لما
|
"لما"
قال مقاتل بن سليمان البلخي (ت: 150هـ): ("لما" على ستة أوجه: الوجه الأول: "لما"، يعني: "ما"، و"اللام" هاهنا صلة. فذلك قوله في البقرة: {وإن من الحجارة لما يتفجر منه الأنهار}، يعني: "ما" يتفجر منه الأنهار، و"اللام" هاهنا صلة. وقال: {وإن منها لما يشقق}، يعني: "ما" يشقق {فيخرج منه الماء وإن منها لما يهبط من خشية الله} يعني: "ما" يهبط من خشية الله. وقال في نون: {إن لكم لم تحكمون} [القلم: 39]. يعني: "ما" تحكمون. الوجه الثاني: "لما"، يعني: "لم"، و"الألف" هاهنا صلة. فذلك قوله في آل عمران: {أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يعلم الله الذين جهدوا منكم}. {يعني: ولم ير الله}، و"الألف" صلة. وقال في براءة: {أم حسبتم أن تتركوا ولما يعلم الله}، يعني: و"لم". وقال في الجمعة: {وآخرين منهم لما يلحقوا بهم}، يعني: "لم" يلحقوا بهم ونحوه كثير. الوجه الثالث: "لما" يعني "حين". فذلك قوله في يونس: {لما آمنوا كشفنا عنهم عذاب الخزي}. {يعني: حين آمنوا}. وقال في هود: {لما جاء أمر ربك} يعني: "حين" جاء أمر ربك. الوجه الرابع: "لما"، يعني: "إلا"، و"الميم" هاهنا صلة. فذلك قوله في يس: {وإن كل لما جميع لدينا محضرون}. يقول: "إلا" جميع لدينا. وقال في الزخرف: {وإن كل ذلك لما متع الحياة الدنيا}. يعني: "إلا" متاع الحياة الدنيا، و"الميم" هاهنا صلة. ونحوه كثير. الوجه الخامس: "لما"، يعني: شديدا. فذلك قوله في: والفجر: {وتأكلون التراث أكلا لما}. {يعني: شديدا}. الوجه السادس: "لما"، يعني: "الذي". فذلك قوله في البقرة: {مصدقا لما بين يديه}. يعني: "للذي" بين يديه. وقال في المائدة: {مصدقا لما بين يديه}. يعني: "للذي" يديه. وقال في هود: {إن ربك فعال لما يريد}. يعني: "للذي" يريد. وقال في البروج: {فعال لما يريد} يعني: "للذي" يريد. و"لما": إذا كانت "لامها" مكسورة، غير الذي في السجدة: (لما صبروا)، يعني: "بما" صبروا. وإن قرؤوها {لما صبروا}، يعني: "حين" صبروا). [الوجوه والنظائر: 44 - 45] |
قال هارون بن موسى الأزدي النحوي (ت: 170هـ): ("لما"
تفسير "لما" على ستة وجوه: فوجه منها: "لما" يعني "ما"، و"اللام" هنا صلة، فذلك قوله عز وجل في البقرة: {وإن من الحجارة لما يتفجر منه الأنهار} [74] يعني "ما"، وكل ما في الآية من {لما} فهي بمعنى "ما". وقال في نون {إن لكم لما تحكمون} [39] يعني "ما" تحكمون. الوجه الثاني: "لما" يعني "لم"، و"الألف" هنا صلة، فذلك قوله عز وجل في آل عمران: {أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم} [142] يعني و"لم" ير الله. وقوله في الجمعة: {وآخرين منهم لما يلحقوا بهم} [3] يعني "لم" يلحقوا بهم. الوجه الثالث: "لما" يعني "إلا"، و"الميم" هنا صلة، فذلك قوله عز وجل في يس: {وإن كل لما جميع لدينا محضرون} [32] يعني "إلا" جميع لدينا محضرون، و"الميم" هنا صلة. وقوله في الزخرف: {وإن كل ذلك لما متاع الحياة الدنيا} [35] يقول: "إلا" متاع الحياة الدنيا، و"الميم" هنا صلة. وقوله في والسماء والطارق: {إن كل نفس لما عليها حافظ} [4] يعني "إلا" عليها حافظ و"الميم" هنا صلة. الوجه الرابع: "لما" يعني "حين"، فذلك قوله عز وجل في يونس: {لما آمنوا كشفنا عنهم عذاب الخزي} [98] يعني "حين" آمنوا كشفنا عنهم. وقوله في هود: {لما جاء أمر ربك} [101]. الوجه الخامس: "لما" يعني شديدا، فذلك قوله في الفجر: {أكلا لما} [19] يعني شديدا. الوجه السادس: "لما" يعني "الذي"، فذلك قوله عز وجل في البقرة: {مصدقا لما بين يديه} [97] يعني "الذي" بين يديه. وقوله في المائدة: {مصدقا لما بين يديه} [46]. وفي السماء ذات البروج: {فال لما يريد} [16] يعني "للذي" يريد. ومثله في هود. وكذلك كل شيء إذا وجدت "اللام" مكسورة، غير التي في الم تنزيل: {لما صبروا وكانوا بآياتنا} [24]، يعني "بما" صبروا، فإن قرأوها كذلك فهي {لما صبروا} يقول: "حين" صبروا). [الوجوه والنظائر: 58 - 59] |
تفسير "لما" قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت:200هـ): ( تفسير "لما" على ستة وجوه: الوجه الأول: "لما" يعني "ما" "لما" يعني "ما"، و"اللاّم" هاهنا صلة، وذلك قوله في سورة البقرة: {وإنّ من الحجارة لما يتفجّر منه الأنهار} يعني "ما" يتفجّر منه الأنهار، و"اللاّم" هاهنا صلة، مثل قوله: {وإنّ منها لما يشّقّق} يعني "ما" يتشقّق {فيخرج منه الماء وإنّ منها لما يهبط من خشية الله} يعني "ما" يهبط. وقال في ن والقلم: {إنّ لكم لما تحكمون} يعني "ما" تحكمون. {إنّ لكم فيه لما} يعني "ما"، {تخيّرون}، و"اللاّم" صلة. الوجه الثاني: "لما" يعني "لم" "لمّا" يعني "لم"، و"الألف" هاهنا صلة. وذلك قوله في آل عمران: {أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولمّا يعلم الله} يعني و"لم" ير الله {الذين جاهدوا منكم}، و"الألف" صلة. ومثلها في البقرة: {ولمّا يأتكم مّثل الذين}. وكقوله في براءة: {أم حسبتم أن تتركوا ولمّا يعلم الله الذين جاهدوا منكم} يعني و"لم" ير الله. وكقوله في سورة الجمعة: {وآخرين منهم لمّا يلحقوا بهم} يعني "لم" يلحقوا بهم. ونحوه كثير. الوجه الثالث: "لمّا" يعني "إلاّ" وذلك قوله في يس: {وإن كلٌّ لّمّا جميعٌ لّدينا محضرون} يعني "إلاّ" جميع لدينا محضرون. ومن خفّف "لما" جعل "اللاّم" تأكيدا للفعل. وفي الزّخرف مثلها: {وإن كلّ ذلك لمّا متاع الحياة الدنيا} يعني "إلاّ" متاع. وكقوله في والسّماء والطّارق: {إن كلّ نفسٍ لّمّا عليها حافظٌ} يعني "إلاّ" عليها حافظ. ومن خفّف جعل "اللاّم" توكيدا للفعل. الوجه الرابع: "لمّا" يعني "حين" وذلك قوله في سورة يونس: {لمّا أمنوا كشفنا عنهم} يعني "حين" آمنوا. وقوله في سورة هود: {لّمّا جاء أمر ربّك} يعني "حين" جاء أمر ربّك. الوجه الخامس: "لمّا" يعني شديدا وذلك قوله في الفجر: {وتأكلون التراث أكلًا لّمًّا} يعني شديدا. وليس غيرها. الوجه السادس: "لما" يعني "الذي" "لما" مخفّفة يعني "الّذي"، وذلك قوله في سورة البقرة: {مصدّقًا لّما بين يديه} يعني "للّذي" بين يديه. وكذلك في سورة المائدة: {مصدّقًا لّما بين يديه} يعني "للّذي" بين يديه. وكقوله في والسماء ذات البروج، قال: {فعّالٌ لّما يريد} يعني "للّذي" يريد. وكقوله في سورة هود {إنّ ربّك فعّالٌ لّما يريد} يعني "للّذي" يريد. وكل شيء "لما"، إذا كانت "اللاّم" مكسورة، مثل ذلك. غير أن في تنزيل السّجدة: {لمّا صبروا} فإنّها "بما" صبروا. ومن قرأها "لمّا" صبروا فإنّه يعني "حين" صبروا).[التصاريف: 205 - 208] |
باب "لما" خفيفة قال إسماعيل بن أحمد الحيري الضرير (ت: 431هـ): (
باب"لما"خفيفة على وجهين: أحدهما: بمعنى "ما"، كقوله: {لما يتفجر منه الأنهار} (البقرة 74)، {لما يشقق} (البقرة 74)، {لما يهبط من خشية اللّه} (البقرة 74). والثاني: بمعنى "مهما"، كقوله: {وإذ أخذ اللّه ميثاق النبي لما آتيتكم} (آل عمران 81) ). [وجوه القرآن: 479] |
(تفسير "لما"
قال أبو عبد الله الحسين بن محمد الدامغاني (ت: 478هـ) : ( تفسير "لما" على ستة أوجه: "ما" – "لم" – "إلا" – "حين" – شديد – "الذي" فوجه منها: "لما" يعني: "ما", و"اللام" صلة, قوله تعالى في سورة البقرة {وإن من الحجارة لما يتفجر منه الأنهار} يعني: "ما" يتفجر منه الأنهار, و"اللام" صلة. نظيرها: {وإن منها لما يشقق} يعني: "ما" يشقق, و"اللام" صلة {فيخرج منه الماء وإن منها لما يهبط من خشية الله} يعني: "ما" يهبط، وكقوله تعالى في سورة القلم {إن لكم لما تحكمون} يعني: إن لكم "ما" تحكمون. والوجه الثاني: "لما" يعني: "لم"، و"الألف"، قوله تعالى في سورة براءة {أم حسبتم أن تتركوا ولما يعلم الله} يعني: و"لم" ير الله {الذين جاهدوا منكم}، وكقوله تعالى في سورة البقرة {ولما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم}، وكقوله تعالى في سورة الجمعة {وآخرين منهم لما يلحقوا بهم} يعني: "لم" يلحقوا بهم. والوجه الثالث: "لما" يعني: "إلا"، و"الميم" صلة، قوله تعالى في سورة يس {وإن كل لما جميع لدبنا} يعني: "إلا" جميع, و"الميم" صلة، وكقوله تعالى في سورة الزخرف {وإن كل ذلك لما متاع الحياة الدنيا} وكقوله تعالى في سورة الطارق {إن كل نفس لما عليها حافظ} يعني: "إلا" عليها حافظ, و"الميم" صلة. والوجه الرابع: "لما": "حين"، قوله تعالى في سورة يونس {لما آمنوا كشفنا عنهم} يعني: "حين" امنوا, وكقوله تعالى في سورة هود أيضا {لما جاء أمر ربك} يعني: "حين" جاء أمر ربك, وقوله تعالى {ولما جاء أمرنا} يعني: "حين" جاء أمرنا. والوجه الخامس: "لما" يعني: شديدا، قوله تعالى في سورة الفجر {وتأكلون التراث أكلا لما} يعني: شديد. والوجه السادس: "لما" يعني: "الذي", قوله تعالى في سورة البقرة {مصدقا لما بين يديه} وقوله تعالى في سورة البروج {فعال لما يريد} يعني: "الذي" يريده، كذلك كل {لما يريد} إذا كان "لامها" مكسورة، غير التي في سورة التنزيل {لما صبروا} يعني: "بما" صبروا, وإنها تقرأ {لما صبروا} يعني: "حين" صبروا).[الوجوه والنظائر: 407 - 408] |
الساعة الآن 02:07 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة