جمهرة العلوم

جمهرة العلوم (http://jamharah.net/index.php)
-   تفسير جزء عم (http://jamharah.net/forumdisplay.php?f=815)
-   -   تفسير سورة الانشقاق [ من الآية (1) إلى الآية (5) ] (http://jamharah.net/showthread.php?t=21600)

إشراق المطيري 14 جمادى الآخرة 1434هـ/24-04-2013م 09:37 PM

تفسير سورة الانشقاق [ من الآية (1) إلى الآية (5) ]
 
{إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ (1) وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ (2) وَإِذَا الْأَرْضُ مُدَّتْ (3) وَأَلْقَتْ مَا فِيهَا وَتَخَلَّتْ (4) وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ (5)}

روابط مهمة:
- القراءات
- توجيه القراءات
- الوقف والابتداء

إشراق المطيري 21 جمادى الآخرة 1434هـ/1-05-2013م 10:11 PM

جمهرة تفاسير السلف

تفسير قوله تعالى: {إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ (1)}
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (يقولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: {إِذا الْسَّمَاءُ}؛ تصدَّعتْ وتقطَّعتْ فَكَانَتْ أَبْوَاباً). [جامع البيان: 24/ 230]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (أخْرَجَ ابنُ أبي حَاتِمٍ, عن عليٍّ في قَوْلِهِ: {إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ}؛ قال: تََنْشَقُّ السماءُ مِن المَجَرَّةِ). [الدر المنثور: 15/ 314]

تفسير قوله تعالى: {وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ (2)}
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر، عن قتادة، في قوله تعالى: {وأذنت لربها وحقت}؛ قال: سمعت وأطاعت). [تفسير عبد الرزاق: 2/ 358]
قالَ مُحَمَّدُ بنُ أَحمدَ بنِ نَصْرٍ الرَّمْلِيُّ (ت:295هـ): (ثنا يزيد بن موهبٍ قال: ثنا يحيى بن يمانٍ قال: ثنا أشعث عن جعفرٍ عن سعيدٍ في قوله عز وجل: {وأذنت لربها وحقت}؛ قال: سمعت وأطاعت).[جزء تفسير يحيى بن اليمان: 33]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقولُه: {وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقِّتْ}؛ يقولُ: وسمعت السماواتُ فِي تصدُّعِها وتشقُّقِها لِرَبِّهَا، وأطاعتْ لَه فِي أَمْرِهِ إيَّاها. والعربُ تَقُولُ: أَذِنَ لك فِي هَذَا الأَمْرِ أذَناً، بمعنى: اسْتَمَعَ لكَ. وَمِنْه الخبرُ الذي رُوِيَ عن النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: «مَا أَذِنَ اللَّهُ لِشَيْءٍ كَأَذَنِهِ لِنَبِيٍّ يَتَغَنَّى بِالْقُرْآنِ
». يعني بِذَلِك: مَا اسْتَمَعَ اللَّهُ لِشَيْءٍ كاستماعِهِ لنبيٍّ يتغنَّى بِالْقُرْآنِ. وَمِنْهُ قَوْلُ الشاعرِ:
صُمٌّ إِذا سَمِعُوا خيراً ذُكِرْتُ بهِ ....... وَإِنْ ذُكِرْتُ بِسُوءٍ عِندَهُمْ أَذِنُوا
وأصلُ قَوْلِهِمْ فِي الطاعةِ: سمعَ لَه. مِن الاستماعِ، يُقَالُ منه: سَمِعْتُ لكَ، بمعنَى: سَمِعْتُ قَوْلَكَ وأطعتُ فيما قُلْتَ وَأَمَرْتَ.
وبنحوِ الذي قلْنا فِي معنَى قولِه: {وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا} قالَ أهلُ التأويلِ.
ذِكْرُ مَن قالَ ذَلِكَ
- حدَّثني مُحَمَّدُ بنُ سعدٍ، قالَ: ثني أَبِي، قالَ: ثني عَمِّي، قالَ: ثني أَبِي، عن أبيهِ، عن ابْنِ عبَّاسٍ قولَهُ: {وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ}؛ قالَ: سَمِعَتْ لِرَبِّهَا.
- حدَّثنا أبو كريبٍ، قالَ: ثنا ابْنُ يَمانٍ، عن أشعثَ، عن جعفرٍ، عن سعيدٍ فِي قولِهِ: {وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ}؛ قالَ: سَمِعَتْ وأطاعتْ.
- حدَّثني مُحَمَّدُ بنُ عمرٍو، قالَ: ثنا أبو عَاصِمٍ، قالَ: ثنا عِيسى، وحدَّثني الحارثُ، قالَ: ثنا الحسنُ، قالَ: ثنا ورقاءُ، جميعاً عن ابْنِ أَبِي نجيحٍ، عن مجاهدٍ فِي قولِهِ: {وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ}؛ قالَ: سَمِعَتْ.
- حدَّثني الحارثُ، قالَ: ثنا الحسنُ، قالَ: ثنا ورقاءُ، عنِ ابْنِ أَبِي نجيحٍ، عن مجاهدٍ مِثْلَه.
- حدَّثنا ابْنُ عَبْدِ الأَعْلَى، قالَ: ثنا ابْنُ ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادةَ فِي قولِهِ: {وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ}؛ قالَ: سَمِعَتْ وأطاعتْ.
- حدَّثنا بِشْرٌ، قالَ: ثنا يَزِيدُ، قالَ: ثنا سعيدٌ، عن قتادةَ قولَه: {وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ}؛ أَيْ: سَمِعَتْ وأطاعتْ.
- حُدثْتُ عن الحسينِ، قالَ: سَمِعْتُ أَبا مُعَاذٍ يقولُ: ثنا عبيدٌ، قالَ: سَمِعْتُ الضحَّاكَ يقولُ فِي قولِهِ: {وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ}؛ قالَ: سَمِعَتْ وأطاعتْ.
وقولُهُ: {وَحُقَّتْ}؛ يقولُ: وحقَّقَ اللَّهُ عليها الاستماعَ بالانشقاقِ والانتهاءِ إلَى طاعتِه فِي ذَلِكَ.
وبنحوِ الذي قلْنا فِي ذَلِكَ قالَ أهلُ التأويلِ.
ذِكْرُ مَن قالَ ذَلِكَ
- حدَّثني مُحَمَّدُ بنُ سعدٍ، قالَ: ثني أَبِي، قالَ: ثني عَمِّي، قالَ: ثني أَبِي، عن أبيهِ، عن ابْنِ عبَّاسٍ فِي قولِهِ: {وَحُقَّتْ}؛ قالَ: حُقِّقَتْ لطاعةِ رَبِّهَا.
- حدَّثنا ابْنُ حُمَيْدٍ، قالَ: ثنا جريرٌ، عن أشعثَ بنِ إسحاقَ، عن جعفرٍ، عن سعيدِ بنِ جبيرٍ: {وَحُقَّتْ}: وَحُقَّ لَهَا). [جامع البيان: 24/ 230-232]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم قال: ثنا آدم قال: نا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، في قوله: {وأذنت لربها وحقت}؛ قال: سمعت لربها وأطاعت وأما قوله وحقت فيقول حق لها أن تفعل). [تفسير مجاهد: 741]
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (أخبرنا عبد الرّحمن بن الحسن القاضي، ثنا إبراهيم بن الحسين، ثنا آدم بن أبي إياسٍ، ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، عن ابن عبّاسٍ رضي اللّه عنهما، في قوله عزّ وجلّ: {إذا السّماء انشقّت (1) وأذنت لربّها وحقّت} قال: سمعت {وإذا الأرض مدّت}، قال: «يوم القيامة» {وألقت ما فيها وتخلّت}قال: «أخرجت ما فيها من الموتى» هذا حديثٌ صحيحٌ على شرط الشّيخين ولم يخرّجاه "). [المستدرك: 2/ 563]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (قَولُهُ: وقَالَ مُجَاهِدٌ: أَذِنَت: سَمِعَتْ وأَطَاعَتْ لِرَبِّها، وأَلقَتْ مَا فِيها: أَخرَجَتْ مَا فِيها مِن المَوْتَى وتَخَلَّتْ عَنهُم) وَقَعَ هُنا للنَّسَفِيِّ، وتَقَدَّمَ لَهُم فِي بَدْءِ الخَلْقِ.
وقد أَخْرَجَهُ الحَاكِمُ من طَرِيقِ مُجَاهِدٍ عنِ ابنِ عَبَّاسٍ وصَلَهُ بذِكْرِ ابنِ عَبَّاسٍ فيه، لَكِنَّه مَوقُوفٌ عليه). [فتح الباري: 8 / 697]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : ( (وَقَالَ مُجَاهِدٌ: أَذِنَتْ: سَمِعَتْ وَأطَاعَتْ لِرَبِّهَا، وَألْقَتْ مَا فِيهَا مِنَ المَوْتَى وَتَخَلَّتْ عَنْهُمْ)
أَيْ: قَالَ مُجَاهِدٌ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ (2) وَإِذَا الأَرْضُ مُدَّتْ (3) وَأَلْقَتْ مَا فِيهَا وَتَخَلَّتْ}؛ وَفَسَّرَ قَوْلَهُ: أَذِنَتْ بِقَوْلِهِ: سَمِعَتْ وَأَطَاعَتْ وَفَسَّرَ قَوْلَهُ: {وَأَلْقَتْ مَا فِيهَا}؛ بِقَوْلِهِ: أَخْرَجَتْ مَا فِيهَا مِنَ الْمَوْتَى، وَقَالَ الثَّعْلَبِيُّ: مِنَ الْكُنُوزِ وَالْمَوْتَى. قَوْلُهُ: (وَتَخَلَّتْ) أَيْ: خَلَتْ فَلَيْسَ فِي بَطْنِهَا شَيْءٌ وَهَذَا كُلُّهُ لِلنَّسَفِيِّ). [عمدة القاري: 19/ 284]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ ابنُ أبي حَاتِمٍ, عن ابنِ عَبَّاسٍ في قَوْلِهِ: {وأَذِنَتْ}؛ قَالَ: أطاعَتْ, {وحُقَّتْ}؛ قَالَ: حُقَّتْ بالطَّاعَةِ). [الدر المنثور: 15/ 314]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ ابنُ المُنْذِرِ, عن السُّدِّيِّ في قَوْلِهِ: {وأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ}؛ قَالَ: أطاعَتْ وحُقَّ لها أَنْ تُطِيعَ). [الدر المنثور: 15/ 314]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ ابنُ المُنْذِرِ, عن ابنِ عَبَّاسٍ في قَوْلِهِ: {وأَذِنَتْ لرَبِّهَا}؛ قَالَ: سَمِعَتْ حِينَ كَلَّمَها). [الدر المنثور: 15/ 314]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ الحاكِمُ وصحَّحه, عن ابنِ عَبَّاسٍ: {وأَذِنَتْ لرَبِّهَا وحُقَّتْ}؛ قَالَ: سَمِعَتْ وأَطَاعَتْ, وفي قَوْلِهِ: {وَإِذَا الأرضُ مُدَّتْ}؛ قَالَ: يَوْمَ القِيَامَةِ، {وأَلْقَتْ مَا فِيهَا}: أخْرَجَتْ ما فيها مِن المَوْتَى، {وتَخَلَّتْ} عَنْهُم.
- وأخْرَجَ عَبْدُ بنُ حُمَيْدٍ, عَنْ مُجَاهِدٍ مثلَه). [الدر المنثور: 15/ 314-315]

تفسير قوله تعالى: {وَإِذَا الْأَرْضُ مُدَّتْ (3)}
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر، عن الزهري، في قوله تعالى: {وإذا الأرض مدت}؛ قال أخبرني علي بن حسين أن النبي قال:«إذا كان يوم القيامة مد الله الأرض مد الأديم حتى لا يكون لبشر من الناس إلا موضع قدميه». قال النبي: «فأكون أول من يدعى وجبريل عن يمين الرحمن والله ما رآه قبلها فأقول يا رب إن هذا أخبرني أنك أرسلته إلي فيقول الله صدق فأقول يا رب عبادك عبدوك في أطراف الأرض وهو المقام المحمود»). [تفسير عبد الرزاق: 2/ 358]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقولُهُ: {وَإِذَا الأَرْضُ مُدَّتْ}؛ يقولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: وَإِذَا الأَرْضُ بُسِطتْ، فزِيدَ فِي سَعَتِها.
كالذي حدَّثنا ابْنُ عَبْدِ الأَعْلَى، قالَ: ثنا ابْنُ ثورٍ، عن معمرٍ، عن الزهريِّ، عن عَلِيِّ بنِ حسينٍ، أَن النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، قالَ:
«إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ مَدَّ اللَّهُ الأَرْضَ حَتَّى لاَ يَكُونَ لِبَشَرٍ مِنَ النَّاسِ إِلاَّ مَوْضِعُ قَدَمَيْهِ، فَأَكُونُ أَوَّلَ مَنْ يُدْعَى، وَجِبْرِيلُ عَنْ يَمِينِ الرَّحْمَنِ، وَاللَّهِ مَا رَآهُ قَبْلَهَا، فأقولُ: يَا رَبِّ، إِنَّ هَذَا أَخْبَرَنِي أَنَّكَ أَرْسَلْتَهُ إِلَيَّ. فَيَقُولُ: صَدَقَ، ثُمَّ أَشْفَعُ فَأَقُولُ: يَا رَبِّ، عِبَادُكَ عَبَدُوكَ فِي أَطْرَافِ الأَرْضِ». قالَ: "وهُو المقامُ المحمودُ".
- حدَّثني مُحَمَّدُ بنُ عمرٍو، قالَ: ثنا أبو عَاصِمٍ، قالَ: ثنا عِيسى، وحدَّثني الحارثُ، قالَ: ثنا الحسنُ، قالَ: ثنا ورقاءُ، جميعاً عن ابْنِ أَبِي نجيحٍ، عن مجاهدٍ قولَهُ: {مُدَّتْ}. قالَ: يَومَ القيامةِ). [جامع البيان: 24/ 232-233]
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (أخبرنا عبد الرّحمن بن الحسن القاضي، ثنا إبراهيم بن الحسين، ثنا آدم بن أبي إياسٍ، ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، عن ابن عبّاسٍ رضي اللّه عنهما، في قوله عزّ وجلّ: {إذا السّماء انشقّت (1) وأذنت لربّها وحقّت} قال: سمعت {وإذا الأرض مدّت} قال: «يوم القيامة» {وألقت ما فيها وتخلّت} قال: «أخرجت ما فيها من الموتى» هذا حديثٌ صحيحٌ على شرط الشّيخين ولم يخرّجاه "). [المستدرك: 2/ 563] (م)
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (حدّثنا أبو عبد اللّه الصّفّار، ثنا أحمد بن مهران، ثنا عبيد اللّه بن موسى، أنبأ إسرائيل، عن أبي يحيى، عن مجاهدٍ، عن عبد اللّه بن عمرٍو رضي اللّه عنه، قال: كان البيت قبل الأرض بألفي سنةٍ، «فإذا الأرض مدّت» قال: «من تحته مدًّا» هذا حديثٌ صحيح الإسناد ولم يخرّجاه "). [المستدرك: 2 / 563]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (قَولُهُ: (وقَالَ مُجَاهِدٌ: أَذِنَت: سَمِعَتْ وأَطَاعَتْ لِرَبِّها، وأَلقَتْ مَا فِيها: أَخرَجَتْ مَا فِيها مِن المَوْتَى وتَخَلَّتْ عَنهُم) وَقَعَ هُنا للنَّسَفِيِّ، وتَقَدَّمَ لَهُم فِي بَدْءِ الخَلْقِ.
وقد أَخْرَجَهُ الحَاكِمُ من طَرِيقِ مُجَاهِدٍ عنِ ابنِ عَبَّاسٍ وصَلَهُ بذِكْرِ ابنِ عَبَّاسٍ فيه، لَكِنَّه مَوقُوفٌ عليه). [فتح الباري: 8/ 697] (م)
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : ( (وَقَالَ مُجَاهِدٌ: أَذِنَتْ: سَمِعَتْ وَأطَاعَتْ لِرَبِّهَا، وَألْقَتْ مَا فِيهَا مِنَ المَوْتَى وَتَخَلَّتْ عَنْهُمْ)
أَيْ: قَالَ مُجَاهِدٌ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ (2) وَإِذَا الأَرْضُ مُدَّتْ (3) وَأَلْقَتْ مَا فِيهَا وَتَخَلَّتْ} وَفَسَّرَ قَوْلَهُ: أَذِنَتْ بِقَوْلِهِ: سَمِعَتْ وَأَطَاعَتْ وَفَسَّرَ قَوْلَهُ: {وَأَلْقَتْ مَا فِيهَا} بِقَوْلِهِ: أَخْرَجَتْ مَا فِيهَا مِنَ الْمَوْتَى، وَقَالَ الثَّعْلَبِيُّ: مِنَ الْكُنُوزِ وَالْمَوْتَى. قَوْلُهُ: (وَتَخَلَّتْ) أَيْ: خَلَتْ فَلَيْسَ فِي بَطْنِهَا شَيْءٌ وَهَذَا كُلُّهُ لِلنَّسَفِيِّ). [عمدة القاري: 19/ 284] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ الحاكِمُ وصحَّحه, عن ابنِ عَبَّاسٍ: {وأَذِنَتْ لرَبِّهَا وحُقَّتْ}. قَالَ: سَمِعَتْ وأَطَاعَتْ, وفي قَوْلِهِ: {وَإِذَا الأرضُ مُدَّتْ}؛ قَالَ: يَوْمَ القِيَامَةِ، {وأَلْقَتْ مَا فِيهَا}: أخْرَجَتْ ما فيها مِن المَوْتَى، {وتَخَلَّتْ} عَنْهُم.
وأخْرَجَ عَبْدُ بنُ حُمَيْدٍ, عَنْ مُجَاهِدٍ مثلَه). [الدر المنثور: 15/ 314-315] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ الفِرْيابيُّ وعَبْدُ بنُ حُمَيْدٍ والحاكمُ وصحَّحه والبَيْهَقِيُّ في الدَّلائِلِ, عن عَبْدِ اللَّهِ بنِ عَمْرٍو قَالَ: كانَ البَيْتُ قَبْلَ الأرضِ بأَلْفَيْ سَنَةٍ، وذلك قولُ اللَّهِ: {وَإِذَا الأَرْضُ مُدَّتْ}. قَالَ: مُدَّتْ مِن تَحْتِه مَدًّا). [الدر المنثور: 15/ 315]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ الحاكمُ, عن ابنِ عَمْرٍو قَالَ: إِذَا كانَ يومُ القيامةِ مُدَّتِ الأرضُ مَدَّ الأدِيمِ, وحَشَرَ اللَّهُ الخلائقَ؛ الإِنْسَ والجِنَّ والدَّوابَّ والوُحوشَ، فإذا كانَ ذلك اليومُ جَعَلَ اللَّهُ القِصَاصَ بَيْنَ الدوابِّ حَتَّى تَقْتَصَّ الشَّاةُ الجَمَّاءُ مِنَ القَرْنَاءِ بنَطْحَتِهَا، فإِذَا فَرَغَ اللَّهُ مِنَ القِصَاصِ بَيْنَ الدوابِّ قَالَ لها: كُونِي تُراباً. فيَرَاها الكافرُ فيقولُ: {يَا لَيْتَنِي كُنْتُ تُرَاباً} ). [الدر المنثور: 15/ 315]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ الحاكمُ بسَنَدٍ جَيِّدٍ, عن جابرٍ, عن النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عليهِ وسَلَّمَ= قَالَ:
«تُمَدُّ الأَرْضُ يَوْمَ القِيَامَةِ مَدَّ الأَدِيمِ ثُمَّ لا يَكُونُ لابنِ آدَمَ مِنْهَا إِلاَّ مَوْضِعُ قَدَمَيْهِ» ). [الدر المنثور: 15/ 315]

تفسير قوله تعالى: {وَأَلْقَتْ مَا فِيهَا وَتَخَلَّتْ (4)}
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر، عن قتادة، في قوله تعالى: {وألقت ما فيها وتخلت}؛ قال: أخرجت أثقالها وكنوزها وتخلت منه). [تفسير عبد الرزاق: 2/ 359]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقولُهُ: {وَأَلْقَتْ مَا فِيهَا وَتَخَلَّتْ}؛ يقولُ جلَّ ثناؤُه: وَأَلْقَتِ الأَرْضُ مَا فِي بَطْنِها مِن الْموْتَى إلَى ظهرِها، وَتَخَلَّتْ مِنْهُم إلَى اللَّهِ.
وبنحوِ الذي قلْنا فِي ذَلِكَ قالَ أهلُ التأويلِ.
ذِكْرُ مَن قالَ ذَلِكَ
- حدَّثني مُحَمَّدُ بنُ عمرٍو، قالَ: ثنا أبو عَاصِمٍ، قالَ: ثنا عِيسى، وحدَّثني الحارثُ، قالَ: ثنا الحسنُ، قالَ: ثنا ورقاءُ، جميعاً عن ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عن مجاهدٍ قولَهُ: {وَأَلْقَتْ مَا فِيهَا وَتَخَلَّتْ}؛ قالَ: أخرجتْ مَا فيها مِن الْموْتَى.
- حدَّثنا بِشْرٌ، قالَ: ثنا يَزِيدُ، قالَ: ثنا سعيدٌ، عن قتادةَ: {وَأَلْقَتْ مَا فِيهَا وَتَخَلَّتْ}؛ قالَ: أخرجتْ أَثْقَالَهَا وما فيها). [جامع البيان: 24/ 233]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (ثنا إبراهيم قال: ثنا آدم قال: ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد {وألقت ما فيها وتخلت}؛ قال: أخرجت ما فيها من الموتى وتخلت منهم). [تفسير مجاهد: 741]
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (أخبرنا عبد الرّحمن بن الحسن القاضي، ثنا إبراهيم بن الحسين، ثنا آدم بن أبي إياسٍ، ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، عن ابن عبّاسٍ رضي اللّه عنهما، في قوله عزّ وجلّ: {إذا السّماء انشقّت (1) وأذنت لربّها وحقّت} قال: سمعت {وإذا الأرض مدّت}قال: «يوم القيامة» {وألقت ما فيها وتخلّت}قال: «أخرجت ما فيها من الموتى» هذا حديثٌ صحيحٌ على شرط الشّيخين ولم يخرّجاه "). [المستدرك: 2/ 563] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ الحاكِمُ وصحَّحه, عن ابنِ عَبَّاسٍ: {وأَذِنَتْ لرَبِّهَا وحُقَّتْ}؛ قَالَ: سَمِعَتْ وأَطَاعَتْ, وفي قَوْلِهِ: {وَإِذَا الأرضُ مُدَّتْ}؛ قَالَ: يَوْمَ القِيَامَةِ، {وأَلْقَتْ مَا فِيهَا}: أخْرَجَتْ ما فيها مِن المَوْتَى، {وتَخَلَّتْ} عَنْهُم.
- وأخْرَجَ عَبْدُ بنُ حُمَيْدٍ, عَنْ مُجَاهِدٍ مثلَه). [الدر المنثور: 15/ 314-315] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ ابنُ المُنْذِرِ, عن ابنِ عَبَّاسٍ في قَوْلِهِ: {وأَلْقَتْ مَا فِيهَا}؛ قَالَ: سَوَارِي الذَّهَبِ). [الدر المنثور: 15/ 315]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ أبو القَاسِمِ الخُتَّليُّ في الدِّيباجِ, عن ابنِ عُمَرَ, عن النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عليهِ وسَلَّمَ- في قَوْلِهِ: {إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ} الآيةَ. قَالَ:
«أَنَا أَوَّلُ مَنْ تَنْشَقُّ عَنْهُ الأَرْضُ يَوْمَ القِيَامَةِ, فأَجْلِسُ جَالِساً فِي قَبْرِي, وإِنَّ الأَرْضَ تَحَرَّكَتْ بِي، فقُلْتُ لَهَا: مَا لَكِ؟ فقَالَتْ: إِنَّ رَبِّي أَمَرَنِي أَنْ أُلْقِيَ مَا فِي جَوْفِي، وأَنْ أَتَخَلَّى فأَكُونَ كَمَا كُنْتُ إِذْ لا شَيْءَ فِيَّ. وذَلِكَ قَوْلُه: {وَأَلْقَتْ مَا فِيهَا وتَخَلَّتْ}» ). [الدر المنثور: 15/ 316]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ وعَبْدُ بنُ حُمَيْدٍ, عَنْ قَتَادَةَ في قَوْلِهِ: {وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وحُقَّتْ}. قَالَ: سَمِعَتْ وأطاعتْ. وفي قَوْلِهِ: {وأَلْقَتْ مَا فِيهَا وتَخَلَّتْ}. قَالَ: أخْرَجَتْ أَثْقَالَها وما فيها مِن الكُنوزِ والناسِ. وفي قَوْلِهِ: {يَا أَيُّهَا الإِنْسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحاً}؛ قَالَ: عَامِلٌ لَهُ عَمَلاً). [الدر المنثور: 15/ 316]

تفسير قوله تعالى: {وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ (5)}
قالَ مُحَمَّدُ بنُ أَحمدَ بنِ نَصْرٍ الرَّمْلِيُّ (ت:295هـ): (ثنا يزيد بن موهبٍ قال: ثنا يحيى بن يمانٍ قال: ثنا أشعث، عن جعفرٍ، عن سعيدٍ، في قوله عز وجل: {وأذنت لربها وحقت}؛ قال: سمعت وأطاعت). [جزء تفسير يحيى بن اليمان: 33] (م)
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقولُهُ: {وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ}؛ يقولُ: وسمعت الأَرْضُ فِي إلقائِها مَا فِي بطنِها مِن الْموْتَى إلَى ظهرِها أحياءً، أَمْرَ رَبِّهَا وأطاعتْ، {وَحُقَّتْ} يقولُ: وحقَّقَها اللَّهُ للاستماعِ لأمرِهِ فِي ذَلِكَ والانتهاءِ إلَى طاعتِهِ.
واختلفَ أهلُ العربيَّةِ فِي موقعِ جَوَابِ قولِه: {إِذَا الْسَّمَاءُ انشَقَّتْ}. وقولِهِ: {وَإِذَا الأَرْضُ مُدَّتْ}، فقالَ بَعْضُ نحويِّي البصرةِ: {إِذَا الْسَّمَاءُ انشَقَّتْ}. عَلَى معنَى قولِه: {يَا أَيُّهَا الإِنْسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحاً فَمُلاَقِيهِ} إِذا الْسَّمَاءُ انشَقَّتْ، عَلَى التقديمِ والتأخيرِ.
وقالَ بَعْضُ نحويِّي الكوفةِ: قالَ بَعْضُ المفسِّرينَ: جَوَابُ {إِذَا الْسَّمَاءُ انشَقَّتْ} قولُه: {وَأَذِنَتْ}. قالَ: ونرَى أنَّه رأيٌ ارتآهُ المفسِّرُ، وشبَّهَهُ بِقَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: {حَتَّى إِذَا جَاؤُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا} لأنَّا لم نَسْمَعْ جواباً بالواوِ فِي (إِذَا) مبتدأةً، وَلاَ كَلاَم قَبْلَهَا، وَلاَ فِي (إِذا) إِذا ابتدئتْ؛، قالَ: وإنما تُجيبُ العربُ بالواوِ فِي قولِهِ: حتَّى إِذا كانَ، وفلمَّا أَنْ كانَ، لم يجاوزُوا ذَلِكَ؛، قالَ: والجوابُ فِي: {إِذَا الْسَّمَاءُ انْشَقَّتْ} وفي {وَإِذَا الأَرْضُ مُدَّتْ} كالمتروكِ؛ لأَنَّ المعنَى مَعْرُوفٌ قد تردَّدَ فِي القُرْآنِ معناهُ فعُرِفَ، وَإِنْ شِئْتَ كانَ جوابُه: {يَا أيُّها الإنسَانُ}، كقولِ القائلِ: إِذا كانَ كذا وكذا، فيَا أيُّها النَّاسُ تَرَوْنَ مَا عَمِلْتُمْ مِن خيرٍ أَوْ شَرٍّ، تَجْعَلُ {يَا أيُّها الإنسَانُ} هوَ الجوابَ، وتُضَمِّنُ فِيه الفاءَ، وَقَد فُسِّرَ جَوَابُ: {إِذَا الْسَّمَاءُ انْشَقَّتْ} فيما يلقَى الإنسَانُ مِن ثَوَابٍ وعقابٍ، فكأنَّ المعنى: تَرَى الثَّوَابَ والعقابَ إِذا الْسَّمَاءُ انشَقَّتْ.
والصوابُ مِن الْقَوْلِ فِي ذَلِكَ عِندَنَا أَنَّ جوابَهُ محذوفٌ، تُرِكَ استغناءً بمعرفةِ المخاطَبِينَ بِه بمعناهُ. ومعنَى الكلامِ: إِذا الْسَّمَاءُ انشَقَّتْ رَأَى الإنسَانُ مَا قَدَّمَ مِن خيرٍ أَو شَرٍّ. وَقَد بَيَّنَ ذَلِكَ قولُه: {يَا أَيُّهَا الإنْسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إلَى رَبِّكَ كَدْحاً فَمُلاَقِيهِ} والآياتُ بَعْدَهَا). [جامع البيان: 24/ 233-235]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ وعَبْدُ بنُ حُمَيْدٍ, عَنْ قَتَادَةَ في قَوْلِهِ: {وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وحُقَّتْ}؛ قَالَ: سَمِعَتْ وأطاعتْ. وفي قَوْلِهِ: {وأَلْقَتْ مَا فِيهَا وتَخَلَّتْ}؛ قَالَ: أخْرَجَتْ أَثْقَالَها وما فيها مِن الكُنوزِ والناسِ. وفي قَوْلِهِ: {يَا أَيُّهَا الإِنْسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحاً}؛ قَالَ: عَامِلٌ لَهُ عَمَلاً). [الدر المنثور: 15/ 316] (م)

إشراق المطيري 23 جمادى الآخرة 1434هـ/3-05-2013م 10:15 PM

التفسير اللغوي

تفسير قوله تعالى: {إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ (1)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (قوله عز وجل: {إذا السّماء انشقّت...}؛ تشقق بالغمام). [معاني القرآن: 3/ 249]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ): ({إذا السّماء انشقّت} وأما {إذا السّماء انشقّت} فعلى معنى {يا أيّها الإنسان إنّك كادحٌ إلى ربّك كدحاً فملاقيه}، {إذا السّماء انشقّت} على التقديم والتأخير). [معاني القرآن: 4/ 48]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (قوله: {إذا السّماء انشقّت (1)} تنشق يوم القيامة بالغمام، وجواب (إذا) يدل عليه: {فملاقيه} المعنى إذا كان يوم القيامة لقي الإنسان عمله). [معاني القرآن: 5/ 303]

تفسير قوله تعالى: {وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ (2)}

قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله عز وجل: {وأذنت لربّها وحقّت...}؛ سمعت وحق لها ذلك. وقال بعض المفسرين: جواب {إذا السّماء انشقت} قوله: {وأذنت} ونرى أنه رأى ارتآه المفسر، وشبهه بقول الله تبارك وتعالى: {حتّى إذا جاءوها وفتحت أبوابها} لأنا لم نسمع جواباً بالواو في" إذ" مبتدأة، ولا قبلها كلام، ولا في "إذا" إذا ابتدئت، وإنما تجيب العرب بالواو في قوله: حتى إذا كان، و"فلما أن كان" لم يجاوزوا ذلك، قال الله تبارك وتعالى: {حتّى إذا فتحت يأجوج ومأجوج وهم من كلّ حدبٍ ينسلون، واقترب} بالواو، ومعناه: اقترب. والله أعلم. وقد فسرناه في غير هذا الموضع). [معاني القرآن: 3/ 249-250]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({واذنت لربّها وحقّت} أذنت: استمعت قال رؤبة:صمٌّ إذا سمعوا خيراً ذكرت به... وإن ذكرت بسوء عندهم أذنوا
حقت: حق لها). [مجاز القرآن: 2/ 291]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ): ({وأذنت لربّها وحقّت} قال: {وأذنت لربّها وحقّت} أي: وحقّ لها). [معاني القرآن: 4/ 48]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({أذنت لربها}: استمتعت، والعرب تقول ائذن لكلامي كما أذنت لكلامك، أي استمع لي كما استمعت لك.

{وحقت}: حق لها ذلك).[غريب القرآن وتفسيره: 421]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ):
(قوله: {وأذنت لربّها}: استمعت، {وحقّت} أي حقّ لها). [تفسير غريب القرآن: 521]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (ومعنى: {وأذنت لربّها وحقّت (2)} أي سمعت، يقال: أذنت للشيء آذن إذا سمعت قال الشاعر:
صمّ إذا سمعوا خيرا ذكرت به ....... وإن ذكرت بسوء عندهم أذنوا
أي سمعوا.
ومعنى {وحقّت}؛ أي حق لها أن تفعل). [معاني القرآن: 5/ 303]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت: 345هـ): ({وأذنت}؛ أي: استمعت.
{وحقت}؛ أي: وحق لها أن تسمع كلام خالقها). [ياقوتة الصراط: 563]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({وَأَذِنَتْ}؛ أي سمعت. {وَحُقَّتْ}؛ أي حقّ لها أن تسمع). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 298]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({أَذِنَتْ}: استمعت). [العمدة في غريب القرآن: 342]

تفسير قوله تعالى: {وَإِذَا الْأَرْضُ مُدَّتْ (3)}

قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله عز وجل: {وإذا الأرض مدّت...}؛ بسطت ومدّدت كما يمدّد الأديم العكاظي والجواب في: {إذا السماء انشقّت}، وفي {وإذا الأرض مدّت} كالمتروك؛ لأنّ المعنى معروف قد تردّد في القرآن معناه فعرف. وإن شئت كان جوابه: يأيها الإنسان. كقول القائل: إذا كان كذا وكذا فيأيها الناس ترون ما عملتم من خير أو شر. تجعل يأيها الإنسان هو الجواب، وتضمر فيه الفاء، وقد فسّر جواب: {إذا السماء} فيما يلقى الإنسان من ثواب وعقاب ـ وكأن المعنى: ترى الثواب والعقاب إذا انشقت السماء). [معاني القرآن: 3/ 250]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): ({وإذا الأرض مدّت (3)}؛ أزيلت عن هيئتها وبدّلت). [معاني القرآن: 5/ 303]

تفسير قوله تعالى: {وَأَلْقَتْ مَا فِيهَا وَتَخَلَّتْ (4)}

قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): ({وألقت ما فيها وتخلّت (4)}؛ ألقت ما فيها من الموتى والكنوز). [معاني القرآن: 5/ 303]

تفسير قوله تعالى: {وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ (5)}

قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({وَحُقَّتْ}: حق لها). [العمدة في غريب القرآن: 342]


أم سهيلة 27 رجب 1434هـ/5-06-2013م 10:35 PM

التفسير اللغوي المجموع
[ما استخلص من كتب علماء اللغة مما له صلة بهذا الدرس]



تفسير قوله تعالى: {إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ (1)}
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (فأما إذا فتحتاج إلى الابتداء والجواب. تقول: إذا جاءني زيد أكرمته. وإذا يجيء زيد أعطيته.
و إنما منع إذا من أن يجازى بها؛ لأنها مؤقتة وحروف الجزاء مبهمة، ألا ترى أنك إذا قلت: إن تأتني آتك فأنت لا تدري أيقع منه إتيان أم لا? وكذلك من أتاني أتيته. إنما معناه: إن يأتني واحد من الناس آته.
فإذا قلت: إذا أتيتني وجب أن يكون الإتيان معلوماً؛ ألا ترى إلى قول الله عز وجل: {إذا السماء انفطرت}، و{إذا الشمس كورت} و{إذا السماء انشقت} أن هذا واقع لا محالة.
و لا يجوز أن يكون في موضع هذا إن، لأن الله عز وجل يعلم، وإن إنما مخرجها الظن والتوقع فيما يخبر به المخبر. وليس هذا مثل قوله: {إن ينتهوا يغفر لهم ما قد سلف} لأن هذا راجع إليهم). [المقتضب: 2/ 54-55] (م)
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (واعلم أن المفعول إذا وقع في هذا الموضع وقد شغل الفعل عنه انتصب بالفعل المضمر، لأن الذي بعده تفسير له؛ كما كان في الاستفهام في قولك: أزيداً ضربته، {أبشراً منا واحداً نتبعه}. وذلك قولك: إن زيداً تره تكرمه، ومن زيداً يأته يعطه، وإن زيداً لقيته أكرمته، وكذلك إذا لأنها لا تقع إلا على فعل. تقول: إذا زيداً لقيته فأكرمه، قال:
لا تجزعي إن منفساً أهلكـتـه ....... وإذا هلكت فعند ذلك فاجزعي
وقال الآخر:
إذا ابن أبي موسى بلالاً بلغته ....... فقام بفاسٍ بين وصليك جازر
ولو رفع هذا رافعٌ على غير الفعل لكان خطأ، لأن هذه الحروف لا تقع إلا على الأفعال. ولكن رفعه يجوز على ما لا ينقض المعنى، وهو أن يضمر بلغ، فيكون إذا بلغ ابن أبي موسى. وقوله: بلغته إظهارٌ للفعل وتفسيرٌ للفاعل.
وكذلك: لا تجزعي إن منفسٌ أهلكته على أن يكون المضمر هلك.
وكذلك هذه الآيات كلها، وهي: {إذا السماء انشقت} و{إذا الشمس كورت} وإنما المعنى والله أعلم إذا كورت الشمس، وإذا انشقت السماء.
والجواب في جميع هذا موجود، لأن هذه لا تكون إلا بأجوبة. فالجواب في قوله: {إذا الشمس كورت} {علمت نفسٌ ما أحضرت}. والجواب في قوله: {إذا السماء انفطرت} {علمت نفسٌ ما قدمت وأخرت}.
فأما قوله: {إذا السماء انشقت. وأذنت لربها وحقت} فقد قيل فيه أقاويل:
- فقوم يقولون: {فأما من أوتي كتابه بيمينه} هو الجواب، لأن الفاء وما بعدها جواب، كما تكون جواباً في الجزاء؛ لأن إذا في معنى الجزاء. وهو كقولك: إذا جاء زيد فإن كلمك فكلمه. فهذا قول حسن جميل.
- وقال قوم: الخبر محذوف؛ لعلم المخاطب. كقول القائل عند تشديد الأمر: إذا جاء زيد، أي إذا جاء زيد علمت؛ وكقوله: إن عشت، ويكل ما بعد هذا إلى ما يعلمه المخاطب. كقول القائل: لو رأيت فلاناً وفي يده السيف.
- وقال قوم آخرون: الواو في مثل هذا تكون زائدة. فقوله: {إذا السماء انشقت. وأذنت لربها وحقت} يجوز أن يكون {إذا الأرض مدت} والواو زائدة. كقولك: حين يقوم زيدٌ حين يأتي عمرو.
- وقالوا أيضاً: {إذا السماء انشقت أذنت لربها وحقت}. وهو أبعد الأقاويل. أعني زيادة الواو.
ومن قول هؤلاء: إن هذه الآية على ذلك {فلما أسلما وتله للجبين. وناديناه} قالوا: المعنى: ناديناه أن يا إبراهيم. قالوا: ومثل ذلك في قوله: {حتى إذا جاءوها وفتحت أبوابها وقال لهم خزنتها}. المعنى عندهم: حتى إذا جاءوها فتحت أبوابها، كما كان في الآية التي قبلها. في مواضع من القرآن كثيرة من هذا الضرب قولهم واحد، وينشدون في ذلك:
حتى إذا امتلأت بطونكـم ....... ورأيتم أبناءكم شـبـوا
وقلبتم ظهر المجن لنـا
....... إن الغدور الفاحش الخب
قال: وإنما هو: قلبتم ظهر المجن.
وزيادة الواو غير جائزة عند البصريين، والله أعلم بالتأويل. فأما حذف الخبر فمعروف جيد من ذلك قوله {ولو أن قرآناً سيرت به الجبال أو قطعت به الأرض أو كلم به الموتى بل لله الأمر جميعاً}). [المقتضب: 2/ 74-78] (م)
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (وقول الله عز وجل: {إذا السماء انفطرت} و{إذا السماء انشقت} معناه: إذا انشقت السماء، ولولا هذا الفعل لم يصلح أن يقع بعد إذا لما فيها من معنى الجزاء. فعلى هذا تقول: آتيك يوم يقوم زيد، ولا يجوز: آتيك يوم زيد منطلق، لما ذكرت لك. قال الله عز وجل: {هذا يوم ينفع الصادقين صدقهم} وقال {هذا يوم لا ينطقون} ). [المقتضب: 4/ 348] (م)

تفسير قوله تعالى: {وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ (2)}

قَالَ سِيبَوَيْهِ عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ بْنِ قُنْبُرٍ (ت: 180هـ): (ولا نعلم شيئاً من المضاعف شذ عما وصفت لك إلا هذه الأحرف وقالوا: {وإذا الأرض مدت}: {وحقت} ). [الكتاب: 4/ 422]
قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ القَاسِمُ بنُ سَلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت: 224 هـ) : (في حديث النبي صلى الله عليه وسلم: «ما أذن الله لشيء كأذنه لنبي يتغنى بالقرآن أن يجهر به».
قال: حدثناه إسماعيل بن جعفر، عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، عن النبي [صلى الله عليه وسلم].
قوله: كأذنه يعني ما استمع الله لشيء كاستماعه لنبي يتغنى بالقرآن.
قوله: حدثناه حجاج عن ابن جريج عن مجاهد في قوله عز وجل: {وأذنت لربها وحقت}؛ قال: استمعت أو سمعت -شك أبو عبيد-.
وحدثناه أبو معاوية، عن معرف بن واصل، عن حبيب بن أبي ثابت في قوله: {وأذنت لربها}؛ قال: استمعت أو سمعت.
يقال: أذنت للشيء آذن له أذنا: إذا استمعت أو سمعت له.
قال عدي بن زيد:
أيها القلب تعلل بددن ....... إن همي في سماع وأذن
وقال عدي أيضا:
في سماع يأذن الشيخ له ....... وحديث مثل ماذي مشار
يريد بقوله يأذن: يستمع.
وبعضهم يرويه:
«كإذنه لنبي يتغنى بالقرآن» بكسر الألف، يذهب به إلى الإذن من الاستئذان، وليس لهذا وجه عندي.
وكيف يكون إذنه له في هذا أكثر من إذنه في غيره والذي أذن له فيه من توحيده وطاعته والإبلاغ عنه أكثر وأعظم من الإذن في قراءة يجهر بها). [غريب الحديث: 1/ 345-347]
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (واعلم أن المفعول إذا وقع في هذا الموضع وقد شغل الفعل عنه انتصب بالفعل المضمر، لأن الذي بعده تفسير له؛ كما كان في الاستفهام في قولك: أزيداً ضربته، {أبشراً منا واحداً نتبعه}. وذلك قولك: إن زيداً تره تكرمه، ومن زيداً يأته يعطه، وإن زيداً لقيته أكرمته، وكذلك إذا لأنها لا تقع إلا على فعل. تقول: إذا زيداً لقيته فأكرمه، قال:

لا تجزعي إن منفساً أهلكـتـه ....... وإذا هلكت فعند ذلك فاجزعي
وقال الآخر:
إذا ابن أبي موسى بلالاً بلغته ....... فقام بفاسٍ بين وصليك جازر
ولو رفع هذا رافعٌ على غير الفعل لكان خطأ، لأن هذه الحروف لا تقع إلا على الأفعال. ولكن رفعه يجوز على ما لا ينقض المعنى، وهو أن يضمر بلغ، فيكون إذا بلغ ابن أبي موسى. وقوله: بلغته إظهارٌ للفعل وتفسيرٌ للفاعل.
وكذلك: لا تجزعي إن منفسٌ أهلكته على أن يكون المضمر هلك.
وكذلك هذه الآيات كلها، وهي: {إذا السماء انشقت} و{إذا الشمس كورت} وإنما المعنى والله أعلم إذا كورت الشمس، وإذا انشقت السماء.
والجواب في جميع هذا موجود، لأن هذه لا تكون إلا بأجوبة. فالجواب في قوله: {إذا الشمس كورت} {علمت نفسٌ ما أحضرت}. والجواب في قوله: {إذا السماء انفطرت} {علمت نفسٌ ما قدمت وأخرت}.
فأما قوله: {إذا السماء انشقت. وأذنت لربها وحقت} فقد قيل فيه أقاويل:
- فقوم يقولون: {فأما من أوتي كتابه بيمينه} هو الجواب، لأن الفاء وما بعدها جواب، كما تكون جواباً في الجزاء؛ لأن إذا في معنى الجزاء. وهو كقولك: إذا جاء زيد فإن كلمك فكلمه. فهذا قول حسن جميل.
- وقال قوم: الخبر محذوف؛ لعلم المخاطب. كقول القائل عند تشديد الأمر: إذا جاء زيد، أي إذا جاء زيد علمت؛ وكقوله: إن عشت، ويكل ما بعد هذا إلى ما يعلمه المخاطب. كقول القائل: لو رأيت فلاناً وفي يده السيف.
- وقال قوم آخرون: الواو في مثل هذا تكون زائدة. فقوله: {إذا السماء انشقت * وأذنت لربها وحقت} يجوز أن يكون {إذا الأرض مدت} والواو زائدة. كقولك: حين يقوم زيدٌ حين يأتي عمرو.
- وقالوا أيضاً: {إذا السماء انشقت * وأذنت لربها وحقت}. وهو أبعد الأقاويل. أعني زيادة الواو.
ومن قول هؤلاء: إن هذه الآية على ذلك {فلما أسلما وتله للجبين. وناديناه} قالوا: المعنى: ناديناه أن يا إبراهيم. قالوا: ومثل ذلك في قوله: {حتى إذا جاءوها وفتحت أبوابها وقال لهم خزنتها}. المعنى عندهم: حتى إذا جاءوها فتحت أبوابها، كما كان في الآية التي قبلها. في مواضع من القرآن كثيرة من هذا الضرب قولهم واحد، وينشدون في ذلك:
حتى إذا امتلأت بطونكـم ....... ورأيتم أبناءكم شـبـوا
وقلبتم ظهر المجن لنـا ....... إن الغدور الفاحش الخب
قال: وإنما هو: قلبتم ظهر المجن.
وزيادة الواو غير جائزة عند البصريين، والله أعلم بالتأويل. فأما حذف الخبر فمعروف جيد من ذلك قوله {ولو أن قرآناً سيرت به الجبال أو قطعت به الأرض أو كلم به الموتى بل لله الأمر جميعاً} ). [المقتضب: 2/ 74-78] (م)
قالَ أبو العبَّاسِ أَحمدُ بنُ يَحْيَى الشَّيبانِيُّ - ثَعْلَبُ - (ت:291هـ): ( {وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ}؛ أذنت: استمعت. وحقت، قال الفراء: وحق لها أن تفعل). [مجالس ثعلب: 165] (م)
قالَ محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بَشَّارٍ الأَنْبَارِيُّ: (ت: 328 هـ): (
فلما أن تسايرنا قليلاً ....... أذن إلى الحديث فهن صور
قال الضبي: أذن سمعن مأخوذ من قول الله جل وعز: {وأذنت لربها وحقت} أي: سمعت. والأصور: المائل وجمعه صور ويقال إني إليك لأصور أي: لمائل. وقال يعقوب: أذن: استمعن يقال أذن للشيء يأذن أذنًا إذا استمع إليه ويقال رجل أذن إذا كان يسمع من كل أحد). [شرح المفضليات: 831]

تفسير قوله تعالى: {وَإِذَا الْأَرْضُ مُدَّتْ (3)}

قَالَ سِيبَوَيْهِ عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ بْنِ قُنْبُرٍ (ت: 180هـ): (ولا نعلم شيئاً من المضاعف شذ عما وصفت لك إلا هذه الأحرف وقالوا: {وإذا الأرض مدت}: {وحقت} ). [الكتاب: 4/ 422] (م)
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (واعلم أن المفعول إذا وقع في هذا الموضع وقد شغل الفعل عنه انتصب بالفعل المضمر، لأن الذي بعده تفسير له؛ كما كان في الاستفهام في قولك: أزيداً ضربته، {أبشراً منا واحداً نتبعه}. وذلك قولك: إن زيداً تره تكرمه، ومن زيداً يأته يعطه، وإن زيداً لقيته أكرمته، وكذلك إذا لأنها لا تقع إلا على فعل. تقول: إذا زيداً لقيته فأكرمه، قال:
لا تجزعي إن منفساً أهلكـتـه ....... وإذا هلكت فعند ذلك فاجزعي
وقال الآخر:
إذا ابن أبي موسى بلالاً بلغته ....... فقام بفاسٍ بين وصليك جازر
ولو رفع هذا رافعٌ على غير الفعل لكان خطأ، لأن هذه الحروف لا تقع إلا على الأفعال. ولكن رفعه يجوز على ما لا ينقض المعنى، وهو أن يضمر بلغ، فيكون إذا بلغ ابن أبي موسى. وقوله: بلغته إظهارٌ للفعل وتفسيرٌ للفاعل.
وكذلك: لا تجزعي إن منفسٌ أهلكته على أن يكون المضمر هلك.
وكذلك هذه الآيات كلها، وهي: {إذا السماء انشقت} و{إذا الشمس كورت} وإنما المعنى والله أعلم إذا كورت الشمس، وإذا انشقت السماء.
والجواب في جميع هذا موجود، لأن هذه لا تكون إلا بأجوبة. فالجواب في قوله: {إذا الشمس كورت} {علمت نفسٌ ما أحضرت}. والجواب في قوله: {إذا السماء انفطرت} {علمت نفسٌ ما قدمت وأخرت}.
فأما قوله: {إذا السماء انشقت. وأذنت لربها وحقت} فقد قيل فيه أقاويل:
- فقوم يقولون: {فأما من أوتي كتابه بيمينه} هو الجواب، لأن الفاء وما بعدها جواب، كما تكون جواباً في الجزاء؛ لأن إذا في معنى الجزاء. وهو كقولك: إذا جاء زيد فإن كلمك فكلمه. فهذا قول حسن جميل.
- وقال قوم: الخبر محذوف؛ لعلم المخاطب. كقول القائل عند تشديد الأمر: إذا جاء زيد، أي إذا جاء زيد علمت؛ وكقوله: إن عشت، ويكل ما بعد هذا إلى ما يعلمه المخاطب. كقول القائل: لو رأيت فلاناً وفي يده السيف.
- وقال قوم آخرون: الواو في مثل هذا تكون زائدة. فقوله: {إذا السماء انشقت * وأذنت لربها وحقت} يجوز أن يكون {إذا الأرض مدت} والواو زائدة. كقولك: حين يقوم زيدٌ حين يأتي عمرو.
- وقالوا أيضاً: {إذا السماء انشقت * وأذنت لربها وحقت}. وهو أبعد الأقاويل. أعني زيادة الواو.
ومن قول هؤلاء: إن هذه الآية على ذلك {فلما أسلما وتله للجبين. وناديناه} قالوا: المعنى: ناديناه أن يا إبراهيم. قالوا: ومثل ذلك في قوله: {حتى إذا جاءوها وفتحت أبوابها وقال لهم خزنتها}. المعنى عندهم: حتى إذا جاءوها فتحت أبوابها، كما كان في الآية التي قبلها. في مواضع من القرآن كثيرة من هذا الضرب قولهم واحد، وينشدون في ذلك:
حتى إذا امتلأت بطونكـم ....... ورأيتم أبناءكم شـبـوا
وقلبتم ظهر المجن لنـا ....... إن الغدور الفاحش الخب
قال: وإنما هو: قلبتم ظهر المجن.
وزيادة الواو غير جائزة عند البصريين، والله أعلم بالتأويل. فأما حذف الخبر فمعروف جيد من ذلك قوله {ولو أن قرآناً سيرت به الجبال أو قطعت به الأرض أو كلم به الموتى بل لله الأمر جميعاً}). [المقتضب: 2/ 74-78] (م)

تفسير قوله تعالى: {وَأَلْقَتْ مَا فِيهَا وَتَخَلَّتْ (4)}

تفسير قوله تعالى: {وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ (5)}

قَالَ سِيبَوَيْهِ عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ بْنِ قُنْبُرٍ (ت: 180هـ): (ولا نعلم شيئاً من المضاعف شذ عما وصفت لك إلا هذه الأحرف وقالوا: {وإذا الأرض مدت}: {وحقت} ). [الكتاب: 4/ 422] (م)

أم إسماعيل 1 محرم 1436هـ/24-10-2014م 11:20 PM

تفاسير القرن الثالث الهجري
...

أم إسماعيل 1 محرم 1436هـ/24-10-2014م 11:20 PM

تفاسير القرن الرابع الهجري
...

أم إسماعيل 1 محرم 1436هـ/24-10-2014م 11:20 PM

تفاسير القرن الخامس الهجري
....

أم إسماعيل 1 محرم 1436هـ/24-10-2014م 11:20 PM

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ (1)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (قوله عزّ وجلّ: {إذا السّماء انشقّت * وأذنت لربّها وحقّت * وإذا الأرض مدّت * وألقت ما فيها وتخلّت * وأذنت لربّها وحقّت * يا أيّها الإنسان إنّك كادحٌ إلى ربّك كدحًا فملاقيه * فأمّا من أوتي كتابه بيمينه * فسوف يحاسب حسابًا يسيرًا * وينقلب إلى أهله مسرورًا * وأمّا من أوتي كتابه وراء ظهره * فسوف يدعو ثبورًا * ويصلى سعيرًا * إنّه كان في أهله مسرورًا * إنّه ظنّ أن لّن يحور * بلى إنّ ربّه كان به بصيرًا}.
هذه أوصاف يوم القيامة.
و(انشقاق السّماء) هو تفطّرها لهول يوم القيامة، كما قال تعالى: {وانشقّت السّماء فهي يومئذٍ واهيةٌ}.
وقال الفرّاء، والزّجّاج، وغيرهما: هو تشقّقها بالغمام. وقال قومٌ: تشقّقها هو تفتّحها أبواباً لنزول الملائكة وصعودهم في هول يوم القيامة.
وقرأ أبو عمرٍو: (انشقّت) يقف على التاء كأنه يشمّها شيئاً من الجرّ، وكذلك في أخواتها. قال أبو حاتمٍ: وسمعت أعرابيًّا فصيحاً في بلاد قيسٍ يكسر هذه التّاءات، وهي لغةٌ). [المحرر الوجيز: 8/ 567]

تفسير قوله تعالى: {وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ (2)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (و{أذنت} معناه: استمعت وسمعت أمره ونهيه، ومنه قول النبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم:
«ما أذن اللّه لشيءٍ أذنه لنبيٍّ يتغنّى بالقرآن». ومنه قول الشاعر:
صمٌّ إذا سمعوا خيراً ذكرت به ....... وإذا ذكرت بسوءٍ عندهم أذنوا
وقوله تعالى: {وحقّت} قال ابن عبّاسٍ، وابن جبيرٍ: معناه: وحقّ لها أن تسمع وتطيع. ويحتمل أن يريد: وحقّ لها أن تشقّق؛ لشدّة الهول وخوف اللّه تعالى). [المحرر الوجيز: 8/ 567-568]

تفسير قوله تعالى: {وَإِذَا الْأَرْضُ مُدَّتْ (3)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (و(مدّ الأرض): هو إزالة جبالها حتى لا يبقى فيها عوجٌ ولا أمتٌ، فذلك مدّها، وفي الحديث:
«إنّ اللّه تعالى يمدّ الأرض يوم القيامة مدّ الأديم العكاظيّ»). [المحرر الوجيز: 8/ 568]

تفسير قوله تعالى: {وَأَلْقَتْ مَا فِيهَا وَتَخَلَّتْ (4)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (و{ألقت ما فيها} يريد: من الموتى. قاله الجمهور. وقال الزّجّاج: من الكنوز. وهذا ضعيفٌ؛ لأنّ ذلك يكون وقت خروج الدجّال، وإنما تلقي يوم القيامة الموتى.
و{تخلّت} معناه: خلت عمّا كان فيها، أي: لم تتمسّك منهم بشيءٍ). [المحرر الوجيز: 8/ 568]

تفسير قوله تعالى: {وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ (5)}

أم إسماعيل 1 محرم 1436هـ/24-10-2014م 11:20 PM

تفاسير القرن السابع الهجري
....

أم إسماعيل 1 محرم 1436هـ/24-10-2014م 11:21 PM

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ (1)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (بسم اللّه الرّحمـن الرّحيم
{إذا السّماء انشقّت * وأذنت لربّها وحقّت * وإذا الأرض مدّت * وألقت ما فيها وتخلّت * وأذنت لربّها وحقّت * يا أيّها الإنسان إنّك كادحٌ إلى ربّك كدحًا فملاقيه * فأمّا من أوتي كتابه بيمينه * فسوف يحاسب حسابًا يسيرًا * وينقلب إلى أهله مسرورًا * وأمّا من أوتي كتابه وراء ظهره * فسوف يدعو ثبورًا * ويصلى سعيرًا * إنّه كان في أهله مسرورًا * إنّه ظنّ أن لن يحور * بلى إنّ ربّه كان به بصيرًا}.
يقول تعالى: {إذا السّماء انشقّت}؛ وذلك يوم القيامة). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 355]

تفسير قوله تعالى: {وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ (2)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({وأذنت لربّها}؛ أي: استمعت لربّها وأطاعت أمره فيما أمرها به من الانشقاق، {وحقّت}؛ أي: وحقّ لها أن تطيع أمره؛ لأنّه العظيم الذي لا يمانع ولا يغالب، بل قد قهر كلّ شيءٍ وذلّ له كلّ شيءٍ). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 355-356]

تفسير قوله تعالى: {وَإِذَا الْأَرْضُ مُدَّتْ (3)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (ثمّ قال: {وإذا الأرض مدّت}؛ أي: بسطت وفرشت ووسّعت.
قال ابن جريرٍ رحمه اللّه: حدّثنا ابن عبد الأعلى، حدّثنا ابن ثورٍ، عن معمرٍ، عن الزّهريّ، عن عليّ بن الحسين، أنّ النّبيّ [صلّى اللّه عليه وسلّم] قال:
«إذا كان يوم القيامة مدّ اللّه الأرض مدّ الأديم حتّى لا يكون لبشرٍ من النّاس إلاّ موضع قدميه، فأكون أوّل من يدعى، وجبريل عن يمين الرّحمن، واللّه ما رآه قبلها، فأقول: ياربّ، إنّ هذا أخبرني أنّك أرسلته إليّ. فيقول اللّه عزّ وجلّ: صدق. ثمّ أشفع فأقول: ياربّ، عبادك عبدوك في أطراف الأرض. قال: وهو المقام المحمود» ). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 356]

تفسير قوله تعالى: {وَأَلْقَتْ مَا فِيهَا وَتَخَلَّتْ (4)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {وألقت ما فيها وتخلّت}؛ أي: ألقت ما في بطنها من الأموات وتخلّت منهم، قاله مجاهدٌ وسعيدٌ وقتادة). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 356]

تفسير قوله تعالى: {وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ (5)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({وأذنت لربّها وحقّت} كما تقدّم). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 356]


الساعة الآن 01:54 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة