جمهرة العلوم

جمهرة العلوم (http://jamharah.net/index.php)
-   القراءات والإقراء (http://jamharah.net/forumdisplay.php?f=427)
-   -   القراءات في سورة آل عمران (http://jamharah.net/showthread.php?t=27554)

جمهرة علوم القرآن 3 صفر 1440هـ/13-10-2018م 08:21 AM

القراءات في سورة آل عمران
 
القراءات في سورة آل عمران

جمهرة علوم القرآن 3 صفر 1440هـ/13-10-2018م 08:21 AM

مقدمات القراءات في سورة آل عمران

قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (سُورَة آل عمرَان). [السبعة في القراءات: 199]
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (الْقِرَاءَة فِي سُورَة آل عمرَان وَمَعْرِفَة اخْتلَافهمْ). [السبعة في القراءات: 199]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): (آل عمران). [الغاية في القراءات العشر: 208]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): (سورة آل عمران). [المنتهى: 2/619]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (سورة آل عمران). [التبصرة: 176]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (سورة آل عمران). [التيسير في القراءات السبع: 249]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(سورة آل عمران). [تحبير التيسير: 319]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): (آل عمران). [الكامل في القراءات العشر: 513]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): (سورة آل عمران). [الإقناع: 2/618]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (سورة آل عمران). [الشاطبية: 44]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): (سورة آل عمران). [فتح الوصيد: 2/764]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [3] سورة آل عمران). [كنز المعاني: 2/94]
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (سورة آل عمران). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/5]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (باب فرش حروف سورة آل عمران). [الوافي في شرح الشاطبية: 230]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (سُوْرَةُ آلِ عِمْرَانَ). [الدرة المضية: 25]
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ):(سورة آل عمران). [شرح الدرة المضيئة: 108]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (سُورَةُ آلِ عِمْرَانَ). [النشر في القراءات العشر: 2/238]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (سورة آل عمران). [تقريب النشر في القراءات العشر: 479]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (سورة آل عمران). [طيبة النشر: 67]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (سورة آل عمران). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 205]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (سورة آل عمران). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/231]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (سورة آل عمران). [إتحاف فضلاء البشر: 1/467]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): (سورة آل عمران). [غيث النفع: 456]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): (سورة آل عمران). [معجم القراءات: 1/439]

نزول السورة:
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (مدنية). [التبصرة: 176]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(مدنيّة). [تحبير التيسير: 319]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (مدنية إلا خمس آيات فمكية). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/231]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (مدنية). [إتحاف فضلاء البشر: 1/467]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): (مدنية إجماعًا). [غيث النفع: 456]

عد الآي:
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (وهي مائتا آية في الكوفي). [التبصرة: 176]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(وهي مائتا آية). [تحبير التيسير: 319]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (وهي مائتا آية). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/231]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (الفواصل
وآيها مائتان متفق الإجمال.
الاختلاف سبع: آلم كوفي وأنزل الفرقان غيره وأنزل التورية والإنجيل غير شامي، والحكمة والتورية والإنجيل كوفي، ولم يعدوه بالمائدة والأعراف والفتح، ورسولا إلى بني إسرائيل بصري، وحمصي، ولم يعد أحد لبني إسرائيل مما تحبون حرمي ودمشقي، غير أبي جعفر، ولم يعدوا أراكم ما تحبون مقام إبراهيم شامي، وأبو جعفر مشبه الفاصلة: اثنا عشر، لهم عذاب شديد، عند الله الإسلام، وحصورا، إلا رمزا، بخلق من يشاء في الأميين سبيل، أفغير دين الله يبغون، لهم عذاب أليم، إليه سبيلا، يوم التقى الجمعان، أذى كثيرا، متاع قليل، وعكسه ست بالأسحار: يفعل ما يشاء، يقول له كن فيكون، قال له كن فيكون، وليعلم المؤمنين، في البلاد). [إتحاف فضلاء البشر: 1/467] (م)
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): (وآياتها مائتان اتفاقًا، وبعضهم أنقصها آية في عدد الشامي وغلطوه جلالاتها عشر ومائتان). [غيث النفع: 456]

الوقف والابتداء
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ):({الم} مده لازم، والوقف عليه تام، وقيل كاف، فإن وصلت به لفظ الجلالة جاز في ميم لكل القراء القصر والمد، للاعتداد بالعارض وعدمه). [غيث النفع: 456]

الياءات
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): (الياءات
{مني إنك} [35]، و{اجعل لي} [41]، و{وإني} [36، 49]، و{أنصاري} [52]، و{وجهي} [20]: بفتحهن مدني، وافق مكي، وأبو عمرو في {أني أخلق}، زاد أبو عمرو {مني}، و{اجعل لي}. وفتح دمشقي، والأعشى، والبرجمي، وحفص، وسلام {وجهي}.
{ومن اتبعن} [20]: بياء مدني بصري غير سالم وأيوب.
[المنتهى: 2/643]
{وخافون} [175]: بياء بصري غير أيوب، ويزيد، وإسماعيل، وقنبل طريق ابن أيوب.
زاد سلام، ويعقوب، وعباس {وأطيعون} [50]). [المنتهى: 2/644]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (ياءاتها ست:
{وجهي لله} (20): فتحها نافع، وابن عامر، وحفص.
{مني إنك} (35)، و: {اجعل لي آية} (41): فتحهما نافع، وأبو عمرو.
{وإني اعيذها} (36)، و: {من أنصاري إلى الله} (52): فتحهما نافع.
{إني أخلق} (49): فتحها الحرميان، وأبو عمرو). [التيسير في القراءات السبع: 259]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(ياءاتها: ستّ (وجهي لله) فتحها نافع وابن عامر وأبو جعفر وحفص. (مني إنّك) فتحها نافع وأبو عمرو وأبو جعفر. (واجعل لي آية) فتحها نافع وأبو عمرو وأبو جعفر (وإنّي أعيذها ومن أنصاري إلى اللّه) فتحهما نافع وأبو جعفر.
(أنّي أخلق) فتحها الحرميان وأبو جعفر وأبو عمرو). [تحبير التيسير: 333]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): (ياءاتها ست:
فتح نافع وابن عامر وحفص {وَجْهِيَ لِلَّهِ} [20].
ونافع وأبو عمرو {مِنِّي إِنَّكَ} [35]، و{لِي آيَةً} [41]، ونافع: {إِنِّي أُعِيذُهَا} [36]، و{أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ} [52].
[الإقناع: 2/625]
والحرميان وأبو عمرو {أَنِّي أَخْلُقُ} [49]). [الإقناع: 2/626]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (586 - وَيَاآتُها وَجْهِي وَإِنِّي كِلاَهُمَا = وَمِنِّي وَاجْعَلْ لِي وَأَنْصَاريَ الْمِلاَ). [الشاطبية: 47]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ):
( [586] ويا آتها وجهي وإني كلاهما = ومني واجعل لي وأنصاري الملا
{وجهي لله ومن اتبعن}، {إني أعيذها}، {أني أخلق}، {مني إنك أنت السميع العليم}، {قال رب اجعل لي ءاية}، {من أنصاري إلى الله}. والملاء، جمع مليء، وهو الثقة). [فتح الوصيد: 2/816]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [586] وياءاتها وجهي وإني كلاهما = ومني واجعل لي وأنصاري الملا
ب: (الملا): جمع (مليءٍ)، وهم الثقات.
ح: (ياءاتها): مبتدأ، (وجهي) وما بعده: أخبار، (كلاهما): تأكيد (إني)، (الملا): صفة (أنصاري) .
ص: يعني: ياءات الإضافة في هذه السورة المختلف فيها ست: {أسلمت وجهي لله} [20]، {وإني أعيذها بك} [36]، {أني أخلق لكم} [49]، {فتقبل مني إنك} [35]، {رب اجعل لي آية} [41]، {من أنصاري إلى الله} [52] ).
[كنز المعاني: 2/136]
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ):
(584- وَيَاءاتُها وَجْهِي وَإِنِّي كِلاهُمَا،.. وَمِنِّيَ وَاجْعَلْ لِي وَأَنْصَاريَ امِلا
يعني: "وجهيَ لله" فتحها نافع وابن عامر وحفص.
وإني موضعان أحدهما: "وَإِنِّي أُعِيذُهَا" فتحها نافع وحده، والآخر: "أَنِّي أَخْلُقُ لَكُمْ مِنَ الطِّينِ" فتحها نافع وابن كثير وأبو عمرو غير أن: "أَنِّي" مفتوحة في قراءة غير نافع، فلفظ بها في البيت على قراءة نافع: "فَتَقَبَّلْ مِنِّي إِنَّكَ"، فتحها نافع وأبو عمرو.
و"اجْعَلْ لِي آيَةً"، فتحها أيضا أبو عمرو ونافع.
"مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ"، فتحها نافع وحده.
والملا -بكسر الميم والمد- جمع ملئ وهو الثقة وهو صفة لأنصاري، أو صفة لقوله: وياءاتها؛ أي: وياءاتها الملاهي كذا وكذاظ، فهذه ست ياءات إضافة مختلف في إسكانها وفتحها.
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/56]
وفي هذه السورة من ياءات الزوائد المختلف في إثباتها وحذفها ياءان: "وَمَنِ اتَّبَعَنِي"، أثبتها في الوصل نافع وأبو عمرو.
{وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ}، أثبتها أبو عمرو وحده في الوصل.
وقلت في ذلك:
مضافاتها ست وجاء زيادة،.. وخافون إن كنتم مَن اتبعنْ ولا
أي وجاء وخافون ومن اتبعن زيادة؛ أي: ذوي زيادة فيهما الياء الزائدة على الرسم والولا المتابعة؛ أي: ولى هذا هذا ولاء بكسر الواو والله أعلم). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/57]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (586 - ويا آتها وجهي وإنّي كلاهما ... ومنّي واجعل لي وأنصاري الملا
اشتملت السورة على ياءات الإضافة الآتية: أَسْلَمْتُ وَجْهِيَ لِلَّهِ، وَإِنِّي أُعِيذُها، أَنِّي أَخْلُقُ لَكُمْ، فَتَقَبَّلْ مِنِّي إِنَّكَ، اجْعَلْ لِي آيَةً، مَنْ أَنْصارِي إِلَى اللَّهِ والملاء بكسر الميم والمد وقصر لضرورة الشعر جمع مليء وهو الثقة الثبت). [الوافي في شرح الشاطبية: 242]

ياءات الْإِضَافَة
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (ياءات الْإِضَافَة
جَمِيع مَا هَذِه السُّورَة من ياءات الْإِضَافَة ثَمَان وَعِشْرُونَ يَاء
اخْتلفُوا مِنْهُنَّ فِي سِتَّة مَوَاضِع قَوْله {أسلمت وَجْهي لله} 20 {فَتقبل مني إِنَّك} 35 {وَإِنِّي أُعِيذهَا بك} 36 {اجْعَل لي آيَة} 41 و{أَنِّي أخلق} 49 و{من أَنْصَارِي إِلَى الله} 52
ففتحهن نَافِع كُلهنَّ
وَفتح ابْن كثير وَاحِدَة قَوْله {أَنِّي أخلق}
وَفتح أَبُو عَمْرو ثَلَاثًا مِنْهُنَّ {فَتقبل مني إِنَّك} (وَاجعَل لي ءاية) و{أَنِّي أخلق}
وَفتح ابْن عَامر وَعَاصِم فِي رِوَايَة حَفْص وَاحِدَة مِنْهُنَّ {وَجْهي لله}
وأسكنهن كُلهنَّ عَاصِم فِي رِوَايَة أبي بكر وَحَمْزَة وَالْكسَائِيّ
وَلم يَخْتَلِفُوا فِي فتح الْيَاء من {بَلغنِي الْكبر} 40
حذفت من هَذِه السُّورَة ثَلَاث ياءات إِضَافَة لكسر مَا قبلهَا قَوْله {وَمن اتبعن} {وأطيعون} {وخافون إِن كُنْتُم} وَلم يَخْتَلِفُوا فِي {وأطيعون} أَنَّهَا مَكْسُورَة من غير يَاء فِي الْوَصْل وَالْوَقْف
وَاخْتلفُوا فِي قَوْله {وَمن اتبعن} فوصلها بياء ووقف بِغَيْر يَاء أَبُو عَمْرو
وَاخْتلف عَن نَافِع فروى عَنهُ إِسْمَاعِيل وَيَعْقُوب ابْنا جَعْفَر وَابْن جماز وقالون وورش والمسيبي وَإِسْمَاعِيل بن أبي أويس وَيَعْقُوب بن أبي إِبْرَاهِيم بن سعيد أَنه وصل بياء ووقف بِغَيْر يَاء
وروى عَنهُ أَبُو قُرَّة {وَمن اتبعن} لَا يمد الْيَاء وَوصل ابْن كثير وَعَاصِم وَابْن عَامر وَحَمْزَة وَالْكسَائِيّ {اتبعن} بِغَيْر يَاء ووقفوا بِغَيْر يَاء
وَاخْتلفُوا فِي قَوْله {وخافون إِن كُنْتُم} فوصل أَبُو عَمْرو بياء ووقف بِغَيْر يَاء
وَاخْتلف عَن نَافِع فروى عَنهُ إِسْمَاعِيل وَابْن جماز أَنه وصل بياء ووقف بِغَيْر يَاء
وروى عَنهُ الْمسَيبِي وقالون وورش أَنه وصل ووقف بِغَيْر يَاء
وَوصل الْبَاقُونَ ووقفوا بِغَيْر يَاء). [السبعة في القراءات: 222 - 223]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (فيها ست ياءات إضافة: قوله عز وجل (وجهي لله) قرأ نافع وحفص وابن عامر بالفتح.
(مني إنك) (اجعل لي آية) قرأ نافع وأبو عمرو بالفتح فيهما.
(إني أعيذها بك) (من أنصاري إلى الله) قرأ نافع بالفتح فيهما.
[التبصرة: 186]
(أني أخلق) قرأ الحرميان وأبو عمرو بالفتح). [التبصرة: 187]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَفِيهَا مِنْ يَاءَاتِ الْإِضَافَةِ) سِتٌّ (وَجْهِيَ لِلَّهِ) فَتَحَهَا الْمَدَنِيَّانِ، وَابْنُ عَامِرٍ وَحَفْصٌ (مِنِّي إِنَّكَ) وَ (لِي آيَةً) فَتَحَهَا الْمَدَنِيَّانِ وَأَبُو عَمْرٍو (إِنِّي أُعِيذُهَا) (أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ) فَتَحَهَا الْمَدَنِيَّانِ (إِنِّي أَخْلُقُ) فَتَحَهَا الْمَدَنِيَّانِ وَابْنُ كَثِيرٍ وَأَبُو عَمْرٍو.
(وَفِيهَا مِنْ يَاءَاتِ الزَّوَائِدِ) ثَلَاثٌ وَمَنِ اتَّبَعَنِ أَثْبَتَهَا فِي الْوَصْلِ الْمَدَنِيَّانِ، وَأَبُو عَمْرٍو وَأَثْبَتَهَا فِي الْحَالَتَيْنِ يَعْقُوبُ وَرُوِّيتُ لِابْنِ شَنَبُوذَ عَنْ قُنْبُلٍ (وَأَطِيعُونِ) أَثْبَتَهَا فِي الْحَالَيْنِ يَعْقُوبُ وَخَافُونِ أَثْبَتَهَا فِي الْوَصْلِ أَبُو جَعْفَرٍ وَأَبُو عَمْرٍو وَإِسْمَاعِيلُ وَرُوِّيتُ أَيْضًا لِابْنِ شَنَبُوذَ عَنْ قُنْبُلٍ كَمَا قَدَّمْنَا وَاللَّهُ تَعَالَى الْمُوَفِّقُ). [النشر في القراءات العشر: 2/247]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (ياءات الإضافة ست:
{وجهيي لله} [20] فتحها المدنيان وابن عامر وحفص.
{مني إنك} [35]، و{لي آيةً} [41] فتحهما المدنيان وأبو عمرو.
{وإني أعيذها} [36]، و{أنصاري إلى} [52] فتحهما المدنيان.
{أني أخلق} [49] فتحها المدنيان وابن كثير وأبو عمر). [تقريب النشر في القراءات العشر: 490]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (فيها [أي: في سورة آل عمران] من ياءات الإضافة ست: وجهي لله [الآية: 20] فتحها المدنيان وابن عامر وحفص [و] منى إنك [الآية: 35]، [و] ولى آية [الآية: 41] فتحهما المدنيان وأبو عمرو [و] وإني أعيذها [الآية: 36]، وأنصاري إلى الله [الآية: 52] فتحهما المدنيان، [و] إني أخلق [الآية: 49] فتحها المدنيان، وابن كثير وأبو عمرو). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/259]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (ياءات الإضافة ست
"وَجْهِيَ لِلَّه" [الآية: 20] "مِنِّي إِنَّك" [الآية: 35] و"لِي آيَة" [الآية: 41] "وَإِنِّي أُعِيذُهَا" [الآية: 36] "أَنْصَارِي إِلَى اللَّه" [الآية: 52] "أَنِّي أَخْلُق" [الآية: 49] وتقدم عن ابن محيصن والمطوعي تسكين ياء الإضافة من "بَلَغَنِيَ الْكِبَر" [الآية: 40] فتكون سابعة). [إتحاف فضلاء البشر: 1/500]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( وفيها من ياءات الإضافة ستة: {وجهي لله} [20] {مني إنك} [35] و{لي ءاية} [41] {وإني أعيذها} [36] و{أنصاري إلى} [52] {أني أخلق} [49] ). [غيث النفع: 502]
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ):(ياءات الإضافة ست:
{وجهي لله} [20] {مني إنك} [35] {وإني أعيذها} [36] {رب اجعل لي آية} [41] {أني أخلق} [49] {أنصاري إلى الله} [52] فتحها أبو جعفر وسكنهاالآخران). [شرح الدرة المضيئة: 114]

الياءات الزوائد:
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (والزوائد ثلاث: {ومن اتبعن} [20] أثبتها وصلًا المدنيان وأبو عمرو، وفي الحالين يعقوب.
{وأطيعون} [آل عمران: 50] أثبتها في الحالين يعقوب.
{وخافون} [آل عمران: 175] أثبتها وصلًا أبو جعفر وأبو عمر، وفي الحالين يعقوب). [تقريب النشر في القراءات العشر: 490]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (وفيها من الزوائد ثلاث ومن اتبعني [الآية: 20] أثبتها في الوصل المدنيان، وأبو عمرو، وفي الحالين يعقوب ورواية لابن شنبوذ عن قنبل [و] وأطيعوني [الآية: 50] أثبتها في الحالين يعقوب [و] وخافوني [الآية: 175] أثبتها في الوصل أبو عمرو وأبو جعفر وفي الحالين يعقوب). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/259]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (الزوائد ثلاث: "وَمَنِ اتَّبَعَنِ" [الآية: 20] "وَأَطِيعُون" [الآية: 50] "وخافون" [الآية: 175] ). [إتحاف فضلاء البشر: 1/500]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( ومن الزوائد اثنتان: {ومن اتبعن} [20] {وخافون} [175] ومدغمها واحد وخمسون، وقال الجعبري ومن قلده خمسون، ومن الصغير: سبعة عشر). [غيث النفع: 503]
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ):(ياءات الزوائد ثلاث:
{ومن اتبعن} [20] {وخافون إن كنتم} [175] {وأطيعون} [50] أثبت الأولين أبو جعفر وصلًا والثلاثة في الحالين يعقوب). [شرح الدرة المضيئة: 114]

الياءات المحذوفة:
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (فيها من المحذوفات ياءات: (ومن اتبعن) قرأ نافع وأبو عمرو بياء في الوصل دون الوقف، وحذفها الباقون في الحالين.
وقوله (وخافون) أثبتها أبو عمرو في وصله دون وقفه، وحذفها الباقون في الحالين.
وكل ما ذكرنا في الياءات المحذوفات أنه أثبت في الوصل فمعلوم أنه لم يثبت في الوقف، فإذا قلنا إنه أثبت في الحالين، فمعناه: أثبت في الوصل والوقف، وإذا تركنا ذكر الباقين فإنما نتركهم لأنهم لم يثبتوا في وصل ولا وقف، فنستغني بهذه المقدمة عن التكرار فاعلم ذلك). [التبصرة: 187]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (وفيها محذوفتان:
{ومن اتبعن} (20): أثبتها في الوصل: نافع، وأبو عمرو.
{وخافون إن كنتم} (175): أثبتها في الوصل: أبو عمرو). [التيسير في القراءات السبع: 259]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(وفيها محذوفتان بل ثلاث محذوفات: (ومن اتبعني) أثبتها في الوصل نافع وأبو عمرو وأبو جعفر وفي الحالين يعقوب. (وخافون إن كنتم) أثبتها في الوصل أبو عمرو وحده قلت وكذلك أبو جعفر وفي الحالين يعقوب (وأطيعون) أثبتها في الحالين يعقوب والله الموفق). [تحبير التيسير: 333]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): (وفيها محذوفتان:
{وَمَنِ اتَّبَعَنِ} [20] أثبتها في الوصل نافع وأبو عمرو.
{وَخَافُونِ} [175] أثبتها في الوصل أبو عمرو). [الإقناع: 2/626]

الْهَاء الْمُتَّصِلَة بِالْفِعْلِ المجزوم
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (واختلفوا في الهاء المتصلة بالفعل المجزوم وذلك في ستة عشر موضعًا، وهي مما خالفوا فيه أصولهم من هاء الكناية المتقدم ذكرها، فمن ذلك هنا أربعة مواضع (يؤده إليك) (ولا يؤده إليك) و(نؤته منها) و(نؤته منها)، وفي النساء موضعان وهما (نوله) و(نصله)، وفي الشورى موضع وهو (نؤته منها) فهذه سبعة مواضع قرأهن أبو بكر وأبو عمرو وحمزة بالإسكان، وقرأ قالون بكسر الهاء فيهن من غير ياء، وقرأ الباقون بصلة الهاء بياء في الوصل فيهن على أصولهم في هاء الكناية، وكذلك اختبار اليزيدي من عند نفسه، وكان يأخذ بذلك، وسنذكر التسعة الباقية في مواضعها إن شاء الله.
وبقي مما خالفوا فيه أصولهم من هاء الكناية ستة مواضع، ليست متصلة بفعل مجزوم، تذكر إن شاء الله). [التبصرة: 180]

ذكر الإمالات
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): (ذكر الإمالات
...
آل عمران
(للناس) (4) (في الأرحام) (6)، (جامع الناس) (9) (من النساء) (14) (بالعباد) (15) (سريع الحساب) (19) (من الكتاب) (23)، (إلى كتاب الله) (23) (بغير حساب) (27) (المحراب) (37) في حال الخفض حيث كان (على نساء العالمين) (42) (مع الراكعين) (43) (من أنصاري) (52)، واختلف عن أبي عمر (مع الشاهدين) (53) حيث كان (خير الماكرين) (54) يميل الميم، (وجاعل) (55) (على الكاذبين) (61) (يا أهل الكتاب) (64) (في الكتاب) (من الشاهدين) (81) (غير الإسلام) (85) قليلاً (من الخاسرين) (85) لا يميل (عباداً) (79) (وإسرافنا) (127) (كان آمناً) (97) (مقاعد للقتال) (121) يميل التاء، (أجر العاملين) (136)، (الشاكرين) (144) حيث كان، "ظن الجاهلية) (154) (منادياً ينادي) (193) يميلها قليلاً، (في البلاد) (196) (واختلاف الليل) (190) قليلاً). [الغاية في القراءات العشر: 461]

الممال:
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): (الممال
{الشهادة} [البقرة: 283] و{رحمة} [8] و{كافرة} [13] لعلي إذا وقف.
{مولانا} [البقرة: 286] و{لا يخفى} [5] لهم.
{الكافرين} و{النار} و{الأبصار} لهما ودوري.
{التوراة} [3] لنافع وحمزة بخلف عن قالون، وهي لهم تقليل، وللبصري وابن ذكوان وعلي، وهي لهم كبرى.
{للناس} [4 14] معًا و{الناس} [9] لدوري.
و{وأخرى} [13] و{الدنيا} [14] لهم وبصري.
تنبيه: (مولى) مفعل فلا يميله البصري، وبعض الناس يظنه من باب (فعلى) فيميله، وليس كذلك، وقد جمع القيسي ما كان من باب (فعلى) ونبه على أن (مولى) ليس منه، فقال:
أيا طالبا تعداد (فعلى) فهاكه = فأولها (التقوى) إلى تلك أسرعوا
ومن بعدها (المرضى) و(مرضى) جميعها = ومن بعدها (الموتى) ومن تلك تجزع
ومن بعدها (شتى) عن الأهل والثرى = ومن بعدها (القتلى) الحياة بها فعوا
ومن بعدها (النجوى) أحلت وحرمت = ومن بعدها (السلوى) فملوا وفزعوا
ومن بعده (صرعى) ومن تلك فاستعذ = ومنها (بطغواها) إلى الحق قد دعوا
[غيث النفع: 461]
في الانفال (أسرى) ثم (أسرى بعبده) = و (تترى) بلا نون فنعم المتبع
و(دعوى) من القوم الذي بيونس = عبيدك فاجعله من الأمر يرجع
و(يأتوكم أسرى) عن الحبر حمزة = وفي الحج (سكرى) للذي عنه يرفع
و(مولاه) و(المولى) و(مثنى) وشبهها = فجنب وبعض القوم في تلك يركع
و(يحيى) من الأسماء في الباب عندهم = وما قاله القراء ذو النحو يمنع
و(أني) في الاستفهام لابن مجاهد = على وزن (فعلى) اختار ما اختار مقنع
وأفعل عنهم كلهم قد رووا لنا = وذا اختار نص الباذش النص يتبع
ونظمت ذلك مختصرًا فقلت:
فعلى بفتح تقوى مرضى نجوى = موتى وشتى ثم قتلى سلوى
صرعى وطغوى ثم دعوى أسرى = يحيى كذا إن لم تنون تترى). [غيث النفع: 462]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): (الممال
{النار} و{بالأسحار} و{النهار} [27] و{الكافرين} معًا لهما ودوري.
[غيث النفع: 466]
{جآءهم} [19] لحمزة وابن ذكوان.
{الناس} [21] لدوري.
{الدنيا} [22] لهم وبصري.
{يتولى} [23] {وتقاة} [28] لهم). [غيث النفع: 467]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): (الممال
{اصطفى} [33] و{اصطفاك} [42] معًا و{قضى} [47] لهم.
{عمران} [33- - 35] معًا لابن ذكوان بخلف عنه.
{أنثى} و{كالأنثى} [36] و{يحيى} [39] {عيسى} [45] لدى الوقف، و{الدنيا} و{الموتى} [49] لهم والبصري.
{المحراب} [37 39] معًا لابن ذكوان، إلا أن الأول بخلف عنه فله فيه الفتح والإمالة، والثاني يميله بلا خلاف لأنه مجرور.
{أنى} [37 40 47] الثلاثة لهم ودوري.
{طيبة} [38] و{ءاية} [41] لعلي إن وقف.
{فناداه} [39] للأخوان، لأنهما يثبتان ألفًا بعد الدال، وورش لم يثبته، فلا إمالة له فيه.
{والإبكار} لهما ودوري.
[غيث النفع: 472]
و{التوراة} [48 50] معًا لنافع وحمزة بخلف عن قالون تقليلاً، وللبصري وابن ذكوان وعلي إضجاعًا). [غيث النفع: 473]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): (الممال
{عيسى} [52 59] معًا و{يا عيسى} [55] و{الدنيا} [56] لهم وبصري.
{أنصاري} [52] لدوري علي.
{القيامة} [55] {والأخرة} [56] لعلي لدى الوقف.
{جآءك} [61] لحمزة وابن ذكوان.
{التوراة} [65] لحمزة ونافع بخلف عن قالون تقليلاً، وللبصري وابن ذكوان وعلي إضجاعًا.
{الناس} [68] لدوري.
{أولى} و{هدى} [73] لدى الوقف و{الهدى} و{يؤتى} لهم.
{النهار} [72] لهما ودوري). [غيث النفع: 478]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): (الممال
{بقنطار} [75] و{بدينار} لهما ودوري.
{بلى} [76] و{أوفى} {واتقى} و{تولى} [82] و{افتدى} [91] لهم.
{للناس} [79] {والناس} [87] لدوري.
{جآءكم} [81] {وجآءهم} [86] لحمزة وابن ذكوان.
{موسى} {وعيسى} [84] لهم وبصري). [غيث النفع: 483]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): (الممال
{التوراة} و{بالتوراة} [93] لورش وحمزة وقالون بخلف عنه تقليلاً، ولابن ذكوان وبصري وعلي إضجاعًا.
{افترى} [94] لهم وبصري.
{للناس} [96 110] معًا و{الناس} [97 112] معًا لدوري.
{وهدى} [96] و{أذى} [111] لدى الوقف و{تتلى} [101] لهم.
{كافرين} [100] و{النار} [103] لهما ودوري.
{تقاته} [102] لورش وعلي.
[غيث النفع: 487]
{جآءهم} [105] لحمزة وابن ذكوان.
{المسكنة} [112] لدى الوقف لعلي). [غيث النفع: 488]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): (الممال
{ويسارعون} [114] لدوري علي.
{النار} [116] و{للكافرين} لهما ودروري.
{الدنيا} [117] و{ بشرى} [126] لهم وبصري.
{بلى} [125] لهم.
{الربوا} [130] للأخوين). [غيث النفع: 490]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): (الممال
{وسارعوا} [133] لدوري علي.
{الناس} [134- 140] معًا و{للناس} [138] دوري.
{وهدى} [138] و{مثوى} [151] لدي الوقف {فآتاهم} [148] و{مولاكم} [150] و{ومأواهم} [151] لهم.
وهذه الثلاثة أعني {مثوى} و{مولى} و{مأوى} مما يقع الغلط فيه، فيميله بعض الناس للبصري ويظنه من باب (فعلى) وليس كذلك، بل هو من باب (مفعل).
و{الكافرين} [141 147] معًا لهما ودوري.
{الدنيا} الثلاثة، و{أراكم} [152] لهم وبصري). [غيث النفع: 494]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): (الممال
{أخراكم} [153] لهم وبصري.
{يغشى} [154] و{التقى} [155] و{غزى} [156] لدى الوقف و{توفى} [161] و{مأوى} و{ءاتاهم} [170] لهم.
{القيامة} [161] لعلي لدى الوقف.
{أنى} [165] لهم ودوري). [غيث النفع: 496]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): (الممال
{فزادهم} [173] و{جآءكم} [183] و{جآءو} [184] لحمزة وابن ذكوان، بخلف عنه في الأول.
{يسارعون} [176] لدوري علي.
{ءاتاهم} [180] لهما ودوري.
{الدنيا} لهم وبصري.
تنبيه: لا إمالة في {وخافون} [175] لأنه لا إمالة إلا في ماض، ولا في {فاز} [185] لأن الأفعال الممالة عشرة، وهذا ليس منها). [غيث النفع: 499]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): (الممال
{أذى} [186] لدى الوقف و{مأواهم} [197] لهم.
{للناس} [187] لدوري.
{النهار} [190] و{النار} و{أنصار} و{ديارهم} [195] لهما ودوري.
و{الأبرار} و{للأبرار} لورش وحمزة تقليلاً، وللبصري وعلي إضجاعًا.
{أنثى} [195] لهم وبصري). [غيث النفع: 502]

المدغم:
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): (المدغم
{فيغفر لمن} [البقرة: 284] {واغفر لنا} [البقرة: 286] لبصري بخلف عن الدوري.
{ويعذب من} [البقرة: 286] قرأ المكي وورش بإظهار الباء، والباقون أي من الجازمين بإدغامها في الميم، وتقييدي بالجازمين لا بد منه، وبه يقيد مفهوم كلام الشاطبي وكلام غيره.
وذكره الإدغام للمكي وإن كان هو مذهب الجمهور عنه، خروج منه عن طريقه لأن الداني نص على الإظهار في جامع البيان للمكي من رواية النقاش عن أبي ربيعة عن البزي، ومن رواية ابن مجاهد عن قنبل، وهاتان الطريقتان هما اللتان في التيسير ونظمه، ولذا لم نذكره له، وقال شيخنا رحمه الله:
لابن كثير أظهرا قبيل من = وهو يعذب الذي في البكر جا
[غيث النفع: 462]
(ك)
{المصير لا يكلف} [البقرة} {الكتاب بالحق} {زين للناس} {والحرث ذالك} وليس في القرآن غيره). [غيث النفع: 463]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( المدغم
{فاغفر لنا} [16] {ويغفر لكم} [31] لبصري بخلف عن الدوري.
{يفعل ذلك} [28] لأبي الحارث.
(ك)
{هو والملائكة} [18] {ليحكم بينهم} [23] {ويعلم ما} [29].
وترك إدغام {يقولون ربنا} [16] و{غفور رحيم} وإخفاء {العلم بغيا} [19] لا يخفى). [غيث النفع: 467]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( المدغم
{قد جئتكم} [49] لبصري وهشام والأخوين.
(ك)
{أعلم بما} [36] {قال رب} [38 40 41] الثلاثة {ربك كثيرًا} [41] {يقول له} [47] {فاعبدوه هذا} [51].
ومما فيه مما لا يدعم لا يخفى). [غيث النفع: 473]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( المدغم
{ودت طائفة} [69] {وقالت طائفة} [72] لا خلاف بينهم في إدغام تاء التأنيث في ثلاثة أحرف الطاء والتاء والدال.
(ك)
{الحواريون نحن} [52] {القيامة ثم} [55] {فأحكم بينكم} قال {له} [59] ). [غيث النفع: 479]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( المدغم
{وأخذتم} [81] لنافع وبصري وشامي وشعبة والأخوين.
(ك)
{والنبوة ثم} {يقول للناس} [79] {وله أسلم من} [83] {ونحن له} [84] {يبتغ غير} [85] على أحد وجهيه، وليس في القرآن إدغام غين في غين إلا هذا {من بعد ذلك} [89].
تنبيهان:
الأول: جرى عمل شيوخ المغرب في {يبتغ غير} بالإدغام فقط، وحكى في التيسير الوجهين، وتبعه الشاطبي، والوجهان صحيحان، قال بكل منهما جماعة من الأئمة، وبهما قرأت.
[غيث النفع: 483]
الثاني: لا إدغام في {بعد ذالك} عملاً بقول:
ولم تدغم مفتوحة بعد ساكن = بحرف بغير التاء ... ). [غيث النفع: 484]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( المدغم
{من بعد ذالك} [94] {العذاب بما} [106] {رحمة الله هم} [107] {يريد ظلما} [108] {المسكنة ذالك} [112].
ولا إدغام في {الكذب من} [94] عملاً بقوله: وفي من يشاء با يعذب ... ولا في {وجوههم} [106] إذ لا يدغم من المثلين في كلمة واحدة إلا {مناسككم} [البقرة: 200] و{ما سلككم} [المدثر: 42] ). [غيث النفع: 488]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( المدغم
{همت طائفتان} [122] لا خلاف في إدغامها.
{إذ تقول} [124] لبصري والأخوين.
(ك)
{كمثل ريح} [117] {تقول للمؤمنين} [124] {يغفر لمن} {ويعذب من} [129] {والرسول لعلكم} [132] ). [غيث النفع: 490]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( المدغم
{يرد ثواب} [145] معًا لشامي وبصري والأخوين.
{اغفر لنا} [147] لبصري بخلف عن الدوري.
{ولقد صدقكم} [152] لبصري وهشام والأخوين.
{إذ تحسونهم} كذلك.
(ك)
{الرعب بما} [151] {صدقكم} {الأخرة ثم} [152] ). [غيث النفع: 494]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( المدغم
{إذ تصعدون} [153] لبصري وهشام والأخوين.
{واستغفر لهم} [159] لبصري بخلف عن الدوري.
(ك)
{القيامة ثم} [161] {من قبل لفي} [164] {الذين نافقوا} [167] {وقيل لهم} {أعلم بما} ). [غيث النفع: 497]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( المدغم
{قد جمعوا} [173] و{قد جآءكم} [183] و{لقد سمع الله} [181] لبصري وهشام والأخوين.
(ك)
{قال لهم} [173] {يجعل لهم} [176] {من فضله هو} [180] {نؤمن لرسول} [183] {زحزح عن النار} [185] {الغرور لتبلون}.
وخرج {سنكتب ما} [181] بقوله: وفي من يشاء با يعذب ...). [غيث النفع: 500]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( المدغم
{فاغفر لنا} [193] لبصري بخلف عن الدوري.
(ك)
{والنهار لآيات} [190] {النار ربنا} {الأبرار ربنا} {لا أضيع عمل} [195].
ولا إدغام في {أنصار ربنا} لتنوينه.
وما بين السورتين من وجوه على ما يقتضيه الضرب والتحرير لا يخفى على ذي قريحة، فهم ما تقدم، والله الموفق). [غيث النفع: 502]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين

جمهرة علوم القرآن 3 صفر 1440هـ/13-10-2018م 08:23 AM

سورة آل عمران
[من الآية (1) إلى الآية (4) ]
بسم الله الرحمن الرحيم

{الم (1) اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ (2) نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنْزَلَ التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ (3) مِنْ قَبْلُ هُدًى لِلنَّاسِ وَأَنْزَلَ الْفُرْقَانَ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآَيَاتِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَاللَّهُ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ (4) }

قوله تعالى: {الم (1)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (1 - قَوْله تَعَالَى {الم * الله} 1 2
قرءوا كلهم {الم * الله} الْمِيم مَفْتُوحَة وَالْألف سَاقِطَة إِلَّا مَا حَدثنِي بِهِ مُوسَى القَاضِي قَالَ حَدثنَا مُحَمَّد بن يزِيد قَالَ حَدثنَا يحيى عَن أبي بكر عَن عَاصِم أَنه قَرَأَ {الم} ثمَّ قطع فابتدأ {الله} ثمَّ سكن فِيهَا
وَقَالَ يحيى آخر مَا حفظت عَنهُ {الم الله} مثل حَمْزَة
حَدثنَا مُوسَى بن إِسْحَق قَالَ وَقَالَ أَبُو هِشَام سَمِعت أَبَا يُوسُف الْأَعْشَى قَرَأَهَا على أبي بكر فَقَالَ {الم} ثمَّ قطع فَقَالَ {الله} بِالْهَمْز
وحَدثني مُحَمَّد بن الجهم عَن ابْن أبي أُميَّة عَن أبي بكر عَن عَاصِم {الم} جزم ثمَّ ابْتَدَأَ {الله}
وحَدثني أَحْمد ابْن مُحَمَّد بن صَدَقَة قَالَ حَدثنَا أَبُو الأسباط قَالَ حَدثنَا عبد الرَّحْمَن بن أبي حَمَّاد عَن أبي بكر عَن عَاصِم أَنه قَرَأَ {الم الله} بتسكين الْمِيم وَقطع الْألف
وحَدثني مُحَمَّد بن الجهم عَن الْفراء قَالَ قَرَأَ عَاص {الم} جزم و(ألله) مَقْطُوع
وَالْمَعْرُوف عَن عَاصِم {الم الله} مَوْصُولَة+
وَحَفْص عَن عَاصِم {الم الله} مَفْتُوحَة الْمِيم غير مَهْمُوزَة الْألف). [السبعة في القراءات: 200] (م)
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ({ألم الله} مقطوع الأعشى، والبرجمي، وروي عن زيد). [الغاية في القراءات العشر: 208] (م)
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ({الم} [1]: مفصل: يزيد). [المنتهى: 2/619]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (تَقَدَّمَ مَذْهَبُ أَبِي جَعْفَرٍ فِي السَّكْتِ عَلَى حُرُوفِ الْفَوَاتِحِ مِنْ بَابِ السَّكْتِ، وَتَقَدَّمَ أَيْضًا الْإِشَارَةُ إِلَى جَوَازِ وَجْهَيَ الْمَدِّ وَالْقَصْرِ عَنْهُمْ فِي م اللَّهُ حَالَةَ الْوَصْلِ آخِرَ بَابِ الْمَدِّ). [النشر في القراءات العشر: 2/238]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (ذكر سكت أبي جعفر على أحرف {الم} [1] ). [تقريب النشر في القراءات العشر: 479]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (وفي توجيه [فتح] الميم من الم الله [آل عمران: 1، 2]- أقوال:
الأول: مذهب سيبويه، والجمهور: أنها لالتقاء الساكنين.
فإن قيل: أصله الكسر:
فالجواب: لأن الكسر يفضى إلى ترقيق لام الجلالة، والمحافظة على تفخيمها أهم منها على الكسر؛ لأنه لم يقصد لذاته بل للتخلص من الساكنين.
وأيضا: فقبل الميم ياء، وهي أخت الكسر فكان يلزم اجتماع كسرتين.
وأيضا: قبل الياء كسرة فيلزم اجتماع ثلاث متجانسات.
والساكنان على هذا كله الميم واللام.
الثاني: أن الفتح أيضا للساكنين، ولكنهما الياء والميم، ومثله «أين» و«كيف» ونحوهما، وهذا على قولنا: إنه لم ينو الوقف على هذه الحروف المقطعة، بخلاف القول الأول؛ فإنه [نوى فيه الوقف] عليها؛ فسكنت أواخرها، وبعدها ساكن آخر، وهو لام الجلالة.
وعلى [هذا] القول الثاني: ليس لإسقاط الهمزة تأثير في التقاء الساكنين، بخلاف الأول؛ فإن التقاء الساكنين إنما نشأ من حذفها درجا.
الثالث: أن هذه الحركة حركة نقل من الهمزة نحو: قد افلح [المؤمنون: 1، الأعلى: 14]، وبه قرأ، ورش، وحمزة في بعض طرقه في الوقف، وقاله الفراء.
واحتج له بأن هذه الحروف النية بها الوقف، فتسكن أواخرها، والنية بما بعدها الابتداء؛ فأجريت همزة الوصل مجرى الثانية، وما قبلها ساكن صحيح قابل لحركتها؛
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/231]
فخففت). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/232]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (القراءات وتوجيهها
قرأ الكل "الم، اللَّه" [الآية: 1، 2] بإسقاط همزة الجلالة وصلا وتحريك الميم بالفتح
[إتحاف فضلاء البشر: 1/467]
للساكنين، وكانت فتحة مراعاة لتفخيم الجلالة إذ لو كسرت الميم لرققت، ويجوز لكل من القرا في ميم المد والقصر، لتغير سبب المد فيجوز الاعتداد بالعارض وعدمه، وكذا يجوز لورش ومن وافقه على النقل في: ألم أحسب الناس الوجهان، ورجح القصر من أجل ذهاب السكون بالحركة، وأما قول بعضهم لو أخذ بالتوسط مراعاة لجانبي اللفظ والحكم لكان وجها، فممنوع لما حققه في النشر أنه لا يجوز التوسط فيما تغير فيه سبب المد كالم الله، ويجوز فيما تغير فيه سبب القصر نحو: نستعين وقفا؛ وذلك لأن المد في الأول هو الأصل ثم عرض تغير السبب، والأصل أن لا يعتد بالعارض فمد لذلك، وحيث اعتد بالعارض وقصر سكونه ضدا للمد والقصر لا يتفاوت، وأما الثاني وهو نستعين وقفا فالأصل فيه القصر لعدم الاعتداد بالعارض وهو سكون الوقف، فإن اعتد به مد لكونه ضدا للقصر لكنه أعني المد يتفاوت طولا وتوسطا فأمكن التفاوت، واطردت القاعدة المتقدمة، وسكت أبو جعفر على ألف ولام وميم). [إتحاف فضلاء البشر: 1/468]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {الم (1) الله لا إله إلا هو الحي القيوم (2)}
{الم}
- قراءة أبي جعفر بالسكت من غير تنفس على ألف، ولام، وميم.
{الم، الله}
- وقرأ السبعة "الم الله" بفتح الميم، وإسقاط همزة لفظ الجلالة، وذلك في الوصل، والفتح لالتقاء الساكنين، وكانت فتحة مراعاة لتفخيم لفظ الجلالة، ولو كسرت الميم لرققت اللام. وذهب الفراء إلى أن الفتحة في الميم هي حركة الهمزة حين أسقطت للتخفيف، واختاره الزمخشري، وتعقبه أبو حيان. وذكر الزجاج الوجهين في فتح الميم.
- وقرأ أبو حيوة وأبو جعفر الرؤاسي وعمرو بن عبيد "الم الله" بكسر الميم.
وذكر الزمخشري أنها على توهم التحريك لالتقاء الساكنين،
[معجم القراءات: 1/439]
وما هي عنده بمقبولة.
وذهب ابن عطية إلى أن الكسر رديء، لأن الياء تمنع من ذلك، وقد أجاز الأخفش الكسر لالتقاء الساكنين، وتعقبه الزجاج، فقال:" وهذا غلط من أبي الحسن؛ لأن قبل الميم ياء مكسورة ما قبلها، فحقها الفتح لالتقاء الساكنين، وذلك لثقل الكسرة مع الياء.
- وقرأ عاصم من رواية الأعشى عن أبي بكر عن عاصم، وكذا من رواية حماد عنه، والحسن وعمرو بن عبيد والأعمش والبرجمي وأبو جعفر وأم سلمة والمفضل والرواسي "ألم ألله" بسكون الميم، وقطع الألف من لفظ الجلالة). [معجم القراءات: 1/440]

قوله تعالى: {اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ (2)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (1 - قَوْله تَعَالَى {الم * الله} 1 2
قرءوا كلهم {الم * الله} الْمِيم مَفْتُوحَة وَالْألف سَاقِطَة إِلَّا مَا حَدثنِي بِهِ مُوسَى القَاضِي قَالَ حَدثنَا مُحَمَّد بن يزِيد قَالَ حَدثنَا يحيى عَن أبي بكر عَن عَاصِم أَنه قَرَأَ {الم} ثمَّ قطع فابتدأ {الله} ثمَّ سكن فِيهَا
وَقَالَ يحيى آخر مَا حفظت عَنهُ {الم الله} مثل حَمْزَة
حَدثنَا مُوسَى بن إِسْحَق قَالَ وَقَالَ أَبُو هِشَام سَمِعت أَبَا يُوسُف الْأَعْشَى قَرَأَهَا على أبي بكر فَقَالَ {الم} ثمَّ قطع فَقَالَ {الله} بِالْهَمْز
وحَدثني مُحَمَّد بن الجهم عَن ابْن أبي أُميَّة عَن أبي بكر عَن عَاصِم {الم} جزم ثمَّ ابْتَدَأَ {الله}
وحَدثني أَحْمد ابْن مُحَمَّد بن صَدَقَة قَالَ حَدثنَا أَبُو الأسباط قَالَ حَدثنَا عبد الرَّحْمَن بن أبي حَمَّاد عَن أبي بكر عَن عَاصِم أَنه قَرَأَ {الم الله} بتسكين الْمِيم وَقطع الْألف
وحَدثني مُحَمَّد بن الجهم عَن الْفراء قَالَ قَرَأَ عَاص {الم} جزم و(ألله) مَقْطُوع
وَالْمَعْرُوف عَن عَاصِم {الم الله} مَوْصُولَة
وَحَفْص عَن عَاصِم {الم الله} مَفْتُوحَة الْمِيم غير مَهْمُوزَة الْألف). [السبعة في القراءات: 200] (م)
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ({ألم الله} مقطوع الأعشى، والبرجمي، وروي عن زيد). [الغاية في القراءات العشر: 208] (م)
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ((الم ألله) [1]: مقطوع الأعشى، والبرجمي، وسعيد، مختلف عن يزيد). [المنتهى: 2/619]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (أجمع القراء على وصل الألف من (الم الله) أعني من اسم الله جل ذكره إلا ما روي عن أبي بكر عن عاصم أنه قطع، وهي رواية الأعشى عن أبي بكر، والذي قرأت به في رواية يحيى بن آدم بالوصل مثل الجماعة، وقرأت في رواية الأعشى بالقطع، ولرواية الأعشى عن أبي بكر كتاب مفرد، وإنما لم ندخل هنا لأن الشيخ أبا الطيب رحمه الله لا يقرئ بها، وإنما أخذتها عن غيره، فلذلك أخليت هذا الكتاب من رواية الأعشى وغيره مما لم يروه الشيخ أبو الطيب فاعلم ذلك). [التبصرة: 176]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وتقدم عن الحسن الحي القيوم بالنصب، وعن المطوعي القيام وعنه نزل عليك بتخفيف الزاي الكتاب بالرفع على أنها جملة مستأنفة، وأما على قراءة الجمهور فتكون خبرا آخر للجلالة). [إتحاف فضلاء البشر: 1/468]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وتقدم مد "لا إله" للسبب المعنوي وهو التعظيم لقاصر المنفصل ومده لحمزة قولا واحدا عند من وسط له لا ريب عملا بأقوى السببين). [إتحاف فضلاء البشر: 1/468]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {هو} [2] كاف {القيوم} كذلك، وفاصلة.
وإذا وصلت آل عمران بآخر البقرة من قوله تعالى {واعف عنا واغفر لنا وارحمنا} [البقرة: 286] إلى {القيوم} فيأتي على ما يقتضيه الضرب ثلاثة آلاف وجه وخمسمائة وثمانية وتسعون وجهًا، بيانها:
لقالون أربعمائة وثمانية وأربعون، بيانها: أنك تضرب في ثلاثة {الكافرين} وهي الطول والتوسط والقصر، خمسة {الرحيم} وهي ما في {الكافرين} والروم والوصل، خمسة عشر، تضرب فيها سبعة {القوم} وهي ما في {الكافرين} والإشمام معها، ستة، والروم، مائة وخمسة، تضربها في وجهيه {الم الله} مائتان وعشرة تضربها في وجهي المنفصل المد والقصر، اربعمائة وعشرون، ومع وصل الجميع ثمانية وعشرون وجهًا، بيانها تضرب سبعة {القيوم} في وجهي {الم الله} أربعة عشر، تضربها في وجهي المنفصل ثمانية وعشرون، تضيفها إلى ما تقدم بلغ العدد ما ذكر.
[غيث النفع: 456]
ولورش خمسمائة وجه وستون وجهًا، أربعمائة وثمانية وأربعون على البسملة، فهو كقالون فيها، ووجها الفتح والتقليل له من {مولانا} كوجهي المنفصل لقالون، ومائة واثنا عشر وجهًا على تركها، بيانها: تضرب في ثلاثة {الكافرين} مع السكت لأن حكمه كالوقف سبعة {القيوم} واحد وعشرون، تضربها في وجهي {الم الله} اثنان وأربعون، تضربها في وجهي الفتح والتقليل، أربعة وثمانون، ومع الوصل ثمانية وعشرون، بلغ العدد ما ذكر.
وللمكي مائتان وأربعة وعشرون وجهًا، كقالون إذا قصر، وللدوري ألف وجه ومئة وعشرون، بيانها: تضرب ما لورش في وجهي الإظهار والإدغام في {واغفر لنا}.
وللسوسي مائتان وثمانون وجهًا، كورش إذا فتح، والشامي مثله، ولعاصم مائتان وأربعة وعشرون وجهًا، كقالون إذا مد، وأبو الحارث مثله، والدوري كذلك، وإنما لم يعدا معا لاختلافهما في إمالة {الكافرين}.
ولحمزة أربعة عشر وجهًا، سبعة {القيوم} مضروبة في وجهي {الم الله} فبلغ العدد ما ذكر.
والصحيح من هذه الوجوه الذي لا تركيب فيه واتفقت عليه كلمة العلماء، ألف وجه ومائتان واثنان وعشرون، بيانها:
لقالون مائة وستة وثلاثون وجهًا، إيضاحها أنك تضرب في ثلاث {الكافرين} ثلاثة {الرحيم} ما قرأت به في {الكافرين} من طويل أو توسط أو قصر، والروم والوصل، ولا تركيب بين بابين تسعة، تضرب فيها ثلاثة {القيوم} ما قرأت به في {الكافرين} والإشمام معه، والروم، سبعة وعشرون، تضربها في وجهي {الم الله} أربعة وخمسون، تضربها في وجهي المنفصل، مائة وثمانية، هذا مع الفصل، ومع الوصل ثمانية وعشرون وجهًا، تضرب سبعة {القيوم} في وجهي {ألم الله} أربعة عشر، تضربها في وجه المنفصل ثمانية وعشرون، تجمعها مع ما تقدم، المجموع ما ذكر.
[غيث النفع: 457]
ولورش مائتان، إذا بسمل كقالون، وإذا ترك فمع السكت ستة وثلاثون، بيانها تضرب في ثلاثة {الكافرين} ثلاثة {القيوم} تسعة، تضربها في وجهي {الم الله} ثمانية عشر، تضربها في وجهي الفتح والتقليل، ستة وثلاثون، ومع الوصل ثمانية وعشرون، تضرب سبعة {القيوم} في وجهي {الم الله} أربعة عشر، تضربها في وجهي الفتح والتقليل، ستة وثلاثون، ومع الوصل ثمانية وعشرون، تضرب سبعة {القيوم} في وجهي {الم الله} أربعة عشر، تضربها في وجهي الفتح والتقليل، ثمانية وعشرون.
وللمكي ثمانية وستون، كاقلون إذا قصر، وللدوري أربعمائة، تضرب ما لورش في وجهي الإظهار والإدغام.
وللسوسي مائة وبجه، ثمانية وستون مع البسملة، وثمانية عشر مع السكت، ومع الوصل أربعة عشر، وللشامي مائة وجه كالسوسي.
ولعاصم ثمانية وستون وجهًا، كقالون إذا مد، وأبو الحارث مثلهم، والدوري كذلك.
ولحمزة أربعة عشر وجهًا، سبعة {القيوم} مضروبة في وجهي {الم الله}.
هذا ما ظهر لي في تحرير هذه الوجوه، والله يحفظنا من الخطأ والزلل، ويوفقنا في الاعتقاد والقول والعمل، آمين.
وأزيدها إيضاحًا ببيان كيفية قراءتها، فأقول: تبدأ أولاً بقالون بإظهار {واغفر لنا} وقصر المنفصل وفتح {مولانا} و{الكافرين} مع الطويل فيه وفي {الرحيم} و{القيوم} مع زيادة الإشمام، والروم فيه، ولا يكون إلا مع القصر، ثلاثة أوجه مع قصر {الم الله} ثم الثلاثة في {القيوم} مع مده، وإنما قدمنا القصر لأن ابن غلبون في التذكرة رجحه، ولم يقرأ بسواه، من أجل أن الساكن ذهب بالحركة، ثم تأتي بروم {الرحيم} مع قصر {الم الله} مع ثلاثة {القيوم} ثم بمده معها، ثم وصل البسملة بأول السورة مع وجهي {الم الله} مع ثلاثة {القيوم} عليهما، ثم
[غيث النفع: 458]
تأتي بالتوسط في {الكافرين} ثم بالقصر، ويأتي عليهما ما أتى على الطويل، ثم تصل آخر السورة بالبسملة، وهي بأول السورة، مع قصر {الم الله} ومده، وسبعة {القيوم} عليهما.
ويندرج معه المكي في جميعها، واندرج معه الدوري على الإظهار وقصر المنفصل، أو تخلف في إمالة {الكافرين} فتعطفه عليه بالإمالة، مع عدم البسملة، وتبدأ بالسكت على {الكافرين} مع الطويل فيه، وقصر {الم الله} وثلاثة {القيوم} ثم مع مده كذلك، ثم بالتوسط في {الكافرين} ثم القصر فيه مع ثلاثة {القيوم} معهما، ثم وصل السورة بالسورة مع وجهي {الم الله} مع سبعة {القيوم} ومعهما، ثم مع البسملة كقالون، ثم تأتي بمد المنفصل لقالون، ويأتي عليه ما أتى على القصر.
ويندرج معه الشامي على البسملة، وعاصم إن كنت تقرأ بمرتبتين، وهو المعول عليه عندنا، كما تقدم، ويندرج معه الدوري أيضًا، إلا أنه تخلف في إمالة {الكافرين} فتأتي به منه بترك البسملة مع السكت والوصل، ثم مع البسملة كما تقدم، ثم تأتي بالشامي بفتح {الكافرين} مع ترك البسملة، كما تقدم للدوري، ولا يخفى عليك ترتيبهم إذا قرأت بأربع مراتب، فلا نطيل به.
ثم تأتي بأبي الحارث مع إمالة {مولانا} وفتح {الكافرين} مع البسملة كما تقدم لقالون، والدوري أخوه مثله إلا أنه يميل {الكافرين} فتأتي به ب عدهم مع البسملة، كما تقدم.
ثم تأتي بورش مع مد المنفصل وفتح {مولانا} وتقليل {الكافرين} مع السكت والوصل والبسملة، كما تقدم، ثم تأتي له بتقليل {مولانا} و{الكافرين} مع ترك البسملة، ومع البسملة كذلك.
[غيث النفع: 459]
ثم تأتي بحمزة بإمالة {مولانا} وفتح {الكافرين} مع ترك البسملة والوصل فقط، مع وجهي {الم الله} مع سبعة {القيوم} عليهما.
ثم تأتي بالدوري بإدغام راء {واغفر} في لام {لنا} مع قصر المنفصل وإمالة {الكافرين} مع السكت والوصل والبسملة، كما تقدم، ويندرج معه السوسي، ثم بمد المنفصل، ويأتي له ما أتى على القصر، والله أعلم.
ولا تلمني على كثرة الإيضاح، فإنه حال رسول الله صلى الله عليه وسلم في كلامه الشريف أيضًا، فغرضي أيضًا إيصال هذا العلم الشريف لكل طالب، وبالله تعالى التوفيق). [غيث النفع: 460]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {لا إله}
- قرأ حمزة ويعقوب بالمد، وهو التعظيم والمبالغة.
{الحي القيوم}
- قراءة الجماعة "الحي القيوم"، بالرفع. ولا يجوز عند الطبري غير هذه القراءة.
- وقرأ الحسن "الحي القيوم" بالنصب، على المدح، أو على تقدير "أعني".
- وقرأ علقمة بن قيس وعبد الله بن مسعود "الحي القيم" على وزن فعل.
- وذكر خارجة أنها كذلك في مصحف عبد الله.
- وقرأ عمر بن الخطاب ومجاهد وابن مسعود وعثمان بن عفان وعمرو بن ميمون وإبراهيم النخعي والأعمش وزيد بن علي وجعفر
[معجم القراءات: 1/440]
ابن محمد وأبو رجاء علقمة بن قيس والمطوعي وأبي بن كعب "الحي القيام".
- ورويت عن النبي صلى الله عليه وسلم ، وهي لغة الحجاز، وتقدم مثل هذه القراءة في الآية / 255 من سورة البقرة.
قال الطبري: "والقراءة التي لا يجوز غيرها عندنا في ذلك ما جاءت به قراءة المسلمين نقلا مستفيضا من غير تشاغر ولا تواطؤ وراثة، وما كان مثبتا في مصاحفهم، وذلك قراءة من قرأ "الحي القيوم".. وقال الزجاج: "والذي ينبغي أن يقرأ ما عليه المصحف، وهو "القيوم" بالواو، و"القيم" أيضا جيد بالغ كثير في العربية، ولكن القراءة بخلاف ما في المصحف لا تجوز، لأن المصحف مجمع عليه، ولا يعارض الإجماع برواية لا يعلم كيف صحتها). [معجم القراءات: 1/441]

قوله تعالى: {نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنْزَلَ التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ (3)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (2 - وَاخْتلفُوا فِي إمالة الرَّاء وَفتحهَا من {التَّوْرَاة} 3
فَقَرَأَ ابْن كثير وَعَاصِم وَابْن عَامر (التورية) مفخما
وَكَانَ حَمْزَة وَنَافِع يلفظان الرَّاء بَين الْفَتْح وَالْكَسْر
وَكَذَلِكَ كَانَا يفْعَلَانِ بقوله {مَعَ الْأَبْرَار} آل عمرَان 193 و{من الأشرار} ص 62 و{من قَرَار} إِبْرَاهِيم 26 و{ذَات قَرَار} الْمُؤْمِنُونَ 50 إِذا كَانَ الْحَرْف مخفوضا
وَقَالَ ورش عَن نَافِع (التورة) بِكَسْر الرَّاء وَقَالَ ابْن سَعْدَان عَن الْمسَيبِي عَن نَافِع الرَّاء مَفْتُوحَة وَكَذَلِكَ قَالَ ابْن الْمسَيبِي عَن أَبِيه عَن نَافِع
وَكَانَ أَبُو عَمْرو وَالْكسَائِيّ يقرآن (التورة) مَكْسُورَة ويميلان هَذِه الْحُرُوف أَشد من إمالة حَمْزَة وَنَافِع أَعنِي {الْأَبْرَار} و{من قَرَار} وَمَا أشبه ذَلِك
وَابْن عَامر يشم الرَّاء الأولى من {الْأَبْرَار} الْكسر). [السبعة في القراءات: 201]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ({التوراة} [3]، حيث جاءت: بالإمالة أبو عمرو، وخلف، وهما إلا العلاف، وورش إلا الأسدي، وابن ذكوان إلا البلخي، والقواس
[المنتهى: 2/619]
طريق الحلواني وابن أبي الهذيل، وقرأت على المصريين بين اللفظين). [المنتهى: 2/620]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (وأمال أبو عمرو والكسائي وابن ذكوان (التورية) حيث وقع، وقرأ حمزة ونافع بين الفظين، وفتح الباقون وقد ذكرنا ذلك). [التبصرة: 176]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (قرأ أبو عمرو، وابن ذكوان، والكسائي: {التوراة} (3) بالإمالة في جميع القرآن.
ونافع، وحمزة: بين اللفظين.
والباقون: بالفتح. وقد قرأت لقالون كذلك). [التيسير في القراءات السبع: 249]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(قرأ أبو عمرو وابن ذكوان والكسائيّ وخلف: (التّوراة) بالإمالة في جميع القرآن [ونافع] وحمزة بين اللّفظين والباقون بالفتح، وقد قرأت لقالون [كذلك] على أبي الفتح). [تحبير التيسير: 319]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (546 - وَإِضْجَاعُكَ التَّوْرَاةَ مَا رُدَّ حُسْنُهُ = وَقُلِّلَ فِي جَوْدٍ وَبِالْخُلْفِ بَلَّلاَ). [الشاطبية: 44]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([546] وإضجاعك التوراة (مـ)ا (ر)د (حـ)سنة = وقلل (فـ)ـي (جـ)ودٍ وبالخلف (بـ)للا
إنما قال: (ما رد حسنه)، قال: لأن ألف التوراة، أصلها الياء باتفاق. فلا يحتاج مع هذا إلى أظهر منه، خلاف ما وقع لأبي علي في الحجة.
قلت: ومعنى هذا، أن الكوفيين والبصريين، اتفقوا على أن ألفه منقلبة عن ياء. واشتقاقها من وري الزند، وهو الضياء الذي يظهر عند القدح. فكأنها ضياء ونور.
ووزنها عند البصريين فوعلة، فأبدلت الواو الأولى تاءً لقربها منها، كما أبدلوا في مثل تكأة وتخمة، وقلبت الياء ألفًا لتحركها وانفتاح ما قبلها. وجمعها توار.
وقال الكوفيون: يصلح أن يكون وزنها تفعلة، كما قالوا في تُتْفلة: تَتْفلة.
قيل لهم: هذا قليل في الكلام. وفوعلة كثير، كحوقلة ودوخلة. والحمل على الأكثر أولى.
[فتح الوصيد: 2/764]
وقال بعضهم: «يصلح أن يكون وزنها تفعلة بكسر العين مثل توصية، ففتحت العين وقلبت ألفًا لتحركها وانفتاح ما قبلها. وقد فعل مثل ذلك في ناصية وجارية في لغة طيء، فقالوا: ناصاةً وجاراةً».
وقيل له: «لو جاز ذلك، لجاز في توصية توصاة، وفي توفية توفاة. ولم يعرف ذلك».
فقد اتفقوا على اشتقاقه وأن ألفه منقلبة عن ياء.
وقال أبو علي: «من أمال، فلأن الألف إذا كانت رابعة، أشبهت ألف التأنيث. وألف التأنيث تُمال مع المستعلي، نحو: فوضى؛ فالإمالة مع الراء أحرى»..
وهذا الذي قاله أبو علي في تعليل الإمالة، هو الذي لا يتجه غيره، فإن التوراة، اسم أعجمي يقال: إنه بالعبرانية توروه.
فالحكم بأن أصله: فوعلة أو تفعلة، وأن اشتقاقه من الوري، إنما يصح لو كان عربيًا.
فكأن أبا علي علل الإمالة بما لا يصح غيره.
وكيف يظن أنه خفي عنه ذلك وقد ذكر في الحجة ما ذكره الفريقان.
(وقلل في جود)، الجود: المطر الغزير؛ يعني أن التقليل في شهرته في العربية كالمطر الجود.
[فتح الوصيد: 2/765]
(وبالخلف بللا)، لأنه لم يدم على التقليل؛ فهو دون الجود، إذ كان مرة يفتح ومرة يقلل، وكذلك المطر القليل.
قال الحافظ أبو عمرو رحمه الله في غير التيسير: «أقرأني ذلك أبو الفتح بإخلاص الفتح، وأقرأنيه أبو الحسن بين بين»؛ يعني لقالون). [فتح الوصيد: 2/766]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [546] وإضجاعك التوراة ما رد حسنه = وقلل في جود وبالخلف بللا
ب: (الإضجاع): ههنا: الإمالة، والمراد بـ (التقليل): تقليل الإمالة، وهو: الإمالة بين بين، (الجود): المطر الغزير.
ح: (إضجاعك): مبتدأ، (التوراة): مفعوله، (ما رد حسنه): جملة خبر المبتدأ، و(ما): نافة، (في جود): ظرف (قللا)، (بالخلف): متعلق بـ (بللا) .
ص: يعني أمال لفظ: {التوراة} ههنا [3] وحيث وقع، وإن لم يقيد الناظم - رحمه الله ابن ذكوان والكسائي وأبو عمرو لكون ألفها رابعة تشبه ألف التأنيث، نحو: {ذكرى} [الأنعام: 69]، و{دعوى}، وأثنى على الإمالة بقوله: (ما رد حسنه).
وقلل الإمالة حمزة وورش، أي: أمالا بين بين، ومدحه على كثرة النفع والشهرة بقوله: (في جود)، وأمال قالون بين بين بخلاف
[كنز المعاني: 2/94]
في فتحها صريحًا وإمالتها بين بين، فقال: (بللا)؛ لأنه لم يدم على إمالتها، فهو دون الجود). [كنز المعاني: 2/95]
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (544- وَإِضْجَاعُكَ التَّوْرَاةَ "مَـ"ـا رُدَّ "حُـ"ـسْنُهُ،.. وَقُلِّلَ "فِـ"ـي "جَـ"ـوْدٍ وَبِالخُلْفِ "بَـ"ـلَّلا
الإضجاع من ألفاظ الإمالة وأميلت ألف التوراة؛ لأنها بعد راءٍ، وقد وقعت رابعة فأشبهت ألف التأنيث كـ "تترى" و"النصارى"، فلهذا قال:
ما رد حسنه وقيل الألف منقلبة عن ياء وأصلها تورية من ورى الزند وهذا تكلف ما لم تدع إليه حاجة ولا يصح؛ لأن إظهار الاشتقاق إنما يكون في الأسماء العربية والتوراة والإنجيل من الأسماء الأعجمية، قوله:
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/5]
وقلل في جود يعني أميل إمالة قليلة وهي التي يعبر عنها بقولهم بين بين وبين اللفظين وقد سبق الكلام في تحقيقها في باب الإمالة والجود المطر الغزير؛ أي: في شهرة واستحسان كالجود الذي تحيا به الأرض يشير إلى أن التقليل محبوب مشهور في اللغة وبالخلف بللا يعني قالون؛ لأنه لم يدم على التقليل فهو دون الجود؛ إذ كان مرة يفتح ومرة يقلل، فاختلف الرواة عنه لذلك، وهذا الموضع من جملة ما الحكم فيه عام ولم ينبه عليه الناظم؛ لأن إمالة التوراة لا تختص بما في هذه السورة، وكان موضع ذكرها باب الإمالة، ولو ذكرها فيه لظهر إرادة العموم؛ لأنه ليس بعض السور بأولى به من بعض كما ذكر ثَم ألفاظا كثيرة، وعمت كقوله:
وإضجاع "أنصارى"،
"وآذانهم" طغيانهم،
وإنما ذكر إمالة التوراة هنا موافقة لصاحب التيسير، ولكن صاحب التيسير قال في جميع القرآن فزال الإشكال وظاهر إطلاق الناظم يقتضي الاقتصار على ما في هذه السورة على ما سبق تقريره مرارا ومن الدليل على أن من عادته بالإطلاق الاقتصار على ما في السورة التي انتظم فيها، وإذا أراد العموم نص عليه بما يحتمل ذلك. قوله في أول سورة المؤمنون:
أماناتهم وحدٌ وفي سال داريا
ثم قال:
صلاتهم شاف
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/6]
فأطلق وفي سأل أيضا "صلواتهم" ولا خلاف في إفراده، فلما لم يكن فيها خلاف أطلق لعلمه أن لفظه لا يتناولا إلا بزيادة قيد، ولما عم الخلاف في أماناتهم قيد فقال: وفي سال، وفي هذه السورة موضعان آخران عم الحكم فيهما ولم ينبه عليهما، وهما: "هأنتم" و"كأين" كما سيأتي، وكان يمكن أن يقول هنا: أمل جملة التوراة ما رد حسنه والله أعلم). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/7]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (546 - وإضجاعك التّوراة ما ردّ حسنه ... وقلّل في جود وبالخلف بلّلا
المعنى: أن ابن ذكوان والكسائي وأبا عمرو أمالوا الألف من لفظ التَّوْراةَ* حيث وقع في القرآن الكريم سواء كان منصوبا نحو وَأَنْزَلَ التَّوْراةَ وَالْإِنْجِيلَ. أم كان مرفوعا أم مجرورا نحو: مِنْ قَبْلِ أَنْ تُنَزَّلَ التَّوْراةُ قُلْ فَأْتُوا بِالتَّوْراةِ. والمراد (بالإضجاع) الإمالة الكبرى.
وقرأ حمزة وورش بتقليل هذه الألف وهو الإمالة الصغرى، وقد يعبر عن هذا التقليل بالإمالة بين بين، واختلف فيها عن قالون؛ فروي عنه فيها وجهان: الفتح، والتقليل. وقرأ الباقون بالفتح، وقد ذكرنا فيما سبق أن الناظم إذا أطلق حكما في الفرش يكون المراد منه ما في السورة فحسب، ولا يكون عامّا شاملا لجميع المواضع إلا إذا ذكر قرينة تدل على العموم كقوله:
حيث أتي، أو جميعا، أو في الكل، أو نحو ذلك، هذه هي سنة الناظم في الفرش، وقد يخرج عنها في بعض المواضع فيذكر حكما في الفرش، ويطلق هذا الحكم ولا يذكر قرينة تدل على عمومه وشموله لجميع المواضع، ومع ذلك يكون المراد منه العموم والشمول، وإن لم تذكر القرينة وما هنا من جملة هذه المواضع التي حاد فيها عن سنته، فإن هذا الحكم الذي ذكره وهو
[الوافي في شرح الشاطبية: 230]
إمالة ألف التَّوْراةَ* وتقليلها لمن ذكرهم عام شامل لجميع المواضع في القرآن الكريم، ومع ذلك لم يأت بلفظ يفيد العموم كقوله: جميعا، أو نحو هذا. و(الجود) بفتح الجيم المطر الغزير ولا يخفى ما في لفظ (بللا) من المناسبة للفظ (جود) ). [الوافي في شرح الشاطبية: 231]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ اخْتِلَافُهُمْ فِي إِمَالَةِ التَّوْرَاةَ وَبَيْنَ بَيْنَ مِنْ بَابِ الْإِمَالَةِ). [النشر في القراءات العشر: 2/238]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ({التوراة} [3] ذكر في الإمالة). [تقريب النشر في القراءات العشر: 479]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (وتقدم سكت أبي جعفر على الميم، وإمالة التوراة [آل عمران: 3] ). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/231]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأمال "التوراة" كبرى ورش من طريق الأصبهاني وأبو عمرو وابن ذكوان، وحمزة في أحد وجهيه والكسائي وخلف وبالصغرى قالون في أحد وجهيه، والثاني له الفتح وحمزة في وجهه الثاني والأزرق فخلاف حمزة بين
[إتحاف فضلاء البشر: 1/468]
الكبرى والصغرى، وخلاف قالون بين الصغرى والفتح). [إتحاف فضلاء البشر: 1/469]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وعن الحسن "الإنجيل" [الآية: 3] بفتح الهمزة حيث وقع). [إتحاف فضلاء البشر: 1/469]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {نزل عليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه وانزل التوراة والإنجيل (3)}
{نزل عليك الكتاب}
- قرأ الجمهور "نزل.. الكتاب"، الفعل مشدد، والكتاب: نصب به.
- وقرأ النخعي والأعمش وابن أبي عبلة والمغيرة والمطوعي "نزل.. الكتاب"، الفعل مخفف، والكتاب: رفع به.
[معجم القراءات: 1/441]
{الكتب بالحق}
- أدغم الباء في الباء أبو عمرو ويعقوب.
وتقدم هذا في الآية /213 من سورة البقرة.
{التوراة}
- قرأ بفتح الراء حمزة وقالون والمسيبي وابن المسيبي وابن سعدان عن نافع.
وفخم الراء ابن كثير وابن عامر وعاصم.
- وقرأه بالإمالة أبو عمرو وحمزة في أحد وجهيه والكسائي وخلف وابن ذكوان عن ابن عامر ونافع برواية ورش، وورش من طريق الأصبهاني واليزيدي والأعمش.
- وقرأ بالتقليل ورش والأزرق وحمزة في وجهه الثاني ونافع وقالون.
{الإنجيل}
- قراءة الجماعة "الإنجيل" بكسر الهمزة.
- وقرأ الحسن "الأنجيل" بفتحها في جميع القرآن.
قالوا: وهذا يدل على أنه أعجمي، لأن "أفعيل" ليس من أبنية كلام العرب، بخلاف «إفعيل" فإنه موجود في أبنيتهم مثل: إخريط، وإصليت.
[معجم القراءات: 1/442]
وقال ابن عطية: ".. بفتح الهمزة، وذلك لا يتجه في كلام العرب، ولكن تحميه مكانة الحسن من الفصاحة، وأنه لا يقرأ إلا بمار روى، وأراه نحا به نحو الأسماء الأعجمية"). [معجم القراءات: 1/443]

قوله تعالى: {مِنْ قَبْلُ هُدًى لِلنَّاسِ وَأَنْزَلَ الْفُرْقَانَ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآَيَاتِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَاللَّهُ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ (4)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأمال "للناس" الدوري عن أبي عمرو بخلفه). [إتحاف فضلاء البشر: 1/469]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {من قبل هدى للناس وأنزل الفرقان إن الذين كفروا بآيات الله لهم عذاب شديد والله عزيز ذو انتقام (4)}
{هدى}
- تقدمت الإمالة فيه في سورة البقرة الآية /2.
{للناس}
- تقدمت الإمالة فيه للدوري عن أبي عمرو بخلاف، وانظر الآيات: 8 و94 و94 من سورة البقرة). [معجم القراءات: 1/443]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين

جمهرة علوم القرآن 3 صفر 1440هـ/13-10-2018م 08:23 AM

سورة آل عمران
[من الآية (5) إلى الآية (6) ]

{إِنَّ اللَّهَ لَا يَخْفَى عَلَيْهِ شَيْءٌ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ (5) هُوَ الَّذِي يُصَوِّرُكُمْ فِي الْأَرْحَامِ كَيْفَ يَشَاءُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (6)}

قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَخْفَى عَلَيْهِ شَيْءٌ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ (5)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وأمال" "لا يخفى" حمزة والكسائي وخلف وبالفتح الصغرى الأزرق). [إتحاف فضلاء البشر: 1/469]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (ومر للأزرق مد شيء وتوسيطه، وجاء الثاني لحمزة وصلا فإن وقف فبالنقل وبالإدغام، ويجوز الروم والإشمام فيهما فهي ستة). [إتحاف فضلاء البشر: 1/469]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {إن الله لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء به (5)}
{لا يخفى}
- أماله حمزة والكسائي وخلف.
- وبالفتح والتقليل الأزرق وورش.
- والباقون بالفتح.
{شيء}
- قرأ بالمدة المشبع، والتوسط، ورش من طريق الأزرق.
- وجاء التوسط فيه وصلا عن حمزة بخلاف عنه.
- وإذا وقف حمزة عليه فله مع هشام بخلاف عنه:
1- النقل مع الإسكان.
2- والروم.
3- وله الإدغام معهما.
4- الإشمام مع كل من النقل والإدغام). [معجم القراءات: 1/443]

قوله تعالى: {هُوَ الَّذِي يُصَوِّرُكُمْ فِي الْأَرْحَامِ كَيْفَ يَشَاءُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (6)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وتقدم ترقيق راء "يصوركم" للأزرق بخلفه). [إتحاف فضلاء البشر: 1/469]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م):
( {هو الذي يصوركم في الأرحام كيف يشاء لا إله إلا هو العزيز الحكيم (6)}
{يصوركم}
- قراءة الجماعة "يصوركم".
- ورقق الأزرق وورش الراء بخلاف عنهما.
- وروى بكر عن ابن فرح عن اليزيدي والمطوعي "يصوركم" ساكنة الراء.
- وقرأ طاووس "تصوركم" فعلا ماضيا، أي صوركم لنفسه وعبادته.
{يشاء}
- تقدم في الآية /213 من سورة البقرة الوقف، وحكم الهمز فيه.
{لا إله إلا هو}
- تقدم في الآية /2 من هذه السورة تم التعظيم لحمزة ويعقوب). [معجم القراءات: 1/444]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين

جمهرة علوم القرآن 3 صفر 1440هـ/13-10-2018م 08:25 AM

سورة آل عمران
[من الآية (7) إلى الآية (9) ]

{هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آَيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آَمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ (7) رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ (8) رَبَّنَا إِنَّكَ جَامِعُ النَّاسِ لِيَوْمٍ لَا رَيْبَ فِيهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُخْلِفُ الْمِيعَادَ (9)}

قوله تعالى: {هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آَيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آَمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ (7)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("ووقف" يعقوب على هن بهاء السكت بخلفه). [إتحاف فضلاء البشر: 1/469]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم يقولون أمنا به كل من عند ربنا وما يذكر إلا أولوا الألباب (7)}
{منه آيات}
- قراءة ابن كثير في الوصل "منهو آيات" بوصل الهاء بواو.
- وقراءة الكسائي في الوقف "منه" بضم النون وإسكان الهاء، ولعله على نقل حركة الماء إلى النون.
- وقراءة الجماعة في الوقف والوصل "منه" بسكون النون وضم الهاء.
[معجم القراءات: 1/444]
{هن}
- قراءة يعقوب في الوقف بهاء السكت "هنه".
{وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم}
- قرأ عبد الله بن مسعود: ".. وإن تأويله إلا عند الله.. "
- وذكر أنه قرأ: ".. وإن حقيقة تأويله إلا عند الله..."
- وقرأ أبي بن كعب وابن عباس فيما رواه طاووس عنه، وعائشة: "... ويقول الراسخون في العلم...".
- وفي مصحف ابن عباس: "وما يعلم تأويله، ويقول الراسخون آمنا به".
{تأويله}
- قرأ أبو عمرو بخلاف عنه وأبو جعفر والأزرق وورش والأصبهاني، ومحمد بن حبيب الشموني عن الأعشى عن أبي بكر عن عاصم "تأويله" على إبدال الهمزة الساكنة ألفا.
- وكذلك قرأ حمزة في الوقف.
وأما الوقف ففيه ثلاثة مذاهب:
1- الوقف على "إلا الله".
2- الوقف على "الراسخون في العلم".
3- جوز الأمرين كثير من الأئمة). [معجم القراءات: 1/445]

قوله تعالى: {رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ (8)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب (8)}
{لا تزغ}
- قراءة الجماعة "لا تزغ" بضم التاء مضارع "أزاغ".
- وقرأ الصديق وأبو واقد والجراح وعمرو بن فائد والجحدري وأبو عبد الرحمن السلمي وابن يعمر "لا تزغ قلوبنا" بفتح التاء، ورفع الباء.
- وقرأ السلمي "لا يزغ قلوبنا" بالياء المفتوحة ورفع الباء، من "زاغ"، وأسنده إلى القلوب.
قال أبو حيان: "وظاهره نهي القلوب عن الزيغ إنما هو من باب: لا أرينك هنا".
- وقرأ نافع في الشواذ "لا تزغ قلوبنا" بفتح التاء وضم الزاي، والباء، من زاغ يزوغ.
قال الصاغاني: "زاغ قلبه يزوغه: لغة في أزاغه، وقرأ نافع..".
وأدغم بعضهم الغين في القاف لقرب مخرجهما.
{من لدنك}
- قراءة الجماعة "من لدنك" بفتح اللام وضم الدال وسكون النون.- وقرأ أبو حيوة "من لدنك" بضم اللام وسكون الدال وكسر النون، والإعراب لغة قيس.
[معجم القراءات: 1/446]
{رحمة}
- قرأ الكسائي في الوقف بإمالة الهاء وما قبلها). [معجم القراءات: 1/447]

قوله تعالى: {رَبَّنَا إِنَّكَ جَامِعُ النَّاسِ لِيَوْمٍ لَا رَيْبَ فِيهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُخْلِفُ الْمِيعَادَ (9)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وعن الحسن "جامع الناس" بالتنوين ونصب الناس). [إتحاف فضلاء البشر: 1/469]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ "لا رَيْبَ فِيه" [الآية: 9] بعد لا النافية حمزة بخلفه مدا متوسطا كما تقدم). [إتحاف فضلاء البشر: 1/469]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {ربنا إنك جامع الناس ليوم لا ريب فيه إن الله لا يخلف الميعاد (9)}
{جامع الناس}
- قراءة الجماعة "جامع الناس" بإضافة اسم الفاعل إلى المفعول.
- وقرأ أبو حاتم ومسلم بن جندب والحسن "جامع الناس" بالتنوين ونصب الناس.
{الناس}
- تقدمت الإمالة فيه في الآيات / 8، 94، 99 من سورة البقرة.
{لا ريب}
- قراءة حمزة بعد "لا" مدا متوسطا.
وتقدمت قراءة الحسن في الآية /2 من سورة البقرة "لا ريبا فيه".
{لا ريب فيه}
انظر إدغام الباء في الفاء في الآية/2 من سورة البقرة). [معجم القراءات: 1/447]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين

جمهرة علوم القرآن 3 صفر 1440هـ/13-10-2018م 08:59 AM

سورة آل عمران
[من الآية (10) إلى الآية (13) ]

{إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَنْ تُغْنِيَ عَنْهُمْ أَمْوَالُهُمْ وَلَا أَوْلَادُهُمْ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَأُولَئِكَ هُمْ وَقُودُ النَّارِ (10) كَدَأْبِ آَلِ فِرْعَوْنَ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ بِذُنُوبِهِمْ وَاللَّهُ شَدِيدُ الْعِقَابِ (11) قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا سَتُغْلَبُونَ وَتُحْشَرُونَ إِلَى جَهَنَّمَ وَبِئْسَ الْمِهَادُ (12) قَدْ كَانَ لَكُمْ آَيَةٌ فِي فِئَتَيْنِ الْتَقَتَا فِئَةٌ تُقَاتِلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَأُخْرَى كَافِرَةٌ يَرَوْنَهُمْ مِثْلَيْهِمْ رَأْيَ الْعَيْنِ وَاللَّهُ يُؤَيِّدُ بِنَصْرِهِ مَنْ يَشَاءُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِأُولِي الْأَبْصَارِ (13)}

قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَنْ تُغْنِيَ عَنْهُمْ أَمْوَالُهُمْ وَلَا أَوْلَادُهُمْ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَأُولَئِكَ هُمْ وَقُودُ النَّارِ (10)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأمال "النار" أبو عمرو وابن ذكوان من طريق الصوري والدوري عن الكسائي، وقلله الأزرق). [إتحاف فضلاء البشر: 1/469]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {الأرض} [البقرة: 284] و{يشآء} الأربعة {والمؤمنون} [البقرة: 285] {وأطعنا} و{أخطأنا} [البقرة: 286] و{السماء} و{تأويله} [7] و{الألباب} و{شيئًا} [10] و{الأبصار} وقوفها لا تخفى.
[غيث النفع: 460]
وكذلك {المآب} وهو تام، وفاصلة، ومنتهى الحزب الخمس باتفاق، وأما وقف ورش عليها فراجع ما تقدم). [غيث النفع: 461] (م)
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {إن الذين كفروا لن تغني عنهم أموالهم ولا أولادهم من الله شيئا وأولئك هم وقود النار (10)}
{لن تغني}
- قراءة الجمهور "لن تغني" بالتاء، وياء مفتوحة.
- وقرأ علي والسلمي "لن تغني" بالتاء، وسكون الياء.
- وقرأ أبو عبد الرحمن السلمي "لن يغني" بالياء على التذكير، وياء مفتوحة في آخره.
[معجم القراءات: 1/447]
- وقرأ الحسن "لن يغني" بالياء في أول الفعل، وياء ساكنة في آخره وذلك عند أبي حيان لاستثقال الحركة في حرف اللين، وإجراء المنصوب مجرى المرفوع، وبعض النحويين يخص هذا بالضرورة، وينبغي ألا يخص بها؛ إذ كثر ذلك في كلامهم.
{شيئا}
- تقدمت القراءة فيه في الآية/123 من سورة البقرة.
{وقود}
- قراءة الجمهور "وقود" بفتح الواو، وهو اسم، أي ما يوقد في النار، وقيل: هو مصدر.
- وقرأ الحسن وطلحة بن مصرف ومجاهد "وقود " بضم الواو، وهو مصدر، وقدت النار وقودا.
- وقرأ النبي صلى الله عليه وسلم "وقاد"، أي ما يوقد منها.
{النار}
أماله أبو عمرو والدوري عن الكسائي وابن ذكوان من طريق الصوري.
- وبالتقليل قرأ الأزرق وورش.
- والباقون بالفتح وهي رواية الأخفش عن ابن ذكوان). [معجم القراءات: 1/448]

قوله تعالى: {كَدَأْبِ آَلِ فِرْعَوْنَ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ بِذُنُوبِهِمْ وَاللَّهُ شَدِيدُ الْعِقَابِ (11)}
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (كداب ءال) [11]، و(راي العين) [13]، و(الراي) [هود: 27]، وبابهما: بلا همز أبو عمرو غير ابن سعدان والقصباني، والأعشى، وورش طريق الأسدي. وافق ابن سعدان، والقضباني في (كداب)). [المنتهى: 2/622] (م)
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {كدأب} [11] و{رأي} [13] أبدلهما السوسي فقط). [غيث النفع: 460] (م)
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {كدأب آل فرعون والذين من قبلهم كذبوا بآياتنا فأخذهم الله بذنوبهم والله شديد العقاب (11)}
{كدأب}
- قراءة الجماعة "كدأب" بسكون الدال.
- وقال أبو حاتم سمعت يعقوب يذكر "كدأب" بفتح الهمزة، أي: مداومة، وبالسكون وبالفتح لغتان في المصدر، ورد هذا النحاس.
- وقرأ أبو جعفر والسوسي وأبو عمرو بخلاف عنه وشجاع والأعمش والأصفهاني عن ورش والخزاز عن هبيرة ومحمد بن حبيب الشموني عن الأعشى عن أبي بكر عن عاصم "كداب" بإبدال الهمزة الساكنة ألفا.
- وهي قراءة حمزة في الوقف). [معجم القراءات: 1/449]

قوله تعالى: {قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا سَتُغْلَبُونَ وَتُحْشَرُونَ إِلَى جَهَنَّمَ وَبِئْسَ الْمِهَادُ (12)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (3 - وَاخْتلفُوا فِي الْيَاء وَالتَّاء من قَوْله {ستغلبون وتحشرون} 12 و{يرونهم مثليهم} 13
فَقَرَأَ ابْن كثير وَأَبُو عَمْرو وَعَاصِم وَابْن عَامر {ستغلبون وتحشرون} بِالتَّاءِ و{يرونهم} بِالْيَاءِ مَفْتُوحَة
وَقَرَأَ نَافِع {ستغلبون وتحشرون} و(ترونهم) ثلاثتهن بِالتَّاءِ
وَقَرَأَ حَمْزَة وَالْكسَائِيّ (سيغلبون ويحشرون) و{يرونهم} بِالْيَاءِ ثلاثتهن
وَحكى أبان عَن عَاصِم (ترونهم) بِالتَّاءِ وَفِي رِوَايَة أبي بكر بِالْيَاءِ). [السبعة في القراءات: 201 - 202]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ({سيغلبون ويحشرون} بالياء كوفي غير عاصم-). [الغاية في القراءات العشر: 209]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ({سيغلبون ويحشرون} [12]: بالياء هما، وخلف. عباس: مخير). [المنتهى: 2/620]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ حمزة والكسائي (سيغلبون ويحشرون) بالياء فيهما، وقرأهما الباقون بالتاء). [التبصرة: 176]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (حمزة، والكسائي: {سيغلبون ويحشرون} (12) بالياء فيهما.
والباقون: بالتاء). [التيسير في القراءات السبع: 249]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(حمزة والكسائيّ وخلف: (سيغلبون ويحشرون) بالياء فيهما والباقون بالتّاء). [تحبير التيسير: 319]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (سَتُغْلَبُونَ وَتُحْشَرُونَ) بالياء مقسم، وطَلْحَة، والْأَعْمَش، وحَمْزَة غير ابْن سَعْدَانَ، والكسائي غير قاسم عباس مخير، الباقون بالتاء، وهو الاختيار لقوله: (قَدْ كَانَ لَكُمْ
[الكامل في القراءات العشر: 513]
آيَةٌ) ). [الكامل في القراءات العشر: 514]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([12]- {سَتُغْلَبُونَ وَتُحْشَرُونَ} بالياء: حمزة والكسائي). [الإقناع: 2/618]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (547 - وَفي تُغْلَبُونَ الْغَيْبُ مَعْ تُحْشَرُونَ فِي = رِضًا .... .... ....). [الشاطبية: 44]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([547] وفي تغلبون الغيب مع تحشرون (فـ)ي = (ر)ضًا وترون الغيب (خـ)ص وخُللا
أي كائن في وجه رضی.
قال الزجاج: «والمعنى: بلغهم أهم سيغلبون ويحشرون».
ومن قرأ بالتاء فمعناه: قل لهم في خطابك لهم: ستغلبون.
وقال الفراء: «ذهب بالياء إلى الإخبار عن المشركين في مخاطبة اليهود، لأن النبي صلى الله عليه وسلم لما ظهر يوم بدر قالت اليهود: هذا هو النبي الذي لا ترد رايته. فلما ظهر المشركون يوم أُحد، رجعوا وكذبوا وأظهروا السرور، فقال الله تعالى: {قل للذين كفروا} -أي لليهود- {سيغلبون ويحشرون}، يعني المشركين».
وقال بذلك أيضًا أحمد بن يحيى.
[فتح الوصيد: 2/766]
وقال آخرون: «الياء والتاء واحد. وهذا كما تقول: قل لزيد إنه ذاهب وإنك ذاهب. وقد قال الله تعالى: {قل للذين كفروا إن ينتهوا..}.
واحتج أبو عمرو بن العلاء لما اختاره، بأن بعدها: {قد كان لكم} ). [فتح الوصيد: 2/767]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [547] وفي تغلبون الغيب مع يحشرون في = رضى ويرون الغيب خص وخللا
ب: (خللا): بمعنى (خص) جمعهما للتأكيد.
ح: (الغيب في يغلبون): مبتدأ وخبر، (في رضى): حال، أو (الغيب في رضى): مبتدأ وخبر، (في يغلبون): ظرف ملغًى، (يرون): مبتدأ، (الغيب): مبتدأ ثانٍ، أي: فيه، (خص): خبر.
ص: أي: قرأ حمزة والكسائي: (قل للذين كفروا سيغلبون ويحشرون) [12] بالياء على الغيبة، والباقون بتاء الخطاب، وكلاهما بمعنًى، نحو: {قل للذين كفروا إن ينتهوا} [الأنفال: 38] بالياء والتاء.
[كنز المعاني: 2/95]
والمراد بـ {الذين كفروا} المخاطبين: اليهود، و(يغلبون ويحشرون): غيبة للمشركين، لأن المسلمين لما هربوا يوم أحد قالت اليهود: لا تردُّ للنبي راية وكذبوه، فأنزل الله تعالى الآية.
وقرأ غير نافع: {وأخرى كافرةٌ يرونهم مثليهم رأي العين} [13] بياء الغيبة على أن الرائين المشركون والمرئيين المؤمنون، ويحتمل العكس.
[كنز المعاني: 2/96]
ونافع بتاء الخطاب، والمخاطبون اليهود، لكونهم حاضري الوقعة ببدر، أي: ترون المسلمين مثلي عددهم، أو مثلي عدد المشركين، على اختلاف التفاسير). [كنز المعاني: 2/97] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (545- وَفي تُغْلَبُونَ الغَيْبُ مَعْ تُحْشَرُونَ "فِـ"ـي،.. "رِ"ضًا وَتَرَوْنَ الغَيْبُ "خُـ"ـصَّ وَخُلِّلا
في رضى: في موضع نصب على الحال من الغيب أو في موضع رفع خبرًا له؛ أي: الغيب مستقر في هذين اللفظين كائنا في وجه مرضيّ به أو الغيب فيهما كائن في رضى، والغيب والخطاب في مثل واحد كما تقول: قل لزيد يقوم، وقل لزيد: قم، وقد تقدم مثله في البقرة: {لا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ} بالتاء وبالياء، وقد جاء في القرآن العزيز الغيب وحده في قوله تعالى: {قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَنْتَهُوا يُغْفَرْ لَهُمْ}.
والخطاب وحده في قوله: سبحانه: {قُلْ لِلْمُخَلَّفِينَ مِنَ الْأَعْرَابِ سَتُدْعَوْنَ}.
وقيل: ليقول لهم اليهود: والإخبار عن مشركي مكة). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/7]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (547 - وفي تغلبون الغيب مع تحشرون في ... رضا وترون الغيب خصّ وخلّلا
قرأ حمزة والكسائي: قل للّذين كفروا سيغلبون ويحشرون إلى جهنّم بالياء المثناة التحتية على الغيب فتكون قراءة الباقين بالتاء المثناة الفوقية على الخطاب). [الوافي في شرح الشاطبية: 231]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: تَغْلِبُونَ. وَتُحْشَرُونَ فَقَرَأَ حَمْزَةُ وَالْكِسَائِيُّ، وَخَلَفٌ بِالْغَيْبِ فِيهِمَا، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالْخِطَابِ). [النشر في القراءات العشر: 2/238]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ حمزة والكسائي وخلف {ستغلبون} [12]، {وتحشرون} [12] بالغيب فيهما، والباقون بالخطاب). [تقريب النشر في القراءات العشر: 479]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (522 - سيغلبون يحشرون رد فتى = .... .... .... .... ....). [طيبة النشر: 67]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (سيغلبون يحشرون (ر) د (فتى) = يرونهم خاطب (ث) نا (ظ) لّ (أ) تى
أي قرأ «سيغلبون يحشرون» بالغيب فيهما على اللفظ الكسائي وحمزة وخلف، والباقون بالخطاب والغيب، والخطاب في مثل هذا واحد كما تقول قل لزيد قم وقل له يقوم). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 205]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
سيغلبون يحشرون (ر) د (فتى) = يرونهم خاطب (ث) نا (ظ) لـ (أ) تى
ش: أي: قرأ [ذو راء (رد)، ومدلول (فتى) الكسائي وحمزة وخلف] سيغلبون ويحشرون [آل عمران: 12] بالياء تحت، وفهم من الإطلاق، والباقون بالتاء على الخطاب.
وقرأ ذو ثاء (ثنا) أبو جعفر، وظاء (ظل) يعقوب، وألف (أتى) نافع ترونهم مثليهم رأى العين [آل عمران: 13] بالتاء على الخطاب، [والباقون بالياء على الغيب].
وجه غيب الأولين: قال الزجاج: بلّغهم بأنهم سيغلبون على حد قل للمؤمنين يغضّوا [النور: 30].
ووجه خطابهما: أن معناه: قل لهم في خطابك.
وضمير «كفروا» وتاليه للمشركين، وغلبهم كان يوم بدر.
وقيل: لليهود و[يؤيده] ما روى ابن عباس أنه- عليه السلام- جمع اليهود يوم بدر بالمدينة، وقال: «يا معشر اليهود: احذروا ما نزل بقريش، وأسلموا قبل أن ينزل بكم ما نزل بهم».
فقالوا: «لا تغرنك نفسك؛ أنك لقيت أقواما أغمارا بالحرب، لئن قاتلتنا لتعلمن أننا نحن الناس» فنزلت.
وقال الفراء: الأول لليهود، والأخيران للمشركين.
ووجه غيب يرونهم [آل عمران: 13] توجيهه للمسلمين المقاتلين ببدر، أي:
يرى المسلمون المشركين مثلي عدد المسلمين، كان المسلمون ثلاثمائة، وبضعة عشر، والكفار نحو: ألف، فقللهم الله- تعالى- في أعينهم حتى رأوهم نحو: ستمائة؛ توطينا لأنفسهم على القتال؛ لقوله: مائة صابرة يغلبوا مائتين [الأنفال: 66].
ووجه التاء: توجيهه إلى اليهود مناسب لقوله: قد كان لكم [آل عمران: 13]، أو إلى المسلمين المنزل عليهم، وتقديرها: ترونهم لو رأيتموهم.
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/232]
أو إلى الكفار، أي: يا مشركي قريش ترون المسلمين مثلي فئتكم، ثم حذف وأضمر). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/233] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "ستغلبون، وتحشرون" [الآية: 12] فحمزة والكسائي وخلف بالغيبة فيهما وافقهم الأعمش والضمير للذين كفروا، والجملة محكية بقول آخر لا بقل أي: قل لهم قولي سيغلبون إلخ والباقون بالخطاب). [إتحاف فضلاء البشر: 1/469]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وأبدل الهمزة" من "بئس" ورش من طريقيه وأبو عمرو بخلفه وأبو جعفر "وإبدلها" من "فئتين وفئة" أبو جعفر وحده ومن يؤيد ورش من طريقيه وأبو جعفر بخلف عن ابن وردان، ووقف حمزة بالإبدال كذلك في الثلاث). [إتحاف فضلاء البشر: 1/470]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {ستغلبون وتحشرون} [12] قرأ الأخوان بالتحتية فيهما، والباقون بالخطاب). [غيث النفع: 460]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {قل للذين كفروا ستغلبون وتحشرون إلى جهنم وبئس المهاد (12)}
ستغلبون وتحشرون
- قرأ حمزة والكسائي وخلف والأعمش "سيغلبون ويحشرون" بياء الغيبة فيهما.
[معجم القراءات: 1/449]
- وقراءة الباقين "ستغلون وتحشرون" بتاء الخطاب، وهي اختيار الطبري، على معنى: قل يا محمد للذين كفروا من يهود بني إسرائيل...
{بئس}
- قرأ أبو عمرو وأبو جعفر وورش والسوسي ومحمد بن حبيب الشموني عن الأعشى عن أبي بكر عن عاصم واليزيدي "بيس" بإبدال الهمزة ياء في الوقف والوصل.
- وكذلك قراءة حمزة في الوقف). [معجم القراءات: 1/450]

قوله تعالى: {قَدْ كَانَ لَكُمْ آَيَةٌ فِي فِئَتَيْنِ الْتَقَتَا فِئَةٌ تُقَاتِلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَأُخْرَى كَافِرَةٌ يَرَوْنَهُمْ مِثْلَيْهِمْ رَأْيَ الْعَيْنِ وَاللَّهُ يُؤَيِّدُ بِنَصْرِهِ مَنْ يَشَاءُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِأُولِي الْأَبْصَارِ (13)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (3 - وَاخْتلفُوا فِي الْيَاء وَالتَّاء من قَوْله {ستغلبون وتحشرون} 12 و{يرونهم مثليهم} 13
فَقَرَأَ ابْن كثير وَأَبُو عَمْرو وَعَاصِم وَابْن عَامر {ستغلبون وتحشرون} بِالتَّاءِ و{يرونهم} بِالْيَاءِ مَفْتُوحَة
وَقَرَأَ نَافِع {ستغلبون وتحشرون} و(ترونهم) ثلاثتهن بِالتَّاءِ
وَقَرَأَ حَمْزَة وَالْكسَائِيّ (سيغلبون ويحشرون) و{يرونهم} بِالْيَاءِ ثلاثتهن
وَحكى أبان عَن عَاصِم (ترونهم) بِالتَّاءِ وَفِي رِوَايَة أبي بكر بِالْيَاءِ). [السبعة في القراءات: 201 - 202] (م)
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ({ترونهم} بالتاء مدني ويعقوب وسهل). [الغاية في القراءات العشر: 209]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ({ترونهم} [13]: بالتاء مدني، وبصري غير أبي عمرو، وحمصي، وابن بشار طريق البختري). [المنتهى: 2/621]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (كداب ءال) [11]، و(راي العين) [13]، و(الراي) [هود: 27]، وبابهما: بلا همز أبو عمرو غير ابن سعدان والقصباني، والأعشى، وورش طريق الأسدي. وافق ابن سعدان، والقضباني في (كداب)). [المنتهى: 2/622] (م)
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ نافع (ترونهم) بالتاء، وقرأ الباقون بالياء). [التبصرة: 176]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (نافع: {ترونهم} (13) بالتاء.
والباقون: بالياء). [التيسير في القراءات السبع: 249]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(نافع وأبو جعفر ويعقوب: (ترونهم) بالتّاء والباقون بالياء). [تحبير التيسير: 319]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (فِئَةٌ تُقَاتِلُ)، (وَأُخْرَى كَافِرَةٌ) نصب ابن أبي عبلة وبالجر حميد، ومجاهد، وابْن مِقْسَمٍ، والزَّعْفَرَانِيّ، وميمونة، والإنطاكي عن أبي جعفر، وهو الاختيار لقوله: (فَي فِئَتَين)، الباقون بالرفع.
" ترونهم " بالتاء وضمها على ما لم يسم فاعله طَلْحَة في غير رواية الفياض، الباقون على تسمية الفاعل بالتاء، وفتحها بصري غير أَبُو عَمْرٍو ومدني، ومجاهد، وَحُمَيْد، وهو الاختيار لقوله: (قَدْ كَانَ لَكُمْ)، الباقون بالياء وفتحها). [الكامل في القراءات العشر: 514]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([13]- {يَرَوْنَهُمْ} بالتاء: نافع). [الإقناع: 2/618]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (547- .... .... .... .... = .... وَتَرَوْنَ الْغَيْبُ خُصَّ وَخُلِّلاَ). [الشاطبية: 44]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ( (وترون الغيب خص)، أي خص المقاتلين في سبيل الله.
(وخلل)، بمعني خص أيضًا؛ يقال: عم بدعوته وخلل، أي: عم وخص.
قال الشاعر:
أبلغ كلابًا وخلل في سراتهم
وقال آخر:
بني مالكٍ أعني بسعد بن مالك = أعم بخير صالحٍ وأخلل
ومن قرأ بالتاء، جعل الخطاب لليهود؛ أي ترونهم لو رأيتموهم مثليهم.
وكان المسلمون ثلاثمائة وثلاثة عشر، والكفار ألفًا. وقيل: تسعمائة وخمسين؛ فهم أكثر من ثلاثة أمثالهم.
ولكن الآية، أنهم يراهم الرأي، ويراهم المسلمون مثليهم، فقللهم الله في أعينهم ليشجعهم عليهم، لأنهم لا يعجز واحدٌ عن اثنين، وقد يعجز عن الثلاثة.
ويجوز أن يكون الخطاب للمسلمين الذين أنزل عليهم هذا؛ أي ترونهم لو رأيتموهم كما كانوا يرونهم مثليهم رأي العين.فهو عام، لأن المعني يراهم الرأي منكم مثليهم). [فتح الوصيد: 2/767]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [547] وفي تغلبون الغيب مع يحشرون في = رضى ويرون الغيب خص وخللا
ب: (خللا): بمعنى (خص) جمعهما للتأكيد.
ح: (الغيب في يغلبون): مبتدأ وخبر، (في رضى): حال، أو (الغيب في رضى): مبتدأ وخبر، (في يغلبون): ظرف ملغًى، (يرون): مبتدأ، (الغيب): مبتدأ ثانٍ، أي: فيه، (خص): خبر.
ص: أي: قرأ حمزة والكسائي: (قل للذين كفروا سيغلبون ويحشرون) [12] بالياء على الغيبة، والباقون بتاء الخطاب، وكلاهما بمعنًى، نحو: {قل للذين كفروا إن ينتهوا} [الأنفال: 38] بالياء والتاء.
[كنز المعاني: 2/95]
والمراد بـ {الذين كفروا} المخاطبين: اليهود، و(يغلبون ويحشرون): غيبة للمشركين، لأن المسلمين لما هربوا يوم أحد قالت اليهود: لا تردُّ للنبي راية وكذبوه، فأنزل الله تعالى الآية.
وقرأ غير نافع: {وأخرى كافرةٌ يرونهم مثليهم رأي العين} [13] بياء الغيبة على أن الرائين المشركون والمرئيين المؤمنون، ويحتمل العكس.
[كنز المعاني: 2/96]
ونافع بتاء الخطاب، والمخاطبون اليهود، لكونهم حاضري الوقعة ببدر، أي: ترون المسلمين مثلي عددهم، أو مثلي عدد المشركين، على اختلاف التفاسير). [كنز المعاني: 2/97] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (وقوله:
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/7]
ويرون الغيب، ويرون مبتدأ والغيب بدل منه بدل الاشتمال؛ أي: وغيب يرون خص، ويجوز أن يكون الغيب خص: مبتدأ وخبرا وهما خبر يرون والعائد محذوف؛ أي: الغيب فيه، وخلل بمعنى خص، وإنما جمع بينهما تأكيدا لاختلاف اللفظين كقول عنترة:
أقوى وأقفر بعد أم الهيثم
يريد قوله: {يَرَوْنَهُمْ مِثْلَيْهِمْ}؛ أي: خص الذين حضروا القتال فهم الذين رأوا الخطاب قيل لليهود وقيل لمن غاب عن الوقفة من المسلمين أو المشركين فلم يختص الرائي على قراءة الخطاب بالحاضرين، فالمعنى على قراءة الغيب: يرى المشركون المسلمين مثلي المشركين أو مثلي المسلمين أو يرون أنفسهم مثلي المسلمين أو يرى المسلمون المشركين مثلي المسلمين، وذلك أيضا تقليل؛ لأنهم كانوا أكثر من ثلاثة أمثالهم أو يرون أنفسهم مثلي المشركين، وعلى قراءة الخطاب يحتمل أن يكون الخطاب للمسلمين؛ أي: ترون المشركين ببدل مثلي المسلمين الحاضرين لها أو ترون المسلمين الحاضرين مثلي المشركين أو ترون المسلمين مثلي المسلمين تكثيرا لهم، ويحتمل أن يكون الخطاب للمشركين؛ أي: ترون المسلمين مثلي المشركين ترغيبا لهم أو ترون المشركين مثلي المسلمين حقيقة، ومع هذا نصر المسلمون عليهم، ويحتمل أن يكون الخطاب لليهود؛ أي: ترون المشركين مثلي المسلمين حقيقة أو ترون المسلمين مثلي المشركين آية من الله تعالى أو ترون المسلمين مثلي
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/8]
المسلمين، وعلى الجملة فهذه الوجوه كلها ما كان منها دالا على التقليل من الطريقين فهو على وفق ما كان في سورة الأنفال من قوله تعالى: {وَإِذْ يُرِيكُمُوهُمْ إِذِ الْتَقَيْتُمْ فِي أَعْيُنِكُمْ قَلِيلًا وَيُقَلِّلُكُمْ فِي أَعْيُنِهِمْ}.
وما كان منها دالا على التكثير فوجه الجمع بين الآيتين أن التكثير وقع بعد التقليل وكان حكمة تقليل المسلمين أولا أن لا يكترث لهم الكفار ويستهينوا أمرهم فلا يكثروا الاستعداد لهم، وحكمة تقليل المشركين ظاهرة وهي أن لا يهابهم المسلمون ولا يرغبوا بسبب كثرتهم، فلما حصل الغرض من الجانبين والتقى الجمعان كثر الله تعالى المسلمين في أعين الكفار؛ ليجتنبوا عنهم فينهزموا، وليس بقوي عندي في معنى هذه الآية إلا أن المراد تقليل المسلمين وتكثير المشركين فهو موضع الآية التي ذكرها الله سبحانه بقوله: {قَدْ كَانَ لَكُمْ آيَةٌ فِي فِئَتَيْنِ الْتَقَتَا}، ويدل عليه قوله بعد ذلك: {وَاللَّهُ يُؤَيِّدُ بِنَصْرِهِ مَنْ يَشَاءُ}؛ أي: ليس ذلك بسبب قلة ولا كثرة فلا تغتروا بكثرتكم؛ فإن النصر من عند الله، والهاء في: ترونهم للكفار سواء قرئ بالغيب أو الخطاب، والهاء في مثليهم للمسلمين، فإن قلت: إن كان المراد هذا فهلا قيل: يرونهم ثلاثة أمثالهم وكان أبلغ في الآية وهي نصر القليل على هذا الكثير والعدة كانت كذلك أو أكثر؟ قلتُ: أخبر عن الواقع، وكان آية أخرى مضمومة إلى آية النصر، وهي تقليل الكفار في أعين المسلمين وقللوا إلى حد وعد المسلمون النصر عليهم، وهو أن الواحد من المسلمين يغلب الاثنين فلم تكن حاجة إلى التقليل أكثر من هذا، وفيه فائدة وقوع ما ضمن لهم من النصر في ذلك والله أعلم). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/9]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (547 - .... .... .... .... = .... وترون الغيب خصّ وخلّلا
.....
وقرأ المرموز لهم بالخاء وهم القراء السبعة سوى نافع بياء الغيب في يَرَوْنَهُمْ مِثْلَيْهِمْ فتكون قراءة نافع وحده بتاء الخطاب. و(خلل) بمعنى خص وذكره بعد للتأكيد). [الوافي في شرح الشاطبية: 231]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (86 - يَرَوْنَ خِطَابًا حُزْ .... .... = .... .... .... .... ....). [الدرة المضية: 25]
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ):(ص - يرون خطابًا (حُـ)ـز و(فـ)ـز يقتلوا تقيـ = ـية مع وضعت (حُـ)ـم وأن افتحًا (فـ)ـلا
ش - يعني قرأ المشار إليه (بحا) حز وهو يعقوب {ترونهم مثليهم} [13] بالخطاب والمخاطب اليهود وعلم من الوفاق لأبي جعفر كذلك). [شرح الدرة المضيئة: 108]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ إِبْدَالِ فِئَةٍ، وَفِئَتَيْنِ، وَيُؤَيِّدُ فِي بَابِ الْهَمْزِ الْمُفْرَدِ). [النشر في القراءات العشر: 2/238]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: تَرَوْنَهُمْ فَقَرَأَ الْمَدَنِيَّانِ وَيَعْقُوبُ بِالْخِطَابِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالْغَيْبِ). [النشر في القراءات العشر: 2/238]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ({فئةٌ} [13]، و{فئتين} [13]، و{يؤيد} [13] ذكر في الهمز المفرد). [تقريب النشر في القراءات العشر: 479]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ المدنيان ويعقوب {يرونهم} [13] بالخطاب، والباقون بالغيب). [تقريب النشر في القراءات العشر: 479]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (522- .... .... .... .... = يرونهم خاطب ثنا ظلٌّ أتى). [طيبة النشر: 67]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (قوله: (ترونهم) يعني قوله تعالى «ترونهم مثليهم» قرأه بالخطاب أبو جعفر ويعقوب ونافع والباقون بالغيب، والخطاب يحتمل أن يكون للمسلمين: أي ترون المشركين بقدر مثلى المسلمين الحاضرين لها، أو ترون المسلمين الحاضرين مثلى المشركين تكثيرا لهم، ويحتمل غير ذلك والغيب للمشركين: أي يرى المشركون المسلمين مثلى المشركين أو المسلمين، أو يرون أنفسهم مثلى المسلمين). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 205]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
سيغلبون يحشرون (ر) د (فتى) = يرونهم خاطب (ث) نا (ظ) لـ (أ) تى
ش: أي: قرأ [ذو راء (رد)، ومدلول (فتى) الكسائي وحمزة وخلف] سيغلبون ويحشرون [آل عمران: 12] بالياء تحت، وفهم من الإطلاق، والباقون بالتاء على الخطاب.
وقرأ ذو ثاء (ثنا) أبو جعفر، وظاء (ظل) يعقوب، وألف (أتى) نافع ترونهم مثليهم رأى العين [آل عمران: 13] بالتاء على الخطاب، [والباقون بالياء على الغيب].
وجه غيب الأولين: قال الزجاج: بلّغهم بأنهم سيغلبون على حد قل للمؤمنين يغضّوا [النور: 30].
ووجه خطابهما: أن معناه: قل لهم في خطابك.
وضمير «كفروا» وتاليه للمشركين، وغلبهم كان يوم بدر.
وقيل: لليهود و[يؤيده] ما روى ابن عباس أنه- عليه السلام- جمع اليهود يوم بدر بالمدينة، وقال: «يا معشر اليهود: احذروا ما نزل بقريش، وأسلموا قبل أن ينزل بكم ما نزل بهم».
فقالوا: «لا تغرنك نفسك؛ أنك لقيت أقواما أغمارا بالحرب، لئن قاتلتنا لتعلمن أننا نحن الناس» فنزلت.
وقال الفراء: الأول لليهود، والأخيران للمشركين.
ووجه غيب يرونهم [آل عمران: 13] توجيهه للمسلمين المقاتلين ببدر، أي:
يرى المسلمون المشركين مثلي عدد المسلمين، كان المسلمون ثلاثمائة، وبضعة عشر، والكفار نحو: ألف، فقللهم الله- تعالى- في أعينهم حتى رأوهم نحو: ستمائة؛ توطينا لأنفسهم على القتال؛ لقوله: مائة صابرة يغلبوا مائتين [الأنفال: 66].
ووجه التاء: توجيهه إلى اليهود مناسب لقوله: قد كان لكم [آل عمران: 13]، أو إلى المسلمين المنزل عليهم، وتقديرها: ترونهم لو رأيتموهم.
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/232]
أو إلى الكفار، أي: يا مشركي قريش ترون المسلمين مثلي فئتكم، ثم حذف وأضمر). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/233] (م)
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (تتمة:
تقدم إبدال فية وفيتين لأبي جعفر). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/233]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "ترونهم" [الآية: 13] فابن كثير وأبو عمرو وابن عامر وعاصم وحمزة والكسائي وكذا خلف بالغيبة وافقهم ابن محيصن واليزيدي والأعمش والباقون بالخطاب). [إتحاف فضلاء البشر: 1/470]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وأبدل" الهمزة الثانية واوا مكسورة "من يشاء أن" نافع وابن كثير وأبو عمرو وكذا أبو جعفر ورويس ولهم تسهيلها كالياء، وأما كالواو فتقدم رده). [إتحاف فضلاء البشر: 1/470]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {كدأب} [11] و{رأي} [13] أبدلهما السوسي فقط). [غيث النفع: 460] (م)
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {ترونهم} [13] قرأ نافع بتاء الخطاب، والباقون بياء الغيبة). [غيث النفع: 460]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {يؤيد} قرأ ورش بإبدال همزه واوًا، والباقون بالهمزة). [غيث النفع: 460]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {يشآء إن} تسهيل الثانية وإبدالها واوًا للحرميين وبصري، وتحقيقها للباقين لا يخفى). [غيث النفع: 460]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {لعبرة} ترقيق راءه لورش جلي). [غيث النفع: 460]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {قد كان لكم أية في فئتين التقتا فئة تقاتل في سبيل الله وأخرى كافرة يرونهم مثليهم رأي العين والله يؤيد بنصره من يشاء إن ذلك لعبرة لأولي الأبصار (13)}
{فئتين... فئة}
- قرأ أبو جعفر وابن وردان "فيتين.. فية" بإبدال الهمزة ياء.
- وقرأ بالإبدال حمزة في الوقف.
{فئة}
- قراءة الجمهور "فئة" بالرفع على القطع والتقدير: إحداهما فئة، فهو خبر مبتدأ مقدر.
- وقرأ الحسن والزهري ومجاهد وحميد "فئة" بالجر، على البدل التفصيلي من "فئتين".
[معجم القراءات: 1/450]
قال الطبري: "وهذا وإن كان جائزا في العربية فلا أستجيز القراءة به الإجماع الحجة من القراء على خلافه".
- وقرأ ابن السميفع وابن أبي عبلة "فئة" بالنصب على المدح.
قال أبو حيان: "انتصب الأول "فئة" على المدح، والثاني "أي: أخرى" على الذم كأنه قيل: أمدح فئة تقاتل في سبيل الله، وأذم أخرى كافرة، وقيل: النصب على الحال، أو على الاختصاص، أو بتقدير: "أعني".
{تقاتل}
- قراءة الجمهور "تقاتل" بالتاء، على تأنيث الفئة.
- وقرأ مجاهد ومقاتل "يقاتل" بالياء على التذكير، لأن معنى الفئة: القوم، فرد إليه، وجرى على لفظه.
{وأخرى}
- قرأه بالإمالة أبو عمرو وحمزة والكسائي وخلف وابن ذكوان من طريق الصوري.
- وبالتقليل الأزرق وورش.
- وقرأ بالفتح الباقون وابن ذكوان من طريق الأخفش.
{كافرة}
- قراءة الجماعة وأخرى كافرة بالرفع.
[معجم القراءات: 1/451]
- وقرأ الحسن ومجاهد "وأخرى كافرة" بالخفض على البدل من "فئتين"، أو بالعطف.
- وقرأ ابن أبي عبلة "وأخرى كافرة" بالنصب على الذم، أو الحال.
- ورقق الأزرق وورش الراء.
- وقراءة الكسائي في الوقف بإمالة الهاء وما قبلها، وهي قراءة اليزيدي في اختياره.
{يرونهم}
- قرأ ابن كثير وأبو عمرو وابن عامر وعاصم وحمزة والكسائي وخلف وابن محيصن واليزيدي والأعمش وأبو بكر "يرونهم" بياء الغيب.
أي يرى الجمع من المؤمنين الجمع من الكفار مثلي جمع المؤمنين.
[معجم القراءات: 1/452]
- وقرأ أبو جعفر ونافع وأبان عن عاصم وحفص ويعقوب وسهل وابن شاهي والحسن «تَرَونهم» بالتاء، على الخطاب لجميع المؤمنين، والهاء والميم لجميع المشركين.
ورَجَّح الطبري القراءة بالياء على معنى: وأخري كافرة يراهم المسلمون مِثلَيْهِم.
- وقرأ ابن عباس وطلحة بن مُصَرِّف وأبو عبد الرحمن «ترَوْنَهم» بضم التاء مبنياً للمفعول.
قال الطبري: «.. بمعنى يٌرِيكُمُوهم الله مِثْلَيْهِم».
وقرأ أبو حيوة والسلمي وابن مُصَرِّف «يُرَوْنهم» بالياء المضمومة مبنياً للمفعول، وذكرها الطبري عن ابن عباس.
{مِثْلَيْهِم}
- قرأ سهل ويعقوب «مِثْلَيْهِم» بضم الهاء على الأصل.
- وقراءة الجماعة «مِثْلَيْهِم» بكسرها لمناسبة الياء قبله.ا
{رَأيَ العَيْنِ}
- قرأ أبو عمرو بخلاف عنه وأبو جعفر والأصبهاني عن روش ومحمد بن حبيب الشموني عن الأعشى عن أبو بكر عن عاصم «راي» بإبدال الهمزة ألفاً.
- وكذلك جاءت قراءة حمزة في الوقف.
[معجم القراءات: 1/453]
{يٌؤَيِدٌ}
- قراءة الجمهور «يٌؤَيِدٌ» بالهمز على الأصل من «أَيَّد».
- وقرأ أبو جعفر وورش وابن جماز وابن وردان بخلاف عنه «يٌؤَيِد» بالواو.
- وكذلك قراءة حمزة في الموقف.
{يَشَاءُ إِنَّ}
- قرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر ورويس وابن محيصن واليزيدي «يشاءُوِنَّ» بتحقيق الهمزة الأولى وإبدال الثانية واواً مكسورة.
- ورُوي عن هؤلاء القراء تسهيل الهمزة الثانية كالياء «يشاءُيِنَّ».
- وإذا وقف حمزة وهشام على «يشاء» أبدلا الهمزة ألفاً مع المدّ، والقصر، والتوسط.
- ولهما أيضاً تسهيلها مع المدّ، والقصر.
{لَعِبْرَةَّ}
- رقق الأزرق وورش الراء.
{الأَبْصّارِ}
- أمال الألف أبو عمرو والكسائي من رواية الدوري واليزيدي والأعمش وابن ذكوان من طريق الصوري.
- وقرأ الأزرق وورش بالتقليل.
- وقرأ الباقون بالفتح، وهي رواية الأخفش عن ابن ذكوان). [معجم القراءات: 1/454]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين

جمهرة علوم القرآن 3 صفر 1440هـ/13-10-2018م 09:03 AM

سورة آل عمران
[من الآية (14) إلى الآية (17) ]

{زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآَبِ (14) قُلْ أَؤُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرٍ مِنْ ذَلِكُمْ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَأَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ (15) الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا إِنَّنَا آَمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ (16) الصَّابِرِينَ وَالصَّادِقِينَ وَالْقَانِتِينَ وَالْمُنْفِقِينَ وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحَارِ (17)}

قوله تعالى: {زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآَبِ (14)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وعن ابن محيصن "زين للناس" مبنيا للفاعل "حب" بالنصب). [إتحاف فضلاء البشر: 1/470]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأمال "الدنيا" حمزة والكسائي وخلف وبالفتح والصغرى الأزرق وأبو عمرو وللدوري عنه الكبرى أيضا من طريق ابن فرح). [إتحاف فضلاء البشر: 1/470]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (ويوقف لحمزة على "المآب" بالتسهيل بين بين فقط). [إتحاف فضلاء البشر: 1/470]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {الأرض} [البقرة: 284] و{يشآء} الأربعة {والمؤمنون} [البقرة: 285] {وأطعنا} و{أخطأنا} [البقرة: 286] و{السماء} و{تأويله} [7] و{الألباب} و{شيئًا} [10] و{الأبصار} وقوفها لا تخفى.
[غيث النفع: 460]
وكذلك {المآب} وهو تام، وفاصلة، ومنتهى الحزب الخمس باتفاق، وأما وقف ورش عليها فراجع ما تقدم). [غيث النفع: 461] (م)
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ۗ ذَٰلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ وَاللَّهُ عِندَهُ حُسْنُ الْمَئَابِ (14)}
{زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ}
- قرأ الجمهور «زُيِّنَ.. حُبُّ» مبنياً للمفعول، والفاعل محذوف: فقيل: هو الله تعالى، وقيل: المزيِّن: الشيطان
- وقرأ أبو رزين العقيلي وأبو رجاء العطاردي ومجاهد والضحاك وابن محيصن «زُيِّنَ.. حُبُّ» مبنياً للفاعل، وهو الضمير العائد إلى الله سبحانه وتعالى.
{زُيِّنَ لِلنَّاسِ}
أدغم أبو عمرو ويعقوب النون في اللام.
{لِلنَّاسِ}
- تقدَّمت الإمالة فيه في الآيات /8 و94 و96 من سورة البقرة.
{وَالْحَرْثِ ۗ ذَٰلِكَ}
- أدغم الثاء في الذال أبو عمرو ويعقوب، واستٌضْعِفَ لصحة الساكن قبل الثاء.
{الدُّنْيَا ۖ}
- تقدَّمت الإمالة فيه في الآيتين /85 و114 من سورة البقرة.
{الْمَئَابِ}
- قرأ الأزرق وورش بتثليث مَدّ البدل.
- وقراءة الباقين بالقصر.
- وقراءة حمزة في الموقف بالتسهيل بَيْنَ بَيْنَ). [معجم القراءات: 1/455]

قوله تعالى: {قُلْ أَؤُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرٍ مِنْ ذَلِكُمْ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَأَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ (15)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (4 - وَاخْتلفُوا فِي كسر الرَّاء وَضمّهَا من قَوْله {ورضوان من الله} 15
فَقَرَأَ عَاصِم فِي رِوَايَة أبي بكر {ورضوان} بِضَم الرَّاء فِي كل الْقُرْآن إِلَّا قَوْله {من اتبع رضوانه} الْمَائِدَة 16 فَإِنَّهُ كسر فِيهِ الرَّاء
وَقَالَ شَيبَان عَن عَاصِم وَابْن أبي حَمَّاد عَن أبي بكر عَن عَاصِم والأعشى عَن أبي بكر عَن عَاصِم بِضَم الرَّاء فِي كل ذَلِك
وَقَالَ مُحَمَّد بن الْمُنْذر عَن يحيى عَن أبي بكر عَن عَاصِم أَنه ضمه كُله
وحَدثني ابْن الجهم عَن ابْن أبي أُميَّة عَن أبي بكر عَن عَاصِم {ورضوان} و{رضوانه} بِضَم الرَّاء فِي كل الْقُرْآن
وَكَذَلِكَ حَدثنِي ابْن صَدَقَة عَن أبي الأسباط عَن ابْن أبي حَمَّاد عَن أبي بكر عَن عَاصِم بِضَم الرَّاء
وَقَالَ الْأَعْشَى عَن أبي بكر مضموم كُله
وَقَالَ حَفْص عَن عَاصِم مكسور كُله
وَقَرَأَ ابْن كثير وَنَافِع وَأَبُو عَمْرو وَابْن عَامر وَحَمْزَة وَالْكسَائِيّ {رضوَان} كسرا). [السبعة في القراءات: 202]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ({رضوان} بضم الراء كل القرآن أبو بكر حماد
[الغاية في القراءات العشر: 209]
ويحيى إلا في المائدة). [الغاية في القراءات العشر: 210]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ({أونبئكم} [15]، وفي ص [8]، والقمر [25]: بالمد مدني غير ورش، وأبو زيد، واليزيدي طريق أبي عون، وابن حبش عن أبي شعيب وأبي حمدون وأوقية. وافق ابن اليزيدي إلا هنا.
وعن أبي زيد بهمزتين بينهما مدة. ومكي، وورش، وأبو عمرو، ورويس، وزيد، وسهل بهمزة بعدها ضمة.
[المنتهى: 2/621]
ويأتي هشام بين المختلفتين بمدة). [المنتهى: 2/622]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ({ورضوان} [15]: بضم الراء حيث وقع إلا في المائدة [2، 16]، أبو بكر، زاد علي، وابن جبير، والأعشى، والبرجمي، وشعيب طريق نفطويه، وحماد طريق الواسطي ضمها في المائدة). [المنتهى: 2/622]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ أبو بكر (رضوان) بضم الراء حيث وقع إلا موضعًا في سورة المائدة فإنه
[التبصرة: 176]
كسره وهو قوله عز وجل (رضوانه سبل السلام)، وقرأ الباقون بالكسر حيث وقع). [التبصرة: 177]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (أبو بكر: {ورضوان} (15) بضم الراء، حيث وقع، ما خلا الحرف الثاني من المائدة (16)، وهو قوله تعالى: {من اتبع رضوانه}.
والباقون: بكسر الراء). [التيسير في القراءات السبع: 249]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (أبو بكر (ورضوان) بضم الرّاء حيث وقع ما خلا الحرف الثّاني من المائدة [فإنّه بكسر الرّاء] وهو قوله تعالى (من اتبع رضوانه)، والباقون
[تحبير التيسير: 319]
[بكسر] الرّاء). [تحبير التيسير: 320]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (جَنَّاتٍ) بكسر في موضع نصب القورسي عن أبي جعفر، والأصمعي، وأبو خليد، وأبو قرة، ومغيث عن نافع، الباقون بالرفع، وهو الاختيار مرتفع ربما علا من قوله: (لِلَّذِينَ اتَّقَوْا).
(رِضْوَانٌ) بضم الراء في جميع القرآن إلا في المائدة في قوله: (رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ) أبو بكر، وأبان، والمفضل في قول الزَّيَّات، زاد في المائدة أبو الحسين، والْأَعْمَش، والبرجمي، وشعيب طريق نفطويه وحمّاد طريق الواسطي، الباقون بكسر التاء، وهو الاختيار لأن أصله رضي والكسر لغة قريش والواو مفتوحة قبلها كسرة فقلبت ياء). [الكامل في القراءات العشر: 514]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([15]- {وَرِضْوَانٌ} بضم الراء حيث وقع إلا في المائدة: أبو بكر.
وقيل عن الصريفيني عنه بضمه أيضا). [الإقناع: 2/618]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (548 - وَرِضْوَانٌ اضْمُمْ غَيْرَ ثَانِي الْعُقُودِ كَسْـ = ـرَهُ صَحَّ .... .... ....). [الشاطبية: 44]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([548] ورضوانٌ اضمم غير ثاني العقود كسـ = ره (صـ)ح إن الدين بالفتح (ر)فلا
قوله: (اضمم...كسره صح)، أي صح الضم فيه، وأنه لغة فصيحة حكاها سيبويه وغيره.
يقال: رضي يرضى رضىً ومرضاة ورُضوانًا ورِضوانًا.
وقال بعض الناس: في قراءة الضم فرقٌ بين المصدر والاسم، إذ الاسم لا يجيء إلا مكسورًا نحو: رضوان خازن الجنة.
واستثنى {من اتبع رضونه} فكسره ليجمع بين اللغتين، ويشعر بأنهما لغتان فصيحتان.
ويقال: الضم لغة بني تميم، والكسر لغة الحجاز). [فتح الوصيد: 2/768]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [548] ورضوان اضمم غير ثاني العقود كسـ = ـره صح إن الدين بالفتح رفلا
ب: (رفلا): عظم.
ح: (رضوانٌ): مبتدأ، (اضمم ... كسره): خبر، (غير ثاني): استثناء من المفعول، (ص): خبر آخر، (إن الدين): مبتدأ، (رفل بالفتح): خبر.
ص: يعني: ضم الراء أبو بكر من: {رضوان} حيث وقع إلا الموضع الثاني في العقود سورة المائدة وهو قوله تعالى: {من اتبع رضوانه سبل السلام} [16] فإنه يقرأ بالكسر أيضًا، والباقون بالكسر في الجميع، وهما لغتان.
وإنما استثنى أبو بكر ثاني العقود اتباعًا للمنقول.
[كنز المعاني: 2/97]
وقرأ الكسائي: (أن الدين عند الله الإسلام) [19] بفتح {أن} بدلًا من قوله: {أنه لا إله إلا هو} [18] أو عطفًا عليه بحذف الواو للارتباط، أو مفعولًا به لقوله: {شهد الله}، و{أنه لا إله إلا هو}: مفعول له، أي: لأنه.
والباقون: بكسر {إن} على الاستئناف لتمام الكلام الذي قبله). [كنز المعاني: 2/98] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (546- وَرِضْوَانٌ اضْمُمْ غَيْرَ ثَانِي الْعُقُودِ كَسْـ،.. ـرَهُ "صَـ"ـحَّ إِنَّ الدِّينَ بِالفَتْحِ رُفِّلا
ضم الراء وكسرها في رضوان لغتان قيل: الضم لبني تميم والكسر لأهل الحجاز، وأجمع على كسر الثاني في سورة المائدة، وقوله تعالى: {مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلامِ}.
والأول فيه الخلاف وهو: {يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنْ رَبِّهِمْ وَرِضْوَانًا}، والأولى في البيت أن يكون: ورضوانًا اضمم بالنصب فهو مثل زيدًا اضرب، وليس تصح إرادة الحكاية هنا؛ لأن لفظ رضوان المختلف فيه جاء بالحركات الثلاث فرفعه نحو ما في هذه السورة، ونصبه نحو الأول في المائدة، وجره مثل نحو: {يُبَشِّرُهُمْ رَبُّهُمْ بِرَحْمَةٍ مِنْهُ وَرِضْوَانٍ}، فإذا لم تستقم إرادة لفظ واحد منها على الحكاية تعين أن يسلك وجه الصواب في الإعراب وهو النصب). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/10]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (548 - ورضوان اضمم غير ثاني العقود كس ... ره صحّ أنّ الدّين بالفتح رفّلا
أمر بضم كسر راء لفظ (رضوان) لشعبة حيث ورد في القرآن الكريم سواء كان مرفوعا كما في هذه السورة: وَرِضْوانٌ مِنَ اللَّهِ*. أم منصوبا نحو: يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنْ رَبِّهِمْ وَرِضْواناً، وَكَرِهُوا رِضْوانَهُ. أم مجرورا نحو: يُبَشِّرُهُمْ رَبُّهُمْ بِرَحْمَةٍ مِنْهُ وَرِضْوانٍ. ثم استثني لشعبة من هذا الحكم الموضع الثاني في المائدة وهو: يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوانَهُ سُبُلَ السَّلامِ. فقرأه شعبة بكسر الراء فتكون قراءة الباقين بكسر الراء في الجميع واستثناء الموضع الثاني في العقود يخرج الموضع الأول فيها وهو: يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْواناً*. فإن شعبة يقرأ بضم الراء فيه على أصل مذهبه). [الوافي في شرح الشاطبية: 231]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: رِضْوَانٌ حَيْثُ رُفِعَ، فَرَوَى أَبُو بَكْرٍ بِضَمِّ الرَّاءِ إِلَّا الْمَوْضِعَ الثَّانِيَ مِنَ الْمَائِدَةِ، وَهُوَ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ فَكَسَرَ الرَّاءَ فِيهِ مِنْ طَرِيقِ الْعُلَيْمِيِّ. وَاخْتُلِفَ فِيهِ عَنْ يَحْيَى بْنِ آدَمَ عَنْهُ، فَرَوَى أَبُو عَوْنٍ الْوَاسِطِيُّ ضَمَّهُ عَنْ شُعَيْبٍ عَنْهُ كَسَائِرِ نَظَائِرِهِ، وَكَذَلِكَ رَوَى الْخَبَّازِيُّ وَالْخُزَاعِيُّ عَنِ الشَّذَائِيِّ عَنْ نَفْطَوَيْهِ عَنْ شُعَيْبٍ أَيْضًا.
(قُلْتُ): وَالرِّوَايَتَانِ صَحِيحَتَانِ عَنْ يَحْيَى، وَعَنْ أَبِي بَكْرٍ أَيْضًا، فَرَوَى الضَّمَّ فِيهِ كَأَخَوَاتِهِ عَنْ يَحْيَى خَلَفٌ وَمُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْذِرِ، وَهِيَ رِوَايَةُ الْكِسَائِيِّ وَالْأَعْشَى وَابْنِ أَبِي حَمَّادٍ كُلُّهُمْ عَنْ أَبِي بَكْرٍ، وَرَوَى الْكَسْرَ فِيهِ خَاصَّةً عَنْ يَحْيَى: الْوَكِيعِيُّ وَالرِّفَاعِيُّ وَأَبُو حَمْدُونَ، وَهِيَ رِوَايَةُ الْعُلَيْمِيِّ وَالْبُرْجِيِّ وَابْنِ أَبِي أُمَيَّةَ وَعُبَيْدِ بْنِ نُعَيْمٍ كُلُّهُمْ عَنْ أَبِي بَكْرٍ، وَهِيَ أَيْضًا رِوَايَةُ الْمُفَضَّلِ وَحَمَّادٍ عَنْ عَاصِمٍ - وَاللَّهُ أَعْلَمُ -.
وَقَدِ انْفَرَدَ النَّهْرَوَانِيُّ عَنْ أَصْحَابِهِ عَنْ أَبِي حَمْدُونَ بِكَسْرِ كَرِهُوا رِضْوَانَهُ فِي الْقِتَالِ فَخَالَفَ سَائِرَ النَّاسِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِكَسْرِ الرَّاءِ فِي جَمِيعِ الْقُرْآنِ - وَاللَّهُ أَعْلَمُ -). [النشر في القراءات العشر: 2/238] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ اخْتِلَافُهُمْ فِي أَوُنَبِّئُكُمْ مِنْ بَابِ الْهَمْزَتَيْنِ مِنْ كَلِمَةٍ، وَكَذَلِكَ، أَوْجُهُ الْوَقْفِ عَلَيْهَا لِحَمْزَةَ فِي بَابِهِ). [النشر في القراءات العشر: 2/238]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (روى أبو بكر {ورضوان} حيث وقع بضم الراء إلا الثاني من
[تقريب النشر في القراءات العشر: 479]
المائدة وهو {من اتبع رضوانه} [المائدة: 16] فإنه كسره من طريق العليمي، واختلف عنه من طريق يحيى، والباقون بالكسر حيث وقع). [تقريب النشر في القراءات العشر: 480]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ({أؤنبئكم} [15] ذكر في الهمزتين من كلمة). [تقريب النشر في القراءات العشر: 479]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (523 - رضوان ضمّ الكسر صف وذو السّبل = خلفٌ .... .... .... .... ). [طيبة النشر: 67]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (رضوان ضم الكسر (ص) ف وذو السّبل = خلف وإنّ الدّين فافتحه (ر) جل
يريد قوله تعالى «رضوان من الله» ضم الراء منه حيث وقع شعبة؛ واختلف عنه في الحرف الثاني من المائدة وهو «من اتبع رضوانه سبل السلام» وأشار إليه بقوله: وذو السبل، والباقون بالكسر قوله: (رجل) هنا منادى: أي يا رجل). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 205]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
رضوان ضمّ الكسر (ص) ف وذو السّبل = خلف وإنّ الدّين فافتحه (ر) جل
ش: أي: قرأ ذو صاد (صف) أبو بكر رضوان حيث وقع بضم الراء اتفاقا، إلا في المائدة يهدي به الله من اتّبع رضونه [الآية: 16] فكسر راءه من طريق العليمي.
واختلف فيه عن يحيى بن آدم عنه، فروى أبو عون عن شعيب ضمه عنه.
وكذلك روى الخبازي والخزاعي عن الشذائي عن نفطويه عن شعيب، وهما صحيحان عن يحيى وعن أبي بكر أيضا.
وروى الضم فيه كأخواته عن يحيى [ابن] خلف، وابن المنذر، وهي رواية الكسائي، والأعشى وابن أبي حماد، كلهم عن أبي بكر.
وروى الكسر فيه خاصة عن يحيى الوكيعي، والرفاعي، وأبو حمدون، وهي رواية العليمي والبرجي، وابن أبي أمية، وعبيد نعيم، كلهم عن أبي بكر.
وكسر الباقون الراء في جميع القرآن.
وقرأ ذو راء (رجل) الكسائي أن الدين عند الله الإسلام [آل عمران: 19] بفتح الهمزة، والباقون بكسرها.
ويقال في: مصدر «رضى»: «رضا» «مرضاة» و«رضوانا» بالكسر لغة الحجازيين، والضم لغة تميم، وقيس: كحرمان ورجحان.
وجه الاستثناء: الجمع في صورة أو صيغة.
ووجه فتح أن الدين [آل عمران: 19]: أنه بدل كل من أنّه لا إله إلّا هو [آل
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/233]
عمران: 18]، أو اشتمال؛ لأن الإسلام يشتمل على التوحيد، أو عطف نسق على «أنه» بمقدر، أي: شهد الله بأنه ... وبأن الدين، والموضع نصب أو جر على خلاف الأولى.
أو بدل كل من بالقسط فينعكس الموضع، أو بإيقاع شهد [آل عمران: 18] فالأول مفعول له.
ووجه الكسر: الاستئناف، والوقف على ما قبل «أن» غير تام على الفتح مطلقا وعلى الكسر إن قصد التأكيد، وإلا فتام). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/234] (م)

قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ "أؤنبئكم" [الآية: 15] قالون وأبو عمرو وأبو جعفر بتسهيل الثانية مع إدخال ألف بينهما لكن اختلف في الإدخال عن قالون وأبي عمرو
[إتحاف فضلاء البشر: 1/470]
وقرأ ورش وابن كثير ورويس بالتسهيل بلا فصل، وقرأ ابن ذكوان وعاصم وحمزة والكسائي وروح وخلف بالتحقيق بلا فصل، واختلف عن هشام فالتحقيق مع القصر عنه من طريق الداجوني ومع المد من طريق الحلواني وليس له هنا تسهيل.
وأما وقف حمزة عليها فليعلم أن فيها ثلاث همزات: الأولى بعد ساكن صحيح منفصل رسما ففيها التحقيق والسكت والنقل، والثانية متوسطة بزائد وهي مضمومة بعد فتح، ففيها التحقيق والتسهيل كالواو وإبدالها واوا على الرسم، والثالثة مضمومة بعد كسر ففيها التسهيل كالواو مذهب سيبويه وكالياء، وهو المعضل وياء محضة مذهب الأخفش، فتضرب ثلاثة الأولى في ثلاثة الثانية، ثم الحاصل في ثلاثة الثالثة تبلغ سبعة وعشرين، كذا ذكره السمين والجعبري وغيرهما، لكن ضعف في النشر سبعة عشرة؛ وذلك لأن التسعة مع تسهيل الأخيرة كالياء وهو الوجه المعضل لا تصح كما تقدم وإبدال الثانية واوا على الرسم في الستة لا يجوز، والنقل في الأولى مع تحقيق الثانية بالوجهين لا يوافق فالصحيح المقروء به عشرة فقط: أولها السكت مع تحقيق الثانية وتسهيل الثالثة كالواو.
ثانيها: مثله مع إبدال الثالثة ياء على مذهب الأخفش.
ثالثها: عدم السكت مع تحقيق الأولى والثانية وتسهيل الثالثة كالواو.
رابعها: مع إبدال الثالثة ياء.
خامسها: السكت مع تسهيل الثانية والثالثة كالواو.
سادسها: مثله مع إبدال الثالثة ياء.
سابعها: عدم السكت وتسهيل الثانية والثالثة كذلك.
ثامنها: مثله مع إبدال الثالثة ياء.
[إتحاف فضلاء البشر: 1/471]
تاسعها: النقل مع تسهيل الثانية والثالثة كذلك.
عاشرها: مثله مع إبدال الثالثة ياء، والحاصل أن النقل للأولى فيه وجهان فقط تسهيل الثانية فقط مع وجهي الثالثة أعني ياء، وكالواو وإن السكت فيه أربعة تسهيل الثانية وتحقيقها وكلاهما مع وجهي الثالثة، وإن عدم النقل والسكت للأولى فيه أربعة كذلك أعني تسهيل الثانية وتحقيقها مع وجهي الثالثة). [إتحاف فضلاء البشر: 1/472]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "رضوان" [الآية: 15] حيث وقع فأبو بكر بضم الراء إلا من اتبع رضوانه ثاني المائدة، فكسر الراء فيه من طريق العليمي، واختلف فيه عن يحيى بن آدم والوجهان صحيحان عن يحيى، بل عن أبي بكر كما في النشر، وعن الحسن الضم في الجميع والباقون بالكسر في الكل وهما لغتان). [إتحاف فضلاء البشر: 1/472]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {قل أؤنبئكم}
{قل أؤنبئكم} [15] قرأ الحرميان والبصري بتسهيل الهمزة الثانية، وحققها الباقون، وأدخل بها الهمزتين ألفًا قالون والبصري وهشام، بخلف عنهما، والباقون بالقصر.
فلو وقف عليه لحمزة وليس بموضع وقف، بل الوقف على {ذلكم} على خلاف فيه ففيه على ما قاله الجعبري وغيره سبعة وعشرون وجهًا، وذلك لأن فيها ثلاث همزات، الأولى مفتوحة بعد ساكن صحيح منفصل رسمًا، ففيها النقل والتحقيق، ومعه السكت وعدمه، الثانية مضمومة بعد فتحة، ففيها التحقيق لتوسطها بزائد، والتسهيل كالواو، والإبدال واوًا على الرسم، الثالثة مضمومة بعد كسر، ففيها التسهيل كالواو، وكالياء، وإبدالها ياء، فتضرب في ثلاثة الأولى ثلاثة الثانية، بتسعة، تضربها في ثلاثة الثالثة، بسبع وعشرين.
وقد نظمها العلامة علي بن أم القاسم المعروف بالمرادي فقال:
سبع وعشرون وجها قل لحمزة في = قل أؤنبئكم يا صاح إن وقفا
فالنقل والسكت في الأولى وتركهما = وأعط ثانية حكما لها ألفا
واوا وكالواو أو حقق وثالثة = كالواو أو يا وكاليا ليس فيه خفا
واضرب يبن لك ما قد قلت متضحا = وبالإشارة استغنى وقد عرفا
والصحيح منها كما ذكره المحقق وتابعوه عشرة:
الأول: السكت مع تحقيق الثانية المضمومة، مع تسهيل الثالثة بين بين.
الثاني: مثله مع إبدال الثالثة ياء مضمومة.
[غيث النفع: 464]
الثالث: عدم السكت على اللام، مع تحقيق الهمزة الأولى والثانية، وتسهيل الثالثة بين بين.
الرابع: مثله مع إبدال الثالثة ياء.
الخامس: السكت على اللام، مع تسهيل الثانية والثالثة بين بين.
السادس: مثله مع إبدال الثالثة ياء.
السابع: عدم السكت على اللام مع تسهيل الثانية والثالثة بين بين.
الثامن: مثله مع إبدال الثالثة ياء ساكنة.
التاسع: النقل مع تسهيل الثانية والثالثة.
العاشر: مثله مع إبدال الثالثة ياء.
وباقي الأوجه لا تصح، فإن التسعة التي مع تسهيل الأخيرة كالياء، هو الوجه المعضل، وإبدال الثانية واوًا محضة على الرسم في ..... لا يجوز، والنقل في الأولى مع تحقيق الثانية بالوجهين لا يوافق، إذ من خفف الأولى يلزمه أن يخفف الثانية بطريق الأولى، لأنها متوسطة صورة، فهي أحرى بذلك من المبتدأة). [غيث النفع: 465]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {ورضوان} [15] قرأ شعبة بضم الراء، والباقون بالكسر). [غيث النفع: 465]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {قُلْ أَؤُنَبِّئُكُم بِخَيْرٍ مِّن ذَٰلِكُمْ ۚ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِندَ رَبِّهِمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَأَزْوَاجٌ مُّطَهَّرَةٌ وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ (15)}
{قُلْ أَؤُنَبِّئُكُم}
- قرأ ورش بنقل الفتحة وهي حركة الهمزة الأولى إلى اللام وحذف الهمزة «قُلْ أَؤُنَبِّئُكُم».
- وقرأ ابن ذكوان وعاصم وحمزة والكسائي وابن عامر وروح وخلف بتحقيق الهمزتين «قُلْ أَؤُنَبِّئُكُم».
- وقرأ ناقع وقالون وأبو عمرو أبو جعفر والسوسنجردي واليزيدي وإسماعيل، بتسهيل الهمزة الثانية مع إدخال ألف بين الهمزتين «قُلْ أَؤُنَبِّئُكُم».
- واختلف في الإدخال عن قالون وأبي عمرو وهشام.
- وقرأ ورش وابن كثير ورويس ونافع وأبو عمرو وابن محصين بالتسهيل في الثانية بلا فصل «قُلْ أَؤُنَبِّئُكُم».
- واختلف عن هشام: فله التحقيق مع القصر من طريق الداجوني، والتحقيق مع المدِّ من طريق الحلواني.
[معجم القراءات: 1/456]
وجاء في النشر واﻹتحاف بيان وقف حمزة.
قال في اﻹتحاف: «وأما وقف حمزة عليهما، فَلْيٌعْلم أنّ فيها ثلاث همزات: الأولي: بعد ساكن صحيح [ أي اللام] منفصل رسماً: ففيها التحقيق، والسكت، والنقل.
- والثانية: متوسط بزائد، وهي مضمومة بعد فتح فيها: التحقيق، والتسهيل كالواو، وإبدالها واواً على الرسم.
- والثالثة: مضمونة بعد كسر، ففيها التسهيل كالواو، وهو والثالثة: مضمومة بعد كسر، ففيها التسهيل كالواو، وهو مذهب سيبويه، وكالياء، وهو المنفصل، وياءّ محضة، مذهب الأخفش، [ قال:] فتضرب ثلاثة الثالثة، تبلغ سبعة وعشرين، كذا ذكره السمين والجعبري وغيرهما، لكن ضعّف في النشر سبعة عشر.. فالصحيح المقروء به عشرة فقط.. وبيانها كما يلي:
1 - السكت مع تحقيق الثانية المضمومة وتسهيل الثالثة كالواو.
2- السكت مع تحقيق الثانية ـ وإبدال الثالثة ياء مضمونة.
3- عدم السكت على اللام مع تحقيق الأول والثانية، وتسهيل الثالثة بَيْنَ بَيْنَ.
4- عدم السكت على اللام مع تحقيق الأول والثانية، وإبدال الثالثة ياءّ.
5- السكت على اللام مع تسهيل الثانية، والثالثة بَيْنَ بَيْنَ.
6- السكت على اللام مع تسهيل الثانية، وإبدال الثالثة ياءّ.
7- عدم السكت وتسهيل الثانية والثالثة بَيْنَ بَيْنَ.
8- عدم السكت وتسهيل الثانية، وإبدال الثالثة ياءّ.
9- النقل مع تسهيل الثانية والثالثة بين بين.
[معجم القراءات: 1/457]
10- النقل مع تسهيل الثانية، وإبدال الثالثة ياءّ.
{جَنَّاتُ}
- قراءة الجماعة «جَنَّاتٌ» بالرفع مبتدأ، وخبرة: للذين اتقوا عند ربهم..
- وقرأ أبو حاتم ويعقوب «جَنَّاتٌ» بالجر، بدلاً من «بخيرِ» ويجوز أن يكون منصوباً على ﺇضمار «أعني» أو النصب على البدل من موضع «بخير» لأنه نصب.
{وَرِضْوَانٌ}
- قرأ أبو بكر عن عاصم والأعشي والبرجمي ويحيي وحماد والحسن «رٌضوانٌ» بضم الراء، وهي لغة قيس وتميم وبكر.
- وقرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو وابن عامر وحمزة والكسائي وحفص عن عاصم «رٌضوانٌ» بكسر الراء، وهي لغة الحجاز.
- وذكر أبو حيان أن الضم والكسر لغتان.
[معجم القراءات: 1/458]
{بَصِيٌر}
- ترقيق الراء عن الأزرق وورش بخلاف). [معجم القراءات: 1/459]

قوله تعالى: {الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا إِنَّنَا آَمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ (16)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وأدغم" الراء في اللام من "فاغفرنا" السوسي والدوري بخلفه). [إتحاف فضلاء البشر: 1/472]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأمال "النار، والأسحار" أبو عمرو وابن ذكوان من طريق الصوري والدوري عن الكسائي، وبالتقليل الأزرق). [إتحاف فضلاء البشر: 1/472] (م)
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا إِنَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ (16)}
{فَاغْفِرْ لَنَا}
- أدغم الراء في اللام أبو عمرو والسوسي والدوري.
- وحكاه ابن مجاهد عن أبي عمرو.
- وقال أبو حيان: «وكان أبو عمرو يروي عن العرب ﺇدغام الراء في اللام، وقد أجازه الكسائي» انتهي من المبدع.
{النَّارِ}
- أماله أبو عمرو والدوري عن الكسائي وابن ذكوان من طريق الصوري.
- والأزرق وورش بالتقليل.
- والباقون بالفتح، وهي رواية الأخفش عن ابن ذكوان.
- وانظر الآية / 110 المتقدمة في هذه السورة). [معجم القراءات: 1/459]

قوله تعالى: {الصَّابِرِينَ وَالصَّادِقِينَ وَالْقَانِتِينَ وَالْمُنْفِقِينَ وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحَارِ (17)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأمال "النار، والأسحار" أبو عمرو وابن ذكوان من طريق الصوري والدوري عن الكسائي، وبالتقليل الأزرق). [إتحاف فضلاء البشر: 1/472] (م)
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {الصَّابِرِينَ وَالصَّادِقِينَ وَالْقَانِتِينَ وَالْمُنفِقِينَ وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحَارِ (17)}
{بِالْأَسْحَارِ}
- قرأه باﻹمالة أبو عمرو، والدوري عن الكسائي وابن ذكوان من طريق الصوري
- والأزرق وورش بالتقليل.
- والباقون بالفتح، وهي رواية الأخفش عن ابن ذكوان). [معجم القراءات: 1/459]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين

جمهرة علوم القرآن 3 صفر 1440هـ/13-10-2018م 09:04 AM

سورة آل عمران
[من الآية (18) إلى الآية (20) ]

{شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (18) إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ وَمَنْ يَكْفُرْ بِآَيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ (19) فَإِنْ حَاجُّوكَ فَقُلْ أَسْلَمْتُ وَجْهِيَ لِلَّهِ وَمَنِ اتَّبَعَنِ وَقُلْ لِلَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْأُمِّيِّينَ أَأَسْلَمْتُمْ فَإِنْ أَسْلَمُوا فَقَدِ اهْتَدَوْا وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلَاغُ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ (20)}

قوله تعالى: {شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (18)}
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (قَائِمًا بِالْقِسْطِ) بغير ألف مشددة أبو حنيفة، الباقون بالألف، وهو الاختيار اتباعًا للجماعة والمصحف). [الكامل في القراءات العشر: 514]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وعن الحسن "شهد الله أنه" بكسر الهمزة على إجراء شهد مجرى القول). [إتحاف فضلاء البشر: 1/472]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ ۚ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (18)}
{شَهِدَ اللَّهُ}
- قراءة الجماعة «شَهِدَ اللَّهُ» فعل وفاعل، وهي أصْوَب القراءات.
- وقرأ أبو الشعثاء «شَهِدَ اللَّهُ» بضم الشين مبنياً للمفعول، أي شٌهد وحدانية الله وألوهيتُه.
- وقرأ أبو المهلب بن محارب دثار السدوسي «شَهِدَ اللَّهُ» على وزن فعَلاَء، منصوباَ على الحال من الضمير في «المستغفرين».
وقيل: نصب على المدح، وهو جمع شهيد أو شاهد.
- وروي عن أبي المهلب وأبي نهيك وأبي الشعثاء، وابن مسعود وأبي ابن كعب وابن السميفع وعاصم الجحدري «شَهِدَ اللَّهُ» بالرفع، أي هم شَهِدَ اللَّهُ، فهو خبر مبدأ مقدّر.
- وقرأ أبو المهلب «شَهِدَ اللَّهُ» بضم الشين والهاء، وفتح الدال، نصباً على الحال، قال أبو حيان: «واسم الله منصوب»
- وقرئ «شَهِدَ اللَّهُ» بضم الشين والهاء والدال.
- وقرئ «شَهِدَ اللَّهُ» بضم الشين والهاء ونصب الدال، ولفظ الجلالة بالجر علي اﻹضافة فيهما.
[معجم القراءات: 1/460]
وقراء أبو المهلب وابن محصين في رواية المعدل «شهداء اللَّهِ» برفع الهمزة، ولام الجر داخلة على اسم الله تعالي، على ﺇضمار «هم»، أي: هم شهداءُ لله.
- وقرأ أبو المهلب والشيزري عن أبي بكر عن عاصم «شهداءُ للهِ» بفتح الهمزة نصباً على الحال، ولام الجر داخلة على اسم الله تعالى.
{شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُو}
- قرأ ابن عباس والحسن والكسائي «شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ.....» بكسر الهمزة، علي جعل «شهد» بمنزلة «قال» ويؤيده ما نقله المؤرج أن «شهد» بمعني «قال» لغة قيس بن عيلان.
- وقراءة الجماعة «شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ.....» بفتحها، على تقدير: شهد الله على أنه، أو بأنه.
وقرأ عبد الله بن مسعود «شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُو».
قال أبو حيان: «ففي هذه القراءة يتعيَّن أن يكون المحذوف ﺇذا خفُفَتْ ضمير الشأن: لأنها ﺇذا خفُفَتْ لم تعمل في غيره ﺇلا ضرورة، وﺇذا عملت فيه لَزِمَ حذفُه»
{هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ}
- قرأ أبو عمرو بخلاف عنه بإدغام الواو في الواو، وهي الرواية
[معجم القراءات: 1/461]
عن يعقوب.
{قَائِمًا بِالْقِسْطِ}
- قراءة الجماعة «قائماً...» بالنصب حالاً من اسم الله تعالي، أو من «هو» أو على القطع، أو المدح.
- وقرأ عبد الله بن مسعود «القائم» بالرفع على انه خبر مبتدأ
محذوف: هو القائم.
- وذهب الزمخشري وغيره ﺇلى انه بدل من «هو» وتعقبه أبو حيان.
وهو عند الفراء والنحاس نعت للفظ الجلالة في «شهد اللهُ».
- وقرأ أبو حنيفة «قَيماً» بالنصب على ما ذكرته في قراءة الجماعة.
والقراءات المرورية عن أبي حنيفة رّدَّها ابن الجزري وبَرَّأَهٌ منها.
- وذكر السجاوندي أن ابن مسعود قرأ «قائمٌ» وهو خبر مبتدأ مٌقَدَّر، أي: هو قائم..
{بِالْقِسْطِ}
- قرأ حماد عن الشموني «بالقصط» بالصاد). [معجم القراءات: 1/462]

قوله تعالى: {إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ وَمَنْ يَكْفُرْ بِآَيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ (19)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (5 - قَوْله {إِن الدّين عِنْد الله الْإِسْلَام} 19
كلهم قَرَأَ {إِن الدّين عِنْد الله الْإِسْلَام} إِلَّا الْكسَائي فَإِنَّهُ فتح الْألف (أَن الدّين عِنْد الله الْإِسْلَامُ) ). [السبعة في القراءات: 202 - 203]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ({أن الدين} بفتح الألف الكسائي). [الغاية في القراءات العشر: 210]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ({أن الدين } [19]: بفتح الهمزة علي). [المنتهى: 2/623]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ الكسائي (أن الدين عند الله) بفتح الهمزة، وكسرها الباقون). [التبصرة: 177]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (الكسائي: {أن الدين عند الله الإسلام} (19) بفتح الهمزة.
والباقون: بكسرها). [التيسير في القراءات السبع: 249]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(الكسائي: (أن الدّين عند اللّه الإسلام) بفتح الهمزة والباقون بكسرها [ليحكم) ذكر في البقرة). [تحبير التيسير: 320]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([19]- {إِنَّ الدِّينَ} بفتح الهمزة: الكسائي). [الإقناع: 2/618]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (548- .... .... .... .... = .... .... إِنَّ الدِّينَ بِالْفَتْحِ رُفِّلاَ). [الشاطبية: 44]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): (و(إن الدين بالفتح رفلا)، أي عُظم.
قال الشيخ رحمه الله: لأن البدل مع فتح الهمزة أظهر، وعليه يجيء حسن المعني.
قال: «وقد قيل: إنه معطوف -يعني: (وإن الدين)-، وحرف العطف محذوف. والأول أظهر. ومعنى البدل الذي أشار إليه، أن الإسلام في معنى التوحيد أولًا، فأبدل منه».
وقال المبرد: «المعني: بأنه لا إله إلا هو...أن الدين»، إلا أنه أسقط الخافض فتعدى إليه الفعل.
[فتح الوصيد: 2/768]
وقال الكسائي: «انصبهما جميعًا بمعنى: شهد الله أنه كذا وأن الدين». وقال أبو إسحاق مثله.
وقيل أيضًا: «يجوز أن يكون التقدير: لأنه لا إله إلا هو، فيكون الأول مفعولًا من أجله».
ومن كسر، فعلى الاستئناف؛ ويكون الكلام قبله تامًا). [فتح الوصيد: 2/769]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [548] ورضوان اضمم غير ثاني العقود كسـ = ـره صح إن الدين بالفتح رفلا
ب: (رفلا): عظم.
ح: (رضوانٌ): مبتدأ، (اضمم ... كسره): خبر، (غير ثاني): استثناء من المفعول، (ص): خبر آخر، (إن الدين): مبتدأ، (رفل بالفتح): خبر.
ص: يعني: ضم الراء أبو بكر من: {رضوان} حيث وقع إلا الموضع الثاني في العقود سورة المائدة وهو قوله تعالى: {من اتبع رضوانه سبل السلام} [16] فإنه يقرأ بالكسر أيضًا، والباقون بالكسر في الجميع، وهما لغتان.
وإنما استثنى أبو بكر ثاني العقود اتباعًا للمنقول.
[كنز المعاني: 2/97]
وقرأ الكسائي: (أن الدين عند الله الإسلام) [19] بفتح {أن} بدلًا من قوله: {أنه لا إله إلا هو} [18] أو عطفًا عليه بحذف الواو للارتباط، أو مفعولًا به لقوله: {شهد الله}، و{أنه لا إله إلا هو}: مفعول له، أي: لأنه.
والباقون: بكسر {إن} على الاستئناف لتمام الكلام الذي قبله). [كنز المعاني: 2/98] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): ({إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلامُ} بالفتح، رفل؛ أي: عظم. يعني فتح همزة إن، ووجهه: جعله بدلا من قوله: {أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ}.
قال أبو علي: فيكون البدل من الضرب الذي الشيء فيه هو هو ألا ترى أن الدين
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/10]
هو الإسلام يتضمن التوحيد والعدل، وهو هو في المعنى، قال: وإن شئت جعلته من بدل الاشتمال؛ لأن الإسلام يشتمل على التوحيد والعدل، قال: وإن شئت جعلته بدلا من القسط؛ لأن الدين الذي هو الإسلام قسط وعدل، فيكون من البدل الذي الشيء فيه هو هو، وقيل: إن الدين مفعول شهد الله، وقيل: إن الدين معطوف على أنه، وحرف العطف محذوف والبدل أوجَه هذه الأوجُه، ووجه الكسر الاستئناف؛ لأن الكلام الذي قبله قد تم والله أعلم). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/11]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (548 - .... .... .... .... .... = .... أنّ الدّين بالفتح رفّلا
.....
ثم أخبر أن الكسائي قرأ: إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلامُ. بفتح همزة إن فتكون قراءة غيره بكسرها. و(رفلا) بمعنى عظّم). [الوافي في شرح الشاطبية: 231]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: إِنَّ الدِّينَ فَقَرَأَ الْكِسَائِيُّ بِفَتْحِ الْهَمْزَةِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِكَسْرِهَا). [النشر في القراءات العشر: 2/238]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ الكسائي {إن الدين} [19] بفتح الهمزة، والباقون بكسرها). [تقريب النشر في القراءات العشر: 480]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (523- .... .... .... .... .... = .... وإنّ الدّين فافتحه رجل). [طيبة النشر: 67]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (قوله: (وإن الدين) أي قرأ «إن الدين عند الله الإسلام» بفتح الهمزة الكسائي على البدل من إن أو إن متعلق «بالحكيم» وهو صفة مبالغة فيكون على إضمار حرف الجر:
أي الحاكم بأن الدين عند الله الإسلام، والباقون بالكسر على الاستئناف، وقيده بالدين احترازا من قوله بعد «إن الذين يكفرون» ). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 205]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
رضوان ضمّ الكسر (ص) ف وذو السّبل = خلف وإنّ الدّين فافتحه (ر) جل
ش: أي: قرأ ذو صاد (صف) أبو بكر رضوان حيث وقع بضم الراء اتفاقا، إلا في المائدة يهدي به الله من اتّبع رضونه [الآية: 16] فكسر راءه من طريق العليمي.
واختلف فيه عن يحيى بن آدم عنه، فروى أبو عون عن شعيب ضمه عنه.
وكذلك روى الخبازي والخزاعي عن الشذائي عن نفطويه عن شعيب، وهما صحيحان عن يحيى وعن أبي بكر أيضا.
وروى الضم فيه كأخواته عن يحيى [ابن] خلف، وابن المنذر، وهي رواية الكسائي، والأعشى وابن أبي حماد، كلهم عن أبي بكر.
وروى الكسر فيه خاصة عن يحيى الوكيعي، والرفاعي، وأبو حمدون، وهي رواية العليمي والبرجي، وابن أبي أمية، وعبيد نعيم، كلهم عن أبي بكر.
وكسر الباقون الراء في جميع القرآن.
وقرأ ذو راء (رجل) الكسائي أن الدين عند الله الإسلام [آل عمران: 19] بفتح الهمزة، والباقون بكسرها.
ويقال في: مصدر «رضى»: «رضا» «مرضاة» و«رضوانا» بالكسر لغة الحجازيين، والضم لغة تميم، وقيس: كحرمان ورجحان.
وجه الاستثناء: الجمع في صورة أو صيغة.
ووجه فتح أن الدين [آل عمران: 19]: أنه بدل كل من أنّه لا إله إلّا هو [آل
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/233]
عمران: 18]، أو اشتمال؛ لأن الإسلام يشتمل على التوحيد، أو عطف نسق على «أنه» بمقدر، أي: شهد الله بأنه ... وبأن الدين، والموضع نصب أو جر على خلاف الأولى.
أو بدل كل من بالقسط فينعكس الموضع، أو بإيقاع شهد [آل عمران: 18] فالأول مفعول له.
ووجه الكسر: الاستئناف، والوقف على ما قبل «أن» غير تام على الفتح مطلقا وعلى الكسر إن قصد التأكيد، وإلا فتام). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/234] (م)

قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "إِنَّ الدِّين" [الآية: 19] فالكسائي بفتح الهمزة على أنه بدل كل من قوله: إنه لا إله إلا هو أو اشتمال؛ لأن الإسلام يشتمل على التوحيد أو عطف عليه بحذف الواو وافقه الشنبوذي والباقون بالكسر على الاستئناف). [إتحاف فضلاء البشر: 1/472]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {إن الدين} [19] قرأ علي بفتح همزة {إن} على البدل من {أنه لا إله إلا هو} [18] والباقون بالكسر، على الاستئناف). [غيث النفع: 465]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ ۗ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِن بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ ۗ وَمَن يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ (19)}
{إِنَّ الدِّينَ}
- قرأ الجمهور «إِنَّ الدِّينَ» بكسر الهمزة على الاستئناف.
- وقرأ ابن عباس والكسائي ومحمد بن عيسى الأصفهاني والشنبوذي وابن مسعود وأبو رزين وأبو العالية وقتادة «أنّ الدين..» بفتح الهمزة، وذهب الفارسي ﺇلى أنه بدل الشيء من الشيء، وهو هو، أي هو بدل من «أنه» في «شهد الله انه» علي قراءة من فتح الهمزة في الموضع الأول.
أو هو بدل اشتمال: لأن اﻹسلام يشتمل على التوحيد والعدل، أو هو بدل من «القسط» لأن الدين الذي هو اﻹسلام قسط وعدل، وتعقًّبه أبو حيان بأنه معتزلي، فاشتمل كلامه على كلامهم من التوحيد والعدل.
وخرجها الطبري على حذف حرف العطف، والتقدير: وأنّ الدين، وضعّفه ابن عطية في المحرر، وبيّن أبو حيان وجه ضعفه بأنه متنافر التركيب، مع ﺇضمار حرف العطف.
ويبقي التخريج على البدل، وهو ما ذكره أبو علي، هو الذي دَرَجَ عليه غالب العلماء.
[معجم القراءات: 1/463]
{إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ}
- قراءة الجماعة «ﺇنّ الدينّ... الإِسلامُ».
- وقرأ عبد الله بن مسعود وأٌبَيَ «ﺇنّ الدينّ... للإِسلامُ» بلام الابتداء.
- وقرأ عبد الله بن مسعود «ﺇنّ الدين... الحنفيةٌ».
- وروى شعبة عن عاصم عن زر عن أُبَيّ أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ: «إن الدين عند الله الحنيفية لا اليهودية ولا النصرانية ولا المجوسية».
- قال ابن الأنباري: «ولا يخفى على ذي تمييز أن هذا كلام من النبي صلى الله عليه وسلم على جهة التفسير، أدخله بعض من ينقل الحديث في القراءات».
{جَاءَهُمُ}
قرأه باﻹمالة حمزة وخلف وابن ذكوان، وانظر الآية / 87 من سورة البقرة). [معجم القراءات: 1/464]

قوله تعالى: {فَإِنْ حَاجُّوكَ فَقُلْ أَسْلَمْتُ وَجْهِيَ لِلَّهِ وَمَنِ اتَّبَعَنِ وَقُلْ لِلَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْأُمِّيِّينَ أَأَسْلَمْتُمْ فَإِنْ أَسْلَمُوا فَقَدِ اهْتَدَوْا وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلَاغُ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ (20)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وفتح" ياء الإضافة من "وجهي الله" نافع وابن عامر وحفص وأبو جعفر وسكنها الباقون). [إتحاف فضلاء البشر: 1/472]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وأثبت" ياء "من اتبعن" وصلا نافع وأبو عمرو وأبو جعفر وفي الحالين يعقوب). [إتحاف فضلاء البشر: 1/472]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ "أسلمتم" بتسهيل الثانية وإدخال ألف قالون، وأبو عمرو وأبو جعفر وهشام بخلفه المتقدم في ءانذرتهم، وقرأ ورش من طريق الأصبهاني والأزرق في أحد وجهيه وابن كثير ورويس بالتسهيل بلا إدخال ألف، والثاني للأزرق أبدلها ألفا مع المد للساكنين، والباقون ومنهم هشام في ثانيه بالتحقيق بلا ألف، ولهشام وجه ثالث وهو التحقيق مع الألف وتقدم تفصيل طرقه). [إتحاف فضلاء البشر: 1/472]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {وجهي لله} [20] قرأ نافع وشامي وحفص بفتح ياء {وجهي} وسكنها والباقون). [غيث النفع: 465]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {ومن اتبعن} قرأ نافع والبصري بإثبات ياء بعد النون في الوصل خاصة، والباقون بالحذف وصلاً ووقفًا). [غيث النفع: 465]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {ءأسلمتم} قرأ هشام بخلف عنه والحرميان والبصري بتحقيق الأولى وتسهيل الثانية، وروى عن ورش أيضًا إبدالها إلفًا، والباقون بتحقيقها، وهو الطريق الثاني لهشام، وأدخل بينهما ألفًا قالون وبصرى وهشام، والباقون بعدم الإدخال.
[غيث النفع: 465]
فإن قرأته مع {أوتوا} قبله ففيه لورش البدل والتسهيل على كل من القصر والتوسط والطويل في {أوتوا} وهكذا جميع ما ماثله.
فإن وقف عليه فلحمزة فيه وجهان، تسهيل الثانية وتحقيقها، لأنه متوسط بزائد، وزاد بعضهم إبدال الثانية ألفًا، وهو ضعيف، وكذا حذف إحدى الهمزتين على صورة اتباع الرسم). [غيث النفع: 466]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {فَإِنْ حَاجُّوكَ فَقُلْ أَسْلَمْتُ وَجْهِيَ لِلَّهِ وَمَنِ اتَّبَعَنِ ۗ وَقُل لِّلَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْأُمِّيِّينَ أَأَسْلَمْتُمْ ۚ فَإِنْ أَسْلَمُوا فَقَدِ اهْتَدَوا ۖ وَّإِن تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلَاغُ ۗ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ (20)}
{وَجْهِيَ لِلَّهِ}
قرأ نافع وابن عامر وحفص عن عاصم وأبو جعفر وهشام
[معجم القراءات: 1/464]
والمفضل والأعشى والبرجمي عن أبي بكر «وجهيَ لله» بفتح الياء.
- وقرأ عاصم في رواية أبي بكر، وحمزة الكسائي وأبن كثير وأبو عمرو وخلف ويعقوب «وجهي لله» بسكون الياء.
{اَتًبَعَن}
- اثبت الياء في الوصل وحذفها في الموقف أبو عمرو وأبو جعفر، وهي رواية إسماعيل ويعقوب ابني جعفر، وابن جماز وقالون وورش والمسيبي وإسماعيل بن أبي أويس ويعقوب بن أبي إبراهيم بن سعد عن نافع، وابن شمبوذ عن قنبل، واليزيدي.
- وأثبت الياء في الوصل والوقف يعقوب، ورويت لابن شنبوذ عن قنبل.
- وقرأ ابن كثير وعاصم وابن عامر وحمزة والكسائي ونافع في رواية أبي قرة، وخلف «اتبعنِ» بغير ياء في الوقف والوصل.
وحَذْفُها أَحْسَنُ؛ لموافقة خط المصحف.
{أَسّلَمّتُمّ}
- قرأ بتسهيل الهمزة الثانية وإدخال ألف بينهما قالون وأبو عمرو وأبو جعفر بخلاف عنه وهشام من طريق ابن عبدان عن الحواني واليزيدي «أآسلمتم».
- وقرأ ورش من طريق الأصبهاني والأزرق في أحد وجهيه وابن كثير ورويس بالتسهيل وبدون ألف بينهما «اَسلمتم».
[معجم القراءات: 1/465]
- وقرأ الأزرق في ثانية وورش كذالك بإبدال الهمزة الثانية ألفاً مع المدَّ للساكنين.
- وقرأ الباقون بتحقيق الهمزتين«أأسلمتم»، وهو الوجه الثاني لهشام من طريق الداجوني.
- وقرأ هشام في الوجه الثالث عنه بتحقيق الهمزتين مع الفصل بألف بينهما.
{بَصِيُر}
- رقق الأزرق وورش الراء بخلاف عنهما). [معجم القراءات: 1/466]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين

جمهرة علوم القرآن 3 صفر 1440هـ/13-10-2018م 09:05 AM

سورة آل عمران
[من الآية (21) إلى الآية (22) ]

{إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِآَيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَيَقْتُلُونَ الَّذِينَ يَأْمُرُونَ بِالْقِسْطِ مِنَ النَّاسِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (21) أُولَئِكَ الَّذِينَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَمَا لَهُمْ مِنْ نَاصِرِينَ (22)}

قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِآَيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَيَقْتُلُونَ الَّذِينَ يَأْمُرُونَ بِالْقِسْطِ مِنَ النَّاسِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (21)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (6 - قَوْله {وَيقْتلُونَ} 21
كلهم قَرَأَ {وَيقْتلُونَ الَّذين يأمرون} غير حَمْزَة فَإِنَّهُ قَرَأَ {يقتلُون} بِأَلف). [السبعة في القراءات: 203]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ({ويقاتلون الذين} حمزة). [الغاية في القراءات العشر: 210]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ({ويقتلون الذين} [21]: بألف حمزة، ونصير طريق الأدمي عن ابن عيسى. وابن أبي نصر بخلاف عنه). [المنتهى: 2/623]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ حمزة (ويقاتلون الذين) بألف وضم الياء، من القتال، وقرأ الباقون (ويقتلون) بغير ألف من القتل وفتح الياء). [التبصرة: 177]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (حمزة: {ويقاتلون الذين} (21) بالألف، مع ضم الياء، وكسر التاء، من القتال.
[التيسير في القراءات السبع: 249]
والباقون: بغير ألف، مع فتح الياء، وضم التاء، من القتل). [التيسير في القراءات السبع: 250]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(حمزة: (ويقاتلون الّذين يأمرون) بالألف مع ضم الياء وكسر التّاء، من القتال، والباقون [ويقتلون] بغير ألف مع فتح الياء وضم التّاء من القتل). [تحبير التيسير: 320]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): (و" تقاتلون " بالألف الزَّيَّات، والْأَعْمَش، وابْن مِقْسَمٍ، وأبو خالد، والأصم عن قُتَيْبَة في قول أبو الحسين، والثغري والقرشي في قول الرَّازِيّ، ونصير طريق ابن أبي نصر الآدمي عن ابن عيسى، والعصار والقصار، وابن صالح القزويني عن نصير، الباقون بغير ألف، وهو الاختيار لقوله: (وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ) ). [الكامل في القراءات العشر: 514]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([21]- {وَيَقْتُلُونَ الَّذِينَ} بألف: حمزة). [الإقناع: 2/618]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (549 - وَفي يُقْتلُونَ الثَّانِ قَالَ يُقَاتِلُو = نَ حَمْزَةُ وَهْوَ الْحَبْرُ سَادَ مُقَتِّلاَ). [الشاطبية: 44]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([549] وفي يقتلون الثان قال يقاتلوا = ن (حمزة) وهو الحبر ساد مقتلا
المقتل: المجرب للأمور المطلع عليها.
يشير إلى أن حمزة رحمه الله قد اطلع على هذا العلم وعلم أن قراءة ابن مسعود: (وقاتلوا الذين يأمرون بالقسط من الناس).
روي أن بني إسرائيل قتلوا من أول النهار ثلاثة وأربعين نبيًا في ساعة واحدة، فقام قومٌ من عُبادهم ينكرون عليهم ذلك ويأمروهم بالمعروف، فقُتلوا من آخره.
فقراءة حمزة، دالة على أهم قتلوهم بعد المقاتلة. وقراءة غيره على القتل). [فتح الوصيد: 2/769]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [549] وفي يقتلون الثان قال يقاتلو = ن حمزة وهو الحبر ساد مقتلا
ب: (الحبر) بالفتح والكسر: العالم، (ساد): من السيادة، (المقتل): المجرب للأمور المطلع عليها.
ح: (في يقتلون): ظرف (قال)، (الثان): صفته، (يقاتلون): مفعوله، (حمزة): فاعله، و (هو الحبر): جملة مستأنفة، (ساد): خبر آخر، (مقتلا): حال من فاعله.
ص: يعني: قرأ حمزة: {ويقتلون} الثاني في آل عمران، وهو {ويقتلون الذين يأمرون بالقسط من الناس} [21]، (ويقاتلون) بدله على أنه من (قاتل)، بخلاف الأول، وهو: {ويقتلون النبيين بغير حق}
[كنز المعاني: 2/98]
[21] إذ لا خلاف فيه.
والباقون: {ويقتلون} ليناسب ما قبله: {ويقتلون النبيين}.
وأثنى على حمزة بأنه العالم النحرير الذي فاق وعلا في العلم حال كونه مجربًا للأمور، مطلعًا على تقلبات الدهور، وذلك إشارة إلى شيخوخته). [كنز المعاني: 2/99]
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (547- وَفي يُقْتلُونَ الثَّانِ قَالَ يُقَاتِلُو،.. نَ حَمْزَةُ وَهْوَ الحَبْرُ سَادَ مُقَتِّلا
يعني: {وَيَقْتُلُونَ الَّذِينَ يَأْمُرُونَ بِالْقِسْطِ}.
واحترز بقوله: اثنان عن الأول وهو: {وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ حَقّ}، فلا خلاف فيه أنه من قتل، وأما الثاني فقرأه حمزة: من قاتل، ثم أثنى على حمزة بقوله: وهو الحبر؛ أي: العالم يقال: بفتح الحاء وكسرها، والمقتل والمجرب للأمور، وهو حال من فاعل ساد العائد على حمزة يشير إلى شيخوخته وخبرته بهذا العلم، يقال: رجل مقتل إذا كان قد حصلت له التجارب فتعلم وتحنك بها، والله أعلم). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/11]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (549 - وفي يقتلون الثّان قال يقاتلو ... ن حمزة وهو الحبر ساد مقتّلا
قرأ حمزة ويقاتلون الّذين بضم الياء وفتح القاف وألف بعدها وكسر التاء كما لفظ به، وهذا هو الموضع الثاني وقرأ غيره وَيَقْتُلُونَ بفتح الياء وسكون القاف وضم التاء كما لفظ به أيضا، واحترز بقوله (الثان) عن الموضع الأول وهو وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ فقد اتفق القراء السبعة على قراءته بفتح الياء وسكون القاف وضم التاء. و(الحبر) بفتح الحاء
[الوافي في شرح الشاطبية: 231]
وكسرها العالم المتمكن. و(ساد) مأخوذ من السيادة وهي العظمة. و(المقتل) المجرب للأمور، وفي هذا ثناء على الإمام حمزة بالعلم والتحقيق والتجربة للأمور حتى فاق أقرانه وساد على أترابه). [الوافي في شرح الشاطبية: 232]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (86- .... .... .... وَفُزْ يَقْتُلُوا .... = .... .... .... .... ....). [الدرة المضية: 25]
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ):(ثم قال: وفز يقتلوا أي قرأ مرموز (فا) فز وهو خلف {ويقتلون النبيين} [21] بفتح الياء وبلا ألف بعد القاف وضم التاء وعلم من الوفاق للآخرين كذلك فاتفقوا ولا خلاف لأحد من العشرة في الأول). [شرح الدرة المضيئة: 108]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: وَيَقْتُلُونَ الَّذِينَ يَأْمُرُونَ فَقَرَأَ حَمْزَةُ وَيُقَاتِلُونَ بِضَمِّ الْيَاءِ وَأَلِفٍ بَعْدَ الْقَافِ وَكَسْرِ التَّاءِ مِنَ الْقِتَالُ، وَقَرَأَ
[النشر في القراءات العشر: 2/238]
الْبَاقُونَ بِفَتْحِ الْيَاءِ، وَإِسْكَانِ الْقَافِ وَحَذْفِ الْأَلِفِ وَضَمِّ التَّاءِ مِنَ (الْقَتْلِ) ). [النشر في القراءات العشر: 2/239]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ حمزة {ويقتلون الذين يأمرون} [21] بضم الياء وألف بعد القاف وكسر التاء، والباقون بفتح الياء وإسكان القاف وحذف الألف وضم التاء). [تقريب النشر في القراءات العشر: 480]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (524 - يقاتلون الثّان فز في يقتلو = .... .... .... .... ). [طيبة النشر: 68]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (يقاتلون الثّان (ف) ز في يقتلو = تقيّة قل في تقاة (ظ)لل
يعني قوله تعالى «ويقاتلون الذين يأمرون بالقسط من الناس» احتراز عن
[شرح طيبة النشر لابن الجزري: 205]
الأول وهو قوله تعالى «ويقتلون النبيين بغير حق» فلا خلاف فيه: أي قرأ حمزة يقاتلون الذين في موضع «يقتلون الذين» من المقاتلة، والباقون يقتلون من القتل وهما متقاربان كما تقدم في نظيره). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 206]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
يقاتلون الثّان (ف) ز في يقتلو = تقيّة قل في تقاة (ظ) لل
ش: أي: قرأ ذو فاء (فز) حمزة ويقاتلون الذين يأمرون [آل عمران: 21] بفتح القاف، وكسر التاء، وألف بينهما، والباقون بسكون القاف، وضم التاء، وحذف الألف.
تتمة:
تقدم ليحكم لأبي جعفر والميت كلاهما بالبقرة.
وقرأ ذو ظاء (ظل) يعقوب أن تتقوا منهم تقية [آل عمران: 28] بفتح التاء وكسر القاف وتشديد الياء.
واستغنى [الناظم] بلفظ القراءتين في الموضعين عن قيدهما.
وجه المد: أنه من المقاتلة، والسياق دل على القتل، ويوافق وقتلوا [البقرة: 190، 244] وبعض الرسوم.
ووجه القصر: أنه من القتل، وعليها بعض الرسوم، ويوافق قراءة الحذف والتشديد.
ووجه تقية وتقية [آل عمران: 28]: أن كلا منهما مصدر، يقال: اتقى يتقي اتقاء وتقوى و(تقاة) و(تقية)، والتاء في جميع هذه الألفاظ بدل من الواو، وأصله: وقية مصدر على فعلة من الوقاية، وتقدم إمالة تقاة [آل عمران: 28] وبين بين، وإمالة عمرن [آل عمران: 35، التحريم: 12] حيث وقع لابن ذكوان). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/234] (م)

قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "وَيَقْتُلُونَ الَّذِينَ يَأْمُرُونَ بِالْقِسْط" [الآية: 21] فحمزة بضم الياء وألف بعد القاف وكسر التاء من المقاتلة والباقون بفتح الياء وإسكان القاف، فغير ألف وضم التاء من القتل). [إتحاف فضلاء البشر: 1/473]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {النبيئن} [21] قرأ نافع بالهمزة، والباقون بالياء المشددة). [غيث النفع: 466]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {ويقتلون الذين يأمرون} قرأ حمزة بضم الياء، وألف بعد القاف، وكسر التاء، من القتال، والباقون بفتح الياء، وإسكان القاف، وحذف الألف، وضم التاء، من القتل). [غيث النفع: 466]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَيَقْتُلُونَ الَّذِينَ يَأْمُرُونَ بِالْقِسْطِ مِنَ النَّاسِ فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (21)}
- وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ قراءة الجماعة «ويَقْتُلَون..» بالتخفيف من «قَتَل» الثلاثي.
- وقرأ الحسن «ويُقّتَّلون..» بالتشديد من «قَتَّل» المضعّف، وهو للتكثير والمبالغة.
- وقرئ «ويقاتلون..» بألف من «قاتل»، ذكره العكبري ولم يذكر قارئاً، ووجدتها عند الصفراوي لأبي حمدون والدوري وغيرهما عن نصير عن الكسائي.
{النَّبِييِّنَ}
- قراءة نافع بالهمز حيث وقع، وعلى أَيّ وجه جاء «النبيين».
- وقراءة الجمهور بالياء «النبيين».
[معجم القراءات: 1/466]
{وَيَقْتُلُونَ الَّذِينَ يَأْمُرُونَ بِالْقِسْطِ}
- قراءة الجماعة «ويَقْتُلُون..) من «قتل» الثلاثي.
- وقرأ حمزة «يقاتلون..» بألف من قاتل.
وذكر أبو حيان أنها قراءة جماعة من غير السبعة، ونقله عن أبي عطية.
قال الفراء: «وقد قرأ بها الكسائي دهراً..» ثم رجع، وأحسبه رآها في بعض مصاحف عبد الله: «وقَتَلوا» بغير الألف، فتركها، ورجع إلى قراءة العامة، إذا وافق الكتاب في معنى قراءة العامة».
وذكر الطبري أنها قراءة بعض المتأخرين من قراء الكوفة.
- وقرأ الأعمش وعبد الله بن مسعود «وقاتَلوا الذين» فعلاً ماضياً، وهي كذالك في مصحف عبد الله. وضُبِطت في «المحرر» بكسر التاء فعل أمر، وهو غير الصواب.
- وقرأ ابن مسعود «قَتَلوا»، وهي كذالك في بعض مصاحفه.
- وقرأ أبَيّ بن كعب «ويقتلون النبيين والذين يأمرون بالقسط» بإسقاط: «يقتلون» الثاني من النص.
[معجم القراءات: 1/467]
{يَأْمُرُونَ}
- قرأ أبو عمرو بخلاف عنه وأبو جعفر والأزرق وورش والأصبهاني ومحمد بن حبيب الشموني عن الأعشى عن أبي بكر عن عاصم «يامرون» بإبدال الهمزة ألفاً.
- وكذلك جاءت قراءة حمزة في الوقف.
{مِنَ النَّاسِ}
- تقدّمت اﻹمالة فيه.
- انظر الآيات /8 و94 و96 من سورة البقرة). [معجم القراءات: 1/468]

قوله تعالى: {أُولَئِكَ الَّذِينَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَمَا لَهُمْ مِنْ نَاصِرِينَ (22)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {أُولَٰئِكَ الَّذِينَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالآخرة وَمَا لَهُم مِّن نَّاصِرِينَ (22)}
{حَبِطَتْ}
- قراءة الجماعة «حَبِطت» بكسر الباء.
- قرأ ابن عباس وأبو السمال وأبو واقد الجراح وأبو عبد الرحمن «حَبَطتْ» وهي لغة، وهي قرأءة أبي السمال في جميع القران.
- وتقدم هذا في الآية / 217 من سورة البقرة.
{الدُّنْيَا}
تقدَّمت الإمالة فيه في الآتين: 85 و114 من سورة البقره.
{وَالآخرة}
- تقدم في الآية / 4 من سورة البقرة تحقيق الهمزة، ونقبل حركتها وحذفها، والسكت على الساكن قبلها في الوقف والوصل، وترقيق الراء، وﺇمالة الهاء وما قبلها، فانظر هذا هناك مُفَصَّلاً). [معجم القراءات: 1/468]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين

جمهرة علوم القرآن 3 صفر 1440هـ/13-10-2018م 09:07 AM

سورة آل عمران
[من الآية (23) إلى الآية (25) ]

{أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ يُدْعَوْنَ إِلَى كِتَابِ اللَّهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِنْهُمْ وَهُمْ مُعْرِضُونَ (23) ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ وَغَرَّهُمْ فِي دِينِهِمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ (24) فَكَيْفَ إِذَا جَمَعْنَاهُمْ لِيَوْمٍ لَا رَيْبَ فِيهِ وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ (25)}

قوله تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ يُدْعَوْنَ إِلَى كِتَابِ اللَّهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِنْهُمْ وَهُمْ مُعْرِضُونَ (23)}
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وتَقَدَّمَ وَلْيَحْكُمْ لِأَبِي جَعْفَرٍ فِي الْبَقَرَةِ). [النشر في القراءات العشر: 2/239]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( {ليحكم} [23] ذكر لأبي جعفر). [تقريب النشر في القراءات العشر: 480]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وتقدم بالبقرة لأبي جعفر ضم ياء "ليحكم" مع فتح الكاف، وكذا مد "لا ريب"، متوسطا لحمزة بخلفه). [إتحاف فضلاء البشر: 1/473] (م)
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م):
( {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِّنَ الْكِتَابِ يُدْعَوْنَ إِلَىٰ كِتَابِ اللَّهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ يَتَوَلَّىٰ فَرِيقٌ مِّنْهُمْ وَهُم مُّعْرِضُونَ (23)}
{لِيَحْكُمَ}
- قراءة الجماعة «لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ» مبنياً للفاعل.
- وقرأ الحسن وأبو جعفر وعاصم الجحدري «لِيَحْكُمَ بينهم» مبنياً للمفعول.
- وتقدَّم مثل هذا في الآية /213 من سورة البقرة.
{لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ}
- قرأ أبو عمرو ويعقوب بسكون الميم وﺇخفائها عند الباء، ويسمي بعضهم مثل هذا ﺇدغاماً وليس باﻹدغام، فان فّرْقّ ما بينهما ظاهر.
{يَتَوَلَّىٰ}
- أماله حمزة والكسائي وخلف.
- وبالفتح والتقليل قرأ الأزرق وورش.
- والباقون بالفتح). [معجم القراءات: 1/469]

قوله تعالى: {ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ وَغَرَّهُمْ فِي دِينِهِمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ (24)}

قوله تعالى: {فَكَيْفَ إِذَا جَمَعْنَاهُمْ لِيَوْمٍ لَا رَيْبَ فِيهِ وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ (25)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وتقدم بالبقرة لأبي جعفر ضم ياء "ليحكم" مع فتح الكاف، وكذا مد "لا ريب"، متوسطا لحمزة بخلفه). [إتحاف فضلاء البشر: 1/473] (م)
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م):
( {فَكَيْفَ إِذَا جَمَعْنَاهُمْ لِيَوْمٍ لَّا رَيْبَ فِيهِ وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ (25)}
{لَّا رَيْبَ فِيهِ}
- قراءة خلف عن حمزة بمد «لا» بخلاف عنه مَدَّاً متوسطاّ لا يبلغ حّدَّ اﻹشباع.
- وقراءة الباقين بالقصر.
[معجم القراءات: 1/469]
وتقدّمت قراءة الحسن «لا ريباٌ فيه».
- وﺇدغام الباء في الفاء تقدّم في الآية الثانية من سورة البقرة). [معجم القراءات: 1/470]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين

جمهرة علوم القرآن 3 صفر 1440هـ/13-10-2018م 10:19 AM

سورة آل عمران
[من الآية (26) إلى الآية (27) ]

{قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (26) تُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَتُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَتُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَتُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَتَرْزُقُ مَنْ تَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ (27)}

قوله تعالى: {قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (26)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاءُ وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَن تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَن تَشَاءُ ۖ بِيَدِكَ الْخَيْرُ ۖ إِنَّكَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (26)}
{قُلِ اللَّهُمَّ}
- قراءة الجماعة «قُلِ اللهمَّ» بكسر اللام لالتقاء الساكنين.
- وعند ابن جني ما يُشْعِرٌ أنه قرئ «قُلِ اللهمَّ» بفتح اللام.
{تَشَاءُ} انظر القراءة في همزة في الوقف في الآية / 213 من سورة البقرة.
{شَيْءٍ} انظر حكم الهمز في الايتين: 20 و106 من سورة البقرة). [معجم القراءات: 1/470]

قوله تعالى: {تُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَتُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَتُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَتُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَتَرْزُقُ مَنْ تَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ (27)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (7 - وَاخْتلفُوا فِي قَوْله {وَتخرج الْحَيّ من الْمَيِّت} 27 فِي التَّخْفِيف وَالتَّشْدِيد
فَقَرَأَ ابْن كثير وَعَاصِم فِي رِوَايَة أبي بكر وَأَبُو عَمْرو وَابْن عَامر {وَتخرج الْحَيّ من الْمَيِّت} مخففا وَمَا كَانَ مثله {إِلَى بلد ميت} فاطر 9 و{أَو من كَانَ مَيتا} الْأَنْعَام 122 و{الأَرْض الْميتَة} يس 33 {وَإِن يكن ميتَة} الْأَنْعَام 139 مخففا كُله
وروى حَفْص عَن عَاصِم {الْمَيِّت} مشددا فِي كل الْقُرْآن
وَقَرَأَ نَافِع وَحَمْزَة وَالْكسَائِيّ {يخرج الْحَيّ من الْمَيِّت وَيخرج الْمَيِّت من الْحَيّ} و{لبلد ميت} الْأَعْرَاف 57 و{إِلَى بلد ميت}
وَزَاد نَافِع {أَو من كَانَ مَيتا} و{الأَرْض الْميتَة} و{لحم أَخِيه مَيتا} الحجرات 12 وخفف سَائِر الْقُرْآن مِمَّا لم يمت
وخفف حَمْزَة وَالْكسَائِيّ غير هَذِه الْحُرُوف). [السبعة في القراءات: 203]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ({الميت} [27]، وفي الأنعام [95]، والأعراف [57]، ويونس [31]، والروم [19]، وفاطر [9]: مشدد وكوفي غير أبي بكر. وافق أبو بشر في يونس، والروم، وفاطر. زاد مدني {أومن كان ميتًا} [الأنعام: 122]، و{أخيه ميتًا} [الحجرات: 12]، و{الأرض الميتة} [يس: 33].
[المنتهى: 2/623]
وافق بصري غير أبوي عمرو في {أومن كان ميتًا}، وما ليس معه ذكر البلد. زاد يزيد {وإن يكن ميتةً} [الأنعام: 139]، و{أن يكون ميتةً} [الأنعام: 145]، و{بلدةً ميتًا} [الفرقان: 49]، ونحوه في جميع القرآن). [المنتهى: 2/624]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ نافع وحفص وحمزة والكسائي بتشديد كل ما في القرآن من (الميت وميتًا) غير أن نافعًا تفرد بالتشديد في ثلاثة مواضع وهي قوله عز وجل (أو من كان ميتا) و(الأرض الميتة) و(لحم أخيه ميتا) وخففهن الباقون.
وقرأ الباقون بالتخفيف في جميع ذلك حيث وقع، ولم يختلفوا في تشديد ما لم يمت نحو (إنك ميت وإنهم ميتون) و(ما هو بميت) ونحوه، ولا في تخفيف ما هو نعت لما فيه هاء التأنيث نحو (بلدة ميتا) ). [التبصرة: 177]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (نافع، وحفص، وحمزة، والكسائي: {الحي من الميت} و: {الميت من الحي} (27) و: {إلى بلد ميت} (فاطر: 9) وشبهه، إذا كان قد مات: مثقلاً.
والباقون: مخففًا). [التيسير في القراءات السبع: 250]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (نافع وحفص وحمزة والكسائيّ وأبو جعفر [وخلف] : (الحيّ من الميّت والميّت من الحيّ (وإلى بلد ميت) وشبهه إذا كان قد مات مثقلًا، وافقهم يعقوب في الميّت، والباقون مخففا). [تحبير التيسير: 320]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([27]- {الْمَيِّتِ} هنا، وفي [الأنعام: 95]، [والأعراف: 57]، [ويونس: 31]، [والروم: 19]، [وفاطر: 9] مشدد: نافع وحفص وحمزة والكسائي.
زاد نافع {أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا} في [الأنعام: 122]، و{الْأَرْضُ
[الإقناع: 2/618]
الْمَيْتَةُ} في [يس: 33]، و{لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا} في [الحجرات: 12]). [الإقناع: 2/619]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (550 - وَفي بَلَدٍ مَيْتٍ مَعَ المَيْتِ خَفَّفُوا = صَفَا نَفَرًاوَالمَيْتَةُ الْخِفُّ خُوِّلاَ
551 - وَمَيْتًا لَدَى الأَنْعَامِ وَالْحُجُرَاتِ خُذْ = وَمَا لَمْ يَمُتْ لِلْكلِّ جَاءَ مُثَقَّلاَ). [الشاطبية: 44]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([550] وفي بلدٍ ميتٍ مع الميت خففوا = (صـ)فا (نفر)ًا والميتة الخف (خـ)ولا
خُوِّلَ: أي حفظ؛ من خال الراعي يخول، إذا حفظ، فهو خايلٌ.
وأصل ميت عند البصريين: ميوت.
وقال الكوفيون: هذا لا نظير له في الصحيح. وإنما أصله: مویتٌ، مثل: طويل، ثم قلبت الواو ياء للإدغام في الياء. ويلزمهم مثل هذا في: طويل وعويل.
وقال البصريون: هو الأصل وإن لم يكن له في الصحيح نظير. وقد قالوا: قاض وقضاة، ولا يوجد مثله في الصحيح.
فعلى قولهم لما اجتمعت الياء والواو، وسبقت الأولى منهما بالسكون، قلبت الواو ياء وأدغمت الياء في الياء.
ومثله: سيد وهين، الأصل: سيود وهيون.
فالتثقيل هو الأصل، إلا أن بعض العرب يستثقل الضعيف في الياء، فيحذف العين فيقول: سيد وميت وهين.
وعليها جاءت قراءة التخفيف؛ ومنه قولهم: هينٌ لين، وقوله عليه السلام: «المؤمنون هينون لينون».
[فتح الوصيد: 2/770]
وقال الشاعر:
ليس من مات فاستراح بميتٍ = إنما الميت ميت الأحياء
وإنما بقوا الزائد وحذفوا الأصلي وهو العين، لأنهم لو بقوا العين، لوجب قلبها ألفا لتحركها وانفتاح ما قبلها. ولو فعلوا هذا، لكان إخلالًا بالكلمة بعد إخلال، وذلك ممتنع.
ونظير هذا الحذف قولهم: هارٍ وشاكٍ؛ أصله: هایرٌ وشايك، فحذفوا العين.
وأصل صيرورة وقيدودة: صيرورة وقيدودة، والحذف فيهما ملتزم لكثرة حروفهما.
و(الميتة)، عنى به قوله تعالى: {وءايةٌ لهم الأرض الميتة}.
فإن قيل: فهذا يشكل على المبتدئ بقوله: {الميتة والدم} !
قلت: ذلك مما لا خلاف فيه، وقد سبق لفظه في البقرة، فلا يقع -مع ذلك هاهنا - فيه إشكال، وإنما أراد ما ذكرته في يس.
وأيضًا فإنه قال: (وفي بلد ميت مع الميت)، فكأنه قال: {والأرض الميتة}، لأنها من جنس ذلك، وهي ثلاثة مواضع، انفرد نافع فيها بالتثقيل. هذا منها.
والموضعان هما في البيت بعده.
[فتح الوصيد: 2/771]
[551] وميتًا لدى الأنعام والحجرات (خُـ)ذْ = وما لم يمت للكل جاء مثقلا
قوله تعالى: {أو من كان ميتًا} و {لحم أخيه ميتًا}.
و(وما لم يمت)، كقوله تعالى: {إنك ميت وإنهم ميتون} و{ما هو بيمت} و{ثم إنكم بعد ذلك لميتون}.
وكذلك لا خلاف بينهم في تخفيف {الميتة والدم} و{بلدة ميتًا} ). [فتح الوصيد: 2/772]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [550] وفي بلد ميت مع الميت خففوا = صفا نفرا والميتة الخف خولا
ب: (خولا): أعطي.
ح: (في بلدٍ): مفعول (خففوا): على معنى: فعلوا التخفيف، (نفرًا): تمييز، (الميتة): مبتدأ، (الخف): مبتدأ ثانٍ، (خولا): خبره، أي: خُول الخف إياها، على حذف العائد.
ص: أي: قرأ أبو بكر وابن كثير وأبو عمرو وابن عامر بالتخفيف في: {ميت} منكرًا مجرورًا مع: {الميت} معرفًا نحو: {لبلدٍ ميتٍ} [الأعراف: 57]، و{إلى بلدٍ ميت} [فاطر: 9]، و {ومن يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي} [يونس 31]، ونحوه،
[كنز المعاني: 2/99]
والباقون بالتشديد، وهما لغتان.
فالتشديد على الأصل، وتركه استخفاف نحو: (هيِّن) و (هيْن)، و(سيِّد) و(سيْد)، واجتماعهما في قوله:
ليس من مات فاستراح بميتٍ = إنما الميت ميتُ الأحياءز
وأما قوله تعالى: {وآيةٌ لهم الأرض الميتة} في يس [33]: فغير نافع يقرأ بالتخفيف، والمعنى: أعطي التخفيف الميتة.
ولم يلتبس بقوله: {إنما حرم عليكم الميتة والدم} [البقرة: 173]، إذ لو كان فيه خلاف لذكره في البقرة، ولما علم أنه لم يرد ما في البقرة علم أنه لم يرد حرف المائدة أيضًا؛ لأنه سواء مثله، وفي ذلك التوجيه نحو تمحل.
[551] وميتًا لدى الأنعام والحجرات خذ = وما لم يمت للكل جاء مثقلا
[كنز المعاني: 2/100]
ح: (ميتًا): مفعول (خذ)، (ما لم يمت) الموصول مع الصلة: مبتدأ، (جاء): خبره، (مثقلًا): حال من فاعل (جاء)، (للكل): متعلق بها.
ص: يعني: قرأ غير نافع: {أومن كان ميتًا فأحييناه} في الأنعام [122]، و{لحم أخيه ميتًا} في الحجرات [12] بالتخفيف، ونافعٌ وحده ثقلهما.
وما اختلفوا في: {بلدةً ميتًا}، و{الميتة} أين جاء إلا ما ذكر من حرف يس.
ثم قال: (وما لم يمت)، أي: كل ما لم يحصل فيه صفة الموت فهو مشدد لكل القراء، نحو: {وما هو بميتٍ} [إبراهيم: 17]، {إنك ميتٌ وإنهم ميتون} [الزمر: 30]، {ثم إنكم بعد ذلك لميتون} [المؤمنون: 15] ). [كنز المعاني: 2/101]
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (548- وَفي بَلَدٍ مَيْتٍ مَعَ المَيْتِ خَفَّفُوا،.. "صَـ"ـفَا "نَفَرًا" وَالمَيْتَةُ الْخِفُّ خُوِّلا
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/11]
أي الخلف وقع في هذين اللفظين حيث أتيا، قال في التيسير: الحي من الميت والميت من الحي وإلى بلد ميت وشبهه إذا كان قد مات والتخفيف والتثقيل في مثل هذا لغتان، قال الشاعر فجمع بين اللغتين:
ليس من مات فاستراح بميت ... إنما المَيْت مَيِّتُ الأحياء
وقوله: صفا نفرًا: نصب نفرا على التمييز، وقد استعمل هذا اللفظ بعينه في موضعين آخرين، أحدهما في أواخر هذه السورة في:
"ومتم ومتنا ..."، فقال فيه: صفا نفر: بالرفع على الفاعلية، والموضع الآخر في سورة التوبة:
"ترجئ" همزة صفا نفر ...
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/12]
بالجر على الإضافة وقصر صفا الممدود، وقوله: والميتة الخف، والخف يقع في بعض النسخ منصوبا وفي بعضها مرفوعا، فوجه النصب أن يكون مفعولا ثانيا لقوله: خولا؛ أي: ملك هذا اللفظ الخف من قولهم: خوله الله الشيء إذا ملكه إياه، ووجه الرفع أنه مبتدأ ثانٍ والعائد إلى الأول محذوف؛ أي: الخف فيه كقوله: "السمن منوان بدرهم"؛ أي: التخفيف فيه خول؛ أي: حفظ من خال الراعي يخول فهو خائل إذا حفظ، والتشديد للتكثير ويجوز أن يكون الخف صفة الميتة؛ أي: انفرد نافع بتثقيله وأشار بقوله: خولا؛ أي: حفظ إلى أن لفظ الميتة الذي وقع فيه الخلاف معروف مشهور بين القراء، وهو الذي في سورة يس: {وَآيَةٌ لَهُمُ الْأَرْضُ الْمَيْتَةُ}.
ولا شك أن إطلاق الناظم الميتة يلبس على المبتدئ بقوله: {الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ}، في سورتي المائدة والنحل، أما الذي في البقرة فلا يلبس؛ لأنه تعداه ولم يذكره، فدل على أنه غير مختلف فيه، وقول من قال: لما لم يذكر الذي في البقرة علم أنه لا خلاف فيه ولا ما كان من نوعه غير مستقيم، فكم من ألفاظ متفقة وقع الخلاف في بعضها على ما نظم نحو: "بسطة" في البقرة بالسين اتفاقا، وفي الأعراف تقرأ بالصاد والسين، ولو كان أخر ما في يس إلى سورته لكان أولى، وليته ذكره في الأنعام كما فعل صاحب التيسير والله أعلم.
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/13]
549- وَمَيْتًا لَدَى الأَنْعَامِ وَالحُجُرَاتِ "خُذْ"،.. وَمَا لَمْ يَمُتْ لِلْكلِّ جَاءَ مُثَقَّلا
يريد قوله تعالى: {أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ}، {أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا} انفرد نافع أيضا بتثقيلهما كالميتة في يس ثم أخذ يذكر ما أجمعوا على تثقيله فقال: وما لم يمت؛ أي: ما لم يتحقق فيه بعد صفة الموت كقوله: {وَمَا هُوَ بِمَيِّتٍ}، {إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ}، {ثُمَّ إِنَّكُمْ بَعْدَ ذَلِكَ لَمَيِّتُونَ}.
وكذلك أجمعوا على تخفيف الميتة في غير يس، وذلك في البقرة والمائدة والنحل و: {إِلَّا أَنْ يَكُونَ مَيْتَةً} في الأنعام، وفيها: {وَإِنْ يَكُنْ مَيْتَةً فَهُمْ فِيهِ شُرَكَاءُ} وفي ق: {وَأَحْيَيْنَا بِهِ بَلْدَةً مَيْتًا}، ونحوه، فقول صاحب التيسير في ضبط ما وقع فيه الخلاف: إذا كان قد مات يرد عليه هذا الذي أجمع على تخفيفه، والناظم أخذ مفهوم عبارة صاحب التيسير فقال:
وما لم يمت للكل جاء مثقلا
ولم يتعرض لما أجمعوا على تخفيفه وتعرض له مكي فقال: لم يختلفوا في تشديد ما لم يمت، ولا في تخفيف ما هو نعت لما فيه هاء التأنيث نحو: {بَلْدَةً مَيْتًا}، فقد بان أن ما أجمع عليه منه ما ثقل ومنه ما خفف، وقلت بدل هذا البيت بيتا نبهت فيه على ذلك، وبينت ما وقع فيه الخلاف من الميتة وهو بعد قوله:
....... والميتة الخف خولا
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/14]
بياسين في الأنعام ميتا خذوا وفو،.. ق ق وباقي الباب خف وثقلا
أي هذه مواضع الخلاف قد نص عليها وما عدا ذلك مجمع عليه لكن بعضه وقع الاتفاق على تحقيقه وبعضه على تشديده والله أعلم.
ووقع في كتاب السبعة لابن مجاهد تخفيف سائر القرآن مما لم يمت زاد في نسخة كقوله: وإن يكن ميتة وبلدة ميتًا ونحوه). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/15]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (550 - وفي بلد ميت مع الميت خفّفوا ... صفا نفرا والميتة الخفّ خوّلا
551 - وميتا لدى الأنعام والحجرات خذ ... وما لم يمت للكلّ جاء مثقّلا
قرأ شعبة وابن كثير وأبو عمرو وابن عامر بتخفيف الياء بمعني إسكانها في لفظ مَيِّتٍ* المنكر وهو في موضعين: سُقْناهُ لِبَلَدٍ مَيِّتٍ بالأعراف، فَسُقْناهُ إِلى بَلَدٍ مَيِّتٍ بفاطر. وفي لفظ الميت المصاحب للام التعريف حيث وقع نحو: يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ*. وقرا الباقون وهم نافع وحفص وحمزة والكسائي بتشديد الياء وكسرها في كل ما ذكر، وقرأ السبعة إلا نافعا بتخفيف الياء في لفظ الميتة في سورة يس في قوله تعالى: وَآيَةٌ لَهُمُ الْأَرْضُ الْمَيْتَةُ. وقرأ نافع بالتشديد. وكان ينبغي للناظم أن يقيد هذا الموضع بسورته حتى لا يلتبس بغيره. وقرأ السبعة إلا نافعا أيضا بتخفيف الياء في: أَوَمَنْ كانَ مَيْتاً بالأنعام، أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً بالحجرات. وقرأ نافع بالتشديد في الموضعين. وقوله: (وما لم يمت للكل جاء مثقلا)، معناه: أن ما لم تتحقق فيه صفة الموت فهو مقروء بالتشديد لجميع القراء، نحو: وَما هُوَ بِمَيِّتٍ، إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ، ثُمَّ إِنَّكُمْ بَعْدَ ذلِكَ لَمَيِّتُونَ، أَفَما نَحْنُ بِمَيِّتِينَ. وكما أجمع السبعة على تشديد ما لم تتحقق فيه صفة الموت أجمعوا على التخفيف في: إِنَّما حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ* في البقرة والنحل، حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ بالمائدة، وَإِنْ يَكُنْ مَيْتَةً، إِلَّا أَنْ يَكُونَ مَيْتَةً بالأنعام، لِنُحْيِيَ بِهِ بَلْدَةً مَيْتاً بالفرقان، فَأَنْشَرْنا بِهِ بَلْدَةً مَيْتاً بالزخرف، وَأَحْيَيْنا بِهِ بَلْدَةً مَيْتاً في سورة ق). [الوافي في شرح الشاطبية: 232]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ اخْتِلَافُهُمْ فِي تَشْدِيدِ الْيَاءِ مِنَ الْمَيِّتِ فِيهِمَا عِنْدَ إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ مِنَ الْبَقَرَةِ). [النشر في القراءات العشر: 2/239]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( {الميت} [27] ذكر في البقرة عند {الميتة} [173] ). [تقريب النشر في القراءات العشر: 480]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ "الميت" في الموضعين هنا وحيث جاء وهو سبعة بتشديد الياء مكسورة نافع وحفص وحمزة والكسائي وأبو جعفر ويعقوب وخلف، والباقون بالتخفيف). [إتحاف فضلاء البشر: 1/473]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {وتخرج الحي من الميت وتخرج الميت من الحي} [27] قرأ نافع والأخوان وحفص {الميت} معًا بتشديد الياء مكسورة، والباقون بياء مخففة ساكنة). [غيث النفع: 466]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {تُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَتُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ ۖ وَتُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَتُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ ۖ وَتَرْزُقُ مَن تَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ (27)}
{فِي النَّهَارِ} تقدّمت اﻹمالة فيه في الآية / 274 من سورة البقرة.
{الْمَيِّتِ... الْمَيِّتَ} قرأ حفص عن عاصم ونافع وحمزة والكسائي وسهل وأبو جعفر ويعقوب وخلف والأعمش «الميِّت» بتشديد الياء.
- وقرأ أبو بكر عن عاصم وابن كثير وأبو عمرو وابن عامر وابن محصين واليزيدي والحين «الميْت» بالتخفيف.
- ولا فرق بينهم في الاستعمال قال أبو حيان: «ومن زعم أن المخفف لما قد مات، والمشدّد لما قد مات، ولِمَا لم يَمُت، فيحتاج إلى دليل».
[معجم القراءات: 1/470]
وقال الطبري: «وأوْلَى القراءتين بالصواب قراءة من شدد الياء من الميت»
وذكر الخلاف ابن الجزري ثم قال: «واتفقوا على تشديد ما لم يمت نحو: «وما هو بميّت»، «وإنك ميت وإنهم ميتون»: لأنه لم يتحقق فيه صفة الموت بعدُ، بخلاف غيره»
{تَشَاءُ}
- تقدَّم حكم الوقف على أخره في الآية /213 من سورة البقرة). [معجم القراءات: 1/471]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين

جمهرة علوم القرآن 3 صفر 1440هـ/13-10-2018م 10:22 AM

سورة آل عمران
[من الآية (28) إلى الآية (30) ]

{لَا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ فِي شَيْءٍ إِلَّا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ (28) قُلْ إِنْ تُخْفُوا مَا فِي صُدُورِكُمْ أَوْ تُبْدُوهُ يَعْلَمْهُ اللَّهُ وَيَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (29) يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ (30)}

قوله تعالى: {لَا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ فِي شَيْءٍ إِلَّا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ (28)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (8 - وَاخْتلفُوا فِي إمالة الْقَاف من قَوْله {تقاة} 28
فأمال الْكسَائي الْقَاف فِي الْمَوْضِعَيْنِ جَمِيعًا
وأمال حَمْزَة {مِنْهُم تقاة} إشماما من غير مُبَالغَة
وَلم يمل حَمْزَة {حق تُقَاته} آل عمرَان 102
وَفتح الْبَاقُونَ الْقَاف فِي الْمَوْضِعَيْنِ
غير أَن نَافِعًا كَانَت قِرَاءَته بَين الْفَتْح وَالْكَسْر). [السبعة في القراءات: 204]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ({منهم تقية} يعقوب وسهل). [الغاية في القراءات العشر: 210]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ({تقيةً} [28]: بوزن «بقية» بصري غير أبوي عمرو، والمفضل. ممال خلف، وهما غير علي وابن سعدان، زاد علي، والعبسي {حق تقاته} [102]). [المنتهى: 2/625]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (لَا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ) برفع الذال على النفي الأصمعي عن نافع، الباقون بكسر الذال وهو الاختيار اتباعًا للجماعة، ولأن النهي أولى.
" تقية " على وزن بقية ابن أبي عبلة، والمفضل، وعبيد بن نعيم عن أبي بكر عن عَاصِم، وعمر بن ميسرة عن الكسائي، وابن صبيح، وابْن مِقْسَمٍ، وبصري غير أَبِي عَمْرٍو، والزَّعْفَرَانِيّ الباقون (تُقَاةً)، وهو الاختيار لقوله: (حَقَّ تُقَاتِهِ) ). [الكامل في القراءات العشر: 514]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (86- .... .... .... .... تَقِيْـ = يَةً مَعْ وَضَعْتُ حُمْ .... ....). [الدرة المضية: 25] (م)
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ): (ثم قال: تقية مع وضعت حم أي قرأ مرموز (حا) حم وهو يعقوب (تقية) كما لفظ به بفتح التاء وكسر القاف وياء مشددة وعلم من انفراده للآخرين {تقاة} [28] وقرأ أيضًا {بما وضعت} [36] بإسكان العين وضمتاء المتكلم كما نطق به على أنه قول أم مريم). [شرح الدرة المضيئة: 108] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي تُقَاةً فَقَرَأَ يَعْقُوبُ تَقِيَّةً بِفَتْحِ الْتَاءِ وَكَسْرِ الْقَافِ وَتَشْدِيدِ الْيَاءِ مَفْتُوحَةً بَعْدَهَا، وَعَلَى هَذِهِ الصُّورَةِ رُسِمَتْ فِي جَمِيعِ الْمَصَاحِفِ. وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِضَمِّ التَّاءِ وَأَلِفٍ بَعْدَ الْقَافِ فِي اللَّفْظِ). [النشر في القراءات العشر: 2/239]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ اخْتِلَافُهُمْ فِي الْإِمَالَةِ وَبَيْنَ بَيْنَ فِي بَابِ الْإِمَالَةِ، وَكَذَلِكَ فِي اخْتِلَافِهِمْ عَنِ ابْنِ ذَكْوَانَ فِي إِمَالَةِ عِمْرَانَ حَيْثُ وَقَعَ). [النشر في القراءات العشر: 2/239] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ يعقوب {منهم تقاة} [28] بفتح التاء وكسر القاف وتشديد الياء بعدها، والباقون بضم التاء وألف بعد القاف، وهم في إمالتها على أصلوهم). [تقريب النشر في القراءات العشر: 480]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (524- .... .... .... .... .... = تقيّةً قل في تقاةً ظلل). [طيبة النشر: 68]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (قوله: (تقية) أي قرأ تقية بفتح التاء وكسر القاف وياء مشددة يعقوب، ليزيل الإشكال ويقرب التناول بالاختصار وكلاهما مصدران من مصادر اتقي يتقي تقى وتقوى وتقاة وتقية). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 206]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
يقاتلون الثّان (ف) ز في يقتلو = تقيّة قل في تقاة (ظ) لل
ش: أي: قرأ ذو فاء (فز) حمزة ويقاتلون الذين يأمرون [آل عمران: 21] بفتح القاف، وكسر التاء، وألف بينهما، والباقون بسكون القاف، وضم التاء، وحذف الألف.
تتمة:
تقدم ليحكم لأبي جعفر والميت كلاهما بالبقرة.
وقرأ ذو ظاء (ظل) يعقوب أن تتقوا منهم تقية [آل عمران: 28] بفتح التاء وكسر القاف وتشديد الياء.
واستغنى [الناظم] بلفظ القراءتين في الموضعين عن قيدهما.
وجه المد: أنه من المقاتلة، والسياق دل على القتل، ويوافق وقتلوا [البقرة: 190، 244] وبعض الرسوم.
ووجه القصر: أنه من القتل، وعليها بعض الرسوم، ويوافق قراءة الحذف والتشديد.
ووجه تقية وتقية [آل عمران: 28]: أن كلا منهما مصدر، يقال: اتقى يتقي اتقاء وتقوى و(تقاة) و(تقية)، والتاء في جميع هذه الألفاظ بدل من الواو، وأصله: وقية مصدر على فعلة من الوقاية، وتقدم إمالة تقاة [آل عمران: 28] وبين بين، وإمالة عمرن [آل عمران: 35، التحريم: 12] حيث وقع لابن ذكوان). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/234] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(قلت: يعقوب (منهم تقية) بفتح التّاء وكسر القاف وياء مشدّدة مفتوحة بعدها،
[تحبير التيسير: 320]
والباقون بضم التّاء وفتح القاف وألف بعدها وهو على أصولهم في الإمالة وبين بين والله الموفق). [تحبير التيسير: 321]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأمال "الكافرين" أبو عمرو وابن ذكوان بخلفه والدوري عن الكسائي ورويس، وقلله الأزرق). [إتحاف فضلاء البشر: 1/473]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وأدغم" أبو الحارث عن الكسائي "يفعل ذلك" وأظهره الباقون). [إتحاف فضلاء البشر: 1/473]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف "في تقاه" [الآية: 28] فيعقوب "تقية" بفتح التاء وكسر القاف وتشديد الياء مفتوحة على وزن مطية، وكذا رسمت في كل المصاحف وافقه الحسن والباقون تقاة كرعاة وكلاهما مصدر، يقال اتقى يتقي اتقاء، وتقوى وتقاة وتقية، وتاؤها عن واو وأصله وقاة مصدر على فعلة من الوقاية "وأماله" حمزة والكسائي وخلف؛ لأن ألفه منقلبة عن ياء كما ذكر من أن أصله وقية، وللأزرق فيه الفتح والتقليل). [إتحاف فضلاء البشر: 1/474]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وعن ابن محيصن "ويحذركم" معابا بالإسكان وبالاختلاس). [إتحاف فضلاء البشر: 1/474]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {لَّا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ ۖ وَمَن يَفْعَلْ ذَٰلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ فِي شَيْءٍ إِلَّا أَن تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً ۗ وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ ۗ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ (28)}
{لَّا يَتَّخِذِ}
- قراءة الجمهور «لا يتخذْ» بالجزم على النهي، وحٌرك بالكسر للساكنين.
- وقرأ الضبّي «لا يَتخذٌ» برفع الذال، وعلى النفي، والمراد به النهي، وأجاز الكسائي فيه الرفع.
{الْمُؤْمِنُونَ.. الْمُؤْمِنِينَ} تقدمت القراءة بإبدال الهمزة الساكنة واواً «المومنون» «المومنين» وانظر الآية /223 من سورة البقرة.
{الْكَافِرِينَ} قرأه باﻹمالة أبو عمرو والكسائي من طريق الدوري وابن ذكوان من طريق الصوري، ورويس عن يعقوب واليزيدي.
- وبالتقليل الأزرق وورش.
[معجم القراءات: 1/471]
- والباقون بالفتح، وهي رواية الأخفش عن ابن ذكوان.
- وانظر الآيات: 19، 34، 89، من سورة البقرة.
{وَمَن يَفْعَلْ ذَٰلِكَ}
أدغم أبو الحارث عن الكسائي اللام في الذال.
قال الصميري: « تفرَّد الكسائي بإدغام اللام في الذال في هذا الحرف أين وقع في القران».
- وقراءة الجماعة باﻹظهار، وهي رواية غير أبي الحارث عن الكسائي، وانظر الآية / 231 من سورة البقرة.
{فِي شَيْءٍ}
انظر حكم الهمز في الآيتين: 20 و106 من سورة البقرة، والآية /5 من سورة آل عمران.
{تُقَاةً}
قرأ الجمهور «تقاٌه» بالتفخيم، وهي عند الطبري القراءة الصحيحة بالنقل المستفيض الذي يمنع الخطأ.
- وقرأ الكسائي وحمزة خلف باﻹمالة ورش والأزرق ونافع وحمزة، وهو ما يسمي بالتقليل.
- وقرأ الباقون بالفتح، وهي قراءة ورش والأزرق أيضاً.
[معجم القراءات: 1/472]
- وقرأ يعقوب والحسن وابن عباس ومجاهد وأبو رجاء وقتادة وأبو زيد والضحاك وأبو حيوة وسهل وحميد بن قيس وجابر بن زيد والمفضل عن عاصم «تَقِيَّة» على وزن مَطِيَّة، وكذا رٌسِمَت في المصاحف، وهو مصدر بمعني «تقاة».
{وَيُحَذِّرُكُمُ}
- قراءة الجماعة »وَيُحَذِّرُكُمُ» بضم الراء.
- وقرأ ابن محيصن »وَيُحَذِّرُكُمُ» بإسكان الراء.
- ورٌوي عنه أنه قرأ باختلاس الحركة، أي بكسر الراء، ولكنه الكسر الخفيف الذي لا تكاد الأذن تدرك صوته، ولفظ الاختلاس يعطيك قَدْرّه.
- ورَفَّق الأزرق وورش الراء بخلاف عنهما). [معجم القراءات: 1/473]

قوله تعالى: {قُلْ إِنْ تُخْفُوا مَا فِي صُدُورِكُمْ أَوْ تُبْدُوهُ يَعْلَمْهُ اللَّهُ وَيَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (29)}
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (وَيَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ) نصب نعيم بن ميسرة عن أَبِي عَمْرٍو، الباقون برفع الميم، وهو
[الكامل في القراءات العشر: 514]
الاختيار على الاستئناف لأنه أولى من الصرف). [الكامل في القراءات العشر: 515]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {قُلْ إِن تُخْفُوا مَا فِي صُدُورِكُمْ أَوْ تُبْدُوهُ يَعْلَمْهُ اللَّهُ ۗ وَيَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ۗ وَاللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (29)}
{تُبْدُوهُ}
- قرأ ابن كثير في الوصل «تبدوهو» بوصل الهاء بواو.
- وقراءة الجماعة بهاء مضمومة «تبدوهٌ»
{وَيَعْلَمُ مَا}
- أدغم أبو عمرو ويعقوب الميم في الميم.
{شَيْءٍ}
- انظر الآية السابقة). [معجم القراءات: 1/473]

قوله تعالى: {يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ (30)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (ويوقف على "من سوء" لحمزة وهشام بخلفه بالنقل، وحكى الإدغام أيضا، ويجوز مع كل الإشارة بالروم فهي أربعة). [إتحاف فضلاء البشر: 1/474]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ "رؤوف" [الآية: 30] بقصر الهمزة بلا واو أبو بكر وحمزة والكسائي وخلف ويعقوب والباقون بالمد كعطوف، وتسهيل همزة عن أبي جعفر من رواية ابن وردان، انفرد به الحنبلي فلا يقرأ به كما مر بالبقرة كسائر الهمزات المضمومات بعد فتح، نحو: يطؤن وحمزة في الوقف على أصله بين بين، وحكى إبدالها واوا على الرسم ولا يصح). [إتحاف فضلاء البشر: 1/474]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {سوء} [30] فيه إذا وقف عليه لحمزة وهشام أربعة أوجه، كــ {شيء} [29] المجرور حرفًا بحرف، ولا يصح الوقف عليه إلا عند من جعل الواو من {وما} للعطف على الأولى، و(ما) موصولة بمعنى الذي، ومن جعلها للشرط أو مبتدأ فالوقف عنده على {بعيدًا} ). [غيث النفع: 466]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {رءوف} قرأ البصري وشعبة والأخوان بالقصر، والباقون بإثبات واو بعد الهمزة، وورش على أصله في المد والتوسط والقصر). [غيث النفع: 466]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُّحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِن سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا ۗ وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ ۗ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ (30)}
{مِنْ خَيْرٍ} أخفى أبو جعفر النون في الخاء مع الغُنّة.
- وقراءة غيره بإظهار النون.
{مُّحْضَرًا} قرأ الجمهور «مُحْضَراً» بفتح الضاد، اسم مفعول.
- وقرأ عبيد بن عمير «مُحْضِراً» بكسر الضاد، أي محضِراً الجنَّة، أو مٌسرعاً، من قولهم: أَحْضَرَ الفرسُ: ﺇذا جَرَي وأَسْرَعَ.
{مِن سُوءٍ}
لحمزة وهشام في الوقف ما يلي:
1- نقل حركة الهمزة إلى الواو، ثم حذف الهمزة ليخف اللفظ، ولهما فيه الرَّوْم أيضاً.
2- ﺇبدال الهمزة واواً وﺇدغامها في الواو، ومع هذا اﻹدغام لهما الرَّوْم أيضاً.
{تَوَدُّ} قراءة الجماعة «تَوَدُّ» مضارع «وَدَّ».
- وقرأ ابن مسعود وابن أبي عبلة «وَدَّت».
{وَيُحَذِّرُكُمُ} - تقدَّم فيه القراءة في الآية /28 قبل قليل.
{رَءُوفٌ} - قرأ أبو بكر عن عاصم وحمزة والكسائي وأبو عمرو وخلف ويعقوب واليزيدي والمطوع «رَؤٌفٌ» بقصر الهمزة.
[معجم القراءات: 1/474]
- وقرأ ابن كثير ونافع وحفص عن عاصم وابن عامر والبرجمي «رَؤٌوف» بالمدِّ.
- وقرأ بتسهيل الهمزة أبو جعفر وابن وردان.
- وقرأ حمزة في الوقف على أصله بَيْنَ بَيْنَ، وحكي أنه أبدلها واواً على الرسم.
- وتقدَّمت هذه القراءات في الآية /143 من سورة البقرة). [معجم القراءات: 1/475]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين

جمهرة علوم القرآن 3 صفر 1440هـ/13-10-2018م 10:23 AM

سورة آل عمران
[من الآية (31) إلى الآية (32) ]

{قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (31) قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ (32)}

قوله تعالى: {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (31)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وسبق" قريبا "ويغفر لكم" وإمالة "الكافرين"). [إتحاف فضلاء البشر: 1/474] (م)
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م):
( {قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ۗ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (31)}
{تُحِبُّونَ اللَّهَ} قراءة الجمهور «تُحِبُّون» بضم التاء من «أَحَبَّ».
- وقرأ أبو رجاء العطاردي «تَحِبُّون» بفتح التاء من «حَبَّ» الثلاثي. والأكثر «تٌحِبون» بالضم،لأن حببت قليلة في اللغة، وزعم الكسائي أنها لغة قد ماتت فيما يحسب.
{فَاتَّبِعُونِي} قراءة الجماعة «فاتَّبِعونٌي» خفيف النون، وهي نون الوقاية.
- وقرأ الزهري «فاتَّبِعونٌي» بشد النون.
- ألحق فعل الأمر نون التوكيد، وأدغمها في نون الوقاية، ولم يحذف الواو.
- وذكر القرطبي أن أبا رجاء العطاردي قرأ «فاتّبَعُوني» بفتح الباء، فعلاً ماضياً.
{يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ} قراءة الجمعة «يُحْببْكٌم» بضم الباء من «أَحَبَّ» وهي لغة قيس.
[معجم القراءات: 1/475]
- وقرأ أبو رجاء العطاردي «يُحْببْكٌم» من «أَحَبَّ» الثلاثي، والفتح: لغة تميم وأسد وقيس.
- وقرأ أبو رجاء أيضاً «يَحِبَّكم» باﻹدغام وفتح الياء.
{وَيَغْفِرْ لَكُمْ}
- قرأ أبو عمرو من رواية السوسي بإدغام الراء في اللام، واختلف عنه من رواية الدوري، ووافقه ابن محصين واليزيدي.
- وهذا اﻹدغام عند الزجاج خطأ فاحش، قال: ولا أعلم أحداً قرأ به غير أبي عمرو بن العلاء، وأحسب الذين رووا عن أبي عمرو ﺇدغام الراء في اللام غالطين.
- وهو خطا في العربية، لأن اللام تدغم في الراء، والنون تدغم في الراء نحو قولك:هل رأيت، ومن رأيت، ولا تدغم الراء في اللام ﺇذا قلت: مُرْ لي بشيء؛ لأن الراء حرف مكرر، فلو أدغمت في اللام ذهب التكرير، وهذا ﺇجماع النحويين الموثوق بعلمهم».
- قال أبو حيان: «وذكر ابن عطية عن الزجاج أن ذلك خطأ وغلط
[معجم القراءات: 1/476]
- ممن رواها عن أبي عمرو، وتقدم لنا الكلام على ذلك، وذكرنا أن رؤساء الكوفة: أبا جعفر الرؤاسي والكسائي والفرّاء رّوّوا ذلك عن العرب، ورأسان من البصريين وهما أبو عمرو ويعقوب قرأا بذلك، ورَوَيَاه، فلا التفات لمن خالف ذلك».
- وقال النحاس: «وروى محبوب عن أبي عمرو بن العلاء أنه أدغم الراء من «يغفر» في اللام من «لكم».
- قال أبو جعفر: لا يُجيز الخليل وسيبويه ﺇدغام الراء في اللام لئلا يذهب التكرير، وأبو عمرو أَجَلُّ من أن يغلط في مثل هذا، ولعله كان يٌخْفي الحركة كما يفعل في أشياء كثيرة».
- وتقدّم بيان أكثر تفصيلاً ومناقشة في الآية /284 من سورة البقرة). [معجم القراءات: 1/477]

قوله تعالى: {قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ (32)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وسبق" قريبا "ويغفر لكم" وإمالة "الكافرين"). [إتحاف فضلاء البشر: 1/474] (م)
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م):
( {قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ ۖ فَإِن تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ (32)}
{تَوَلَّوْا}
- قراءة الجماعة «تَوَلَّوا» بفتح التاء واللام من «تَوَلَّى» فهو فعل ماضٍ، ويحتمل أن يكون مصارعاً حذفت منه التاء وأصله تَتَوَلّوا.
- وقرأ عيس بن عمر «تٌوَلُّوا» بضم التاء واللام، وأصله: تٌوَلًّون، فهو فعل مضارع من «وَلَّى» حذفت منه النون للجزم.
{الْكَافِرِينَ }
- تقدَّمت اﻹمالة فيه في الآية /28 من هذه السورة). [معجم القراءات: 1/477]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين

جمهرة علوم القرآن 3 صفر 1440هـ/13-10-2018م 10:25 AM

سورة آل عمران
[من الآية (33) إلى الآية (37) ]

{إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آَدَمَ وَنُوحًا وَآَلَ إِبْرَاهِيمَ وَآَلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ (33) ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (34) إِذْ قَالَتِ امْرَأَةُ عِمْرَانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا فَتَقَبَّلْ مِنِّي إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (35) فَلَمَّا وَضَعَتْهَا قَالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنْثَى وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثَى وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ (36) فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنْبَتَهَا نَبَاتًا حَسَنًا وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِنْدَهَا رِزْقًا قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هَذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ (37)}

قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آَدَمَ وَنُوحًا وَآَلَ إِبْرَاهِيمَ وَآَلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ (33)}
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ({عمران} [33، 35، التحريم: 12]، حيث وقع: ممال: ورش طريق ابن عيسى، والأخفش طريق الصغير. بين اللفظين أبو عدي). [المنتهى: 2/625] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ اخْتِلَافُهُمْ فِي الْإِمَالَةِ وَبَيْنَ بَيْنَ فِي بَابِ الْإِمَالَةِ، وَكَذَلِكَ فِي اخْتِلَافِهِمْ عَنِ ابْنِ ذَكْوَانَ فِي إِمَالَةِ عِمْرَانَ حَيْثُ وَقَعَ). [النشر في القراءات العشر: 2/239] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وسبق إمالة "اصطفى" وإمالة "عمران" حيث جاء لابن ذكوان من طريق هبة الله عن الأخفش، وفتحه من طريق غيره كالباقين "وفخم" راءه الأزرق كغبرة لكونه أعجميا كما تقدم). [إتحاف فضلاء البشر: 1/474]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ):
( {إن الله اصطفى ءادم ونوحا}
{عمران} [33] لا خلاف عن ورش في تفخيم رائه لأنه أعجمي). [غيث النفع: 468]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَىٰ آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ (33)}
{اصْطَفَىٰ}
- أماله حمزة والكسائي وخلف.
- والأزرق وورش بالفتح والتقليل.
- والباقون على الفتح.
{وَآلَ عِمْرَانَ}
- قراءة الجماعة «واَلَ عمران».
- وقرأ عبد الله بن مسعود «واَلَ محمد».
{ عِمْرَانَ}
- قرأه باﻹمالة ابن ذكوان من طريق هبة الله عن الأخفش.
- وروي سائر أهل الأداء عن ابن ذكوان الفتح.
- والوجهان صحيحان عن ابن ذكوان في النشر واﻹتحاف.
- وقرأ الأزرق وورش بتفخيم الراء فيه هنا كالجماعة لكونه أعجمياً). [معجم القراءات: 1/478]

قوله تعالى: {ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (34)}
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (ذُرِّيَّةً) بفتح الذال الْعُمَرِيّ في قول الملنجي، وفي قول الآخرين في سبحان فقط، الباقون بالرفع، وهو الاختيار اتباعًا للجماعة، ولأنه أشهر ورفع التاء الشيزري عن أبي جعفر، الباقون بالنصب، وهو الاختيار على البدل.
(بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ) نصب ابن أبي عبلة، الباقون بالرفع، وهو الاختيار على المبتدأ). [الكامل في القراءات العشر: 515]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وعن المطوعي كسر ذال "ذرية" ). [إتحاف فضلاء البشر: 1/474]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِن بَعْضٍ ۗ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (34)}
{ذُرِّيَّةً}
- قراءة الجمهور «ذُرِّيَّةً» بضم الذال.
- وقرأ زيد بن ثابت والضحاك والمطوّعي «ذُرِّيَّةً» بكسر الذال.
- وقرأ زيد بن ثابت أيضاً «ذُرِّيَّةً» بفتحها.
- وذكر ابن خالويه أن بعضهم قرأ «ذَرِيَّةٌ» بفتح الذال وتخفيف الراء.
[معجم القراءات: 1/478]
- وجاء مثل هذا القراءة في المصباح عن أبان بن عثمان قال: علة وزن «كريمة»
- وتقدّم مثل هذه القراءات في الآية /124 من سورة البقرة). [معجم القراءات: 1/479]

قوله تعالى: {إِذْ قَالَتِ امْرَأَةُ عِمْرَانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا فَتَقَبَّلْ مِنِّي إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (35)}
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ({عمران} [33، 35، التحريم: 12]، حيث وقع: ممال: ورش طريق ابن عيسى، والأخفش طريق الصغير. بين اللفظين أبو عدي). [المنتهى: 2/625] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( {عمران} [35]، و{المحراب} [37] ذكرا لابن ذكوان). [تقريب النشر في القراءات العشر: 480] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (ووقف على "امرأت" بالهاء ابن كثير). [إتحاف فضلاء البشر: 1/475]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {امرأت عمران} [35] رسمت بالتاء، وكل ما في كتاب الله جل ذكره من لفظ {امرأت} فبالهاء، إلا سبع مواضع، هذا الأول.
والثاني والثالث بيوسف {امرأت العزيز تراود} [30] {امرأت العزيز الآن} [51].
والرابع بالقصص {امرأت فرعون} [9].
الخامس والسادس والسابع بالتحريم {امرأت نوح وامرأت لوط} [10] و{امرأت فرعون} [11].
فلو وقف عليها فالمكي والنحويان يقفون بالهاء، والباقون بالتاء). [غيث النفع: 468]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {مني إنك} [35] قرأ نافع وبصري بفتح الياء، والباقون بالإسكان، ومن سكن صار عنده من باب المنفصل، وهم فيه على ما تقدم). [غيث النفع: 468]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {إِذْ قَالَتِ امْرَأَتُ عِمْرَانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا فَتَقَبَّلْ مِنِّي ۖ إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (35)}
{امْرَأَتُ}
- رسمت في المصحف التاء.
- وقد وقف ابن كثير وأبو عمرو والكسائي ويعقوب والحسن واليزيدي وابن محيصن بالهاء «امرأَهْ» وهو خلاف الرسم، وهي لغة قريش.
- وقرأ نافع وأبو جعفر وابن عامر وحمزة وعاصم «امرأتْ» بالتاء، وهو موافق لرسم المصحف، وهي لغة للعرب.
- وﺇذا وقف حمزة سهل الهمزة.
{ عِمْرَانَ}
تقدم في الآية /33 من هذه السورة اﻹمالة وتفخيم الراء.
تقدّمت قراءة ابن محيصن «رّبُّ» بضم الباء فيه حيث جاء، وانظر الآية/ 26 من سورة البقرة.
{مِنِّي ۖ إِنَّكَ}
- قرأ نافع وأبو جعفر وأبو عمرو واليزيدي «مِنّيَ ﺇنك» بفتح الياء.
- وقرأ أبو بكر وحفص عن عاصم وحمزة والكسائي وابن عامر وابن كثير ويعقوب «مني ﺇنك» بسكون الياء). [معجم القراءات: 1/479]

قوله تعالى: {فَلَمَّا وَضَعَتْهَا قَالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنْثَى وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثَى وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ (36)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (9 - وَاخْتلفُوا فِي ضم التَّاء وتسكين الْعين وَفتح الْعين وتسكين التَّاء من قَوْله {وضعت} 36
فَقَرَأَ ابْن كثير وَنَافِع وَأَبُو عَمْرو وَحَمْزَة وَالْكسَائِيّ {بِمَا وضعت} بتسكين التَّاء
وَقَرَأَ عَاصِم فِي رِوَايَة أبي بكر وَابْن عَامر {بِمَا وضعت} بِضَم التَّاء وَإِسْكَان الْعين
وروى حَفْص عَن عَاصِم والمفضل عَن عَاصِم {بِمَا وضعت} بالإسكان). [السبعة في القراءات: 204]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ({بما وضعت} بضم التاء شامي ويعقوب وأبو بكر). [الغاية في القراءات العشر: 210]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ({بما وضعت} [36]: بضم التاء دمشقي، وأبو بكر، ويعقوب). [المنتهى: 2/626]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ أبو بكر وابن عامر (بما وضعت) بإسكان العين وضم التاء، وقرأ الباقون بفتح العين وإسكان التاء). [التبصرة: 178]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (أبو بكر، وابن عامر: {بما وضعت} (36) بإسكان العين، وضم التاء.
والباقون: بفتح العين، وإسكان التاء). [التيسير في القراءات السبع: 250]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(أبو بكر وابن عامر ويعقوب: (بما وضعت) بإسكان العين وضم التّاء، والباقون بفتح العين وإسكان التّاء). [تحبير التيسير: 321]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (وَضَعْتُ) بضم التاء وإسكان العين الزَّعْفَرَانِيّ، والحسن، وطَلْحَة، والهمداني، ويَعْقُوب، ودمشقي، وعَاصِم غير حفص، والثغري في قول الرَّازِيّ، الباقون بفتح العين وإسكان التاء، وهو الاختيار؛ لأنها لما قالت: وضعتها أنثى ثم دعت لها فالأولى أن يجاب بقوله: (وَضَعَتْ) ). [الكامل في القراءات العشر: 515]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([36]- {بِمَا وَضَعَتْ} بضم التاء: ابن عامر وأبو بكر). [الإقناع: 2/619]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (552 - وَكَفَّلَهاَ الْكُوفِي ثَقِيلاً وَسَكَّنُوا = وَضَعْتُ وَضَمُّوا سَاكِناً صَحَّ كُفِّلاَ). [الشاطبية: 44] (م)
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([552] وكفلها (الكوفي) ثقيلًا وسكنوا = وضعت وضموا ساكنًا (صـ)ح (كـ)فلا
معنى (وكفلها)، أي و كفلها الله زكرياء؛ فيكون على ما قبله، أي تقبلها وأثبتها وكفلها.
وتكفيله إياه إياها، بإخراج قلمه دون أقلام المستهمين على كفالتها.
وفي التخفيف، إسناد الفعل إلى زكرياء، لأن الله سبحانه لما كفله كفلها.
وهما في المعنى متقاربتان.
وقوله: (وسكنوا وضعت)، يعني تسكين العين.
[فتح الوصيد: 2/772]
(وضموا ساكنًا)، يريد سكون التاء.
و(كفلا)، جمع كافل.
والكلام كله مسوق في هذه القراءة على نمط واحد: رب إني وضعتها أنثى، وأنت أعلم بما وضعتُ. وليس الذكر كالأنثى وإني سميتها مريم.
وقد قال قوم بأن تلك القراءة أصح في المعنى.
قالوا: لأنها قالت رب إني وضعتها أنثى، فكيف تقول بعد ذلك والله أعلم بما وضعت.
وليس الأمر كما زعموا، إنما هذا كقول القائل: رب إني مسني الضر وأنت أعلم.
فلا يحتاج سائلك إلى إخبار أو شرح حال.
والقراءة الأخرى، تحتمل أن تكون من كلام أم مريم؛ أي والله أعلم بما وضعت أمك.
وهو الأحسن في ما أرى والله أعلم، ليتحد معنى القراءتين.
وقد قيل: هو كلامٌ معترض، خاطبنا الله تعالى به في أثناء القصة، ثم رجع الكلام إلى استتمام الحكاية عنها). [فتح الوصيد: 2/773] (م)
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [552] وكفلها الكوفي ثقيلا وسكنوا = وضعت وضموا ساكنا صح كفلا
ح: (كفلها): مبتدأ، (الكوفي): فاعل فعل محذوف، أي: يقرأ الكوفي، والجملة: خبر المبتدأ، (ثقيلًا): حال، (وضعت): مفعول (سكنوا)، (ساكنًا)، مفعول (ضموا)، وضمير الجمع في (سكنوا) و (ضموا): لمدلول (صح
[كنز المعاني: 2/101]
كُفلا)، (صح): صفة، (كفلا) جمع (كافل) -: حال من ضمير (ضموا) .
ص: يعني: قرأ الكوفيون: {وكفلها زكريا} [37] بتثقيل: {وكفلها} على إسناد الفعل إلى لله تعالى، والباقون: {وكفلها} من الكفالة على إسناد الفعل إلى زكريا ليناسب {أيهم يكفل مريم} [44].
وقرأ أبو بكر وابن عامر: {والله أعلم بما وضعت} [36] بإسكان العين وضم التاء الساكنة على أنها قول أم مريم، والباقون: {وضعت} بفتح العين وإسكان التاء على أنه ابتداء إخبار من الله تعالى). [كنز المعاني: 2/102] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (550- وَكَفَّلَها الكُوفِي ثَقِيلًا وَسَكَّنُوا،.. وَضَعْتُ وَضَمُّوا سَاكِنًا "صَـ"ـحَّ "كُفِّلا"
أي يقرؤه الكوفي ثقيلا؛ أي: كفَّلها الله زكريا وقرأ الجماعة على إسناد الفعل إلى زكريا وهو موافق لقوله تعالى: {أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ}.
وقراءة وضعت بإسكان العين وضم التاء على إخبار أم مريم عليها السلام عن نفسها، وقراءة وضعت بفتح العين وسكون التاء إخبار من الله تعالى عنها، وليس الضمير في سكنوا ولا في ضموا عائد على الكوفي، وإنما يعودان على مطلق القراءة ولو قال:
وكفلها الكوفي ثقيلا وضعت سَا،.. كِنَ العين واضمم ساكنا صح كفلا
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/15]
لارتفع هذا الوهم، وكفلا جمع كافل وهو منصوب على التمييز والله أعلم). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/16] (م)
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (552 - وكفّلها الكوفي ثقيلا وسكّنوا ... وضعت وضمّوا ساكنا صحّ كفّلا
قرأ الكوفيون بتشديد الفاء في وَكَفَّلَها وغيرهم بتخفيفها، وقرأ شعبة وابن عامر بتسكين العين وضم سكون التاء في لفظ وَضَعَتْ فتكون قراءة غيرهما بفتح العين،
[الوافي في شرح الشاطبية: 232]
لأن الفتح ضد السكون. وبسكون التاء؛ لأنه قيد قراءة شعبة وابن عامر بضم السكون فتكون قراءة غيرهم بالسكون. و(كفّلا) بضم الكاف وتشديد الفاء مفتوحة جمع كافل). [الوافي في شرح الشاطبية: 233] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (86- .... .... .... .... تَقِيْـ = يَةً مَعْ وَضَعْتُ حُمْ .... ....). [الدرة المضية: 25] (م)
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ):(ثم قال: تقية مع وضعت حم أي قرأ مرموز (حا) حم وهو يعقوب (تقية) كما لفظ به بفتح التاء وكسر القاف وياء مشددة وعلم من انفراده للآخرين {تقاة} [28] وقرأ أيضًا {بما وضعت} [36] بإسكان العين وضمتاء المتكلم كما نطق به على أنه قول أم مريم). [شرح الدرة المضيئة: 108] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: وَضَعَتْ فَقَرَأَ ابْنُ عَامِرٍ وَيَعْقُوبُ وَأَبُو بَكْرٍ بِإِسْكَانِ الْعَيْنِ وَضَمِّ التَّاءِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِفَتْحِ الْعَيْنِ، وَإِسْكَانِ التَّاءِ). [النشر في القراءات العشر: 2/239]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ ابن عامر ويعقوب وأبو بكر {وضعت} [36] بإسكان العين وضم التاء، والباقون بفتح العين وإسكان التاء). [تقريب النشر في القراءات العشر: 481]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (525- .... .... .... واسكن وضم = سكون تا وضعت صن ظهرًا كرم). [طيبة النشر: 68]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (قوله: (واسكن) يعني اسكن عين «وضعت» وضم التاء الساكنة منها كما لفظ به لشعبة ويعقوب وابن عامر على إخبار أمّ مريم عليها السلام عن نفسها، والباقون يحركون العين بالفتح ويسكنون التاء إخبار من الله تعالى عن أم مريم عليها السلام). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 206]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
كفّلها الثّقل (كفى) واسكن وضم = سكون تا وضعت (ص) ن (ظ) هرا (ك) رم
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/234]
ش: أي: قرأ مدلول (كفا) الكوفيون وكفّلها [آل عمران: 37] بتشديد الفاء، والباقون بتخفيفها.
وقرأ ذو صاد (صن) أبو بكر وظاء (ظهر) يعقوب وكاف (كرم) ابن عامر بما وضعت [آل عمران: 36] بسكون العين وضم التاء، والباقون بفتح العين وسكون التاء، وقيد الضم؛ لأجل المفهوم.
وخرج وضعتها [آل عمران: 36].
وعلم أن السكون في العين من اللفظ، وقدم (وكفلها) للوزن.
قال أبو عبيدة: كفل غيره: ضمن القيام به.
وقيل: ضمه إليه، يتعدى لواحد، وبالتضعيف لآخر.
وجه التشديد: إسناده إلى الله تعالى؛ إذ الضمير فيه راجع إلى ربها أي الله تعالى، والهاء مفعوله الثاني، و«زكريا» الأول، خلافا لمن عكس؛ لأنه فاعل لازمه، ومعناه:
أن أمها لما ولدتها حملتها للمعبد فتنافسوا فيها رغبة؛ فاقترعوا، فألقوا أقلام الوحي بنهر، فارتفع قلم زكريا فكأن الله تعالى ألزمه بها.
ووجه تخفيفه: إسناده إلى زكريا، والهاء مفعوله على [حد] أيّهم يكفل مريم [آل عمران: 44].
ووجه وضعت [آل عمران: 36] بالإسكان والضم: إسناد الفعل لضمير أم مريم، والجملة من كلام [أمها] وعدلت عن الإضمار تفخيما.
ووجه الفتح والإسكان: إسناده إلى ضميرها على وجه الغيبة.
ومن ثم استتر، وبقي الماضي على فتحه.
والأحسن أن يكون من كلام الأم، أي: وأنت أعلم بما وضعت أمتك.
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/235]
وجاز أن يكون من كلام الله- تعالى- تعظيما لهما، والاحتمالان في وليس الذّكر كالأنثى [آل عمران: 36] ). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/236]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "وضعت" [الآية: 36] فابن عامر وأبو بكر ويعقوب بإسكان العين وضم التاء للتكلم من كلام أم مريم، والباقون: بفتح العين وبتاء للتأنيث الساكنة من كلام البارئ تعالى). [إتحاف فضلاء البشر: 1/475]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأمال "أنثى" حمزة والكسائي وخلف وقللها الأزرق وأبو عمرو بخلف عنهما). [إتحاف فضلاء البشر: 1/475]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {وضعت} [36] قرأ شعبة بإسكان العين وضم التاء، والباقون بفتح العين وسكون التاء). [غيث النفع: 468]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {مريم} الذي عليه جمهور المحققين، وعليه العمل في سائر الأقطار، وهو القياس الصحيح وغلط الداني من قاله بخلافه تفخيم الراء.
وذهب مكي والمهدوي وابن شريح والأهوازي وغيرهم إلى الترقيق.
[غيث النفع: 468]
وذهب ابن بليمة وغيره إلى التفصيل، فيأخذون بالترقيق من طريق الأزرق، وبالتفخيم لغيره، وهذه إحدى الكلمات الثلاث التي وقع فيها الخلاف، والثانية {قرية} [البقرة: 259] والثالثة {المرء} [البقرة: 102] والمعول عليه في جميعها التفخيم، والله أعلم). [غيث النفع: 469]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {وإني أعيذها} [36] قرأ نافع بفتح الياء، والباقون بالإسكان). [غيث النفع: 469]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {فَلَمَّا وَضَعَتْهَا قَالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنثَىٰ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنثَىٰ ۖ وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ (36)}
{أُنثَىٰ}
- أماله حمزة والكسائي وخلف.
- وقرأ الأزرق وورش وأبو عمرو بالفتح والتقليل.
- وقراءة الباقين بالفتح.
{أَعْلَمُ بِمَا}
- قرأ أبو عمرو بسكون الميم وﺇخفائها عند الباء بخلاف عنه، وكذلك يعقوب.
- وبعض المتقدمين يٌسَمِّيه ﺇدغاماً، وليس بإدغام.
- وقراءة الباقين باﻹظهار.
{وَضَعَتْ}
- قرأ ابن كثير وأبو عمرو ونافع وحمزة والكسائي وحفص عن عاصم، والمفضل عنه أيضاً وأبو جعفر ويحيي بن وثاب والأسود وشيبة «وَضَعَتْ» بسكون التاء، وهذا من كلام رًبٌ العالمين.
- وقرأ ابن عامر وأبو بكر عن عاصم ويعقوب وعلي والمفضل «وضعتٌ» بضم التاء، وهذا من كلام أمًّ مريم.
[معجم القراءات: 1/480]
- ورّجًّح الطبري القراءة «وضعتْ« ثم قال: «ولا يعْتَرَضُ بالشاذ عنها».
- وقرأ ابن عباس والحسن «وضعتِ» بكسر التاء، وهذا على الخطاب لمريم، قال العكبري: «كأنّ قائلاً قال لها ذلك».
{كَالْأُنثَىٰ ۖ} اﻹمالة فيه، كاﻹمالة في الموضع السابق.
{وَإِنِّي أُعِيذُهَا} قرأ نافع وأبو جعفر «واني أعيذها» بفتح الياء.
- وقراءة الباقين بسكونها.
{ذُرِّيَّتَهَا} تقدم كسر الذال «ذِرّيّتها» في مواضع، وانظر الآية /34 من هذه السورة). [معجم القراءات: 1/481]

قوله تعالى: {فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنْبَتَهَا نَبَاتًا حَسَنًا وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِنْدَهَا رِزْقًا قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هَذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ (37)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (10 - وَاخْتلفُوا فِي تَشْدِيد الْفَاء وتخفيفها من قَوْله {وكفلها زَكَرِيَّا} 37 وَمد {زَكَرِيَّا} وقصره وَرَفعه ونصبه
فَقَرَأَ ابْن كثير وَنَافِع وَأَبُو عَمْرو وَابْن عَامر {وكفلها} مَفْتُوحَة الْفَاء خَفِيفَة و(زَكَرِيَّاء) رفع مَمْدُود
وَقَرَأَ عَاصِم فِي رِوَايَة أبي بكر {وكفلها} مُشَدّدَة الْفَاء و(زكريآء) نصبا
وَكَانَ يمد (زَكَرِيَّاء) فِي كل الْقُرْآن
وَكَذَلِكَ كل من تقدم ذكره
وروى حَفْص عَن عَاصِم {وكفلها} مُشَدّدَة وَقصر {زَكَرِيَّا} فِي كل الْقُرْآن
وَكَانَ حَمْزَة وَالْكسَائِيّ يشددان {وكفلها} ويقصران {زَكَرِيَّا} فِي كل الْقُرْآن). [السبعة في القراءات: 204 - 205]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): (و{وكفلها}.
[الغاية في القراءات العشر: 210]
مشدد كوفي {زكريا} مقصور كوفي غير أبي بكر- وبنصب أبو بكر ههنا). [الغاية في القراءات العشر: 211]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ({وكفلها} [37]: مشددة كوفي غير قاسم). [المنتهى: 2/626]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ({زكريا} [37، 38]: مقصور، حيث جاء: هما، والمفضل، وخلف، وحفص . بنصب هذا أبو بكر، وفي تعليقي عن أبي أحمد عن المفضل تشديد الفاء، (زكرياء) ممدود مرفوع، وهذا غلط). [المنتهى: 2/626] (م)
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ الكوفيون (وكفلها) بالتشديد، وخفف الباقون). [التبصرة: 178]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ حفص وحمزة والكسائي (زكريا) بالقصر من غير همز حيث وقع، وقرأ الباقون بالمد والهمز غير أن أبا بكر قرأ هذا الموضع الذي بعد (كفلها) بالنصب، ورفعه الباقون ممن مده). [التبصرة: 178]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (الكوفيون: {وكفلها} (37) بتشديد الفاء.
والباقون: بتخفيفها.
أبو بكر: {زكرياء} (37) بنصب الهمزة.
وحفص، وحمزة، والكسائي: يتركون إعراب: {زكريا} وهمزه، هنا، وفي سائر القرآن.
والباقون: يرفعون الهمزة هنا، ويعربونه ويهمزونه حيث وقع.
فإن لقي همزة حققها أبو بكر، وابن عامر، وسهلها الحرميان وأبو عمرو). [التيسير في القراءات السبع: 250]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(الكوفيّون: (وكفلها) بتشديد الفاء والباقون بتخفيفها.
أبو بكر: (وكفلها زكريّاء) بنصب الهمزة، وحفص [وحمزة] والكسائيّ وخلف يتركون إعراب زكريّا وهمزة هنا وفي سائر القرآن، والباقون يرفعون الهمزة هنا. ويعربونه ويهمزونه حيث وقع، فإن لقي همزة حققها أبو بكر وابن عامر وروح وسهلها الحرميان وأبو عمرو وأبو جعفر ورويس). [تحبير التيسير: 321]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (فَتَقَبَّلَهَا) ساكنة اللام وبها نصب (وَأَنْبَتَهَا) بكسر الباء بكسر الباء وإسكان التاء على الدعاء مجاهد، الباقون على الخبر، وهو الاختيار لقوله: (كَفَّلَهَا) فيعطف الخبر (وَكَفَّلَهَا) مشدد الحسن وابن الصقر عن أيوب، وابْن مِقْسَمٍ، وأهل الكوفة غير قاسم، وابن سعدان، الباقون خفيف وكسر فائها أبو السَّمَّال، والاختيار التخفيف مع فتح الفاء لقوله: (أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ) ). [الكامل في القراءات العشر: 515]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([37]- {وَكَفَّلَهَا} مشدد: الكوفيون.
[37]- {زَكَرِيَّا} مقصور حيث وقع: حفص وحمزة والكسائي. بنصب هذا: أبو بكر.
بتحقيق الهمزتين إذا التقتا فيه: أبو بكر وابن عامر.
وترك الإمالة إجماع). [الإقناع: 2/619]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (552 - وَكَفَّلَهاَ الْكُوفِي ثَقِيلاً وَسَكَّنُوا = وَضَعْتُ وَضَمُّوا سَاكِناً صَحَّ كُفِّلاَ). [الشاطبية: 44] (م)
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (553 - وَقُلْ زَكَرِيَّا دُونَ هَمْزِ جَمِيعِهِ = صِحَابٌ وَرَفْعٌ غَيْرُ شُعْبَةَ الاُوَّلاَ). [الشاطبية: 44]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([552] وكفلها (الكوفي) ثقيلًا وسكنوا = وضعت وضموا ساكنًا (صـ)ح (كـ)فلا
معنى (وكفلها)، أي و كفلها الله زكرياء؛ فيكون على ما قبله، أي تقبلها وأثبتها وكفلها.
وتكفيله إياه إياها، بإخراج قلمه دون أقلام المستهمين على كفالتها.
وفي التخفيف، إسناد الفعل إلى زكرياء، لأن الله سبحانه لما كفله كفلها.
وهما في المعنى متقاربتان.
وقوله: (وسكنوا وضعت)، يعني تسكين العين.
[فتح الوصيد: 2/772]
(وضموا ساكنًا)، يريد سكون التاء.
و(كفلا)، جمع كافل.
والكلام كله مسوق في هذه القراءة على نمط واحد: رب إني وضعتها أنثى، وأنت أعلم بما وضعتُ. وليس الذكر كالأنثى وإني سميتها مريم.
وقد قال قوم بأن تلك القراءة أصح في المعنى.
قالوا: لأنها قالت رب إني وضعتها أنثى، فكيف تقول بعد ذلك والله أعلم بما وضعت.
وليس الأمر كما زعموا، إنما هذا كقول القائل: رب إني مسني الضر وأنت أعلم.
فلا يحتاج سائلك إلى إخبار أو شرح حال.
والقراءة الأخرى، تحتمل أن تكون من كلام أم مريم؛ أي والله أعلم بما وضعت أمك.
وهو الأحسن في ما أرى والله أعلم، ليتحد معنى القراءتين.
وقد قيل: هو كلامٌ معترض، خاطبنا الله تعالى به في أثناء القصة، ثم رجع الكلام إلى استتمام الحكاية عنها). [فتح الوصيد: 2/773] (م)
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([553] قل زكريا دون همز جميعه = (صحابٌ) ورفعٌ غيرُ (شعبة) الاولا
زكرياء: اسم أعجمي، وللعرب فيه أربع لغات.
فمن أهل الحجاز من يمده، ومنهم من يقصر. وبهما نزل القرآن.
وأهل نجد يقولون: زكري، فيحذفون ألفه وينونونه على لفظ النسب.
وحكى الأخفش لغة رابعة: زكر، مثل: عمرو.
وقال أبو حاتم: زكري لا ينصرف، لأنه أعجمي.
وغلط في ذلك، لأن ما كان منسوبا من الأسماء العربية منصرف، وهذا مثله.
وقال أبو علي: «القول فيه أنه حذف الياءين اللتين كانتا في (زكريا) الممدود أو المقصور. وألحق الكلمة ياءي النسب»..
قال: «يدلك على ذلك صرف الإسم، ولو كانت الياءان في (زكري) هما اللتان كانتا في (زكریا)، لوجب أن لا يُصرف الاسم للعجمة والتعريف».
وزكريا الممدود والمقصور، لا ينصرف في معرفة ولا نكرة؛ لأنه مشبه بما فيه ألف التأنيث الممدودة أو المقصورة.
قال أبو علي: «لا يخلو أن تكون الهمزة للتأنيث أو للإلحاق أو منقلبة.
[فتح الوصيد: 2/774]
ولا يجوز أن تكون منقلبة، لأن الانقلاب لا يخلو: إما أن يكون من نفس الحرف - يعني الكلمة، أو من حرف الإلحاق؛ فلا يجوز أن يكون من نفس الحرف، لأن الواو والياء لا يكونان أصلًا في ما كان على أربعة أحرف، ولا يكون منقلبًا من حرف الإلحاق، لأنه ليس في الأصول شيء يكون هذا ملحقًا به.
فإذا بطل هذا، ثبت أنه للتأنيث.
وكذلك القول في المقصور. ونظيره: الهيجا والهيجاء...لما أعربت الكلمة وافقت العربية».
وقرأ (صحابٌ) بغير همز، فيبقى الباقون على الهمز، وفيهم أبو بكر، وهو يقرأ و{كفلها} بالتشديد، فينصب {زكرياء}، لأنه مفعول ثان.
فهذا معنى قوله: (ورفعٌ غير شعبة الاولا).
وهذا بيان شاف لم يقع في التيسير متضحا كما وقع هاهنا.
و(الاولا) في آخر البيت مفعول، والفاعل (غير). و(رفع)، هو العامل الرافع للفاعل، والناصب للمفعول. كما تقول: أعجبني ضرب غيرُ زيدٍ عمرًا). [فتح الوصيد: 2/775]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [552] وكفلها الكوفي ثقيلا وسكنوا = وضعت وضموا ساكنا صح كفلا
ح: (كفلها): مبتدأ، (الكوفي): فاعل فعل محذوف، أي: يقرأ الكوفي، والجملة: خبر المبتدأ، (ثقيلًا): حال، (وضعت): مفعول (سكنوا)، (ساكنًا)، مفعول (ضموا)، وضمير الجمع في (سكنوا) و (ضموا): لمدلول (صح
[كنز المعاني: 2/101]
كُفلا)، (صح): صفة، (كفلا) جمع (كافل) -: حال من ضمير (ضموا) .
ص: يعني: قرأ الكوفيون: {وكفلها زكريا} [37] بتثقيل: {وكفلها} على إسناد الفعل إلى لله تعالى، والباقون: {وكفلها} من الكفالة على إسناد الفعل إلى زكريا ليناسب {أيهم يكفل مريم} [44].
وقرأ أبو بكر وابن عامر: {والله أعلم بما وضعت} [36] بإسكان العين وضم التاء الساكنة على أنها قول أم مريم، والباقون: {وضعت} بفتح العين وإسكان التاء على أنه ابتداء إخبار من الله تعالى). [كنز المعاني: 2/102] (م)
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [553] وقل زكريا دون همز جميعه = صحاب ورفع غير شعبة الاولا
ح: (زكريا): مبتدأ، (صحابٌ): خبر، أي: قراءة صحابٍ، (دون همزٍ): حال، (رفعٌ): عطف على الخبر، (غير شعبة): فاعل (رفعٌ)، (الاولا): مفعوله.
ص: أي: قرأ حمزة والكسائي وحفص: {زكريا} بترك الهمز في جميع القرآن، فيلزم منه القصر، والباقون
[كنز المعاني: 2/102]
بالمد.
ورفع غير شعبة: (زكرياء) الأول في القرآن، وهو قوله تعالى: (وكفلها زكرياء) على أنه فاعل {وكفلها}، وأبو بكر شعبة نصبها على أنها ثاني مفعولي {وكفلها}، لأنه يقرأ بالتشديد). [كنز المعاني: 2/103]
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (550- وَكَفَّلَها الكُوفِي ثَقِيلًا وَسَكَّنُوا،.. وَضَعْتُ وَضَمُّوا سَاكِنًا "صَـ"ـحَّ "كُفِّلا"
أي يقرؤه الكوفي ثقيلا؛ أي: كفَّلها الله زكريا وقرأ الجماعة على إسناد الفعل إلى زكريا وهو موافق لقوله تعالى: {أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ}.
وقراءة وضعت بإسكان العين وضم التاء على إخبار أم مريم عليها السلام عن نفسها، وقراءة وضعت بفتح العين وسكون التاء إخبار من الله تعالى عنها، وليس الضمير في سكنوا ولا في ضموا عائد على الكوفي، وإنما يعودان على مطلق القراءة ولو قال:
وكفلها الكوفي ثقيلا وضعت سَا،.. كِنَ العين واضمم ساكنا صح كفلا
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/15]
لارتفع هذا الوهم، وكفلا جمع كافل وهو منصوب على التمييز والله أعلم). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/16] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (551- وَقُلْ زَكَرِيَّا دُونَ هَمْزِ جَمِيعِهِ،.. "صِحَابٌ" وَرَفْعٌ غَيْرُ شُعْبَةَ الَاوَّلا
أي دونه جماعات يقومون بنقله ودليله والعرب تنطق بزكريا ممدودا ومقصورا وهو اسم أعجمي، ومن عادتهم كثرة التصرف في الألفاظ الأعجمية، ويقال أيضا زكري وزكر بالصرف فيهما لإلحاق الأول بالنسب فهو كصرف معافري ومدايني، ولخفة الثاني بإسكان الوسط فهو كنوح ولوط، وغير شعبة من الذين همزوا زكريا رفعوا الأول، وهو قوله تعالى: {وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا}، على أنه فاعل "وكفلها"، وشعبة نصبه على أنه مفعول به؛ لأنه يقرؤه: "وكفَّلها" بالتشديد، وقوله: غير شعبة: مبتدأ، ورفع
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/16]
خبره؛ أي: ذو رفع وقيل غير فاعل والأولا: مفعول رفع؛ لأنه مصدر والله أعلم). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/17]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (552 - وكفّلها الكوفي ثقيلا وسكّنوا ... وضعت وضمّوا ساكنا صحّ كفّلا
قرأ الكوفيون بتشديد الفاء في وَكَفَّلَها وغيرهم بتخفيفها، وقرأ شعبة وابن عامر بتسكين العين وضم سكون التاء في لفظ وَضَعَتْ فتكون قراءة غيرهما بفتح العين،
[الوافي في شرح الشاطبية: 232]
لأن الفتح ضد السكون. وبسكون التاء؛ لأنه قيد قراءة شعبة وابن عامر بضم السكون فتكون قراءة غيرهم بالسكون. و(كفّلا) بضم الكاف وتشديد الفاء مفتوحة جمع كافل). [الوافي في شرح الشاطبية: 233] (م)
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (553 - وقل زكريّا دون همز جميعه ... صحاب ورفع غير شعبة الاوّلا
قرأ حفص وحمزة والكسائي لفظ زَكَرِيَّا* بدون همزة بعد الألف في جميع مواضعه من القرآن الكريم فتكون قراءة الباقين بثبوت الهمز بعد الألف وهم: أهل سما وابن عامر وشعبة، وقرأ هؤلاء الذين أثبتوا الهمز بعد الألف برفع الهمزة في لفظ زَكَرِيَّا* في الموضع الأول وهو وكفّلها زكريّاء إلا شعبة فقرأه بالنصب فيتحصل من هذا ومن ضمّه وَكَفَّلَها إلى زَكَرِيَّا أن أهل سما وابن عامر يقرءون بتخفيف الفاء وإثبات الهمز ورفعه. وأن شعبة يقرأ بتشديد الفاء وإثبات الهمز ونصبه، وأن الباقين يقرءون بتشديد الفاء وحذف الهمز. وكل من يقرأ بالهمز يكون المد عنده من قبيل المتصل فيمده كل حسب مذهبه في المد المتصل هذا. وقد ذكر الناظم هنا حكم الهمز رفعا ونصبا- عند من يهمز- في الموضع الأول فقط، ولم يتعرض لحكمه في بقية المواضع وحكمه فيها بحسب العوامل فهو مرفوع في ثلاثة مواضع وهي: كلّما دخل عليها زكريّاء المحراب، هنالك دعا زكرياء ربّه وكلاهما في هذه السورة يا زكريّاء إنّا نبشّرك بغلام في مريم. وسبب رفعه في الموضعين الأولين أنه فاعل وفي الثالث أنه منادي مفرد علم.
ومنصوب في ثلاثة مواضع وهي: وزكريّاء ويحيى في الأنعام ذكر رحمت ربّك عبده
زكريّاء إذ نادى في مريم، وزكريّاء إذ نادى ربّه في الأنبياء وسبب نصبه في الأول والثالث أنه معطوف على المنصوب قبله وفي الثاني أنه بدل أو بيان من عبده وهو منصوب). [الوافي في شرح الشاطبية: 233]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: وَكَفَّلَهَا فَقَرَأَ الْكُوفِيُّونَ بِتَشْدِيدِ الْفَاءِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِتَخْفِيفِهَا). [النشر في القراءات العشر: 2/239]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: زَكَرِيَّا فَقَرَأَ حَمْزَةُ وَالْكِسَائِيُّ وَخَلَفٌ وَحَفْصٌ بِالْقَصْرِ مِنْ غَيْرِ هَمْزَةٍ فِي جَمِيعِ الْقُرْآنِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالْمَدِّ وَالْهَمْزِ إِلَّا أَنَّ أَبَا بَكْرٍ نَصَبَهُ هُنَا بَعْدَ كَفَّلَهَا عَلَى أَنَّهُ مَفْعُولٌ ثَانِي لَكَفَّلَهَا وَرَفَعَهُ الْبَاقُونَ مِمَّنْ خَفَّفَ). [النشر في القراءات العشر: 2/239] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ الكوفيون {وكفلها} [37] بتشديد الفاء، والباقون بتخفيفها). [تقريب النشر في القراءات العشر: 481]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ حمزة والكسائي وخلف وحفص {زكريا} حيث وقع بالقصر من غير همز، والباقون بالمد والهمز، وأبو بكر بنصبه بعد {وكفلها} [37] ). [تقريب النشر في القراءات العشر: 481]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( {عمران} [35]، و{المحراب} [37] ذكرا لابن ذكوان). [تقريب النشر في القراءات العشر: 480] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (525 - كفّلها الثّقل كفى .... .... = .... .... .... .... .... ). [طيبة النشر: 68]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (526 - وحذف همز زكريّا مطلقا = صحبٌ ورفع الأوّل انصب صدّقا). [طيبة النشر: 68]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (كفّلها الثّقل (ك) فى واسكن وضم = سكون تا وضعت (ص) ن (ظ) هرا (ك) رم
أي قرأ الكوفيون «كفّلها زكريا» بتشديد الفاء، والمعنى كفلها الله زكريا، والباقون بالتخفيف لقوله تعالى «أيهم يكفل مريم» ). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 206]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (وحذف همز زكريّا مطلقا = (صحب) ورفع الأوّل انصب (ص) دّقا
يعني قرأ بحذف الهمزة من زكريا حيث أتى حمزة والكسائي وخلف وحفص، والباقون بالهمزة وهما لغتان قوله: (ورفع الأول) انصب؛ أي وقرأ بنصب زكريا الأول شعبة من هذه السورة، يريد قوله تعالى «وكفلها زكريا» وذلك أنه لما قرأ كفلها بالتشديد كما تقدم وجب نصب زكريا على أنه مفعول ثان ومحله في قراءة صحب نصب أيضا كذلك، والباقون بالرفع على أنه فاعل كفلها). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 206]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
كفّلها الثّقل (كفى) واسكن وضم = سكون تا وضعت (ص) ن (ظ) هرا (ك) رم
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/234]
ش: أي: قرأ مدلول (كفا) الكوفيون وكفّلها [آل عمران: 37] بتشديد الفاء، والباقون بتخفيفها.
وقرأ ذو صاد (صن) أبو بكر وظاء (ظهر) يعقوب وكاف (كرم) ابن عامر بما وضعت [آل عمران: 36] بسكون العين وضم التاء، والباقون بفتح العين وسكون التاء، وقيد الضم؛ لأجل المفهوم.
وخرج وضعتها [آل عمران: 36].
وعلم أن السكون في العين من اللفظ، وقدم (وكفلها) للوزن.
قال أبو عبيدة: كفل غيره: ضمن القيام به.
وقيل: ضمه إليه، يتعدى لواحد، وبالتضعيف لآخر.
وجه التشديد: إسناده إلى الله تعالى؛ إذ الضمير فيه راجع إلى ربها أي الله تعالى، والهاء مفعوله الثاني، و«زكريا» الأول، خلافا لمن عكس؛ لأنه فاعل لازمه، ومعناه:
أن أمها لما ولدتها حملتها للمعبد فتنافسوا فيها رغبة؛ فاقترعوا، فألقوا أقلام الوحي بنهر، فارتفع قلم زكريا فكأن الله تعالى ألزمه بها.
ووجه تخفيفه: إسناده إلى زكريا، والهاء مفعوله على [حد] أيّهم يكفل مريم [آل عمران: 44].
ووجه وضعت [آل عمران: 36] بالإسكان والضم: إسناد الفعل لضمير أم مريم، والجملة من كلام [أمها] وعدلت عن الإضمار تفخيما.
ووجه الفتح والإسكان: إسناده إلى ضميرها على وجه الغيبة.
ومن ثم استتر، وبقي الماضي على فتحه.
والأحسن أن يكون من كلام الأم، أي: وأنت أعلم بما وضعت أمتك.
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/235]
وجاز أن يكون من كلام الله- تعالى- تعظيما لهما، والاحتمالان في وليس الذّكر كالأنثى [آل عمران: 36] ). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/236]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
وحذف همز زكريّا مطلقا = (صحب) ورفع الأوّل انصب (ص) دّقا
ش: أي: حذف مدلول (صحب) [حمزة والكسائي وحفص وخلف] همز زكريّا [آل عمران: 37]، والباقون بهمزة بعد الألف، وكل من همز رفع وكفلها زكرياء وهو الأول فاعلا، إلا ذو صاد (صدق) أبو بكر، فإنه نصبه مفعولا؛ فصار غير الكوفيين بخف وهمز ورفع، وأبو بكر بثقل و(همز) ونصب، وبقية الكوفيين بثقل [وألف].
تنبيه:
علم أن الباقين بهمزة من ضد الحذف، وأنها بعد الألف من قرينة الإعراب، وزكريا: اسم أعجمي.
قال الفراء: فيه ثلاث لغات: الهمز، وحذفه حجازيتان، ولا ينصرفان؛ [وزكري] وهي نجدية، وألفه للتأنيث). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/236]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "وكفلها" [الآية: 37] فعاصم وحمزة والكسائي وكذا خلف بتشديد الفاء على أن الفاعل هو الله تعالى، والهاء لمريم مفعوله الثاني، وزكريا مفعوله الأول أي: جعله كافلا لها وضامنا لمصالحها وافقهم الأعمش والباقون بالتخفيف من الكفار وافقهم الأعمش على إسناد الفعل إلى زكريا، والهاء مفعوله ولا مخالفة بينهما؛ لأن الله تعالى لما كفلها إياه كفلها). [إتحاف فضلاء البشر: 1/475]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "زكريا" [الآية: 37]
[إتحاف فضلاء البشر: 1/475]
فحفص وحمزة والكسائي وكذا خلف بالقصر من غير همزة في جميع القرآن، وافقهم الحسن والأعمش والباقون بالهمز والمد، إلا أن أبا بكر نصبه هنا على أنه مفعول لكفلها كما تقدم؛ لأنه يشدد ورفعه الباقون ممن خففه على الفاعلية والمد والقصر لغتان فاشيتان عن أهل الحجاز، فصار حفص وحمزة والكسائي وكذا خلف كفلها زكريا بالتشديد بلا همز، وافقهم الأعمش وصار نافع وابن كثير وأبو عمرو وابن عامر وأبو جعفر ويعقوب بالتخفيف والهمز والرفع، وافقهم ابن محيصن واليزيدي وصار شعبة وحده بالتشديد، والهمز والنصب والحسن بالتخفيف والقصر). [إتحاف فضلاء البشر: 1/476]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (ويوقف على زكريا لهشام بخلفه بالبدل مع ثلاثته، وبالروم مع وجهيه، أما حمزة فوقفه عليه كوصله بالقصر فقط). [إتحاف فضلاء البشر: 1/476]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأمال "المحراب" المجرور ابن ذكوان من جميع طرقه، وهو في موضعين في المحراب هنا ومن المحراب بمريم، وأما المنصوب وهو أيضا بموضعين "زَكَرِيَّا الْمِحْرَاب" هنا "تَسَوَّرُوا الْمِحْرَاب" بـ"ص" فأمالهما عنه النقاش عن الأخفش وفتحهما الصوري وابن الأحزم عن الأخفش، ورقق الأزرق راءه حيث وقع). [إتحاف فضلاء البشر: 1/476] (م)
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {وكفلها} [37] قرأ الكوفيون بتثقيل الفاء، والباقون بالتخفيف). [غيث النفع: 469]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {زكرياء} كله قرأ حفص والأخوان بالقصر من غير همز، والباقون بالمد والهمز، إلا أن شعبة نصب الأول، على أنه مفعول ثان لــ {كفلها} والباقون بالرفع، ولا خلاف بينهم في تشديد يائه، وتخفيفها لحن، هذا حكم كل كلمة بانفرادها.
وأما حكم {كفلها} مع {زكرياء} فالحرميان والبصري والشامي بالتخفيف والهمز والرفع، وشعبة بالتثقيل والهمز والنصب، وحفص والأخوان بالتثقيل وترك الهمزة.
تنبيه: إذا وقف على {زكريآء} يجوز لهشام المد والصر والتوسط، لأن أصله عنده الهمز، وخففه للوقف، ولا يجوز لحمزة إلا القصر، لأنه يقرأ بلغة من لا يهمز). [غيث النفع: 470]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {المحراب} رقق ورش راءه على أصله). [غيث النفع: 470]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنبَتَهَا نَبَاتًا حَسَنًا وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا ۖ كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِندَهَا رِزْقًا ۖ قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّىٰ لَكِ هَٰذَا ۖ قَالَتْ هُوَ مِنْ عِندِ اللَّهِ ۖ إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَن يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ (37)}
{فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا} قراءة الجماعة «فتقبلها ربها» على الخبر.
- وقرأ مجاهد « فتقبلها ربها» تقبلها بسكون اللام على الدعاء.
و«ربها» بالنصب على النداء، أي:يا ربها.
{وأنبتها} قراءة الجماعة «وأّنْبَتَها» فعلاً ماضياً، فهو الخبر.
- وقرأ مجاهد علي نَسَق القراءة في الفعل الأول «وأنْبِتْها» علي الدعاء، بكسر الباء وسكون التاء.
[معجم القراءات: 1/481]
{وَكَفَّلَهَا}
- وقرأ حفص وأبو بكر عن عاصم، وحمزة الكسائي وخلف والأعمش «وكَفًّلها» بشد الفاء، على أن الفاعل هو الله تعالى، والهاء لريم، وهو المفعول الثاني، وزكريا: المفعول الأول، أي: جعله كافلاً لها، قال الطبري: «بمعني كَفَّلّها الله زكريا»
- وقرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو وابن عامر والأعمش وخلف وأبو جعفر ويعقوب واليزيدي وابن محيصن «وكَفًّلها» بتخفيف الفاء ـ علي ﺇسناد الفعل ﺇلى زكريا،والهاء مفعول به.
- وقرأ مجاهد «كَفَّلْها» بكسر الفاء مشدودة، وسكون اللام، على الدعاء من أمِّ مريم.
- وقرأ عبد الله بن كثير وأبو عبد الله المزني وعمرو بن موسي «كَفِلَها» بكسر الفاء، وهي لغة.
- وقرأ أٌبَيُّ بن كعب «وأَكْفَلَها» وذكر القرطبي أنها كذلك في مصحفه.
[معجم القراءات: 1/482]
- قال ابن عطية: «بفتح الفاء على التعدية بالهمزة»
{زَكَرِيَّا}
- قرأ حمزة والكسائي وحفص عن عاصم وأبو عبد الرحمن السلمي ويحيي بن وثاب وخلف والحسن والأعمش وطلحة الياميّ وشيبان وعلى بن صالح بن حيّ وعيسي هندان وابن ﺇدريس الأودي وأبو رجاء العطاردي وابن مسعود «زكريا» بالقصر من غير همز.
- وقرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو وابن عامر وعاصم ويعقوب وأبو جعفر وابن محيصن واليزيدي وابن عباس والأعرج والزهري وشيبة ومجاهد وعبد الله بن يزيد والحسن وقتادة وعيسي الثقفي وسلاّم وأيوب وعمرو الهمداني، وعمرو بن فائد والأعمش وأبو وائل الأسدي وأبان بن تغلب وعيسي همدان وﺇسحاق والأزرق وعبد الله بن مسعود وأبي بن كعب «زكريا» بالمدَّ، والقصرٌ والمدَّ لغتان فاشيتان في الحجاز.
- وأما حركة الهمزة بضم أو فتح فيرجع لصورة الفعل قبلها من حيث التخفيف والتشديد.
- وقرأ أبو بكر ومجاهد «زكرياَء» بالنصب، وهما يقرأان الفعل مشددا: «وكَفّلها».
[معجم القراءات: 1/483]
- وقرأ جبلة عن المفضل عن عاصم «وكفّلها زكرياء» بالتشديد والرفع.
- ووقف هشام بالبدل والقصر والتوسط، وبالرَّوْم.
- وَوَقْف حمزة عليه كَوَصْلِه بالقصر فقط.
{الْمِحْرَابَ}
- أماله النقاش عن الأخفش عن ابن ذكوان، ونسب اﻹمالة أبو علي ﺇلي ابن عامر ولم يقيده بالجر، وذكرها ابن خالويه عن ابن عامر، وكذا الصفراوي.
- وقرأه بالفتح الصوري وابن الأخرم عن الأخفش عن ابن ذاكون، فقد نّصُّوا بالوجهين عنه.
- قال ابن عطية: «وأطلق ابن مجاهد القول في إمالة ابن عامر الألف من «محراب»، ولم يخصَّ الجر من غيره، وقال غير ابن مجاهد: ﺇنما نميله في الجر فقط».
- ورقق الأزرق وورش الراء فيه حيث وقع.
{أَنَّىٰ}
- أماله حمزة والكسائي وخلف وأبو عمرو.
- وقرأ الأزرق وورش والدوري عن أبي عمرو بالفتح والصغرى.
[معجم القراءات: 1/484]
{مَن يَشَاءُ} قرأ بإدغام النون في الياء من غير غٌنَّة حمزة والكسائي وخلف والدوري.
قال ابن الجزري: «واختلف في الواو والياء، فأدغم خلف عن حمزة فيهما النون والتنوين بلا غٌنًة، واختلف عن الدوري عن الكسائي في الياء، فروي عنه أبو عثمان الضرير اﻹدغام بغير غٌنًّة كرواية خلف عن حمزة، وروي عنه جعفر بن محمد تبقية الغٌنّة كالباقين.
وأطلق الوجهين له صاحب المبهج، وكلاهما صحيح، والله أعلم»
- وقراءة الباقين بالإدغام بغٌنًّة). [معجم القراءات: 1/485]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين

جمهرة علوم القرآن 3 صفر 1440هـ/13-10-2018م 10:32 AM

سورة آل عمران
[من الآية (38) إلى الآية (41) ]

{هُنَالِكَ دَعَا زَكَرِيَّا رَبَّهُ قَالَ رَبِّ هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ (38) فَنَادَتْهُ الْمَلَائِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ أَنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَى مُصَدِّقًا بِكَلِمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَسَيِّدًا وَحَصُورًا وَنَبِيًّا مِنَ الصَّالِحِينَ (39) قَالَ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَقَدْ بَلَغَنِيَ الْكِبَرُ وَامْرَأَتِي عَاقِرٌ قَالَ كَذَلِكَ اللَّهُ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ (40) قَالَ رَبِّ اجْعَلْ لِي آَيَةً قَالَ آَيَتُكَ أَلَّا تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ إِلَّا رَمْزًا وَاذْكُرْ رَبَّكَ كَثِيرًا وَسَبِّحْ بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكَارِ (41)}

قوله تعالى: {هُنَالِكَ دَعَا زَكَرِيَّا رَبَّهُ قَالَ رَبِّ هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ (38)}
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ({زكريا} [37، 38]: مقصور، حيث جاء: هما، والمفضل، وخلف، وحفص . بنصب هذا أبو بكر، وفي تعليقي عن أبي أحمد عن المفضل تشديد الفاء، (زكرياء) ممدود مرفوع، وهذا غلط). [المنتهى: 2/626] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: زَكَرِيَّا فَقَرَأَ حَمْزَةُ وَالْكِسَائِيُّ وَخَلَفٌ وَحَفْصٌ بِالْقَصْرِ مِنْ غَيْرِ هَمْزَةٍ فِي جَمِيعِ الْقُرْآنِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالْمَدِّ وَالْهَمْزِ إِلَّا أَنَّ أَبَا بَكْرٍ نَصَبَهُ هُنَا بَعْدَ كَفَّلَهَا عَلَى أَنَّهُ مَفْعُولٌ ثَانِي لَكَفَّلَهَا وَرَفَعَهُ الْبَاقُونَ مِمَّنْ خَفَّفَ). [النشر في القراءات العشر: 2/239] (م)
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {هُنَالِكَ دَعَا زَكَرِيَّا رَبَّهُ ۖ قَالَ رَبِّ هَبْ لِي مِن لَّدُنكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً ۖ إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ}
{زَكَرِيَّا} تقدَّم الحديث فيع عن القصر والمدّ والوقف في الآية السابقة.
{قَالَ رَبِّ} أدغم اللام في الراء أبو عمرو ويعقوب.
{ذُرِّيَّةً} لم يأت فيه شيء عن المطوعي في هذا الموضع فهو علي المشهور بضم الذال، وﺇن كان ذلك قراءة مطلقة له بالكسر كما في اﻹتحاف.
- وانظر الخلاف فيه في الآية /34 من هذه السورة.
{طَيِّبَةً}قراءة الكسائي في الوقف بامانه الهاء وما قبلها). [معجم القراءات: 1/485]

قوله تعالى: {فَنَادَتْهُ الْمَلَائِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ أَنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَى مُصَدِّقًا بِكَلِمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَسَيِّدًا وَحَصُورًا وَنَبِيًّا مِنَ الصَّالِحِينَ (39)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (11 - وَاخْتلفُوا فِي الْيَاء وَالتَّاء من قَوْله {فنادته} 39
فَقَرَأَ ابْن كثير وَنَافِع وَعَاصِم وَأَبُو عَمْرو وَابْن عَامر {فنادته} بِالتَّاءِ وَقَرَأَ حَمْزَة وَالْكسَائِيّ (فناده) بِالْيَاءِ وأمالا الدَّال). [السبعة في القراءات: 205]
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (12 - وَاخْتلفُوا فِي كسر الْألف وَفتحهَا من أَن فِي قَوْله {فِي الْمِحْرَاب أَن الله} 39
فَقَرَأَ ابْن عَامر وَحَمْزَة {إِن الله} بِالْكَسْرِ
وَقَرَأَ الْبَاقُونَ {إِن الله} بِالْفَتْح
وَكلهمْ فتح الرَّاء من {الْمِحْرَاب} إِلَّا ابْن عَامر فَإِنَّهُ أمالها). [السبعة في القراءات: 205]
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (13 - وَاخْتلفُوا فِي ضم الْيَاء وَتَخْفِيف الشين وَفتح الْبَاء وسكونها وتثقيل الشين من قَوْله {يبشرك} 39
فَقَرَأَ ابْن كثير وَأَبُو عَمْرو {يبشرك} فِي كل الْقُرْآن مشددا إِلَّا فِي عيسق فَإِنَّهُمَا قرآ {ذَلِك الَّذِي يبشر الله عباده} 23 مَفْتُوح الْيَاء مضموم الشين مخففا
وَقَرَأَ نَافِع وَابْن عَامر وَعَاصِم {يبشرك} مشددا فِي كل الْقُرْآن
وَقَرَأَ حَمْزَة {يبشر} مِمَّا لم يَقع خَفِيفا فِي كل الْقُرْآن
إِلَّا قَوْله {فَبِمَ تبشرون} الْحجر 54
وَقَرَأَ الْكسَائي يبشر مُخَفّفَة فِي خَمْسَة مَوَاضِع فِي آل عمرَان فِي قصَّة زَكَرِيَّا وقصة مَرْيَم 39 و45
وَفِي سُورَة بني إسراءيل والكهف {ويبشر الْمُؤمنِينَ} 9 2 وَفِي عسق {يبشر الله عباده} 23). [السبعة في القراءات: 205 - 206]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ({فناداه} بالياء كوفي غير عاصم). [الغاية في القراءات العشر: 211]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ({إن الله} بكسر الألف شامي وحمزة). [الغاية في القراءات العشر: 211]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ({يبشرك} خفيف إلا قوله {فبم تبشرون} حمزة وافقه الكسائي
[الغاية في القراءات العشر: 211]
ههنا في الحرفين وسبحان، والكهف، وعسق، وابن كثير، وأبو عمرو في عسق). [الغاية في القراءات العشر: 212]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (فناداه) [39]: بالياء كوفي غير عاصم، وفتح الدال قاسم.
{في المحراب} [39، مريم: 11] ممال: الأخفش، والوليدان، وورش طريق ابن عيسى وابن الصلت، وقتيبة. وافق ابن موسى، وابن يزيد في آل عمران. زاد ابن أبي داود في موضع نصب. بين اللفظين الأزرق طريق أبي عدي. الباقون والداجوني عن عبد الرزاق بالفتح.
{إن الله} [39] بكسر الألف دمشقي، وحمزة). [المنتهى: 2/627]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ({يبشرك} [39، 45]، حيث جاء: خفيف إلا {فبم تبشرون} حمزة. وافق علي إلا في التوبة [21]، والحجر [53]، ومريم [7، 97]. وافق مكي، وأبو عمرو في عسق). [المنتهى: 2/628] (م)
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ حمزة والكسائي (فناداه) بالألف والإمالة، وقرأ الباقون (فنادته) بالتاء من غير إمالة). [التبصرة: 178]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ حمزة وابن عامر (إن الله) بكسر الهمزة، وفتحها الباقون). [التبصرة: 178]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (واختلفوا في (يبشر) في تسعة مواضع: هنا موضعان، وفي سبحان موضع، وفي الكهف موضع، فهذه أربعة مواضع منها قرأ حمزة والكسائي بفتح الياء وإسكان الباء وضم الشين والتخفيف، وقرأ الباقون بضم الياء وفتح
[التبصرة: 178]
الباء وكسر الشين والتشديد، والخمسة الباقية في براءة موضع، وفي الحجر موضع، وفي مريم موضعان، فقرأ حمزة وحده هذه الأربعة على أصله المتقدم، وقرأ الباقون على أصولهم والكسائي معهم، والخامس في سورة الشورى قوله تعالى (ذلك الذي يبشر الله عباده)، قرأ نافع وعاصم وابن عامر بالتشديد على أصولهم، وقرأ الباقون كقراءة حمزة والكسائي في الأربعة الأول). [التبصرة: 179]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (حمزة والكسائي: {فناداه الملائكة} (39) بألف ممالة.
والباقون: بالتاء، من غير ألف). [التيسير في القراءات السبع: 250]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (حمزة، وابن عامر: {إن الله يبشرك بيحيى} (39): بكسر الهمزة.
والباقون: بفتحها). [التيسير في القراءات السبع: 251]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (حمزة، والكسائي: {يبشرك} (39، 45) في الموضعين هنا، وفي سبحان (9)، والكهف (2): {يبشر المؤمنين}: بفتح الياء، وإسكان الباء، وضم الشين مخففًا في الأربعة.
وحمزة: في التوبة (21): {يبشرهم}، وفي الحجر (53): {إنا نبشرك}، وفي مريم: {إنا نبشرك} (7)، و: {لتبشر به} (97): بتلك الترجمة في الأربعة أيضًا.
والباقون: بضم الأول، وكسر الشين مشددًا، في الجميع). [التيسير في القراءات السبع: 251] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(حمزة والكسائيّ وخلف (فناداه الملائكة) بألف ممالة، والباقون بالتّاء من غير ألف.
قرأ حمزة وابن عامر (إن اللّه يبشرك بيحيى) بكسر الهمزة والباقون بفتحها). [تحبير التيسير: 322]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(حمزة والكسائيّ (يبشرك) في الموضعين هنا وفي سبحان والكهف (ويبشر) بفتح الياء وإسكان الباء وضم الشين مخففا في الأربعة وحمزة في التّوبة (يبشرهم) وفي الحجر (إنّا نبشرك) وفي مريم (إنّا نبشرك ولتبشر به) بتلك التّرجمة في الأربعة أيضا والباقون لتبشر بضم الأول وكسر الشين مشددا في الجميع). [تحبير التيسير: 322] (م)
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): (" فناداه " بالألف كوفي غير عَاصِم، وابْن سَعْدَانَ، والهمداني، وطَلْحَة في غير رواية الفياض، وابْن مِقْسَمٍ، وفخمه قاسم، وابْن مِقْسَمٍ، وهو الاختيار؛ لأنه قيل في التفسير: إن الذي ناداه جبريل عليه السلام، ولأن الملائكة جمع وليس بتأنيث حقيقي، فإذا احتمل التذكير كان أولى كيف، وقد قال في قصة مريم (فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا) قال النَّقَّاش: المبشر لزكريا يحيى ومريم بعيسى جبريل دل هذا القول على التذكير، وقال الملائكة تفخيمًا لجبريل كما قال: (مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِلَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ) فسمى جبريل وميكائل وإن كانا من الملائكة تعظيمًا لهما بعد إذ أدخلهما في جملة الملائكة هكذا ها هنا، الباقون بالتاء.
(يُبَشِّرُكِ) بضم الياء وكسر الشين خفيف حميد الْأَعْمَش، والكسائي، وطَلْحَة إلا الفياض، وحَمْزَة غير ابْن سَعْدَانَ بفتح الياء وإسكان الباء وضم الشين، وهكذا في سبحان، والكهف وعسق، زاد الزَّيَّات في براءة، والحجر، ومريم موضعان، وافق مكي غير ابن
[الكامل في القراءات العشر: 515]
مقسم، وأَبُو عَمْرٍو في عسق، الباقون مشدد، وهو الاختيار لقوله: (أَبَشَّرْتُمُونِي)، و(تُبَشِّرُونَ)، (وَبَشَّرْنَاهُ بِإِسْحَاقَ)، و(إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلَامٍ) ). [الكامل في القراءات العشر: 516]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([39]- {فَنَادَتْهُ} بألف ممالة: حمزة والكسائي.
[39]- {أَنَّ اللَّهَ} بكسر الهمزة: ابن عامر وحمزة.
[الإقناع: 2/619]
[39]- {يُبَشِّرُكَ} حيث وقع، خفيف، إلا {فَبِمَ تُبَشِّرُونَ} [الحجر: 54]: حمزة.
وافق الكسائي إلا في [التوبة: 21، وفي الحجر: 54، ومريم: 7]). [الإقناع: 2/620]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (554 - وَذَكِّرْ فَنَادَاهُ وأَضْجِعْهُ شَاهِداً = وَمِنْ بَعْدُ أَنَّ اللهَ يُكْسَرُ فِي كَلاَ). [الشاطبية: 44]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (555 - مَعَ الْكَهْفِ وَالإِسْرَاءِ يَبْشُرُ كَمْ سَمَا = نَعَمْ ضُمَّ حَرِّكْ وَاكْسِرِ الضَّمَّ أَثْقَلاَ
[الشاطبية: 44]
556 - نعَمْ عَمَّ فِي الشُّورَى وَفي التَّوْبَةِ اعْكِسُوا = لِحَمْزَةَ مَعْ كَافٍ مَعَ الْحِجْرِ أَوَّلاَ). [الشاطبية: 45] (م)
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([554] وذكر فناداه وأضجعه (شـ)اهدًا = ومن بعد أن يكسر (فـ)ي (كـ)لا
يجوز لفظ التذكير في الجماعة.
[فتح الوصيد: 2/775]
قال الله تعالى: {فسجد الملئكة}. وتقديره: جمع الملائكة.
(وأضجعة)، أي أمله.
(شاهدًا)، أي في حال شهادته لهذه القراءة أنها بالألف، أو شاهدا أن أصلها الياء.
ويروي عن ابن عباس أن الذي ناداه جبریل.
ويروى في قراءة ابن مسعود: (فناداه جبريل وحده).
قال أبو محمد مكی رحمه الله: «فلا وجه للتأنيث على هذا التفسير».
وهذا التفسير لا يباين القراءة، لأن المعنى أتاه النداء من هذا الجنس، كما يقال: ركب السفن. وإنما ركب واحدة؛ أي جعل ركوبه هذا الجنس.
(ومن بعد أن الله)، أي ومن بعد (فناداه) يكسر.
(في كلا)، أي في كلاء، وهو من كلأت كذا، أي حفظته، أي يكسر في حفظ.
قال جمیل:
فكوني بخير في كلاء وغبطةٍ = وإن كنت قد أزمعت هجري وبغضتي
[فتح الوصيد: 2/776]
وقال أبو علي: «من فتح، أضمر الجار؛ أي: ناده بأن؛ فـ(أن) عند سیبویه في موضع نصب، وعند الخليل في موضع جر. ومن كسر، أضمر القول؛ أي فقالت: إن مثل {والملائكة يدخلون عليهم من كل باب سلمٌ عليكم}، {والملئكة باسطوا أيديهم أخرجوا}».
قال: «وزعموا أن في حرف عبد الله: (فنادته الملائكة يا زكرياء)، وموضه نصب بالنداء. وكذلك إن أضمرته كما تحذف المفعولات، فلا يجوز الفتح في (إن) على هذا، لأن (نادی)، قد استوفى مفعوليه: الضمير والمنادی».
ومعنى ما ذكره، أن من فتح، قدر حرف الجر محذوفًا، فتكون (أن) في موضع نصب بإسقاط الخافض.
والخليل يجيز إعمال حرف الجر محذوفًا لكثرة حذفه مع (أن)، فهي على قياس قوله في موضع جر.
ومثل هذا قولهم: الله لأفعلن، بالنصب والخفض.
فمن نصب، فلأن الفعل اتصل به فنصبه لما حذف حرف القسم.
ومن خفض، أعمل حرف الجر؛ وهو محذوف لكثرة حذفه في القسم.
ومن كسر (إن)، أضمر القول؛ أي فنادته الملائكة فقالت:...
ويجوز أن يكون أقام النداء مقام القول، لأنه قولٌ. وأيد ذلك قراءة عبد الله: (يا زكريا إن الله).
وإليه أشار بقوله: (كسر في كلا)، أي في حفظ و حراسة). [فتح الوصيد: 2/777]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([555] مع الكهف والإسراء يبشرُ (كـ)م (سما) (نـ)عم ضم حرك واكسر الضم أثقلا
يقول: (يبشر) هاهنا في آل عمران وهو موضعان: {يبشرك} و{يبشرك}.
(مع الكهف والإسراء... ضم)، يعني في الياء.
(حرك)، يعني افتح؛ يريد افتح الياء، لأن التحريك إذا جرى غير مقيد، فهو الفتح، وضده الإسكان.
(واكسر الضم)، يعني في الشين؛ وقيده بقوله: (اكسر الضم).
ولو قال: واكسر، وسكت، لكان ضده الفتح. فلذلك قيده.
(أثقلا)، أي في حال ثقله.
و(كم) هاهنا خبرية؛ أي سما سموًا كثيرًا.
وقوله: (نعم)، قدر أن قائلا قال له لما ذكر يبشر في السور الثلاث، وأثنى عليه ما شأنه فقال: (نعم ضم حرك واكسر الضم أثقلا).
وإنما أشار إلى قوة التشديد وسموه لشهرته عن إنكار المنكرين كما قال أبو حاتم في التخفيف: «لا نعرف فيه أصلًا نعتمد عليه وأنكره».
[فتح الوصيد: 2/778]
وأيضًا، فإنهم أجمعوا على تشديد {فبشر عباد} وعلی {فبشره بمغفرة}، وعلى {فبشرنها بإسحق} و {فشرنه بغلم} وعلى {فشرهم بعذاب} ... إلى غير ذلك. وهو أكثر استعمالًا في الكلام وأسير.
والذي قاله أبو حاتم ليس بصواب. وبشَّرته وبَشرته وأبشرته، تستعمل معنى واحد.
يقال: بشرته بالتخفيف وأبشر وبشر، أي سر وفرح.
قال الشاعر:
ثم أبشرت إذ رأيت سواما = وبيوتًا مبثوثة وجلالا
ومنه قوله تعالى: {وأبشروا بالجنة}.
وفي الحديث إن النبي صلى الله عليه وسلم قال لرجل: «إن الله يبشرك بغلام». بالتخفيف؛ فولد له غلام.
وقال الشاعر - أنشده الفراء-:
بشرت عيالي إذ رأيت صحيفةً = أتتك من الحجاج يتلی كتابها
وأصل ذلك كله، أن بشرة الوجه تنبسط عند السرور.
وتقول: فلانٌ ذو بشرٍ، أي وجه منبسط.
[فتح الوصيد: 2/779]
ويقال: بشره بالتشديد من البشارة. وبشره يبشره بالتخفيف، أي سره. لذلك ما حكى اليزيدي عن أبي عمرو أنه خفف التي في الشورى، لأنه ليس فيها بـ: كذا قال: ومعناها ينضر الله وجوههم، أي ترى النضرة فيها.
[556] (نـ)عم (عم) في الشورى وفي التوبة اعكسوا = لـ (حمزة) مع كافٍ مع الحجر أولا
أي عم هذا الحكم في الشورى، وهو التثقيل مع الضم والفتح المذكور.
(وفي التوبة أعكسوا)، فيكون موضع الضم الفتح، وموضع التحريك الإسكان، وموضع كسر الضم الضم، وموضع التثقيل التخفيف، فيقرأ {يبشرهم ربهم}.
(مع كاف): في أولها: {إنا نبشرك بغلم}، وفي آخرها: {لتبشر به المتقين}. مع الأول في الحجر: {لا توجل إنا نبشرك}.
وهذه الترجمة لم يأت بها أحد وجيزة سليمة من الاختلال في ما علمت إلا صاحب القصيد.
والمختلف فيه تسعة مواضع: خفف حمزة جميعها، ووافقه الكسائي على خمسة منها وهي: موضعا آل عمران، وموضع في الإسراء، وموضع في الكهف: {ويبشر المؤمنين الذين}، وفي الشوری: {ذلك الذي يبشر الله}.
ووافقه أبو عمرو وابن كثير على الذي في الشورى.
وما سوى ذلك فبالتشديد لهما وللباقين). [فتح الوصيد: 2/780] (م)
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [554] وذكر فناداه وأضجعه شاهدا = ومن بعد أن الله يكسر في كلا
ب: (الكلاءة): الحفظ.
ح: (فناداه): مفعول (ذكر)، والهاء في (أضجعه): له، (شاهدًا): حال من فاعل أضجعه، (من بعد): أي من بعد (فناداه)، (أن الله): مبتدأ، (يُكسر): خبر، (في كلا): حال، قصرت للضرورة.
ص: أي: قرأ حمزة والكسائي: (فناديه الملائكة) [39] بألف ممالة؛ لأن إسناد الفعل إلى الملائكة، وهو ظاهر مؤنث غير حقيقي، فيجوز تذكير الفعل وتأنيثه، أو المراد به الفريق، أو جبريل، وأما إمالة الألف
[كنز المعاني: 2/103]
فعلى أصلهما في ذوات الياء، ولهذا قال: (شاهدًا)، أي: شاهدًا بصحته.
وقرأ حمزة وابن عامر: {إن الله يبشرك} [39] بعد قوله: {فنادته الملائكة} [39] بكسر {إن} على تضمين (نادت) معنى (قالت)، أو تقدير (قالت) بعد النداء، والباقون بفتحهما على تأويل: فنادته الملائكة بأن الله.
ومعنى (في كلا): في حراسة وحفظ). [كنز المعاني: 2/104]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [555] مع الكهف والإسراء يبشر كم سما = نعم ضم حرك واكسر الضم أثقلا
ح: (يبشر): مبتدأ، (كم سما): خبره، والتقدير: كم مرة سما، أي: سموًا كثيرًا، (نعم): حرف الإيجاب، جواب سؤال مقدر، كأنه قيل له: صف ما شأنه؟ (أثقلا): حال من الضم، أي: اكسر المضموم مشددًا.
ص: أي: قرأ ابن عامر ونافع وأبو عمرو وابن كثير وعاصم: {يبشرك} في الموضعين هنا، وهما: {أن الله يبشرك بيحيى} [39]، {إن الله يبشرك بكلمةٍ} [45]، و{يبشر المؤمنين} في أول الإسراء [9] والكهف [2] بضم الياء وتحريك الباء، أي: فتحها، وكسر الشين مع تشديدها على أنه من (بشر: يبشر).
والباقون وهم حمزة والكسائي {يبشر} في المواضع الأربعة
[كنز المعاني: 2/104]
بفتح الياء وإسكان الباء وضم الشين من غير تشديد من (بشر) الثلاثي.
وهما لغتان، قال الفراء منشدًا.
بشرت عيالي إذ رأيت صحيفةً = أتتك من الحجاج يُتلى كتابها
لكن اللغة الأولى أشهر، وبها نزل المواضع المجمع عليها، نحو: {فبشره بمغفرةٍ} [يس: 11]، {فبشرناه بغلامٍ} [الصافات: 101]، {ومبشرًا برسول} [الصف: 6].
[556] نعم عم في الشورى وفي التوبة اعكسوا = لحمزة مع كاف مع الحجر أولا
ح: (نعم): عوض عن جملة مقدرة، أي: نعم ... الأمر كذلك، وفاعل (عم): الحكم، أي: عم الحكم في الشورى، و(في التوبة): ظرف (اعكسوا)، (لحمزة): حال من العكس الدال عليه (اعكسوا)، (مع كافٍ): متعلق بالتوبة، وصرف (كافٍ) للضرورة، (أولا): ظرف، أي: الحرف الواقع أولًا.
[كنز المعاني: 2/105]
ص: يعني: قرأ عاصم ونافع وابن عامر في {حم، عسق} سورة الشورى: {ذلك الذي يبشر الله عباده} [23] بالتشديد أيضًا، وخالف ابن كثير وأبو عمرو أصلهما بالتخفيف اتباعًا للنقل.
ثم قال: (اعكسو لحمزة)، أي: خففوا لحمزة، لأن عكس التثقيل التخفيف، يعني: ضده، أي: قرأ حمزة بالتخفيف في التوبة: {يبشرهم ربهم برحمةٍ} [21]، و{إنا نبشرك بغلام اسمه}، و{لتبشر به المتقين} كلاهما في {كهيعص} [مريم: 7، 97].
وفي أول الحجر: {لا توجل إنا نبشرك بغلام} [53]، واحترز بقوله: (أولًا) عن الثاني، وهو: {فبم تبشرون} [54] إذ لا خلاف في تشديده). [كنز المعاني: 2/106] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (552- وَذَكِّرْ فَنَادَاهُ وأَضْجِعْهُ "شَـ"ـاهِدًا،.. وَمِنْ بَعْدُ أَنَّ اللهَ يُكْسَرُ "فِـ"ـي "كَـ"ـلا
إسناد الفعل إلى الجماعة يجوز تذكيره وتأنيثه، فلما ذكر حمزة والكسائي: "فناداه الملائكة" أمالا ألفه على أصلها في إمالة ذوات الياء ولهذا قال شاهدا؛ أي: شاهدا بصحته وإن الله من بعد فناداه يعني: {أَنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَى}.
يكسر في كلأ؛ أي: في حراسة وحفظ والكسر على تقديره فقالت: "إن الله" أو يكون أقام النداء مقام القول، فكسر أن بعده ومن فتح فعلى تقدير فنادته بأن الله؛ أي: بهذا اللفظ، ثم حذف الجار وحذفه من نحو هذا شائع لكن هل تبقى: {إن}، وما بعدها في موضع نصب أو جر فيه خلاف بين النحويين وهذه العبارة في قوله: {إِنَّ اللَّهَ} يكسر في النفس منها نفرة وكذا قوله: في أول براءة:
{لا أَيْمَانَ} عند ابن عامر ..........
والأولى فتح همزة: "أيمان" هناك أو يقال:
ويفتح لا أيمان إلا لشامهم
ويقال هنا:
ويكسر أن الله من بعد في كلا
والله أعلم). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/17]
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (553- مَعَ الكَهْفِ وَالإِسْرَاءِ يَبْشُرُ "كَـ"ـمْ "سَمَا"،.. "نَـ"ـعَمْ ضُمَّ حَرِّكْ وَاكْسِرِ الضَّمَّ أَثْقَلا
أي: لفظ يبشر هنا وفي سورتي الإسراء والكهف، أما في آل عمران فموضعان: {أَنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَى}، {إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِنْهُ}، وفي أول الإسراء: {وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ}، والكهف: {وَيُبَشِّرَ الْمُؤْمِنِينَ}، الخلاف في هذا الفعل المضارع في هذه الأربعة هل هو مضارع فَعَل بتخفيف العين كخرج، أو مضارع فعَّل بتشديدها كسوَّل وهما لغتان إلا أن المشدد مجمع عليه في القرآن في الفعل الماضي والأمر: {وَبَشَّرْنَاهُ بِإِسْحَاقَ}، {فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ}، فهذا مما يقوي التشديد في المضارع، وقال الشاعر:
بشرت عيالي إذ رأيت صحيفة
وأنشد أبو علي:
فأعنهم وأبشر بما بشروا به
وحكى لغة ثالثة: أبشر يبشر كأكرم يكرم فالبشر والإبشار والتبشير: ثلاث لغات فيه ويقال: بشر بكسر الشين وأبشر كأدبر إذا سر وفرح،
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/18]
وأنشد الجوهري بيت أبي علي بفتح الشين في الأمر، وكسرها في الماضي، وأبشر بالهمز مطاوع وبشر، ومنه قوله تعالى: {وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ}.
وكان المعنى والله أعلم: بشروا أنفسكم بها، وكم في قوله: كم سما خبرية؛ أي: سما سموا كثيرًا، وتقديره: كم مرة سما ونعم: جواب سؤال مقدر كأنه قيل له صف ما شأنه فقال: نعم فهو مثل قوله: فيما سبق نعم إذ تمشت وأراد ضم الياء وفتح الباء؛ لأنه أطلق التحريك وكسر الشين؛ لأنها هي المضمومة في قراءة التخفيف وأراد بالضم المضموم؛ أي: ذا الضم وأثقلا حال منه؛ أي: في حال كونه ثقيلا؛ أي: يصير مكسورا مشددا والله أعلم.
554- "نَـ"ـعَمْ "عَمَّ" فِي الشُّورَى وَفي التَّوْبَةِ اعْكِسُوا،.. لِحَمْزَةَ مَعْ كَافٍ مَعَ الحِجْرِ أَوَّلا
أي عم هذا الحكم في الشورى وهو التثقيل، وهو قوله تعالى: {ذَلِكَ الَّذِي يُبَشِّرُ اللَّهُ عِبَادَهُ}، وافق أبو عمرو وابن كثير فيه من خفف، ووافق ابن عامر فيه من شدد، وقرأ حمزة وحده بعكس التثقيل يعني بالتخفيف في التوبة: {يُبَشِّرُهُمْ رَبُّهُمْ}.
وفي مريم وهي المرادة بقوله: مع كاف؛ لأن أولها كهيعص كما تسمى سورة ص وق ون بالحرف الذي في أولها، وصرفه ضرورة، وقد ترك صرفه في قوله:
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/19]
وكم صحبة يا كاف
وفي كاف فتح اللام
وكذا استعمل ص، فقال:
هشام بصاد حرفه متحملا
وفي ص غيطلا
وفيها موضعان: {يَا زَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ}، وفي آخرها: {لِتُبَشِّرَ بِهِ الْمُتَّقِينَ}.
والأول الذي في الحجر: {إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلامٍ}، واحترز بقوله: أولا عن الثاني وهو: {فَبِمَ تُبَشِّرُونَ}، ولا خلاف في تشديده، فهذه المواضع الأربعة خففها حمزة وحده، فقد صار الخلاف في تسعة مواضع منها؛ في آل عمران موضعان وفي التوبة والحجر والإسراء والكهف والشورى منها واحد بالتاء وهو آخر مريم واثنان بالنون في الحجر وأول مريم والبواقي بالياء). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/20] (م)
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (554 - وذكّر فناداه وأضجعه شاهدا ... ومن بعد أنّ الله يكسر في كلا
قرأ حمزة والكسائي فناداه الملائكة بالتذكير أي بحذف تاء التأنيث والإتيان بدلها بألف مع إضجاع هذه الألف يعني إمالتها إمالة كبرى، وقرأ غيرهما بالتأنيث أي بإثبات تاء التأنيث بدلا من الألف. وقرأ حمزة وابن عامر أَنَّ اللَّهَ الواقع في التلاوة بعد فَنادَتْهُ وهو: أَنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيى بكسر الهمزة وقرأ غيرهما بفتحها. وكلاء بكسر
[الوافي في شرح الشاطبية: 233]
الكاف والمد وقصر للوزن: الحراسة والحفظ). [الوافي في شرح الشاطبية: 234]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (555 - مع الكهف والإسراء يبشركم سما ... نعم ضمّ حرّك واكسر الضّمّ أثقلا
556 - نعم عمّ في الشّورى وفي التّوبة اعكسوا ... لحمزة مع كاف مع الحجر أوّلا
قرأ ابن عامر وأهل سما وعاصم لفظ ويبشر في هذه السورة وهو في موضعين:
أَنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيى، إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ. مع اللفظ الذي في سورة الكهف والذي في سورة الإسراء وهو: وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحاتِ فيهما.
قرءوا هذه الألفاظ الأربعة بضم الياء وتحريك الباء؛ أي فتحها وكسر ضم الشين وتثقيلها فتكون قراءة حمزة والكسائي في هذه المواضع الأربعة بعكس ما ذكر؛ أعني بفتح الياء وإسكان الباء؛ لأنه ضد التحريك، وضم الشين وتخفيفها، وأخذ ضم الشين لهما من قوله: (واكسر الضم) وقوله (نعم عم في الشورى) معناه أن عاصما ونافعا وابن عامر يقرءون في موضع الشورى كقراءة ابن عامر ومن معه في المواضع الأربعة وموضع الشورى:
ذلِكَ الَّذِي يُبَشِّرُ اللَّهُ عِبادَهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ فيقرءون بضم الياء وتحريك الباء بالفتح وكسر الشين وتشديدها فتكون قراءة ابن كثير وأبي عمرو وحمزة والكسائي بفتح الياء وإسكان الباء وضم الشين وتخفيفها. وقوله (وفي التوبة اعكسوا لحمزة إلخ) معناه أن حمزة يقرأ بضد قراءة هؤلاء المذكورين وهم: ابن
عامر ومن ذكر معه في الترجمتين.
المعنى: أنه يقرأ في المواضع الآتية مثل قراءته في المواضع الماضية، والمواضع الآتية هي: يُبَشِّرُهُمْ رَبُّهُمْ بِرَحْمَةٍ مِنْهُ وَرِضْوانٍ في التوبة، يا زَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلامٍ، لِتُبَشِّرَ بِهِ الْمُتَّقِينَ كلاهما في مريم. والذي دلنا على أنه أراد الموضعين معا إطلاقه في قوله (مع كاف) أي مع ما في هذه السورة فشمل، موضعيها. وعبر عن مريم بكاف؛ لأنه أول هجائها والموضع الأخير هو إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلامٍ عَلِيمٍ وهو أول موضع في سورة الحجر. واحترز به عن الموضع الثاني فيها وهو: فَبِمَ تُبَشِّرُونَ فقد اتفق السبعة على قراءته بالتشديد. وأما أَبَشَّرْتُمُونِي فهو فعل ماض وكلامنا في الفعل المضارع وقد اتفق القراء على التشديد في الفعل الماضي والأمر في القرآن الكريم حيث وقعا نحو:
[الوافي في شرح الشاطبية: 234]
فَبَشَّرْناها بِإِسْحاقَ، فَبَشِّرْهُمْ بِعَذابٍ*). [الوافي في شرح الشاطبية: 235] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (86- .... .... .... .... .... = .... .... .... وَإِنَّ افْتَحَاً فُلَا). [الدرة المضية: 25]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (87 - يُبَشِّرُ كُلاًّ فِدْ .... .... = .... .... .... .... ....). [الدرة المضية: 25] (م)
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ): (ثم قال: وإن افتحا فلا أي قرأ مرموز (فا) فلا وهو خلف {أن الله يبشرك بيحيى} [39] بفتح الهمز أي بأن الله يبشرك وعلم من الوفاق للآخرين كذلك فاتفقوا). [شرح الدرة المضيئة: 109]
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ): (ثم قال:
ص - يبشر كلا (فـ)ـد قل الطائر (آ)تل طا = ئرًا (حـ)ـز نوفى اليا (طـ)ـوى افتح لما (فـ)ـلا
ش - أي قرأ المشار إليه (بفا) فد وهو خلف (يبشر) حيث وقع بتثقيل الشين كما نطق به ذلك {يبشرك} في الموضعين [39، 45] هنا و{يبشرهم} [21] في التوبة و{إنا نبشرك} في الحجر[53] ومريم [7] {لتبشر به} [97] بها {ويبشر المؤمنين} [9] بسبحان والكهف [2] وخرج من عموم قوله {يبشر} [23] في الشورى إذ ذكر الناظم حكمه في سورته وخرج أيضًا {فبم تبشرون} ثاني الحجر [54] فإنه متفق عليه بالتشديد للعشرة فإطلاقه للاعتماد على الشهرة وعلم من الوفاق للآخرين كذلك فاتفقوا). [شرح الدرة المضيئة: 109] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ مَذْهَبُ الْأَزْرَقِ عَنْ وَرْشٍ فِي تَرْقِيقِ الْمِحْرَابَ فِي بَابِ الرَّاءَاتِ، وَكَذَلِكَ مَذْهَبُ ابْنِ ذَكْوَانَ فِي إِمَالَةِ الْمَجْرُورِ مِنْهُ، بِلَا خِلَافِ وَالْخِلَافُ عَنْهُ فِي غَيْرِهِ فِي بَابِ الْإِمَالَةِ). [النشر في القراءات العشر: 2/239]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: فَنَادَتْهُ الْمَلَائِكَةُ فَقَرَأَ حَمْزَةُ وَالْكِسَائِيُّ وَخَلَفٌ، فَنَادَاهُ بِأَلِفٍ عَلَى الدَّالِ مُمَالَةٍ عَلَى أَصْلِهِمْ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِتَاءٍ سَاكِنَةٍ بَعْدَهَا). [النشر في القراءات العشر: 2/239]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: أَنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَى فَقَرَأَ ابْنُ عَامِرٍ وَحَمْزَةُ بِكَسْرِ الْهَمْزَةِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِفَتْحِهَا). [النشر في القراءات العشر: 2/239]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاتَّفَقُوا) عَلَى كَسْرِ هَمْزَةِ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِنْهُ لِأَنَّهُ بَعْدَ صَرِيحِ الْقَوْلِ.
(وَاخْتَلَفُوا) فِي: (يُبَشِّرُكِ وَنُبَشِّرُكَ) وَمَا جَاءَ مِنْ ذَلِكَ فَقَرَأَ حَمْزَةُ وَالْكِسَائِيُّ، يُبَشِّرُكَ فِي الْمَوْضِعَيْنِ هُنَا وَيُبَشِّرُ فِي سُبْحَانَ وَالْكَهْفِ بِفَتْحِ الْيَاءِ وَفَتْحِ الشِّينِ وَضَمِّهَا مِنَ الْبِشْرِ، وَهُوَ الْبُشْرَى وَالْبِشَارَةُ، زَادَ حَمْزَةُ فَخَفَّفَ يُبَشِّرُهُمْ فِي التَّوْبَةِ وَإِنَّا نُبَشِّرُكَ فِي الْحِجْرِ (وَإِنَّا نُبَشِّرُكَ، وَلِتُبَشِّرَ بِهِ الْمُتَّقِينَ) فِي مَرْيَمَ.
وَأَمَّا الَّذِي فِي الشُّورَى، وَهُوَ ذَلِكَ الَّذِي يُبَشِّرُ اللَّهُ فَخَفَّفَهُ ابْنُ كَثِيرٍ وَأَبُو عَمْرٍو وَحَمْزَةُ وَالْكِسَائِيُّ،
[النشر في القراءات العشر: 2/239]
وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِضَمِّ الْيَاءِ وَتَشْدِيدِ الشِّينِ مَكْسُورَةً مِنْ (بَشَّرَ) الْمُضَعَّفِ عَلَى التَّكْثِيرِ.
(وَاتَّفَقُوا) عَلَى تَشْدِيدِ فَبِمَ تُبَشِّرُونَي فِي الْحِجْرِ لِمُنَاسَبَتِهِ مَا قَبْلَهُ وَمَا بَعْدَهُ مِنَ الْأَفْعَالِ الْمُجْتَمَعِ عَلَى تَشْدِيدِهَا وَالْبِشْرُ وَالتَّبْشِيرُ وَالْإِبْشَارُ ثَلَاثُ لُغَاتٍ فَصِيحَاتٍ). [النشر في القراءات العشر: 2/240] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ حمزة والكسائي وخلف {فنادته الملائكة} [39] بألف بعد الدال ممالةٍ على أصلوهم، والباقون بتاء ساكنة بعدها). [تقريب النشر في القراءات العشر: 481]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ حمزة وابن عامر {أن الله} [39] بكسر الهمزة، والباقون بفتحها). [تقريب النشر في القراءات العشر: 481]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ حمزة والكسائي {يبشرك} في الموضعين هنا [39، 45]، {ويبشرُ} في سبحان [9]، والكهف [2] بفتح الياء وتخفيف الشين وضمها، وكذا حمزة وحده في {يبشرهم} في التوبة [21]، و{إنا نبشرك} في الحجر [53]، و{إنا نبشرك} [مريم: 7]، و{لتبشر به} في مريم [97]، وكذلك ابن كثير وأبو عمرو وحمزة والكسائي {يبشر الله عباده} في الشورى [23]، والباقون بضم الياء وتشديد الشين مكسورة). [تقريب النشر في القراءات العشر: 481] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (527 - نادته ناداه شفا وكسر أن = ن الله في كم يبشر اضمم شدّدن
528 - كسرًا كالاسرى الكهف والعكس رضى = وكاف أولى الحجر توبةٌ فضا
529 - ودم رضىً حلا الّذى يبشّر = .... .... .... .... .... ). [طيبة النشر: 68]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (نادته ناداه (ش) فا وكسر أن = ن الله (ف) ي (ك) م يبشر اضمم شدّدن
يعني قرأ ناداه بالتذكير على ما لفظ به موضع نادته بالتأنيث حمزة والكسائي وخلف وهم على أصولهم بالإمالة، والباقون بالتأنيث، وقد لفظ بالقراءتين ووجه القراءتين أنه فعل أسند إلى الملائكة والملائكة جمع تذكيره وتأنيثه على القاعدة كما تقول قام الرجال وقامت الرجال وقام النساء وقامت النساء، والتأنيث على تأويل الجماعة، والتذكير على تأويل الجمع قوله: (يبشر) هو «إن الله يبشرك بيحيى، إن الله يبشرك بكلمة منه» قوله: (وكسر أن) أي وكسر الهمزة من قوله
[شرح طيبة النشر لابن الجزري: 206]
تعالى «إن الله» يعني إن الله يبشرك بيحيى حمزة وابن عامر على تقدير فقال إن الله أو أنه أقيم النداء مقام القول، والباقون على تقدير فنادته بأن الله: أي بهذا اللفظ ثم حذف الجار وحذفه من مثل ذلك شائع كثير ولكن اختلف النحويون هل يبقى أن مع ما بعدها في موضع نصب أو خفض.
كسرا كالاسرى الكهف والعكس (ر) ضى = وكاف أولى الحجر توبة (ف) ضا
في الإسراء، يعني قوله تعالى «ويبشر المؤمنين» وفي الكهف، يريد قوله تعالى «ويبشر المؤمنين» قوله: (والعكس) يعني عكس هذه الترجمة التي ذكرها، ففتح الياء وضم الشين مخففة حمزة والكسائي في المواضع الثلاثة قوله: (وكاف) يعني «إنا نبشرك، وتبشر به المتقين، وفي الحجر «إنا نبشرك بغلام» احترز عن «فبم تبشّرون» فإنه لا خلاف في ضمه وتشديده، وفي التوبة «يبشّرهم ربهم برحمة» قوله: (فضا) أي قرأ حمزة كذلك أي بعكس تلك الترجمة أيضا في الأربعة الأحرف من السور الثلاث المذكورة.
و (د) م (ر) ضى (ح) لا الّذي يبشّر = نعلّم اليا (إ) ذ (ثوى) (ن) ل واكسروا
أي وقرأ ابن كثير وحمزة والكسائي وأبو عمرو «ذلك الذي يبشر الله عباده» كذلك: أي بالفتح وضم الشين مخففا). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 207]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
نادته ناداه (شفا) وكسر أن = ن الله (ف) ى كم يبشر اضمم شدّدن
ش: أي: قرأ مدلول (شفا) حمزة والكسائي وخلف فناداه الملائكة [آل عمران: 39] بألف على التذكير، والباقون بالتاء على التأنيث، واستغنى بلفظهما.
وقرأ ذو فاء (في) حمزة وكاف (كم) ابن عامر إن الله يبشرك [آل عمران: 39] بكسر الهمزة والباقون بفتحها.
تنبيه:
علم أن الخلاف [في] أنّ الله يبشّرك [آل عمران: 39] لا إنّ الله يرزق [آل
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/236]
عمران: 37] من الترتيب، والمميلون على أصولهم.
وجه التذكير: أنه مسند لجمع مذكر، والتأنيث: أنه مسند لجمع مؤنث، أو على تأويل جمع وجماعة، أو باعتبار الحقيقي والمجازي، والرسم واحد.
ووجه كسر: (إن) تضمين (ناداه) معنى القول، أو إضماره بعده، والهاء مفعوله الأول، وثانيهما مقدر، أي: يا زكريا ومن ثم تعين كسر «إن» لئلا يعمل «نادى» في ثلاثة.
ووجه فتحهما: تقديره: بأن الله، والمحل على الخلاف، وهو ثاني مفعوليه.
تتمة:
تقدم ترقيق المحراب [آل عمران: 39] للأزرق، وإمالته لابن ذكوان، والخلاف في غير المجرور.
ثم كمل فقال:
ص:
كسرا كالاسرى الكهف والعكس (رضى) = وكاف أولى الحجر توبة (ف) ضا
و (د) م (رضى) (ح) لا الذي يبشّر = نعلّم اليا (إ) ذ (ثوى) (ن) لـ واكسروا
ش: أي: قرأ القراء كلهم يبشّرك بيحيى [آل عمران: 39]، ويبشّرك بكلمة منه هنا [آل عمران: 45] [و] ويبشّر المؤمنين بالإسراء [الآية: 9] والكهف [الآية: 2] بضم الياء، وفتح الباء الموحدة، وتشديد الشين.
وعكس مدلول (رضى) حمزة والكسائي، فقرأ بفتح الياء وسكون الباء وضم الشين، وتخفيفها.
وقرأ ذو فاء (فضا) حمزة بهذه الترجمة في سورة «مريم»، وهي مراده بـ (كاف)؛ لأنها أول هجائها - يا زكريا إنا نبشرك بغلام [الآية: 7]، ولتبشر به التقين [الآية: 97]، وإنا نبشرك بغلام (أول) [الحجر] [الآية: 7]، ويبشرهم ربهم بالتوبة [الآية: 21].
والباقون بالتشديد كالأولى، وقرأ ذو دال (دم) ابن كثير و(رضى) حمزة والكسائي وحاء (حلا) أبو عمرو ذلك الذي يبشر الله بالشورى [الآية: 23]، بالفتح والتخفيف،
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/237]
والباقون بالضم والتشديد.
وقرأ ذو ألف (إذ) نافع ونون (نل) عاصم و(ثوى) أبو جعفر ويعقوب- ويعلّمه الكتب [آل عمران: 48] بالياء، والباقون بالنون.
تنبيه:
علمت كيفية العكس من اللفظ، وكلمة (الحجر) وأول «مريم» بالنون، وآخرها بالتاء، والبواقي ست بالياء، وصح عطفها باعتبار المضارع، وقيد (الحجر) بالأول؛ ليخرج مّسّني الكبر فبم تبشّرون [الحجر: 54]؛ فإنه متفق بالتشديد؛ لمناسبة ما قبله وما بعده من الأفعال المجمع على تشديدها.
والبشرة: ظاهر الجلد، وبشره بالتشديد للحجاز، [و] بالتخفيف لغيرهم، وكلاهما بمعنى.
أو المخفف بمعنى: أفرحه، وأبشره أقل إذا أخبره بما يغير بشرة وجهه بانبساط خير وانقباض شر.
[قال الجوهري: ولا يستعمل في الشر إلا مقيدا؛ فدل على عكسه في الخير].
وجه تشديد الكل: الحجازية.
ووجه تخفيفه الأخرى، ويعطي المعنى؛ إذ لا مبالغة في المرة، وهي الفصحى؛ بدليل [نحو:] فبشّرنها بإسحاق [هود: 71] [هود: 71].
ووجه التخصيص: الجمع.
وقال اليزيدي عن أبي عمرو: إنه إنما خفف الشورى؛ لأنها بمعنى ينضرهم؛ إذ ليس فيه نكد، أي: يحسن وجوههم، يتعدى لواحد.
ووجه ياء الغيب: مناسبة قوله: يبشّرك [آل عمران: 39] ويخلق [آل عمران: 47] وقضى [آل عمران: 47] ووجه النون: أنه إخبار من الله تعالى بنون العظمة خبرا لقولها: أنّى يكون لي ولد
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/238]
[آل عمران: 47] على الالتفات، وهو المختار). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/239] (م)
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (تتمة:
تقدم ترقيق المحراب [آل عمران: 39] للأزرق، وإمالته لابن ذكوان، والخلاف في غير المجرور). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/237] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأمال "المحراب" المجرور ابن ذكوان من جميع طرقه، وهو في موضعين في المحراب هنا ومن المحراب بمريم، وأما المنصوب وهو أيضا بموضعين "زَكَرِيَّا الْمِحْرَاب" هنا "تَسَوَّرُوا الْمِحْرَاب" بـ"ص" فأمالهما عنه النقاش عن الأخفش وفتحهما الصوري وابن الأحزم عن الأخفش، ورقق الأزرق راءه حيث وقع). [إتحاف فضلاء البشر: 1/476] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأمال "أنى" حمزة والكسائي وخلف وبالفتح والصغرى الأزرق والدوري عن أبي عمرو). [إتحاف فضلاء البشر: 1/476]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "فَنَادَتْهُ الْمَلائِكَةُ" [الآية: 39] فحمزة والكسائي وكذا خلف بألف ممالة بعد الدال على أصولهم، وافقهم الأعمش والباقون بتاء التأنيث ساكنة بعدها، والفتح، والفعل مسند لجمع مكسر فيجوز فيه التذكير باعتبار الجمع والتأنيث باعتبار الجماعة). [إتحاف فضلاء البشر: 1/477]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "أَنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَى" [الآية: 39] بعد قوله: فنادته الملائكة، فابن عامر وحمزة بكسر الهمزة إجراء للنداء مجرى القول على مذهب الكوفيين، أو إضمار القول على مذهب البصريين وافقهما الأعمش، والباقون بالفتح على حذف حرف الجر أي: بأن.
واختلف في "يبشرك" و"نبشرك" وما جاء منه فحمزة والكسائي في الموضعين هنا "ويبشر" [بسبحان الآية: 9] و[الكهف الآية: 2] بفتح الياء وإسكان الباء وضم الشين مخففة من البشر وهو البشارة، وافقهما الأعمش وزاد حمزة فخفف "يبشرهم" [بالتوبة الآية: 21] والأولى من [الحجر الآية: 54] "إِنَّا نُبَشِّرُك" وموضعي [مريم الآية: 7، 97] "إنا نبشرك، ولتبشر به المتقين" وافقه المطوعي وخفف ابن كثير وأبو عمرو وحمزة والكسائي "ذَلِكَ الَّذِي يُبَشِّرُ اللَّه" [بالشورى الآية: 23] وافقهم الأربعة
[إتحاف فضلاء البشر: 1/477]
والباقون بضم الياء وفتح الباء وكسر الشين مشددة في الجميع من بشر المضعف لغة الحجاز، قال اليزيدي عن أبي عمرو: إنه إنما خفف الشورى؛ لأنها بمعنى ينضرهم إذ ليس فيه نكد أي: يحسن وجوههم معدى لواحد فالمختلف فيه تسع كلمات، كما ذكر واتفقوا على تشديد "فَبِمَ تُبَشِّرُون" [بالحجر الآية: 54] ). [إتحاف فضلاء البشر: 1/478]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (ومر قريبا اجعل لي آية، وكذا همز نبيا). [إتحاف فضلاء البشر: 1/478] (م)
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ):
( {فنادته} [39] قرأ الأخوان بألف بعد الدال، والباقون بتاء تأنيث ساكنة، فتحذف الألف، والفعل المسند لجمع التكسير يذكر ويؤنث باعتبار تأويله بالجمع والجماعة). [غيث النفع: 470]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {في المحراب أن الله} قرأ الشامي وحمزة بكسر همزة {أن} والباقون بالفتح). [غيث النفع: 470]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {يبشرك} [39 - 45] معًا، قرأ الأخوان بفتح الياء وإسكان الموحدة وتخفيف الشين وضمها، والباقون بضم الياء وفتح الباء وتشديد الشين مكسورة). [غيث النفع: 470] (م)
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {ونبيئًا} لا يخفى). [غيث النفع: 470]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {فَنَادَتْهُ الْمَلَائِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ أَنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَىٰ مُصَدِّقًا بِكَلِمَةٍ مِّنَ اللَّهِ وَسَيِّدًا وَحَصُورًا وَنَبِيًّا مِّنَ الصَّالِحِينَ}
{فَنَادَتْهُ الْمَلَائِكَةُ} قرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو وابن عامر وعاصم وابن مسعود
[معجم القراءات: 1/485]
«فنادته» بالتاء.
- وقرأ حمزة والكسائي وخلف والأعمش «فنادِاه» بالألف الممالة بعد الدال.
- وقرأ ابن عباس وابن مسعود وعلي «فناداه» بالألف من غير ﺇمالة، والقراءة بالألف اختيار أبي عبيد.
- وقرأ عبد الله بن مسعود «فناداه جبريل» بوضع جبريل بدلاً من «الملائكة» في قراءة الجماعة، وذكروا أنها كذلك في مصحفه.
{وَهُوَ قَائِمٌ}
- قرأ قالون وأبو عمرو والكسائي «وَهْوَ» بسكون الهاء.
- وقراءة الباقين بالضم «وَهٌوَ».
- وتقدّم مثل هذا في الآيتين /29 و85 من سورة البقرة.
{الْمِحْرَابِ}
- تقدّم الحديث عن ﺇمالته، وترقيق الراء في الآية /37 فانظره هناك.
[معجم القراءات: 1/486]
{أَنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكَ}
- قرأ حمزة والكسائي وابن عامر والأعمش «إن الله..» بكسر الهمزة.
فهو عند البصريين على ﺇضمار القول، وعند الكوفيين لا ﺇضمار، لان غير القول مما هو في معناه كالنداء والدعاء يجري مجري القول في الحكاية «أن الله...» على تقدير حرف الجر أي، بأن الله، ورجح الطبري هذه القراءة قال: «بمعنى فنادته الملائكة بذلك».
وقرأ عبد الله بن مسعود «يا زكريا إن الله» وجاء كذلك في مصحفه.
قال أبو حيان (فقوله: يا زكريا، هو معمول النداء فهو ف موضع نصب، ولا يجوز فتح إن على هذه القراءة لأن الفعل قد استوفي مفعوليه وهما الضمير والمنادي».
[معجم القراءات: 1/487]
{يُبَشِّرُكَ }
- قرأ نافع وابن عامر وابن كثير وأبو عمرو وعاصم وأبو جعفر ويعقوب «يُبَشِّرُكَ» مشدداً من «بَشَّر».
- ورَجًّها الطبري علي غيرها، لأنها اللغة السائرة، والكلام المستفيض المعروف في الناس.
- وقرأ حمزة والكسائي والأعمش « يُبَشِّرُكَ » مخففاً من «بَشَر».
- قال الطبري: «بمعنى أن الله يَسٌرُّك بولدٍ يهبه لك..» ثم ذكر أنها لغة أهل تهامة من كنانة وغيرهم من قريش، وإنهم يقولون بَشَرْتٌ فلاناٌ أبٌشره.
- وقرأ عبد الله بن مسعود ومجاهد وحميد بن قيس الأعرج «يٌبْشِرُك» بضم الياء وسكون الباء وكسر الشين خفيفة من «أَبْشَرَ».
- وذكر ابن عطية أنها قراءة عبد الله بن مسعود في كل القرآن. وهي لغة واقل تهامة.
{بِيَحْيَىٰ}
- قرأه باﻹمالة حمزة والكسائي وخلف.
[معجم القراءات: 1/488]
- وقراءة الأزرق وورش بالفتح والتقليل، وقراءة أبي عمرو بالتقليل أيضاً بخلاف عنه.
- وقراءة الباقين بالفتح.
{بِكَلِمَةٍ}
- قراءة الجماعة «بكَلِمَةِ» بفتح الكاف وكسر اللام.
- وقرأ أبو السمال العدوي «بِكِلْمَةِ» يكسر الكاف وسكون اللام في جميع القران، وهي لغة فصيحة، مثل كَتِف وكِتْف.
{وَنَبِيًّا}
- قراءة الجماعة «ونبيّاً» بياء مشدّودة.
- وقراءة نافع «ونبيئا» بالهمزة حيث ورد، وكذلك ما كان من هذا الباب، فهو سبيله في قراءته). [معجم القراءات: 1/489]

قوله تعالى: {قَالَ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَقَدْ بَلَغَنِيَ الْكِبَرُ وَامْرَأَتِي عَاقِرٌ قَالَ كَذَلِكَ اللَّهُ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ (40)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وعن ابن محيصن والمطوعي تسكين ياء الإضافة من بلغني الكبر وهي زائدة على العدد). [إتحاف فضلاء البشر: 1/478]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {قَالَ رَبِّ أَنَّىٰ يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَقَدْ بَلَغَنِيَ الْكِبَرُ وَامْرَأَتِي عَاقِرٌ ۖ قَالَ كَذَٰلِكَ اللَّهُ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ}
{قَالَ رَبِّ} تقدم في الآية / 38 ﺇدغام اللام في الراء.
{أَنَّىٰ} تقدًّمت اﻹماله فيه في الآية /37.
{بَلَغَنِيَ الْكِبَرُ} قرأ ابن محيصن المطوعي والدوري عن اليزيدي عن أبي عمرو «بلغني الكبر» بسكون الياء، وتسقط لفظاً لالتقاء الساكنين.
- وقراءة الجماعة بفتحها «بلغنيَ الكبر».
{عَاقِرٌ ۖ} رقق الأزرق وورش الراء بخلاف عنهما.
{يَشَاءُ} تقدم في الآية / 213 الوقف عليه، وحكم الهمزة). [معجم القراءات: 1/489]

قوله تعالى: {قَالَ رَبِّ اجْعَلْ لِي آَيَةً قَالَ آَيَتُكَ أَلَّا تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ إِلَّا رَمْزًا وَاذْكُرْ رَبَّكَ كَثِيرًا وَسَبِّحْ بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكَارِ (41)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وعن المطوعي رمزا بفتح الميم). [إتحاف فضلاء البشر: 1/478]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأمال الإبكار أبو عمرو وابن ذكوان بخلفه والدوري عن الكسائي، وقلله الأزرق). [إتحاف فضلاء البشر: 1/478]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (ومر قريبا اجعل لي آية، وكذا همز نبيا). [إتحاف فضلاء البشر: 1/478] (م)
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ):
( {قال رب اجعل لي ءاية} [41] قرأ نافع والبصري بفتح ياء {لي} والباقون بالإسكان). [غيث النفع: 470]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {قَالَ رَبِّ اجْعَل لِّي آيَةً ۖ قَالَ آيَتُكَ أَلَّا تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ إِلَّا رَمْزًا ۗ وَاذْكُر رَّبَّكَ كَثِيرًا وَسَبِّحْ بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكَارِ}
{قَالَ رَبِّ} تقدّم ﺇدغام اللام في الراء في الآية / 38.
{اجْعَل لِّي آيَةً ۖ} قرأ نافع وأبو جعفر وأبو عمرو وابن شنبوذ عن ابن كثير واليزيدية «.... لي أية» بفتح الياء وصلاً.
- وقراءة الباقين بسكونها «لي أية».
{آيَةً ۖ} قراءة الكسائي في الوقف بإمالة الهاء وما قبلها.
{أَلَّا تُكَلِّمَ النَّاسَ} قراءة الجماعة «أَلَّا تُكَلِّمَ الناس» بنصب الفعل ب «أنْ».
- وقرأ ابن أبي علبة «أَلَّا تُكَلِّمَ الناس» برفع الفعل على أنَّ «أَنْ» مخففة من الثقيلة، أى: أنه لا تكلمُ..، واسمها محذوف، ضمير الشأن، أو على إجراء «أَنْ» مجري «ما» المصدرية، وأنْ وما في حيزها في محل رفع خير «أيتك».
{إِلَّا رَمْزًا ۗ} قراءة الجماعة «رَمْزاً» بفتح أوله وسكون ثانيه.
- وقرأ الأعمش والمطوّعي «رَمَزاً» بفتح الميم والراء على انه جمع رامز، مثل خادم وخَدَم.
[معجم القراءات: 1/490]
- وقرأ علقمة بن قيس ويحيي بن وثاب والأعمش «رُمُزاً» بضم الراء والميم.
- وخُرِّج على انه جمع رَمُوز، مثل رَسُول / ورُسُل، أو هو مصدر جاء على فُعُل أتبعت العين فيه الفاء، كاليُسيْر واليُسيُر.
- وقرئ «إلا رُمْزاً» بإسكان الميم بعد الضمة.
{رَّبَّكَ كَثِيرًا}
- قرأ أبو عمرو ويعقوب بإدغام الكاف في الكاف.
{كَثِيرًا}
- رقق الأزرق وورش الراء في الوصل، وبالوجهين في الوقف،
- وقراءة الجماعة بالتفخيم في الحالين.
{وَالْإِبْكَارِ}
- ذكر الأخفش عن بعض القراء «والأبكار» بفتح الهمزة جمع بَكَر بفتح الباء والكاف.
- نقل هذا ابن خالويه عن الأخفش، ولم أجده منسوقاً عن الأخفش في موضع هذه الآية، ووجدته عنده في سياق الحديث عن الآية / 15 من سورة الرعد.
- وقال الأخفش: «والذين قالوا» «الأبكار» احتجوا بأنهم جمعوا «بَكْراً» على «أبكار»، وبَكْرٌ لا تجمع، لأنه اسم ليس بمتمكٌن، وهو أيضاً مصدر مثل: اﻹبكار».
[معجم القراءات: 1/491]
- والضبط في البحر: جمع بَكَر بفتحتين، والضبط في معاني الأخفش: «بَكْر» كذا بفتح فسكون، وجاء الضبط في الكشاف موافقاً لما ضبط أبو حيان قال: كسَحر وأسَحْار.
- وقال الشهاب: جمع بَكَر كسحر لفظاً ومعنى، وهو نادر الاستعمال.
- وقراءة الجماعة «اﻹبكار» بكسر الهمزة وهو مصدر.
- وقرأ «اﻹبكِار» باﻹمالة أبو عمرو والدوري عن الكسائي وابن ذكوان من طريق الصوري.
- وقرأه بالتقليل الأزرق وورش.
- وقراءة الباقين بالفتح، وهي رواية الأخفش عن ابن ذكوان). [معجم القراءات: 1/492]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين

جمهرة علوم القرآن 3 صفر 1440هـ/13-10-2018م 10:33 AM

سورة آل عمران
[من الآية (42) إلى الآية (44) ]

{وَإِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاءِ الْعَالَمِينَ (42) يَا مَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ وَاسْجُدِي وَارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِينَ (43) ذَلِكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يُلْقُونَ أَقْلَامَهُمْ أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يَخْتَصِمُونَ (44)}

قوله تعالى: {وَإِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاءِ الْعَالَمِينَ (42)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأمال "اصطفاك" معا حمزة والكسائي وخلف وقلله الأزرق بخلفه). [إتحاف فضلاء البشر: 1/478]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَإِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَىٰ نِسَاءِ الْعَالَمِينَ}
{قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ}
- قراءة الجماعة «قلت الملائكة» بتأنيث الفعل.
- وقرأ عبد الله بن مسعود وعبد الله بن عمرو، [أبو عبد الله بن عمر] «قال الملائكة» بدون التاء.
{اصْطَفَاكِ.... وَاصْطَفَاكِ}
- أمالهما حمزة والكسائي وخلف.
- وقرأهما بالفتح والتقليل الأزرق وورش.
[معجم القراءات: 1/492]
- والباقون بالفتح). [معجم القراءات: 1/493]

قوله تعالى: {يَا مَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ وَاسْجُدِي وَارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِينَ (43)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {يَا مَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ وَاسْجُدِي وَارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِينَ}
- قرأ عبد الله بن مسعود «واركعي واسجدي في الساجدين».
{ذَٰلِكَ مِنْ أَنبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ ۚ وَمَا كُنتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يُلْقُونَ أَقْلَامَهُمْ أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ وَمَا كُنتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يَخْتَصِمُونَ}
{نُوحِيهِ}
- قرأ ابن كثير في الوصل «نوحيهي» بوصل الهاء بياء.
- وقراءة الجماعة «نوحيهِ» بهاء مكسورة.
{لَدَيْهِمْ إِذْ}
- قرأ حمزة ويعقوب والمطوعي «لديهُم» بضم الهاء على الأصل.
- وخلف يسكت على الميم بخلاف عنه.
- وقرأ قالون بخلاف عنه وابن كثير وأبو جعفر وابن محيصن وورش في الوصل «لديهمو اذا» بضم الميم ووصلها بواو في اللفظ.
- وقراءة الباقين بسكون الميم للتخفيف «لديهِمْ»). [معجم القراءات: 1/493]

قوله تعالى: {ذَلِكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يُلْقُونَ أَقْلَامَهُمْ أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يَخْتَصِمُونَ (44)}
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (يَكْفُلُ) بفتح الفاء ابن المنادي عن نافع والمري عن ابْن كَثِيرٍ، الباقون بضم الفاء، وهو الاختيار لأنه أشهر وكسر فائها أحمد بن موسى اللؤلؤي عن أَبِي عَمْرٍو). [الكامل في القراءات العشر: 516]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {لديهم} [44] معًا قرأ حمزة بضم الهاء، والباقون بالكسر). [غيث النفع: 470]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين

جمهرة علوم القرآن 3 صفر 1440هـ/13-10-2018م 10:35 AM

سورة آل عمران
[من الآية (45) إلى الآية (48) ]

{إِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ (45) وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلًا وَمِنَ الصَّالِحِينَ (46) قَالَتْ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي وَلَدٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ قَالَ كَذَلِكِ اللَّهُ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ إِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (47) وَيُعَلِّمُهُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ (48)}

قوله تعالى: {إِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ (45)}
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ({يبشرك} [39، 45]، حيث جاء: خفيف إلا {فبم تبشرون} حمزة. وافق علي إلا في التوبة [21]، والحجر [53]، ومريم [7، 97]. وافق مكي، وأبو عمرو في عسق). [المنتهى: 2/628] (م)
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (حمزة، والكسائي: {يبشرك} (39، 45) في الموضعين هنا، وفي سبحان (9)، والكهف (2): {يبشر المؤمنين}: بفتح الياء، وإسكان الباء، وضم الشين مخففًا في الأربعة.
وحمزة: في التوبة (21): {يبشرهم}، وفي الحجر (53): {إنا نبشرك}، وفي مريم: {إنا نبشرك} (7)، و: {لتبشر به} (97): بتلك الترجمة في الأربعة أيضًا.
والباقون: بضم الأول، وكسر الشين مشددًا، في الجميع). [التيسير في القراءات السبع: 251] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(حمزة والكسائيّ (يبشرك) في الموضعين هنا وفي سبحان والكهف (ويبشر) بفتح الياء وإسكان الباء وضم الشين مخففا في الأربعة وحمزة في التّوبة (يبشرهم) وفي الحجر (إنّا نبشرك) وفي مريم (إنّا نبشرك ولتبشر به) بتلك التّرجمة في الأربعة أيضا والباقون لتبشر بضم الأول وكسر الشين مشددا في الجميع). [تحبير التيسير: 322] (م)
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (555 - مَعَ الْكَهْفِ وَالإِسْرَاءِ يَبْشُرُ كَمْ سَمَا = نَعَمْ ضُمَّ حَرِّكْ وَاكْسِرِ الضَّمَّ أَثْقَلاَ
[الشاطبية: 44]
556 - نعَمْ عَمَّ فِي الشُّورَى وَفي التَّوْبَةِ اعْكِسُوا = لِحَمْزَةَ مَعْ كَافٍ مَعَ الْحِجْرِ أَوَّلاَ). [الشاطبية: 45] (م)
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([555] مع الكهف والإسراء يبشرُ (كـ)م (سما) (نـ)عم ضم حرك واكسر الضم أثقلا
يقول: (يبشر) هاهنا في آل عمران وهو موضعان: {يبشرك} و{يبشرك}.
(مع الكهف والإسراء... ضم)، يعني في الياء.
(حرك)، يعني افتح؛ يريد افتح الياء، لأن التحريك إذا جرى غير مقيد، فهو الفتح، وضده الإسكان.
(واكسر الضم)، يعني في الشين؛ وقيده بقوله: (اكسر الضم).
ولو قال: واكسر، وسكت، لكان ضده الفتح. فلذلك قيده.
(أثقلا)، أي في حال ثقله.
و(كم) هاهنا خبرية؛ أي سما سموًا كثيرًا.
وقوله: (نعم)، قدر أن قائلا قال له لما ذكر يبشر في السور الثلاث، وأثنى عليه ما شأنه فقال: (نعم ضم حرك واكسر الضم أثقلا).
وإنما أشار إلى قوة التشديد وسموه لشهرته عن إنكار المنكرين كما قال أبو حاتم في التخفيف: «لا نعرف فيه أصلًا نعتمد عليه وأنكره».
[فتح الوصيد: 2/778]
وأيضًا، فإنهم أجمعوا على تشديد {فبشر عباد} وعلی {فبشره بمغفرة}، وعلى {فبشرنها بإسحق} و {فشرنه بغلم} وعلى {فشرهم بعذاب} ... إلى غير ذلك. وهو أكثر استعمالًا في الكلام وأسير.
والذي قاله أبو حاتم ليس بصواب. وبشَّرته وبَشرته وأبشرته، تستعمل معنى واحد.
يقال: بشرته بالتخفيف وأبشر وبشر، أي سر وفرح.
قال الشاعر:
ثم أبشرت إذ رأيت سواما = وبيوتًا مبثوثة وجلالا
ومنه قوله تعالى: {وأبشروا بالجنة}.
وفي الحديث إن النبي صلى الله عليه وسلم قال لرجل: «إن الله يبشرك بغلام». بالتخفيف؛ فولد له غلام.
وقال الشاعر - أنشده الفراء-:
بشرت عيالي إذ رأيت صحيفةً = أتتك من الحجاج يتلی كتابها
وأصل ذلك كله، أن بشرة الوجه تنبسط عند السرور.
وتقول: فلانٌ ذو بشرٍ، أي وجه منبسط.
[فتح الوصيد: 2/779]
ويقال: بشره بالتشديد من البشارة. وبشره يبشره بالتخفيف، أي سره. لذلك ما حكى اليزيدي عن أبي عمرو أنه خفف التي في الشورى، لأنه ليس فيها بـ: كذا قال: ومعناها ينضر الله وجوههم، أي ترى النضرة فيها.
[556] (نـ)عم (عم) في الشورى وفي التوبة اعكسوا = لـ (حمزة) مع كافٍ مع الحجر أولا
أي عم هذا الحكم في الشورى، وهو التثقيل مع الضم والفتح المذكور.
(وفي التوبة أعكسوا)، فيكون موضع الضم الفتح، وموضع التحريك الإسكان، وموضع كسر الضم الضم، وموضع التثقيل التخفيف، فيقرأ {يبشرهم ربهم}.
(مع كاف): في أولها: {إنا نبشرك بغلم}، وفي آخرها: {لتبشر به المتقين}. مع الأول في الحجر: {لا توجل إنا نبشرك}.
وهذه الترجمة لم يأت بها أحد وجيزة سليمة من الاختلال في ما علمت إلا صاحب القصيد.
والمختلف فيه تسعة مواضع: خفف حمزة جميعها، ووافقه الكسائي على خمسة منها وهي: موضعا آل عمران، وموضع في الإسراء، وموضع في الكهف: {ويبشر المؤمنين الذين}، وفي الشوری: {ذلك الذي يبشر الله}.
ووافقه أبو عمرو وابن كثير على الذي في الشورى.
وما سوى ذلك فبالتشديد لهما وللباقين). [فتح الوصيد: 2/780] (م)
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [555] مع الكهف والإسراء يبشر كم سما = نعم ضم حرك واكسر الضم أثقلا
ح: (يبشر): مبتدأ، (كم سما): خبره، والتقدير: كم مرة سما، أي: سموًا كثيرًا، (نعم): حرف الإيجاب، جواب سؤال مقدر، كأنه قيل له: صف ما شأنه؟ (أثقلا): حال من الضم، أي: اكسر المضموم مشددًا.
ص: أي: قرأ ابن عامر ونافع وأبو عمرو وابن كثير وعاصم: {يبشرك} في الموضعين هنا، وهما: {أن الله يبشرك بيحيى} [39]، {إن الله يبشرك بكلمةٍ} [45]، و{يبشر المؤمنين} في أول الإسراء [9] والكهف [2] بضم الياء وتحريك الباء، أي: فتحها، وكسر الشين مع تشديدها على أنه من (بشر: يبشر).
والباقون وهم حمزة والكسائي {يبشر} في المواضع الأربعة
[كنز المعاني: 2/104]
بفتح الياء وإسكان الباء وضم الشين من غير تشديد من (بشر) الثلاثي.
وهما لغتان، قال الفراء منشدًا.
بشرت عيالي إذ رأيت صحيفةً = أتتك من الحجاج يُتلى كتابها
لكن اللغة الأولى أشهر، وبها نزل المواضع المجمع عليها، نحو: {فبشره بمغفرةٍ} [يس: 11]، {فبشرناه بغلامٍ} [الصافات: 101]، {ومبشرًا برسول} [الصف: 6].
[556] نعم عم في الشورى وفي التوبة اعكسوا = لحمزة مع كاف مع الحجر أولا
ح: (نعم): عوض عن جملة مقدرة، أي: نعم ... الأمر كذلك، وفاعل (عم): الحكم، أي: عم الحكم في الشورى، و(في التوبة): ظرف (اعكسوا)، (لحمزة): حال من العكس الدال عليه (اعكسوا)، (مع كافٍ): متعلق بالتوبة، وصرف (كافٍ) للضرورة، (أولا): ظرف، أي: الحرف الواقع أولًا.
[كنز المعاني: 2/105]
ص: يعني: قرأ عاصم ونافع وابن عامر في {حم، عسق} سورة الشورى: {ذلك الذي يبشر الله عباده} [23] بالتشديد أيضًا، وخالف ابن كثير وأبو عمرو أصلهما بالتخفيف اتباعًا للنقل.
ثم قال: (اعكسو لحمزة)، أي: خففوا لحمزة، لأن عكس التثقيل التخفيف، يعني: ضده، أي: قرأ حمزة بالتخفيف في التوبة: {يبشرهم ربهم برحمةٍ} [21]، و{إنا نبشرك بغلام اسمه}، و{لتبشر به المتقين} كلاهما في {كهيعص} [مريم: 7، 97].
وفي أول الحجر: {لا توجل إنا نبشرك بغلام} [53]، واحترز بقوله: (أولًا) عن الثاني، وهو: {فبم تبشرون} [54] إذ لا خلاف في تشديده). [كنز المعاني: 2/106] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (553- مَعَ الكَهْفِ وَالإِسْرَاءِ يَبْشُرُ "كَـ"ـمْ "سَمَا"،.. "نَـ"ـعَمْ ضُمَّ حَرِّكْ وَاكْسِرِ الضَّمَّ أَثْقَلا
أي: لفظ يبشر هنا وفي سورتي الإسراء والكهف، أما في آل عمران فموضعان: {أَنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَى}، {إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِنْهُ}، وفي أول الإسراء: {وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ}، والكهف: {وَيُبَشِّرَ الْمُؤْمِنِينَ}، الخلاف في هذا الفعل المضارع في هذه الأربعة هل هو مضارع فَعَل بتخفيف العين كخرج، أو مضارع فعَّل بتشديدها كسوَّل وهما لغتان إلا أن المشدد مجمع عليه في القرآن في الفعل الماضي والأمر: {وَبَشَّرْنَاهُ بِإِسْحَاقَ}، {فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ}، فهذا مما يقوي التشديد في المضارع، وقال الشاعر:
بشرت عيالي إذ رأيت صحيفة
وأنشد أبو علي:
فأعنهم وأبشر بما بشروا به
وحكى لغة ثالثة: أبشر يبشر كأكرم يكرم فالبشر والإبشار والتبشير: ثلاث لغات فيه ويقال: بشر بكسر الشين وأبشر كأدبر إذا سر وفرح،
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/18]
وأنشد الجوهري بيت أبي علي بفتح الشين في الأمر، وكسرها في الماضي، وأبشر بالهمز مطاوع وبشر، ومنه قوله تعالى: {وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ}.
وكان المعنى والله أعلم: بشروا أنفسكم بها، وكم في قوله: كم سما خبرية؛ أي: سما سموا كثيرًا، وتقديره: كم مرة سما ونعم: جواب سؤال مقدر كأنه قيل له صف ما شأنه فقال: نعم فهو مثل قوله: فيما سبق نعم إذ تمشت وأراد ضم الياء وفتح الباء؛ لأنه أطلق التحريك وكسر الشين؛ لأنها هي المضمومة في قراءة التخفيف وأراد بالضم المضموم؛ أي: ذا الضم وأثقلا حال منه؛ أي: في حال كونه ثقيلا؛ أي: يصير مكسورا مشددا والله أعلم.
554- "نَـ"ـعَمْ "عَمَّ" فِي الشُّورَى وَفي التَّوْبَةِ اعْكِسُوا،.. لِحَمْزَةَ مَعْ كَافٍ مَعَ الحِجْرِ أَوَّلا
أي عم هذا الحكم في الشورى وهو التثقيل، وهو قوله تعالى: {ذَلِكَ الَّذِي يُبَشِّرُ اللَّهُ عِبَادَهُ}، وافق أبو عمرو وابن كثير فيه من خفف، ووافق ابن عامر فيه من شدد، وقرأ حمزة وحده بعكس التثقيل يعني بالتخفيف في التوبة: {يُبَشِّرُهُمْ رَبُّهُمْ}.
وفي مريم وهي المرادة بقوله: مع كاف؛ لأن أولها كهيعص كما تسمى سورة ص وق ون بالحرف الذي في أولها، وصرفه ضرورة، وقد ترك صرفه في قوله:
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/19]
وكم صحبة يا كاف
وفي كاف فتح اللام
وكذا استعمل ص، فقال:
هشام بصاد حرفه متحملا
وفي ص غيطلا
وفيها موضعان: {يَا زَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ}، وفي آخرها: {لِتُبَشِّرَ بِهِ الْمُتَّقِينَ}.
والأول الذي في الحجر: {إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلامٍ}، واحترز بقوله: أولا عن الثاني وهو: {فَبِمَ تُبَشِّرُونَ}، ولا خلاف في تشديده، فهذه المواضع الأربعة خففها حمزة وحده، فقد صار الخلاف في تسعة مواضع منها؛ في آل عمران موضعان وفي التوبة والحجر والإسراء والكهف والشورى منها واحد بالتاء وهو آخر مريم واثنان بالنون في الحجر وأول مريم والبواقي بالياء). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/20] (م)
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (555 - مع الكهف والإسراء يبشركم سما ... نعم ضمّ حرّك واكسر الضّمّ أثقلا
556 - نعم عمّ في الشّورى وفي التّوبة اعكسوا ... لحمزة مع كاف مع الحجر أوّلا
قرأ ابن عامر وأهل سما وعاصم لفظ ويبشر في هذه السورة وهو في موضعين:
أَنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيى، إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ. مع اللفظ الذي في سورة الكهف والذي في سورة الإسراء وهو: وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحاتِ فيهما.
قرءوا هذه الألفاظ الأربعة بضم الياء وتحريك الباء؛ أي فتحها وكسر ضم الشين وتثقيلها فتكون قراءة حمزة والكسائي في هذه المواضع الأربعة بعكس ما ذكر؛ أعني بفتح الياء وإسكان الباء؛ لأنه ضد التحريك، وضم الشين وتخفيفها، وأخذ ضم الشين لهما من قوله: (واكسر الضم) وقوله (نعم عم في الشورى) معناه أن عاصما ونافعا وابن عامر يقرءون في موضع الشورى كقراءة ابن عامر ومن معه في المواضع الأربعة وموضع الشورى:
ذلِكَ الَّذِي يُبَشِّرُ اللَّهُ عِبادَهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ فيقرءون بضم الياء وتحريك الباء بالفتح وكسر الشين وتشديدها فتكون قراءة ابن كثير وأبي عمرو وحمزة والكسائي بفتح الياء وإسكان الباء وضم الشين وتخفيفها. وقوله (وفي التوبة اعكسوا لحمزة إلخ) معناه أن حمزة يقرأ بضد قراءة هؤلاء المذكورين وهم: ابن
عامر ومن ذكر معه في الترجمتين.
المعنى: أنه يقرأ في المواضع الآتية مثل قراءته في المواضع الماضية، والمواضع الآتية هي: يُبَشِّرُهُمْ رَبُّهُمْ بِرَحْمَةٍ مِنْهُ وَرِضْوانٍ في التوبة، يا زَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلامٍ، لِتُبَشِّرَ بِهِ الْمُتَّقِينَ كلاهما في مريم. والذي دلنا على أنه أراد الموضعين معا إطلاقه في قوله (مع كاف) أي مع ما في هذه السورة فشمل، موضعيها. وعبر عن مريم بكاف؛ لأنه أول هجائها والموضع الأخير هو إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلامٍ عَلِيمٍ وهو أول موضع في سورة الحجر. واحترز به عن الموضع الثاني فيها وهو: فَبِمَ تُبَشِّرُونَ فقد اتفق السبعة على قراءته بالتشديد. وأما أَبَشَّرْتُمُونِي فهو فعل ماض وكلامنا في الفعل المضارع وقد اتفق القراء على التشديد في الفعل الماضي والأمر في القرآن الكريم حيث وقعا نحو:
[الوافي في شرح الشاطبية: 234]
فَبَشَّرْناها بِإِسْحاقَ، فَبَشِّرْهُمْ بِعَذابٍ*). [الوافي في شرح الشاطبية: 235] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (87 - يُبَشِّرُ كُلاًّ فِدْ .... .... = .... .... .... .... ....). [الدرة المضية: 25] (م)
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ):(ثم قال:
ص - يبشر كلا (فـ)ـد قل الطائر (آ)تل طا = ئرًا (حـ)ـز نوفى اليا (طـ)ـوى افتح لما (فـ)ـلا
ش - أي قرأ المشار إليه (بفا) فد وهو خلف (يبشر) حيث وقع بتثقيل الشين كما نطق به ذلك {يبشرك} في الموضعين [39، 45] هنا و{يبشرهم} [21] في التوبة و{إنا نبشرك} في الحجر[53] ومريم [7] {لتبشر به} [97] بها {ويبشر المؤمنين} [9] بسبحان والكهف [2] وخرج من عموم قوله {يبشر} [23] في الشورى إذ ذكر الناظم حكمه في سورته وخرج أيضًا {فبم تبشرون} ثاني الحجر [54] فإنه متفق عليه بالتشديد للعشرة فإطلاقه للاعتماد على الشهرة وعلم من الوفاق للآخرين كذلك فاتفقوا). [شرح الدرة المضيئة: 109] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاتَّفَقُوا) عَلَى كَسْرِ هَمْزَةِ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِنْهُ لِأَنَّهُ بَعْدَ صَرِيحِ الْقَوْلِ.
(وَاخْتَلَفُوا) فِي: (يُبَشِّرُكِ وَنُبَشِّرُكَ) وَمَا جَاءَ مِنْ ذَلِكَ فَقَرَأَ حَمْزَةُ وَالْكِسَائِيُّ، يُبَشِّرُكَ فِي الْمَوْضِعَيْنِ هُنَا وَيُبَشِّرُ فِي سُبْحَانَ وَالْكَهْفِ بِفَتْحِ الْيَاءِ وَفَتْحِ الشِّينِ وَضَمِّهَا مِنَ الْبِشْرِ، وَهُوَ الْبُشْرَى وَالْبِشَارَةُ، زَادَ حَمْزَةُ فَخَفَّفَ يُبَشِّرُهُمْ فِي التَّوْبَةِ وَإِنَّا نُبَشِّرُكَ فِي الْحِجْرِ (وَإِنَّا نُبَشِّرُكَ، وَلِتُبَشِّرَ بِهِ الْمُتَّقِينَ) فِي مَرْيَمَ.
وَأَمَّا الَّذِي فِي الشُّورَى، وَهُوَ ذَلِكَ الَّذِي يُبَشِّرُ اللَّهُ فَخَفَّفَهُ ابْنُ كَثِيرٍ وَأَبُو عَمْرٍو وَحَمْزَةُ وَالْكِسَائِيُّ،
[النشر في القراءات العشر: 2/239]
وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِضَمِّ الْيَاءِ وَتَشْدِيدِ الشِّينِ مَكْسُورَةً مِنْ (بَشَّرَ) الْمُضَعَّفِ عَلَى التَّكْثِيرِ.
(وَاتَّفَقُوا) عَلَى تَشْدِيدِ فَبِمَ تُبَشِّرُونَي فِي الْحِجْرِ لِمُنَاسَبَتِهِ مَا قَبْلَهُ وَمَا بَعْدَهُ مِنَ الْأَفْعَالِ الْمُجْتَمَعِ عَلَى تَشْدِيدِهَا وَالْبِشْرُ وَالتَّبْشِيرُ وَالْإِبْشَارُ ثَلَاثُ لُغَاتٍ فَصِيحَاتٍ). [النشر في القراءات العشر: 2/240] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ حمزة والكسائي {يبشرك} في الموضعين هنا [39، 45]، {ويبشرُ} في سبحان [9]، والكهف [2] بفتح الياء وتخفيف الشين وضمها، وكذا حمزة وحده في {يبشرهم} في التوبة [21]، و{إنا نبشرك} في الحجر [53]، و{إنا نبشرك} [مريم: 7]، و{لتبشر به} في مريم [97]، وكذلك ابن كثير وأبو عمرو وحمزة والكسائي {يبشر الله عباده} في الشورى [23]، والباقون بضم الياء وتشديد الشين مكسورة). [تقريب النشر في القراءات العشر: 481] (م)
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {يبشرك} [39 - 45] معًا، قرأ الأخوان بفتح الياء وإسكان الموحدة وتخفيف الشين وضمها، والباقون بضم الياء وفتح الباء وتشديد الشين مكسورة). [غيث النفع: 470] (م)
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {إِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِّنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالآخرة وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ}
- وقرأ ابن مسعود وعبد الله بن عمر «قال الملائكة» على التذكير.
[معجم القراءات: 1/493]
وتقدم هذا في الآية /42.
- وجاءت قراءة ابن مسعود في مصحفه كقراءة الجماعة «قالت..».
{إِنَّ ٱللهَ يُبَشِّرُكِ}
- تقدمت القراءات في الآية /39 في كسر «إن» وفتحها، وتخفيف يبشرك وتثقيلها، فانظر هذا حيث هو.
- وفي مصحف ابن مسعود «إن ّ الله لَيُبَشِّرُكِ» كذا بلام الابتداء.
{بِكَلِمَةٍ}
- تقدمت في الآية /39 القراءتان بكسر اللام وسكونها.
{عِيسَى} تقدَّمت الإمالة فيه في الآية /87 من سورة البقرة.
{وَجِيهاً} قرأ زيد بن علي «وِجيهاً» بكسر الواو على الإتباع.
- ويقرأ «وَجْهِيّاً» بسكون الجيم وكسر الهاء وياء مشددة.
{في ٱلدُّنْيَا} تقدمت الإمالة فيه، انظر الآيتين: 85 و114 من سورة البقرة.
{وَٱلْآَخِرَةِ} تقدَّمت القراءات فيه في الآية /4 من سورة البقرة، وهي:
- تحقيق الهمز، نقل حركته وحذفه، السكت، ترقيق الراء، إمالة الهاء). [معجم القراءات: 1/494]

قوله تعالى: {وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلًا وَمِنَ الصَّالِحِينَ (46)}

قوله تعالى: {قَالَتْ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي وَلَدٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ قَالَ كَذَلِكِ اللَّهُ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ إِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (47)}
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): ({كن فيكون} (47): قد ذكر في البقرة). [التيسير في القراءات السبع: 251]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : ( (كن فيكون) قد ذكر في البقرة). [تحبير التيسير: 322]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وسهل" الهمزة الثانية كالياء من "يشاء إذا" وأبدلها واوا مكسورة نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر ورويس، وتسهيلها كالواو لا يصح كما تقدم). [إتحاف فضلاء البشر: 1/478]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ "كُنْ فَيَكُون" [الآية: 59] بنصب فيكون ابن عامر وتقدم توجيهه بالبقرة). [إتحاف فضلاء البشر: 1/478]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {يشاء إذا} [47] تسهيل همزة {إذا} وإبدالها واوًا خالصة للحرمين وبصري، وتحقيقها للباقين لا يخفى). [غيث النفع: 470]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {فيكون} قرأ الشامي بنصب النون، الباقون بالرفع). [غيث النفع: 470]

قوله تعالى: {وَيُعَلِّمُهُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ (48)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (14 - وَاخْتلفُوا فِي النُّون وَالْيَاء من قَوْله {ويعلمه الْكتاب} 48
فَقَرَأَ نَافِع وَعَاصِم {ويعلمه} بِالْيَاءِ
وَقَرَأَ ابْن كثير وَأَبُو عَمْرو وَابْن عَامر وَحَمْزَة وَالْكسَائِيّ (ونعلمه) بالنُّون). [السبعة في القراءات: 206]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ({يعلمه} بالياء مدني وعاصم، ويعقوب وسهل). [الغاية في القراءات العشر: 212]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ({ويعلمه} [48]: بالياء مدني، بصري غير أبي عمرو، وعاصم، وقاسمٌ). [المنتهى: 2/628]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ نافع وعاصم و(يعلمه) بالياء، وقرأ الباقون بالنون). [التبصرة: 179]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (نافع، وعاصم: {ويعلمه الكتاب} (48): بالياء.
والباقون: بالنون). [التيسير في القراءات السبع: 251]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :( [نافع] وعاصم وأبو جعفر ويعقوب (ويعلمه) بالياء والباقون بالنّون). [تحبير التيسير: 322]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (وَيُعَلِّمُهُ) بالياء مدني، ومجاهد، وعَاصِم وقاسم، وابْن مِقْسَمٍ ونصري غير أَبِي عَمْرٍو وأبي السَّمَّال، وهو الاختيار لقوله: (كَذَلِكِ اللَّهُ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ)، وقوله: (إِذَا قَضَى أَمْرًا)، الباقون بالنون). [الكامل في القراءات العشر: 516]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([48]- {وَيُعَلِّمُهُ} بالياء: نافع وعاصم). [الإقناع: 2/620]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (557 - نُعَلِّمُهُ بِالْيَاءِ نَصُّ أَئِمَّةٍ = .... .... .... ....). [الشاطبية: 45]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([557] نعلمه بالياء (نـ)ص (أ)ئمةٍ = وبالكسر أني أخلق (ا)عتاد أفصلا
معنى القراءة بالياء، أن قبله: {يخلق ما يشاء إذا قضی أمرًا} فهو راجع إليه.
ومعنى النون، أن الله تعالى يقول ذلك عن نفسه، إما بحكاية الملائكة ذلك عنه، أو يكون مخاطبة من الله تعالى لها إذ {قالت رب أنى يكون لي ولدٌ ولم يمسسني بشرٌ قال كذلك الله يخلق ما يشاء} ... {ونعلمه} ). [فتح الوصيد: 2/781]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [557] يعلمه بالياء نص أئمة = وبالكسر إني أخلق اعتاد أفصلا
ح: (يعلمه): مبتدأ، (بالياء): حال منه، (نص): خبر، أي: منصوص أئمة، (إني أخلق): مبتدأ، (بالكسر): خبر، (اعتاد): بمعنى تعود، والضمير لـ (الكسر)، (أفضلا): حال بمعنى: فاصلًا، أو صفة بمعنى المصدر، نحو:
[كنز المعاني: 2/106]
.............. = ولا خارجًا من في زور كلام
إشارة إلى أن الكسر على الاستئناف، فلا يبقى له تعلى بما قبله.
ص: يعني: قرأ عاصم ونافع: {ويعلمه الكتاب والحكمة} [48] بالياء على أن الضمير لله تعالى في قوله: {فكذلك الله يخلق ما يشاء} [47]، والباقون بالنون على إخبار الله تعالى عن نفسه.
وقرأ نافع: {إني أخلق لكم من الطين} [49] بكسر: {إني} على الاستئناف، على معنى: (يقول: إني ...)، والباقون: بالفتح على البدل من {آيةٍ} في قوله: {قد جئتكم بآية من ربكم أني أخلق}، أي: بأني أخلق). [كنز المعاني: 2/107] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (555- نُعَلِّمُهُ بِاليَاءِ "نَـ"ـصُّ "أَ"ئِمَّةٍ،.. وَبِالكَسْرِ أَنِّي أَخْلُقُ اعْتَادَ أَفْصَلا
الخلاف في: "ونعلمه الكتاب" بالنون والياء ظاهر، ويجوز
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/20]
نصبه مثل: كتاب الله وصبغة الله). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/21]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (557 - نعلّمه بالياء نصّ أئمّة ... وبالكسر أنّي أخلق اعتاد أفصلا
قرأ عاصم ونافع: وَيُعَلِّمُهُ الْكِتابَ وَالْحِكْمَةَ بالياء فتكون قراءة غيرهما بالنون). [الوافي في شرح الشاطبية: 235]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: وَنَعَلِّمُهُ فَقَرَأَ الْمَدَنِيَّانِ وَعَاصِمٌ وَيَعْقُوبُ بِالْيَاءِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالنُّونِ). [النشر في القراءات العشر: 2/240]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ المدنيان وعاصم ويعقوب {ويعلمه} [48] بالياء، والباقون بالنون). [تقريب النشر في القراءات العشر: 482]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (529- .... .... .... .... .... = نعلّم اليا إذ ثوى نل .... ). [طيبة النشر: 68]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (قوله: (يعلم) يعني قوله تعالى «ونعلمه الكتاب» بالياء نافع وأبو جعفر ويعقوب وعاصم والباقون بالنون وهما ظاهران). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 207]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
نادته ناداه (شفا) وكسر أن = ن الله (ف) ى كم يبشر اضمم شدّدن
ش: أي: قرأ مدلول (شفا) حمزة والكسائي وخلف فناداه الملائكة [آل عمران: 39] بألف على التذكير، والباقون بالتاء على التأنيث، واستغنى بلفظهما.
وقرأ ذو فاء (في) حمزة وكاف (كم) ابن عامر إن الله يبشرك [آل عمران: 39] بكسر الهمزة والباقون بفتحها.
تنبيه:
علم أن الخلاف [في] أنّ الله يبشّرك [آل عمران: 39] لا إنّ الله يرزق [آل
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/236]
عمران: 37] من الترتيب، والمميلون على أصولهم.
وجه التذكير: أنه مسند لجمع مذكر، والتأنيث: أنه مسند لجمع مؤنث، أو على تأويل جمع وجماعة، أو باعتبار الحقيقي والمجازي، والرسم واحد.
ووجه كسر: (إن) تضمين (ناداه) معنى القول، أو إضماره بعده، والهاء مفعوله الأول، وثانيهما مقدر، أي: يا زكريا ومن ثم تعين كسر «إن» لئلا يعمل «نادى» في ثلاثة.
ووجه فتحهما: تقديره: بأن الله، والمحل على الخلاف، وهو ثاني مفعوليه.
تتمة:
تقدم ترقيق المحراب [آل عمران: 39] للأزرق، وإمالته لابن ذكوان، والخلاف في غير المجرور.
ثم كمل فقال:
ص:
كسرا كالاسرى الكهف والعكس (رضى) = وكاف أولى الحجر توبة (ف) ضا
و (د) م (رضى) (ح) لا الذي يبشّر = نعلّم اليا (إ) ذ (ثوى) (ن) لـ واكسروا
ش: أي: قرأ القراء كلهم يبشّرك بيحيى [آل عمران: 39]، ويبشّرك بكلمة منه هنا [آل عمران: 45] [و] ويبشّر المؤمنين بالإسراء [الآية: 9] والكهف [الآية: 2] بضم الياء، وفتح الباء الموحدة، وتشديد الشين.
وعكس مدلول (رضى) حمزة والكسائي، فقرأ بفتح الياء وسكون الباء وضم الشين، وتخفيفها.
وقرأ ذو فاء (فضا) حمزة بهذه الترجمة في سورة «مريم»، وهي مراده بـ (كاف)؛ لأنها أول هجائها - يا زكريا إنا نبشرك بغلام [الآية: 7]، ولتبشر به التقين [الآية: 97]، وإنا نبشرك بغلام (أول) [الحجر] [الآية: 7]، ويبشرهم ربهم بالتوبة [الآية: 21].
والباقون بالتشديد كالأولى، وقرأ ذو دال (دم) ابن كثير و(رضى) حمزة والكسائي وحاء (حلا) أبو عمرو ذلك الذي يبشر الله بالشورى [الآية: 23]، بالفتح والتخفيف،
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/237]
والباقون بالضم والتشديد.
وقرأ ذو ألف (إذ) نافع ونون (نل) عاصم و(ثوى) أبو جعفر ويعقوب- ويعلّمه الكتب [آل عمران: 48] بالياء، والباقون بالنون.
تنبيه:
علمت كيفية العكس من اللفظ، وكلمة (الحجر) وأول «مريم» بالنون، وآخرها بالتاء، والبواقي ست بالياء، وصح عطفها باعتبار المضارع، وقيد (الحجر) بالأول؛ ليخرج مّسّني الكبر فبم تبشّرون [الحجر: 54]؛ فإنه متفق بالتشديد؛ لمناسبة ما قبله وما بعده من الأفعال المجمع على تشديدها.
والبشرة: ظاهر الجلد، وبشره بالتشديد للحجاز، [و] بالتخفيف لغيرهم، وكلاهما بمعنى.
أو المخفف بمعنى: أفرحه، وأبشره أقل إذا أخبره بما يغير بشرة وجهه بانبساط خير وانقباض شر.
[قال الجوهري: ولا يستعمل في الشر إلا مقيدا؛ فدل على عكسه في الخير].
وجه تشديد الكل: الحجازية.
ووجه تخفيفه الأخرى، ويعطي المعنى؛ إذ لا مبالغة في المرة، وهي الفصحى؛ بدليل [نحو:] فبشّرنها بإسحاق [هود: 71] [هود: 71].
ووجه التخصيص: الجمع.
وقال اليزيدي عن أبي عمرو: إنه إنما خفف الشورى؛ لأنها بمعنى ينضرهم؛ إذ ليس فيه نكد، أي: يحسن وجوههم، يتعدى لواحد.
ووجه ياء الغيب: مناسبة قوله: يبشّرك [آل عمران: 39] ويخلق [آل عمران: 47] وقضى [آل عمران: 47] ووجه النون: أنه إخبار من الله تعالى بنون العظمة خبرا لقولها: أنّى يكون لي ولد
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/238]
[آل عمران: 47] على الالتفات، وهو المختار). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/239] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في و"نعلمه" [الآية: 48] فنافع وعاصم وأبو جعفر ويعقوب بياء الغيب مناسبة لقوله: قضى، والباقون بالنون على أنه إخبار من الله بنون العظمة جبرا لقولها إني يكون إلخ على الالتفات). [إتحاف فضلاء البشر: 1/478]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وتقدم إمالة "التورية" لأبي عمرو وابن ذكوان والأصبهاني والكسائي
[إتحاف فضلاء البشر: 1/478]
وخلف وحمزة بخلفه، والثاني له التقليل كالأزرق، وعن قالون التقليل أيضا، والفتح). [إتحاف فضلاء البشر: 1/479]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {ونعلمه} [48] قرأ نافع وعاصم بالياء التحتية، والباقون بالنون). [غيث النفع: 471]
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ) : (وتقدم {ويعلمه الكتاب} [48] بياء الغيبة لأبي جعفر ويعقوب وبالنونللآخر في آخر البقرة). [شرح الدرة المضيئة: 108]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {قَالَتْ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ ليِ وَلَدٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ قَالَ كَذَالِكِ اللهُ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ إِذَا قَضَى أَمْراً فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ}
[معجم القراءات: 1/494]
{يَشَاَءُ إِذَا} قرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر ورويس بتسهيل الهمزة الثانية كالياء.
- وروي عنهم تسهيلها كالواو.
- وقرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو وجعفر ورويس بإبدالها واواً خالصة «يشاء وِذا».
- وقراءة الباقين بتحقيق الهمزتين «يشاءُ إِذا».
- وإذا وقف حمزة وهشام على «يشاء»:
1 أبدلا الهمزة ألفاً مع المدِّ والتوسط والقصر.
2 ولهما أيضاً تسهيلها مع المدِّ والقصر.
وحمزة في هذين الوجهين أطول مَدّاً من هشام.
- وتقدَّم مثل هذا في «يشاءُ إلى» في الآية /213 من سورة البقرة.
{قَضَى} أماله حمزة والكسائي وخلف.
- والأزرق وورش بالفتح للتقليل.
{يَقُولُ لَهُ،} أدغم اللام في اللام أبو عمرو ويعقوب.
{فَيَكُونُ} قراءة الجماعة «... فيكونَ» بالنصب.
وتقدم بيان هاتين القراءتين في الآية / 117 من سورة البقرة). [معجم القراءات: 1/495]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَيُعَلّمُهُ ٱلكِتَابَ وٱلْحِكْمَةَ وَٱلتَوْرَاةَ وَٱلْإِنجِيلَ}
{وَيُعَلّمُهُ}
- قرأ نافع وعاصم ويعقوب وأبو جعفر وسهل «ويُعَلّمُهُ» بالياء.
قال الطبري: «ردّاً على قوله: «كذلك الله يخلق ما يشاء..».
- وقرأ ابن كثير وأبو عمرو وابن عامر وحمزة والكسائي وابن مسعود «ونُعَلّمُهُ» بنون العظمة، وهي كذلك في مصحف ابن مسعود.
قال الطبري: «عطفاً به على قوله: «نوحيه إليك..».
والقراءتان عنده سواء فبأيِّهما قرأ القارئ فهو مصيب الصواب.
{وَٱلتَّوْرَاةَ}
- تقدَّم تفصيل القراءات فيه غي الآية /3 من هذه السورة.
{ٱلإِنجِيلَ}
- تقدّمت قراءة الحسن «الأنجيل» بفتح الهمزة في الآية /3 من هذه السورة). [معجم القراءات: 1/496]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين

جمهرة علوم القرآن 3 صفر 1440هـ/13-10-2018م 10:36 AM

سورة آل عمران
[من الآية (49) إلى الآية (51) ]

{وَرَسُولًا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنِّي قَدْ جِئْتُكُمْ بِآَيَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ أَنِّي أَخْلُقُ لَكُمْ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنْفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِ اللَّهِ وَأُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ وَأُحْيِي الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللَّهِ وَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (49) وَمُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَلِأُحِلَّ لَكُمْ بَعْضَ الَّذِي حُرِّمَ عَلَيْكُمْ وَجِئْتُكُمْ بِآَيَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (50) إِنَّ اللَّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ (51)}

قوله تعالى: {وَرَسُولًا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنِّي قَدْ جِئْتُكُمْ بِآَيَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ أَنِّي أَخْلُقُ لَكُمْ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنْفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِ اللَّهِ وَأُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ وَأُحْيِي الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللَّهِ وَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (49)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (15 - قَوْله {أَنِّي أخلق لكم من الطين كَهَيئَةِ الطير فأنفخ فِيهِ فَيكون طيرا بِإِذن الله} 49
كلهم قَرَأَ {أَنِّي أخلق لكم} غير نَافِع فَإِنَّهُ قَرَأَ {أَنِّي أخلق} بِكَسْر الْألف
وَكلهمْ قَرَأَ {فَيكون طيرا} غير نَافِع فَإِنَّهُ قَرَأَ (طَائِر بِإِذن الله) هَهُنَا وَفِي الْمَائِدَة 110). [السبعة في القراءات: 206]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ({إني أخلق} بكسر الألف نافع). [الغاية في القراءات العشر: 212]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ({طائرا} وفي المائدة مدني ويعقوب). [الغاية في القراءات العشر: 212]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ({كهية} فيهما يزيد). [الغاية في القراءات العشر: 212]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ({إني أخلق} [49]: بكسر الألف مدني). [المنتهى: 2/629]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ({فيكون طيرًا} [49]، وفي المائدة [110]: بألف مدني، وسلام ويعقوب غير المنهال. زاد يزيد {كهيئة الطير} [49، المائدة: 110] فيهما). [المنتهى: 2/629]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ نافع (إني أخلق) بكسر الهمزة، وفتحها الباقون). [التبصرة: 179]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ نافع (طائرًا) هنا وفي المائدة بالألف، وقرأ الباقون بغير ألف فيهما). [التبصرة: 179]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (نافع: {إني أخلق لكم} (49): بكسر الهمزة.
والباقون: بفتحها). [التيسير في القراءات السبع: 251]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (نافع: {فيكون طائرا} (49)، هنا، وفي المائدة (110): بألف وهمزة، على التوحيد.
والباقون: بغير ألف، ولا همزة، على الجمع). [التيسير في القراءات السبع: 251]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (نافع وأبو جعفر: (إنّي أخلق) بكسر الهمزة والباقون بفتحها.
قلت: أبو جعفر: (كهيئة الطير) هنا وفي المائدة بألف وهمزة على التّوحيد والله الموفق. وكذلك نافع وأبو جعفر ويعقوب (فيكون طائرا) هنا وفي المائدة بألف وهمزة على التّوحيد والباقون في الأربعة بغير ألف ولا همزة على الجمع). [تحبير التيسير: 323]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (فَيَكُونُ طَيْرًا) بالتاء المفضل طريق الأصبهاني، والْأَعْمَش في غير رواية جرير، وطَلْحَة، الباقون بالياء، وهو الاختيار لأن الطير جنس ومذكر اللفظ (تَدَّخِرُونَ) بالدال الساكنة وفتح الخاء خفيف إبراهيم الزُّهْرِيّ عن أبي جعفر، ومجاهد، وأبان بن تغلب، الباقون بالدال وفتحها وكسر الخاء مشدد، وهو الاختيار؛ إذ أصله تدخرون تفتعلون من الادخار). [الكامل في القراءات العشر: 516]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([49]- {أَنِّي أَخْلُقُ} بكسر الهمزة: نافع.
[49]- {فَيَكُونُ طَيْرًا} بألف هنا، وفي [المائدة: 110]: نافع). [الإقناع: 2/620]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (557- .... .... .... .... = وَبِالْكَسْرِ أَنِّي أَخْلُقُ اعْتَادَ أَفْصَلاَ
558 - وَفِي طَائِراً طَيْراً بِهاَ وَعُقُودِهاَ = خُصُوصاً .... .... .... ). [الشاطبية: 45]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): (و(أني أخلق)، كسره على الابتداء؛ أي يقول: إني أخلق. وعلى هذه القراءة تقف: {من ربكم}، وهو معنى قوله: (اعتاد أفصلا)، أي فاصلًا؛ يعني الكسر والفتح على البدل من قوله: {بآية}؛ أي بـ {أني أخلق}، فيكون في موضع خفض، أو على البدل من {أنى قد جئتكم بآية}، (فتكون في موضع نصب؛ أي وتكلمهم رسولًا بأني قد جئتكم بآية)، أو على أنه خبر ابتداء في موضع رفع؛ أي هي إني أخلق.
[فتح الوصيد: 2/781]
[558] وفي طائرًا طيرًا بها وعقودها = (خـ)صوصًا ياءٌ في نوفيهمو (عـ)لا
قال في التيسير: «نافع: {فيكون طائرًا} هنا وفي المائدة، بألف وهمزة على التوحيد، والباقون بغير ألف ولا همزة على الجمع»..
وقال هاهنا: (وفي طائرًا طيرًا)، ولم يقل على الجمع، لأن سيبويه يقول: لا يكون فعل جمع فاعل، وإنما هو اسم للجمع.
والأخفش يعتقد في ذلك الجمع، فيكون كـ: تاجر وتجر، وراكب وركب.
وعلى الأول طائرٌ واحدٌ وهو صفة.وطيرٌ: اسم جنس. ومعنى: فأنفخ فيه هاهنا فيكون طيرًا؛ أي فأنفخ في المهيأ فيكون طيرًا؛ أو فأنفخ في المخلوق.
ويجوز أن تعود الهاء على الكاف في {كهيئة}، لأنها بمعنى مثل؛ ويجوز أن يعود على لفظ الطير.
وجاء في هذه القراءة لفظ الطير على الذي قبله، وكذلك رسم.
وفي العقود: الهاء في {فيها} تعود على الهيئة، وهي مصدر في موضع المهيأ. ويجوز أن تعود على الطير في الموضعين، فيكون معنى طائرًا ها هنا؛ أي فأنفخ في الواحد منه فيكون طائرًا.
وفي المائدة: {فتنفخ فيها}، أي في الطير، لأن الطير يذكر ويؤنث، فتكون طائرًا، أو على الهيئة كما سبق). [فتح الوصيد: 2/782]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [557] يعلمه بالياء نص أئمة = وبالكسر إني أخلق اعتاد أفصلا
ح: (يعلمه): مبتدأ، (بالياء): حال منه، (نص): خبر، أي: منصوص أئمة، (إني أخلق): مبتدأ، (بالكسر): خبر، (اعتاد): بمعنى تعود، والضمير لـ (الكسر)، (أفضلا): حال بمعنى: فاصلًا، أو صفة بمعنى المصدر، نحو:
[كنز المعاني: 2/106]
.............. = ولا خارجًا من في زور كلام
إشارة إلى أن الكسر على الاستئناف، فلا يبقى له تعلى بما قبله.
ص: يعني: قرأ عاصم ونافع: {ويعلمه الكتاب والحكمة} [48] بالياء على أن الضمير لله تعالى في قوله: {فكذلك الله يخلق ما يشاء} [47]، والباقون بالنون على إخبار الله تعالى عن نفسه.
وقرأ نافع: {إني أخلق لكم من الطين} [49] بكسر: {إني} على الاستئناف، على معنى: (يقول: إني ...)، والباقون: بالفتح على البدل من {آيةٍ} في قوله: {قد جئتكم بآية من ربكم أني أخلق}، أي: بأني أخلق.
[558] وفي طائرا طيرا بها وعقودها = خصوصا وياء في يوفيهم علا
ح: (طيرًا): مبتدأ، (بها): خبره، والهاء فيه وفي (عقودها): لآل عمران، أضيفت إليها لملابسة القرب بينهما، (في طائرًا): ظرف ملغًى،
[كنز المعاني: 2/107]
أي: في موضع طائرًا، (خصوصًا): نصب على المصدر، (ياءٌ): مبتدأ، (في يوفيهم): صفة، (علا): خبر.
ص: أي: قرأ غير نافع: {طيرًا} بدل: (طائرًا) في قوله: {فيكون طيرًا بإذن الله} هنا [49]، وفي العقود سورة المائدة [110] على اسم الجنس ليوافق ما قبله: {كهيئة الطير}.
ونافع: (طائرًا) فيهما على اسم الفاعل، أي: يكون ما أخلقه طائرًا، أو كل واحد مما أخلقه طائرًا، كقوله: {فاجلدوهم ثمانين جلدةً} [النور: 4].
ولا خلاف في غير الموضعين، ولهذا قال: (خصوصًا).
وقرأ حفص: {فيوفيهم أجورهم} [57] بالياء على أن الضمير لله تعالى لدلالة ما بعده: {والله لا يحب الظالمين} [57] عليه، أو لتقدم ذكره معنى، والباقون بالنون على إخبار الله عن نفسه، ليوافق ما قبله: {فأعذبهم عذابًا شديدًا} [56] ). [كنز المعاني: 2/106]
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (والكسر في: {أَنِّي أَخْلُقُ لَكُمْ} على الابتداء فلا يبقى له تعلق بما قبله، فلهذا قال: اعتاد أفصلا أو: {أَنِّي أَخْلُقُ} مبتدأ وبالكسر خبره، واعتاد بمعنى تعود، والضمير فيه راجع إلى الكسر، ويجوز أن يعود إلى: {أَنِّي أَخْلُقُ}، فيكون بالكسر حالا منه؛ أي: هو بالكسر اعتاد الفصل وأفصلا بمعنى فاصلا وهو حال أو في موضع المصدر كقوله: ولا خارجا من في ذور كلام؛ أي: اعتاد فصلا؛ أي: اعتاد الكسر أو المكسور وهو أني أن يفصل ما بعده مما قبله فيجوز على قراءة الكسر الوقف على: {بِآيَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ}.
ثم يبتدئ بقوله: {أَنِّي أَخْلُقُ} إما استئنافا وإما تفسيرا، فموقعها كموقع قوله: {خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ} بعد قوله: {كَمَثَلِ آدَمَ}، ووجه قراءة الفتح: البدل من: {أَنِّي قَدْ جِئْتُكُمْ}،
أو من آية في قوله: {بِآيَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ}، أو خبر مبتدأ محذوف؛ أي: هي {أَنِّي أَخْلُقُ} فيكون في موضع نصب أو جر أو رفع والله أعلم.
556- وَفِي طَائِرًا طَيْرًا بِها وَعُقُودِها،.. "خُصُـ"ـوصًا وَيَاءٌ فِي نُوَفِّيهِمُ "عَـ"ـلا
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/21]
أي: قرءوا طيرا في موضع طائر هنا، وفي المائدة دون غيرهما، وأشار إلى ذلك بقوله: خصوصا، وهو مصدر، والطائر مفرد والطير اسم جمع ويقع على المفرد وجمعه طيور وأطيار وجمع طائر أيضا أطيار كصاحب وأصحاب). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/22]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (557 - .... .... .... .... .... = وبالكسر أنّي أخلق اعتاد أفصلا
.....
وقرأ نافع: أَنِّي أَخْلُقُ لَكُمْ، بكسر همزة أني فتكون قراءة الباقين بفتحها، وقيد أَنِّي ب أَخْلُقُ احترازا عن أَنِّي قَدْ جِئْتُكُمْ المتفق على قراءته بفتح الهمزة. وفي قوله: (أفضلا) إشارة إلى توجيه قراءة نافع وهو أن قوله تعالى أَنِّي بكسر الهمزة مفصول عما قبله من حيث الإعراب فيكون مستأنفا، ويتم الكلام على ما قبله فيصح الوقف عليه ويبتدأ بقوله أَنِّي أَخْلُقُ.
558 - وفي طائرا طيرا بها وعقودها ... خصوصا وياء في نوفّيهمو علا
قرأ الأئمة السبعة إلا نافعا فَيَكُونُ طَيْراً بِإِذْنِ اللَّهِ هنا فَتَكُونُ طَيْراً بِإِذْنِي في المائدة بياء ساكنة بين الطاء والراء، فتكون قراءة نافع بألف وهمزة مكسورة بينهما في الموضعين دون غيرهما. وقد نطق الناظم بالقراءتين معا، فاستغني باللفظ عن التقييد). [الوافي في شرح الشاطبية: 235]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (87- .... .... قُلِ الطَّائِرِ اتْلُ طَا = ئِرًا حُزْ .... .... .... ....). [الدرة المضية: 25]
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ): (ثم قال: الطائر اتل إلخ أي قرأ مرموز (ألف) اتل {كهيئة الطائربإذني} هنا [99] والمائدة[110] بالمد وهمزة مكسورة بعدها.
ثم قال: طائرًا حز أي قرأ مرموز (حا) حز وهو يعقوب طائرًا في السورتين المذكورتين كما نطق به وعلم من الوفاق لأبي جعفر كذلك في هنا والعقود، ولخلف {طيرًا} على أصله فتلخص مما ذكر في {كهيئة الطائر} و{الطائر بإذني} في السورتين أن أبا جعفر قرأ اللفظين بألف ويعقوب في الأول بلا ألف وفي الثاني بألف وخلف فيهما بلا ألف). [شرح الدرة المضيئة: 109]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) أَنِّي أَخْلُقُ فَقَرَأَ الْمَدَنِيَّانِ بِكَسْرِ الْهَمْزَةِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِفَتْحِهَا وَقَوْلِ ابْنِ مِهْرَانَ الْكَسْرُ لِنَافِعٍ وَحْدَهُ غَلَطٌ). [النشر في القراءات العشر: 2/240]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَاخْتَلَفُوا فِي: (الطَّيْرِ فَأَنْفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْرًا) فَقَرَأَ أَبُو جَعْفَرٍ (الطَّائِرِ) (فَيَكُونُ طَائِرًا) فِي الْمَوْضِعَيْنِ هُنَا، وَفِي الْمَائِدَةِ بِأَلِفٍ بَعْدَهَا هَمْزَةٌ مَكْسُورَةٌ عَلَى الْإِفْرَادِ وَافَقَهُ نَافِعٌ وَيَعْقُوبُ فِي طَائِرًا فِي الْمَوْضِعَيْنِ. وَتَقَدَّمَ أَنَّ الْحَنْبَلِيَّ انْفَرَدَ عَنْ هِبَةِ اللَّهِ عَنْ أَبِيهِ فِي رِوَايَةِ عِيسَى بْنِ وَرْدَانَ بِتَسْهِيلِ الْهَمْزَةِ بَيْنَ بَيْنَ فِي الْأَرْبَعَةِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِإِسْكَانِ الْيَاءِ مِنْ غَيْرِ أَلِفٍ، وَلَا هَمْزٍ فِي أَرْبَعَةِ الْأَحْرُفِ عَلَى الْجَمْعِ، وَتَقَدَّمَ إِمَالَةُ أَنْصَارِي لِلدُّورِيِّ عَنِ الْكِسَائِيِّ وَانْفِرَادُ زَيْدٍ عَنِ ابْنِ ذَكْوَانَ مِنْ بَابِ الْإِمَالَةِ). [النشر في القراءات العشر: 2/240]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ الْخِلَافُ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ فِي كَهَيْئَةِ مِنْ بَابِ الْهَمْزِ الْمُفْرَدِ، وَكَذَلِكَ مَذْهَبُ الْأَزْرَقِ فِي مَدِّهِ). [النشر في القراءات العشر: 2/240]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ المدنيان {أني أخلق} [49] بكسر الهمزة والباقون بفتحها). [تقريب النشر في القراءات العشر: 482]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ({كهيئة} [49] ذكر لأبي جعفر في الهمز المفرد، وللأزرق في المد). [تقريب النشر في القراءات العشر: 482]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ أبو جعفر {الطير فأنفخ فيه فيكون طيرًا} في الموضعين هنا [49]، وفي المائدة [110] بألف بعدها همزة مكسورة على الإفراد، وافقه نافع ويعقوب في {طيرًا} في الموضعين [49، المائدة: 110]، والباقون بياء ساكنة من غير ألف ولا همز في الأربعة). [تقريب النشر في القراءات العشر: 482]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (529- .... .... .... .... .... = .... .... .... .... واكسروا
530 - أنّي أخلق اتل ثب والطّائر = في الطّير كالعقود خير ذاكر
531 - وطائراً معاً بطيرًا إذ ثنا = ظبىً .... .... .... .... ). [طيبة النشر: 68]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (أنّي أخلق (ا) تل (ث) ب والطائر = في الطّير كالعقود (خ) ير (ذ) اكر
يعني «أني أخلق لكم» بكسر الهمزة من «إني» نافع وأبو جعفر على الاستئناف أو التفسير، والباقون بالفتح على البدل من «إني قد جئتكم» أو غير ذلك قوله: (والطائر) أي وقرأ كهيئة الطائر هنا وفي العقود بألف بعدها همزة مكسورة على الإفراد أبو جعفر، والباقون الطير فيهما بإسكان الياء من غير ألف ولا همز على الجمع، وقد تلفظ بالقراءتين جميعا، ووجه الإفراد أنه لم يخبرهم بخلقه لهم جميع الطيور، فقد جاء في التفسير أنه صنع كهيئة الخفاش ونفخ فيه فصار طائر بإذن الله تعالى، ويدل على ذلك قوله «فأنفخ فيه» ووجه الجمع تسمية الواحد باسم الجنس، والعرب تستعمل ذلك كثير.
[شرح طيبة النشر لابن الجزري: 207]
وطائرا معا بطيرا (إ) ذ (ث) نا = (ظ) بى يوفّيهم بيا (ع) ن (غ) نا
أي قرأ «فيكون طآئرا» في الموضعين هنا والمائدة كذلك على ما لفظ به نافع وأبو جعفر ويعقوب، والباقون طيرا على لفظه، وحجة نافع ويعقوب في جمع الأول وإفراد الثاني تذكير فيكون المفتوح فيه طائرا). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 208]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ثم كمل فقال:
ص:
أنّي أخلق (ا) تل (ث) بـ والطّائر = في الطّير كالعقود (خ) ير (ذ) اكر
وطائرا معا بطيرا (إ) ذ (ث) نا = (ظ) بى نوفّيهم بياء (ع) ن (غ) نا
ش: أي: كسر همزة [إني أخلق لكم] [آل عمران: 49] ذو ألف (اتل) نافع، وثاء (ثب) أبو جعفر، وفتحها الباقون.
وقرأ ذو خاء (خير) وذال (ذاكر) عيسى، وابن جماز- راويا أبي جعفر- كهيئة الطائر هنا [آل عمران: 49] وفي [المائدة [الآية: 110] بألف بعد الطاء، وهمزة مكسورة بعدها.
وقرأ ذو ألف (إذ) نافع وثاء (ثنا) زبو جعفر وظاء (ظبا) يعقوب فيكون طائرا في السورتين [آل عمران: 49، والمائدة: 110] بالألف والهمز، والباقون بحذفهما.
واستغنى الناظم بلفظهما.
وقرأ ذو عين (عن) حفص، وغين (غنا) رويس فيوفّيهم أجورهم [آل عمران: 57] بياء الغيب، والباقون بالنون.
[تنبيه:] خرج بتخصيص السورتين نحو: ولا طائر يطير بجناحيه [الأنعام: 38]، والطّير صفّت [النور: 41]، والطّير وألنّا [سبأ: 10].
ووجه فتح «أن»: أنه بدل كل من باية [آل عمران: 49] فالمحل جر، أو من أنّى [آل عمران: 49] فنصب، أو خبر (هي) فرفع، وهي صفة أو مستأنفة.
ووجه الكسر: الاستئناف، أو التغيير كخلقة بعد آدم، أو تقدير القول، ويتم الوقف قبله على هذا.
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/239]
ووجه طيرا [آل عمران: 49]: إرادة الجنس، وطائرا إرادة الواحد.
ويوافق الرسم تقديرا.
ووجه التخصيص: الجمع بين المعنيين.
ووجه الياء: مناسبة غيب إذ قال الله [آل عمران: 55]: أي: فيوفيهم الله.
ووجه النون مناسبة فأعذّبهم [آل عمران: 56] معنى، ومناسبة نتلوه [آل عمران: 58] لفظا). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/240] (م)
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (تتمة: تقدم خلاف أبي جعفر في كهيّة [آل عمران: 49 والمائدة: 110] [ومدة الأزرق] وإمالة دوري الكسائي أنصاري [آل عمران: 52، والصف: 14]، وهأنتم [آل عمران: 119] في الهمز المفرد، وآن يؤتى [آل عمران: 73] لابن كثير [فيه] ويؤده [آل عمران: 75] معا في الكناية). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/240] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وسهل" أبو جعفر همز "إسرائيل" منع المد والقصر وإن قرئ له بالإشباع على طريق العراقيين، كمل له ثلاثة أوجه "وتقدم" الخلاف للأزرق في مد يائه، ويوقف عليه لحمزة بتخفيف الأولى بلا سكت على بني، وبالسكت وبالنقل وبالإدغام، وأما التسهيل بين بين فضعيف والأربعة على تسهيل الثانية مع المد والقصر فهي ثمانية). [إتحاف فضلاء البشر: 1/479]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "إني أخلق" [الآية: 49] فنافع وأبو جعفر بكسر الهمزة على إضمار القول أي: فقلت إني أو الاستئناف والباقون بالفتح بدل من "إني قد جئتكم" ). [إتحاف فضلاء البشر: 1/479]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وفتح" ياء الإضافة من "أني أخلق" نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر). [إتحاف فضلاء البشر: 1/479]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ "كهيئة" [الآية: 49] بالمد والتوسط الأزرق وأبدل همزة ياء وأدغمها في الياء قبلها أبو جعفر بخلف عنه "ووقف" عليها حمزة بالنقل، وبالإدغام تنزيلا للياء الأصلية منزلة الزائدة). [إتحاف فضلاء البشر: 1/479]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "الطَّيْرِ فَأَنْفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْرًا" هنا [الآية: 49] وفي [المائدة الآية: 110] "الطَّيْر فَيَكُونُ طَيْرًا بإذني" فنافع وأبو جعفر ويعقوب بألف بعدها همزة مكسورة في "طيرا" المنكر من السورتين على إرادة الواحد قيل: لأنه لم يخلق إلا الخفاش، وافقهما الحسن وقرأ أبو جعفر المعرفين من السورتين، كذلك أيضا على الإفراد والباقون بغير ألف ولا همز في السورتين، فيحتمل أن يراد به اسم الجنس أي: جنس الطير، ويحتمل عليه أن يراد الواحد فما فوقه، ويحتمل أن يراد به الجمع، وخرج بتخصيص السورتين ولا طائر والطير وألنا). [إتحاف فضلاء البشر: 1/479]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("ورقق" الأزرق بخلف عنه راء "تدخرون"). [إتحاف فضلاء البشر: 1/479]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ "بيوتكم" [الآية: 49] بضم أوله ورش وأبو عمرو وحفص وأبو جعفر ويعقوب وكسره الباقون). [إتحاف فضلاء البشر: 1/480]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {إني أخلق} [49] قرأ نافع بكسر همزة (إن) والباقون بالفتح، وقرأ الحرميان والبصري بفتح الياء، والباقون بالإسكان.
فإن قرأت من قوله تعالى {ونعلمه} - والوقف على ما قبله تام عند من قرأ {ونعلمه} بالنون، وعلى قراءة {ويعلمه} كاف، لاحتمال عطفه على {يبشرك} - إلى قوله {بإذن الله} الأول أو الثاني والوقف عليهما كاف، ويجوز الوقف على {من ربكم} على قراءة من كسر (إن) ولم يجز على قراءة الفتح فيجتمع فيه لقالون {التوراة} والمنفصل وميم الجمع، ولا يخفى أن لقالون في كل واحد منها وجهين، فيجتمع له ثمانية أوجه:
الأول: فتح {التوراة} وقصر المنفصل، وإسكان ميم الجمع.
الثاني: فتح {التوراة} وقصر المنفصل وضم ميم الجمع.
الثالث: فتح {التوراة} ومد المنفصل، وإسكان ميم الجمع.
الرابع: فتح {التوراة} ومد المنفصل، وضم ميم الجمع، فهذه أربعة أوجه على فتح {التوراة}.
ويأتي مثلها على تقليله، والله أعلم). [غيث النفع: 471]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {كهيئة} فيه لورش المد والتوسط كـــ {شيء} ). [غيث النفع: 472]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {طائرا} قرأ نافع بألف بعد الطاء، وهمزة مكسورة بعده، والباقون بياء ساكنة بين الطاء والراء). [غيث النفع: 472]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {بيوتكم} قرأها ورش وبصري وحفص بضم الباء، والباقون بالكسر). [غيث النفع: 472]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَرَسُلًا إِلَى بَنِي إِسْراءِيلَ أَنّىِ قَدْ جِئْتُكُم بِأَيَةٍ مِّن رَّبّكُمْ أَنّىِ أَخْلُقُ لَكُم مِّنَ ٱلطِّينِ كَهَيْئًةِ لطَّيْرِ فَأَنفخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْرَا بِإِذءنِ ٱلله وَأُبْرِئُ ٱلأَكْمَهَ وَٱلْأَبْرصَ وَأُحْيِ ٱلْمَوْتَى بِإِذْنِ ٱللهِ وَأُنَبِئُكُم بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ في بيُوتِكُمْ إِنَّ في ذَالِكَ لَأَيَةً لَكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ}
{وَرَسُلًا}
- قراءة الجماعة «ورسولاً» بالنصب.
[معجم القراءات: 1/496]
وفي إعرابه وجوه:
1- أن يكون منصوباً بإضمار فعل تقديره ويجعله رسولاً.
2 أن يكون معطوفاً على «ويعلمه» فيكون حالاً؛ إذ التقدير: ومعلَّماً الكتاب.
3 أن يكون منصوباً على الحال من الضمير «ويُكَلّم».
4- أن تكون الواو زائدة، ويكون حالاً من ضمير «ويعلمه».
5- أو هو منصوب على إضمار فعل من لفظ رسول أي: أرسلت رسولاً إلى بني إسرائيل.
- وقرأ اليزيدي: «ورسولٍ» بالجر، وخَرّجه الزمخشري على أنه معطوف على «بكلمة منه» في الآية/45، وهي عند أبي حيان شاذّة لطول البُعْدِ بين المعطوف والمعطوف عليه.
{إِلَى بَنِى إِسْرَاءِيلَ} سَهَّل أبو جعفر الهمز في «إسرائيل» مع المد ّ والقصر.
- وقرئ له بالإشباع.
- وقرأ الأزرق بمدّ الياء.
- ووقف عليه حمزة بتخفيف الهمزة الأولى بلا سكت على «بني»، وبالسكت، وبالنقل، وبالإدغام.
- وقراءات حمزة السابقة مع تسهيل الثانية، مع المدِّ والقصر.
وتقدم الحديث مُفَضَّلاً في هذه القراءات في الآية/40 من سورة البقرة.
{أَنّيِ قَدْ جِئْتُكُم} قراءة الجمهور «أني..» بفتح الألف على تقدير بأني.
- وقرئ «أني..» بكسرها
[معجم القراءات: 1/497]
{قَدْ جِئْتُكُم}
- أدغم الدال في الجيم أبو عمرو وحمزة والكسائي وخلف وهشام.
- وقراءة الباقين بالإظهار.
وهم ابن عامر وابن كثير ونافع وعاصم وقالون وأبو جعفر ويعقوب.
{جِئْتُكُم} قرأ أبو عمرو بخلاف عنه وأبو جعفر والسوسي «جيتكم» بإبدال الهمزة الساكنة ياءً.
- وهي قراءة حمزة في الوقف.
{بآَيَةٍ} قراءة الجماعة «بآية» على التوحيد.
- وفي مصحف عبد الله وقراءته «بآيات» على الجمع.
{أَنّيِ أَخْلُقُ لَكُم} قرأ الجمهور «أني...» بفتح الهمزة، فهو بدل من «آيةٍ»، فيكون في موضع جَرّ، أو بدلًا من «أني قد جئتكم» أو خبر مبتدأ محذوف: هي أني...
- وقرأ نافع وأبو جعفر «إني» بالكسر على الاستئناف، أو إضمار القول، أو التفسير الآية.
- وقرأت ابن كثير وأبو عمرو ونافع وأبو جعفر وابن محيصن
[معجم القراءات: 1/498]
واليزيدي « أَنّي أَخْلُقُ» بفتح الياء.
- وقراءة الباقين بسكونها «أَنّي أَخْلُقُ».
{كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ}
- قرأ الجمهور «كهيئة» بالياء والهمز.
- وقرأ الزهري والأعرج وأبو جعفر وابن يزداد والسلمي والشطوي «كهيَّة» بياء مشددة مفتوحة، يمدها تاء، وذلك على إبدال الهمزة ياءً، وإدغاما في الياء.
- وقرأ بالمدّ، والتوسط، الأزرق وورش.
- وقرأ الحنبلي بأدنى مَدِّ وبالهمز.
- ووقف عليها حمزة بالنقل والإدغام «كهيَّةِ»، وهي كقراءة أبي جعفر ومن معه.
- وقرئ «كَهَيةِ» بياء خفيفة مفتوحة من غير همز.
فقد ألقى حركة الهمزة على الياء ولم يقلب الياء ألفاً لأن حركتها عارضة.
{ألطَّيْرِ}
- قراءة الجمهور «الطيرِ».
[معجم القراءات: 1/499]
ورَجّح الطبري هذه القراءة، في موافقة خط المصحف، واستفاضت القراءة بها.
- وقرأ أبو جعفر وروح عن يعقوب «الطائر» مفرداً.
{فَأَنفُخُ فِيهِ} قراءة الجمهور «فأنفخ فيه»، أي في الطين، أو في الطير.
- وقرأ عبد الله بن مسعود «فأنفخها»، أعاد الضمير على الهيئة المحذوفة؛ إذ التقدير: هيئة الطير، وهي قراءة شاذِّة نقلها الفراء، وذكرها الطبري وقال: «وقد تفعل العرب ذلك فتقول: رُبّ ليلة بتُّها وبتُّ فيها».
{فَيَكُونُ} قراءة الجمهور «فيكون» بالياء، أي الطين.
- وقرأ المفضل وطلحة والأعمش والجحدري وابن عطية وابن راشد وابن حرب عن حمزة «فتكون» بتاء التأنيث، أي الهيئة.
{طَيْرَا} قراءة الجمهور «طيراً»، وهي الأحسن عند الطبري لموافقة خط المصحف.
- وقرأ نافع وأبو جعفر ويعقوب والحسن «طائراً» بألف بعد الطاء وهمزه مكسورة.
- وقرأ الحنبلي بتلين الهمزة «طايراً».
[معجم القراءات: 1/500]
{بِإِذْنِ ٱللهِ... بِإِذْنِ ٱللهِ
- قراءة حمزة في الوقف بتسهيل الهمزه بَيْنَ بَيْنَ.
{وَأُبْرِئُ}
- لحمزة في الوقف خمسة أوجه:
1 إبدال الهمزة ياءّ ساكنة لسكونها وقفاً بحركة ما قبلها على التخفيف القياسي «أُبْرَيُ».
2 إبدالها ياءً مضمومة «أُبْرِيُ»، على ما نُقِل من مذهب الأخفش، فإن وقف بالسكون فهو موافق لما قبله.
3 وإن وقف بالإشارة جاز الرَّوْم والإشمام.
4 رَوْم حركة الهمزة فتسهل بين الهمزة والواو على مذهب سيبويه وغيرة.
5 تسهيلها بين الهمزة والياء على الرَّوْم، وهو الوجه المُعْضل، كذا في النشر.
{ٱلْمَوْتَى} أماله حمزة والكسائي وخلف.
- وقراءة أبي عمرو والأزرق وورش بالفتح والتقليل.
وقراءة الباقين بالفتح.
{وَأُنَبِّئُكُم} قراءة الجماعة «أنبِّئكم» بتشديد الباء من «نَبّأ».
- وقراءة ابن عمير «أُنْبِئُكُم» بالتخفيف من «أنبأ».
- في قراءة حمزة في الوقف:
في الهمزة الأولى: التحقيق.
[معجم القراءات: 1/501]
- وله تسهيلها بَيْنَ بَيْنَ.
- وله في الثانية مع هذين الوجهين:
1 التسهيل بَيْنَ بَيْنَ.
2 أبدالها ياءً خالصة.
{تَأْكُلُونَ}
- قرأ أبو عمرو بخلاف عنه وأبو جعفر والأزرق وورش والأصبهاني ومحمد بن حبيب الشموني عن الأعشى عن أبي بكر عن عاصم «تاكلون» بإبدال الهمزة الساكنة ألفاً.
- وكذا جاءت قراءة حمزة في الوقف.
{تَدَّخِرُونَ}
- قراءة الجمهور «تَدّخِرون» بدال مشددة، ولا يجوز عند الطبري القراءة بغير هذه اللغة.
- وعلى هذه القراءة رقق الأزرق وورش الراء بخلاف عنهما.
- وقرأ مجاهد والزهري وأيوب السختياني وأبو السمال «تَدْخَرون» بذال ساكنة وخاء مفتوحة.
- وذكر ابن خالويه قراءة الزهري ومجاهد «تَدْخِرون» بدال مهملة خفيفة.
[معجم القراءات: 1/502]
وقال الفراء: "ونقرأ: تدخرون" خفيفة على تفعلون.
وقال في موضع آخر: وقد قرأ بعض القراء «ما تدخرون» يرید تدخرون.
- وقرأ أبو شعيب السوسي في رواية عن أبي عمرو "تذدخرون" بذال ساكنة، ودال مفتوحة من غير إدغام.
وهذا الفك جائز، وقراءة الجمهور بالإدغام أجود.
{في بيوتكم}
- قرأ أبو عمرو وحفص عن عاصم وأبو جعفر ويعقوب وورش وابن محيصن واليزيدي والحسن بيوتكم بضم الباء.
- وقرأ قالون وابن كثير وابن عامر وأبو بكر وحمزة والكسائي وخلف والأعمش بيوتكم بكسرها.
وتقدم هذا مفصلا في الآية/189 من سورة البقرة.
{لآية}
- قراءة ابن مسعود الآيات على الجمع وهو كذلك في مصحفه.
- وقراءة الجماعة الآية مفردا). [معجم القراءات: 1/503]

قوله تعالى: {وَمُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَلِأُحِلَّ لَكُمْ بَعْضَ الَّذِي حُرِّمَ عَلَيْكُمْ وَجِئْتُكُمْ بِآَيَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (50)}
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (بَعْضَ الَّذِي حُرِّمَ عَلَيْكُمْ) على تسمية الفاعل، وهو الاختيار قرأ به جماعة من السلف وهو قراءة أبي حيوة عن أبي قطيب، يعني: أن اللَّه هو المحرم، الباقون بضم الحاء على ما لم يسم فاعله). [الكامل في القراءات العشر: 516]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وأبدل" همز "جئتكم" أبو عمرو بخلفه وأبو جعفر، وحققها الباقون ومنهم ورش من طريقيه). [إتحاف فضلاء البشر: 1/480]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وأثبت" الياء في الحالين من "واطيعون" يعقوب). [إتحاف فضلاء البشر: 1/480]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {جئتكم} إبدالة للسوسي جلي). [غيث النفع: 472]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {ومصدقا لما بين يدي من التوراة ولأحل لكم بعض الذي حرم عليكم وجئتكم بأية من ربكم فاتقوا الله وأطيعون 50}
{يدي}
- قراءة يعقوب في الوقف بهاء السكت بخلاف عنه "يديه".
[معجم القراءات: 1/503]
{التوراة}
- تقدمت الإمالة فيه في الآية/3 من هذه السورة.
{لأحل}
- قراءة حمزة في الوقف بتسهيل الهمز.
{الذي حرم عليكم}
- قراءة الجمهور الذي حرم عليكم..
- وقرأ إبراهيم النخعي ويحيى.. حرم على وزن كرم.
وقرأ عكرمة "ما حرم.."، مبنيا للفاعل، وما بدل من الذي
في قراءة الجماعة، وإسناد الفعل إلى الله تعالى، أو إلى موسى.
{وجئتكم}
- أبدل أبو عمرو وأبو جعفر الهمزة ياء جيتكم.
- وهي قراءة حمزة في الوقف.
- والباقون بالتحقيق وكذا ورش.
وتقدم هذا مع الآية/49.
{بأية}
- قراءة الجماعة بآية مفردا.
- وقرأ ابن مسعود بآيات جمعا.
وتقدم عنه مثل هذا في الآية/49.
{وأطيعون}
- قراءة الجماعة وأطيعون بنون مكسورة، وذلك بحذف الياء في الحالين، موافقة للرسم، وهي لغة هذيل.
- وقرأ يعقوب وأطيعوني بإثبات الياء في الحالين: الوقف والوصل، وهي لغة الحجاز). [معجم القراءات: 1/504]

قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ (51)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وتقدم سين "صراط" [الآية: 51] لقنبل من طريق ابن مجاهد ورويس والإشمام فيه لخلف عن حمزة). [إتحاف فضلاء البشر: 1/480]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {صراط} قرأ قنبل بالسين، وخلف بإشمام الصاد الزاي، والباقون بالصاد الخالصة). [غيث النفع: 472]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {مستقيم} تام في أنهى درجاته، فاصلة، ومنتهى النصف، بإجماع). [غيث النفع: 472]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {إن الله ربي وربكم فاعبدوه هذا صراط مستقيم 51}
{إن الله}
- قراءة الجماعة إن الله، بكسر الهمزة، على الاستئناف، وهي الصواب عند الطبري.
- وقرأ الأخفش أن الله بفتح الهمزة، وذلك على البدل من آية، ونقل الأخفش هذا عن بعض القراء.
قال الطبري: بتأويل وجئتكم بآية من ربكم أن الله ربي وربكم، على رد أن على الآية والإبدال منها.
{فاعبدوه هذا}
- قرأ أبو عمرو ويعقوب بإدغام الهاء في الهاء.
{صراط}
- قراءة الجماعة بالصاد صراط.
- وقرأ قنبل وابن مجاهد ورويس بالسين سراط.
- وقرأ بإشمام الصاد الزاي حمزة وخلف.
وتقدم هذا بأوفي من هذا البيان في سورة الفاتحة). [معجم القراءات: 1/505]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين

جمهرة علوم القرآن 3 صفر 1440هـ/13-10-2018م 10:38 AM

سورة آل عمران
[من الآية (52) إلى الآية (58) ]

{فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَى مِنْهُمُ الْكُفْرَ قَالَ مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصَارُ اللَّهِ آَمَنَّا بِاللَّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ (52) رَبَّنَا آَمَنَّا بِمَا أَنْزَلْتَ وَاتَّبَعْنَا الرَّسُولَ فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ (53) وَمَكَرُوا وَمَكَرَ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ (54) إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأَحْكُمُ بَيْنَكُمْ فِيمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ (55) فَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَأُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَمَا لَهُمْ مِنْ نَاصِرِينَ (56) وَأَمَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَيُوَفِّيهِمْ أُجُورَهُمْ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ (57) ذَلِكَ نَتْلُوهُ عَليْكَ مِنَ الْآَيَاتِ وَالذِّكْرِ الْحَكِيمِ (58)}

قوله تعالى: {فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَى مِنْهُمُ الْكُفْرَ قَالَ مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصَارُ اللَّهِ آَمَنَّا بِاللَّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ (52)}
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ({أنصاري} [52، الصف: 14]: ممال، حيث جاء على غير الليث، وأبو زيد، واليزيدي طريق أبي عون والكاغذي). [المنتهى: 2/629]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (تتمة: تقدم خلاف أبي جعفر في كهيّة [آل عمران: 49 والمائدة: 110] [ومدة الأزرق] وإمالة دوري الكسائي أنصاري [آل عمران: 52، والصف: 14]، وهأنتم [آل عمران: 119] في الهمز المفرد، وآن يؤتى [آل عمران: 73] لابن كثير [فيه] ويؤده [آل عمران: 75] معا في الكناية). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/240] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وأمال "أنصاري" الدوري عن الكسائي وفتحه الباقون "وفتح" ياء الإضافة منه نافع وأبو جعفر وسكنها الباقون). [إتحاف فضلاء البشر: 1/480]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {فلما أحس عيسى}
{أنصاري إلى} [52] قرأ نافع بفتح الياء، والباقون بالإسكان). [غيث النفع: 474]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {فلما أحس عيسى منهم الكفر قال من أنصاري إلى الله قال الحواريون نحن أنصار الله أمنا بالله واشهد بأنا مسلمون 52}
{أحس}
- قراءة الجماعة «أحس».
- وقرأ ابن عمير حس بحذف الهمزة، وهي لغة.
[معجم القراءات: 1/505]
{عيسي}
. أماله حمزة والكسائي وخلف.
- وقرأه أبو عمرو بالتقليل
- وقرأ الأزرق وورش بالفتح والتقليل.
- وقراءة الباقين بالفتح
{أنصاري}
- قرأه بالإمالة الدوري عن الكسائي، وزيد عن الداجوني، والصوري عن ابن ذكوان.
- وقراءة الباقين بالفتح، وهي رواية الأخفش عن ابن ذكوان.
{أنصاري إلى}
- قرأ نافع وأبو جعفر أنصاري إلى بفتح الياء.
- وقراءة الباقين أنصاري إلى بسكونها.
{الحواريون}
- قرأ الجمهور الحواريون بشد الياء.
قال ابن عطية: واحدهم حواري، وليست بياء نسب وإنما هي كياء كرسي.
- وقرأ إبراهيم النخعي وأبو بكر الثقفي، وابن عامر في رواية النوفلي عن ابن بكار عنه، وأبو عمران الجوني، وأبو حيوة، والجحدري الحواريون بتخفيف الياء، وهي قراءة إبراهيم وأبي بكر في جميع القرآن.
[معجم القراءات: 1/506]
قال ابن جني: ظاهر هذه القراءة يوجب التوقف عنها، والاحتشام منها، وذلك لأن فيها ضمة الياء الخفيفة المكسور ما قبلها، وهذا موضع تعافه العرب وتمتنع عنه..، وذلك أن أصل هذه الياء أن تكون مشددة، وإنما خففت استثقالا لتضعيف الياء، فلما أريد فيها معنى التشديد جاز أن تحمل الضمة تصورا لاحتمالها إياها عند التشديد، كما ذهب إليه أبو الحسن الأخفش في "يستهزئون" إلى أن أخلص الهمزة ياء البتة، وحملها الضمة تذكرا لحال الهمزة المراد فيها...
ثم ذكر أن الياء الأولى هي المحذوفة لأنها أشبه بالزيادة.
وتجد مثل هذا النص عند أبي حيان، فقد سار على نسق حديث ابن جني حذو القذة بالقذة، وما كان يحط من قدر أبي حيان أن يذكر الفضل بأهله، رحمهما الله رحمة واسعة.
{الحواريون نحن}
- قرأ أبو عمرو ويعقوب بإدغام النون في النون). [معجم القراءات: 1/507]

قوله تعالى: {رَبَّنَا آَمَنَّا بِمَا أَنْزَلْتَ وَاتَّبَعْنَا الرَّسُولَ فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ (53)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {ربنا أمنا بما أنزلت واتبعنا الرسول فاكتبنا مع الشاهدين 53}
{خير}
- ترقيق الراء عن الأزرق وورش بخلاف). [معجم القراءات: 1/507]

قوله تعالى: {وَمَكَرُوا وَمَكَرَ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ (54)}

قوله تعالى: {إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأَحْكُمُ بَيْنَكُمْ فِيمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ (55)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("ووقف" يعقوب بخلفه على "رافعك إلي" و"ثم إلى" بهاء السكت). [إتحاف فضلاء البشر: 1/480]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {إذ قال الله يا عيسى إني متوفيك ورافعك إلي ومطهرك من الذين كفروا وجاعل الذين اتبعوك فوق الذين كفروا إلى يوم القيامة ثم إلي مرجعكم فأحكم بينكم فيما كنتم فيه تختلفون 55}
{عيسى}
- تقدمت الإمالة فيه في الآية/ 52.
[معجم القراءات: 1/507]
{ورافعك إلي}
- قراءة يعقوب في الوقف بهاء السكت "إليه".
{القيامة}
- قراءة حمزة في الوقف بإمالة الهاء وما قبلها.
{القيامة ثم}
- أدغم التاء في الثاء أبو عمرو ويعقوب.
{ثم إلى مرجعكم}
- قراءة يعقوب ثم إليه في الوقف بهاء السكت.
{فأحكم بينكم}
- قرأ أبو عمرو بسكون الميم عند الباء وإخفائها بغنة، وسماه بعض المتقدمين إدغاما، وفرق ما بينه وبين الإدغام بين.
{فيه}
- قراءة ابن كثير في الوصل "فيهي" بوصل الهاء بياء.
- وقراءة غيره فيه بهاء مكسورة). [معجم القراءات: 1/508]

قوله تعالى: {فَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَأُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَمَا لَهُمْ مِنْ نَاصِرِينَ (56)}
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {يشآء} [73 – 74] معًا و{والأخرة} [56] وقفه لا يخفى). [غيث النفع: 478] (م)
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م):
( {فأما الذين كفروا فأعذبهم عذابا شديدا في الدنيا والآخرة وما لهم من ناصرين 56}
{الدنيا}
- تكررت الإمالة فيه، وانظر الآيتين / 85 و114 من سورة البقرة.
{الآخرة}
- تقدمت القراءات فيه في الآية/4 من سورة البقرة وفيها: تحقيق الهمز، نقل حركة الهمز إلى الساكن ثم حذف الهمز، السكت على الساكن قبل الهمزة، ترقيق الراء، إمالة الهاء.
وارجع إلى الموضع المحال عليه ففيه البيان). [معجم القراءات: 1/508]

قوله تعالى: {وَأَمَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَيُوَفِّيهِمْ أُجُورَهُمْ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ (57)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (16 - قَوْله {فيوفيهم أُجُورهم} 57
لم يَخْتَلِفُوا فِي النُّون من قَوْله (فنوفيهم) إِلَّا مَا روى حَفْص عَن عَاصِم فَإِنَّهُ رَوَاهُ عَنهُ بِالْيَاءِ). [السبعة في القراءات: 206]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ({فيوفيهم} بالياء حفص ورويس). [الغاية في القراءات العشر: 212]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ({فيوفيهم} [57]: بالياء حفص، وزيد، ورويس، والضرير). [المنتهى: 2/629]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ حفص (فيوفيهم أجورهم) بالياء، وقرأ الباقون بالنون). [التبصرة: 179]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (حفص: {فيوفيهم} (57): بالياء.
[التيسير في القراءات السبع: 251]
والباقون: بالنون). [التيسير في القراءات السبع: 252]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(حفص ورويس (فيوفيهم) بالياء والباقون بالنّون). [تحبير التيسير: 323]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (فَيُوَفِّيهِمْ) بالياء الحسن، وقَتَادَة، ورُوَيْس، وابن حسان، والضَّرِير عن يَعْقُوب، وحفص، وأبان عن عَاصِم، الباقون بالنون، وهو الاختيار لقوله: (ذَلِكَ نَتْلُوهُ)، وقبله (فَأُعَذِّبُهُمْ) ). [الكامل في القراءات العشر: 516]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([57]- {فَيُوَفِّيهِمْ} بالياء: حفص). [الإقناع: 2/620]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (558- .... .... .... .... = .... وَيَاءٌ فِي نُوَفِّيهِمُ عَلاَ). [الشاطبية: 45]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): (ومعنى {فيوفيهم} بالياء، فيوفيهم الله، لأن قبله: {إذ قال الله}.
[فتح الوصيد: 2/782]
والنون على {فنوفيهم}، نحو: أخبر الجبار سبحانه عن نفسه بفعل الجماعة تعظيمًا، وهو وحده أهلٌ ذلك.
وقوله: (علا)، كما تقول: فيوفيهم جل وعلا). [فتح الوصيد: 2/783]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ([558] وفي طائرا طيرا بها وعقودها = خصوصا وياء في يوفيهم علا
ح: (طيرًا): مبتدأ، (بها): خبره، والهاء فيه وفي (عقودها): لآل عمران، أضيفت إليها لملابسة القرب بينهما، (في طائرًا): ظرف ملغًى،
[كنز المعاني: 2/107]
أي: في موضع طائرًا، (خصوصًا): نصب على المصدر، (ياءٌ): مبتدأ، (في يوفيهم): صفة، (علا): خبر.
ص: أي: قرأ غير نافع: {طيرًا} بدل: (طائرًا) في قوله: {فيكون طيرًا بإذن الله} هنا [49]، وفي العقود سورة المائدة [110] على اسم الجنس ليوافق ما قبله: {كهيئة الطير}.
ونافع: (طائرًا) فيهما على اسم الفاعل، أي: يكون ما أخلقه طائرًا، أو كل واحد مما أخلقه طائرًا، كقوله: {فاجلدوهم ثمانين جلدةً} [النور: 4].
ولا خلاف في غير الموضعين، ولهذا قال: (خصوصًا).
وقرأ حفص: {فيوفيهم أجورهم} [57] بالياء على أن الضمير لله تعالى لدلالة ما بعده: {والله لا يحب الظالمين} [57] عليه، أو لتقدم ذكره معنى، والباقون بالنون على إخبار الله عن نفسه، ليوافق ما قبله: {فأعذبهم عذابًا شديدًا} [56] ). [كنز المعاني: 2/106] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (وأما: {فَيُوَفِّيهِمْ أُجُورَهُمْ}، فالياء فيه والنون ظاهران). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/22]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (558 - .... .... .... .... .... = .... وياء في نوفّيهمو علا
.....
وقرأ حفص فَيُوَفِّيهِمْ أُجُورَهُمْ* بالياء، فتكون قراءة غيره بالنون). [الوافي في شرح الشاطبية: 235]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (87- .... .... .... .... .... = .... نُوَفِّي الْيَا طُوَى .... ....). [الدرة المضية: 25]
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ):(ثم قال: نوفي اليا طوي أي روى مرموز (طا) طوى وهو رويس {فيوفيهم} [57] بالياء على أن الضمير الله). [شرح الدرة المضيئة: 110]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: فَيُوَفِّيهِمْ، فَرَوَى حَفْصٌ وَرُوَيْسٌ بِالْيَاءِ، وَانْفَرَدَ بِذَلِكَ الْبُرُوجِرْدِيُّ عَنِ ابْنِ أَشْتَةَ عَنِ الْمُعَدَّلِ عَنْ رَوْحٍ فَخَالَفَ سَائِرَ الطُّرُقِ عَنِ الْمُعَدَّلِ وَجَمِيعَ الرُّوَاةِ عَنْ رَوْحٍ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالنُّونِ). [النشر في القراءات العشر: 2/240]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (روى حفص ورويس {فيوفيهم} [57] بالياء، وانفرد بذلك البروجردي عن روح، والباقون بالنون). [تقريب النشر في القراءات العشر: 482]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (531- .... .... .... .... .... = .... نوفّيهم بياءٍ عن غنا). [طيبة النشر: 68]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (قوله: (يوفيهم) يعني قوله تعالى «فيوفيهم أجورهم» بالياء حفص ورويس حملا على ما قبله من لفظ الغيبة في قوله تعالى «إذ قال الله يا عيسى» والباقون بالنون حملا على ما قبله من قوله «فأعذبهم» وعلى ما بعده من قوله «ذلك نتلوه عليك» ). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 208]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ثم كمل فقال:
ص:
أنّي أخلق (ا) تل (ث) بـ والطّائر = في الطّير كالعقود (خ) ير (ذ) اكر
وطائرا معا بطيرا (إ) ذ (ث) نا = (ظ) بى نوفّيهم بياء (ع) ن (غ) نا
ش: أي: كسر همزة [إني أخلق لكم] [آل عمران: 49] ذو ألف (اتل) نافع، وثاء (ثب) أبو جعفر، وفتحها الباقون.
وقرأ ذو خاء (خير) وذال (ذاكر) عيسى، وابن جماز- راويا أبي جعفر- كهيئة الطائر هنا [آل عمران: 49] وفي [المائدة [الآية: 110] بألف بعد الطاء، وهمزة مكسورة بعدها.
وقرأ ذو ألف (إذ) نافع وثاء (ثنا) زبو جعفر وظاء (ظبا) يعقوب فيكون طائرا في السورتين [آل عمران: 49، والمائدة: 110] بالألف والهمز، والباقون بحذفهما.
واستغنى الناظم بلفظهما.
وقرأ ذو عين (عن) حفص، وغين (غنا) رويس فيوفّيهم أجورهم [آل عمران: 57] بياء الغيب، والباقون بالنون.
[تنبيه:] خرج بتخصيص السورتين نحو: ولا طائر يطير بجناحيه [الأنعام: 38]، والطّير صفّت [النور: 41]، والطّير وألنّا [سبأ: 10].
ووجه فتح «أن»: أنه بدل كل من باية [آل عمران: 49] فالمحل جر، أو من أنّى [آل عمران: 49] فنصب، أو خبر (هي) فرفع، وهي صفة أو مستأنفة.
ووجه الكسر: الاستئناف، أو التغيير كخلقة بعد آدم، أو تقدير القول، ويتم الوقف قبله على هذا.
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/239]
ووجه طيرا [آل عمران: 49]: إرادة الجنس، وطائرا إرادة الواحد.
ويوافق الرسم تقديرا.
ووجه التخصيص: الجمع بين المعنيين.
ووجه الياء: مناسبة غيب إذ قال الله [آل عمران: 55]: أي: فيوفيهم الله.
ووجه النون مناسبة فأعذّبهم [آل عمران: 56] معنى، ومناسبة نتلوه [آل عمران: 58] لفظا). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/240] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "فيوفيهم" [الآية: 57] فحفص ورويس بياء الغيبة على الالتفات وافقهما الحسن والباقون بالنون جريا على ما تقدم). [إتحاف فضلاء البشر: 1/480]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {فنوفيهم} [57] قرأ حفص بالياء التحتية، والباقون بالنون). [غيث النفع: 474]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وأما الذين أمنوا وعملوا الصالحات فيوفيهم أجورهم والله لا يحب الظالمين 57}
{فيوفيهم}
- قرأ حفص عن عاصم ورويس عن يعقوب، وقتادة والحسن فيوفيهم بالياء، على الالتفات.
- وقرأ أبو عمرو وابن عامر ونافع وابن كثير وحمزة والكسائي ويعقوب وخلف وأبو جعفر بالنون فتوفيهم جريا على ما مضى.
وهو عند ابن خالويه الاختيار ليتصل إخبار الله عن نفسه بعضه ببعض.
- وقرأ رويس ويعقوب بضم الهاء على الأصل فيوفيهم.
- ويعقوب يقرأ بالياء والنون، وهذا يقتضي أنه قرأ أيضا فتوفيهم بضم الهاء، على قراءة النون.
- وقرأ عبد الله بن مسعود واليماني فأوفيهم أجورهم). [معجم القراءات: 1/509]

قوله تعالى: {ذَلِكَ نَتْلُوهُ عَليْكَ مِنَ الْآَيَاتِ وَالذِّكْرِ الْحَكِيمِ (58)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {ذلك نتلوه عليك من الآيات والذكر الحكيم}
{نتلوه عليك}
- قرأ ابن كثير نتلوهو... بوصل الهاء بواو في الوصل). [معجم القراءات: 1/509]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين

جمهرة علوم القرآن 3 صفر 1440هـ/13-10-2018م 10:39 AM

سورة آل عمران
[من الآية (59) إلى الآية (63) ]

{إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آَدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (59) الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلَا تَكُنْ مِنَ الْمُمْتَرِينَ (60) فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَةَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ (61) إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْقَصَصُ الْحَقُّ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا اللَّهُ وَإِنَّ اللَّهَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (62) فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِالْمُفْسِدِينَ (63)}

قوله تعالى: {إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آَدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (59)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (17 - قَوْله {كن فَيكون} 59
قَرَأَ ابْن عَامر وَحده {كن فَيكون} بِالنّصب
قَالَ أَبُو بكر وَهُوَ وهم
وَقَالَ هِشَام بن عمار كَانَ أَيُّوب بن تَمِيم يقْرَأ {فَيكون} نصبا ثمَّ رَجَعَ فَقَرَأَ {فَيكون} رفعا). [السبعة في القراءات: 206 - 207]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واتفقوا على الرفع في قوله تعالى: "فيكون الحق" [الآية: 59، 60] ). [إتحاف فضلاء البشر: 1/480]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {كن فيكون} لا خلاف في رفع نون {فيكون} هنا، ومنه احترز بقوله: وفي آل عمران في الاولى). [غيث النفع: 474]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {إن مثل عيسى عند الله كمثل أدم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون 59}
{عيسى}
- تقدمت الإمالة فيه في الآية/ 45 من هذه السورة، والآية/87 من سورة البقرة.
{قال له}
- أدغم اللام في اللام أبو عمرو ويعقوب.
{كن فيكون}
- تقدمت قراءة ابن عامر فيكون بنصب النون.
انظر الآية/ 47 من هذه السورة، والآية /117 من سورة البقرة). [معجم القراءات: 1/510]

قوله تعالى: {الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلَا تَكُنْ مِنَ الْمُمْتَرِينَ (60)}

قوله تعالى: {فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَةَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ (61)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وأمال" "جاءك" حمزة وابن ذكوان وهشام بخلفه وخلف). [إتحاف فضلاء البشر: 1/480]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {لعنت} [61] رسمت بالتاء وخلاف وقفها جلي). [غيث النفع: 474]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {فمن حاجك فيه من بعد ما جاءك من العلم فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنت الله على الكاذبين 61}
{جاءك}
- أماله حمزة وابن ذكوان وخلف وهشام برواية الداجوني.
- والباقون بالفتح، وهي رواية الحلواني عن هشام.
- وإذا وقف حمزة سهل الهمزة بين بين.
{تعالوا}
- قرأ الجمهور "تعالوا" بفتح اللام، وهو الأصل والقياس، والتقدير: تفاعل: تعالى، وألفه منقلبة عن ياء، وأصلها واو؛ لأنها من العلو، فإذا أمرت الواحد قلت: تعال، كما تقول: أخش، اسع، على حذف حرف العلة من آخره.
- وقرأ الحسن وأبو واقد وأبو السمال ونبيح "تعالوا" بضم اللام، ووجهه أن أصله: تعالوا، كما تقول: تجادلوا، نقلت الضمة من الياء إلى اللام بعد حذف فتحتها، فبقيت الياء ساكنة، وواو
[معجم القراءات: 1/510]
الضمير ساكنة، فحذفت الياء لالتقاء الساكنين، وهذا تعليل شذوذ.
وذهب السمين إلى أنهم تناسوا الحرف المحذوف حتى توهموا أن الكلمة بنيت على ذلك، وأن اللام هي الآخر في الحقيقة، فعوملت معاملة الآخر، فضمت قبل واو الضمير، وكسرت قبل يائه.
{لعنت الله}
- كذا رسمها في المصحف "لعنت" بالتاء.
- فقراءة ابن كثير وأبي عمرو والكسائي ويعقوب واليزيدي وابن محيصن والحسن في الوقف العنف بالهاء على خلاف الرسم، وهي لغة قريش.
- وقرأ الباقون في الوقف "لعنت" بالتاء، وهو موافق لرسم المصحف، وهي لغة طيء.
- والكسائي يميل الهاء والنون قبلها في الوقف "لعنه"). [معجم القراءات: 1/511]

قوله تعالى: {إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْقَصَصُ الْحَقُّ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا اللَّهُ وَإِنَّ اللَّهَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (62)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وتقدم الخلاف في تسكين هاء "لهو" ووقف يعقوب عليها بهاء السكت باتفاق عنه). [إتحاف فضلاء البشر: 1/480]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {لهو} [62] قرأ قالون والبصري وعلي بإسكان الهاء، والباقون بالضم). [غيث النفع: 474]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {إن هذا لهوا القصص الحق وما من إله إلا الله وإن الله لهو العزيز الحكيم 62}
{لهو.. لهو}
- وقرأ أبو عمرو ونافع والكسائي وقالون وأبو جعفر لهو بسكون الهاء.
- والباقون بضمها لهو.
وتقدم مثل هذا في الآية/39 من هذه السورة في وهو.
- وقراءة يعقوب في الوقف بهاء السكت "لهوه".
[معجم القراءات: 1/511]
{من إله}
- قرأ ورش عن نافع "من له" بنقل حركة الهمزة إلى النون الساكنة ثم حذف الهمزة). [معجم القراءات: 1/512]

قوله تعالى: {فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِالْمُفْسِدِينَ (63)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين

جمهرة علوم القرآن 3 صفر 1440هـ/13-10-2018م 10:41 AM

سورة آل عمران
[من الآية (64) إلى الآية (68) ]

{قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ (64) يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تُحَاجُّونَ فِي إِبْرَاهِيمَ وَمَا أُنْزِلَتِ التَّوْرَاةُ وَالْإِنْجِيلُ إِلَّا مِنْ بَعْدِهِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ (65) هَا أَنْتُمْ هَؤُلَاءِ حَاجَجْتُمْ فِيمَا لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ فَلِمَ تُحَاجُّونَ فِيمَا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ (66) مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلَا نَصْرَانِيًّا وَلَكِنْ كَانَ حَنِيفًا مُسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (67) إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهَذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ (68)}

قوله تعالى: {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ (64)}
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (إِلَى كَلِمَةٍ) بإِسكان اللام وفتح الكاف أبان بن تغلب، وبكسر الكاف وإسكان اللام، الباقون بفتح الكاف وكسر اللام، وهو الاختيار لأنه أشهر). [الكامل في القراءات العشر: 516]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم إلا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئا ولا يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله فإن تولوا فقولوا أشهدوا بأنا مسلمون 64}
{تعالوا}
- القراءة بفتح اللام تعالوا، ولم يأت في هذا الموضع خلاف كالمتقدم في الآية/61، ولو كان يجوز القياس في القراءة لكانت هذه مثل تلك بفتح اللام وضمها، ولكن القراءة مبنية على السماع وليس للقياس فيها حظ.
- لبعد كتابة الكلمات السابقة وجدت في الشوارد: وقرأ نبيح والجراح وأبو واقد «تعالوا إلى كلمة سواء» كذا بضم اللام.
{إلى كلمة}
- قراءة الجماعة "كلمة" بفتح الكاف وكسر اللام.
- وعن أبي السؤال قراءتان:
1- كلمة: بكسر الكاف وسكون اللام، مثل سدرة.
2- كلمة: بفتح الكاف وسكون اللام، مثل ضربة
وذهبوا في القراءة الأولى إلى أنها من نقل كسرة الكلام إلى الكاف للتخفيف.
[معجم القراءات: 1/512]
{إلى كلمة سواء}
- قرأ الجمهور سواء بالجر على الصفة لما قبلها.
- وقرا الحسن سواء بالنصب. وخرجه الحوفي والزمخشري على أنه مصدر.
قال الزمخشري: بمعني استوت استواء فيكون سواء بمعنى استواء، ويجوز أن ينتصب على الحال من كلمة، وإن كان ذو الحال نكرة، فقد أجازه سيبويه وقاسه.
- وقرأ عبد الله بن مسعود إلى كلمة عدل، ومعناها معنى قراءة الجماعة.
{ولا يتخذ بعضنا}
- قرأ بعضهم ولا نتخذ بعضنا بالنون ونصب «بعضا به».
{فإن تولوا}
- قرئ فإن تولو بضم التاء واللام أي حملهم الشيطان على التولي). [معجم القراءات: 1/513]

قوله تعالى: {يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تُحَاجُّونَ فِي إِبْرَاهِيمَ وَمَا أُنْزِلَتِ التَّوْرَاةُ وَالْإِنْجِيلُ إِلَّا مِنْ بَعْدِهِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ (65)}
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (أَنزَلتُ) بفتح الهمزة وضم التاء (التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ) منصوبان وهو الاختيار كقراءة اليماني وغيره إذ المنزل على الحقيقة هو اللَّه تبارك وتعالى، الباقون على ما لم يسم فاعله). [الكامل في القراءات العشر: 516]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {يا أهل الكتاب لم تحاجون في إبراهيم وما أنزلت التوراة والإنجيل إلا من بعده أفلا تعقلون 65}
{لم}
- وقف يعقوب، والبزي بخلاف عنه بهاء الكست "لمه".
{التوراة}
- تقدمت الإمالة فيه في الآية /3 من هذه السورة.
{الإنجيل}
- تقدمت قراءة الحسن الأنجيل، بفتح الهمزة في الآية/3 من هذه السورة). [معجم القراءات: 1/513]

قوله تعالى: {هَا أَنْتُمْ هَؤُلَاءِ حَاجَجْتُمْ فِيمَا لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ فَلِمَ تُحَاجُّونَ فِيمَا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ (66)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (18 - وَاخْتلفُوا فِي الْمَدّ والهمز وَتَركه فِي قَوْله {هَا أَنْتُم هَؤُلَاءِ} 66
فَقَرَأَ ابْن كثير (هأنتم) لَا يمدها ويهمز الْألف من أَنْتُم
وقرأت أَنا على قنبل عَن ابْن كثير (هأنتم) بِهَذَا اللَّفْظ على وزن هعنتم
وَقَرَأَ نَافِع وَأَبُو عَمْرو (هانتم) غير مَهْمُوز ممدودا استفهاما
وروى عَليّ بن نصر عَن أبي عَمْرو استفهاما مخففا بِلَا همز
وَقَالَ أَحْمد بن صَالح عَن ورش وقالون عَن نَافِع ممدودا غير مَهْمُوز
وَقَرَأَ عَاصِم وَابْن عَامر وَحَمْزَة وَالْكسَائِيّ (هأنتم) ممدودا مهموزا
وَلم يَخْتَلِفُوا فِي مد {هَؤُلَاءِ} و{أولاء}). [السبعة في القراءات: 207]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ({هاانتم} بغير همزة مدني
[الغاية في القراءات العشر: 212]
وأبو عمرو وقالون ويعقوب أقل مدا). [الغاية في القراءات العشر: 213]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (هانتم)، [66، 119]: ممدود بلا همز مدني، وأبو عمرو، بخلاف عنهما.
بوزن «هعنتم» قنبل إلا ابن الصلت والربعي والهاشمي، وورش طريق الأسدي.
بغير مد ولا همز اليزيدي طريق أبي عبد الرحمن وأبي حمدون طريق البلخي، والأزرق طريق الطائي، وقالون طريق الشذائي وابن دیزیل، وإسماعيل طريق البلخي، والحلواني طريق النقاش). [المنتهى: 2/630] (م)
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ({هؤلاء} [66، 119]: حجازي غير سالم وورش، وبصري غير أيوب لا يمدون «ها»، ولم يختلفوا في مد «أولآء» حيث وقع.
[المنتهى: 2/630]
(هو لا): بغير همز الحريري). [المنتهى: 2/631] (م)
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ قنبل (هأنتم) بالهمز من غير مد مثل (هعنتم) وقرأ نافع وأبو عمرو بالمد
[التبصرة: 179]
من غير همز، وقرأ الباقون بالمد والهمز غير أن مد البزي دون غيره، وذلك حيث وقع). [التبصرة: 180]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (نافع، وأبو عمرو: {ها آنتم} (66)، حيث وقع: بالمد، من غير همز.
وورش: أقل مدا.
وقنبل: بالهمز، من غير ألف بعد الهاء.
والباقون: بالمد والهمز.
والبزي: يقصر المد، على أصله.
* قال أبو عمرو:
فالهاء على مذهب أبي عمرو، وقالون، وهشام، يحتمل أن تكون للتنبيه، وأن تكون مبدلة من همزة. وعلى مذهب قنبل، وورش: لا تكون إلا مبدلة لا غير. وعلى مذهب الكوفيين، والبزي، وابن ذكوان: لا تكون إلا للتنبيه فقط.
فمن جعلها للتنبيه، وميز بين المنفصل والمتصل في حروف المد لم يزد في تمكين الألف، سواء حقق الهمزة بعدها أو سهلها.
ومن جعلها مبدلة، وكان ممن يفصل بالألف، زاد في التمكين، سواء أيضًا حقق الهمزة أو لينها.
وهذا كله مبني على أصولهم، ومحصل من مذاهبهم). [التيسير في القراءات السبع: 252]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(نافع وأبو عمرو وأبو جعفر (ها أنتم). حيث وقع بالمدّ من غير همز، وورش أقل مدا، وقنبل بالهمز من غير ألف بعد الهاء، والباقون بالمدّ والهمز، والبزي بقصر المدّ على أصله. قال أبو عمرو: فالهاء على مذهب أبي عمرو وقالون وهشام يحتمل أن تكون للتّنبيه وأن تكون مبدلة من همزة وعلى مذهب قنبل وورش لا تكون إلّا مبدلة لا
[تحبير التيسير: 323]
غير، وعلى مذهب الكوفيّين والبزي وابن ذكوان لا تكون إلّا للتّنبيه فقط فمن جعلها للتّنبيه وميز بين المنفصل والمتصل في [حروف] المدّ لم يزد في تمكين الألف سواء حقق الهمزة بعدها أو سهلها، ومن جعله مبدلة وكان ممّن يفصل بالألف زاد في التّمكين سواء أيضا حقق الهمزة أو لينها، وهذا كله مبنيّ على أصولهم ومحصل من مذاهبهم). [تحبير التيسير: 324]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([66]- {هَا أَنْتُمْ} بالمد بلا همز: نافع وأبو عمرو5.
وبوزن "هَعَنْتُمْ": قنبل. الباقون بالمد والهمز.
[الإقناع: 2/620]
و"ها" في {هَا أَنْتُمْ} للتنبيه على كل قراءة، لا بدل من حرف الاستفهام). [الإقناع: 2/621]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (559 - وَلاَ أَلِفٌ فِي هَا هَأَنْتُمْ زَكاَ جَناً = وَسَهِّلْ أَخاَ حَمْدٍ وَكَمْ مُبْدِلٍ جَلاَ
560 - وَفي هَائِهِ التَّنْبِيهُ مِنْ ثَابِتٍ هُدىً = وَإِبْدَالُهُ مِنْ هَمْزَةٍ زَانَ جَمَّلاَ
561 - وَيَحْتَمِلُ الْوَجْهَيْنِ عَنْ غَيْرِهِمْ وَكَمْ = وَجِيهٍ بِهِ الْوَجْهَيْنِ لِلْكُلِّ حَمَّلاَ
562 - وَيَقْصُرُ فِي التنْبِيهِ ذُو الْقَصْرِ مَذْهَباً = وَذُو الْبَدَلِ الْوَجْهاَنِ عَنْهُ مُسَهِّلا). [الشاطبية: 45]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([559] ولا ألفٌ في هاهأنتم (ز)كا (جـ)نًا = وسهل (أ)خا (حـ)مدٍ وكم مبدلٍ (جـ)لا
ترجمة {هأنتم}، يصعب على المصنفين ضبطها، فتنتشر عليهم العبارة فيها. وقد أتقنها في القصيد مع الإيجاز.
وفي ما كتب لي على القصيد عند فراغي منها وبعد عرضها عليه، إشارة إلى حسن عبارته في هذا الموضع، لأنه ذكر قصيده وأثنى عليها في ذلك الكلام الذي أملاه فقال: تارة تسهل عبارة طالما شغل الأفكار عبورها، كالكلام في {ءامنتم} و{هأنتم} ونحوهما، مما انقاد بعد الشماس غميصاؤها وعبورها.
وليس بعد هاء (هأنتم) ألف في قراءة قنبل ولا في قراءة ورش.
وعن ورش في الهمزة بعدها مذهبان:
من أهل الأداء من سهلها له بين بين، وهو أقوى في العربية، وإليه ذهب الأئمة في مصنفاتهم كأبي يعقوب وعبد الصمد وداود وقالوا: يسهلها على مذاق الهمزة.
وكذلك يسهلها قالون وأبو عمرو، إلا أنهما يأتيان بألف قبل الهمزة.
[فتح الوصيد: 2/783]
فلذلك أفرد ورشًا عنهما في حذف الألف، وأدخله معهما في التسهيل فقال: (وسهل أخا حمدٍ)؛ ثم قال: (وكم مبدل جلا).
وذهب إلى أن ورشًا يبدل الهمزة ألفًا، جماعة من أهل الأداء، ودونه الأئمة في كتبهم أيضًا، وقالوا: أبدلها ألفا خالصة، وأشبع مدها لوقوع النون الساكنة بعدها؛ ثم قال:
[560] وفي هائه التنبيه (مـ)ن (ثـ)ابتٍ (هـ)دى = وإبداله من همزةٍ (ز)ان (جـ)ملا
اعلم أن الهمزة تبدل هاء، وذلك كثير في كلامهم؛ يقولون في إياك: هياك، وفي أرقت: هرقت.
وأتی صواحبها فقلن هذا الذي = منح المودة غيرنا وجفانا
ثم اعلم أن (ها) التي للتنبيه، تدخل على (ذا) و(ذان) و (أولاء). فإذا صحبها الضمير المنفصل، فمن العرب من يأتي به بعد وهو الأصل فيقول: هذا أنا، وهذا أنت، وهذا هو، وهذان أنتما، وهذان هما، وهؤلاء نحن، وهؤلاء
[فتح الوصيد: 2/784]
أنتم، وهؤلاء هم؛ ومنهم من يقدم الضمير على (ذا) وأخواته فيقول: ها أنذا، وها أنتما ذان، وها أنتم أولاء.
ومن العرب من يدخل هاء التنبيه على المضمر والمبهم معًا، فيقول: ها أنت هذا، وها أنتما هذان، وها أنتم هؤلاء.
فقراءة ابن ذكوان والبزي والكوفيين، تقتضي أن تكون (ها) للتنبيه، لأنهم ليس من مذهبهم أن يفصلوا بين الهمز بألف وقد مدوا ها أنتم. فما هي إلا ألف (ها) مدت لهمزة أنتم.
وقراءة قنبل وورش تقتضي أن تكون الماء مبدلة من همزة.
أما قنبل فقد قرأ بهمزة بعد الماء. ولو كانت التي للتنبيه، لأتى بألفٍ، وقرأها كما يقرأ (هؤلاء).
فإن قيل: فلعله حذف ألف (ها)!
قيل: هذا من الحروف التي لا يحذف منها.
فإن قيل: فما باله حقق الهمزة ومن مذهبه التسهيل كما في {ءانذرتهم}.
قيل: أغناه عن ذلك إبدال الأولى هاء.
وأما ورش، فالدليل على أنها على مقتضى قراءته مبدلة من همزة، أنه سهلها.
ولو كانت (ها) التي للتنبيه، لم يقتض ذلك التسهيل، كما لم يقتضه في (هؤلاء).
وأيضًا، فإن الإصبهاني روي عن أصحابه عنه تحقيق الهمزة بعد الهاء من غير ألف بينهما كقراءة قنبل. فلو كانت للتنبيه، لأتى بألف بعدها.
[فتح الوصيد: 2/785]
[561] ويحتمل الوجهين عن غيرهم وكم = وجيهٍ به الوجهين للكل حملا
(عن غيرهم)، وهم قالون وأبو عمرو وهشام.
تحتمل قراءتهم أن تكون الماء فيها مبدلة من همزة، لأنهم يفصلون بين الهمزتين بألف، وأن تكون (ها) التي للتنبيه دخلت على (أنتم)، فلما اتصلت بها وصارت لشدة الاتصال كأنها من نفس الكلمة، صارت الهمزة في حكم المتوسطة، فخففها قالون وأبو عمرو؛ لأن تخفيف الهمزة المبتدأة ضعيف، وتخفيف المتوسطة قوي كما سبق.
ولهذا المعني بعينه، خُففت الهمزة الداخلة عليها همزة الاستفهام.
فإن قيل: تخفيف الهمزة تقريبٌ من الساكن، فكيف يصح ذلك بعد الألف؟
قيل: إذا جاز أن يقع الساكن بعد الألف في نحو: دابة، فالهمزة المخففة أولى.
وقوله: (وكم وجيه به)، أي بالهاء، (حمل) الوجهين للجميع؛ أي جعله محملا للوجهين لجميع القراء.
والأول هو الأحسن. فيجوز هذا في مذهب ورش وقنبل، أن تكون (ها) التي للتنبيه دخلت على أنتم، وحذفت ألفها لكثرة الاستعمال.
وعلى قول من أبدل الهمزة لورش ألفًا، اجتمع ألفان فحذفت إحداهما.
وكذلك جوز أن تكون على قراءة ابن ذكوان والبزي والكوفيين مبدلةً من همزة ويكون الأصل: أأنتم.
إلا أنهم فصلوا بينهما بألف على لغة من قال: أأنت أم أم سالم.
[فتح الوصيد: 2/786]
وهؤلاء وإن لم يكن من مذهبهم أن يفصلوا بين الهمزتين، ولكن يحتمل أن يكون جمعًا بين اللغتين كما فعل هشام في الهمزتين المفتوحة والمكسورة في المواضع السبعة المذكورة.
[562] ويقصر في التنبيه ذو القصر مذهبًا = وذو البدل الوجهان عنه مسهلًا
(ويقصر في التنبيه) المذكور. وهو لابن ذكوان والكوفيين والبزي. (ذو القصر مذهبًا)، يعني البزي. وكذلك في قراءة قالون وأبي عمرو.
ويحتمل أن يكون للتنبيه، فيقصر على مذهبهما في قصر المنفصل.
(وذو البدل الوجهان عنه مسهلا)، يعني ورشًا؛ لأن ذا البدل المسهل لا تجده إلا ورشًا، لأنه قد قال: إن إبداله من همزة لـ (زان جمل)، وقنبل لا يسهل الهمزة هاهنا، فيبقى ورش، وله وجهان كما سبق.
فعلی قول من يسهل بين بين، يأتي بماء بعدها همزة مسهلة.
وعلى قول من يسهل بالبدل له، يأتي بهاء بعدها مدة مطولة لأجل الساكن بعدها.
وأراد بقوله: (مسهلًا)، مذهبي ورش: البدل، وبين بين.
ومقصوده بذلك أن يفصله من قنبل.
فإن قيل: هذه الهمزة قد تغيرت في مذهب قالون والدوري بالتسهيل، فإذا قدرتم لهما التنبيه في (ها)، فينبغي أن لا تمدوا لتغير الهمزة. وعلى تقدير
[فتح الوصيد: 2/787]
أنها مبدلة من همزة فينبغي أن لا يمد من مد، لأن الفصل، لكراهة اجتماع المثلين، وقد زال ذلك بالبدل!
قيل له: التسهيل عارض، والتحقيق مراد؛ فلا يمنع العارض ما ثبت بالأصالة، والبدل قد يكون في حكم ما أبدل منه، وقد قال الأخفش: لو سميت بأصيلال، لم تصرفه، لأن النون منوية مرادة، واللام في حكمها). [فتح الوصيد: 2/788]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [559] ولا ألف في ها هأنتم زكا جنا = وسهل أخا حمد وكم مبدل جلا
ح: (لا): بمعنى (ليس)، (ألفٌ): اسمها، (في ها هأنتم): خبرها، (زكا): خبر آخر، (جنى): تمييز، (أخا حمدٍ): حال، أو منادى حذف منه
[كنز المعاني: 2/108]
حرف النداء، (كم): خبرية مرفوعة المحل على الابتداء، (مبدلٍ): جُرَّ على تمييز (كم)، (جلا): خبر.
ص: يعني: قرأ قنبل وورش (هأنتم) أين جاء في القرآن بغير ألف على وزن: (فعلتم)، والباقون على وزن: (فاعلتم).
ثم نافع وأبو عمرو يسهلان الهمزة، وعن ورش جاء الإبدال أيضًا، والباقون، يحققون الهمزة.
فحصل لقنبل: تحقيق الهمزة بلا ألف، ولقالون وأبي عمرو تسهيل الهمزة مع الألف، ولورش وجهان: التسهيل بغير ألف، وإبدال الهمزة ألفًا خالصة، فيلزم المد لسكون النون بعدها.
فيبقى الكوفيون وابن عامر والبزي بالألف والهمزة، وقد تقدم وجها ورش على الاطراد في قوله:
وقل ألفًا عن أهل مصر تبدلت = لورشٍ وفي بغداد يُروى مسهلا
ثم طفق يبين منشأ الخلاف وأصول قراءاتهم فقال:
[560] وفي هائه التنبيه من ثابت هدى = وإبداله من همزة زان جملا
ح: (التنبيه): مبتدأ، (من ثابتٍ): متعلق به، (هدى): تمييز، (في
[كنز المعاني: 2/109]
هائه: خبر، والضمير: لـ (هأنتم)، و (إباله): مبتدأ، (من همزة): متعلق به، (زان): خبر، (جملا): عطف بغير الواو، أو خبر بعد خبر.
ص: يعني على قراءة ابن ذكوان والكوفيين والبزي يكون (ها) في: {هاأنتم} [66] للتنبيه دخلت على الضمير؛ لأنهم ليس من مذهبهم المد بين الهمزتين، وقد مدوا بعد الهاء، فيدل على أنها للتنبيه.
وعلى قراءة ورش وقنبل يكون بدلًا من همزة الاستفهام، كما أبدلوا من (أراق): (هراق)، و (إياك): (هياك)، والدليل على أن أصل الهاء همزة: أنهما ما مدا بعد الهاء، ولو كانت للتنبيه لأتيا بألف (ها) .
وإنما لم يسهل قنبل الثانية لأنه لما أبدل الأولى هاءً لم يجتمع همزتان، وسهل ورش اعتبارًا بالأصل.
[561] ويحتمل الوجهين عن غيرهم وكم = وجيه به الوجهين للكل حملا
ب: (حمل): من التحميل.
ح: الضمير في (غيرهم): لمن تقدم، الهاء في (به): للهاء، والباء: زائدة، (الوجهين): مفعول (حملا)، وفاعله: ضمير (الوجيه)، تقديره: كم وجيه حمل في الهاء الوجهين للقراء السبعة.
ص: يعني: يحتمل الهاء على قراءة غير من تقدم وهم: أبو عمرو
[كنز المعاني: 2/110]
وقالون وهشام أن يكون بدلًا من همزة، وأن يكون هاء التنبيه لأنهم من مذهبهم المد بين الهمزتين من كلمة، والألف هنا في قراءتهم ثابتة.
وقد سهل قالون وأبو عمرو على مذهبهما في مثله، فيحتمل أن يكون أصلها همزة، أو هاء التنبيه والألف الثابتة ألف (ها)، وتسهيل أبي عمرو وقالون على خلاف أصلهما في الهمزة الواحدة للجمع بين اللغتين، أو اتباع المنقول.
ثم قال: وكم وجيهٍ، أي: كثير من القراء ممن له وجاهة وشهرة ذكر الوجهين المذكورين لجميع القراء السبعة، فالوجهان: لأبي عمرو وقالون وهشام على ما ذكر.
واحتمال التنبيه في قراءة ورش وقنبل أن يقال: حذفت ألفها تخفيفًا، أو لالتقاء الساكنين في وجه الإبدال لورش.
واحتمال البدل في قراءة ابن ذكوان والكوفيين والبزي أن يقال: إنهم مدوا بين الهمزة المبدلة والهمزة الثانية على خلاف أصلهم اتباعًا للمنقول.
[562] ويقصر في التنبيه ذو القصر مذهبا = وذو البدل الوجهان عنه مسهلا
ح: (ذو القصر): فاعل (يقصر)، (مذهبا): مصدر مؤكد، (ذو البدل):
[كنز المعاني: 2/111]
مبتدأ، (الوجهان): مبتدأ ثانٍ، (عنه): خبر، (مسهلا): حال.
ص: يعني إذا قلنا بأن الهاء للتنبيه صار المد في ذلك على قراءة من أثبت الألف من قبيل المنفصل؛ لأن {ها} كلمة و{أنتم} كلمة أخرى، فيقصر من مذهبه القصر في المنفصل، وهو: البزي والسوسي بلا خلاف، وقالون والدوري بخلاف، لقوله:
فإن ينفصل فالقصر بادره طالبًا = بخلفهما يرويك درا ومخضلا
ويمد الباقون سوى قنبل وورش، إذ لا ألف في قرائتهما، ويعلم من قوله: (ويقصر) أن القصر والمد لا يكونان إلا على تقدير وجود الالف.
ثم قال: (وذو البدل الوجهان)، يعني: من ذكرنا أن الهاء عنده بدل من الهمزة، وهو: قنبل وورش، وكذلك أبو عمرو وقالون وهشام، إذ يحتمل عندهم البدل أيضًا، فمن مذهبه التسهيل من هؤلاء يجوز عنده الوجهان المد والقصر، ولا يكونان إلا للدوري وقالون على وجه، بخلاف السوسي، لأن مذهبه القصر، وقنبل وورش إذ لا ألف في قراءتهما، فلا
[كنز المعاني: 2/112]
مد، وهشام ليس بمسهل، فله المد قولًا واحدًا.
والعلة: أن الألف بعده همز مغير، فيجوز القصر والمد كما ذكر.
ويجوز أن يكون المراد بـ (ذي البدل) ورشًا؛ لأنه على وجه يبدل الهمز ألفًا كما قال:
.............. = .............. وكم مبدلٍ جلا
فيجوز عنده القصر إذ أخذ له بالتسهيل، والمد إذا أخذ له البدل لالتقاء الساكنين). [كنز المعاني: 2/113]
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (557- وَلا أَلِفٌ فِي هَا هَأَنْتُمْ "زَ"كا "جَـ"ـنًا،.. وَسَهِّلْ "أَ"خا "حَـ"ـمْدٍ وَكَمْ مُبْدِلٍ "جَـ"ـلا
هذا من جملة المواضع التي الحكم فيها عام ولم يبينه بل أطلقه، فيوهم إطلاقه أنه مختص بسورته فقط، وصاحب التيسير وغيره قالوا: حيث وقع واستعمل الناظم لا بمعنى: ليس فارتفع "ألف" بعدها، وقوله: في ها "هأنتم" أي لا ألف في لفظ ها من: "هأنتم".
ويشكل على هذا التأويل أنه لفظ بـ: "هأنتم" بغير ألف وجوابه أنه أراد في
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/22]
لفظ "ها" من "ها" أنتم الذي صار لفظه بعد حذف الألف منه: "هأنتم"، وحذف هذا المقدر كله للعلم به فهو قريب من قوله:
وفي بلد ميت مع الميت خففوا
أي: خففوا المثقل حتى صار على هذا اللفظ، وكذا قوله: قل: سارعوا لا واو
وقل: قال موسى، واحذف الواو
أي: احذفها من: {وَقَالَ الَّذِي}.
صار بعد الحذف قال: ويجوز أن يكون أراد في ها "ها أنتم" وقصر الممدود؛ أي: الألف بعدها هاء "ها أنتم"، ووجه التجوز في التعبير عن ذلك بحرف في أن الألف لما كانت عقيب الهاء تجوز؛ لشدة القرب بأن جعلها فيها قريبا من قوله تعالى: {وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ}،
وهذا الوجه أوفق للفظة "أنتم" بغير ألف، ولو قال: و"ها أنتم" اقصر حيث جاء زكا، جنا
لخلص الكلام من هذا التكلف في تأويله وجنا في موضع نصب على التمييز وأخا حمد حال أو منادى على حذف حرف النداء.
ومعنى البيت من جهة القراءة أن الألف في قراءة قنبل، وورش محذوف والباقون أثبتوا الألف إلا أن نافعا وأبا عمرو سهلا الهمزة؛ أي: جعلاها بين بين، فهي في قراءة أبي عمرو وقالون واقعة مسهلة بعد الألف وفي قراءة ورش مسهلة بعد الهاء؛ إذ الألف في قراءته والهمزة المفتوحة بعد الألف كالمفتوحة بعد مفتوح قياس تسهيلهما أن تجعلا بين بين وجماعة من أهل
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/23]
الأداء، وشيوخ الإقراء أبدلوها له ألفا، وهذان الوجهان لورش هما كما سبق له في باب الهمزتين من كلمة في قوله: عن الهمزة الثانية:
وقل ألفا عن أهل مصر تبدلت،.. لورش وفي بغداد يروى مسهلا
وقراءة قنبل على نحو: فعلتم نحو هزمتم وهشمتم، وكذا يكن وزن قراءة ورش على وجه التسهيل؛ لأن الهمزة المسهلة بزنة المحققة فيما يرجع إلى الوزن ووزن قراءة الباقين فاعلتم نحو قاتلتم وضاربتم، إلا أن غير قالون وأبي عمرو وهم الكوفيون وابن عامر والبزي حققوا الهمزة، ثم أخذ يبين هذه الكلمة ويشرحها على ما تقرر من أصولهم وفي عبارة صاحب التيسير عن قراءة نافع وأبي عمرو إشكال فإنه قال: نافع وأبو عمرو "وها أنتم" حيث وقع بالمد من غير همز، وكذا قال شيخه أبو الحسن بن غلبون، ومكي وكأنهم يعنون من غير همز محقق، بل هو مسهل بين بين، وكذلك شرحه أبو علي الفارسي -رحمه الله- وصرح مكي في الكشف قال: وبين بين أنوى في العربية في ذلك كله لورش ثم قال الداني: وورش أقل مدا، وهذا هو الوجه الثاني له الذي أبدل فيه الهمزة ألفا، قال المهدوي: أبدلها ورش ألفا وحذف إحدى الألفين؛ لالتقاء الساكنين وقال صاحب الروضة: قرأ أهل المدينة وأبو عمرو "هأنتم" بتليين الهمزة والباقون بتحقيقها، وكلهم أثبتوا ألفا قبل الهمزة إلا ابن مجاهد عن قنبل؛ فإنه حذفها، وكان نافع في غير رواية ورش أقصرهم مدا، وفي كتاب أبي عبيد قرأ أهل المدينة وأبو عمرو "هأنتم" غير ممدودة ولا مهموزة في جميع القرآن، وكان حمزة والكسائي يقرآنها بالمد والهمز معا، قال: وكذلك نقرؤها بالإشباع والتحقيق، قلت: وهذا خلاف ما نقله الجماعة من المد لأبي عمرو وقالون والله أعلم.
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/24]
558- وَفي هَائِهِ التَّنْبِيهُ "مِـ"ـنْ "ثَـ"ـابِتٍ "هُـ"ـدًى،.. وَإِبْدَالُهُ مِنْ هَمْزَةٍ "زَ"انَ "جَـ"ـمَّلا
يعني الهاء من "ها أنتم" فيها معنى التنبيه في قراءة ابن ذكوان والكوفيين والبزي؛ لأن لفظ ها من حروف التنبيه، وهو يدخل على أسماء الإشارة، وعلى الضمائر فيكون داخلا هنا على الضمير الذي هو: أنتم كما تقول: ها أنتم فعلت كذا، ودل على أنها للتنبيه في قراءة هؤلاء كونهم مدوا بعد الهاء وليس من مذهبهم المد بين الهمزتين بخلاف غيرهم، وقوله: من ثابت متعلق بالتنبيه، وهدى تمييز مثل زكا جنا؛ أي: ثابت هداه يعني المتكلم بها أنتم وهو الله جل وعز، ثم قال: وإبداله؛ أي: إبدال الهاء من همزة زان، وجمل فجملا معطوف على زان بإسقاط حرف العطف، ويجوز أن يكون خبرا بعد خبر؛ أي: الهاء في "ها أنتم" على قراءة قنبل وورش تكون بدلا من همزة الاستفهام، والأصل: أأنتم؛ لأنهما مما مدا بعد الهاء ولو كانت للتنبيه لأتوا بألف ها، والهاء تبدل من الهمز في مواضع كثيرة فيجوز أن يكون هذا منها وإنما لم يسهل قنبل الثانية؛ لأنه قد أبدل الأولى هاء فلم تجتمع همزتان، وسهل ورش اعتبارا بالأصل أو كما سهل البزي في: {لأَعْنَتَكُمْ} وقفا ووصلا وهو كما يفعل حمزة فيهما في الوقف على وجه وكل ذلك جمع بين اللغات:
559- وَيَحْتَمِلُ الوَجْهَيْنِ عَنْ غَيْرِهِمْ وَكَمْ،.. وَجِيهٍ بِهِ الوَجْهَيْنِ لِلكُلِّ حَمَّلا
أي ويحتمل الهاء في قراءة غير من تقدم وهم أبو عمرو وقالون وهشام: أن تكون بدلا من همزة؛ لأن من مذهب هؤلاء الثلاثة المد بين الهمزتين من كلمة كما سبق في بابه والألف هنا في قراءتهم ثابتة، ومن مذهب أبي
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/25]
عمرو وقالون التسهيل في مثل هذا، وقد سهلا فكان من هذا الباب بدليل التسهيل والمد، ويحتمل أن تكون ها التي للتنبيه والألف الثانية هي ألف ها، وإنما سهل أبو عمرو وقالون الهمز على خلاف أصلهما جمعا بين اللغتين كما فعل البزي في "لأعنتكم"، ثم ذكر أن جماعة من القراء من له وجاهة، وقول مقبول حمل الهاء على الوجهين لجميع القراء السبعة، فالهاء في به للهاء والباء زائدة، وهذه الطريقة غير مذكورة في التيسير، ولكن قد ذكرها جماعة مثل مكي والمهدوي وأبي علي الفارسي، وإن كانت هذه الطريقة ظاهرة في بعض القراءات أكثر من بعض، وقد تقرر الوجهان في مذهب الغير على ما ذكر، وأما احتمال التنبيه في قراءة ورش وقنبل فوجهه أن يقال حذفت ألف ها؛ تخفيفا ولالتقاء الساكنين في قول من أبدل لورش، وأما احتمال البدل في قراءة ابن ذكوان والكوفيين والبزي فلا مانع منه إلا كونهم مدوا بين الهمزتين، وهذا لا يضر جمعا بين اللغتين؛ لأن الهمزة الأولى مقدرة منونة، وأريد بالمد الإشارة إلى ذلك، والذي استحسنه الجماعة أن تكون الهاء للتنبيه في قراءة هؤلاء، قال المهدوي: إذ ليس أحد من القراء يدخل بين الهمزتين المفتوحتين من كلمة ألفا مع التحقيق فيقدر له هذا التقدير، قال مكي: وهذا أولى بقراءة البزي، وعلى ذلك تحمل قراءة الكوفيين وابن عامر إلا هشاما؛ فإنه قد يدخل بين الهمزتين ألفا في غير هذا، فيجوز أن يحمل هذا على أصله في غيره، قلت: الأولى في هذه الكلمة على جميع وجوه القراءات فيها أن تكون ها للتنبيه؛ لأنا إن جعلنا الهاء بدلا من همزة كانت تلك الهمزة همزة استفهام، و"ها أنتم" أينما جاءت في القرآن العزيز إنما هي للخبر لا
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/26]
للاستفهام ولا مانع من ذلك إلا تسهيل من سهل وحذف من حذف، أما التسهيل فقد سبق تشبيهه بقوله: {لأَعْنَتَكُمْ} وشبهه، وأما الحذف فنقول: ها مثل أما كلاهما حرف تنبيه، وقد ثبت جواز حذف ألف أما، فكذا حذف ألف ها، وذاك قولهم: أم والله لأفعلن وقد حمل البصريون قولهم: {هَلُمَّ} على أن أصله ها لم، ثم حذفت ألفها، فكذا: "ها أنتم".
560- وَيَقْصُرُ فِي التنْبِيهِ ذُو الْقَصْرِ مَذْهَبًا،.. وَذُو الْبَدَلِ الوَجْهانِ عَنْهُ مُسَهِّلا
ذكر في هذا البيت تفريع ما يقتضيه الخلاف في البيت السابق على التقديرين: من أن الهاء للتنبيه أو بدل من همزة، ونبه بقوله: ويقصر على أن كلامه في من في قراءته ألف، فخرج من ذلك قنبل وورش؛ إذ لا ألف في قراءتهما والقصر والمد لا يكونان إلا في حرف من حروف المد فقال: إذا حكمنا بأن الهاء للتنبيه صار المد في ذلك على قراءة من أثبت الألف من قبيل المنفصل مثل: "وما لنا أن لا".
وذلك أن ها كلمة وأنتم كلمة أخرى فيقصر من مذهبه القصر ويمد من مذهبه المد فخرج من هذا أن للبزي والسوسي القصر ولقالون والدوري خلاف تقدم، لكن على رواية المد لهما يتجه ههنا خلاف آخر مأخوذ من قوله:
وإن حرف مد قبل همز مغير البيت
قد تقدم شرحه، والباقون على المد فقوله: وذو البدل يعني من ذكرنا
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/27]
أن الهاء في مذهبه بدل من الهمزة عنه وجهان في حال تسهيله فلا يكون ذلك إلا في مذهب الدوري وقالون على رواية أما السوسي فإنه من ذوي القصر مذهبا، وأما ورش فلا ألف في قراءته فلا مد، وعلى الوجه الآخر الذي أبدل فيه الهمزة ألفا: مده بمقدار نطقه بألف نحو قال وباع لا زيادة عليه بقي من ذوي البدل هشام فله المد قولا واحدا؛ لأنه ليس بمسهل وكل هذا تفريع على أن "ها" للتنبيه لأصحاب البدل وغيرهم أما إذا قلنا إن الهاء بدل من الهمزة فالكل مستوون في المد بمقدار ألف كما يقرءون: {أَأَنْذَرْتَهُمْ}.
وكما يقولون: قال وباع؛ لأنها ألف بين همزتين فليس هذا من المد المنفصل ولا المتصل، وقول الناظم وذو البدل وإن كان يعني به بدل الهاء من الهمز فلم يقل ذلك ليبني الخلاف على البدل؛ ذ لا مناسبة في ذلك، وإنما ذكره تعريفا لمن عنه الوجهان لا شرطا، فقال من ذكرنا: إن الهاء مبدلة من همزة في مذهبه إذا فرعنا على أنها أيضا في حقه للتنبيه هل يكون له مد نظر، إن كان مسهلا فوجهان؛ لأن الألف حرف مد قبل همز مغير وإن كان محققا مد بلا خلاف وهو هشام، هذا قياس مذهبهم وما يقتضيه النظم والمعنى فلا تختلف القراءة بالمد والقصر إلا على قولنا إن ها للتنبيه فما فرع الناظم إلا على هذا القول، ولم يفرع على قول البدل لوجهين؛ أحدهما: أن كون ها للتنبيه هو الأصح على ما اخترناه في شرح البيت السابق، الثاني: أنه ترك التفريع على ذلك لظهوره؛ لأنه لا يقتضي تفاوتا في المد للجميع؛ لأن التقدير تقدير: أنهم أدخلوا ألفا بين همزتين بعضهم جرى على أصله وبعضهم خالف في ذلك أصله وإدخال ألف بين همزتين لا يختلف في النطق بها كما سبق تقريره.
وذكر بعض من شرح: أن إدخال الألف بين الهمزتين يقتضي أن الأمر يصير من قبيل المتصل كأن الألف من نفس الكلمة فعلى هذا القول أيضا
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/28]
يستوون في المد، ولا يجئ القصر إلا على قولنا: إن حرف المد الذي قبل الهمز المغير لا يمد إلا أن هذا القول عندي غلط، فإن من يقول بمد الألف بعد إدخالها بين الهمزتين يكون بقدر ألفين وأكثر، والمنقول أنهم يدخلون بينهما ألفا للفصل فلا حاجة إلى زيادة المد بل يقتصر على مقدار النطق بألف على حدها في نحو: قال وباع، وذكر الشيخ في شرحه أن قوله: وذو البدل يعني ورشا الوجهان عنه يعني المد والقصر في حال كونه مسهلا، ويعني بالتسهيل مذهبيه، وهما إبدال الهمز وبين بين فالمد على قول البدل والقصر على بين بين ولم يرد بمسهلا حالة بين بين فقط؛ فإنه لا يتجه له فيها إلا القصر وقد تقدم في الأصول أن التسهيل يطلق على كل تغيير للهمز، وإنما ذكر مسهلا؛ ليفصل ورشا من قنبل؛ لأن كليهما ذو بدل:؛ أي: الهاء بدل من همزة عندهما إلا أن قنبلا لا يمد لإسقاطه الألف وورش بمد؛ لأجل الألف المبدلة من الهمزة، فمده هو الإتيان بالألف المبدلة لا أمر زائد على ذلك هذا شرح ما ذكره في الشرح، وهو معلوم مما تقدم فلم تكن حاجة إلى ذكره وقال لي الشيخ أبو عمرو -رحمه الله- يعني بقوله: وذو البدل أبا عمرو وقالون؛ لأنهما هما اللذان من مذهبهما إدخال ألف بين الهمزتين، وجاء عنهما هنا خلاف لأجل أن الهمزة الأولى مبدلة والثانية مسهلة فلم يستصعب الجمع بينهما فلا حاجة إلى طول المد، واحترز بقوله: مسهلا من هشام فإنه أيضا من ذوي البدل ولا حاجة إلى ذكر قنبل وورش؛ إذ لا ألف في قراءتهما، قلت: وهذا مشكل فإنه يقتضي أن الألف في قراءتهما على وجه وليس الأمر كذلك؛ فإنهما يثبتان الألف، وأهل علم القراءات عبروا عن هذه الألف لهما بأنها مدهما الذي ثبت لهما في باب الهمزتين من كلمة، وقال صاحب التيسير من جعلها للتنبيه وميز بين المنفصل، والمتصل في حروف المد لم يزد
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/29]
في تمكين الألف سواء حقق الهمزة بعدها أو سهلها، ومن جعلها مبدلة، وكان ممن يفصل بالألف زاد في التمكين سواء أيضا حقق الهمزة أو لينها وقال ابن غلبون في التذكرة اعلم أن أبا عمرو ورجال نافع يتفاضلون في المد في-هاأنتم-إذا جعلوا الهاء بدلا من همزة الاستفهام على ما بيناه في تفاضلهم في: "ءأنذرتهم".
ونحوه: يريد أن من أدخل الألف أطول مدا مثل قالون، ومن لم يدخل فلا مد أو له مد قصير كقراءة ورش ثم قال: فأما إذا جعلت الهاء للتنبيه فإنهم يستوون في المد في "ها أنتم"؛ لأنه ليس أحد منهم يدخل بين الألف، وبين الهمزة الملينة التي بعد "ها" ألفا كما فعل ذلك من فعله منهم في قوله: "أأندرتهم"، ونحوه: وكذا الباقون ممن عدا قنبلا يتفاضلون في المد هاهنا على ما بيناه من تفاضلهم في المد في حرف اللين الواقع قبل الهمزة في باب المد والقصر فيما كان من كلمة أو كلمتين على الوجهين من جعل الهاء بدلا من همزة الاستفهام أو للتنبيه قلت معنى عبارتهما أن الاختلاف في إدخال الألف إنما يأتي على قولنا: إنها بدل من الهمزة أما إذا كانت للتنبيه فلم يجتمع همزتان لا لفظا ولا تقديرا، فلا سبيل إلى القول بإدخال الألف، فاستووا في لفظ المد من هذه الجهة لكنهم يتفاضلون فيه على ما سبق ذكره في باب المد والقصر، ويعتبر الخلاف المستفاد من قوله:
وإن حرف مد قبل همز مغير
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/30]
ونظير إتيان الناظم بقوله: وذو البدل تعريفا لا شرطا قول العلماء مثل ذلك في معنى الحديث الصحيح أن امرأة كانت تستعير المتاع وتجحده، فقطع النبي -صلى الله عليه وسلم- يدها، قالوا: ذكر استعارة المتاع وجحده إنما كان تعريفا لا سببا للقطع، والسبب سرقة لم تُذكر للعلم بها، وكان الغرض تعريف المرأة التي قطعت يدها، فعرفت بما كانت مشهورة به والله أعلم). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/31]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (559 - ولا ألف في ها هأنتم زكا جنا ... وسهّل أخا حمد وكم مبدل جلا
قرأ قنبل وورش ها أَنْتُمْ* حيث وقع في القرآن الكريم بلا ألف قبل الهمزة، فتعيين للباقين القراءة بألف بين الهاء والهمزة. وقرأ نافع وأبو عمرو بتسهيل الهمزة بين بين أي بينها وبين الألف، وكثير من أهل الأداء روى عن ورش إبدالها ألفا مع المد المشبع للساكنين.
والخلاصة: أن قنبلا يقرأ بحذف الألف وتحقيق الهمزة، وأن قالون وأبا عمرو يقرءان بإثبات الألف وتسهيل الهمزة، وأن ورشا يقرأ بحذف الألف وله في الهمزة وجهان: تسهيلها بين بين، وإبدالها ألفا مع إشباع المد لأجل الساكنين. وقرأ الباقون وهم البزي وابن عامر والكوفيون بإثبات الألف وتحقيق الهمزة، وهذا من جملة المواضع التي يكون الحكم فيها عامّا، ولم يأت الناظم بما يدل على العموم بل أطلق الحكم فيها فأوهم إطلاقه أن الحكم خاص بهذه السورة وليست الحقيقة كذلك بل
[الوافي في شرح الشاطبية: 235]
هذا الحكم ثابت في لفظ ها أَنْتُمْ* في جميع مواضعه.
560 - وفي هائه التّنبيه من ثابت هدى ... وإبداله من همزة زان جمّلا
561 - ويحتمل الوجهين عن غيرهم وكم ... وجيه به الوجهين للكلّ حمّلا
562 - ويقصر في التّنبيه ذو القصر مذهبا ... وذو البدل الوجهان عنه مسهّلا
المعنى: أن ها من ها أَنْتُمْ* حرف فيه معنى التنبيه في قراءة ابن ذكوان والكوفيين والبزي، وحرف التنبيه يدخل على أسماء الإشارة وعلى الضمائر ودخل هنا على الضمير الذي هو أنتم، والذي دلنا على أنها للتنبيه عند هؤلاء وليست بدلا من الهمزة:
أنهم أثبتوا الألف بعد الهاء وهم لا يدخلون ألفا بين الهمزتين، وأما في قراءة قنبل وورش فالهاء بدل من همزة الاستفهام، والأصل (ء أنتم) إذ ليس من مذهبهما إدخال ألف بين الهمزتين أيضا ولا ألف عندهما هنا فلم تكن للتنبيه، وإنما لم يسهل قنبل الثانية؛ لأنه قد أبدل الأولى هاء فلم تجتمع في الكلمة همزتان، وأما ورش فسهلها نظرا للأصل.
وأما في قراءة قالون وأبي عمرو وهشام؛ فيحتمل أن تكون ها للتنبيه عندهم وسهل الهمزة قالون وأبو عمرو وعلى خلاف مذهبهما، كما سهل البزي همزة لَأَعْنَتَكُمْ ويحتمل أن تكون الهاء عند هؤلاء بدلا من الهمزة؛ لأن مذهبهم إدخال ألف الفصل بين الهمزتين من كلمة مع تسهيل الثانية وهم يكتبون الألف هنا ويسهلون الهمزة، فكان ذلك دليلا على أن الهاء عندهم مبدلة من الهمزة، ثم إن جماعة من علماء القراءة من ذوي الرأي المسموع والقول المقبول ذكروا احتمال الوجهين للقراء السبعة ولكن العلامة محرر الفن ابن الجزري رد هذا القول واعتمد القول الأول وهو أن ها للتنبيه عند الكوفيين والبزي وابن ذكوان، ومبدلة من الهمزة عند ورش وقنبل، ومحتملة لهذين الوجهين عند قالون والبصري وهشام. ومعنى قوله (ويقصر في التنبيه ذو القصر إلخ) أننا إذا قلنا: إن ها للتنبيه يصير المد في ذلك عند من يثبتون الألف من قبيل المنفصل فيقصره من مذهبه القصر، ويوسطه من مذهبه التوسط، ويمده من مذهبه المد ومذاهب القراء في المنفصل معلومة. وقوله (وذو البدل الوجهان عنه مسهلا) قال الإمام
[الوافي في شرح الشاطبية: 236]
السخاوي في شرحه وهو تلميذ الإمام الشاطبي: أراد بذي البدل ورشا، لأن ذا البدل المسهل لا يكون إلا ورشا وأما قنبل- وإن كان مذهبه البدل- فإنه لا يسهل.
والمراد بالتسهيل: مطلق التغيير الشامل للإبدال وبين بين فورش وهو ذو البدل له الوجهان المد المشبع على الإبدال والقصر على التسهيل، والله أعلم). [الوافي في شرح الشاطبية: 237]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ اخْتِلَافُهُمْ فِي هَا أَنْتُمْ مِنْ بَابِ الْهَمْزِ الْمُفْرَدِ). [النشر في القراءات العشر: 2/240]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ({ها أنتم} [66] ذكر في الهمز المفرد). [تقريب النشر في القراءات العشر: 483]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأما "هأنتم" فالقراء فيها على أربع مراتب:
الأولى: لقالون وأبي عمرو بألف بعد الهاء وهمزة مسهلة بين بين مع المد والقصر وكذا قرأ أبو جعفر إلا أنه مع القصر قولا واحدا؛ لأنه لا يمد المنفصل.
[إتحاف فضلاء البشر: 1/480]
الثانية: للأزرق بهمزة مسهلة كذلك من غير ألف بوزن هعنتم وله وجه آخر وهو إبدال الهمزة ألفا بعد الهاء مع المد للساكنين، ويوافقنا في هذين الشاطبي، وللأزرق ثالث من طرق الكتاب وهو إثبات الألف كقالون، إلا أنه مع المد المشبع وله القصر في هذا الوجه لتغير الهمزة بالتسهيل، وأما الأصبهاني فله وجهان: الأول مثل: هعنتم كالأول للأزرق، والثاني: إثبات الألف كقالون مع المد والقصر والكل مع التسهيل.
الثالثة: تحقيق الهمزة مع حذف الألف على وزن فعلتم لقنبل من طريق ابن محاهد، الرابعة بهمزة محققة وألف بعد الهاء لقنبل من طريق ابن شنبوذ والبزي وابن عامر وعاصم وحمزة والكسائي ويعقوب وخلف، وهم على مراتبهم في المنفصل مع المد والقصر، وهذا الوجه لقنبل ليس من طريق الشاطبية، ويتحصل من جمع "هأنتم مع هؤلاء" لقالون ومن معه ثلاثة أوجه، قصرهما ثم قصر هأنتم مع مد هؤلاء لتغير الهمزة في الأول، ثم مدهما على إجراء المسهلة مجرى المحققة، واعلم أن ما ذكر هو المقروء به فقط من طرق هذا الكتاب كالنشر، ومن جملة طرقهما طرق الشاطبية، وأما ما زاده الشاطبي رحمه الله تعالى بناء على احتمال أن الهاء مبدلة من همزة لابن عامر وعاصم وحمزة والكسائي من جواز القصر؛ لأن الألف حينئذ للفصل فيصير عنده في هأنتم هؤلاء لمن ذكر القصر في هأنتم مع المد على مراتبهم في هؤلاء، ثم المد فيهما كذلك فتعقبه في النشر بأنه مصادم للأصول مخالف للأداء "ويوقف" لحمزة على هأنتم بالتحقيق والتسهيل بين بين مع المد
[إتحاف فضلاء البشر: 1/481]
والقصر؛ لأنه متوسط بزائد وهي هنا مبتدأ وهؤلاء خبره وجملة حاججتم مستأنفة مبينة للجملة قبلها أي: أنتم هؤلاء الحمقى، وبيان حماقتكم أنكم إلخ). [إتحاف فضلاء البشر: 1/482]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (ووقف البزي ويعقوب بخلف عنهما على "فلم" بهاء السكت). [إتحاف فضلاء البشر: 1/482]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {ها أنتم هؤلاء} [66] قرأ قالون والبصري بألف بعد الهاء، وتسهيل الهمزة مع المد والقصر، وورش بتسهيل الهمزة، من غير ألف، وله أيضًا إبدالها ألفًا محضة، فتجتمع مع النون وهي ساكنة فيمد طويلاً.
والبزي والشامي والكوفيون بألف بعد الهاء، وهمزة محققة بعد الألف، وهم في المد على أصولهم.
وقنبل بغير ألف، وهمزة محققة مثل {سألتم} [البقرة: 61] كالوجه الأول عن ورش، إلا أنه يسهل.
ثم إن العلماء خاضوا في توجيه هذه القراءات، فمنهم من يقول: يحتمل لجميعهم أن الهاء هاء تنبيه، كهاء {هذا} [البقرة: 25] و{هؤلاء} دخلت على (أنتم).
[غيث النفع: 474]
ويحتمل أنها مبدلة من همزة الاستفهام الداخلة على (أنتم) لأن العرب كثيرًا ما يبدلون من الهمزة هاءًا، نحو (هردت) في (أردت) و(هياك) في (إياك) و(هرقت) في (أرقت).
ومنهم من يقول: هي عند البزي وابن ذكوان والكوفيين للتنبيه، وعند قنبل وورش مبدلة، وعند قالون وهشام والبصري تحتمل الوجهين.
وجرى عمل المتأخرين على اقتران توجيهها بقراءتها ولهذا تعسرت الآية وتخلطت قراءتها على كثير من الطلبة، وهذا التوجيه قال المحقق: «تمحل وتعسف لا طائل تحته ولا فائدة منه» انتهى.
لا سيما على الطريقة الأولى، فإن تعسفها ومصادمتها للأصول لا يخفى، والعجب لهم كيف قرنوا توجيه هذه الآية بقراءتها، وما الفرق بينها وبين سائر الآيات.
فإن ادعوا عسرها دون غيرها قلنا ممنوع، بل مماثلها كثير، بل ثم ما هو أعسر منها، والعمدة على ثبوت القراءة لا على توجيهها.
ولا شك أن قراءات هذه الآية ثابتة بالتواتر، فيجب علينا قبولها، عرفنا توجيهها أم لا، فمن فتح الله له باب توجيه معرفتها، فهو زيادة علم، ومن لم يفتح الله له فلا يمنعه ذلك من قراءتها.
ونحن نذكر كيفية قراءتها على نحو سهل يسير، مع بيان توجيهها، تبعًا لهم، لكن على الطريقة الثانية، لأنها أقرب للصواب، إلا ما ذكروه لهشام من أنها مبدلة، فهو مشكل.
فنقول والله الموفق: الوقف في هذه الآية على {علم} الأول كاف، وعلى الثاني أكفى، وعلى {تعلمون} تام، ولا تختلف قراءتها باختلاف الوقف عليها.
[غيث النفع: 475]
فتبدأ لقالون بإثبات الألف بعد الهاء، وتسهيل الهمزة، وإسكان ميم الجمع، مع قصر (ها) {هؤلاء} ومده.
فالأول على أنها مبدلة، وهو الأحسن، والألف فاصلة، أو أنها للتنبيه، وقصرنا المنفصل حكمًا أو لتغير الهمزة على قاعدة: وإن حرف مد قبل همز مغير إلخ.
والثاني على أنها مبدلة، فهما بابان، فلا تركيب، أو أن (ها) للتنبيه، وقصر لتغير الهمزة، وهذان وجهان.
الثالث مدهما على أن (ها) للتنبيه، ولم يعتبر الفصل ولا التغير، ولا يجوز قصر {هؤلاء} مع مد {هاانتم} لما يلزم عليه من اعتبار المغير وعدم اعتبار المحقق، يندرج معه في الثلاثة البصري، السوسي في الأول، والدوري في الجميع.
ويأتي على كل من الاحتمالين سؤال، فيقال على الأول: أصل قالون والبصري في اجتماع الهمزتين تغير القانية نحو {ءأنذرتهم} [البقرة: 6] فلم غيرا هنا الهمزتين؟ قلنا: مبالغة في التخفيف.
وعلى الثانية: أصلهما إذا دخل هاء التنبيه تحقيقها نحو {هؤلاء} قلنا سهلا {هاانتم} دون غيره كــ {هؤلاء} تنبيهًا على جواز تسهيل المتوسط، وأنه قوى كثير، وجمعًا بين اللغتين، وهذا كله مع ثبوت الرواية، ثم تعطفه بصلة الميم مع الأوجه الثلاثة.
ثم تأتي بورش بالتسهيل بلا إدخال، وإبدالها إلفًا مع المد الطويل، وهي عنده مبدلة من الهمزة، وجرى على أصله في الهمزتين، نحو {ءأنذرتهم} إلا أنه زاد تغير الأولى مبالغة في التخفيف.
ثم البزي بالتحقيق والإدخال، وهو عنده هاء التنبيه، وجرى على أصله من عدم اعتبار المنفصل.
[غيث النفع: 476]
ثم قنبل بالتحقيق بلا إدخال، وهي عنده مبدلة، وخرج عن أصله من تخفيف ثاني الهمزتين استغناء بتخفيف الأولى.
ثم هشام بالمد والتحقيق على أن (ها) للتنبيه، ولهذا حقق الهمزة بعدها، كهمزة {هؤلاء} ويندرج معه ابن ذكوان وعاصم وعلي، ثم حمزة، وهي عنده هاء تنبيه، وجروا على أصولهم فيه.
ومن المعلوم أن مد {هؤلاء} منفصلاً ومتصلاً تابع في المد {هاأنتم} إلا مد المتصل لمن قصر {هاأنتم} هذا الذي يقتضيه كلام المحق قومن تبعه.
والذي يؤخذ من الشاطبية وشراحها وقرأت به على شيخنا رحمه الله، وذكره شيخه في مسائله أن لهشام ومن دخل معه وحمزة وجهًا آخر وهو التحقيق مع إثبات ألف، على أنها مبدلة.
وجرى فيها هشام على أحد وجهيه في الهمزتين اكتفاءً بتخفيف الأولى، والباقون جروا على أصولهم من تحقيق الثانية، وفصلوا بألف جمعًا بين اللغتين، وعليه فكلهم يندرج مع هشام في قصر {هاأنتم} ويتخلف حمزة في مد {هؤلاء} فتعطفه ب عده، ثم تأتي به في {هاأنتم} وما بعده.
والصواب والله أعلم هو الأول، وهو الذي ثبت عليه أمرنا في الإقراء، والعجب من شيخنا وشيخه رحمهما الله عمدتهما في تحقيق المسائل والخروج من عهدتها نقلاً وفيهم كلام المحقق، وخالفاه في هذه المسألة، وأعجب من ذلك تقديمهما ما أنكره المحقق حال الأداء، كما قرأته كذلك على شيخنا، وذكره كذلك شيخه في مسائله مع نقله إنكار المحقق له). [غيث النفع: 477]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {ها أنتم هؤلاء حاججتم فيما لكم به علم فلم تحاجون فيما ليس لكم به علم والله يعلم وأنتم لا تعلمون 66}
{ها أنتم}
- قرأ ابن عامر وعاصم وحمزة والكسائي ويعقوب وخلف وقنبل وابن شنبوذ "هاأنتم" بألف بعد الهاء، وبعدها همزة محققة.
- وقرأ نافع وقالون وأبو عمرو وأبو جعفر وابن محيصن هاانتم بألف بعد الهاء، وهمزة سهلة بين بين مع المد والقصر.
- وقرأ أبو عمرو والأزرق بهمزة مسهلة من غير ألف مثل «هعنتم».
- وللأزرق وجه آخر، وهو إبدال الهمزة ألفا بعد الهاء مع المد للساكنين، وهي قراءة ورش أيضا.
- وللأزرق وجه ثالث، وهو إثبات الألف كقالون إلا أنه مع المد المشبع، وله القصر في هذا الوجه.
- وللأصبهاني وجهان: الأول: مثل هعنتم، كالأزرق وأبي عمرو
والثاني: إثبات الألف كقالون مع المد والقصر.
- وقرأ قنبل من طريق مجاهد وابن كثير، وأبو عون ويعقوب "هأنتم" بتحقيق الهمزة مع حذف الألف على وزن فعلتم، وهي رواية
[معجم القراءات: 1/514]
لورش عن نافع.
ووقف حمزة على هاأنتم:
1. بالتحقيق
2. بالتسهيل بين بين، مع المد والقصر.
{هؤلاء}
- قرأ بالمد من غير همز الجريري عن يعقوب، وبتخفيف الهمزة العمري لأبي جعفر.
{فلم}
- قراءة الجماعة في الوقف بميم ساكنة فلم، وهي رواية عن البزي.
- وقرأ يعقوب والبزي بخلاف عنه في الوقف بهاء السكت فلمه). [معجم القراءات: 1/515]

قوله تعالى: {مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلَا نَصْرَانِيًّا وَلَكِنْ كَانَ حَنِيفًا مُسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (67)}
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {إبراهيم} [67] كل ما في هذه السورة من لفظ {إبراهيم} وافق هشام فيه غيره). [غيث النفع: 478]

قوله تعالى: {إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهَذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ (68)}
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (وَهَذَا النَّبِيُّ) نصب أبو السَّمَّال، الباقون رفع وهو الاختيار معطوف على قوله: (لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ) ). [الكامل في القراءات العشر: 516]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {النبيء} [68] لا يخفى). [غيث النفع: 478]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م):
( {إن أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوا وهذا النبي والذين أمنوا والله ولي المؤمنين 68}
{أولى}
- قرأه بالإمالة حمزة والكسائي، والأعشى عن أبي بكر عن عاصم، وخلف.
- وبالفتح والتقليل الأزرق وورش.
{الناس}
- تقدمت الإمالة فيه: أنظر الآيات/58، 94، 96 من سورة البقرة.
{وهذا النبي}
- قراءة الجماعة وهذا النبي بالرفع على أنه خبر إن، وذهب بعضهم إلى أنه مبتدأ، والخبر: المتبعون له على التقدير.
[معجم القراءات: 1/515]
- وقراءة نافع وهذا النبي بالهمز حيث ورد.
- وقرأ أبو السمال وهذا النبي بالنصب، عطفا على الهاء في اتبعوه.
- وقرئ «وهذا النبي» بالجر، ووجه على أنه عطف على إبراهيم، أي: إن أولى الناس بإبراهيم وبهذا النبي للذين اتبعوه.
{المؤمنين}
- تقدمت القراءة فيه بإبدال الهمزة واوا، انظر الآية/223 من سورة البقرة). [معجم القراءات: 1/516]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين

جمهرة علوم القرآن 3 صفر 1440هـ/13-10-2018م 10:43 AM

سورة آل عمران
[من الآية (69) إلى الآية (71) ]

{وَدَّتْ طَائِفَةٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يُضِلُّونَكُمْ وَمَا يُضِلُّونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ (69) يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَكْفُرُونَ بِآَيَاتِ اللَّهِ وَأَنْتُمْ تَشْهَدُونَ (70) يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَلْبِسُونَ الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ (71)}

قوله تعالى: {وَدَّتْ طَائِفَةٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يُضِلُّونَكُمْ وَمَا يُضِلُّونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ (69)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {ودت طائفة من أهل الكتاب لو يضلونكم وما يضلون إلا أنفسهم وما يشعرون 69}
{ودت طائفة}
- إدغام التاء في الطاء لجميع القراء.
{طائفة}
- قراءة حمزة في الوقف بتسهيل الهمزة بين بين.
{لو يضلونكم}
- قرئ بفتح الياء يضلونكم وماضيه ضللته، وهي لغة قليلة يكون اللازم فيها والمتعدي واحدا). [معجم القراءات: 1/516]

قوله تعالى: {يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَكْفُرُونَ بِآَيَاتِ اللَّهِ وَأَنْتُمْ تَشْهَدُونَ (70)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {يا أهل الكتاب لم تكفرون بآيات الله وأنتم تشهدون 70}
{لم}
- تقدمت القراءة في الآية/68 "لمه" بهاء السكن في الوقف.
[معجم القراءات: 1/516]
{لم تكفرون}
- انظر الوقف بهاء السكت في الآية /65 "لمه"). [معجم القراءات: 1/517]

قوله تعالى: {يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَلْبِسُونَ الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ (71)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {يا أهل الكتاب لم تلبسون الحق بالباطل وتكتمون الحق وأنتم تعلمون 71}
{تلبسون}
- قراءة الجماعة تلبسون، بكسر الباء.
- وقرأ يحيى بن وثاب تلبسون بفتح الباء من لبس يلبس۔
- وذكر ابن خالويه قراءة يحيى بن وثاب يلبسون بياء مفتوحة كذا؛ ولعلها مصحفة، والصواب كالقراءة السابقة!
- وقرأ أبو مجاز «تلبسون» بضم التاء وكسر الباء المشددة. والتشديد للتكثير.
{تلبسون.. وتكتمون}
- وقرأ عبيد بن عمير لم تلبسوا.. وتكتموا بحذف النون فيهما. وقالوا: هذا جزم، ولا وجه له سوى ما ذهب إليه شذوذ من النحاة في إلحاق «لم» بـ «الم» في عمل الجزم.
وقال أبو حيان: والثابت في لسان العرب أن لم لا ينجزم ما بعدها، ولم أر أحدا من النحويين ذكر أن لم، تجري مجرى الم في الجزم إلا ما ذكره أهل التفسير هنا، وإنما هذا عندي من باب حذف النون حالة الرفع، وقد جاء في النثر قليلا جدا. وذلك في
[معجم القراءات: 1/517]
قراءة أبي عمرو من بعض طرقه قالوا ساحران تظاهرا بتشديد الظاء، أي: أنتما ساحران تتظاهران، فأدغم التاء في الظاء وحذف النون.
وأما في النظم فنحو قول الراجز
أبيت أسري وتبيتي تدلكي = بريد وتبيتين تدلكين......"). [معجم القراءات: 1/518]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين

جمهرة علوم القرآن 3 صفر 1440هـ/13-10-2018م 10:44 AM

سورة آل عمران
[من الآية (72) إلى الآية (74) ]

{ وَقَالَتْ طَائِفَةٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ آَمِنُوا بِالَّذِي أُنْزِلَ عَلَى الَّذِينَ آَمَنُوا وَجْهَ النَّهَارِ وَاكْفُرُوا آَخِرَهُ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (72) وَلَا تُؤْمِنُوا إِلَّا لِمَنْ تَبِعَ دِينَكُمْ قُلْ إِنَّ الْهُدَى هُدَى اللَّهِ أَنْ يُؤْتَى أَحَدٌ مِثْلَ مَا أُوتِيتُمْ أَوْ يُحَاجُّوكُمْ عِنْدَ رَبِّكُمْ قُلْ إِنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (73) يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ (74)}

قوله تعالى: {وَقَالَتْ طَائِفَةٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ آَمِنُوا بِالَّذِي أُنْزِلَ عَلَى الَّذِينَ آَمَنُوا وَجْهَ النَّهَارِ وَاكْفُرُوا آَخِرَهُ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (72)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وقالت طائفة من أهل الكتاب آمنوا بالذي أنزل على الذين آمنوا وجه النهار واكفروا آخره لعلهم يرجعون 72}
{وقالت طائفة}
- أدغم التاء في الطاء جميع القراء، وكل حرفين التقيا أولهما ساكن، وكانا مثلين، أو جنسين وجب إدغام الأول منهما لغة وقراءة.
{طائفة}
- تقدم في الآية/ 69 حكم الهمزة في الوقف عند حمزة.
{النهار}
- تقدمت الإمالة فيه. انظر الآية /164 من سورة البقرة.
{آخره}
- رقق الراء الأزرق وورش). [معجم القراءات: 1/518]

قوله تعالى: {وَلَا تُؤْمِنُوا إِلَّا لِمَنْ تَبِعَ دِينَكُمْ قُلْ إِنَّ الْهُدَى هُدَى اللَّهِ أَنْ يُؤْتَى أَحَدٌ مِثْلَ مَا أُوتِيتُمْ أَوْ يُحَاجُّوكُمْ عِنْدَ رَبِّكُمْ قُلْ إِنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (73)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (19 - قَوْله {أَن يُؤْتى أحد} 73
كلهم قَرَأَ {أَن يُؤْتى} غير مَمْدُود إِلَّا ابْن كثير فَإِنَّهُ قَرَأَ (ءان يُؤْتى) ممدودا). [السبعة في القراءات: 207]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ({أان يؤتى} مستفهم مكي). [الغاية في القراءات العشر: 213]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (ءان يؤتى) [73]: بالمد مكي). [المنتهى: 2/631]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ ابن كثير (أن يوتى) بالمد، وقرأ الباقون بغير المد). [التبصرة: 180]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (ابن كثير: {آن يؤتى} (73): بالمد، على الاستفهام.
والباقون: بغير مد، على الخبر). [التيسير في القراءات السبع: 252]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (ابن كثير: (آن يؤتى) بالمدّ على الاستفهام، والباقون بغير مد على الخبر). [تحبير التيسير: 324]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([73]- {أَنْ يُؤْتَى} بالاستفهام: ابن كثير). [الإقناع: 2/621]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَتْ قِرَاءَةُ ابْنِ كَثِيرٍ فِي أَنْ يُؤْتَى بِالِاسْتِفْهَامِ وَالتَّسْهِيلِ مِنْ بَابِ الْهَمْزَتَيْنِ مِنْ كَلِمَةٍ). [النشر في القراءات العشر: 2/240]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ({أن يؤتى} [73] ذكر لابن كثير في الهمزتين من كلمة). [تقريب النشر في القراءات العشر: 483]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (تتمة: تقدم خلاف أبي جعفر في كهيّة [آل عمران: 49 والمائدة: 110] [ومدة الأزرق] وإمالة دوري الكسائي أنصاري [آل عمران: 52، والصف: 14]، وهأنتم [آل عمران: 119] في الهمز المفرد، وآن يؤتى [آل عمران: 73] لابن كثير [فيه] ويؤده [آل عمران: 75] معا في الكناية). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/240] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ ابن كثير "أَنْ يُؤْتَى" [الآية: 73] بهمزتين ثانيتهما مسهلة بلا فصل لقصد التوبيخ وعن الأعمش أن بكسر الهمزة على أنها نافية والباقون بهمزة واحدة مفتوحة). [إتحاف فضلاء البشر: 1/482]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وسبق" إسقاط الغنة من نحو: "من يشاء" لخلف عن حمزة والدوري عن الكسائي بخلفه). [إتحاف فضلاء البشر: 1/477]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ):
( {أن يؤتى} [73] قرأ المكي بزيادة همزة قبل همزة {أن} على الاستفهام، ولا يخفى إجراؤه على أصله من تسهيل الثانية من غير إدخال، والباقون بهمزة واحدة على الخبر). [غيث النفع: 478]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {يشآء} [73 – 74] معًا و{والأخرة} [56] وقفه لا يخفى). [غيث النفع: 478] (م)
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م):
( {ولا تؤمنوا إلا لمن تبع دينكم قل إن الهدى هدى الله أن يؤتى أحد مثل ما أوتيتم أو يحاجوكم عند ربكم قل إن الفضل بيد الله يؤتيه من يشاء والله واسع عليم 73}
{ولا تؤمنوا}
- قرأ أبو عمرو بخلاف عنه وأبو جعفر والأزرق وورش والأصبهاني ومحمد بن حبيب الشموني عن الأعشى عن أبي بكر عن عاصم ولا تؤمنوا بإبدال الهمزة الساكنة واوا.
- وكذا جاءت قراءة حمزة في الوقف.
{الهدى هدى}
- تقدمت الإمالة فيهما، انظر الآية /2 من سورة البقرة.
{أن يؤتى}
- قرأ ابن كثير ومجاهد وأن يؤتى بالمد على الاستفهام، والأصل: أأن، والثانية مسهلة.
قال أبو علي: هذا موضع ينبغي أن ترجح فيه غير قراءة ابن كثير، على قراءة ابن كثير.
- وقرأ الأعمش وشعيب بن أبي حمزة وسعيد بن جبير وطلحة بن مصرف إن يؤتى بكسر الهمزة، بمعنى: لم يعط أحد مثل ما أعطيتم من الكرامة، وإن: على هذه القراءة نافية.
[معجم القراءات: 1/519]
- وعن الحسن روايتان:
الأولى: ذكروا أنه قرأ أن يؤتيه بكسر التاء ويا، بعدها، على إسناد الفعل إلى «أحد» وأن: بفتح الهمزة
الثانية: ذكر السجاوندي أن قراءة الحسن إن يؤتي بكسر الهمزة إن، وذلك على جعلها نافية، ويؤتي: بتاء مكسورة وياء بعدها، وإسناد الفعل إلى أحد.
- وقراءة الجماعة: أن يؤتى، بالهمز.
- وقرأ أبو جعفر وأبو عمرو بخلاف عنه والأزرق وورش والأصبهاني "أن يوتی" بإبدال الهمزة واوا.
- وهي قراءة حمزة في الوقف.
- وقرأه بالإمالة حمزة والكسائي وخلف.
- وبالفتح والتقليل الأزرق وورش.
{أو يحاجوكم}
- وقرأ ابن مسعود أن يحاجوكم بدل أو.
{قل إن الفضل}
- قراءة ورش قل ان بنقل حركة الهمزة إلى اللام الساكنة قبلها ثم حذف الهمزة.
{يؤتيه}
- القراءة بإبدال الهمزة الساكنة واوا "يوتيه" كالقراءة المتقدمة في "یؤتی".
- وقرأ ابن كثير يؤتيهي في الوصل، وذلك بوصل الهاء بياء.
[معجم القراءات: 1/520]
{يشاء}
- تقدمت القراءة في الوقف عليه في الآية/ 213 من سورة البقرة). [معجم القراءات: 1/521]

قوله تعالى: {يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ (74)}
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {العظيم} تام، وقيل كاف، فاصلة، ومنتهى الربع بإجماع). [غيث النفع: 478]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {يشآء} [73 – 74] معًا و{والأخرة} [56] وقفه لا يخفى). [غيث النفع: 478] (م)
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م):
( {يختص برحمته من يشاء والله ذو الفضل العظيم 74}
{يشاء}
- حكم الهمز في الوقف عليه تقدم في الآية /213 من سورة البقرة). [معجم القراءات: 1/521]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين

جمهرة علوم القرآن 3 صفر 1440هـ/13-10-2018م 10:46 AM

سورة آل عمران
[من الآية (75) إلى الآية (76) ]

{وَمِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِقِنْطَارٍ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ وَمِنْهُمْ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِدِينَارٍ لَا يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ إِلَّا مَا دُمْتَ عَلَيْهِ قَائِمًا ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لَيْسَ عَلَيْنَا فِي الْأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ (75) بَلَى مَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ وَاتَّقَى فَإِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ (76)}

قوله تعالى: {وَمِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِقِنْطَارٍ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ وَمِنْهُمْ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِدِينَارٍ لَا يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ إِلَّا مَا دُمْتَ عَلَيْهِ قَائِمًا ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لَيْسَ عَلَيْنَا فِي الْأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ (75)}
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ({يؤده ولا يؤده} و{نؤته} {ونوله} و{نصله} و{من يأته} و{يتقه} و{فألقه} {يرضه} ساكنة الهاء العجلي
[الغاية في القراءات العشر: 213]
وأوقية وأبو عمرو عن اليزيدي وكذلك أبو شعيب السوسي إلا قوله {ومن يأته} مشبع أبو عمرو غير عباس وأبو بكر غير البرجمي- وحمزة كمثل إلا {ومن يأته} فإنه مشبع و{يرضه} مختلس زاد الأعشى
[الغاية في القراءات العشر: 214]
وحمزة غير خلاد و{يتقه} مشبع وأبو حمدون {يرضه} حفص مشبع إلا قوله {يرضه} و{يتقه} فإنه يختلسها ويسكن القاف.
{وأرجه} و{فألقه} يجرهما يزيد وقالون ويعقوب غير زيد يختلسونها وافقهم ورش وهشام وزيد في {يرضه}). [الغاية في القراءات العشر: 215]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ({يؤده} [75]، و{نؤته} [145، الشورى: 20]، و{نوله... ونصله} [النساء: 115]: ساكنة الهاء أبو عمرو غير عباس، وحمزة، وأبو بكر إلا البرجمي، وأبو بشر، وهشام طريق البلخي.
باختلاس كسرتها مدني غير ورش وإسماعيل وأبي نشيط طريق ابني الصلت، وحمصي، والصوري عنهما طريق الداجوني، ويعقوب إلا الحريري. وافق سالم إلا في {يؤده} [75] فيهما.
باختلاس ضمتها سلام). [المنتهى: 2/631] (م)
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (أبو بكر، وابو عمرو، وحمزة: {يؤده إليك}، و: {لا يؤده إليك} (75)، و: {نؤته منها} (145)، في الموضعين، وفي النساء (115): {نوله ... ونصله}، وفي حم عسق (20): {نؤته منها}: بإسكان الهاء في السبعة.
وقالون: باختلاس كسرة الهاء فيها.
وكذا روى الحلواني عن هشام في الباب كله.
والباقون: بإشباع الكسرة.
والوقف للجميع: بالإسكان). [التيسير في القراءات السبع: 253] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (أبو بكر وأبو عمرو وحمزة وأبو جعفر (يؤده إليك ولا يؤده إليك) (ونؤته منها) في لموضعين ههنا وفي النّساء (نوله ونصله) وفي عسق (نؤته منها) بإسكان الهاء في السّبعة، وقالون ويعقوب باختلاس كسرة الهاء فيها، وكذا روى الحلواني عن هشام. في الباب كله والباقون بإشباع الكسرة، والوقف للجميع بالإسكان). [تحبير التيسير: 324] (م)
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (دُمْتَ) في جميع القرآن بكسر الدال أحمد وافق طَلْحَة إلا في المائدة (مَا دُمْتُ فِيهِمْ)، الباقون بالضم، وهو الاختيار من دام يدوم وهو الأشهر). [الكامل في القراءات العشر: 516]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ اخْتِلَافُهُمْ فِي الْهَاءِ مِنْ يُؤَدِّهِ فِي الْمَوْضِعَيْنِ مِنْ بَابِ هَاءِ الْكِنَايَةِ، وَكَذَا مَذْهَبُ مَنْ أَبْدَلَ الْهَمْزَ مِنْهُ فِي بَابِ الْهَمْزِ الْمُفْرَدِ). [النشر في القراءات العشر: 2/240]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ({يؤده} [75] ذكر في هاء الكناية). [تقريب النشر في القراءات العشر: 483]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (تتمة: تقدم خلاف أبي جعفر في كهيّة [آل عمران: 49 والمائدة: 110] [ومدة الأزرق] وإمالة دوري الكسائي أنصاري [آل عمران: 52، والصف: 14]، وهأنتم [آل عمران: 119] في الهمز المفرد، وآن يؤتى [آل عمران: 73] لابن كثير [فيه] ويؤده [آل عمران: 75] معا في الكناية). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/240] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأمال "قنطار" وكذا "دينار" أبو عمرو وابن ذكوان من طريق الصوري والدوري عن الكسائي وبالصغرى الأزرق). [إتحاف فضلاء البشر: 1/482]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وأبدل" همزة "يؤده إليك" و"لا يؤده" واو لورش من طريقيه وأبو جعفر وكذا وقف عليه حمزة، وقرأ بإسكان الهاء منهما أبو عمرو وهشام من طريق الداجواني وأبو بكر وحمزة وابن وردان من طريق النهرواني، وابن جماز من طريق الهاشمي وقرأ قالون ويعقوب باختلاس الكسرة فيهما، واختلف عن هشام وابن ذكوان والحاصل كما تقدم أن لابن ذكوان القصر والإتمام، وهما لهشام من طريق الحلواني والإسكان من طريق الداجواني فله ثلاثة، ولأبي جعفر السكون والقصر ولأبي عمرو وأبي بكر وحمزة السكون فقط، ولقالون ويعقوب الاختلاس فقط، والباقون بالإشباع على الأصل ووجه القصر التخفيف بحذف المد، وأما الإسكان فهو لغة ثابتة ولا نظر لمن طعن فيه). [إتحاف فضلاء البشر: 1/482]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وعن المطوعي "دمت" بكسر الدال). [إتحاف فضلاء البشر: 1/482]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {ومن أهل الكتاب}
{يؤده} [75] معًا، قرأ البصري وشبعة وحمزة بسكون الهاء، وقالون وهشام بخلف عنه بكسره من غير صلة، وهو مرادهم بالاختلاس هنا، والباقون بكسره مع الصلة، وهو الطريق الثاني لهشام، وقرأ ورش بإبدال الهمزة واوًا، والباقون بالهمزة.
وكيفية قراءة هذه الآية من قوله تعالى {ومن أهل الكتاب} إلى {إليك} الأول، والوقف عليه كاف، أن تبدأ بقالون، وما له فيما قبل {يؤده} لا يخفى، وله فيه الاختلاس، ويدخل معه هشام في أحد وجهيه، فتعطفه بالوجه الثاني وهو الصلة، فيصله من باب المنفصل، فتمد له، ويندرج معه ابن ذكوان وحفص وأبو الحارث، ثم تعطف شعبة بإسكان {يؤده} ويدخل معه خلاد، فتعطفه بالنقل، وهذا وإن لم ينقله ورش فيقتضيه أصله، ثم تعطف الدوري بإمالة {بقنطار} وتسكين {يؤده} ودخل فيه روايته عن علي، إلا أنه يتخلف في {يؤده} فتعطفه بالصلة مع مد المنفصل، ثم تعطف خلفًا على عدم السكت بإدغام تنوين {قنطار} في ياء {يؤده} بلا غنة مع النق لو عدم السكت في {يؤده إليك} ثم المكي بصلة {تأمنه} و{يؤده} ثم السوسي بإبدال {تامنه} وإمالة {قنطار} وتسكين {يؤده} ثم ورشًا بنقل {ومن أهل} و{من إن} وبإبدال {تامنه} و{يؤده} وصلته ومدة وتقليل {قنطار} ثم خلفًا بالسكت في {ومن أهل} و{من إن} والنقل والسكت في {يؤده إليك} ولا يأتي له عدم السكت، لأن عدم السكت لا يأتي على السكت، فتنبه واحذر مما وقع فيه كثير من القاصرين، واشكر الله الذي قيض لك من صور لك الحقائق، ونبهك على الدقائق، والله خلقكم وما تعملون). [غيث النفع: 480]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {ومن أهل الكتاب من إن تأمنه بقنطار يؤده إليك ومنهم من إن تأمنه بدينار لا يؤده إليك إلا ما دمت عليه قائما ذلك بأنهم قالوا ليس علينا في الأمين سبيل ويقولون على الله الكذب وهم يعلمون 75}
{من أهل}
- قرأ ورش بنقل الفتحة إلى النون الساكنة ثم حذف الهمزة من أهل.
{من إن}
- قراءة ورش من ان، كالقراءة السابقة.
{تأمنه.. تأمنه}
- قرأ أبي بن كعب وأبو الأشهب العطاردي ويحيى بن وثاب وابن مسعود "تئمنه"، بكسر التاء.
قال ابن عطية: ما أراها إلا لغة قرشية، وهي كسر نون الجماعة ك "نستعين"، وألف المتكلم كقول أبي عمرو "لا إخاله"، وتاء المخاطبة كهذه الآية...
قال أبو حيان: ولم يبين ما يكسر من حروف المضارعة بقانون كلي، وما ظنه من أنها لغة قرشية ليس كما ظن، وقد بينا ذلك في نستعين.
[معجم القراءات: 1/521]
وكان أبو حيان قد ذكر أنها لغة قيس وتميم وأسد وربيعة.
- وقرأ ابن مسعود والأشهب العقيلي وابن وثاب وأبي بن كعب "تيمنه" بتاء مكسورة، وياء ساكنة بعدها.
قال الداني: «وهي لغة تميم». وذكروا أنها لغة بكر.
- وقراءة الجماعة تأمنه في الموضعين.
- وقرأ أبو عمرو بخلاف عنه وأبو جعفر والأزرق وورش والأصبهاني "تامنه" بإبدال الهمزة الساكنة ألفا.
- وكذلك قراءة حمزة في الوقف بالإبدال.
- والجماعة على تحقيق الهمز في الحالين.
{بقنطار}
- قرأه بالإمالة أبو عمرو، والدوري عن الكسائي وابن ذكوان من طريق الصوري.
- وبالصغرى الأزرق وورش.
- والباقون بالفتح، وهي رواية الأخفش عن أبن ذكوان.
{يؤده..لا يؤده}
- قرأ ابن كثير وابن عامر والكسائي ونافع وحفص وعاصم وخلف والمفضل وعباس وسهل وزيد عن يعقوب وابن ذكوان
[معجم القراءات: 1/522]
وهشام يؤدهي بكسر الهاء ووصلها بياء.
- وقرأ قالون ونافع ويعقوب وابن ذكوان وهشام بخلاف عنه وهي رواية عن حفص، والحلواني وأبو عمرو باختلاس الحركة.
قال الزجاج: «كان أبو عمرو يختلس الكسرة، وحكى سيبويه أنه كان يكسر كسرا خفيفا.
- وقرأ أبو عمرو وحمزة وأبو بكر عن عاصم وعبد الله بن إدريس وابن وردان وهشام وابن جماز وأبو جعفر والأعمش "يؤده" بإسكان الهاء فيهما.
قال أبو جعفر: سمعت محمد بن الوليد يقول: سمعت أبا العباس محمد بن يزيد يقول: ما علمت أن أبا عمرو بن العلاء لحن في شيء
[معجم القراءات: 1/523]
في صميم العربية إلا في حرفين، أحدهما: وأنه أهلك عادة لولى النجم/50، والآخر: «يؤده إليك».
- وقرأ يعقوب وقالون والداجوني والحنبلي وابن يزداد والعجلي واليزيدي وأبو جعفر وأبو عمرو وابن كثير وأبو بكر يؤده بكسر الهاء فيهما من غير وصل.
- وذكر النيسابوري الاختلاس عن هؤلاء القراء.
قال ابن عطية: قال أبو إسحاق ... وأما أبو عمرو فأراه كان يختلس الكسرة فغلط عليه...
- وقرأ الزهري وقتادة وحميد وأبو جعفر "يؤدهو" بوصل الهاء بواو في الإدراج.
وقرأ الزهري وأبو المنذر سلام يؤده بضم الهاء فيهما.
- وقرأ ورش وأبو جعفر يوده بإبدال الهمزة واوا.
- ووقف حمزة بالإبدال أيضا يوده.
- وقرأ ابن مسعود يوفه في الموضعين.
[معجم القراءات: 1/524]
{بدينار}
- أماله أبو عمرو والدوري عن الكسائي وابن ذكوان من طريق الصوري.
- وبالتقليل الأزرق وورش.
- والباقون بالفتح، وهي رواية الأخفش عن ابن ذكوان.
{إلا ما دمت}
- قراءة الجمهور ".. دمت" بضم الدال، وهي لغة الحجاز: دام يدوم.
- وقرأ أبو عبد الرحمن السلمي ويحيى بن وثاب والأعمش والمطوعي وابن أبي ليلى والفياض بن غزوان وطلحة "... دمت" بكسر الدال، وهي لغة تميم.
قال أبو إسحاق " هو من قولهم: دمت تدام مثل نمت تنام، وهي لغة".
{عليه}
قراءة ابن كثير في الوصل "عليهي" بوصل الهاء بياء.
{قائما}
قراءة حمزة في الوقف بتسهيل الهمزة مع المد والقصر.
{بأنهم}
قراءة حمزة في الوقف بإبدال الهمزة ياء، صورتها "بينهم".
وقراءة الجماعة بتحقيق الهمز). [معجم القراءات: 1/525]

قوله تعالى: {بَلَى مَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ وَاتَّقَى فَإِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ (76)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأمال "بلى" حمزة والكسائي وخلف وشعبة من طريق أبي حمدون عن يحيى بن آدم عنه بالفتح والتقليل للأزرق وابو عمرو وصححهما في النشر عنه من روايتيه، ولكنه اقتصر في طيبته على نقل الخلاف عن الدوري). [إتحاف فضلاء البشر: 1/483]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {بلى من أوفى بعهده واتقى فإن الله يحب المتقين 76}
{بلى}
- أماله حمزة والكسائي وخلف وشعبة من طريق أبي حمدون عن يحيى بن آدم عنه.
- وبالفتح والتقليل الأزرق وورش وأبو عمرو.
{من أوفى}
- قرأ ورش من أوفى بنقل حركة الهمزة إلى اللون ثم حذف الهمزة.
{أوفى}
- قراءة الإمالة فيه عن حمزة والكسائي وخلف.
- والفتح والتقليل عن الأزرق وورش.
{واتقى}
- قراءة الإمالة عن حمزة والكسائي وخلف.
- وبالفتح والتقليل الأزرق وورش.
{فإن}
- قراءة حمزة في الوقف بتسهيل الهمزة بين بين). [معجم القراءات: 1/526]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين

جمهرة علوم القرآن 3 صفر 1440هـ/13-10-2018م 10:49 AM

سورة آل عمران
[من الآية (77) إلى الآية (80) ]

{إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلًا أُولَئِكَ لَا خَلَاقَ لَهُمْ فِي الْآَخِرَةِ وَلَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ وَلَا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (77) وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقًا يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُمْ بِالْكِتَابِ لِتَحْسَبُوهُ مِنَ الْكِتَابِ وَمَا هُوَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَمَا هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ (78) مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُؤْتِيَهُ اللَّهُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُوا عِبَادًا لِي مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَكِنْ كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنْتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنْتُمْ تَدْرُسُونَ (79) وَلَا يَأْمُرَكُمْ أَنْ تَتَّخِذُوا الْمَلَائِكَةَ وَالنَّبِيِّينَ أَرْبَابًا أَيَأْمُرُكُمْ بِالْكُفْرِ بَعْدَ إِذْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ (80)}

قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلًا أُولَئِكَ لَا خَلَاقَ لَهُمْ فِي الْآَخِرَةِ وَلَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ وَلَا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (77)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وتقدم ليعقوب ضم الهاء في "يزكيهم" [الآية: 77] وكذا الخلاف في "لتحسبوه" "و" همزة النبوة "و" إدغام تائها في تاء "ثم"). [إتحاف فضلاء البشر: 1/483] (م)
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ):
( {إليهم} [77] قرأ حمزة بضم الهاء، والباقون بالكسر). [غيث النفع: 480]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {إن الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمنا قليلا أولئك لا خلاق لهم في الآخرة ولا يكلمهم الله ولا ينظر إليهم يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم 77}
{في الآخرة}
- تقدمت القراءات فيه في الآية 4/ من سورة البقرة.
[معجم القراءات: 1/526]
{إليهم}
- قراءة يعقوب وحمزة والمطوعي إليهم، بضم الهاء على الأصل.
- وقراءة الباقين بكسرها لمناسبة الياء إليهم..
{ولا يكلمهم}
- قراءة ابن محيصن ولا يكلمهم، بالإسكان، والاختلاس.
{ولا يزكيهم}
- قرأ يعقوب ولا يزكيهم بضم الهاء على الأصل.
- وقراءة الجماعة بكسرها لمناسبة الياء). [معجم القراءات: 1/527]

قوله تعالى: {وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقًا يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُمْ بِالْكِتَابِ لِتَحْسَبُوهُ مِنَ الْكِتَابِ وَمَا هُوَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَمَا هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ (78)}
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (يلوون ألسنتهم) [78]، (ولا تلوون على أحد ) [153] بضم الياء، والتاء، وفتح اللام وتشديد الواو العمري). [المنتهى: 2/632] (م)
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (يَلْوُونَ) بواو واحد وضم اللام مجاهد، وَحُمَيْد وروى القورسي، وميمونة، والْعُمَرِيّ
[الكامل في القراءات العشر: 516]
عن أبي جعفر، وابن حماد عن شيبة، وابن المنادي، وأبو قرة، وخارجة عن نافع (يُلَوُّون) مشدد بضم الياء وفتح اللام، زاد الطبراني، وأبو الحسين عن الْعُمَرِيّ (ولا تُلَوُّون) أبوِ الحسين عن الهاشمي كذلك، الباقون بفتح الياء وإسكان اللام، وهو الاختيار لأنه أشهر). [الكامل في القراءات العشر: 517]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وتقدم ليعقوب ضم الهاء في "يزكيهم" [الآية: 77] وكذا الخلاف في "لتحسبوه" "و" همزة النبوة "و" إدغام تائها في تاء "ثم"). [إتحاف فضلاء البشر: 1/483] (م)
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ):
( {لتحسبوه} [78] قرأ الشامي وعاصم وحمزة بفتح السين، والباقون بالكسر). [غيث النفع: 481]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وإن منهم لفريقا يلون ألسنتهم بالكتاب لتحسبوه من الكتاب وما هو من الكتاب ويقولون هو من عند الله وما هو من عند الله ويقولون على الله الكذب وهم يعلمون 78}
{يلوون}
- قراءة الجمهور يلوون مضارع لوى .
- وقرأ أبو جعفر في رواية العمري وابن جماز عنه وشيبة بن نصاح وأبو حاتم عن نافع يلوون بالتشديد، مضارع: لوي، والتضعيف للمبالغة والتكثير في الفعل لا التعدية.
- وقرأ حميد، ومجاهد في رواية، وابن قيس وابن كثير يلون بضم اللام وفتح الياء وسكون الواو، ووجهت على أن الأصل:
[معجم القراءات: 1/527]
يلوون، ثم أبدلت الواو همزة، ثم نقلت حركتها إلى الساكن قبلها، ثم حذفت الهمزة.
- وقرئ في الشواذ يلؤون، بالهمزة.
{لتحسبوه}
- قرأ بعض القراء ليحسبوه بالياء، والضمير يعود على الذين يلوون ألسنتهم لهم، أي ليحسبه المسلمون.
- وقرأ ابن عامر وعاصم وحمزة وأبو جعفر والحسن والمطوعي لتحسبوه بالتاء وفتح السين على الأصل، وهو لغة تميم.
- وقرأ الباقون لتحسيبوه بالتاء وكسر السين). [معجم القراءات: 1/528]

قوله تعالى: {مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُؤْتِيَهُ اللَّهُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُوا عِبَادًا لِي مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَكِنْ كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنْتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنْتُمْ تَدْرُسُونَ (79)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (21 - وَاخْتلفُوا فِي فتح التَّاء وَاللَّام وَالتَّخْفِيف وَضمّهَا وَالتَّشْدِيد فِي قَوْله {تعلمُونَ الْكتاب} 79
فَقَرَأَ ابْن كثير وَنَافِع وَأَبُو عَمْرو {تعلمُونَ} بِإِسْكَان الْعين وَفتح اللَّام وَالتَّاء خَفِيفا
وَقَرَأَ عَاصِم وَابْن عَامر وَحَمْزَة وَالْكسَائِيّ {تعلمُونَ} بِضَم التَّاء وَتَشْديد اللَّام). [السبعة في القراءات: 213]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ({تعلمون الكتاب} مشددة شامي كوفي). [الغاية في القراءات العشر: 215]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ({تعلمون} [79]: خفيف: حجازي، بصري). [المنتهى: 2/632]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ الكوفيون وابن عامر (تعلمون) بضم التاء وكسر اللام والتشديد، وقرأ الباقون بالفتح فيهما والتخفيف). [التبصرة: 180]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (الكوفيون، وابن عامر: {تعلمون الكتاب} (79): بضم التاء، وفتح العين، وكسر اللام مشددة.
والباقون: بفتح التاء، واللام مخففة، وإسكان العين). [التيسير في القراءات السبع: 253]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(الكوفيّون وابن عامر: (تعلمون الكتاب) بضم التّاء وفتح العين وكسر اللّام مشدّدة، والباقون بفتح التّاء واللّام مخفّفة وإسكان العين). [تحبير التيسير: 325]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (ثُمَّ يَقُولُ) رفع محبوب، والتنوري عن أَبِي عَمْرٍو، وعبيد عن ابْن كَثِيرٍ، والمنادي، والأصمعي عن نافع والإنطاكي، والمسجدي عن قُتَيْبَة عن أبي جعفر، الباقون نصب، وهو الاختيار نسق قوله: (أَن يُؤتِيَهُ اللَّهُ).
(تُعَلِّمُونَ) بفتح التاء وتشديد اللام مجاهد طريق حميد، والحسن طريق عباد، والزَّعْفَرَانِيّ، والْعَبْسِيّ عن أَبِي عَمْرٍو وقرأ سماوي، وابْن مِقْسَمٍ بضم التاء وتشديد اللام، الباقون بفتح التاء خفيف، وهو الاختيار لقوله: (تَدْرُسُونَ) قرأ أبو حيوة (تُدَرِّسُونَ) بكسر الراء مشدد، الباقون بضم الراء خفيف من درس يدرس وهو الاختيار لموافقة القراء). [الكامل في القراءات العشر: 517]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([79]- {تُعَلِّمُونَ} خفيف: الحرميان وأبو عمرو). [الإقناع: 2/621]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (563 - وَضُمَّ وَحَرِّكْ تَعْلَمُونَ الْكِتَابَ مَعْ = مُشَدَّدَةٍ مِنْ بَعْدُ بِالْكَسْرِ ذُلِّلاَ). [الشاطبية: 45]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([563] وضم وحرك تعلمون الكتاب مع = مشددة من بعد بالكسر (ذ)للا
(ضم)، يعني التاء. (وحرك)، يعني فتح العين.
(مع مشددة من بعد بالكسر)، يعني اللام.
وقوله: (ذلل)، أي قرب في المعنى حتى فهمه كل أحد، كما تذلل الثمرة؛ أي تنكس وتقرب، فينالها القصير والصغير؛ لأن الربانيين جاء في معناهم: الذين يربون الناس بالتعليم كما قال محمد بن الحنفية يوم مات ابن عباس: «اليوم مات رباني هذه الأمة»؛ أي كونوا ربانيين بفعلكم هذا.
وقيل: الربان منسوبٌ إلى الرب سبحانه؛ والألف والنون تزاد في النسب للمبالغة، كما يقال للكبير اللحية: لحياني، وللغليظ الرقبة: رقباني.
ومن قرأ بالتخفيف، احتج لما اختاره بأن بعده: {تدرسون}.
واحتج من شدد بأن المعلم عالمٌ، وله أن يقول: تدرسون: تتعلمون، إذا قلنا: إن الرباني هو المنسوب إلى الرب؛ أي: بما كنتم تعلمون وتتعلمون، لأن الدارس قد يكون المتعلم). [فتح الوصيد: 2/788]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [563] وضم وحرك تعلمون الكتاب مع = مشددة من بعد بالكسر ذللا
ب: (البعير المذلل): المرتاض.
ح: تنازع فعلا (ضم)، و (حرك): (تعلمون الكتاب) على أنه مفعول لهما، لكن أعمل الثاني، وحذف ضمير المفعول من الأول، هذا بحسب الظاهر، وفي الحقيقة: (ضم التاء وحرك العين) مع لام مشددة مكسورة بعد العين، (ذللا): جملة مستأنفة، والضمير لـ (تعلمون) .
[كنز المعاني: 2/113]
ص: يعني: قرأ ابن عامر والكوفيون: {بما كنتم تعلمون الكتاب وبما كنتم تدرسون} [79] بضم التاء وتحريك العين، أي: فتحها لأن مطلق التحريك الفتح وتشديد اللام مكسورة، فيصير من باب التعليم، وأحد المفعولين محذوف، أي: تعلمون الناس الكتاب.
والباقون: {تعلمون} بفتح التاء وسكون العين وفتح اللام بلا تشديد من العلم، ويؤيده قوله: {تدرسون} بعده من الدرس لا من التدريس). [كنز المعاني: 2/114]
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (561- وَضُمَّ وَحَرِّكْ تَعْلَمُونَ الكِتَابَ مَعْ،.. مُشَدَّدَةٍ مِنْ بَعْدُ بِالكَسْرِ "ذُ"لِّلا
يعني ضم التاء وحرك العين؛ أي: افتحها؛ لأنه ذكر التحريك مطلقا غير مقيد مع لام مشددة مكسورة من بعد ذلك، فيصير تعلمون من التعليم والقراءة الأخرى من العلم، وقد لفظ بها مع كونها معلومة من أضداد ما ذكره، والمفعول الأول على قراءة التشديد محذوف أي: تعلمون الناس الكتاب؛ يعني حفظه وفهمه، والتعليم يستلزم علم المعلم فكان فيه دلالة على القراءة الأخرى، ويؤيد تعلمون بالتخفيف قوله بعد ذلك: {تَدْرُسُونَ}؛ أي أنتم جامعون لفهم الكتاب وتلاوته، وقوله: ذللا؛ أي: قرب والله أعلم). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/31]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (563 - وضمّ وحرّك تعملون الكتاب مع ... مشدّدة من بعد بالكسر ذلّلا
قرأ الكوفيون وابن عامر: بِما كُنْتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتابَ، بضم التاء وتحريك العين أي فتحها وكسر اللام التي بعد العين وتشديدها، وقرأ الباقون بفتح التاء وسكون العين وفتح اللام وتخفيفها). [الوافي في شرح الشاطبية: 237]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ فَقَرَأَ ابْنُ عَامِرٍ، وَالْكُوفِيُّونَ بِضَمِّ التَّاءِ وَفَتْحِ الْعَيْنِ وَكَسْرِ اللَّامِ مُشَدَّدَةً. وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِفَتْحِ التَّاءِ وَاللَّامِ، وَإِسْكَانِ الْعَيْنِ مُخَفَّفًا). [النشر في القراءات العشر: 2/240]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ ابن عامر والكوفيون {تعلمون الكتاب} [79] بضم التاء وفتح العين وكسر اللام مشددة، والباقون بفتح التاء واللام وإسكان العين مخففًا). [تقريب النشر في القراءات العشر: 483]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (532 - وتعلمون ضمّ حرّك واكسرا = وشدّ كنزاً .... .... ). [طيبة النشر: 68]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (وتعلمون ضمّ حرّك واكسرا = وشدّ (كنزا) وارفعوا لا يأمرا
أي وقرأ «تعلّمون» بالضم أي في التاء والتحريك وهو الفتح في العين والكسر: أي اللام مشددة ابن عامر والكوفيون من التعليم، وهو أبلغ من الوصف بالعلم؛ لأن كل معلم عالم ولا ينعكس، والباقون بفتح التاء وإسكان العين وفتح اللام مخففا لأن بعده «تدرسون» فحمل الفعل على لفظ مجانسه ومطابقه). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 208]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
وتعلمون ضمّ حرّك واكسرا = وشدّ (كنزا) وارفعوا لا يأمرا
ش: أي: قرأ مدلول (كنز) الكوفيون وابن عامر بما كنتم تعلّمون الكتب [آل عمران: 79] بضم التاء وتحريك العين وتشديد اللام وكسرها، والباقون بفتح التاء وإسكان العين وفتح اللام وتخفيفها.
وجه التشديد: أنه عداه لآخر؛ فصار من التعليم، أي: بما كنتم تعلمون الناس الكتاب، وبتلاوتكم من التأويل الثاني.
ووجه التخفيف: أنه من العلم المتعدى إلى واحد من التأويل الأول وهو المختار، وعليه قول الحسن: «كونوا [علماء] فقهاء» ). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/240]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "تُعَلِّمُونَ الْكِتَاب" [الآية: 79] فابن عامر وعاصم وحمزة والكسائي وكذا خلف ويعقوب بضم حرف المضارعة وفتح العين وكسر اللام مشددة1 من علم فيتعدى الاثنين، أولهما محذوف أي: تعلمون الناس أو الطالبين الكتاب وافقهم الأعمش والباقون بفتح حرف المضارعة وتسكين العين وفتح اللام، من علم يعلم فيتعدى لواحد). [إتحاف فضلاء البشر: 1/483]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وتقدم ليعقوب ضم الهاء في "يزكيهم" [الآية: 77] وكذا الخلاف في "لتحسبوه" "و" همزة النبوة "و" إدغام تائها في تاء "ثم"). [إتحاف فضلاء البشر: 1/483] (م)
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ):
( {كنتم تعلمون} [79] قرأ من تقدم وعلي بضم التاء، وفتح العين، وكسر اللام مشددة، والباقون بفتح التاء، وإسكان العين، وفتح اللام مخففة). [غيث النفع: 481]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {والنبوة} و{والنبين} [80] معًا {والنبيئون} لا تخفى). [غيث النفع: 481] (م)
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م):
( {ما كان لبشر أن يؤتيه الله الكتاب والحكم والنبوة ثم يقول للناس كونوا عبادا لي من دون الله ولكن كونوا ربانين بما كنتم تعلمون الكتاب وبما كنتم تدرسون 79}
{أن يؤتيه}
- قرأ أبو عمرو بخلاف عنه وأبو جعفر والأزرق وورش والأصبهاني " أن يوتيه"، بإبدال الهمزة الساكنة واوا.
وهي قراءة حمزة في الوقف.
{النبوة}
قراءة نافع " النبوءة" بالهمزة حيث جاء، وتقدم مثل هذا في الآية/61 من سورة البقرة.
[معجم القراءات: 1/528]
{النبوة ثم}
قرأ أبو عمرو ويعقوب بإدغام التاء في الثاء.
{ثم يقول}
- قراءة الجمهور "ثم يقول" بالنصب عطفا على "أن يؤتيه"..
- وقرأ شبل بن عباد عن ابن كثير ومحبوب عن أبي عمرو ثم يقول بالرفع على القطع، أي: ثم هو يقول
{يقول للناس}
- أدغم اللام في اللام أبو عمرو ويعقوب.
{للناس}
- تقدمت الإمالة فيه لأبي عمرو والدوري.. وانظر الآيات: 8 و94 و96 من سورة البقرة.
{لي من...}
- قراءة الجمهور لي من.. بسكون الياء.
- وقرأ عيسى بن عمر لي من بالفتح
{تعلمون الكتاب}
- قرأ عاصم وحمزة والكسائي وابن عامر وخلف والأعمش تعلمون بضم التاء وفتح العين وتشديد اللام المكسورة، واختار هذه القراءة أبو عبيد، ورجحها الطبري على غيرها.
- وقرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبان عن عاصم وأبو جعفر ويعقوب تعلمون بالتخفيف مضارع "علم"، ولم يرجح أبو حيان
[معجم القراءات: 1/529]
قراءة على أخرى فهما متواترتان.
- وقرأ مجاهد والحسن وسعيد بن جبير تعلمون بفتح التاء والعين واللام المشددة، وهو مضارع حذفت منه التاء والتقدير: تتعلمون.
{تدرسون}
- قراءة الجمهور «تدرسون» مضارع درس.
- وقرأ أبو حيوة "تدرسون" بضم التاء وكسر الراء من أدرس بمعنی درس.
- وذكر ابن عطية قراءة أبي حيوة تدرسون، بكسر الراء مضارع درس، وهي لغة ضعيفة.
- وقرأ ابن مسعود وابن عباس وأبو رزين وسعيد بن جبير وطلحة بن مصرف وأبو حيوة تدرسون، بضم التاء مع التشديد.
- وروي عنه أيضا تدرسون بفتح التاء وتشديد الدال، مضارع: ادرس، على وزن افتعل، فأدغمت التاء في الدال). [معجم القراءات: 1/530]

قوله تعالى: {وَلَا يَأْمُرَكُمْ أَنْ تَتَّخِذُوا الْمَلَائِكَةَ وَالنَّبِيِّينَ أَرْبَابًا أَيَأْمُرُكُمْ بِالْكُفْرِ بَعْدَ إِذْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ (80)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (22 - وَاخْتلفُوا فِي ضم الرَّاء وَفتحهَا من قَوْله {وَلَا يَأْمُركُمْ أَن تَتَّخِذُوا} 80
فَقَرَأَ ابْن كثير وَنَافِع وَأَبُو عَمْرو وَالْكسَائِيّ {وَلَا يَأْمُركُمْ} رفعا
وَكَانَ أَبُو عَمْرو بختلس حَرَكَة الرَّاء تَخْفِيفًا
وَقَرَأَ عَاصِم وَابْن عَامر وَحَمْزَة {وَلَا يَأْمُركُمْ} نصبا
وَلم يَخْتَلِفُوا فِي رفع الرَّاء من قَوْله {أيأمركم بالْكفْر} 80 إِلَّا اختلاس أبي عَمْرو). [السبعة في القراءات: 213]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ({ولا يأمركم} رفع حجازي وأبو عمرو والكسائي. والأعشى والبرجمي). [الغاية في القراءات العشر: 215]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ({ولا يأمركم} [80]: رفع: حجازي، وأبو عمرو، وسلام، وعلي، وقاسم، والأعشى، والبرجمي). [المنتهى: 2/632]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ حمزة وعاصم وابن امر (ولا يأمركم) بالنصب، ورفعه الباقون). [التبصرة: 181]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (عاصم، وحمزة، وابن عامر: {ولا يأمركم} (80): بنصب الراء.
والباقون: برفعها.
وأبو عمرو على أصله في الاختلاس والإسكان). [التيسير في القراءات السبع: 253]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (عاصم وحمزة وابن عامر ويعقوب وخلف: (ولا يأمركم) بنصب الرّاء والباقون [برفعها] وابو عمرو على أصله في [الاختلاس] والإسكان). [تحبير التيسير: 325]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (وَلَا يَأْمُرَكُمْ) نصب الهمداني، وأحمد، وشامي، ويَعْقُوب، وسهل، وأبو السَّمَّال، والْجَحْدَرِيّ، والحسن، ومحبوب عن ابْن كَثِيرٍ، والمنقري عن أَبِي عَمْرٍو، وحَمْزَة غير ابن سعدان والْأَعْمَش، وطَلْحَة في رواية الفياض، وعَاصِم غير الْأَعْمَش، والبرجمي، الباقون برفع الراء، وهو الاختيار على الاستئناف موافق لقوله: (أَيَأْمُرُكُمْ بِالْكُفْرِ) ). [الكامل في القراءات العشر: 517]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([80]- {وَلا يَأْمُرَكُمْ} نصب: عاصم وحمزة وابن عامر). [الإقناع: 2/621]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (564 - وَرَفْعُ وَلاَ يَأْمُرْكُمُو رُوحُهُ سَماَ = .... .... .... .... ). [الشاطبية: 45]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([564] ورفع ولا يأمركمو (ر)وحه (سما) = وبالتاء آتينا مع الضم (خُـ)ولا
قوله: (روحه سما)، لظهور معنى القراءة، وهو على القطع؛ أي: ولا يأمركم الله.
وقال الأخفش: «وهو لا يأمركم»، فأعاده على ما تقدمه.
وقراءة النصب معناها: ولا أن يأمركم، فحذف (أن) وهي منوية.
قال سيبويه: «المعنى: وما كان لبشرٍ... أن يأمركم» ). [فتح الوصيد: 2/789]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [564] ورفع ولا يأمركم روحه سما = وبالتاء آتينا مع الضم خولا
ب: (خولا): أعطي.
ح: (رفع): مبتدأ، (ولا يأمركم): مضاف إليه، و(روحه سما): جملة وقعت خبرًا، (آتينا): مبتدأ، (خولا): خبر، (بالتاء): حال.
ص: يعني: قرأ الكسائي ونافع وأبو عمرو وابن كثير: {ولا يأمركم} [80] برفع الراء على الاستئناف، والباقون بالنصب عطفًا على ما قبله:
[كنز المعاني: 2/114]
{أن يؤتيه الله الكتاب والحكمة والنبوة ثم يقول ... ولا يأمركم} [79 80].
وقرأ غير نافع: {وإذ أخذ الله ميثاق النبيين لما آتيتكم} [81] بتاء مضمومة، وهي تاء المتكلم من غير ألف، ونافع: (لما آتيناكم) بنون الجمع للتعظيم.
وكلاهما إخبار من الله تعالى عن نفسه). [كنز المعاني: 2/115] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (562- وَرَفْعُ وَلا يَأْمُرُكُمْ "رُ"وحُهُ "سَما"،.. وَبِالتَّاءِ آتَيْنا مَعَ الضَّمِّ "خُـ"ـوِّلا
ينبغي أن لا يقرأ يأمركم في البيت إلا بتحريك الراء إما برفع أو بنصب على القراءتين، والوزن مستقيم على ذلك على كف الجزء السباعي، وإن قرئ بسكون الراء وضم الميم استقام الوزن بلا كف لكن يكون التلفظ بما لم يقرأ به في القرآن مع ضعف الإسكان في الراء على ما سبق، وموضع ولا يأمركم جر بإضافة ورفع إليه، ووجه نصب يأمركم العطف على ما قبله من قوله: {أَنْ يُؤْتِيَهُ اللَّهُ}، ثم يقول: {وَلا يَأْمُرَكُمْ}.
ووجه الرفع القطع مما قبله على تقدير: وهو لا يأمركم، أو: ولا يأمركم الله، وأبو عمرو على أصله في الاختلاس السابق ذكره وهو فائدة ذكره مع أهل الرفع، وهو دليل على ترجيح الاختلاس على الإسكان في ظنه على ما هو الحق وقد سبق بيانه، فقال صاحب التيسير: وأبو عمرو على أصله في الاختلاس والإسكان). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/32]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (564 - ورفع ولا يأمركمو روحه سما = .... .... .... .... ....
....
قرأ الكسائي ونافع وابن كثير وأبو عمرو: وَلا يَأْمُرَكُمْ، برفع الراء فتكون قراءة عاصم وابن عامر وحمزة بنصبها. وقوله وَلا يَأْمُرَكُمْ مقيدا له بالواو، ولا احتراز عن أَيَأْمُرُكُمْ بِالْكُفْرِ فلا خلاف بين القراء في نصب رائه). [الوافي في شرح الشاطبية: 237]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {والنبوة} و{والنبين} [80] معًا {والنبيئون} لا تخفى). [غيث النفع: 481] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ)
: (88 - وَيَأْمُرُكُمْ فَانْصِبْ وَقُلْ يُرْجَعُونَ حُمْ = .... .... .... .... ....). [الدرة المضية: 25] (م)
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ): (ص - ويأمركم فانصب وقل يرجعون (حُـ)ــم = وحج السر واقرأ يضركم (أ)لا
ش - أي قرأ المشار إليه (بحا) حم وهو يعقوب بنصب راء وولا يأمركم [80] عطفًا على ما قبله وعلم من الوفاق لخلف، كذلك وأنه لأبي جعفر بالرفع على الاستئناف وقرأ يعقوب أيضًا {وإليه يرجعون} [83] بياء الغيبة مناسبة لقوله {هم الفاسقون} ). [شرح الدرة المضيئة: 110] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: وَلَا يَأْمُرَكُمْ فَقَرَأَ ابْنُ عَامِرٍ وَعَاصِمٌ وَحَمْزَةُ وَخَلَفٌ وَيَعْقُوبُ بِنَصْبِ الرَّاءِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالرَّفْعِ، وَتَقَدَّمَ مَذْهَبُ
[النشر في القراءات العشر: 2/240]
أَبِي عَمْرٍو فِي إِسْكَانِ الرَّاءِ وَاخْتِلَاسِهَا، وَكَذَا أَيَأْمُرُكُمْ مِنَ الْبَقَرَةِ عِنْدَ بَارِئِكُمْ). [النشر في القراءات العشر: 2/241]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ ابن عامر وعاصم وحمزة وخلف ويعقوب {ولا يأمركم} [80] بنصب الراء، والباقون بالرفع، وأبو عمرو على أصله في الإسكان والاختلاس). [تقريب النشر في القراءات العشر: 483]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (532- .... .... .... .... .... = .... .... وارفعوا لا يأمرا
533 - حرمٌ حلا رحبًا .... .... = .... .... .... .... .... ). [طيبة النشر: 68]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (قوله: (وارفعوا) يعني قوله «ولا يأمركم أن تتخذوا» بالرفع نافع وابن كثير وأبو جعفر وأبو عمرو والكسائي على أنه كلام مستأنف مقطوع عن الفعل المنصوب قبله وضمير الرفع فيه يعود لبشر أو لله تعالى، والباقون بالنصب عطفا على الفعل المنصوب قبله فيكون الضمير المرفوع لبشر لا غير ويقال المراد به النبي صلى الله عليه وسلم، والصواب أن المراد به الجنس وهو صلى الله عليه وسلم داخل فيه). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 208]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ثم كمل فقال:
ص:
(حرم) (ح) لا (ر) حبا لما فاكسر (ف) دا = آتيتكم يقرا أتيناكم (مدا)
ش: أي: قرأ ذو (حرم) المدنيان وابن كثير وحاء (حلا) أبو عمرو وراء (رحبا)
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/240]
الكسائي- ولا يأمركم أن [آل عمران: 80] برفع الراء، والباقون بنصبها.
وقرأ ذو فاء (فدا) حمزة لما آتيتكم [آل عمران: 81] بكسر اللام، والباقون بفتحها.
وقرأ مدلول (مدا) المدنيان آتيناكم من كتاب بنون بعد الياء وألف بعدها.
والباقون بتاء بدل النون وحذف الألف. واستغنى بلفظيهما.
وجه رفع يأمركم [آل عمران: 80]: قطعه عما قبله؛ فيرتفع بالمعنوي، وفاعله ضمير اسم الله تعالى أو بشر، و«لا» نافية.
قال الأخفش: تقديره: وهو لا يأمركم.
ووجه نصبه: عطفه على أن يؤتيه [آل عمران: 79] فالفاعل ضمير للبشر فقط.
قال سيبويه: المعنى: وما كان لبشر أن يأمركم، و«لا» مكررة؛ لتأكيد النفي، والصحيح عموم «بشر» لا خصوصه بالنبي صلّى الله عليه وسلّم.
ووجه كسر لما: أنها لام الجر متعلقة بـ «أخذ» و«ما» مصدرية و«من» مبعضة، ويجوز موصوليتها، وحذف عائدها المنصوب.
وقال الأخفش: قام لما آتيتكم [آل عمران: 81] مقام «به»؛ لأنه بمعناه.
ووجه فتحها: أن يكون لام الابتداء.
قال المازني: واختار الخليل وسيبويه أن تكون «ما» شرطية منصوبة بـ ءاتيتكم [آل عمران: 81]، وهو ومعطوفه جزم بها، واللام موطئة للقسم.
ووجه ما آتيتكم إسناد الفعل إلى ضمير الله تعالى على حد فخذ مآ ءاتيتك [الأعراف: 144].
ووجه النون: أنه مسند [إلى ضميره] تعالى على جهة التعظيم؛ إذ حقيقة التعظيم
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/241]
لوجه الكريم على حد ولقد ءاتينك [الحجر: 87] ). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/242] (م)
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (تتمة:
تقدم إسكان أبي عمرو ولا يأمركم [أيأمركم] [آل عمران: 80]، واختلاسهما، وللدوري إشباعهما). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/242]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "وَلا يَأْمُرَكُم" [الآية: 80] فابن عامر وعاصم وحمزة وكذا يعقوب وخلف بنصب الراء أي: ولا له أن يأمركم فإن مضمرة أو منصوب بالعطف على يؤتيه،
والفاعل ضمير بشر وافقهم الحسن والزيدي والأعمش، والباقون بالرفع على الاستئناف، وفاعله ضمير اسم الله تعالى أو بشر "وسكن" أبو عمرو راءه كالذي بعده واختلس ضمتها وللدوري عنه ثالث وهو الإتمام كالباقين). [إتحاف فضلاء البشر: 1/483]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {ولا يأمركم} قرأ الحرميان وعلي برفع الراء، والبصري بإسكانها، وللدوري عنه الاختلاس أيضًا، ولا يعارض هذا قوله: ورفع ولا يأمركم روحه سما.
لأنه مقيد بما تقدم في البقرة، والباقون بالنصب). [غيث النفع: 481]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {أيأمركم} قرأ البصري بإسكان الراء، وللدوري الاختلاس أيضًا، والباقون بالرفع). [غيث النفع: 481]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {ولا يأمركم أن تتخذوا الملائكة والنبيين أربابا أيأمركم بالكفر بعد إذ أنتم مسلمون 80}
{ولا يأمركم}
- قرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو وأبو جعفر والكسائي وعاصم برواية الأعشى والبرجمي وأبي بكر، وأبو زيد ولا يأمركم بالرفع على الاستئناف، وفاعله ضمير اسم الله تعالى.
- وقرأ ابن عامر وعاصم وحفص وحمزة وحماد ويحيي عن أبي بكر واليزيدي والأعمش ويعقوب وخلف والحسن وعبد الوارث عن أبي عمرو واليزيدي في اختياره ولا يأمركم بنصب الراء.
وخرجه أبو علي وغيره على أن المعنى: ولاله أن يأمركم، فقدروا أن مضمرة بعد لا، وتكون لا، مؤكدة معنى النفي السابق. وهي أولى القراءتين بالصواب عند الطبري.
- وقرأ أبو عمرو وأبو شعيب السوسي ولا يأمركم، بسكون الراء.
- واختلس ضمة الراء الدوري عن أبي عمرو.
[معجم القراءات: 1/531]
- وللدوري عن أبي عمرو وجه ثالث، وهو الإتمام كالباقين.
- وقرأ عبد الله بن مسعود مولن يأمركم.
- وذكر الطبري أن خبر هذه الرواية عنه غير صحيح، فهي في خبر رواه حجاج بن هارون، ونقله يجوز فيه الخطأ والسهو، وذكروا أنه كذلك في مصحفه.
- وقرأ أبو عمرو بخلاف عنه وأبو جعفر وورش والأزرق والأصبهاني ولا يامركم بإبدال الهمزة الساكنة ألفا.
وكذلك جاءت قراءة حمزة في الوقف، بالإبدال.
{النبيين}
- قراءة نافع النبيئين بالهمز حيث جاء، وكذا ما كان من هذه المادة.
{أيأمركم}
- قرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو والكسائي وحفص عن عاصم وحمزة وابن عامر والبرجمي أيأمركم برفع الراء على القطع.
- وأبو عمرو يختلس حركة الراء على أصله، وروي هذا عن السوسي.
[معجم القراءات: 1/532]
- وقيل إن أبا عمرو قرأ بسكون الراء، وقد رواها عنه اليزيدي، وغلطه النحاس في هذه الرواية
- وروي عن أبي عمرو الضمة الخالصة كالباقين.
- والقراءة أيامركم بإبدال الهمزة الساكنة ألفا حكمهما كحكم الموضع السابق، أول الآية). [معجم القراءات: 1/533]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


الساعة الآن 06:06 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة