الاحتساب في كتابة المصاحف
الاحتساب في كتابة المصاحف ● باب الاحتساب في كتابة المصاحف أثر عطاء: (...إنّما كانوا يحتسبون بمصاحفهم في الحجر...) أثر عمرو بن مرة: (كان في أوّل الزّمان يجتمعون فيكتبون المصاحف، ثمّ أنّهم كسلوا وزهدوا في الأجر...) أثر محل: (...اشتر المداد والورق واستعن -يعني من يكتب لك-) - الاعتكاف وأثره في كتابة المصاحف |
باب الاحتساب في كتابة المصاحف قال أبو بكر عبد الله بن سليمان ابن أبي داود السجستاني (ت: 316هـ): (باب الاحتساب في كتاب المصاحفأثر عطاء: (...إنّما كانوا يحتسبون بمصاحفهم في الحجر...) حدّثنا إسحاق بن إبراهيم، حدّثنا أبو عاصمٍ، عن ابن جريجٍ قال: قال عطاءٌ: (لم يكن من مضى يبيعون المصاحف، إنّما حدث ذلك الآن، إنّما كانوا يحتسبون بمصاحفهم في الحجر، فيقول أحدهم للرّجل إذا كان كاتبًا وهو يطوف: إذا فرغت يا فلان تعال فاكتب لي. قال فيكتب المصحف وما كان من ذلك حتّى يفرغ من مصحفه)). [المصاحف: 389-388] أثر عمرو بن مرة: (كان في أوّل الزّمان يجتمعون فيكتبون المصاحف، ثمّ أنّهم كسلوا وزهدوا في الأجر...) قال أبو بكر عبد الله بن سليمان ابن أبي داود السجستاني (ت: 316هـ): (حدثنا عبد الله بن سعيدٍ، حدّثنا أبو يحيى، عن أبي سنانٍ، عن عمرو بن مرّة قال: (كان في أوّل الزّمان يجتمعون فيكتبون المصاحف، ثمّ أنّهم كسلوا وزهدوا في الأجر فاستأجروا العبّاد فكتبوها لهم، ثمّ إنّ العبّاد بعدما كتبوها فباعوها، وأوّل من باعها العبّاد)). [المصاحف: 389-388] أثر محل: (...اشتر المداد والورق واستعن -يعني من يكتب لك-) قال أبو بكر عبد الله بن سليمان ابن أبي داود السجستاني (ت: 316هـ): (حدّثنا الأحمسيّ، حدّثنا وكيعٌ، عن محلٍّ قال: قلت لإبراهيم: ( لا بدّ للنّاس من المصاحف)، فقال: (اشتر المداد والورق واستعن -يعني من يكتب لك-) ). [المصاحف: 389-388] |
الاحتساب فى كتابة المصحف قال صَالِحٌ بْنُ مُحَمَّدِ الرَّشيدِ(م): (أخرج ابن أبى داود فى المصاحف , والبيهقى فى السنن واللفظ له , عن ابن عباس قال : (كانت المصاحف لاتباع , كان الرجل يأتى بورقه عند النبى صلى الله عليه وسلم فيقوم الرجل فيحتسب فيكتب , ثم يقوم آخر فيكتب حتى يفرغ من المصحف ) وعقد ابن أبى داود بابا فى الإحتساب فى كتابة المصاحف , قال: ( حدثنا إسحاق بن إبراهيم , حدثنا أبو عاصم عن ابن جريج قال : قال عطاء : لم يكن من مضى يبيعون المصاحف إنما حدث ذلك الآن , إنما كانوا يحتسبون بمصاحفهم فى الحجر , فيقول أحدهم للرجل إذا كان كاتبا وهو يطوف : إذا فرغت يافلان تعالى فاكتب لى . قال : فيكتب الصفح وما كان من ذلك حتى يفرغ من مصحفه ) وروى ابن أبى داود أيضا , قال : ( حدثنا عبد الله بن سعيد , حدثنا عائذ عن أشعث عن ابن سيرين , قال : كانوا يكرهون بيع المصاحف وكتابها والأجر عليها , وكانوا يكرهون أن يأخذوا الأجر على تعليم الكتاب . قلت كيف كانوا يصنعون ؟ قال : يحتسبون فى ذلك الخير ) وقال أبو العباس بن تيمية : ( كتابة القرآن والأحاديث الثابتة من أعظم القرب , وكذلك إذا كتبها لبيعها : " إن الله يدخل بالسهم الواحد الجنة ثلاثة : صانعه , والرامى به , والممد به " . |
الاعتكاف وأثره في كتابة المصاحف قال صَالِحٌ بْنُ مُحَمَّدِ الرَّشيدِ(م): (صرح غير واحد من شراح الهداية : أن للمعتكف أن يكتب الأمور الدينية ,وليس له كتابة المصحف بأجر . وقال الإمام مالك عن المعتكف : ( يكتب المصحف إن أحب ). قال ابن رشد : ( قوله ويكتب المصاحف إن أحب , ومعناه ويكتب المصاحف قبل أن يدخل إن أحب , وهذا على مذهب ابن القاسم , وروايته عن مالك , والذى يرى أن الاعتكاف يختص من أعمال البر بذكر الله تعالى , وقراءة القرآن والصلاة , وأما على مذهب ابن وهب الذى يبيح للمعتكف جميع أعمال البر المختصة بالآخرة , فيجوز له أن يكتب المصاحف للثواب , لا ليمولها , ولا على أجرة يأخذها إلا ليقرأ فيها , وينتفع بها من احتاج إليها ) . وعند خليل فى مكروهات الاعتكاف : اشتغاله بعلم , وكتابته , وإن مصحفا إن كثر . وبالغ على المصحف لئلا يتوهم أن كتابته كتلاوته . وقيد العدوى الكراهة بما لم يكن لمعاشه , موافقة للزرقانى , ونقل المناوى نحوا مما ذكر ابن رشد , ثم قال : وهو يدل على أن كتب المصحف لا يباح للمعتكف على المشهور . {179} وفى الإفصاح عن الإمام مالك : لا بأس أن يكتب المعتكف وعند الشافعية يباح للمعتكف : كتابة العلم ولو حرفة , وله المطالعة فى مباح على ما اختاره النووى , والأنصارى , والسيوطى , والهيتمى , خلافا لما ذكره الغزالى , والرافعى . وعند الحنابلة تجوز الكتابة للمعتكف على الصحيح من المذهب , وقيده بعضهم بما لم يكن تكسبا . قال حرب : ( سئل الإمام أحمد عن العمل فى المسجد نحو الخياط وغيره , فكأنه كرهه ليس بذلك التشديد ). وقال المرزوى : سألته عن الرجل يكتب بالأجرة فيه ؟ . قال : أما الخياط وشبهه فلا يعجبنى , وإنما بنى لذكر الله تعالى . وقال فى رواية الأثرم : ما يعجبنى مثل الخياط والأسكاف وشبهه , وسهل فى الكتابة . قال الحارثى : خص الكتابة لأنه نوع تحصيل علم , فهى فى معنى الدراسة , وهذا يوجب التقيد بما لا يكون تكسبا , وإليه أشار بقوله : فليس ذلك كل يوم . قال المرداوى : ( وظاهر ما نقل الأثرم – وقد قطع المصنف فى باب الإعتكاف أنه لا يجوز للمعتكف أن يتكسب بالصنعة – التسهيل فى الكتابة مطلقا ) . ونقل ابن المفلح فى الاعتكاف قول أبى بكر : لا يقرأ , ولا يكتب الحديث , واقتصر عليه . وحكاه المرداوى فى الإنصاف , ثم نقل قول أبى الخطاب : يستحب إذا {180} قصد به الطاعة . واختاره المجد وغيره , وذكر الآمدى فى استحباب ذلك روايتين فعلى المذهب : فعله لذلك أفضل من الاعتكاف لتعدى نفعه .قال المجد : ( ويتخرج على أصلنا فى كراهة أن يقضى القاضى بين الناس وهو معتكف , إذا كان يسيرا : وجهان , بناء على الإقراء , وتدريس العلم فإنه فى معناه ). وجزم البهوتى بعدم استحباب كتابة الحديث للمعتكف , لأنه صلى الله عليه وسلم كان يعتكف فلم ينقل عنه الاشتغال بغير العبادات المختصة به , ولأن الاعتكاف عبادة من شرطها المسجد , فلم يستحب فيها ذلك كالطواف . ثم ذكر اختيار أبى الخطاب السابق ووجهه . وقد يأتى لهذه المسألة مزيد بسط وبيان عند الكلام على مسألة كتابة المصاحف بصفة عامة , باعتبار مسألتنا هذه أحد أفراد ذلك الموضوع . {181} |
الساعة الآن 08:51 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة