم وكان مع رسول الله ثم لحق بقومه وكفر فأنزل الله تعالى كيف يهدي الله قوما الآية فحملها إليه رجل من قومه فقرأهن عليه فقال الحارث والله إنك ما علمت لصادق
[العجاب في بيان الأسباب: 2/709]
وإن رسول الله لصدوق وإن الله لأصدق الثلاثة ثم رجع فأسلم إسلاما حسنا أخرجه مسدد في مسنده وعبد الرزاق في مصنفه
وأخرجه الطبري من طريق عبد الرزاق جميعا عن جعفر بن سليمان عن حميد به وذكر ابن إسحاق في السيرة الكبرى إن الحارث بن سويد بن صامت كان منافقا فخرج يوم أحد مع المسلمين فلما التقى الناس غدا على مسلمين فقتلهما ثم لحق بمكة بقريش ثم بعث إلى أخيه الجلاس يطلب التوبة فأنزل الله فيه هذه الآيات وذكر إن المقتول هو المجذر بن ذياد وقيس بن زيد من بني ضبيعة
[العجاب في بيان الأسباب: 2/710]
وتعقب ابن هشام ذكر قيس بن زيد فإنه لم يعد في قتلى أحد
وأورد الطبري من طريق أسباط عن السدي نحور رواية حميد الأعرج
ومن طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد قال هو رجل من بني عمرو بن عوف فذكره مختصرا ولم يسمه
وذكر سنيد عن حجاج عن ابن جرير عن عبد الله بن كثير عن مجاهد قال لحق رجل بأرض الروم فتنصر ثم كتب إلى قومه أرسلوا لي هل لي من توبة الحديث
وبه إلى ابن جريج قال: قال عكرمة في أبي عامر الراهب والحارث بن سويد بن الصامت ووحوح بن الأسلت في اثني عشر رجلا رجعوا عن الإسلام ولحقوا بقريش ثم كتبوا إلى أهليهم هل لنا من توبة فنزلت إلا الذين تابوا من بعد ذلك
وساق مقاتل بن سليمان من أسماء الاثني عشر طعمة بن أبيرق أوسي
[العجاب في بيان الأسباب: 2/711]
ومقيس بن صبابة ليشى وعبد الله بن أنس بن حنظل تيمي ووحوح ابن الأسلت أوسي وأبو عامر الراهب أوسي والحارث بن سويد أوسي ثم ذكر ندم الحارث بن سويد ومكاتبته أخاه الجلاس
2 - قول آخر أخرج الطبري من طريق العوفي عن ابن عباس كيف يهدي الله قوما الآية هم أهل الكتاب عرفوا محمدا ثم كفروا به
وبسند حسن عن الحسن قال
اليهود والنصارى نحوه وزاد عرفوه فلما بعث من غيرهم حسدوا العرب على ذلك فكذبوه وأنكروه
ومن طريق معمر عن الحسن نحوه باختصار). [العجاب في بيان الأسباب: 2/712]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ): (قوله تعالى: {كَيْفَ يَهْدِي اللَّهُ قَوْمًا كَفَرُوا بَعْدَ إِيمَانِهِمْ وَشَهِدُوا أَنَّ الرَّسُولَ حَقٌّ وَجَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (86)}
روى النسائي وابن حبان والحاكم عن ابن عباس قال: كان رجل من الأنصار أسلم ثم ارتد ثم ندم، فأرسل إلى قومه: أرسلوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم هل لي من توبة؟ فنزلت {كيف يهدي الله قوما كفروا} -إلى قوله- {فإن الله غفور رحيم} فأرسل إليه قومه فأسلم.
وأخرج مسدد في مسنده وعبد الرزاق عن مجاهد قال: جاء الحارث بن سويد فأسلم مع النبي صلى الله عليه وسلم ثم كفر، فرجع إلى قومه، فأنزل الله فيه القرآن {كيف يهدي الله قوما كفروا} -إلى قوله- {غفور رحيم} فحملها إليه رجل من قومه، فقرأها عليه، فقال الحارث: إنك والله ما
علمت لصدوق، وإن رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصدق منك وإن الله لأصدق الثلاث، فرجع وأسلم وحسن إسلامه). [لباب النقول: 59]
قَالَ مُقْبِلُ بنِ هَادِي الوَادِعِيُّ (ت: 1423هـ): (قوله تعالى:{كَيْفَ يَهْدِي اللَّهُ قَوْمًا كَفَرُوا بَعْدَ إِيمَانِهِمْ} إلى قوله: {إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَأَصْلَحُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [الآيات: 86- 87 إلى 89].
قال الإمام أبو جعفر بن جرير رحمه الله [3 /340]: حدثنا محمد بن عبد الله بن بزيغ البصري قال: حدثنا يزيد بن زريع قال: حدثنا داود بن أبي هند عن عكرمة عن ابن عباس قال: كان رجل من الأنصار أسلم ثم ارتد ولحق بالشرك ثم ندم فأرسل إلى قومه: أرسلوا إلى رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم هل من توبة قال: "فنزلت" {كَيْفَ يَهْدِي اللَّهُ قَوْمًا كَفَرُوا بَعْدَ إِيمَانِهِمْ} إلى
[الصحيح المسند في أسباب النزول: 52]
قوله: {وَجَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ * أولئك جزاؤهم أن عليهم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين * خالدين فيها لا يخفف عنهم العذاب ولا هم ينظرون * إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَأَصْلَحُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ}.
الحديث رجاله رجال الصحيح وقد أعاده مرسلا وموصولا وأخرجه ابن حبان في صحيحه كما في [موارد الظمآن: 427] والطحاوي في [مشكل الآثار: 4 /64] والحاكم [2 /142، 4 /366] وفي كلا الموضعين قال: صحيح الإسناد ولم يخرجاه وسكت عنه الذهبي). [الصحيح المسند في أسباب النزول: 53]


روابط ذات صلة:
- أقوال المفسرين


محمد أبو زيد 26 رجب 1434هـ/4-06-2013م 12:13 PM

ما ورد في نزول قوله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بَعْدَ إِيمَانِهِمْ ثُمَّ ازْدَادُوا كُفْرًا لَنْ تُقْبَلَ تَوْبَتُهُمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الضَّالُّونَ (90) )
قالَ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الوَاحِدِيُّ (ت: 468هـ): (قوله تعالى: {إن الذين كفروا بعد إيمانهم}
قال الحسن وقتادة وعطاء الخراساني: نزلت في اليهود كفروا بعيسى والإنجيل، ثم ازدادوا كفرا ببعثة محمد والقرآن، وقال أبو العالية: نزلت في اليهود والنصارى، كفروا بمحمد صلى الله عليه وسلم بعد إيمانهم بنعته وصفته، ثم ازدادوا كفرا بإقامتهم على كفرهم). [أسباب النزول: 110]
قال أحمدُ بنُ عَلِيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله تعالى {إن الذين كفروا بعد إيمانهم ثم ازدادوا كفرا} [الآية: 90]
أخرج الطبري من طريق عباد بن منصور عن الحسن قال هم اليهود والنصارى
[العجاب في بيان الأسباب: 2/712]
ومن طريق معمر عن قتادة نحوه قال وقال عطاء الخراساني مثل ذلك وذكره الثعلبي عن عطاء الخراساني بلفظ نزلت في اليهود كفروا بعيسي ثم ازدادوا كفرا بمحمد
وأخرج عبد بن حميد عن روح عن الثوري عن داود عن أبي العالية وعن روح عن سعيد عن قتادة هم اليهود نحو الأول قال أبو العالية تابوا من الذنوب ولم يتوبوا من الكفر
وأخرجه الطبري من طريق داود بن أبي هند عن رفيع وهو أبو العالية قال ازدادوا كفرا ازدادوا ذنوبا وهم كفار فلن تقبل توبتهم من تلك الذنوب ما كانوا على كفرهم وضلالتهم
وأخرج سنيد من طريق ابن جريج عن مجاهد ثم ازدادوا كفرا تموا على كفرهم قال ابن جريج لن تقبل توبتهم يقول إيمانهم أول مرة لن ينفعهم
وأخرج الطبري من طريق السدي ازدادوا كفرا أي ماتوا وهم كفار وعند موته لا تقبل توبته
وقال ابن الكبي نزلت في الأحد عشر رفقة الحارث بن سويد لما رجع الحارث
[العجاب في بيان الأسباب: 2/713]
قالوا نقيم بمكة ما بدا لنا فمتى أردنا رجعنا فنزل فينا ما نزل في الحارث فلما افتتحت مكة دخل في الإسلام من دخل منهم فقبلت توبته ونزلت فيمن مات منهم كافرا هذه الآية
ونقل مقاتل بن سليمان نحوه لكن في آخره فأخرجوا من مكة). [العجاب في بيان الأسباب: 2/714]
قَالَ مُقْبِلُ بنِ هَادِي الوَادِعِيُّ (ت: 1423هـ): (قوله تعالى:{إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بَعْدَ إِيمَانِهِمْ ثُمَّ ازْدَادُوا كُفْرًا لَنْ تُقْبَلَ تَوْبَتُهُمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الضَّالُّونَ} [الآية: 90].
قال الحافظ ابن كثير في تفسيره [1 /380]: قال الحافظ أبو بكر البزار حدثنا محمد بن عبد الله بن بزيع حدثنا يزيد بن زريع حدثنا داود بن أبي هند عن عكرمة عن ابن عباس أن قوما أسلموا ثم ارتدوا ثم أسلموا ثم ارتدوا فأرسلوا إلى قومهم يسألون لهم فذكروا ذلك لرسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فنزلت هذه الآية: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بَعْدَ إِيمَانِهِمْ ثُمَّ ازْدَادُوا كُفْرًا لَنْ تُقْبَلَ تَوْبَتُهُمْ} هكذا رواه وإسناده جيد ا.هـ). [الصحيح المسند في أسباب النزول: 53]


روابط ذات صلة:
- أقوال المفسرين



محمد أبو زيد 26 رجب 1434هـ/4-06-2013م 12:13 PM

ما ورد في نزول قوله تعالى: (لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ (92) )
قال أحمدُ بنُ عَلِيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله تعالى {لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون} [92]
يؤخذ من قصة إسرائيل في تحريمه على نفسه أحب الطعام إليه وأحب الشراب إليه كما سيأتي في الذي بعده أنه كان في شرعهم التقرب بترك بعض المباحات تحريما فشرع الله تعالى لهذه الأمة أن يتقربوا إلى الله بالصدقة بما يحبون فيحصل التوافق في الترك لكن كان أولئك إذا حرموه اقتصروا على عدم تناوله من غير أن يقترن بذلك بذله لغيرهم فيحصل لهم ثواب ذلك الإنفاق مضافا إلى التورع عن تناول ذلك ومن هنا يظهر أن مجرد ترك المباح لا يستقل بالاستحباب وبالله التوفيق). [العجاب في بيان الأسباب: 2/714]


روابط ذات صلة:
- أقوال المفسرين


محمد أبو زيد 26 رجب 1434هـ/4-06-2013م 12:14 PM

ما ورد في نزول قوله تعالى: (كُلُّ الطَّعَامِ كَانَ حِلًّا لِبَنِي إِسْرَائِيلَ إِلَّا مَا حَرَّمَ إِسْرَائِيلُ عَلَى نَفْسِهِ مِنْ قَبْلِ أَنْ تُنَزَّلَ التَّوْرَاةُ قُلْ فَأْتُوا بِالتَّوْرَاةِ فَاتْلُوهَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (93) )
قالَ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الوَاحِدِيُّ (ت: 468هـ): (قوله تعالى: {كل الطعام كان حلا لبني إسرائيل}
قال أبو روق والكلبي: نزلت حين قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((إنا على ملة إبراهيم))، فقالت اليهود: كيف وأنت تأكل لحوم الإبل وألبانها؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((كان ذلك حلالا لإبراهيم، فنحن نحله))، فقالت اليهود: كل شيء أصبحنا اليوم نحرمه فإنه كان محرما على نوح وإبراهيم حتى انتهى إلينا، فأنزل الله عز وجل تكذيبا لهم: {كل الطعام كان حلا لبني إسرائيل} الآية). [أسباب النزول: 110]
قال أحمدُ بنُ عَلِيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله تعالى {كل الطعام كان حلا لبني إسرائيل إلا ما حرم إسرائيل على نفسه من قبل أن تنزل التوراة} [الآية: 93]
أخرج الطبري من طريق أسباط عن السدي قال: قالت اليهود إنما نحرم ما
[العجاب في بيان الأسباب: 2/714]
حرم إسرائيل على نفسه وإنما حرم إسرائيل العروق وكن يأخذه عرق النساء كان يأخذه بالليل ويتركه بالنهار فحلف لئن الله عافاه منه لا يأكل عرقا أبدا فحرمه الله عليه ثم قال فأتوا بالتوراة فاتلوها إن كنتم صادقين يعني فإن فيها أنه ما حرم عليكم هذا غيري ببغيكم على أنفسكم وأنتم تحرمونه كتحريم إسرائيل له وهو كقوله في سورة النساء فبظلم من الذين هادوا حرمنا عليهم طيبات أحلت لهم
هذا قول السدي وقد خالفه الضحاك في بعضه وأخرجه الطبري أيضا من طريق عبيد بن سليمان عن الضحاك فذكر صدر الكلام في تحريم إسرائيل ثم قال كان ذلك قبل نزول التوراة فسأل نبي الله اليهود ما هذا الذي حرم إسرائيل على نفسه فقالوا نزلت التوراة بتحريم الذي حرم فقال الله لمحمد قل فأتوا بالتوراة إلى قوله هم الظالمون فكذبوا وافتروا لم أنزل التوراة بذلك
ومن طريق العوفي عن ابن عباس فذكر نحو الضحاك لكن قال لئن عافاني الله منه لا يأكه لي ولد وليس تحريمه مكتوبا في التوراة فسأل النبي نفرا من أهل الكتاب فقال ما شأن هذا حراما عندكم قالوا هو حرام علينا من قبل التوراة
[العجاب في بيان الأسباب: 2/715]
فأكذبهم الله فقال كل الطعام كان حلا لبني إسرائيل الآية
وأخرجه سنيد عن حجاج عن ابن جريج قال: قال ابن عباس فذكر نحوه وفيه فقال اليهود نزلت التوراة بتحريمه كذبوا ليس في التوراة
ثم ذكر الطبري بسند صحيح إلى ابن عباس في قوله تعالى إلا ما حرم إسرائيل على نفسه من قبل أن تنزل التوراة قال كان به عرق النساء فجعل على نفسه لئن شفاه الله منه لا يأكل لحوم الإبل قال فحرمته اليهود وتلا قل فأتوا بالتوراة فاتلوها إن كنتم صادقين أي أن هذا كان قبل التوراة ومن هذا الوجه أيضا كان حرم العروق على نفسه ولحوم الإبل وكان أكل من لحومها فبات ليلة يرزقو فحلف أن لا يأكله أبدا
ونقل الثعلبي عن الكلبي وأبي روق إن النبي لما قال أنا على ملة إبراهيم قالت اليهود كيف وأنت تأكل لحوم الإبل وألبانها فقال النبي إن ذلك حلا لإبراهيم فنحن نحله فقالت اليهود كل شيء نحرمه فإنه كان محرما على نوح وإبراهيم وهلم جرا حتى انتهى إلينا فأنزل الله تعالى تكذيبا لهم كل الطعام كان حلا
ونقل أيضا من طريق جويبر عن الضحاك إن يعقوب كان نذر إن وهب الله
[العجاب في بيان الأسباب: 2/716]
له اثني عشرا ولدا وأتى بيت المقدس صحيحا أن يذبح آخرهم فتلقاه ملك فقال له يعقوب هل لك في الصراع فعالجه فلم يصرع واحد منهما صاحبه وغمزه الملك غمزة فعرض له عرق النساء من ذلك وقال له أما أني لو شئت أن أصرعك لصرعتك ولكني غمزتك هذه الغمزة لأنك كنت نذرت إن أتيت بيت المقدس صحيحا ذبحت آخر ولدك وقد جعل الله لك بهذه الغمزة مخرجا فلما قدمها يعقوب أراد ذبح ولده ونسي قول الملك فقال له قد وفيت بنذرك فدعه لا تذبحه
تنبيه
تقدم في أوائل البقرة في الكلام على قوله تعالى قل من كان عدوا لجبريل الآية شيء يتعلق بقصة يعقوب في تحريمه لحوم الإبل وألبانها وأنه كان أحب الطعام إليه لحمان الإبل وأحب الشراب إليه ألبانها فنذر إن شفاه الله أن يحرمهما وبذلك جزم مقاتل بن سليمان ينبغي أن يستحضر هنا). [العجاب في بيان الأسباب: 2/717]


روابط ذات صلة:
- أقوال المفسرين


محمد أبو زيد 26 رجب 1434هـ/4-06-2013م 12:14 PM

ما ورد في نزول قوله تعالى: (إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ (96) )
قالَ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الوَاحِدِيُّ (ت: 468هـ): (قوله تعالى: {إن أول بيت وضع للناس} الآية.
قال مجاهد: تفاخر المسلمون واليهود، فقالت اليهود: بيت المقدس أفضل وأعظم من الكعبة لأنه مهاجر الأنبياء وفي الأرض المقدسة، وقال المسلمون: بل الكعبة أفضل، فأنزل الله تعالى هذه الآية). [أسباب النزول: 110]
قال أحمدُ بنُ عَلِيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله تعالى {إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة} [96]
ذكر الثعلبي وتبعه الواحدي وابن ظفر عن مجاهد تفاخر المسلمون واليهود فقالت اليهود بيت المقدس أفضل لأنه مهاجر الأنبياء وفي الأرض المقدسة وقال المسلمون مكة أفضل فأنزل الله تعالى إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة الآية
[العجاب في بيان الأسباب: 2/717]
هكذا ذكره الثعلبي بغير إسناد ولم أر له عن مجاهد ذكرا وإنما ذكره مقاتل ابن سليمان
فقال إن المسلمين واليهود اختصموا في أمر القبلة فقال المسلمون القبلة الكعبة وقالت اليهود القبلة بين المقدس فأنزل الله عز وجل أن الكعبة أول مسجد كان في الأرض والكعبة قبلة لأهل المسجد الحرام والمسجد الحرام قبلة لأهل الحرم والحرم قبلة لأهل الأرض). [العجاب في بيان الأسباب: 2/718]


روابط ذات صلة:
- أقوال المفسرين


محمد أبو زيد 26 رجب 1434هـ/4-06-2013م 12:27 PM

ما ورد في نزول قوله تعالى: (فِيهِ آَيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آَمِنًا وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ (97) )
قال أحمدُ بنُ عَلِيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله تعالى {ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا} [الآية: 97]
أخرج الفاكهي في كتاب مكة من طريق ابن جريج عن عكرمة ومن طريق ابن أبي نجيح سمعت عكرمة قال لما نزلت ومن يتبع غير الإسلام دينا فلن يقبل منه قالت اليهود فنحن على الإسلام فما يبتغي منا محمد فأنزل الله عز وجل حجا مفروضا ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا الآية فقال النبي كتب عليكم الحج
زاد ابن أبي نجيح عن عكرمة فقال الله تعالى لنبيه حجهم أي أخصمهم فقال لهم حجوا فقالوا لم يكن علينا فأنزل الله فمن كفر فإن الله غني عن العالمين فأبوا وقالوا ليس علينا حج
[العجاب في بيان الأسباب: 2/718]
وهو عند الفريابي وعبد بن حميد والطبري من طريق ابن أبي نجيح عن عكرمة ولفظه لما نزلت ومن يبتغ غير الإسلام دينا قال الملل نحن مسلمون فنزلت فحج المسلمون وقعد الكفار
وقال سعيد بن منصور في السنن نا سفيان عن ابن أبي نجيح عن عكرمة فذكره إلى قوله قيل لهم حجوا فإن الله فرض على المسلمين حج البيت من استطاع إليه سبيلا فقالوا لم يكن علينا وأبوا أن يحجوا قال الله ومن كفر فإن الله غني عن العالمين
ومن طريق ليث بن أبي سليم عن مجاهد قال آية فرقت بين المسلمين وأهل الكتاب لما نزلت ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه قالت اليهود قد أسلمنا فنزلت ولله على الناس حج البيت الآية فقالوا لا نحجه أبدا
[العجاب في بيان الأسباب: 2/719]
ومن طريق ليث ابن أبي سليم أيضا لما قالوا إن إبراهيم كان على ديننا قال لهم إن إبراهيم كان يحج البيت وأنتم تعلمون ذلك فنزل في ذلك قوله تعالى ومن كفر فإن الله غني عن العالمين
وروى أبو حذيفة النهدي من تفسير سفيان الثوري عن إبراهيم بن يزيد الخوزي عن محمد بن جعفر قال: قال سعيد بن المسيب نزلت في اليهود حيث قالوا الحج إلى مكة غير واجب فأنزل الله تعالى ومن كفر فإن الله غني عن العالمين
وأخرج الطبري من طريق جويبر عن الضحاك قال لما نزلت آية الحج جمع رسول الله أهل الأديان كلهم فخطبهم فقال يا أيها الناس أن الله كتب عليكم الحج فحجوا فآمنت به ملة واحدة وهم من صدق به وآمن وكفرت به خمس ملل قالوا لا نؤمن به ولا نستقبله ولا نصلي إليه فأنزل الله تعالى ومن كفر فإن الله غني عن العالمين). [العجاب في بيان الأسباب: 2/720]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ): (قوله تعالى: {فِيهِ آَيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آَمِنًا وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ (97)}
أخرج سعيد بن منصور عن عكرمة قال لما نزلت {ومن يبتغ غير الإسلام دينا} الآية. قالت اليهود: فنحن مسلمون، فقال لهم النبي صلى الله عليه وسلم:
[لباب النقول: 59]
((إن الله فرض على المسلمين حج البيت)) فقالوا: لم يكتب علينا، وأبوا أن يحجوا، فأنزل الله {ومن كفر فإن الله غني عن العالمين}). [لباب النقول: 60]

روابط ذات صلة:
- أقوال المفسرين



محمد أبو زيد 26 رجب 1434هـ/4-06-2013م 12:27 PM

ما ورد في نزول قوله تعالى: (قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَكْفُرُونَ بِآَيَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ شَهِيدٌ عَلَى مَا تَعْمَلُونَ (98) )
قال أحمدُ بنُ عَلِيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله تعالى {قل يا أهل الكتاب لم تكفرون بآيات الله والله شهيد على ما تعلمون إلي قوله صراط مستقيم}[98 - 101]
[العجاب في بيان الأسباب: 2/720]
قال الطبري ذكر أن هاتين الآيتين {قل يا أهل الكتاب لم تكفرون} وما بعدهما إلى قوله: {وأولئك لهم عذاب عظيم} نزلت في رجل من اليهود حاول الإغراء بين الأوس والخزرج بعد الإسلام ليراجعوا ما كانوا عليه في الجاهلية من العداوة والبغضاء فعنفه الله تعالى بفعله ذلك وقبح له ما فعل ونهى عن الافتراق وأمرهم بالاجتماع
ثم ساق من طريق محمد بن إسحاق حدثني الثقة عن زيد بن أسلم قال مر شأس بن قيس وكان شيخا عظيم الكفر قد عسا في الجاهلية شديد الضغن على المسلمين والحسد لهم بنفر من أصحاب رسول الله من الأوس والخزرج في مجلس قد جمعهم يتحدثون فيه فغاظه ما رأى من إلفتهم وصلاح ذات بينهم في الإسلام بعد الذي كان بينهم من العداوة في الجاهلية فقال قد اجتمع ملأ ابني قيلة بهذه البلاد ولا والله ما لنا معهم إذا اجتمع ملأهم بها من قرار فأمر فتى
[العجاب في بيان الأسباب: 2/721]
شابا من يهود وكان معه فقال اعمد إليهم فاجلس معهم ثم ذكرهم يوم بعاث وما كان وأنشدهم بعض ما كانوا تقاولوا فيه من الأشعار وكان يوم بعاث اقتتلت فيه الأوس والخزرج وكان الظفر فيه للأوس ففعل فتكلم القوم عند ذلك فتنازعوا وتفاخروا حتى تواثب رجلان على الركب وهما أوس بن قيظي من الأوس وجبار بن صخر من الخزرج فقال أحدهما لصاحبه إن شئتم والله رددناها جذعة وغضب 283 الفريقان جميعا وقالوا قد فعلنا السلاح السلاح موعدكم الظاهرة والظاهرة الحرة فخرجوا إليها وتحاوز الناس فانضمت الأوس بعضها إلى بعض على دعواهم التي كانوا عليها في الجاهلية فبلغ ذلك رسول الله فخرج إليهم في من معه من المهاجرين من أصحابه حتى جاءهم فقال يا معشر المسلمين الله الله أبدعوى الجاهلية وأنا بين أظهركم بعد أن هداكم الله إلى الإسلام وألف به بينكم ترجعون إلي ما كنتم عليه كفارا فعرف القوم أنها نزعة من الشيطان وكيد من عدوهم فألقوا السلاح من أيديهم وبكوا وعانق الرجال من الأوس والخزرج بعضهم بعضا ثم انصرفوا مع رسول الله سامعين مطيعين قد أطفأ الله عنهم كيد عدوهم شأس بن قيس وما صنع وفي شأس بن قيس وأوس بن قيظي وجبار بن صخر
[العجاب في بيان الأسباب: 2/722]
نزلت الآيات المذكورات الخبر بطوله وفي آخره قال جابر ما من كان طالع أكره إلينا منه فأومأ إلينا بيده فكففنا وأصلح الله ما بيننا فما كان شخص أحب إلينا منه وما رأيت يوما قط أوحش أولا ولا أطيب وأحسن آخرا من ذلك اليوم). [العجاب في بيان الأسباب: 2/723]


روابط ذات صلة:
- أقوال المفسرين


محمد أبو زيد 26 رجب 1434هـ/4-06-2013م 12:27 PM

ما ورد في نزول قوله تعالى: (قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ مَنْ آَمَنَ تَبْغُونَهَا عِوَجًا وَأَنْتُمْ شُهَدَاءُ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (99) )
قال أحمدُ بنُ عَلِيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله تعالى {قل يا أهل الكتاب لم تصدون عن سبيل الله من آمن تبغونها عوجا} [الآية: 99]
تقدم في نظيرتها أنها نزلت في حذيفة وعمار بن ياسر حين دعوهما إلى دينهم). [العجاب في بيان الأسباب: 2/723]


روابط ذات صلة:
- أقوال المفسرين



محمد أبو زيد 26 رجب 1434هـ/4-06-2013م 12:27 PM

ما ورد في نزول قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا فَرِيقًا مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ يَرُدُّوكُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِينَ (100) )
قالَ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الوَاحِدِيُّ (ت: 468هـ): (قوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا إن تطيعوا فريقا} الآية.
أخبرنا أبو عمرو القنطاري فيما أذن لي في روايته قال: أخبرني محمد بن الحسين الحدادي قال: أخبرنا محمد بن يحيى بن خالد قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم قال: أخبرنا المؤمل بن إسماعيل قال: حدثنا حماد بن زيد، حدثنا أيوب، عن عكرمة قال: كان بين هذين الحيين من الأوس والخزرج قتال من الجاهلية، فلما جاء الإسلام اصطلحوا وألف الله بين قلوبهم، وجلس يهودي في مجلس فيه نفر من الأوس والخزرج، فأنشد شعرا قاله أحد الحيين في حربهم، فكأنهم دخلهم من ذلك، فقال الحي الآخرون: قد قال شاعرنا في يوم كذا: كذا وكذا، فقال الآخرون: وقد قال شاعرنا في يوم كذا: كذا وكذا، فقالوا: تعالى نرد الحرب جذعا كما كانت، فنادى هؤلاء يا آل أوس، ونادى هؤلاء يا آل خزرج، فاجتمعوا وأخذوا السلاح واصطفوا للقتال، فنزلت هذه الآية، فجاء النبي صلى الله عليه وسلم حتى قام بين الصفين فقرأها ورفع صوته، فلما سمعوا صوته أنصتوا له وجعلوا يستمعون، فلما فرغ ألقوا السلاح وعانق بعضهم بعضا وجثوا يبكون.
وقال زيد بن أسلم: مر شاس بن قيس اليهودي وكان شيخا قد عسا في الجاهلية عظيم الكفر شديد الضغن على المسلمين شديد الحسد لهم، على نفر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من الأوس والخزرج في مجلس قد جمعهم يتحدثون فيه فغاظه ما رأى من جماعتهم وألفتهم وصلاح ذات بينهم في الإسلام بعد الذي كان بينهم في الجاهلية من العداوة فقال: قد اجتمع ملأ بني قيلة بهذه البلاد لا والله مالنا معهم إذا اجتمعوا بها من قرار فأمر شابًا من اليهود كان معه فقال: اعمد إليهم فاجلس معهم ثم ذكرهم بيوم بعاث وما كان قبله وأنشدهم بعض ما كانوا تقاولوا فيه
[أسباب النزول: 111]
من الأشعار وكان بعاث يومًا اقتتلت فيه الأوس والخزرج وكان الظفر فيه للأوس على الخزرج ففعل فتكلم القوم عند ذلك فتنازعوا وتفاخروا حتى تواثب رجلان من الحيين أوس بن قيظي أحد بني حارثة من الأوس وجبار بن صخر أحد بني سلمة من الخزرج فتقاولا وقال أحدهما لصاحبه: إن شئت والله رددتها خذعة وغضب الفريقان جميعًا وقالا: قد فعلنا السلاح السلاح موعدكم الظاهرة وهي حرة فخرجوا إليها وانضمت الأوس والخزرج بعضها إلى بعض على دعواهم التي كانوا عليها في الجاهلية فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فخرج إليهم فيمن معه من المهاجرين حتى جاءهم فقال: ((يا معشر المسلمين أبدعوى الجاهلية وأنا بين أظهركم بعد أن أكرمكم الله بالإسلام وقطع به عنكم أمر الجاهلية وألف بينكم فترجعون إلى ما كنتم عليه كفارًا الله الله)) فعرف القوم أنها نزغة من الشيطان وكيد من عدوهم فألقوا السلاح من أيديهم وبكوا وعانق بعضهم بعضًا ثم انصرفوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم سامعين مطيعين فأنزل الله عز وجل: {يا أَيُّها الَّذينَ آَمَنوا} يعني الأوس والخزرج {إِن تُطيعوا فَريقًا مِّن الَّذينَ أُوتوا الكِتابَ} يعني شاسًا وأصحابه {يَرُدّوكُم بَعدَ إِيمانِكُم كافِرينَ} قال جابر بن عبد الله: ما كان من طالع أكره إلينا من رسول الله صلى الله عليه وسلم فأومأ إلينا بيده فكففنا وأصلح الله تعالى ما بيننا فما كان شخص أحب إلينا من رسول الله صلى الله عليه وسلم فما رأيت يومًا أقبح ولا أوحش أولاً وأطيب آخرًا من ذلك اليوم). [أسباب النزول: 112]
قال أحمدُ بنُ عَلِيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله تعالى {يا أيها الذين آمنوا إن تطيعوا فريقا من الذين أوتوا الكتاب يردونكم بعد إيمانكم كافرين} [الآية: 100] وما بعدها
تقدم ما فيه قبل فصل وأخرج إسحاق بن راهويه في تفسيره [284]
[العجاب في بيان الأسباب: 2/723]
عن مؤمل بن إسماعيل وعبد بن حميد عن سليمان بن حرب وابن أبي حاتم عن أبيه عن عارم محمد بن الفضل ثلاثتهم عن حماد بن زيد عن أيوب عن عكرمة قال كان بين هذين الحيين الأوس والخزرج قتال في الجاهلية فلما جاء الإسلام اصطلحوا وألف الله بين قلوبهم فجلس يهودي مجلسا فيه نفر من الأوس والخزرج فأنشد شعرا قاله أحد الحيين في حربهم فكأنهم دخلهم من ذلك فقال الآخرون قد قال شاعرنا يوم كذا كذا وكذا فقالوا تعالوا نرد الحرب جذعة كما كانت فنادى هؤلاء يا للأوس ونادى هؤلاء يا للخزرج فاجتمعوا وأخذوا السلاح واصطفوا للقتال فنزلت أيها الذين آمنوا إن تطيعوا فريقا من الذين أوتوا الكتاب الآية فجاء النبي حتى قام بين الصفين فرفع صوته يقرؤها فلما سمعوا صوته أنصتوا وجعلوا يستمعون له فلما فرغ ألقوا السلاح وعانق بعضهم بعضا وجثوا يبكون
طريق آخر قال عبد الرزاق عن جعفر بن سليمان عن حميد الأعرج عن
[العجاب في بيان الأسباب: 2/724]
مجاهد قال كان بين الأوس والخزرج حرب وشنآن ودماء حتى من الله عليهم بالإسلام وبالنبي فأطفأ الله الحرب التي كانت بينهم وألف بين قلوبهم فبينا رجل من الأوس ورجل من الخزرج يتحدثان ومعهما يهودي جالس فذكرهما أيامهما حتى استبا ثم انفتلا فنادى هذا قومه وهذا قومه فخرجوا بالسلاح وصفوا للقتال ورسول الله شاهد بالمدينة يومئذ فجاء فلم يزل يمشي بينهم ليسكتهم حتى رجعوا ووضعوا السلاح وأنزل الله تعالى هذه الآية
وأخرجه الطبري من طريقه
طريق آخر الأشجعي في تفسير سفيان الثوري عن سفيان
وأخرجه الطبري وابن أبي حاتم من طريق قيس بن الربيع كلاهما عن الأغر عن خليفة بن حصين عن أبي نصر عن ابن عباس قال كان الأوس والخزرج يتحدثون فغضبوا حتى كان بينهم حرب فأخذوا السلاح ومشى بعضهم إلى بعض فنزلت وكيف تكفرون وأنتم تتلى عليكم آيات الله إلى قوله فأنقذكم منها
وفي رواية قيس بن الربيع شر في الجاهلية فذكروا ما بينهم فثار بعضهم إلى
[العجاب في بيان الأسباب: 2/725]
بعض بالسيوف فأتى رسول الله فذهب إليهم فنزلت
وأخرجه الفريابي عن قيس بن الربيع أيضا
سياق آخر أخرج الطبري من طريق أسباط عن السدي قال في قوله تعالى يا أيها الذين آمنوا إن تطيعوا فريقا من الذين أوتوا الكتاب الآية نزلت في ثعلبة بن عنمة الأنصاري كان بينه وبين أناس من الأنصار كلام فمشى بينهم يهودي من بني قينقاع فحمل بعضهم على بعض حتى همت الطائفتان من الأوس والخزرج أن يحملوا السلاح فيتقاتلوا فأنزل الله هذه الآية
سياق آخر ذكر الثعلبي عن عطاء أن رسول الله صعد المنبر فقال يا معشر المسلمين مالي أوذى في أهلي يعني عائشة في قصة الإفك فذكر الحديث ومراجعة السعدين سعد بن معاذ وسعد بن عبادة فثار الحيان حتى هموا أن يقتتلوا فلم يزل رسول الله حتى سكنهم فأنزل الله تعالى {يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته إلى قوله فأصبحتم بنعمته إخوانا}
[العجاب في بيان الأسباب: 2/726]
وأخرج ابن أبي حاتم من طريق ابن جريج قال نزل قوله إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فيما كان بين الأوس والخزرج في شأن عائشة
وأخرجها الطبري من هذا الوجه أتم منه
وأخرج الطبري من طريق أسباط عن السدي قال نزلت يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته الآية بعد الآيات المذكورة قال فتقدم إلى المؤمنين من
[العجاب في بيان الأسباب: 2/727]
الأنصاري فقال يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون وما بعدها). [العجاب في بيان الأسباب: 2/728]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ): (قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا فَرِيقًا مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ يَرُدُّوكُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِينَ (100)}
أخرج الفريابي وابن أبي حاتم عن ابن عباس قال: كانت الأوس والخزرج في الجاهلية بينهم شر، فبينما هم جلوس ذكروا ما بينهم حتى غضبوا، وقام بعضهم إلى بعض بالسلاح، فنزلت {وكيف تكفرون} الآية والآيتان بعدها.
وأخرج ابن إسحاق وأبو الشيخ عن زيد بن أسلم قال: مر شاس بن قيس، وكان يهوديا على نفر من الأوس والخزرج يتحدثون فغاظه ما رأى من تآلفهم بعد العداوة، فأمر شابا معه من يهود أن يجلس بينهم فيذكرهم يوم بعاث ففعل، فتنازعوا وتفاخروا حتى وثب رجلان: أوس بن قيظي من الأوس، وجبار بن صخر من الخزرج، فتقاولا وغضب الفريقان وتواثبوا للقتال، فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم، فجاء حتى وعظهم وأصلح بينهم، فسمعوا وأطاعوا، فأنزل الله في أوس وجبار ومن كان معهم {يا أيها الذين آمنوا إن تطيعوا فريقا من الذين أوتوا الكتاب} الآية وفي شاس بن قيس {يا أهل الكتاب لم تصدون} الآية). [لباب النقول: 60]


روابط ذات صلة:
- أقوال المفسرين



محمد أبو زيد 26 رجب 1434هـ/4-06-2013م 12:28 PM

ما ورد في نزول قوله تعالى: (وَكَيْفَ تَكْفُرُونَ وَأَنْتُمْ تُتْلَى عَلَيْكُمْ آَيَاتُ اللَّهِ وَفِيكُمْ رَسُولُهُ وَمَنْ يَعْتَصِمْ بِاللَّهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (101) )
قالَ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الوَاحِدِيُّ (ت: 468هـ): (قوله تعالى: {وَكَيفَ تَكفُرونَ} الآية.
أخبرنا أحمد بن الحسن الحيري قال: حدثنا محمد بن يعقوب حدثنا العباس الدوري حدثنا أبو نعيم الفضل بن دكين حدثنا قيس بن الربيع عن الأغر عن خليفة بن حصين عن أبي نصر عن ابن عباس قال: كان بين الأوس والخزرج شر في الجاهلية فذكروا ما بينهم فثار بعضهم إلى بعض بالسيوف فأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر ذلك له فذهب إليهم فنزلت هذه الآية: {وَكَيفَ تَكفُرونَ وَأَنتُم تُتلى عَلَيكُم آَياتُ اللهِ وَفيكُم رَسولُهُ} إلى قوله: {وَاِعتَصِموا بِحَبلِ اللهِ جَميعًا وَلا تَفَرَقوا}.
أخبرنا الشريف إسماعيل بن الحسن بن محمد بن الحسين النقيب قال: أخبرنا جدي محمد بن الحسين قال: أخبرنا أحمد بن محمد بن الحسن الحافظ قال: حدثنا حاتم بن يونس الجرجاني قال: حدثنا إبراهيم بن أبي الليث قال: حدثنا الأشجعي عن سفيان عن خليفة بن حصين عن أبي نصر عن ابن عباس قال: كان الأوس والخزرج يتحدثون فغضبوا حتى كاد يكون بينهم حرب فأخذوا السلاح ومشى بعضهم إلى بعض فنزلت: {وَكَيفَ تَكفُرونَ وَأَنتُم تُتلى عَلَيكُم آَياتُ اللهِ} إلى قوله تعالى: {فَأَنقَذَكُم مِّنها}). [أسباب النزول: 113]


روابط ذات صلة:
- أقوال المفسرين



محمد أبو زيد 26 رجب 1434هـ/4-06-2013م 12:28 PM

ما ورد في نزول قوله تعالى: (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آَيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (103) )
قال أحمدُ بنُ عَلِيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله تعالى {واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا} [الآية :103]
قال عبد الرزاق عن معمر عن أيوب عن عكرمة لقي رسول الله نفر من الأنصار فآمنوا به وصدقوه وأراد أن يذهب معهم فقالوا يا رسول الله إن بين قومنا حربا وإنا نخاف إن جئت على هذه الحال أن لا يتهيأ لك الذي تريد فواعدوه العام المقبل وقالوا نذهب يا رسول الله لعل الله يصلح تلك الحرب ففعل فأصلح الله تلك الحرب وكانوا يرون أنها لا تصلح أبدا يعني بعد يوم بعاث فلقي رسول الله منهم سبعين رجلا فذلك قوله تعالى واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا قال فهداهم الله إلى الإسلام من الضلال ووسع عليهم في الرزق ومكن لهم في البلاد
وقال الثعلبي يشير بذلك إلى قصة إسلام الأوس والخزرج ومبايعتهم
[العجاب في بيان الأسباب: 2/728]
النبي بالعقبة ثم ساقها بطولها من السيرة النبوية
وقد ذكر قبله الطبري وأخرج القصة من طريق سلمة بن الفضل عن محمد ابن إسحاق حدثني عاصم بن عمر بن قتادة عن أشياخ من قومه فذكرها وفي أولها إن ابتداء ذلك أن سويد بن الصامت أحد بني عمرو بن عوف من الأوس قدم مكة حاجا أو معتمرا فتصدى لرسول الله فسمع منه فدعاه إلى الإسلام فقال لعل الذي معك مثل الذي معي فقال وما الذي معك قال حكمة لقمان فعرضها عليه فقال إن هذا لكلام حسن ولكن معي أفضل من هذا قرآن أنزله الله علي نورا وهدى وتلا عليه فقال إن هذا القول حسن ولم يبعد من الإسلام فانصرف إلى المدينة فلم يلبث أن قتله الخزرج قبل يوم بعاث وكان قومه يقولون إنه أسلم ثم قدم أبو الحيسر أنس بن رافع ومعه فتية من بني عبد الأشهل من الأوس أيضا فيهم إياس بن معاذ يلتمسون الحلف من قريش على الخزرج فأتاهم النبي فجلس إليهم وقال لهم هل لكم إلى خير مما جئتم فيه فذكر لهم أن الله أرسله وأنزل عليه الكتاب ودعاهم إلى الإسلام وتلا عليهم القرآن فقال إياس بن معاذ وكان غلاما حدثا أي قوم هذا والله خير مما جئتم له فأخذ أبو الحيسر كفا من البطحاء فضرب بها وجه إياس بن معاذ وقال دعنا عنك فلعمري لقد جئنا لغير هذا
[العجاب في بيان الأسباب: 2/729]
فسكت عنه وانصرفوا إلى المدينة فكانت وقعة بعاث فحج نفر من الأوس والخزرج فلقيهم رسول الله كعادته في الموسم يعرض نفسه على القبائل فلقي ستة نفر منهم أسعد بن زرارة فجلس معهم وكلمهم ودعاهم إلى الإسلام وتلا عليهم القرآن وكان مما صنع الله أنهم كانوا أصحاب أوثان ومعهم ببلادهم طوائف من اليهود أهل كتاب وعلم فإذا كان بينهم منازعة قالوا لهم إن نبيا يبعث قد أظل زمانه فإذا بعث تبعناه ونقتلكم معه قتل عاد فلما كلمهم النبي قالوا وهذا والله النبي الذي توعدنا به يهود فاستبقوهم إليه ففعلوا فسمعوا منه القرآن ودعاهم إلى الإسلام فأسلموا وأذعنوا وأراد أن يتوجه معهم إلى بلادهم وقالوا له إنا تركنا وراءنا قوما لا قوم بينهم من العداوة والبغضاء والشر ما بينهم فعسى الله أن يجمعهم بك وسندعوهم إليك فإن أجابوا فلا رجل أعز منك ثم انصرفوا مسلمين فدعوا قومهم إلى الإسلام فلم يبق دار من دور الأوس والخزرج إلا وفيها ذكر رسول الله حتى إذا كان العام المقبل وافي الموسم اثنا عشر رجلا فيهم عبادة بن الصامت وغيره من الخزرج وعويم بن ساعدة وغيره من الأوس وفيهم من الستة الأول أسعد بن زرارة
[العجاب في بيان الأسباب: 2/730]
وغيره فاجتمعوا بالنبي بالعقبة فبايعوه وهذه هي العقبة الأولى ثم رجعوا ففشا الإسلام في المدينة
ثم وافى الموسم أهل العقبة الثانية ليدعوا من استطاعوا من عشائرهم إلى الإسلام فدعوهم وهم اثنان وسبعون رجلا فبايعوه وأرسل معهم مصعب بن عمير يفقههم فنزل على أسعد بن زرارة ثم دخل في الإسلام أكابر الأوس ثم الخزرج وأذن الله لنبيه في الهجرة فهاجر المسلمون أولا فأولا إلى أن هاجر النبي في شهر ربيع الأول فجمع الله على دينه الأوس والخزرج وأزال الشر الذي بينهم وارتفعت الحرب والشر والبغضاء عنهم وصاروا إخوانا متآلفين بعد الفرقة فوقعت الإشارة في الآية إلى ذلك
وأخرج عبد بن حميد من طريق شيبان عن قتادة في هذه الآية إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا الآية قال كان هذا شأن العرب أبين الناس ضلالة وأشقاه عيشا وأعراه جلدا وأجوعه بطنا فزال ذلك عنهم كله بالإسلام). [العجاب في بيان الأسباب: 2/731]



روابط ذات صلة:
- أقوال المفسرين


محمد أبو زيد 26 رجب 1434هـ/4-06-2013م 12:28 PM

ما ورد في نزول قوله تعالى: (وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (105) )
قال أحمدُ بنُ عَلِيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله تعالى {ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد} [الآية: 105]
[العجاب في بيان الأسباب: 2/731]
قال الثعلبي قال أكثر المفسرين هم اليهود والنصارى وقال بعضهم هم المبتدعة من هذه الأمة
قلت أخرج الطبري الأول عن الربيع بن أنس والحسن والبصري وغيرهما وأخرج الثاني عن السدي بمعناه
ومن طريق أبي غالب عن أبي أمامة قال هم الخوارج). [العجاب في بيان الأسباب: 2/732]


روابط ذات صلة:
- أقوال المفسرين


محمد أبو زيد 26 رجب 1434هـ/4-06-2013م 12:28 PM

ما ورد في نزول قوله تعالى: (يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ (106) )
قال أحمدُ بنُ عَلِيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله تعالى {فأما الذين اسودت وجوههم أكفرتم بعد إيمانكم} [106]
قال يونس بن أبي مسلم سألت عكرمة عنها فقال لو فسرتها لم أخرج من تفسيرها ثلاثة أيام ولكن سأجمل لك هؤلاء قوم أهل من الكتاب كانوا مصدقين بأنبيائهم وبمحمد قبل أن يبعث فلما بعث كفروا به ذكروا الثعلبي
وأخرجه الفريابي عن قيس بن الربيع عن يونس عن أبي سلمة قال قدم علينا عكرمة فأمرني رجل أن أسأله عن هذه الآية فقال لو فسرتها لم أتفرغ من تفسيرها ثلاثة أيام ولكني سأجمل لك هؤلاء قوم من أهل الكتاب كانوا مصدقين بأنبيائهم مصدقين لهم وبمحمد فلما بعث كفروا به فذلك قوله تعالى أكفرتم بعد إيمانكم
[العجاب في بيان الأسباب: 2/732]
قال أبو سلمة فأخبرت الذي أرسلني بذلك فقال صدق). [العجاب في بيان الأسباب: 2/733]


روابط ذات صلة:
- أقوال المفسرين




الساعة الآن 12:51 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة