جمهرة العلوم

جمهرة العلوم (http://jamharah.net/index.php)
-   الوقف والابتداء (http://jamharah.net/forumdisplay.php?f=430)
-   -   الابتداء باللام (http://jamharah.net/showthread.php?t=22603)

عبد العزيز بن داخل المطيري 19 جمادى الآخرة 1434هـ/29-04-2013م 11:40 AM

الابتداء باللام
 
الابتداء باللام

قالَ عَلَمُ الدِّينِ عليُّ بنُ محمَّدٍ السَّخَاوِيُّ (ت:643هـ): (لا يجوز الابتداء بلام كي لتعلقها بما قبلها. وأجاز أبو حاتم السجستاني الابتداء باللام في قوله عز وجل: {ليجزيهم الله أحسن ما كانوا يعملون} في سورة التوبة، وقال: إنها لام القسم، والمعنى: {ليجزينهم الله} ، فحذفوا النون استخفافا وكسروا اللام وكانت مفتوحة فأشبهت لام كي في اللفظ فنصبوا بها كما نصبوا بلام كي.
- قال: (وهذا كما قالوا: أكرم بزيد وأنبل به، فجزموا كما جزموا آخر الأمر، إذا كان اللفظ أشبه الأمر).
وأنكر عليه ابن الأنباري قوله هذا، وهو موضع الإنكار، وقال: (لأن لام القسم لا تكسر ولا ينصب بها).
-قال: ولو جاز أن يكون معنى {ليج
زيهم}: ليجزينهم الله، لقلنا: والله ليقوم زيد، بمعنى: ليقومن زيد، وهذا معدوم في كلام العرب.
-قال: وليس هذا كالتعجب، لأن التعجب عدل إلى لفظ الأمر، ولام اليمين لم توجد مكسورة قط في حال ظهور اليمين ولا في حال إضمارها.
ثم إن السجستاني أجاز الوقف على قوله عز وجل في سورة يونس: {ثم يعيده}
- فالابتداء باللام في قوله عز وجل: {ليجزي الذين آمنوا وعملوا الصالحات بالقسط} ذاهبا إلى لام القسم وليست بلام كي، وإنما كسرت لشبهها بها على ما تقدم، وأجاز ذلك ابن الأنباري وزعم أنه وقف حسن، وهو يريد بالحسن الكافي.
-وقال أبو حاتم في قوله تعالى: {إنه كان ظلوما جهولا} هو وقف تام، ووافقه ابن الأنباري على ذلك.
-وقال أبو حاتم في قوله عز وجل في سورة سبأ:
{ولا أكبر إلا في كتاب مبين} هو وقف تام، وابتدأ بقوله عز وجل: {ليجزي الذين آمنوا} على ما تقدم من نظائره.
-وقال ابن الأنباري:
هو حسن غير تام. فإن كان المسوغ للوقف في المواضع التي وافق فيها السجستاني هو ما ذكره السجستاني فقد أبطل ما قاله ورجع عن الرد عليه، وإن كان غير ذلك فكان من حقه أن يذكره.
-وأقول مستعينا بالله: أما ما ذكره أبو حاتم فإنه شيء لا يقوله أحد، ولو كان مثل ذلك من التغيير جائزا في كلام العرب لبطل كلامها وخرج إلى ما لم يفهم وإنما يقع في كلامها التغيير إذا كان فيه دلالة على الأصل، ولا دلالة على ما قاله، وإني لأعجب من فهمه القسم في هذه المواضع من غير دليل دله على ذلك. وأما التعجب فإنه منقول عن العرب معروف من كلامها وليس في ذلك إلباس، لأنه ليس هنالك مأمور، والتأويل الذي ذكره من قبله لا من قبل العرب. فأما قوله عز وجل: {ليجزيهم الله} فاللام لام كي، وهي متعلقة بـ (كتب) والمعنى: كتب لهم ذلك لأجل الجزاء. وكذلك قوله عز وجل في سورة يونس: {ليجزي الذين آمنوا وعملوا الصالحات بالقسط} اللام متعلقة بقوله عز وجل: {إنه يبدئ الخلق ثم يعيده} وهي لام كي، وكذلك قوله عز وجل: {ليعذب المنافقين والمنافقات} هي لام كي متعلقة بقوله عز وجل: {وحملها الإنسان}، وقوله عز وجل في سورة سبأ: {ليجزي} هي لام كي أيضا، والتقدير: لتأتينكم ليجزي، أو تتعلق بقوله: {إلا في كتاب مبين ليجزي} فلا يجوز الابتداء بشيء من هذه الآيات). [جمال القراء:2 /592-593]


الساعة الآن 03:31 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة