جمهرة العلوم

جمهرة العلوم (http://jamharah.net/index.php)
-   نزول القرآن (http://jamharah.net/forumdisplay.php?f=431)
-   -   نزول سورة المزمل (http://jamharah.net/showthread.php?t=11476)

ساجدة فاروق 10 ذو القعدة 1431هـ/17-10-2010م 06:23 PM

نزول سورة المزمل

هل سورة المزمل مكية أو مدنية؟
... من حكى الإجماع على أنها مكية
... من نص على أنها مكية
... من نص على أنها مكية إلا آيات
ترتيب نزول سورة المزمل
أسباب نزول سورة المزمل

شيماء رأفت 27 رجب 1434هـ/5-06-2013م 03:27 PM

هل سورة المزمل مكية أو مدنية؟

من حكى الإجماع على أنها مكية:

قَالَ أبو الفَرَجِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَلِيٍّ ابْنُ الجَوْزِيِّ (ت: 597هـ): (وهي مكية كلها بإجماعهم.
إلا أنه قد روي عن ابن عباس أنه قال: (سوى آيتين منها قوله تعالى: {واصبر على ما يقولون} والتي بعدها [المزمل: 10-11]).
وقال ابن يسار ومقاتل: (فيها آية مدنية وهي قوله تعالى: {إن ربك يعلم أنك تقوم} [المزمل: 20])). [زاد المسير: 8/387]
قالَ مُحَمَّد الطَّاهِرُ بْنُ عَاشُورٍ (ت: 1393هـ): (قال ابن عطيّة: هي في قول الجمهور مكّيّةٌ إلّا قوله تعالى: {إنّ ربّك يعلم أنّك تقوم أدنى من ثلثي اللّيل} [المزمل: 20] إلى نهاية السّورة فذلك مدنيٌّ. وحكى القرطبيّ مثل هذا عن الثّعلبيّ.
وقال في "الإتقان": إنّ استثناء قوله: {إنّ ربّك يعلم أنّك تقوم أدنى من ثلثي اللّيل} إلى آخر السّورة يردّه ما أخرجه الحاكم عن عائشة (نزل بعد نزول صدر السّورة بسنةٍ وذلك حين فرض قيام اللّيل في أوّل الإسلام قبل فرض الصّلوات الخمس) اهـ.
يعني وذلك كلّه بمكّة، أي فتكون السّورة كلّها مكّيّةً فتعيّن أنّ قوله: {قم اللّيل} [المزمل: 2] أمر به في مكّة.
والرّوايات تظاهرت على أنّ قوله: {إنّ ربّك يعلم أنّك تقوم} إلى آخر السّورة نزل مفصولًا عن نزول ما قبله بمدّةٍ مختلفٍ في قدرها، فقالت عائشة: (نزل بعد صدر السّورة بسنةٍ)، ومثله روى الطّبريّ عن ابن عبّاسٍ، وقال الجمهور: نزل صدر السّورة بمكّة ونزل {إنّ ربّك يعلم} إلى آخرها بالمدينة، أي بعد نزول أوّلها بسنين.
فالظّاهر أنّ الأصحّ أنّ نزول إنّ ربّك يعلم إلى آخر السّورة نزل بالمدينة لقوله تعالى: {وآخرون يقاتلون في سبيل اللّه} [المزمل: 20] إن لم يكن ذلك إنباءً بمغيّبٍ على وجه المعجزة.
وروى الطّبريّ عن سعيد بن جبيرٍ قال: (لمّا أنزل الله على نبيه صلّى الله عليه وسلّم {يا أيّها المزّمّل} [المزمل: 1] مكث النبي صلّى الله عليه وسلّم على هذا الحال عشر سنين يقوم اللّيل كما أمره اللّه وكانت طائفةٌ من أصحابه يقومون معه فأنزل اللّه بعد عشر سنين {إنّ ربّك يعلم أنّك تقوم إلى وأقيموا الصّلاة} [المزمل: 20]) اهـ، أي نزلت الآيات الأخيرة في المدينة بناءً على أنّ مقام النّبي صلّى الله عليه وسلّم بمكّة كان عشر سنين وهو قولٌ جمٌّ غفيرٌ.
والرّوايات عن عائشة مضطربة فبعضها يقتضي أنّ السّورة كلّها مكّيّةٌ وأنّ صدرها نزل قبل آخرها بسنةٍ قبل فرض الصّلاة وهو ما رواه الحاكم في نقل صاحب "الإتقان". وذلك يقتضي أنّ أوّل السّورة نزل بمكّة، وبعض الرّوايات يقول فيها: (إنّها كانت تفرش لرسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم حصيرًا فصلّى عليه من اللّيل فتسامع النّاس فاجتمعوا فخرج مغضبًا وخشي أن يكتب عليهم قيام اللّيل ونزل {يا أيّها المزّمّل * قم اللّيل إلّا قليلًا} [المزمل: 1، 2] فكتبت عليهم بمنزلة الفريضة ومكثوا على ذلك ثمانية أشهرٍ ثمّ وضع اللّه ذلك عنهم، فأنزل {إنّ ربّك يعلم أنّك تقوم أدنى من ثلثي اللّيل} إلى {فتاب عليكم} [المزمل: 20]، فردّهم إلى الفريضة ووضع عنهم النّافلة).
وهذا ما رواه الطّبريّ بسندين إلى أبي سلمة بن عبد الرحمان عن عائشة، وهو يقتضي أنّ السّورة كلّها مدنيّةٌ؛ لأنّ النّبي صلّى الله عليه وسلّم لم يبن بعائشة إلّا في المدينة؛ ولأنّ قولها: (فخرج مغضبًا) يقتضي أنّه خرج من بيته المفضي إلى مسجده، ويؤيّده أخبارٌ تثبت قيام اللّيل في مسجده.
ولعلّ سبب هذا الاضطراب اختلاط في الرّوايات بين فرض قيام اللّيل وبين التّرغيب فيه.
ونسب القرطبيّ إلى "تفسير الثّعلبيّ" قال: قال النّخعيّ في قوله تعالى: {يا أيّها المزّمّل} [المزمل: 1] (كان النّبي صلّى الله عليه وسلّم متزمّلًا بقطيفة عائشة، وهي مرطٌ نصفه عليها وهي نائمةٌ ونصفه على النّبي صلّى الله عليه وسلّم وهو يصلّي) اهـ، وإنّما بنى النّبي صلّى الله عليه وسلّم بعائشة في المدينة، فالّذي نعتمد عليه أنّ أوّل السّورة نزل بمكّة لا محالة كما سنبيّنه عند قوله تعالى: {إنّا سنلقي عليك قولًا ثقيلًا} [المزمل: 5].
وأنّ قوله: {إنّ ربّك يعلم أنّك تقوم} إلى آخر السّورة نزل بالمدينة بعد سنين من نزول أوّل السّورة؛ لأنّ فيه ناسخًا لوجوب قيام اللّيل وأنّه ناسخٌ لوجوب قيام اللّيل على النّبي صلّى الله عليه وسلّم وأنّ ما رووه عن عائشة أنّ أوّل ما فرض قيام اللّيل قبل فرض الصّلاة غريبٌ.
وحكى القرطبيّ عن الماورديّ: أنّ ابن عبّاسٍ وقتادة قالا: (إنّ آيتين وهما {واصبر على ما يقولون} إلى قوله: {ومهّلهم قليلًا} [المزمل: 10، 11] نزلتا بالمدينة)). [التحرير والتنوير: 29/252-254]

من نص على أنها مكية:
قَالَ أَبو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ حَزْمٍ الأَنْدَلُسِيُّ (ت: 320هـ): (مكية). [الناسخ والمنسوخ لابن حزم: 62]
قالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النَّحَّاسُ (ت: 338هـ): (حدّثنا يموت، بإسناده عن ابن عبّاسٍ،: " أنّها نزلت بمكّة فهي مكّيّةٌ إلّا آيتين منها فإنّهما نزلتا بالمدينة وهما قوله تعالى {إنّ ربّك يعلم أنّك تقوم أدنى من ثلثيّ اللّيل} [المزمل: 20] إلى آخرها "). [الناسخ والمنسوخ للنحاس: 3/126]
قَالَ هِبَةُ اللهِ بنُ سَلامَةَ بنِ نَصْرٍ المُقْرِي (ت: 410هـ): (مكّيّة). [الناسخ والمنسوخ لابن سلامة: 186]
قَالَ عُثْمَانُ بنُ سَعِيدٍ الدَّانِيُّ (ت: 444هـ): (مكية قال ابن عباس وعطاء إلا آية من آخرها وهي قوله تعالى: {إن ربك يعلم أنك تقوم} إلى آخر السورة فإنها نزلت بالمدينة). [البيان: 257]
قالَ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الوَاحِدِيُّ (ت: 468هـ): (مكية). [الوسيط: 4/371]
قالَ الحُسَيْنُ بنُ مَسْعُودٍ البَغَوِيُّ (ت: 516هـ): (مكّيّةٌ). [معالم التنزيل: 8/249]
قال أبو عبدِ الله محمدُ بنُ طَيْفُورَ الغزنويُّ السَّجَاوَنْدِيُّ (ت:560هـ): ( وهي مكية) . [علل الوقوف: 3/1057]
قالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ البَيْضَاوِيُّ (ت: 691هـ):
(مكية).
[أنوار التنزيل: 5/255]

قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774هـ): (وهي مكّيّةٌ). [تفسير القرآن العظيم: 8/249]
قالَ جَلالُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911هـ): (مكية). [الدر المنثور: 15/35]
قالَ جَلالُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911هـ): (أَخْرَج ابن الضريس، وَابن مردويه والبيهقي عن ابن عباس قال: (نزلت {يا أيها المزمل} بمكة). وأخرج ابن مردويه عن ابن الزبير مثله). [الدر المنثور: 15/35]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911هـ): (مكية). [لباب النقول: 248]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ): (مكية). [لباب النقول: 278]
قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ):
(مكية). [إرشاد الساري: 7/402]

قالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الشَّوْكَانِيُّ (ت: 1250هـ): (وهي مكّيّةٌ). [فتح القدير: 5/417]
قَالَ رِضْوانُ بنُ مُحَمَّدٍ المُخَلِّلاتِيُّ (ت: 1311هـ): (مكية واستثنى ابن عباس وعطاء (إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ) إلى آخر السورة فمدنية [وضمنها] بعضهم عن ابن عباس قوله تعالى: (وَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ) إلى قوله (قَلِيلًا) ). [القول الوجيز: 328]

من نص على أنها مكية إلا آيات:
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): ((مكّيّة) ما خلا آيتين من آخرها مدنية). [معاني القرآن:5/239]
قالَ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الثَّعْلَبيُّ (ت: 427هـ): (هي مكيّة إلّا قوله سبحانه: {إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ} الآية [المزمل: 20] إلى آخر السورة). [الكشف والبيان: 10/58]
قَالَ عُثْمَانُ بنُ سَعِيدٍ الدَّانِيُّ (ت: 444هـ): (مكية قال ابن عباس وعطاء إلا آية من آخرها وهي قوله تعالى: {إن ربك يعلم أنك تقوم} إلى آخر السورة فإنها نزلت بالمدينة). [البيان: 257]م
قالَ مَحْمُودُ بْنُ عُمَرَ الزَّمَخْشَرِيُّ (ت: 538هـ): (مكية [إلا الآيات 10 و11 و20 فمدنية]). [الكشاف: 6/237]
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت: 546هـ): (وهي مكية كلها في قول المهدوي وجماعة.
وقال الجمهور: هي مكية إلا قوله تعالى: {إنّ ربّك يعلم} [الزمل: 20] إلى آخر السورة، فإن ذلك نزل بالمدينة). [المحرر الوجيز: 29/439]
قالَ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بْنِ جُزَيءٍ الكَلْبِيُّ (ت: 741هـ): (مكية إلا الآيات 10 و11 و20 فمدنية). [التسهيل: 2/422]
قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ): (قال مقاتل: (هي مكّيّة إلاّ قوله: {وآخرون يقاتلون في سبيل الله} [المزمل: 20])). [عمدة القاري: 19/379]
قالَ جَلالُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911هـ): (وأخرج النحاس عن ابن عباس قال: (نزلت سورة المزمل بمكة إلا آيتين {إن ربك يعلم أنك تقوم أدنى} الآية [المزمل: 20])). [الدر المنثور: 15/35]
قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ): (مكية). [إرشاد الساري: 7/402]
قال أحمدُ بنُ عبد الكريمِ بنِ محمَّدٍ الأَشْمُونِيُّ (ت:ق11هـ): (مكية قيل إلا قوله إنَّ ربَّك يعلم أنَّك تقوم إلى آخرها فمدني ) . [منار الهدى: 407]
قالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الشَّوْكَانِيُّ (ت: 1250هـ):
(
وهي مكّيّةٌ. قال الماورديّ: كلّها في قول الحسن وعكرمة وجابرٍ.

قال: وقال ابن عبّاسٍ وقتادة: (إلّا آيتين منها {واصبر على ما يقولون} الآية [المزمل: 10] والّتي تليها).
وقال الثّعلبيّ: (إلّا قوله: {إنّ ربّك يعلم أنّك تقوم} [المزمل: 20] إلى آخر السّورة، فإنّه نزل بالمدينة).
وأخرج ابن الضّريس وابن مردويه والبيهقيّ عن ابن عبّاسٍ قال: (نزلت {يا أيّها المزّمّل} [المزمل: 1] بمكّة).
وأخرج ابن مردويه عن ابن الزّبير مثله.
وأخرج النّحّاس عن ابن عبّاسٍ قال: (نزلت سورة المزّمّل بمكّة إلّا آيتين {إنّ ربّك يعلم أنّك تقوم أدنى} الآية [المزمل: 20])). [فتح القدير: 5/417]
قَالَ رِضْوانُ بنُ مُحَمَّدٍ المُخَلِّلاتِيُّ (ت: 1311هـ): (مكية واستثنى ابن عباس وعطاء (إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ) إلى آخر السورة فمدنية [وضمنها] بعضهم عن ابن عباس قوله تعالى: (وَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ) إلى قوله (قَلِيلًا) ). [القول الوجيز: 328]م


شيماء رأفت 27 رجب 1434هـ/5-06-2013م 03:29 PM

ترتيب نزول سورة المزمل

قالَ مَحْمُودُ بْنُ عُمَرَ الزَّمَخْشَرِيُّ (ت: 538هـ): ( [نزلت بعد القلم]). [الكشاف: 6/237]
قالَ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بْنِ جُزَيءٍ الكَلْبِيُّ (ت: 741هـ): (نزلت بعد القلم). [التسهيل: 2/422]
قَالَ رِضْوانُ بنُ مُحَمَّدٍ المُخَلِّلاتِيُّ (ت: 1311هـ): (ونزلت بعد سورة القلم ونزلت بعدها سورة المدثر). [القول الوجيز: 328]
قالَ مُحَمَّد الطَّاهِرُ بْنُ عَاشُورٍ (ت: 1393هـ):
(واختلف في عدّ هذه السّورة في ترتيب نزول السّور، والأصحّ الّذي تضافرت عليه الأخبار الصّحيحة: أنّ أوّل ما نزل سورة العلق واختلف فيما نزل بعد سورة العلق:

فقيل: سورة {ن والقلم}.
وقيل: نزل بعد العلق سورة المدّثّر، ويظهر أنّه الأرجح ثمّ قيل نزلت سورة المزّمّل بعد القلم فتكون ثالثةً. وهذا قول جابر بن زيدٍ في تعداد نزول السّور، وعلى القول بأنّ المدّثّر هي الثّانية يحتمل أن تكون القلم ثالثةً والمزّمّل رابعةً، ويحتمل أن تكون المزّمّل هي الثّالثة والقلم رابعةً، والجمهور على أنّ المدّثّر نزلت قبل المزّمّل.
وهو ظاهر حديث عروة بن الزّبير عن عائشة في بدء الوحي من "صحيح البخاريّ". وسيأتي عند قوله تعالى: {يا أيّها المزّمّل} [المزمل: 1]). [التحرير والتنوير: 29/254]

شيماء رأفت 27 رجب 1434هـ/5-06-2013م 03:31 PM

أسباب نزول سورة المزمل

قالَ عبد الرحمنِ بنُ محمدٍ ابنُ أبي حاتمٍ الرازيُّ (ت: 327هـ): (قوله تعالى: {يا أيّها المزّمّل}
حدّثنا ابن وكيعٍ، حدّثنا زيد بن الحباب، وحدّثنا ابن حميدٍ، حدّثنا مهران قالا جميعًا واللّفظ لابن وكيعٍ عن موسى بن عبيدة، حدّثنا محمّد بن طلحة عن أبي سلمة عن عائشة قالت: (كنت أجعل لرسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم حصيرًا يصلّي عليه من اللّيل، فتسامع النّاس به فاجتمعوا فخرج كالمغضب وكان بهم رحيمًا فخشي أن يكتب عليهم قيام اللّيل فقال: ((يا أيّها النّاس كلفوا من الأعمال ما تطيقون، فإنّ اللّه لا يملّ من الثّواب حتّى تملّوا من العمل، وخير الأعمال ما ديم عليه)) ونزل القرآن {يا أيّها المزّمّل قم اللّيل إلا قليلًا نصفه أو انقص منه قليلًا أو زد عليه} [المزمل: 1-4] حتّى كان الرّجل يربط الحبل ويتعلّق فمكثوا بذلك ثمانية أشهرٍ، فرأى اللّه ما يبتغون من رضوانه فرحمهم فردّهم إلى الفريضة وترك قيام اللّيل)). [تفسير القرآن العظيم: 10/3379]
قالَ عبد الرحمنِ بنُ محمدٍ ابنُ أبي حاتمٍ الرازيُّ (ت: 327هـ): (حدّثنا أبو زرعة، حدّثنا عبيد اللّه بن عمر القواريريّ، حدّثنا معاذ بن هشامٍ، حدّثنا أبي عن قتادة عن زرارة بن أوفى عن سعد بن هشام قال: (فقلت -يعني لعائشة-: أخبرينا عن قيام رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم وأصحابه حتّى انتفخت أقدامهم وحبس آخرها في السّماء عشر شهرًا ثمّ نزل)). [تفسير القرآن العظيم: 10/3379]
قالَ عبد الرحمنِ بنُ محمدٍ ابنُ أبي حاتمٍ الرازيُّ (ت: 327هـ): (حدّثنا أبي، حدّثنا عمرو بن رافعٍ، حدّثنا يعقوب القميّ عن جعفرٍ عن سعيدٍ هو ابن جبير قال: (لمّا أنزل اللّه على نبيّه صلّى اللّه عليه وسلّم {يا أيّها المزّمّل} [المزمل: 1]، قال: مكث النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم على هذه الحال عشر سنين يقوم اللّيل كما أمره وكانت طائفةٌ من أصحابه يقومون معه، فأنزل اللّه عليه بعد عشر سنين: {إنّ ربّك يعلم أنّك تقوم أدنى من ثلثي اللّيل ونصفه وثلثه وطائفةٌ من الّذين معك} إلى قوله: {وأقيموا الصّلاة} [المزمل: 20] فخفّف اللّه تعالى عنهم بعد عشر سنين)). [تفسير القرآن العظيم: 10/3379]
قالَ عبد الرحمنِ بنُ محمدٍ ابنُ أبي حاتمٍ الرازيُّ (ت: 327هـ): (عن عائشة قالت: (نزل القرآن {يا أيّها المزّمّل قم اللّيل إلا قليلًا} [المزمل: 1-2] حتّى كان الرّجل يربط الحبل ويتعلّق فمكثوا بذلك ثمانية أشهرٍ فرأى اللّه ما يبتغون من رضوانه فرحمهم وردّهم إلى الفريضة وترك قيام اللّيل)). [تفسير القرآن العظيم: 10/3380]
قالَ عبد الرحمنِ بنُ محمدٍ ابنُ أبي حاتمٍ الرازيُّ (ت: 327هـ): (عن ابن عبّاسٍ قال: (لمّا نزلت أوّل المزّمّل كانوا يقومون نحوًا من قيامهم في شهر رمضان حتّى نزل آخرها، وكان بين أوّلها وآخرها نحو من سنةٍ)). [تفسير القرآن العظيم: 10/3380]
قالَ عبد الرحمنِ بنُ محمدٍ ابنُ أبي حاتمٍ الرازيُّ (ت: 327هـ): (عن إبراهيم النّخعيّ في قوله: {يا أيّها المزّمّل} [المزمل: 1] قال: (نزلت وهو في قطيفةٍ)). [تفسير القرآن العظيم: 10/3380]
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774هـ): (قال الحافظ أبو بكرٍ [أحمد] بن عمرٍو بن عبد الخالق البزّار: حدّثنا محمّد بن موسى القطّان الواسطيّ، حدّثنا معلّى بن عبد الرّحمن، حدّثنا شريكٌ، عن عبد اللّه بن محمّد بن عقيلٍ، عن جابرٍ قال: (اجتمعت قريشٌ في دار النّدوة فقالوا: سمّوا هذا الرّجل اسمًا تصدر النّاس عنه.
فقالوا: كاهنٌ. قالوا: ليس بكاهنٍ.
قالوا: مجنونٌ قالوا: ليس بمجنونٍ.
قالوا: ساحرٌ. قالوا: ليس بساحرٍ.
فتفرّق المشركون على ذلك، فبلغ ذلك النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، فتزمّل في ثيابه وتدثّر فيها. فأتاه جبريل، عليه السّلام، فقال: {يا أيّها المزّمّل} {يا أيّها المدّثّر}).
ثمّ قال البزّار: معلّى بن عبد الرّحمن: قد حدّث عنه جماعةٌ من أهل العلم، واحتملوا حديثه، لكن تفرّد بأحاديث لا يتابع عليها). [تفسير القرآن العظيم: 8/249]
قال عليُّ بنُ أبي بكرٍ بن سُليمَان الهَيْثَميُّ (ت: 807هـ) : (حدّثنا محمّد بن موسى القطّان الواسطيّ، ثنا معلّى بن عبد الرّحمن، ثنا شريكٌ، عن عبد اللّه بن محمّد بن عقيلٍ، عن جابرٍ، قال: اجتمعت قريشٌ في دار النّدوة، فقالت: سمّوا هذا الرّجل اسمًا، فصدّوا النّاس عنه، قالوا: كاهنٌ، قالوا: ليس بكاهنٍ.
قالوا: مجنونٌ، قالوا: ليس بمجنونٍ.
قالوا: ساحرٌ، قالوا: ليس بساحرٍ.
فتفرّق المشركون على ذلك، فبلغ ذلك النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم فتزمّل في ثيابه، وتدثّر فيها، فأتاه جبريل صلّى اللّه عليه وسلّم، فقال: {يا أيّها المزّمّل} [المزمل: 1] {يا أيّها المدّثّر} [المدثر: 1].
قلت: له حديثٌ في الصّحيح غير هذا.
قال البزّار: لا نعلمه بهذا اللّفظ إلا عن جابرٍ بهذا الإسناد، ومعلّى واسطيٌّ، حدّث بأحاديث لم يتابع عليها، وحدّث عنه جماعةٌ من أهل العلم). [كشف الأستار عن زوائد البزار: 3 / 77]


شيماء رأفت 27 رجب 1434هـ/5-06-2013م 03:31 PM

نزول قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ (1) )
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ): (قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ (1)}
أخرج البزار والطبراني بسند واه عن جابر قال: اجتمعت قريش في دار الندوة، فقالت: سموا هذا الرجل اسما يصدر عنه الناس، قالوا: كاهن، قالوا: ليس بكاهن، قالوا: مجنون، قالوا: ليس بمجنون، قالوا: ساحر، قالوا: ليس بساحر، فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فتزمل في ثيابه فتدثر فيها فأتاه جبريل، فقال: {يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ (1)} {يا أيها المدثر}.
وأخرج ابن أبي حاتم عن إبراهيم النخعي في قوله: {يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ (1)} قال: نزلت وهو في قطيفة). [لباب النقول: 278]


روابط ذات صلة:
- أقوال المفسرين


شيماء رأفت 27 رجب 1434هـ/5-06-2013م 03:32 PM

نزول قوله تعالى: (قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا (2) )
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ): (قوله تعالى: {قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا (2)}
(ك)، وأخرج الحاكم عن عائشة قالت: لما أنزلت: {يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ (1) قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا (2)} قاموا سنة حتى ورمت أقدامهم فأنزلت: {فاقرؤوا ما تيسر من القرآن}.
وأخرج ابن جرير مثله عن ابن عباس وغيره). [لباب النقول: 278]


روابط ذات صلة:
- أقوال المفسرين


شيماء رأفت 27 رجب 1434هـ/5-06-2013م 03:33 PM

نزول قوله تعالى: (إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَى مِنْ ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ وَطَائِفَةٌ مِنَ الَّذِينَ مَعَكَ وَاللَّهُ يُقَدِّرُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ عَلِمَ أَنْ لَنْ تُحْصُوهُ فَتَابَ عَلَيْكُمْ فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآَنِ عَلِمَ أَنْ سَيَكُونُ مِنْكُمْ مَرْضَى وَآَخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَآَخَرُونَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآَتُوا الزَّكَاةَ وَأَقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (20) )
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ): (قوله تعالى: {قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا (2)}
(ك)، وأخرج الحاكم عن عائشة قالت: لما أنزلت: {يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ (1) قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا (2)} قاموا سنة حتى ورمت أقدامهم فأنزلت: {فاقرؤوا ما تيسر من القرآن}.
وأخرج ابن جرير مثله عن ابن عباس وغيره). [لباب النقول: 278] (م)

قالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الشَّوْكَانِيُّ (ت: 1250هـ):
(وأخرج البزّار، والطّبرانيّ في "الأوسط"، وأبو نعيمٍ في "الدّلائل"، عن جابرٍ قال: (اجتمعت قريشٌ في دار النّدوة، فقالوا: سمّوا هذا الرّجل اسمًا تصدّون النّاس عنه، فقالوا: كاهنٌ، قالوا: ليس بكاهنٍ قالوا: مجنونٌ، قالوا: ليس بمجنونٍ قالوا: ساحرٌ، قالوا: ليس بساحرٍ، فتفرّق المشركون على ذلك، فبلغ النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم فتزمّل في ثيابه وتدثّر فيها، فأتاه جبريل، فقال: {يا أيّها المزّمّل} [المزمل: 1] {يا أيّها المدّثّر} [المدثر: 1]).

قال البزّار: بعد إخراجه من طريق معلّى بن عبد الرّحمن: إنّ معلّى قد حدّث عنه جماعةٌ من أهل العلم واحتملوا حديثه، لكنّه إذا تفرّد بالأحاديث لا يتابع عليها). [فتح القدير: 5/417]
قالَ مُحَمَّد الطَّاهِرُ بْنُ عَاشُورٍ (ت: 1393هـ): (والأصحّ أنّ سبب نزول {يا أيّها المزّمّل} [المزمل: 1]، ما في حديث جابر بن عبد اللّه الآتي عند قوله تعالى: {يا أيّها المزّمّل} الآية). [التحرير والتنوير: 29/254]
قَالَ مُقْبِلُ بنِ هَادِي الوَادِعِيُّ (ت: 1423هـ): (أبو داود[1/503]، حدثنا أحمد بن محمد يعني المروزي، نا وكيع عن مسعر عن سماك الحنفي عن ابن عباس قال: لما نزلت أول المزمل كانوا يقومون نحوا من قيامهم في شهر رمضان، حتى نزل آخرها، وكان بين أولها وآخرها سنة.
الحديث رجاله رجال الصحيح إلا أحمد بن محمد المروزي أبا الحسن بن شبويه وهو ثقة، وأخرجه [ابن جرير :29/124-125] رجاله رجال الصحيح.
وأخرجه ابن أبي حاتم كما في [تفسير ابن كثير: 4/436] ورجاله رجال الصحيح). [الصحيح المسند في أسباب النزول: 256]



روابط ذات صلة:
- أقوال المفسرين


الساعة الآن 05:48 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة