جمهرة العلوم

جمهرة العلوم (http://jamharah.net/index.php)
-   تفسير جزء الذاريات (http://jamharah.net/forumdisplay.php?f=812)
-   -   تفسير سورة القمر [ من الآية (23) إلى الآية (32) ] (http://jamharah.net/showthread.php?t=21474)

ساجدة فاروق 1 جمادى الآخرة 1434هـ/11-04-2013م 04:47 PM

تفسير سورة القمر [ من الآية (23) إلى الآية (32) ]
 
{كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِالنُّذُرِ (23) فَقَالُوا أَبَشَرًا مِّنَّا وَاحِدًا نَّتَّبِعُهُ إِنَّا إِذًا لَّفِي ضَلالٍ وَسُعُرٍ (24) أَؤُلْقِيَ الذِّكْرُ عَلَيْهِ مِن بَيْنِنَا بَلْ هُوَ كَذَّابٌ أَشِرٌ (25) سَيَعْلَمُونَ غَدًا مَّنِ الْكَذَّابُ الأَشِرُ (26) إِنَّا مُرْسِلُوا النَّاقَةِ فِتْنَةً لَّهُمْ فَارْتَقِبْهُمْ وَاصْطَبِرْ (27) وَنَبِّئْهُمْ أَنَّ الْمَاء قِسْمَةٌ بَيْنَهُمْ كُلُّ شِرْبٍ مُّحْتَضَرٌ (28) فَنَادَوْا صَاحِبَهُمْ فَتَعَاطَى فَعَقَرَ (29) فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ (30) إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ صَيْحَةً وَاحِدَةً فَكَانُوا كَهَشِيمِ الْمُحْتَظِرِ (31) وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ (32)}


روابط مهمة:
- القراءات
- توجيه القراءات
- الوقف والابتداء

ساجدة فاروق 5 رجب 1434هـ/14-05-2013م 05:16 PM

جمهرة تفاسير السلف

تفسير قوله تعالى: (كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِالنُّذُرِ (23) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {كذّبت ثمود بالنّذر} يقول تعالى ذكره: كذّبت ثمود قوم صالحٍ بنذر اللّه الّتي أتتهم من عنده، فقالوا تكذيبًا منهم لصالحٍ رسول ربّهم: أبشرًا منّا نتّبعه نحن الجماعة الكبيرة، وهو واحدٌ؟). [جامع البيان: 22/139]

تفسير قوله تعالى: (فَقَالُوا أَبَشَرًا مِنَّا وَاحِدًا نَتَّبِعُهُ إِنَّا إِذًا لَفِي ضَلَالٍ وَسُعُرٍ (24) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (فقالوا تكذيبًا منهم لصالحٍ رسول ربّهم: أبشرًا منّا نتّبعه نحن الجماعة الكبيرة، وهو واحدٌ؟.
وقوله: {إنّا إذا لفي ضلالٍ وسعرٍ} يقول: قالوا: إنّا إذًا باتّباعنا صالحًا إن اتّبعناه وهو بشرٌ منّا واحدٌ لفي ضلالٍ: يعنون: لفي ذهابٍ عن الصّواب وأخذٍ على غير استقامةٍ وسعرٍ: يعنون بالسّعر: جمع سعيرٍ.
وكان قتادة يقول: عنى بالسّعر: العناء.
- حدّثنا بشرٌ قال: حدّثنا يزيد قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {إنّا إذا لفي ضلالٍ وسعرٍ} في عناءٍ وعذابٍ.
- حدّثنا ابن عبد الأعلى قال: حدّثنا ابن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة، في قوله: {إنّا إذا لفي ضلالٍ وسعرٍ} قال: ضلالٍ وعناءٍ). [جامع البيان: 22/139-140]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (ثنا إبراهيم قال ثنا آدم قال ثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد إنا إذا لفي ضلال وسعر قال السعر الضلال أيضا). [تفسير مجاهد: 2/637]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآيات 23 - 43
أخرج ابن المنذر عن ابن عباس في قوله {إنا إذا لفي ضلال وسعر} قال: شقاء). [الدر المنثور: 14/82]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد، وابن جرير عن قتادة {إنا إذا لفي ضلال وسعر} قال: في ضلال وعناء). [الدر المنثور: 14/82]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الفريابي، وعبد بن حميد، وابن جرير عن مجاهد في قوله {وسعر} قال: ضلال). [الدر المنثور: 14/83]

تفسير قوله تعالى: (أَؤُلْقِيَ الذِّكْرُ عَلَيْهِ مِنْ بَيْنِنَا بَلْ هُوَ كَذَّابٌ أَشِرٌ (25) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {أألقي الذّكر عليه من بيننا بل هو كذّابٌ أشرٌ (25) سيعلمون غدًا من الكذّاب الأشر}.
قال أبو جعفرٍ رحمه الله: يقول تعالى ذكره مخبرًا عن قيل مكذّبي رسوله صالحٍ صلّى اللّه عليه وسلّم من قومه ثمود: أألقي عليه الذّكر من بيننا، يعنون بذلك: أنزل الوحي وخصّ بالنّبوّة من بيننا وهو واحدٌ منّا، إنكارًا منهم أن يكون اللّه يرسل رسولاً من بني آدم.
وقوله: {بل هو كذّابٌ أشرٌ} يقول: قالوا: ما ذلك كذلك، بل هو كذّابٌ أشرٌ، يعنون بالأشر: المرح ذا التّجبّر والكبرياء، فالمرح من النّشاط.
- وقد: حدّثني الحسن بن محمّد بن سعيدٍ القرشيّ قال: قلت لعبد الرّحمن بن أبي حمّادٍ: ما الكذّاب الأشر؟ قال: الّذي لا يبالي ما قال.
وبكسر الشّين من الأشر وتخفيف الرّاء قرأت قرّاء الأمصار وذكر عن مجاهدٍ أنّه كان يقرأه: كذّابٌ أشرٌ بضمّ الشّين وتخفيف الرّاء، وذلك في الكلام نظير الحذر والحذر والعجل والعجل.
والصّواب من القراءة في ذلك عندنا، ما عليه قرّاء الأمصار لإجماع الحجّة من القرّاء عليه). [جامع البيان: 22/140]

تفسير قوله تعالى: (سَيَعْلَمُونَ غَدًا مَنِ الْكَذَّابُ الْأَشِرُ (26) )
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : (يقال: الأشر المرح والتّجبّر "). [صحيح البخاري: 6/142]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله ويقال الأشر المرح والتّجبّر قال أبو عبيدة في قوله سيعلمون غدا من الكذّاب الأشر قال الأشر المرح والتّجبّر وربّما كان من النّشاط وهذا على قراءة الجمهور وقرأ أبو جعفرٍ بفتح المعجمة وتشديد الرّاء أفعل تفضيلٍ من الشّرّ وفي الشّواذّ قراءةٌ أخرى والمراد بقوله غدًا يوم القيامة). [فتح الباري: 8/616]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (الأشر: المرح والتّجبّر
أشار به إلى قوله تعالى: {بل هو كذّاب أشر وسيعلمون غدا من الكذّاب الأشر} (القمر: 25، 26) وفسره بقوله: (المرح والتجبر) . وهكذا فسره أبو عبيدة وغيره). [عمدة القاري: 19/206]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( (يقال: {الأشر}) بفتح الهمزة والشين المعجمة والراء المخففة (المرح) بفتح الميم والراء (والتجبّر) بالجيم والموحدة المشددة المضمومة قاله أبو عبيدة في تفسير قوله تعالى: {سيعلمون غدًا من الكذاب الأشر} [القمر: 26] ). [إرشاد الساري: 7/364]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {سيعلمون غدًا من الكذّاب الأشر} يقول تعالى ذكره: قال اللّه لهم: ستعلمون غدًا في القيامة من الكذّاب الأشر منكم معشر ثمود، ومن رسولنا صالحٌ حين تردون على ربّكم، وهذا التّأويل تأويل من قرأه (ستعلمون) بالتّاء، وهي قراءة عامّة أهل الكوفة سوى عاصمٍ والكسائيّ وأمّا تأويل ذلك على قراءة من قرأه بالياء، وهي قراءة عامّة قرّاء أهل المدينة والبصرة وعاصمٍ والكسائيّ، فإنّه قال اللّه: {سيعلمون غدًا من الكذّاب الأشر} وترك من الكلام ذكر قال اللّه، استغناءً بدلالة الكلام عليه.
والصّواب من القول في ذلك عندنا أنّهما قراءتان معروفتان، قد قرأ بكلّ واحدةٍ منهما علماء من القرّاء، فبأيّتهما قرأ القارئ فمصيبٌ، لتقارب معنييهما، وصحّتهما في الإعراب والتّأويل). [جامع البيان: 22/141]

تفسير قوله تعالى: (إِنَّا مُرْسِلُو النَّاقَةِ فِتْنَةً لَهُمْ فَارْتَقِبْهُمْ وَاصْطَبِرْ (27) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {إنّا مرسلو النّاقة فتنةً لهم فارتقبهم واصطبر (27) ونبّئهم أنّ الماء قسمةٌ بينهم كلّ شربٍ محتضرٌ}.
قال أبو جعفرٍ رحمه الله: يقول تعالى ذكره: إنّا باعثوا النّاقة الّتي سألتها ثمود صالحًا من الهضبة الّتي سألوه بعثتها منها آيةً لهم، وحجّةً لصالحٍ على حقيقة نبوّته وصدق قوله.
وقوله: {فتنةً لهم} يقول: ابتلاءً لهم واختبارًا، هل يؤمنون باللّه ويتّبعون صالحًا ويصدّقونه بما دعاهم إليه من توحيد اللّه إذا أرسل النّاقة، أم يكذّبونه ويكفرون باللّه؟.
وقوله: {فارتقبهم} يقول تعالى ذكره لصالحٍ: إنّا مرسلو النّاقة فتنةً لهم، فانتظرهم، وتبصّر ما هم صانعوه بها، {واصطبر} يقول له: فاصبر على ارتقابهم، فاصبر على ارتقابهم،ولا تعجل، وانتظر ما يصنعون بناقة الله عزّ وجلّ.
وقيل: {واصطبر} وأصل الطّاء تاءٌ، فجعلت طاءً، وإنّما هو افتعل من الصّبر). [جامع البيان: 22/141-142]

تفسير قوله تعالى: (وَنَبِّئْهُمْ أَنَّ الْمَاءَ قِسْمَةٌ بَيْنَهُمْ كُلُّ شِرْبٍ مُحْتَضَرٌ (28) )

قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : (قال مجاهدٌ: ... {محتضرٌ} [القمر: 28] : «يحضرون الماء»). [صحيح البخاري: 6/142]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله محتضرٌ يحضرون الماء وصله الفريابيّ من طريق مجاهدٍ بلفظ يحضرون الماء إذا غابت النّاقة). [فتح الباري: 8/616]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (محتضرٌ: يحضرون الماء
أشار به إلى قوله تعالى: {ونبئهم أن الماء قسمة بينهم كل شرب محتضر} (القمر: 28) يعني: قوم صالح، عليه الصّلاة والسّلام، يحضرون الماء إذا غابت النّاقة فإذا جاءت حضروا اللّبن، هكذا روي عن مجاهد. قوله: (شرب) أي: نصيب من الماء، وفي التّفسير: محتضر يحضره من كانت نوبته فإذا كانت نوبة النّاقة حضرت شربها، وإذا كان يومهم حضروا شربهم). [عمدة القاري: 19/205]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( ({محتضر}) يعني قوم صالح (يحضرون الماء) يوم غب الإبل فيشربون ويحضرون اللبن يوم وردها فيحتلبون). [إرشاد الساري: 7/363]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {ونبّئهم أنّ الماء قسمةً بينهم} يقول تعالى ذكره: نبّئهم: أخبرهم أنّ الماء قسمةً بينهم، يوم غبّ النّاقة، وذلك أنّها كانت ترد الماء يومًا، وتغبّ يومًا، فقال جلّ ثناؤه لصالحٍ: أخبر قومك من ثمود أنّ الماء يوم غبّ النّاقة قسمةً بينهم، فكانوا يقتسمون ذلك يوم غبّها، فيشربون منه ذلك اليوم، ويتزوّدون فيه منه ليوم ورودها.
وقد وجّه تأويل ذلك قومٌ إلى أنّ الماء قسمةً بينهم وبين النّاقة يومًا لهم ويومًا لها، وأنّه إنّما قيل بينهم، والمعنى: ما ذكرت عندهم، لأنّ العرب إذا أرادت الخبر عن فعل جماعة بني آدم مختلطًا بهم البهائم، جعلوا الفعل خارجًا مخرج فعل جماعة بني آدم، لتغليبهم فعل بني آدم على فعل البهائم.
وقوله: {كلّ شربٍ محتضرٌ} يقول تعالى ذكره: كلّ شربٍ من ماء يوم غبّ النّاقة، ومن لبن يوم ورودها محتضرٌ يحتضرونه.
- كما: حدّثني محمّد بن عمرٍو قال: حدّثنا أبو عاصمٍ قال: حدّثنا عيسى، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، في قوله: {كلّ شرب محتضرٌ} قال: يحضرونهم الماء إذا غابت، وإذا جاءت حضروا اللّبن.
- حدّثني الحارث قال: حدّثنا الحسين قال: حدّثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، في قوله: {كلّ شربٍ محتضرٌ} قال: يحضرون هم الماء إذا غبّت، وإذا جاءت حضروا اللّبن). [جامع البيان: 22/142-143]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (ثنا إبراهيم قال ثنا آدم قال ثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد كل شرب محتضر يقول يحضرون هم الماء إذا غبت الناقة فإذا جاءت فشربت الماء حضروا هم اللبن). [تفسير مجاهد: 2/637]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الفريابي، وعبد بن حميد، وابن جرير عن مجاهد في قوله {وسعر} قال: ضلال وفي قوله {كل شرب محتضر} قال: يحضرون الماء إذا غابت الناقة وإذا جاءت حضروا اللبن). [الدر المنثور: 14/83] (م)

تفسير قوله تعالى: (فَنَادَوْا صَاحِبَهُمْ فَتَعَاطَى فَعَقَرَ (29) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن هشام بن عروة عن أبيه في قوله تعالى فنادوا صاحبهم فتعاطى فعقر أن النبي قال إن عاقر الناقة كان في قومه عزيزا منيعا كأبي زمعة). [تفسير عبد الرزاق: 2/258]
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : (وقال ابن جبيرٍ: ... وقال غيره: {فتعاطى} [القمر: 29] : «فعاطها بيده فعقرها»). [صحيح البخاري: 6/142]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله وقال غيره فتعاطى فعاطى بيده فعقرها في رواية غير أبي ذر فعاطها قال بن التّين لا أعلم لقوله فعاطها وجهًا إلّا أن يكون من المقلوب لأنّ العطو التّناول فكأنّه قال تناولها بيده قلت ويؤيّده ما روى بن المنذر من طريق مجاهد عن بن عبّاس فتعاطى فعقر تناول فعقر). [فتح الباري: 8/616]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (وقال غيره: فتعاطى فعاطها بيده
أي: قال غير سعيد بن جبير في قوله تعالى: {فنادوا صاحبهم فتعاطى فعقر} (القمر: 29) وفسّر: (فتعاطى) بقوله: (فعاطها بيده) أي: تناولها بيده فعقرها أي: ناقة صالح عليه الصّلاة والسّلام، هذا المذكور هو في رواية أبي ذر، وفي رواية غيره فتعاطى فعاطى بيده فعقرها، وقال ابن التّين: لا أعلم لقوله: عاطها هنا وجها إلّا أن يكون من المقلوب الّذي قلبت عينه على لامه. لأن العطو التّناول فيكون المعنى: فتناولها بيده، وأما عوط فلا أعلمه في كلام العرب، وأما عيط فليس معناه موافقا لهذا. وقال ابن فارس: التعاطي الجراءة، والمعنى: تجرى فعقر). [عمدة القاري: 19/205]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( (وقال غيره) غير ابن جبير ({فتعاطى}) أي (فعاطها) بألف بعد العين فطاء فهاء فألف (بيده فعقرها) قال السفاقسي: لا أعلم لقوله فعاطها وجهًا إلا أن يكون من المقلوب الذي قدّمت عينه على لامه لأن العطو التناول فيكون المعنى فتناولها بيده وأما عوط فلا أعلمه في كلام العرب، وتعقبه في المصابيح فقال في ادعائه أنه لا يعلم مادة عوط في كلام العرب نظر، وذلك لأن الجوهري ذكر المادة وقال فيها يقال: عاطت الناقة تعوط يعني إذا حمل عليها أول سنة فلم تحمل ثم حمل عليها السنة الثانية فلم تحمل أيضًا فهذه المادة موجودة في كلام العرب، والظن بالسفاقسي علم ذلك فإنه كثير النظر في الصحاح ويعتمد عليه في النقل.
فإن قلت: لكن هذا المعنى غير مناسب لما نحن فيه؟ قلت: هو لم ينكر المناسبة وإنما أنكر وجود المادة فيما يعلمه والظاهر أنه سهو منه. اهـ.
وسقطت لفظ فعاطها لأبي ذر، والمعنى فنادوا صاحبهم المستغيث وهو قدار بن سالف وكان أشجعهم فتعاطى آلة العقر أو الناقة). [إرشاد الساري: 7/363-364]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {فنادوا صاحبهم فتعاطى فعقر (29) فكيف كان عذابي ونذر (30) إنّا أرسلنا عليهم صيحةً واحدةً فكانوا كهشيم المحتظر}.
قال أبو جعفرٍ رحمه الله: يقول تعالى ذكره: فنادت ثمود صاحبهم عاقر النّاقة قدار بن سالفٍ ليعقر النّاقة حضًّا منهم له على ذلك.
وقوله: {فتعاطى فعقر} يقول: فتناول النّاقة بيده فعقرها). [جامع البيان: 22/143]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الفريابي، وعبد بن حميد، وابن جرير عن مجاهد في قوله {وسعر} قال: ضلال وفي قوله {كل شرب محتضر} قال: يحضرون الماء إذا غابت الناقة وإذا جاءت حضروا اللبن وفي قوله {فتعاطى} قال: تناول). [الدر المنثور: 14/83] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد عن قتادة في قوله {فتعاطى فعقر} قال: تناول أحيمر ثمود الناقة فعقرها). [الدر المنثور: 14/83] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله {فتعاطى} قال: تناول). [الدر المنثور: 14/83]

تفسير قوله تعالى: (فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ (30) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {فكيف كان عذابي ونذر} يقول جلّ ثناؤه لقريشٍ: فكيف كان عذابي إيّاهم معشر قريشٍ حين عذّبتهم، ألم أهلكهم بالرّجفة. ونذر: يقول: فكيف كان إنذاري من أنذرت من الأمم بعدهم بما فعلت بهم وأحللت بهم من العقوبة.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن سعدٍ قال: ثني أبي قال: ثني عمّي قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {فتعاطى فعقر} قال: تناولها بيده {فكيف كان عذابي ونذر} قال: يقال: إنّه ولد زنيةٍ فهو من التّسعة الّذين كانوا يفسدون في الأرض، ولا يصلحون، وهم الّذين قالوا لصالحٍ {لنبيّتنّه وأهله} فنقتلهم). [جامع البيان: 22/143-144]

تفسير قوله تعالى: (إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ صَيْحَةً وَاحِدَةً فَكَانُوا كَهَشِيمِ الْمُحْتَظِرِ (31) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن الحسن في قوله تعالى كهشيم المحتظر قال كرمام محترق). [تفسير عبد الرزاق: 2/258-259]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله تعالى كهشيم المحتظر قال كرمام محترق). [تفسير عبد الرزاق: 2/259]
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : ({المحتظر} [القمر: 31] : «كحظارٍ من الشّجر محترقٍ»). [صحيح البخاري: 6/142]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله المحتظر كحظارٍ من الشّجر محترق وصله بن المنذر من طريق بن جريج عن عطاء عن بن عبّاسٍ مثله ومن طريق سعيد بن جبيرٍ قال التّراب يسقط من الحائط وقال عبد الرّزّاق عن معمرٍ عن قتادة في قوله كهشيم المحتظر قال كرمادٍ محترقٍ وروى الطّبريّ من طريق زيد بن أسلم قال كانت العرب تجعل حظارًا على الإبل والمواشي من يبس الشّوك فهو المراد من قوله كهشيم المحتظر وروى الطّبريّ من طريق سعيد بن جبيرٍ قال هو التّراب المتناثر من الحائط تنبيهٌ حظارٌ بكسر المهملة وبفتحها والظّاء المشالة خفيفةٌ). [فتح الباري: 8/616]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (المحتظر كحظارٍ من الشّجر محترقٍ
أشار به إلى قوله تعالى: {فكانوا كهشيم المحتظر} (القمر: 31) وفسّر: (المحتظر) بقوله: (كحظار) بكسر الحاء المهملة وفتحها وبالظاء المعجمة أي: منكسر من الشّجر محترق، وكذا روى ابن المنذر ومن طريق ابن جريج عن عطاء عن ابن عبّاس وقد أخبر الله عز وجل عنهم بقوله: {إنّا أرسلنا عليهم صيحة واحدة فكانوا كهشيم المحتظر} (القمر: 31) العذاب الّذي أرسل على قوم صالح، عليه الصّلاة والسّلام، لأجل عقر النّاقة وقال الثّعلبيّ المحتظر الحظيرة، وعن ابن عبّاس، هو الرجل يجعل لغنمه حظيرة من الشّجر والشوك دون السباع فما سقط من ذلك أو داسته الغنم فهو الهشيم، وقال قتادة: يعني: كالعظام النخرة المحترقة وهي رواية عن ابن عبّاس أيضا. وعنه أيضا: كحشيش تأكله الغنم). [عمدة القاري: 19/205-206]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( ({المحتظر}) في قوله تعالى: {فكانوا كهشيم المحتظر} [القمر: 31] قال ابن عباس فيما رواه ابن المنذر (كحظار) بكسر الحاء المهملة وتفتح وبالظاء المشالة المعجمة المخففة منكسر (من الشجر محترق) وعن قتادة فيما رواه عبد الرزاق كرماد محترق). [إرشاد الساري: 7/364]

قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : (باب {فكانوا كهشيم المحتظر (31) ولقد يسّرنا القرآن للذّكر فهل من مدّكرٍ} [القمر: 32]). [صحيح البخاري: 6/143]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : ( (بابٌ: {فكانوا كهشيم المحتظر (31) ولقد يسّرنا القرآن للذّكر فهل من مذّكرٍ} (القمر: 31)
أي: هذا باب في قوله تعالى: {فكانوا كهشيم المحتظر} هذا في قضيّة قوم صالح، وقبله: {إنّا أرسلنا عليهم صيحة واحدة فكانوا كهشيم المحتظر} . قوله: (صيحة) أي: جبريل عليه الصّلاة والسّلام، وقد مر تفسير الهشيم المحتظر عن قريب). [عمدة القاري: 19/209]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : (باب {فكانوا كهشيم المحتظر (31) ولقد يسّرنا القرآن للذّكر فهل من مدّكرٍ}
هذا (باب) بالتنوين أي في قوله تعالى: ({فكانوا كهشيم المحتظر}) بكسر الظاء المشالة المعجمة قراءة الجمهور اسم فاعل قال ابن عباس المحتظر هو الرجل يجعل لغنمه حظيرة بالشوك والشجر فما سقط من ذلك وداسته الغنم فهو الهشيم وقرأ الحسن بفتحها فقيل هو مصدر أي كهشيم الاحتظار وقيل اسم مكان ({ولقد يسرنا القرآن للذكر}) [القمر: 31، 32] يسرنا تلاوته على الألسن وعن ابن عباس لولا أن الله يسره على لسان الآدميين ما استطاع أحد أن يتكلم بكلام الله عز وجل ({فهل من مدّكر}) سقط لأبي ذر ولقد يسرنا الخ وقال بعد قوله المحتظر الآية وسقط لغيره لفظ باب). [إرشاد الساري: 7/366]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {إنّا أرسلنا عليهم صيحةً واحدةً} يقول تعالى ذكره: إنّا بعثنا على ثمود صيحةً واحدةً، وقد بيّنّا فيما مضى أمر الصّيحة، وكيف أتتهم، وذكرنا ما روي في ذلك من الآثار، فأغنى ذلك عن إعادته في هذا الموضع.
وقوله: {فكانوا كهشيم المحتظر} يقول تعالى ذكره فكانوا بهلاكهم بالصّيحة بعد غضارتهم أحياءً، وحسنهم قبل بوارهم كيبيس الشّجر الّذي حظره محظر حظيرته بعد حسن نباته، وخضرة ورقه قبل يبسه.
وقد اختلف أهل التّأويل في المعنيّ بقوله: {كهشيم المحتظر} فقال بعضهم: عنى بذلك: العظام المحترقة، وكأنّهم وجّهوا معناه إلى أنّه مثل هؤلاء القوم بعد هلاكهم وبلائهم بالشّيء الّذي أحرقه محرقٌ في حظيرته.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني سليمان بن عبد الجبّار قال: حدّثنا محمّد بن الصّلت قال: حدّثنا أبو كدينة قال: حدّثنا قابوس، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، {كهشيم المحتظر} قال: كالعظام المحترقة.
- حدّثني محمّد بن سعدٍ قال: ثني أبي قال: ثني عمّي قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {فكانوا كهشيم المحتظر} قال: المحترق.
ولا بيان عندنا في هذا الخبر عن ابن عبّاسٍ، كيف كانت قراءته ذلك، إلاّ أنّا وجّهنا معنى قوله هذا على النّحو الّذي جاءنا من تأويله قوله: {كهشيم المحتظر} إلى أنّه كان يقرأ ذلك كنحو قراءة الأمصار، وقد يحتمل تأويله ذلك كذلك أن يكون قراءته كانت بفتح الظّاء من المحتظر، على أنّ المحتظر نعتٌ للهشيم، أضيف إلى نعته، كما قيل: {إنّ هذا لهو حقّ اليقين}. كما قيل: {ولدار الأخرة}. والمعنى: وللدار الأخرة، ولهو الحقّ اليقين.
وقد ذكر عن الحسن، وقتادة، أنّهما كانا يقرآن ذلك كذلك، ويتأوّلانه هذا التّأويل الّذي ذكرناه عن ابن عبّاسٍ.
- حدّثني عبد الوارث بن عبد الصّمد بن عبد الوارث، قال: ثني أبي، قال: ثني أبي، عن الحسين قال: كان قتادة يقرأ {كهشيم المحتظر} يقول: المحترق.
- حدّثنا بشرٌ قال: حدّثنا يزيد قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: (فكانوا كهشيم المحتظر). يقول: كهشيم محترقٍ.
وقال آخرون: بل عنى بذلك التّراب الّذي يتناثر من الحائط.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا ابن حميدٍ قال: حدّثنا مهران، عن يعقوب، عن جعفرٍ، عن سعيد بن جبيرٍ، {كهشيم المحتظر} قال: التّراب الّذي يتناثر من الحائط.
وقال آخرون: بل هو حظيرة الرّاعي للغنم.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا ابن حميدٍ قال: حدّثنا مهران، عن سفيان، عن أبي إسحاق، وأسنده قال {المحتظر} حظيرة الرّاعي للغنم.
- حدّثت عن الحسين قال: سمعت أبا معاذٍ، يقول: أخبرنا عبيدٌ قال: سمعت الضّحّاك، يقول في قوله: {كهشيم المحتظر} المحتظر: الحظيرة تتّخذ للغنم، فتيبس، فتصير هشيمًا.
- حدّثني يونس قال: أخبرنا ابن وهبٍ قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {كهشيم المحتظر} قال: هذا الشّوك الّذي تحظر به العرب حول مواشيها من السّباع والهشيم: يابس الشّجر الّذي فيه شوك ذلك الهشيم.
وقال آخرون: بل عني به هشيم الخيمة، وهو ما تكسّر من خشبها.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن عمرٍو قال: حدّثنا أبو عاصمٍ قال: حدّثنا عيسى، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، في قوله: {كهشيم المحتظر} قال: الرّجل يهشم الخيمة.
- حدّثني الحارث قال: حدّثنا ورقاء جميعًا، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، في قوله: {كهشيم المحتظر} قال: كهشيم الخيمة.
وقال آخرون: بل هو الورق الّذي يتناثر من خشب الحطب.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا ابن حميدٍ قال: حدّثنا مهران، عن سفيان، {كهشيم} قال: الهشيم: إذا ضربت الحظيرة بالعصا تهشّم ذاك الورق فيسقط.
والعرب تسمّي كلّ شيءٍ كان رطبًا فيبس هشيمًا). [جامع البيان: 22/144-148]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الفريابي، وعبد بن حميد، وابن جرير عن مجاهد في قوله {وسعر} قال: ضلال وفي قوله {كل شرب محتضر} قال: يحضرون الماء إذا غابت الناقة وإذا جاءت حضروا اللبن وفي قوله {فتعاطى} قال: تناول وفي قوله {كهشيم المحتظر} قال: الرجل هشم الحنتمة). [الدر المنثور: 14/83]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد عن قتادة في قوله {فتعاطى فعقر} قال: تناول أحيمر ثمود الناقة فعقرها وفي قوله {كهشيم المحتظر} قال: كرماد محترق). [الدر المنثور: 14/83]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن المنذر عن ابن عباس في قوله {كهشيم المحتظر} قال: كالعظام المحترقة). [الدر المنثور: 14/83-84]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن المنذر عن ابن عباس {كهشيم المحتظر} قال: كالحشيش تأكله الغنم). [الدر المنثور: 14/84]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس {كهشيم المحتظر} قال: هو الحشيش قد حظرته فأكلته يابسا فذهب). [الدر المنثور: 14/84]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير عن سعيد بن جبير {كهشيم المحتظر} قال: التراب الذي يسقط من الحائط). [الدر المنثور: 14/84]

تفسير قوله تعالى: (وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآَنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ (32) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن الحسن في قوله تعالى فهل من مدكر قال هل من خائف يتذكر). [تفسير عبد الرزاق: 2/258]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {ولقد يسّرنا القرآن للذّكر فهل من مدّكر (32) كذّبت قوم لوطٍ بالنّذر (33) إنّا أرسلنا عليهم حاصبًا إلاّ آل لوطٍ نجّيناهم بسحرٍ (34) نعمةً من عندنا كذلك نجزي من شكر}.
قال أبو جعفرٍ رحمه الله: يقول تعالى ذكره: ولقد هوّنّا القرآن بيّنّاه للذّكر: يقول: لمن أراد أن يتذكّر به فيتّعظ {فهل من مدّكر} يقول: فهل من متّعظٍ به ومعتبرٍ فيعتبر به، فيرتدع عمّا يكرهه اللّه منه). [جامع البيان: 22/148]
قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : (باب {فكانوا كهشيم المحتظر (31) ولقد يسّرنا القرآن للذّكر فهل من مدّكرٍ}
...
({ولقد يسرنا القرآن للذكر}) [القمر: 31، 32] يسرنا تلاوته على الألسن وعن ابن عباس لولا أن الله يسره على لسان الآدميين ما استطاع أحد أن يتكلم بكلام الله عز وجل ({فهل من مدّكر}) سقط لأبي ذر ولقد يسرنا الخ وقال بعد قوله المحتظر الآية وسقط لغيره لفظ باب). [إرشاد الساري: 7/366] (م)

ساجدة فاروق 5 رجب 1434هـ/14-05-2013م 05:17 PM

التفسير اللغوي

تفسير قوله تعالى: {فَقَالُوا أَبَشَرًا مِنَّا وَاحِدًا نَتَّبِعُهُ إِنَّا إِذًا لَفِي ضَلَالٍ وَسُعُرٍ (24)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {إنّا إذاً لّفي ضلالٍ وسعرٍ...}. أراد بالسّعر: العناء للعذاب). [معاني القرآن: 3/108]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): (" ضلالٍ وسعرٍ " جميع سعيرة). [مجاز القرآن: 2/241]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ): ({فقالوا أبشراً مّنّا واحداً نّتّبعه إنّا إذا لّفي ضلالٍ وسعرٍ}
وقال: {أبشراً مّنّا واحداً نّتّبعه} فنصب البشر لما وقع عليه حرف الاستفهام وقد أسقط الفعل على شيء من سببه). [معاني القرآن: 4/22]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ( {إنّا إذاً لفي ضلالٍ وسعرٍ} أي جنون. وهو من - «تسعّرت النار»: إذا التهبت. يقال: ناقة مسعورة، أي كأنها مجنونة من النشاط). [تفسير غريب القرآن: 433]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): ({فقالوا أبشرا منّا واحدا نتّبعه إنّا إذا لفي ضلال وسعر}
(بشرا) منصوب بفعل مضمر الذي ظهر يفسره، المعنى أنتبع بشرا.
وقوله عزّ وجلّ: {إنّا إذا لفي ضلال وسعر} معناه إنا إذا لفي ضلال وجنون، يقال: ناقة مسعورة إذا كان بها جنون.
ويجوز أن يكون على معنى إن اتبعناه فنحن في ضلال وفي عذاب). [معاني القرآن: 5/89]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({وَسُعُرٍ}: أي جنون). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 250]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({سُعُرٍ}: نشاط).[العمدة في غريب القرآن: 290]


تفسير قوله تعالى: {أَؤُلْقِيَ الذِّكْرُ عَلَيْهِ مِنْ بَيْنِنَا بَلْ هُوَ كَذَّابٌ أَشِرٌ (25) سَيَعْلَمُونَ غَدًا مَنِ الْكَذَّابُ الْأَشِرُ (26)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {كذّابٌ أشرٌ...} قرأ مجاهدٌ وحده: الأشر...
- وحدثني سفيان بن عيينة عن رجلٍ عن مجاهدٍ أنه قرأ (سيعلمون) بالياء كذا قال سفيان {مّن الكذّاب الأشر...} وهو بمنزلة قولك في الكلام: رجل حذر، وحذرٌ، وفطنٌ، وفطنٌ. وعجل، وعجلٌ...
- حدثني محمد بن الفضل عن عطاء بن السائب عن أبي عبد الرحمن عن علي بن أبي طالب أنه قرأ: سيعلمون غدا ـ بالياء). [معاني القرآن: 3/108]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): (" أألقى الذّكر عليه من بيننا " أجاءه الذكر كما تقول: ألقيت عليه مسئلة وألقيت عليه حسابا). [مجاز القرآن: 2/241]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): (" الأشر " ذو التجبر والكبرياء وربما كان النشاط). [مجاز القرآن: 2/241]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ({الأشر} المرح). [غريب القرآن وتفسيره: 359]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (و(الأشر): المرح المتكبر). [تفسير غريب القرآن: 433]

قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {بل هو كذّاب أشر}
(أشر) بمعنى بطر، يقال: أشر يأشر أشرا فهو أشر، مثل بطر يبطر بطرا فهو بطر). [معاني القرآن: 5/89]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({الْأَشِرُ}: المرح المتكبر). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 250]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({الأَشِرٌ}: البطر). [العمدة في غريب القرآن: 290]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّا مُرْسِلُو النَّاقَةِ فِتْنَةً لَهُمْ فَارْتَقِبْهُمْ وَاصْطَبِرْ (27)}
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ({إنّا مرسلو النّاقة}، أي مخرجوها {فتنةً لهم فارتقبهم واصطبر}). [تفسير غريب القرآن: 433]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ: {إنّا مرسلو النّاقة فتنة لهم فارتقبهم واصطبر}
(فتنة) منصوب مفعول له، المعنى إنا مرسلو النّاقة لنفتنهم، أي لنختبرهم). [معاني القرآن: 5/89]

تفسير قوله تعالى: {وَنَبِّئْهُمْ أَنَّ الْمَاءَ قِسْمَةٌ بَيْنَهُمْ كُلُّ شِرْبٍ مُحْتَضَرٌ (28)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {ونبّئهم أنّ الماء قسمةٌ بينهم...}.
للناقة يوم، ولهم يوم، فقال: بينهم وبين الناقة.
وقوله: {كلّ شربٍ مّحتضرٌ...}. يحتضره أهله ومن يستحقه). [معاني القرآن: 3/108]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ({ونبّئهم أنّ الماء قسمةٌ بينهم} وبين الناقة: لها يوم، ولهم يوم.
{كلّ شربٍ} أي كل حظ منه لأحد الفريقين {محتضرٌ}: يحتضره صاحبه ومستحقه). [تفسير غريب القرآن: 433]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ: {ونبّئهم أنّ الماء قسمة بينهم كلّ شرب محتضر}
أي الماء قسمة بين الناقة وبين ثمود لها يوم ولهم يوم، وهذا معناه كل شرب محتضر، يحضر القوم الشرب يوما، وتحضر الناقة يوما). [معاني القرآن: 5/90]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({مُّحْتَضَرٌ}: أي يحضره صاحبه ومستحقه). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 250]

تفسير قوله تعالى: {فَنَادَوْا صَاحِبَهُمْ فَتَعَاطَى فَعَقَرَ (29)}
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({فتعاطى} أي تعاطى عقر الناقة، {فعقر} أي قتل.
و«العقر» قد يكون: القتل، قال النبي صلّى اللّه عليه وسلّم - حين ذكر الشهداء -: «من عقر جواده، وهريق دمه»). [تفسير غريب القرآن: 433]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): ( {فنادوا صاحبهم فتعاطى فعقر}
وكان يقال له أحمر ثمود، وأحيمر ثمود، والعرب تغلط فتجعل أحمر عاد فنضرب به المثل في الشؤم، قال زهير يصف حربا:
فتنتج لكم غلمان أشأم كلّهم = كأحمر عاد ثم ترضع فتفطم
ومعنى (فتعاطى فعقر) فتعاطى عقر الناقة فعقر فبلغ ما أراد). [معاني القرآن: 5/90]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({فَتَعَاطَى}: أي تعاطى أن يعقرها فيقتل). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 250]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ صَيْحَةً وَاحِدَةً فَكَانُوا كَهَشِيمِ الْمُحْتَظِرِ (31)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {فكانوا كهشيم المحتظر...}.
الذي يحتظر على هشيمه، وقرأ الحسن وحده: كهشيم المحتظر، فتح الظاء فأضاف الهشيم إلى المحتظر، وهو كما قال: {إنّ هذا لهو حقّ اليقين}، والحق هو اليقين، وكما قال: {ولدار الآخرة خيرٌ} فأضاف الدار إلى الآخرة، وهي الآخرة، والهشيم: الشجر إذا يبس). [معاني القرآن: 3/108-109]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({كهشيم المحتظر} صاحب الحظيرة والمحتظر هو الحظار،
والهشيم ما يبس من الشجر أجمع). [مجاز القرآن: 2/241]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({كهشيم المحتظر}: (الهشيم) ما يبس من الشجر أجمع.
و{المحتظر} صاحب الحظيرة). [غريب القرآن وتفسيره: 359]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ( {فكانوا كهشيم المحتظر} و«الهشيم»: يابس النبت الذي يتهشّم، أي تكسر.

و«المحتظر» صاحب الحظيرة. وكأنه يعني: صاحب الغنم الذي يجمع الحشيش في الحظيرة لغنمه.
ومن قرأه {المحتظر} بفتح الظاء، أراد الحظار، وهو: الحظيرة.
ويقال: (المحتظر) هاهنا: الذي يحظر على غنمه وبيته بالنبات، فييبس ويسقط، ويصير هشيما بوطء الدوابّ والناس). [تفسير غريب القرآن: 434]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله تعالى: {إنّا أرسلنا عليهم صيحة واحدة فكانوا كهشيم المحتظر}
بكسر الظاء، ويقرأ المححتظر بفتح الظاء، والهشيم ما يبس من الورق وتكسّر وتحطّم، أي فكانوا كالهشيم الذي يجمعه صاحب الحظيرة، أي قد بلغ الغاية في الجفاف، حتى بلغ إلى أن يجمع ليوقد.
ومن قرأ (المحتظر) - بفتح الظاء - فهو اسم للحظيرة.
المعنى كهشيم المكان الذي يحتظر فيه الهشيم.
ومن قرأ (المحتظر). - بكسر الظاء نسبة إلى الذي يجمع الهشيم من الحطب في الحظيرة، فإن ذلك المحتظر، لأنه فاعل). [معاني القرآن: 5/90]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345هـ): ( (كهشيم المحتظر) أي: الرجل الجامع للورق، والمحتظر، أي: كالورق إذا جف وجمع). [ياقوتة الصراط: 494-495]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({الْمُحْتَظِرِ}: أي صاحب الحظيرة.
(والهشيم): يابس الزرع الذي يتهشم). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 251]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( (الهَشِيمِ): المتكسر
{الْمُحْتَظِرِ}: صاحب الحظيرة). [العمدة في غريب القرآن: 290]

ساجدة فاروق 5 رجب 1434هـ/14-05-2013م 05:20 PM

التفسير اللغوي المجموع
[ما استخلص من كتب علماء اللغة مما له صلة بهذا الدرس]
فسير قوله تعالى: {كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِالنُّذُرِ (23) }
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (هذا باب أسماء الأحياء والقبائل
فمجاز هذا مجاز ما ذكرنا قبل في البلدان. تقول: هذه تميمٌ، وهذه أسدٌ، إذا أردت هذه قبيلة تميم، أو جماعة تميم، فتصرف؛ لأنك تقصد قصد تميم نفسه. وكذلك لو قلت: أنا أحب تميما، أو أنت تهجو أسدا. إذا أردت ما ذكرنا، أو جعلت كل واحدٍ منهما اسماً للحي. فإن جعلت شيئاً من ذلك اسماً للقبيلة لم تصرفه على ما ذكرنا قبل. تقول: هذه تميم فاعلم، وهذه عامر قد أقبلت. وعلى هذا تقول: هذه تميم بنة مرٍّ، وإنما تريد القبيلة، كما قال:
لولا فوارس تغلب بنة وائلٍ = نزل العدو عليك كل مكان
وكما قال الله عز وجل: {كذبت قوم نوحٍ المرسلين}؛ لأن المعنى: الجماعة، وعلى هذا {كذبت عادٌ} و{كذبت ثمود بالنذر}؛ لأنه عنى القبيلة والجماعة). [المقتضب: 3/360-361] (م)

تفسير قوله تعالى: {فَقَالُوا أَبَشَرًا مِنَّا وَاحِدًا نَتَّبِعُهُ إِنَّا إِذًا لَفِي ضَلَالٍ وَسُعُرٍ (24) }
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (واعلم أن المفعول إذا وقع في هذا الموضع وقد شغل الفعل عنه انتصب بالفعل المضمر، لأن الذي بعده تفسير له؛ كما كان في الاستفهام في قولك: أزيداً ضربته، {أبشراً منا واحداً نتبعه}. وذلك قولك: إن زيداً تره تكرمه، ومن زيداً يأته يعطه، وإن زيداً لقيته أكرمته، وكذلك إذا لأنها لا تقع إلا على فعل. تقول: إذا زيداً لقيته فأكرمه، قال:
لا تجزعي إن منفساً أهلكـتـه = وإذا هلكت فعند ذلك فاجزعي
وقال الآخر:
إذا ابن أبي موسى بلالاً بلغته = فقام بفاسٍ بين وصليك جازر
ولو رفع هذا رافعٌ على غير الفعل لكان خطأ، لأن هذه الحروف لا تقع إلا على الأفعال. ولكن رفعه يجوز على ما لا ينقض المعنى، وهو أن يضمر بلغ، فيكون إذا بلغ ابن أبي موسى. وقوله: بلغته إظهارٌ للفعل وتفسيرٌ للفاعل.
وكذلك: لا تجزعي إن منفسٌ أهلكته على أن يكون المضمر هلك.
وكذلك هذه الآيات كلها، وهي: {إذا السماء انشقت} و{إذا الشمس كورت} وإنما المعنى والله أعلم إذا كورت الشمس، وإذا انشقت السماء.
والجواب في جميع هذا موجود، لأن هذه لا تكون إلا بأجوبة. فالجواب في قوله: {إذا الشمس كورت} {علمت نفسٌ ما أحضرت}. والجواب في قوله: {إذا السماء انفطرت} {علمت نفسٌ ما قدمت وأخرت}.
فأما قوله: {إذا السماء انشقت. وأذنت لربها وحقت} فقد قيل فيه أقاويل:
فقوم يقولون: {فأما من أوتي كتابه بيمينه} هو الجواب، لأن الفاء وما بعدها جواب، كما تكون جواباً في الجزاء؛ لأن إذا في معنى الجزاء. وهو كقولك: إذا جاء زيد فإن كلمك فكلمه. فهذا قول حسن جميل.
وقال قوم: الخبر محذوف؛ لعلم المخاطب. كقول القائل عند تشديد الأمر: إذا جاء زيد، أي إذا جاء زيد علمت؛ وكقوله: إن عشت، ويكل ما بعد هذا إلى ما يعلمه المخاطب. كقول القائل: لو رأيت فلاناً وفي يده السيف.
وقال قوم آخرون: الواو في مثل هذا تكون زائدة. فقوله: {إذا السماء انشقت. وأذنت لربها وحقت} يجوز أن يكون {إذا الأرض مدت} والواو زائدة. كقولك: حين يقوم زيدٌ حين يأتي عمرو.
وقالوا أيضاً: {إذا السماء انشقت أذنت لربها وحقت}. وهو أبعد الأقاويل. أعني زيادة الواو.
ومن قول هؤلاء: إن هذه الآية على ذلك {فلما أسلما وتله للجبين. وناديناه} قالوا: المعنى: ناديناه أن يا إبراهيم. قالوا: ومثل ذلك في قوله: {حتى إذا جاءوها وفتحت أبوابها وقال لهم خزنتها}. المعنى عندهم: حتى إذا جاءوها فتحت أبوابها، كما كان في الآية التي قبلها. في مواضع من القرآن كثيرة من هذا الضرب قولهم واحد، وينشدون في ذلك:

حتى إذا امتلأت بطونكـم = ورأيتم أبناءكم شـبـوا
وقلبتم ظهر المجن لنـا = إن الغدور الفاحش الخب

قال: وإنما هو: قلبتم ظهر المجن.
وزيادة الواو غير جائزة عند البصريين، والله أعلم بالتأويل. فأما حذف الخبر فمعروف جيد من ذلك قوله {ولو أن قرآناً سيرت به الجبال أو قطعت به الأرض أو كلم به الموتى بل لله الأمر جميعاً} ). [المقتضب: 2/74-78]

تفسير قوله تعالى: {أَؤُلْقِيَ الذِّكْرُ عَلَيْهِ مِنْ بَيْنِنَا بَلْ هُوَ كَذَّابٌ أَشِرٌ (25) }

تفسير قوله تعالى: {سَيَعْلَمُونَ غَدًا مَنِ الْكَذَّابُ الْأَشِرُ (26) }

تفسير قوله تعالى: {إِنَّا مُرْسِلُو النَّاقَةِ فِتْنَةً لَهُمْ فَارْتَقِبْهُمْ وَاصْطَبِرْ (27) }
قَالَ سِيبَوَيْهِ عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ بْنِ قُنْبُرٍ (ت: 180هـ): (واعلم أنّ العرب يستخفّون فيحذفون التنوين والنون ولا يتغيّر من المعنى
شيء وينجرّ المفعول لكف التنوين ممن الاسم فصار عمله فيه الجرّ ودخل في الاسم معاقباً للتنوين فجرى مجرى غلام عبد الله في اللّفظ لأنّه اسمٌ وإن كان ليس مثله في المعنى والعمل.
وليس يغير كفّ التنوين إذا حذفته مستخفاً شيئاً من المعنى ولا يجعله معرفةً. فمن ذلك قوله عزّ وجلّ: {كل نفس ذائقة الموت} و{إنّا مرسلو النّاقة} و{لو ترى إذ المجرمون ناكسو رءسهم} و: {غير محلي الصيد}. فالمعنى معنى: {ولا آمين البيت الحرام}.
ويزيد هذا عندك بياناً قوله تعالى جدّه: {هديا بالغ الكعبة} و: {عارض ممطرنا}. فلو لم يكن هذا في معنى النّكرة والتنوين لم توصف به النّكرة.
وستراه مفصّلاً أيضاً في بابه مع غير هذا من الحجج إن شاء الله. وقال الخليل هو كائن أخيك على الاستخفاف والمعنى هو كائنٌ أخاك). [الكتاب: 1/165-166] (م)
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (واعلم أنه قد يجوز لك أن تحذف النون والتنوين من التي تجري مجرى الفعل، ولا يكون الاسم إلا نكرة وإن كانا مضافاً إلى معرفة؛ لأنك إنما تحذف النون استخفافاً. فلما ذهب النون عاقبتها الإضافة، والمعنى معنى ثبات النون. فمن ذلك قول الله عز وجل: {هدياً بالغ الكعبة} فلو لم ترد التنوين لم يكن صفة لهدي وهو نكرة. ومن ذلك قوله تعالى: {هذا عارض ممطرنا} و{ثاني عطفه}؛ لأنه نصب على الحال، ولا تكون الحال إلا نكرة.
ومن ذلك قول الله عز وجل: {إنا مرسلو الناقة} فإنما هذه حكاية قول الله عز وجل قبل إرسالها.
وكذلك {إلا آتي الرحمن عبداً} و{كل نفس ذائقة الموت} ومن نون قال: (آتٍ الرحمن عبداً)، و(ذائقةٌ الموت)؛ كما قال عز وجل: {ولا آمين البيت الحرام}. وهذا هو الأصل، وذاك أخف وأكثر، إذ لم يكن ناقضاً لمعنى، وكلاهما في الجودة سواء). [المقتضب: 4/149-150] (م)

جمهرة التفاسير 6 ربيع الأول 1440هـ/14-11-2018م 01:49 PM

تفاسير القرن الرابع الهجري
...

جمهرة التفاسير 6 ربيع الأول 1440هـ/14-11-2018م 01:49 PM

تفاسير القرن الخامس الهجري
...

جمهرة التفاسير 6 ربيع الأول 1440هـ/14-11-2018م 01:58 PM

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِالنُّذُرِ (23) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (و"ثمود" قبيلة صالح عليه السلام، وهم أهل الحجر). [المحرر الوجيز: 8/ 147]

تفسير قوله تعالى: {فَقَالُوا أَبَشَرًا مِنَّا وَاحِدًا نَتَّبِعُهُ إِنَّا إِذًا لَفِي ضَلَالٍ وَسُعُرٍ (24) أَؤُلْقِيَ الذِّكْرُ عَلَيْهِ مِنْ بَيْنِنَا بَلْ هُوَ كَذَّابٌ أَشِرٌ (25) سَيَعْلَمُونَ غَدًا مَنِ الْكَذَّابُ الْأَشِرُ (26) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقرأ الجمهور: "أبشرا منا واحدا"، ونصبه بإضمار فعل يدل عليه نتبعه، و"واحدا" نعت لـ "بشرا"، وقرأ أبو السمال: "أبشر منا واحدا نتبعه"، ورفعه إما على إضمار فعل مبني للمفعول، التقدير: أينبأ بشر؟ وإما على الابتداء، والخبر في قوله تعالى: "نتبعه"، و"واحدا" على هذه القراءة حال، إما من الضمير في "نتبعه" وإما عن المقدر مع "منا"، كأنهم يقولون: أبشر كائن منا واحدا؟ وفي هذا نظر، وحكى أبو عمرو الداني أن قراءة أبي السمال: "أبشر منا واحد" بالرفع فيهما، وهذه المقالة من ثمود حسد منهم لصالح عليه السلام، واستبعاد أن يكون نوع البشر يفضل بعضه بعضا هذا الفضل، فقالوا: أنكون جميعا ونتبع واحدا، ولم يعلموا أن الفضل بيد الله تعالى يؤتيه من يشاء، ويفيض نور الهدى من رضيه.
وقولهم: "في ضلال" معناه: في أمر متلف مهلك بالإتلاف، و"سعر" معناه: في احتراق أنفس واستعارها حنقا وهما باتباعه، وقيل في "السعر": العناء، وقيل الجنون، ومنه قيل: ناقة مسعورة مسعورة، إذا كانت تفرط في سيرها،
ثم زادوا بالتوقيف بقولهم: {أألقي الذكر عليه من بيننا}؟ و"ألقي" بمعنى "أنزل"، وكأنه يتضمن عجلة في الفعل، والعرب تستعمل هذا الفعل، ومنه قوله تعالى: {وألقيت عليك محبة مني} ومنه قوله تعالى: {إنا سنلقي عليك قولا ثقيلا}، و"الذكر" هنا: الرسالة وما يمكن أن يكون جاءهم به من الحكمة والموعظة.
ثم قالوا: بل هو كذاب أشر أي: ليس الأمر كما يزعم، و"الأشر" البطر المرح، فكأنهم رموه بأنه أشر فأراد العلو عليهم وأن يقتادهم ويتملك طاعتهم،
فقال الله تعالى لصالح عليه السلام: {سيعلمون غدا من الكذاب الأشر}، وهذه بالياء من تحت قراءة علي بن أبي طالب رضي الله عنه وجمهور الناس، وقرأ ابن عامر، وحمزة، وعاصم وابن وثاب، وطلحة، والأعمش: "ستعلمون" بالتاء على معنى: قل لهم يا صالح، وقوله تعالى: "غدا" تقريب يريد به الزمان المستقبل لا يوما بعينه، ونحو المثل "مع اليوم غد"، وقرأ جمهور الناس: "الأشر" بكسر الشين كحذر بكسر الذال، وقرأ مجاهد -فيما ذكر عنه- "الأشر" بضم الشين كحذر بضم الذال، وهما بناءان من اسم الفاعل، وقرأ أبو حيوة: "الأشر" بفتح الشين كأنه وصف بالمصدر، وقرأ أبو قلابة: "الأشر" بفتح الشين وشد الراء، وهو الأفعل، ولا يستعمل إلا بالألف واللام، وهو كان الأصيل لكنه رفض تخفيفا وكثرة استعمال). [المحرر الوجيز: 8/ 147-149]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّا مُرْسِلُو النَّاقَةِ فِتْنَةً لَهُمْ فَارْتَقِبْهُمْ وَاصْطَبِرْ (27) وَنَبِّئْهُمْ أَنَّ الْمَاءَ قِسْمَةٌ بَيْنَهُمْ كُلُّ شِرْبٍ مُحْتَضَرٌ (28) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: {إنا مرسلو الناقة فتنة لهم فارتقبهم واصطبر * ونبئهم أن الماء قسمة بينهم كل شرب محتضر * فنادوا صاحبهم فتعاطى فعقر * فكيف كان عذابي ونذر * إنا أرسلنا عليهم صيحة واحدة فكانوا كهشيم المحتظر * ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر * كذبت قوم لوط بالنذر * إنا أرسلنا عليهم حاصبا إلا آل لوط نجيناهم بسحر * نعمة من عندنا كذلك نجزي من شكر}
هذه الناقة التي اقترحوها أن تخرج لهم من صخرة صماء من الجبل، وقد تقدم قصصها، فأخبر الله تعالى صالحا عليه السلام -على وجهة التأنيس- أنه يخرج لهم الناقة ابتلاء واختبارا، ثم أمره تعالى بارتقاب الفرج وبالصبر، و"اصطبر" أصله: اصتبر "افتعل"، أبدلت التاء طاء لتناسب الصاد،
ثم أمره تعالى أن يخبر ثمود بأن الماء قسمة بينهم، وهو ماء البئر الذي كان لهم.
واختلف المتأولون في معنى هذه القسمة، فقال جمهور منهم: قسمة بينهم، يتساوون في اليوم الذي لا ترده الناقة فيه، وذلك -فيما روي- أن الناقة كانت ترد البئر غبا، وتحتاج جميع مائه يومها، فنهاهم الله تعالى عن أن يستأثر أهل اليوم الذي لا ترد الناقة فيه بيومهم، وأمرهم بالتساوي مع الذين ترد الناقة في يومهم. وقال آخرون: معناه: الماء بين جميعهم وبين الناقة قسمة. "محتضر" معناه: محضور مشهود متواسى فيه، وقال مجاهد: المعنى: "كل شرب"، أي: من الماء يوما ومن لبن الناقة يوما "محتضر" لهم، فكأنه أنبأهم بنعمة الله تعالى عليهم في ذلك). [المحرر الوجيز: 8/ 149]

تفسير قوله تعالى: {فَنَادَوْا صَاحِبَهُمْ فَتَعَاطَى فَعَقَرَ (29) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (و"صاحبهم" هو قدار بن سالف، وبسببه سمي الجزار القدار لشبه في الفعل، قال الشاعر:
إنا لنضرب بالسيوف رؤوسهم ضرب القدار نقيعة القدام
وقد تقدم شرح أمر قدار بن سالف.
و"تعاطى" هو مطاوع "عاطى"، فكأن هذه الفعلة تدافعها الناس وأعطاها بعضهم بعضا، فتعاطاها هو وتناول العقر بيده، قاله ابن عباس رضي الله عنهما، ويقال للرجل الذي يدخل نفسه في تحمل الأمور الثقال: متعاط على الوجه الذي ذكرناه، والأصل "عطا يعطو" إذا تناول، ثم يقال: عاطى غيره، ثم يقال: تعاطى، وهذا كما يقال: جرى وجارى وتجارى، وهذا كثير.
ويروى أنه كان مع شرب -وهم التسعة رهط- فاحتاجوا ماء فلم يجدوه بسبب ورد الناقة، فحمله أصحابه على عقرها، ويروى أن ملأ القبيل اجتمع على عقرها، ورويت أسباب غير هذين، وقد تقدم ذلك). [المحرر الوجيز: 8/ 149-150]

تفسير قوله تعالى: {فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ (30) }

تفسير قوله تعالى: {إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ صَيْحَةً وَاحِدَةً فَكَانُوا كَهَشِيمِ الْمُحْتَظِرِ (31) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (و"الصيحة" يروى أن جبريل عليه السلام صاحها في طرف من منازلهم فتفتتوا وهمدوا وكانوا كهشيم المحتظر، و"الهشيم" ما تهشم وتفتت من الأشياء، وقرأ جمهور الناس: "كهشيم المحتظر" بكسر الظاء، ومعناه الذي يصنع حظيرة من الرعاء ونحوهم، قاله ابن إسحاق السبيعي والضحاك، وابن زيد، وهي مأخوذة من الحظر وهو المنع، والعرب وأهل البوادي يصنعونها للمواشي والسكنى أيضا من الأغصان والشجر المورق والقصب ونحوه، ولهذا كله هشيم يتفتت، إما في أول الصنعة وإما عند بلي الحظيرة وتساقط أجزائها، وحكى الطبري عن ابن عباس، وقتادة أن "المحتظر" معناه: المحترق، قال قتادة: كهشيم محرق. وقرأ الحسن بن أبي الحسن، وأبو رجاء: "المحتظر" بفتح الظاء، ومعناه: الموضع الذي احتظر، فهو مفتعل من الحظر، أو الشيء الذي احتظر به، وقد روي عن سعيد بن جبير أنه فسر "كهشيم المحتظر" بأن قال: هو التراب الذي يسقط من الحائط البالي، وهذا متوجه، لأن الحائط حظيرة، والساقط هشيم، وقال أيضا هو وغيره: المحتظر معناه: المحرق بالنار، أي: كأنه ما في الموضع المحتظر بالنار، وما ذكرناه عن ابن عباس وقتادة هو على قراءة كسر الظاء، وفي هذا التأويل بعض البعد، وقال قوم: "المحتظر" بالفتح-: الهشيم نفسه، وهو مفتعل، وهو كمسجد الجامع وشبهه). [المحرر الوجيز: 8/ 150-151]

تفسير قوله تعالى: {وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآَنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ (32) }

جمهرة التفاسير 6 ربيع الأول 1440هـ/14-11-2018م 02:29 PM

تفاسير القرن السابع الهجري
...

جمهرة التفاسير 6 ربيع الأول 1440هـ/14-11-2018م 02:33 PM

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِالنُّذُرِ (23) فَقَالُوا أَبَشَرًا مِنَّا وَاحِدًا نَتَّبِعُهُ إِنَّا إِذًا لَفِي ضَلَالٍ وَسُعُرٍ (24) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({كذّبت ثمود بالنّذر (23) فقالوا أبشرًا منّا واحدًا نتّبعه إنّا إذًا لفي ضلالٍ وسعرٍ (24) أؤلقي الذّكر عليه من بيننا بل هو كذّابٌ أشرٌ (25) سيعلمون غدًا من الكذّاب الأشر (26) إنّا مرسلو النّاقة فتنةً لهم فارتقبهم واصطبر (27) ونبّئهم أنّ الماء قسمةٌ بينهم كلّ شربٍ محتضرٌ (28) فنادوا صاحبهم فتعاطى فعقر (29) فكيف كان عذابي ونذر (30) إنّا أرسلنا عليهم صيحةً واحدةً فكانوا كهشيم المحتظر (31) ولقد يسّرنا القرآن للذّكر فهل من مدّكرٍ (32)}.
وهذا إخبارٌ عن ثمود أنّهم كذّبوا رسولهم صالحًا، {فقالوا أبشرًا منّا واحدًا نتّبعه إنّا إذًا لفي ضلالٍ وسعرٍ}، يقولون: لقد خبنا وخسرنا إن سلّمنا كلّنا قيادنا لواحدٍ منّا!). [تفسير ابن كثير: 7/ 479]

تفسير قوله تعالى: {أَؤُلْقِيَ الذِّكْرُ عَلَيْهِ مِنْ بَيْنِنَا بَلْ هُوَ كَذَّابٌ أَشِرٌ (25) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) :(ثمّ تعجّبوا من إلقاء الوحي عليه خاصّةً من دونهم، ثمّ رموه بالكذب فقالوا: {بل هو كذّابٌ أشرٌ} أي: متجاوزٌ في حدّ الكذب). [تفسير ابن كثير: 7/ 479]

تفسير قوله تعالى: {سَيَعْلَمُونَ غَدًا مَنِ الْكَذَّابُ الْأَشِرُ (26) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (قال اللّه تعالى: {سيعلمون غدًا من الكذّاب الأشر} وهذا تهديدٌ لهم شديدٌ ووعيدٌ أكيدٌ). [تفسير ابن كثير: 7/ 479]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّا مُرْسِلُو النَّاقَةِ فِتْنَةً لَهُمْ فَارْتَقِبْهُمْ وَاصْطَبِرْ (27) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) :(ثمّ قال تعالى: {إنّا مرسلو النّاقة فتنةً لهم} أي: اختبارًا لهم؛ أخرج اللّه لهم ناقةً عظيمةً عشراء من صخرةٍ صمّاء طبق ما سألوا، لتكون حجّة اللّه عليهم في تصديق صالحٍ، عليه السّلام، فيما جاءهم به.
ثمّ قال آمرًا لعبده ورسوله صالحٍ: {فارتقبهم واصطبر} أي: انتظر ما يؤول إليه أمرهم، واصبر عليهم، فإنّ العاقبة لك والنّصر لك في الدّنيا والآخرة). [تفسير ابن كثير: 7/ 479]

تفسير قوله تعالى: {وَنَبِّئْهُمْ أَنَّ الْمَاءَ قِسْمَةٌ بَيْنَهُمْ كُلُّ شِرْبٍ مُحْتَضَرٌ (28) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({ونبّئهم أنّ الماء قسمةٌ بينهم} أي: يومٌ لهم ويومٌ للنّاقة؛ كقوله: {قال هذه ناقةٌ لها شربٌ ولكم شرب يومٍ معلومٍ} [الشّعراء: 155].
وقوله: {كلّ شربٍ محتضرٌ} قال مجاهدٌ: إذا غابت حضروا الماء، وإذا جاءت حضروا اللّبن). [تفسير ابن كثير: 7/ 479]

تفسير قوله تعالى: {فَنَادَوْا صَاحِبَهُمْ فَتَعَاطَى فَعَقَرَ (29) فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ (30) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) :(ثمّ قال تعالى: {فنادوا صاحبهم فتعاطى فعقر} قال المفسّرون: هو عاقر النّاقة، واسمه قدّار بن سالفٍ، وكان أشقى قومه. كقوله: {إذ انبعث أشقاها} [الشّمس:12]. {فتعاطى} أي: فجسر {فعقر. فكيف كان عذابي ونذر} أي: فعاقبتهم، فكيف كان عقابي [لهم] على كفرهم بي وتكذيبهم رسولي؟). [تفسير ابن كثير: 7/ 479-480]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ صَيْحَةً وَاحِدَةً فَكَانُوا كَهَشِيمِ الْمُحْتَظِرِ (31) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({إنّا أرسلنا عليهم صيحةً واحدةً فكانوا كهشيم المحتظر} أي: فبادوا عن آخرهم لم تبق منهم باقيةٌ، وخمدوا وهمدوا كما يهمد يبيس الزّرع والنّبات. قاله غير واحدٍ من المفسّرين. والمحتظر -قال السّدّيّ-: هو المرعى بالصحراء حين يبيس وتحرّق ونسفته الرّيح.
وقال ابن زيدٍ: كانت العرب يجعلون حظارًا على الإبل والمواشي من يبيس الشّوك، فهو المراد من قوله: {كهشيم المحتظر}.
وقال سعيد بن جبير: {كهشيم المحتظر}: هو التّراب المتناثر من الحائط. وهذا قولٌ غريبٌ، والأوّل أقوى، واللّه أعلم).[تفسير ابن كثير: 7/ 480]

تفسير قوله تعالى: {وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآَنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ (32) }


الساعة الآن 05:52 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة