جمهرة العلوم

جمهرة العلوم (http://jamharah.net/index.php)
-   تفسير جزء عم (http://jamharah.net/forumdisplay.php?f=815)
-   -   تفسير سورة الشمس [ من الآية (1) إلى الآية (10) ] (http://jamharah.net/showthread.php?t=21647)

إشراق المطيري 16 جمادى الآخرة 1434هـ/26-04-2013م 07:26 PM

تفسير سورة الشمس [ من الآية (1) إلى الآية (10) ]
 
{وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا (1) وَالْقَمَرِ إِذَا تَلَاهَا (2) وَالنَّهَارِ إِذَا جَلَّاهَا (3) وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا (4) وَالسَّمَاءِ وَمَا بَنَاهَا (5) وَالْأَرْضِ وَمَا طَحَاهَا (6) وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا (7) فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا (8) قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا (9) وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا (10)}
روابط مهمة:
- القراءات
- توجيه القراءات
- الوقف والابتداء

إشراق المطيري 21 جمادى الآخرة 1434هـ/1-05-2013م 10:22 PM

جمهرة تفاسير السلف

تفسير قوله تعالى: {وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا (1)}
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : (وقَالَ مُجَاهِدٌ: {ضُحَاهَا}: ضَوْءُهَا). [متن فتح الباري: 8/ 704]
قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (قولُهُ: وقَالَ مُجَاهِدٌ: {ضُحَاهَا}: ضَوْءُها، {إذا تَلاها}: تَبِعَها، و {طَحَاها}؛ دَحَاهَا، و{دَسَّاها}؛ أَغوَاها ثَبَتَ هَذَا كلُّهُ للنَّسَفِيِّ وحدَهُ. وقد تَقَدَّمَ لهم في بَدْءِ الخَلقِ مُفرَّقًا إلا قولَهُ: {دَسَّاها}، فأَخرَجَهُ الطَّبَرِيُّ من طَرِيقِ ابنِ أَبِي نَجِيحٍ عن مُجَاهِدٍ بهذا.
- وقد أَخْرَجَ الحَاكِمُ من طَرِيقِ حُصينٍ عن مُجَاهِدٍ عنِ ابنِ عَبَّاسٍ جميعَ ذلكَ). [فتح الباري: 8/ 705]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : ( وَقَالَ مُجَاهِدٌ: {ضُحَاهَا}؛ ضَوْءُها، {إذَا تَلاَهَا}؛ تَبِعَهَا، وَ{طَحَاهَا}: دَحَاهَا، دَسَّاهَا}: أغْوَاهَا)
أَيْ قَالَ مُجَاهِدٌ فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: {والشَّمْسِ وَضُحَاهَا}؛ أَيْ ضَوْئِهَا يَعْنِي إِذَا أَشْرَقَتْ وَقَامَ سُلْطَانُهَا وَلِذَلِكَ قِيلَ: وَقْتُ الضُّحَى، وَكَانَ وَجْهُهُ شَمْسَ الضُّحَى، وَقِيلَ: الضَّحْوَةُ ارْتِفَاعُ النَّهَارِ، وَالضُّحَى فَوْقَ ذَلِكَ. وَعَنْ قَتَادَةَ: هُوَ النَّهَارُ كُلُّهُ. وَقَالَ مُقَاتِلٌ: حَرُّهَا). [عمدة القاري: 19/ 293]

قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( وَقَالَ مُجَاهِدٌ: {ضُحَاهَا}؛ أي: ضَوْءُهَا ). [إرشاد الساري: 7 / 419]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (قال أبو جَعْفرٍ رحمَه اللهُ: قولُهُ عزَّ وجلَّ: {وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا}، قَسَمٌ أَقْسَمَ رَبُّنَا تَعَالَى ذِكْرُهُ بالشمسِ وضُحاها، ومعنى الكلامِ: أُقْسِمُ بالشمسِ، وبضُحَى الشمسِ.
واخْتَلَفَ أهلُ التأويلِ في معنى قوْلِهِ: {وَضُحَاهَا}؛ فقالَ بعضُهم: مَعْنَى ذلكَ: والشمسِ والنهارِ، وكانَ يقولُ: الضُّحَى هوَ النهارُ كُلُّهُ.
ذِكْرُ مَنْ قالَ ذَلِكَ:
- حَدَّثَنَا بِشْرٌ قالَ: ثَنَا يَزِيدُ قالَ: ثَنَا سَعِيدٌ، عنْ قَتَادَةَ: {وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا}، قالَ: هذا النَّهَارُ.
وقالَ آخَرُونَ: معنى ذلكَ: وَضَوْئِهَا.
ذِكْرُ مَنْ قالَ ذَلِكَ:
- حَدَّثَنا مُحَمَّدُ بنُ عَمْرٍو قالَ: ثَنَا أبو عاصِمٍ قالَ: ثَنَا عيسَى. وحَدَّثَنِي الحارِثُ قالَ: ثَنَا الحَسَنُ قالَ: ثَنَا وَرْقَاءُ، جَمِيعاً عن ابنِ أَبِي نَجِيحٍ، عنْ مُجَاهِدٍ في قَوْلِ اللَّهِ عزَّ وجلَّ: {وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا}، قالَ: ضَوْئِهَا.
والصوابُ مِن القَوْلِ في ذَلِكَ أنْ يُقالَ: أَقْسَمَ جَلَّ ثَنَاؤُهُ بالشمسِ ونَهَارِهَا؛ لأنَّ ضوْءَ الشمسِ الظاهِرَةِ هوَ النهارُ). [جامع البيان: 24/ 434-435]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم قال: نا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد: {والشمس وضحاها}؛ قال: يعني ضوؤها). [تفسير مجاهد: 2/ 762]
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (أخبرنا عبد الرّحمن بن الحسن القاضي، ثنا إبراهيم بن الحسين، ثنا آدم بن أبي إياسٍ، ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، عن ابن عبّاسٍ رضي اللّه عنهما، في قوله عزّ وجلّ: {والشّمس وضحاها}؛ قال: «ضوءها»). [المستدرك: 2/ 571] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (أَخْرَجَ الحاكمُ وصَحَّحَه، عن ابنِ عبَّاسٍ في قَوْلِهِ: {وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا}؛ قالَ: ضَوْءُها). [الدر المنثور: 15/ 455] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ الفِرْيَابِيُّ وعبدُ بنُ حُمَيْدٍ وابنُ جَرِيرٍ وابنُ المُنْذِرِ وابنُ أبي حَاتِمٍ، عن مُجَاهِدٍ: {وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا}؛ قالَ: ضَوْءُها). [الدر المنثور: 15/ 457] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ الفِرْيَابِيُّ وعبدُ بنُ حُمَيْدٍ وابنُ المُنْذِرِ وابنُ أبي حَاتِمٍ، عن مُجَاهِدٍ: {وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا}؛ قالَ: إِشْرَاقِها). [الدر المنثور: 15/ 458] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ عبدُ بنُ حُمَيْدٍ وابنُ جَرِيرٍ وابنُ المُنْذِرِ وابنُ أبي حَاتِمٍ، عن قَتَادَةَ: {وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا}؛ قالَ: هو النهارُ). [الدر المنثور: 15 / 458] (م)

تفسير قوله تعالى: {وَالْقَمَرِ إِذَا تَلَاهَا (2)}
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر، في قوله تعالى: {والقمر إذا تلاها}؛ قال: إذا تلا ليلة الهلال). [تفسير عبد الرزاق: 2/ 376]
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : ({إِذَا تَلاَهَا}: تَبِعَها). [متن فتح الباري: 8/ 704]
قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (قولُهُ: وقَالَ مُجَاهِدٌ: {ضُحَاهَا}: ضَوْءُها، {إذا تَلاها}: تَبِعَها، و{طَحَاها}؛ دَحَاهَا، و{دَسَّاها}؛ أَغوَاها، ثَبَتَ هَذَا كلُّهُ للنَّسَفِيِّ وحدَهُ. وقد تَقَدَّمَ لهم في بَدْءِ الخَلقِ مُفرَّقًا إلا قولَهُ: {دَسَّاها}، فأَخرَجَهُ الطَّبَرِيُّ من طَرِيقِ ابنِ أَبِي نَجِيحٍ عن مُجَاهِدٍ بهذا.
- وقد أَخْرَجَ الحَاكِمُ من طَرِيقِ حُصينٍ عن مُجَاهِدٍ عنِ ابنِ عَبَّاسٍ جميعَ ذلكَ). [فتح الباري: 8 / 705] (م)
قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : ( (وَقَالَ مُجَاهِدٌ: {ضُحَاهَا}؛ ضَوْءُها، {إذَا تَلاَهَا}؛ تَبِعَهَا، وَ{طَحَاهَا}: دَحَاهَا، {دَسَّاهَا}: أغْوَاهَا)
أَيْ قَالَ مُجَاهِدٌ فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: {والشَّمْسِ وَضُحَاهَا}؛ أَيْ ضَوْئِهَا يَعْنِي إِذَا أَشْرَقَتْ وَقَامَ سُلْطَانُهَا وَلِذَلِكَ قِيلَ: وَقْتُ الضُّحَى، وَكَانَ وَجْهُهُ شَمْسَ الضُّحَى، وَقِيلَ: الضَّحْوَةُ ارْتِفَاعُ النَّهَارِ، وَالضُّحَى فَوْقَ ذَلِكَ. وَعَنْ قَتَادَةَ: هُوَ النَّهَارُ كُلُّهُ. وَقَالَ مُقَاتِلٌ: حَرُّهَا). [عمدة القاري: 19/ 293]

قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (قَوْلُهُ: (إِذَا تَلاَهَا تَبِعَهَا) يَعْنِي قَالَ مُجَاهِدٌ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {وَالْقَمَرِ إِذَا تَلاَهَا} أَيْ: تَبِعَهَا فَأَخَذَ مِنْ ضَوْئِهَا، وَذَلِكَ فِي النِّصْفِ الأَوَّلِ مِنَ الشَّهْرِ إِذَا غَرَبَتِ الشَّمْسُ تَلاَهَا الْقَمَرُ طَالِعًا). [عمدة القاري: 19/ 293]
قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( {إذا تَلاَهَا}؛ أي: (تَبِعَها) طَالِعًا عند غُرُوبِهَا). [إرشاد الساري: 7/ 419]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقولُهُ: {وَالْقَمَرِ إِذَا تَلاهَا}، يقولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: والقَمَرِ إِذَا تَبِعَ الشمسَ، وذلكَ في النِّصْفِ الأوَّلِ مِن الشهْرِ، إذا غَرُبَت الشمسُ تلاها القمرُ طالِعاً.
وبنحْوِ الَّذي قُلْنا في ذلك قال أهلُ التأْويلِ.
ذِكْرُ مَنْ قالَ ذَلِكَ:
- حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بنُ سَعْدٍ قالَ: ثَنِي أبي قالَ: ثَنِي عمِّي قالَ: ثَنِي أبي، عنْ أبيهِ، عن ابنِ عبَّاسٍ: {وَالْقَمَرِ إِذَا تَلاهَا}، قالَ: يَتْلُو النهارَ.
- حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ قالَ: ثَنَا هُشَيْمٌ قالَ: أخْبَرَنَا عبدُ المَلِكِ، عنْ قَيْسِ بنِ سَعْدٍ، عنْ مُجَاهِدٍ في قولِهِ: {وَالْقَمَرِ إِذَا تَلاهَا}، يعني: الشمسِ إذا تَبِعَها القَمَرُ.
- حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بنُ عَمْرٍو قالَ: ثَنَا أبو عاصِمٍ قالَ: ثَنَا عيسى. وحَدَّثَنِي الحارِثُ قالَ: ثَنَا الحَسَنُ قالَ: ثَنَا وَرْقَاءُ، جَمِيعاً عن ابنِ أَبِي نَجِيحٍ، عنْ مُجَاهِدٍ: {وَالْقَمَرِ إِذَا تَلاهَا}، قالَ: تَبِعَها.
- حَدَّثَنَا بِشْرٌ قالَ: ثَنَا يَزِيدُ قالَ: ثَنَا سَعِيدٌ، عنْ قَتَادَةَ: {وَالْقَمَرِ إِذَا تَلاهَا}: يَتْلُوهَا صَبِيحَةَ الهِلالِ، فَإِذا سَقَطَت الشمسُ رُؤِيَ الهلالُ.
- حَدَّثَنَا ابنُ عَبْدِ الأَعْلَى قالَ: ثَنَا ابنُ ثَوْرٍ، عنْ مَعْمَرٍ، عنْ قَتَادَةَ في قَوْلِهِ: {وَالْقَمَرِ إِذَا تَلاهَا}، قالَ: إذَا تلاهَا ليلْةَ الهلالِ.
- حَدَّثَنِي يُونُسُ قَالَ: أَخْبَرَنَا ابنُ وَهْبٍ قالَ: قالَ ابنُ زَيْدٍ في قَوْلِ اللَّهِ تعالى ذِكْرُه: {وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا (1) وَالْقَمَرِ إِذَا تَلاهَا}، قالَ: هذا قَسَمٌ، والقمَرُ يَتْلُو الشمسَ نِصْفَ الشهرِ الأوَّلِ، وَتَتْلُوهُ النصفَ الآخَرَ. فأمَّا النصْفُ الأولُ فهوَ يَتْلُوها، وتكونُ أمَامَهُ وهوَ وَرَاءَهَا، فإِذَا كانَ النصفُ الآخَرُ كانَ هوَ أَمَامَها {وَالنَّهَارِ إِذَا جَلاَّهَا} وَتَقَدَّمهَا، وتَلِيهِ هيَ). [جامع البيان: 24/ 435-436]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم قال: نا آدم قال: ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد {والقمر إذا تلها}؛ يعني إذا تبعها). [تفسير مجاهد: 2/ 762]
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (أخبرنا عبد الرّحمن بن الحسن القاضي، ثنا إبراهيم بن الحسين، ثنا آدم بن أبي إياسٍ، ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، عن ابن عبّاسٍ رضي اللّه عنهما، في قوله عزّ وجلّ: {والشّمس وضحاها}؛ قال: «ضوءها» {والقمر إذا تلاها}؛ «تبعها»). [المستدرك: 2/ 571] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (أَخْرَجَ الحاكمُ وصَحَّحَه، عن ابنِ عبَّاسٍ في قَوْلِهِ: {وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا}؛ قالَ: ضَوْءُها، {وَالْقَمَرِ إِذَا تَلاَهَا}؛ قالَ: تَبِعَهَا). [الدر المنثور: 15/ 455] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ ابنُ جَرِيرٍ عنِ ابنِ عبَّاسٍ: {وَالْقَمَرِ إِذَا تَلاَهَا}؛ قالَ: يَتْلُو النهارَ). [الدر المنثور: 15 / 455] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ ابنُ أبي حَاتِمٍ مِن طريقِ عِكْرِمَةَ، عن ابنِ عبَّاسٍ: {وَالْقَمَرِ إِذَا تَلاَهَا}؛ قالَ: تَبِعَهَا). [الدر المنثور: 15 / 455]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ الفِرْيَابِيُّ وعبدُ بنُ حُمَيْدٍ وابنُ جَرِيرٍ وابنُ المُنْذِرِ وابنُ أبي حَاتِمٍ، عن مُجَاهِدٍ: {وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا}؛ قالَ: ضَوْءُها، {وَالْقَمَرِ إِذَا تَلاَهَا}؛ قالَ: تَبِعَها). [الدر المنثور: 15 / 457] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ الفِرْيَابِيُّ وعبدُ بنُ حُمَيْدٍ وابنُ المُنْذِرِ وابنُ أبي حَاتِمٍ، عن مُجَاهِدٍ: {وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا}؛ قالَ: إِشْرَاقِها، {وَالْقَمَرِ إِذَا تَلاَهَا}؛ قالَ: يَتْلُوهَا). [الدر المنثور: 15 / 458] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ عبدُ بنُ حُمَيْدٍ وابنُ جَرِيرٍ وابنُ المُنْذِرِ وابنُ أبي حَاتِمٍ، عن قَتَادَةَ: {وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا}؛ قالَ: هو النهارُ، {وَالْقَمَرِ إِذَا تَلاَهَا}؛ قالَ: يَتْلُوها صَبِيحَةَ الهلالِ، فإذَا سَقَطَتْ رُئِيَ عندَ سُقُوطِها). [الدر المنثور: 15 / 458] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ عبدُ بنُ حُمَيْدٍ عن أبي العَالِيَةِ في قولِه: {وَالْقَمَرِ إِذَا تَلاَهَا}: قالَ: إِذَا تَبِعَها). [الدر المنثور: 15 / 459]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ عبدُ بنُ حُمَيْدٍ عن عِكْرِمَةَ: {وَالْقَمَرِ إِذَا تَلاَهَا}؛ قالَ: إذا تَبِعَ الشمسَ). [الدر المنثور: 15 / 459]

تفسير قوله تعالى: {وَالنَّهَارِ إِذَا جَلَّاهَا (3)}
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقولُهُ: {وَالنَّهَارِ إِذَا جَلاَّهَا}، يقولُ: والنهارِ إذَا جَلَّى الشمس بإضاءتِهَا.
كما حدَّثنا محمَّدُ بنُ عمرٍو, قال: ثنِي أبو عاصمٍ, قال: ثنا عسى، وحدَّثني الحارثُ، قال: ثَنَا الحسنُ, ثنا ورقاءُ, جميعًا عن بنِ أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ: {وَالنَّهَارِ إِذَا جَلاَّهَا}؛ قال: إذا أضَاءَ.
- حَدَّثَنَا بِشْرٌ قالَ: ثَنَا يَزِيدُ قالَ: ثَنَا سَعِيدٌ، عنْ قَتَادَةَ: {وَالنَّهَارِ إِذَا جَلاَّهَا}، إذا غَشِيَها النهارُ.
وكانَ بعضُ أهلِ العربِيَّةِ يَتَأَوَّلُ ذلكَ بمعنَى: والنهارِ إذا جَلاَّ الظُّلْمَةَ، ويَجْعَلُ الهاءَ والأَلِفَ مِنْ جلاَّها كنايَةً عن الظُّلْمَةِ، ويقولُ: إنَّما جازَ الكنايَةُ عنها ولمْ يَجْرِ لَها ذِكْرٌ قبلُ؛ لأنَّ معناها مَعْرُوفٌ، كما يُعْرَفُ معنى قوْلِ القائلِ: أَصْبَحَتْ بَارِدَةً، وأَمْسَتْ بارِدَةً، وهَبَّتْ شَمَالاً، فكنَّى عنْ مُؤَنَّثاتٍ لمْ يَجْرِ لها ذِكْرٌ؛ إذْ كانَ معروفاً مَعْنَاهُنَّ.
والصوابُ عندَنا في ذلكَ: ما قَالَهُ أهلُ العِلْمِ الذينَ حَكَيْنَا قوْلَهم؛ لأنَّهُم أعْلَمُ بذلكَ، وإنْ كانَ لِلَّذِي قالَهُ مَنْ ذَكَرْنَا قَوْلَهُ مِنْ أهلِ العربيَّةِ وَجْهٌ). [جامع البيان: 24/ 436-437]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (ثنا إبراهيم قال: حدثنا آدم قال: ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد {والنهار إذا جلها}؛ يعني إذا أضاء). [تفسير مجاهد: 2/ 762]
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (أخبرنا عبد الرّحمن بن الحسن القاضي، ثنا إبراهيم بن الحسين، ثنا آدم بن أبي إياسٍ، ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، عن ابن عبّاسٍ رضي اللّه عنهما، في قوله عزّ وجلّ: {والشّمس وضحاها}؛ قال: «ضوءها»، {والقمر إذا تلاها}؛ «تبعها»، {والنّهار إذا جلّاها}: قال: «أضاءها»). [المستدرك: 2 / 571] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (أَخْرَجَ الحاكمُ وصَحَّحَه، عن ابنِ عبَّاسٍ في قَوْلِهِ: {وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا}؛ قالَ: ضَوْءُها، {وَالْقَمَرِ إِذَا تَلاَهَا}؛ قالَ: تَبِعَهَا، {وَالنَّهَارِ إِذَا جَلاَّهَا}؛ قالَ: أَضَاءَهَا). [الدر المنثور: 15/ 455] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ الفِرْيَابِيُّ وعبدُ بنُ حُمَيْدٍ وابنُ جَرِيرٍ وابنُ المُنْذِرِ وابنُ أبي حَاتِمٍ، عن مُجَاهِدٍ: {وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا}؛ قالَ: ضَوْءُها، {وَالْقَمَرِ إِذَا تَلاَهَا}؛ قالَ: تَبِعَها، {وَالنَّهَارِ إِذَا جَلاَّهَا}؛ قالَ: أَضَاءَ). [الدر المنثور: 15 / 457] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ الفِرْيَابِيُّ وعبدُ بنُ حُمَيْدٍ وابنُ المُنْذِرِ وابنُ أبي حَاتِمٍ، عن مُجَاهِدٍ: {وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا}؛ قالَ: إِشْرَاقِها، {وَالْقَمَرِ إِذَا تَلاَهَا}؛ قالَ: يَتْلُوهَا، {وَالنَّهَارِ إِذَا جَلاَّهَا}؛ قالَ: حينَ يَنْجَلِي). [الدر المنثور: 15/ 458] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ عبدُ بنُ حُمَيْدٍ وابنُ جَرِيرٍ وابنُ المُنْذِرِ وابنُ أبي حَاتِمٍ، عن قَتَادَةَ: {وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا}؛ قالَ: هو النهارُ، {وَالْقَمَرِ إِذَا تَلاَهَا}؛ قالَ: يَتْلُوها صَبِيحَةَ الهلالِ، فإذَا سَقَطَتْ رُئِيَ عندَ سُقُوطِها، {وَالنَّهَارِ إِذَا جَلاَّهَا}؛ قالَ: إِذَا غَشِيَها النهارُ). [الدر المنثور: 15 / 458] (م)

تفسير قوله تعالى: {وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا (4)}
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقولُهُ: {وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا}، يقولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: والليلِ إذَا يُغْشِي الشمْسَ حتَّى تَغِيبَ فتُظْلِمَ الآفاقُ.
وكانَ قَتَادَةُ يقولُ في ذلكَ ما حَدَّثَنَا بِشْرٌ قالَ: ثَنَا يَزِيدُ قالَ: ثَنَا سَعِيدٌ، عنْ قَتَادَةَ: {وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا}، إذا غشَاها الليلُ). [جامع البيان: 24/ 437]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ ابنُ أبي حَاتِمٍ، عن يَزِيدَ بنِ ذِي حَمَامَةَ، قالَ: إِذَا جَاءَ الليلُ قالَ الربُّ: غَشِيَ عِبادِي خَلْقِي العظيمُ. والليلُ مهابةٌ والذي خَلَقَه أحقُّ أن يُهَابَ). [الدر المنثور: 15/ 455]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ الفِرْيَابِيُّ وعبدُ بنُ حُمَيْدٍ وابنُ جَرِيرٍ وابنُ المُنْذِرِ وابنُ أبي حَاتِمٍ، عن مُجَاهِدٍ: {وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا}؛ قالَ: ضَوْءُها، {وَالْقَمَرِ إِذَا تَلاَهَا}؛ قالَ: تَبِعَها، {وَالنَّهَارِ إِذَا جَلاَّهَا}؛ قالَ: أَضَاءَ، {وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا}؛ قالَ: يَغْشَاهَا الليلُ). [الدر المنثور: 15 / 457-458] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ عبدُ بنُ حُمَيْدٍ وابنُ جَرِيرٍ وابنُ المُنْذِرِ وابنُ أبي حَاتِمٍ، عن قَتَادَةَ: {وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا}؛ قالَ: هو النهارُ، {وَالْقَمَرِ إِذَا تَلاَهَا}؛ قالَ: يَتْلُوها صَبِيحَةَ الهلالِ، فإذَا سَقَطَتْ رُئِيَ عندَ سُقُوطِها، {وَالنَّهَارِ إِذَا جَلاَّهَا}؛ قالَ: إِذَا غَشِيَها النهارُ، {وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا}؛ قالَ: إِذَا غَشِيَهَا الليلُ). [الدر المنثور: 15/ 458] (م)

تفسير قوله تعالى: {وَالسَّمَاءِ وَمَا بَنَاهَا (5)}
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقولُهُ: {وَالسَّمَاءِ وَمَا بَنَاهَا}، يقولُ جَلَّ ثَنَاؤُهُ: والسماءِ ومَنْ بَنَاهَا، يعني: ومَنْ خَلَقَها، وبناؤُهُ إيَّاها: تَصْييرُهُ إيَّاها للأرْضِ سَقْفاً.
وبنحوِ الذي قُلْنا في ذلكَ قالَ أهلُ التأويلِ.
ذِكْرُ مَنْ قالَ ذَلِكَ:
- حَدَّثَنَا بِشْرٌ قالَ: ثَنَا يَزِيدُ قالَ: ثَنَا سَعِيدٌ، عنْ قَتَادَةَ: {وَالسَّمَاءِ وَمَا بَنَاهَا}، وبناؤُها: خَلْقُها.
- حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بنُ عَمْرٍو قالَ: ثَنَا أبو عاصِمٍ قالَ: ثَنَا عيسى. وحَدَّثَنِي الحارثُ قالَ: ثَنَا الحَسَنُ قالَ: ثَنَا وَرْقَاءُ، جَمِيعاً عن ابنِ أَبِي نَجِيحٍ، عنْ مُجَاهِدٍ: قولُهُ: {وَالسَّمَاءِ وَمَا بَنَاهَا}، قالَ: اللَّهُ بنَى السماءَ.
وقيلَ: {وَمَا بَنَاهَا}، وهوَ جَلَّ ثَنَاؤُهُ بَانِيها، فوَضَعَ: (مَا) مَوْضِعَ (مَنْ)، كما قالَ: {وَوَالِدٍ وَمَا وَلَدَ}، فوَضَعَ (مَا) في مَوْضِعِ (مَنْ)، ومعناهُ: ومَنْ وَلَدَ؛ لأنَّهُ قَسَمٌ أَقْسَمَ بآدَمَ ووَلَدِهِ. وكذلكَ قولُه: {وَلا تَنْكِحُوا مَا نَكَحَ آبَاؤُكُمْ مِنَ النِّسَاءِ}، وقولُهُ: {فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ}، وإنَّما هوَ: فانْكِحُوا مَنْ طابَ لكم.
وجائِزٌ توْجِيهُ ذلكَ إلى معنَى المصْدَرِ، كأنَّهُ قيلَ: والسماءِ وبِنَائِها، ووَالِدٍ ووِلادَتِهِ). [جامع البيان: 24/ 437-438]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (ثنا إبراهيم قال: نا آدم قال: ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد {والسماء وما بناها}؛ يقول الله [عز وجل]: بنى السماء). [تفسير مجاهد: 2/ 762-763]
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (أخبرنا عبد الرّحمن بن الحسن القاضي، ثنا إبراهيم بن الحسين، ثنا آدم بن أبي إياسٍ، ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، عن ابن عبّاسٍ [رضي اللّه عنهما]، في قوله عزّ وجلّ: {والشّمس وضحاها}، قال: «ضوءها» {والقمر إذا تلاها}؛ «تبعها» {والنّهار إذا جلّاها}؛ قال: «أضاءها»، {والسّماء وما بناها}؛ قال: «اللّه بنى السّماء»). [المستدرك: 2/ 571] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (أَخْرَجَ الحاكمُ وصَحَّحَه، عن ابنِ عبَّاسٍ في قَوْلِهِ: {وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا}؛ قالَ: ضَوْءُها، {وَالْقَمَرِ إِذَا تَلاَهَا}؛ قالَ: تَبِعَهَا، {وَالنَّهَارِ إِذَا جَلاَّهَا}؛ قالَ: أَضَاءَهَا، {وَالسَّمَاءِ وَمَا بَنَاهَا}؛ قالَ: اللَّهُ بَنَى السماءَ). [الدر المنثور: 15/ 455] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ الفِرْيَابِيُّ وعبدُ بنُ حُمَيْدٍ وابنُ جَرِيرٍ وابنُ المُنْذِرِ وابنُ أبي حَاتِمٍ، عن مُجَاهِدٍ: {وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا}؛ قالَ: ضَوْءُها، {وَالْقَمَرِ إِذَا تَلاَهَا}؛ قالَ: تَبِعَها، {وَالنَّهَارِ إِذَا جَلاَّهَا}؛ قالَ: أَضَاءَ، {وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا}؛ قالَ: يَغْشَاهَا الليلُ، {وَالسَّمَاءِ وَمَا بَنَاهَا}؛ قالَ: اللَّهُ بَنَى السماءَ والأرضَ). [الدر المنثور: 15/ 457-458] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ عبدُ بنُ حُمَيْدٍ وابنُ جَرِيرٍ وابنُ المُنْذِرِ وابنُ أبي حَاتِمٍ، عن قَتَادَةَ: {وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا}؛ قالَ: هو النهارُ، {وَالْقَمَرِ إِذَا تَلاَهَا}؛ قالَ: يَتْلُوها صَبِيحَةَ الهلالِ، فإذَا سَقَطَتْ رُئِيَ عندَ سُقُوطِها، {وَالنَّهَارِ إِذَا جَلاَّهَا}؛ قالَ: إِذَا غَشِيَها النهارُ، {وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا}؛ قالَ: إِذَا غَشِيَهَا الليلُ، {وَالسَّمَاءِ وَمَا بَنَاهَا}؛ قالَ: وَمَا خَلَقَهَا). [الدر المنثور: 15/ 458] (م)

تفسير قوله تعالى: {وَالْأَرْضِ وَمَا طَحَاهَا (6)}
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : {طَحَاهَا}: دَحَاهَا). [متن فتح الباري: 8/ 704]
قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (قولُهُ: (وقَالَ مُجَاهِدٌ: {ضُحَاهَا}: ضَوْءُها، {إذا تَلاها}: تَبِعَها، و {طَحَاها}؛ دَحَاهَا، و{دَسَّاها}؛ أَغوَاها. ثَبَتَ هَذَا كلُّهُ للنَّسَفِيِّ وحدَهُ. وقد تَقَدَّمَ لهم في بَدْءِ الخَلقِ مُفرَّقًا إلا قولَهُ: {دَسَّاها}، فأَخرَجَهُ الطَّبَرِيُّ من طَرِيقِ ابنِ أَبِي نَجِيحٍ عن مُجَاهِدٍ بهذا.
- وقد أَخْرَجَ الحَاكِمُ من طَرِيقِ حُصينٍ عن مُجَاهِدٍ عنِ ابنِ عَبَّاسٍ جميعَ ذلكَ). [فتح الباري: 8/ 705] (م)
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : ( (وَقَالَ مُجَاهِدٌ: {ضُحَاهَا}؛ ضَوْءُها، {إذَا تَلاَهَا}؛ تَبِعَهَا، وَ{طَحَاهَا}: دَحَاهَا، {دَسَّاهَا}: أغْوَاهَا)
أَيْ قَالَ مُجَاهِدٌ فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: {والشَّمْسِ وَضُحَاهَا}: أَيْ ضَوْئِهَا يَعْنِي إِذَا أَشْرَقَتْ وَقَامَ سُلْطَانُهَا وَلِذَلِكَ قِيلَ: وَقْتُ الضُّحَى، وَكَانَ وَجْهُهُ شَمْسَ الضُّحَى، وَقِيلَ: الضَّحْوَةُ ارْتِفَاعُ النَّهَارِ، وَالضُّحَى فَوْقَ ذَلِكَ.
وَعَنْ قَتَادَةَ: هُوَ النَّهَارُ كُلُّهُ. وَقَالَ مُقَاتِلٌ: حَرُّهَا). [عمدة القاري: 19 / 293] (م)

- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (قَوْلُهُ: وَ{طَحَاهَا}؛ دَحَاهَا؛ أَيْ قَالَ مُجَاهِدٌ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {وَالأَرْضِ وَمَا طَحَاهَا} أَيْ: وَالَّذِي طَحَاهَا أَيْ: دَحَاهَا أَيْ: بَسَطَهَا يُقَالُ: دَحَوْتُ الشَّيْءَ دَحْوًا بَسَطْتُهُ. ذَكَرَهُ الْجَوْهَرِيُّ ثُمَّ قَالَ تَعَالَى: {وَالأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا} وَقَالَ فِي بَابِ الطَّاءِ: طَحَوْتُهُ مِثْلَ دَحَوْتُهُ أَيْ: بَسَطْتُهُ). [عمدة القاري: 19/ 293]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : (وَ{طَحَاهَا}: أي دَحَاهَا ). [إرشاد الساري: 7 / 419]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقولُهُ: {وَالأَرْضِ وَمَا طَحَاهَا}، وهذهِ أيضاً نَظِيرُ التي قَبْلَها، ومعنى الكلامِ: والأَرْضِ وَمَنْ طَحَاهَا.
ومعنَى قَوْلِهِ: {طَحَاهَا}؛ بَسَطَها يَمِيناً وشِمَالاً ومِنْ كلِّ جانِبٍ.
وقد اخْتَلَفَ أهلُ التأوِيلِ في معنى قوْلِهِ: {طَحَاهَا}، فقالَ بعْضُهم: معنَى ذلكَ: والأَرْضِ وما خَلَقَ فيها.
ذِكْرُ مَنْ قالَ ذَلِكَ:
- حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بنُ سَعْدٍ قالَ: ثَنِي أَبِي قَالَ: ثَنِي عَمِّي قَالَ: ثَنِي أَبِي، عنْ أَبِيهِ، عن ابنِ عَبَّاسٍ: {وَالأَرْضِ وَمَا طَحَاهَا}، يقولُ: ما خَلَقَ فيها.
وقالَ آخَرُونَ: يعني بذلكَ: وما بَسَطَهَا.
ذِكْرُ مَنْ قالَ ذَلِكَ:
- حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بنُ عُمَارَةَ قالَ: ثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بنُ موسَى قالَ: قال أخبرنَا إسماعيلُ, عن أبي صالحٍ في قولِه: {وَالأَرْضِ وَمَا طَحَاهَا}؛ قال: بسطها.
- حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بن عمرٍو, قال: ثنا أبو عاصمٍ, قال: ثَنَا عِيسَى. وحَدَّثَنِي الحارِثُ قالَ: ثَنَا الحَسَنُ قالَ: ثَنَا وَرْقَاءُ، جَمِيعاً عن ابنِ أَبِي نَجِيحٍ، عنْ مُجَاهِدٍ: قولُهُ: {وَالأَرْضِ وَمَا طَحَاهَا}، قالَ: دَحَاهَا.
- حَدَّثَنِي يُونُسُ قَالَ: أَخْبَرَنَا ابنُ وَهْبٍ قالَ: قالَ ابنُ زَيْدٍ في قَوْلِهِ: {وَمَا طَحَاهَا}، قالَ: بَسَطَها.
وقالَ آخَرُونَ: بلْ معنى ذلكَ: وما قَسَّمَها.
ذِكْرُ مَنْ قالَ ذَلِكَ:
- حَدَّثَنِي عليٌّ قالَ: ثَنَا أبو صالِحٍ قالَ: ثَنِي مُعَاوِيَةُ، عنْ عليٍّ، عن ابنِ عبَّاسٍ في قَوْلِهِ: {وَالأَرْضِ وَمَا طَحَاهَا}، يقولُ: قَسَّمَها). [جامع البيان: 24 / 438-440]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم قال: ثنا آدم قال: ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، في قوله: {والأرض وما طحاها}؛ يعني وما دحاها). [تفسير مجاهد: 2/ 763]
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (أخبرنا عبد الرّحمن بن الحسن القاضي، ثنا إبراهيم بن الحسين، ثنا آدم بن أبي إياسٍ، ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، عن ابن عبّاسٍ رضي اللّه عنهما، في قوله عزّ وجلّ: {والشّمس وضحاها}؛ قال: «ضوءها»، {والقمر إذا تلاها}؛ «تبعها» {والنّهار إذا جلّاها}؛ قال: «أضاءها»، {والسّماء وما بناها}؛ قال: «اللّه بنى السّماء»، {والأرض وما طحاها}؛ قال: «دحاها»). [المستدرك: 2/ 571] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (أَخْرَجَ الحاكمُ وصَحَّحَه، عن ابنِ عبَّاسٍ في قَوْلِهِ: {وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا}؛ قالَ: ضَوْءُها، {وَالْقَمَرِ إِذَا تَلاَهَا}؛ قالَ: تَبِعَهَا، {وَالنَّهَارِ إِذَا جَلاَّهَا}؛ قالَ: أَضَاءَهَا، {وَالسَّمَاءِ وَمَا بَنَاهَا}؛ قالَ: اللَّهُ بَنَى السماءَ، {وَالأَرْضِ وَمَا طَحَاهَا}؛ قالَ: دَحَاهَا). [الدر المنثور: 15/ 455] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ ابنُ جَرِيرٍ عنِ ابنِ عبَّاسٍ: {وَالْقَمَرِ إِذَا تَلاَهَا}؛ قالَ: يَتْلُو النهارَ، {وَالأَرْضِ وَمَا طَحَاهَا}؛ يقولُ: وما خَلَقَ فيها). [الدر المنثور: 15 / 455] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ ابنُ جَرِيرٍ وابنُ المُنْذِرِ وابنُ أبي حَاتِمٍ، عن ابنِ عبَّاسٍ: {وَالأَرْضِ وَمَا طَحَاهَا}؛ يقولُ: قَسَمَها). [الدر المنثور: 15/ 456] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ الفِرْيَابِيُّ وعبدُ بنُ حُمَيْدٍ وابنُ جَرِيرٍ وابنُ المُنْذِرِ وابنُ أبي حَاتِمٍ، عن مُجَاهِدٍ: {وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا}؛ قالَ: ضَوْءُها، {وَالْقَمَرِ إِذَا تَلاَهَا}؛ قالَ: تَبِعَها، {وَالنَّهَارِ إِذَا جَلاَّهَا}؛ قالَ: أَضَاءَ، {وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا}؛ قالَ: يَغْشَاهَا الليلُ، {وَالسَّمَاءِ وَمَا بَنَاهَا}؛ قالَ: اللَّهُ بَنَى السماءَ والأرضَ، {وَمَا طَحَاهَا}؛ قالَ: دَحَاهَا). [الدر المنثور: 15/ 457-458] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ عبدُ بنُ حُمَيْدٍ وابنُ جَرِيرٍ وابنُ المُنْذِرِ وابنُ أبي حَاتِمٍ، عن قَتَادَةَ: {وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا}؛ قالَ: هو النهارُ، {وَالْقَمَرِ إِذَا تَلاَهَا}؛ قالَ: يَتْلُوها صَبِيحَةَ الهلالِ، فإذَا سَقَطَتْ رُئِيَ عندَ سُقُوطِها، {وَالنَّهَارِ إِذَا جَلاَّهَا}؛ قالَ: إِذَا غَشِيَها النهارُ، {وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا}؛ قالَ: إِذَا غَشِيَهَا الليلُ، {وَالسَّمَاءِ وَمَا بَنَاهَا}؛ قالَ: وَمَا خَلَقَهَا، {وَالأَرْضِ وَمَا طَحَاهَا}؛ قالَ: بَسَطَهَا). [الدر المنثور: 15/ 458] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ عبدُ بنُ حُمَيْدٍ عن أبي صالحٍ: {وَالأَرْضِ وَمَا طَحَاهَا}؛ قالَ: بَسَطَها.
- وأَخْرَجَ ابنُ المُنْذِرِ عن الضَّحَّاكِ مثلَه). [الدر المنثور: 15/ 459]

تفسير قوله تعالى: {وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا (7)}
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقولُهُ: {وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا}، يعنِي جَلَّ ثَنَاؤُهُ بقَوْلِهِ: {وَمَا سَوَّاهَا}؛ نَفْسَهُ جلَّ وعَلا؛ لأنَّهُ هوَ الذي سَوَّى النفسَ وخلَقَها، فعدَّلَ خَلْقَها، فوَضَعَ: (مَا) مَوْضِعَ (مَنْ)، وقدْ يَحْتَمِلُ أنْ يكونَ معنى ذلكَ أيضاً المَصْدَرَ، فيكونَ تأويلُهُ: ونَفْسٍ وتَسْوِيَتِها، فيكونَ القَسَمُ بالنفسِ وبتَسْوِيَتِها). [جامع البيان: 24/ 440]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ أحمدُ وعَبْدُ بنُ حُمَيْدٍ ومسلمٌ وابنُ جَرِيرٍ وابنُ المُنْذِرِ وابنُ مَرْدُويَهْ، عن عِمْرَانَ بنِ حُصَيْنٍ، أن رجلاً قالَ: يا رسولَ اللَّهِ، أَرَأَيْتَ ما يَعْمَلُ الناسُ اليومَ ويَكْدَحُونَ فِيهِ, شَيْءٌ قَدْ قُضِي عليهم ومَضَى عليهم في قَدَرٍ قدْ سَبَقَ، أو فيما يَسْتَقْبِلُونَ مما أَتَاهُم به نَبِيُّهُمْ واتُّخِذَتْ عليهم به الحُجَّةُ؟ قالَ: «بَلْ شَيْءٌ قُضِيَ عَلَيْهِمْ
». قالَ: فلِمَ يَعْمَلُونَ إذاً؟ قالَ: «مَنْ كَانَ اللَّهُ خَلَقَهُ لِوَاحِدَةٍ مِنَ الْمَنْزِلَتَيْنِ هَيَّأَهُ لِعَمَلِهَا، وَتَصْدِيقُ ذلك في كتابِ اللَّهِ: {وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا (7) فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا}» ). [الدر المنثور: 15/ 456-457]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ ابنُ المُنْذِرِ والطَبَرَانِيُّ وابنُ مَرْدُويَهْ، عن ابنِ عبَّاسٍ، قالَ: كانَ رسولُ اللَّهِ [صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ] إذا تَلاَ هذه الآيةَ: {وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا (7) فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا}. وَقَفَ، ثُمَّ قالَ:
«اللَّهُمَّ، آتِ نَفْسِي تَقْوَاهَا، أَنْتَ وَلِيُّهَا وَمَوْلاَهَا وَخَيْرُ مَنْ زَكَّاهَا» ). [الدر المنثور: 15/ 457]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ الفِرْيَابِيُّ وعبدُ بنُ حُمَيْدٍ وابنُ المُنْذِرِ وابنُ أبي حَاتِمٍ، عن مُجَاهِدٍ: {وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا}؛ قالَ: إِشْرَاقِها، {وَالْقَمَرِ إِذَا تَلاَهَا}؛ قالَ: يَتْلُوهَا، {وَالنَّهَارِ إِذَا جَلاَّهَا}؛ قالَ: حينَ يَنْجَلِي، {وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا}؛ قالَ: سَوَّى خَلْقَها ولم يُنْقِصْ منه شيئاً). [الدر المنثور: 15/ 458]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ ابنُ المُنْذِرِ عن ابنِ عبَّاسٍ: {وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا}؛ قالَ: سَوَّى خَلْقَها). [الدر المنثور: 15 / 460]

تفسير قوله تعالى: {فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا (8)}
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر، عن قتادة، في قوله تعالى: {فألهمها فجورها وتقواها}؛ قال: قد بين لها الفجور من التقوى). [تفسير عبد الرزاق: 2/ 376]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (أخبرني ابن أبي رواد، عن الضحاك بن مزاحم، في قوله تعالى: {فألهمها فجورها وتقواها}؛ قال: الطاعة والمعصية). [تفسير عبد الرزاق: 2/ 376]
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : ({فأَلهَمَهَا}: عرَّفَها الشَّقَاءَ والسَّعَادَةَ). [متن فتح الباري: 8/ 704]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (قولُهُ: {فأَلهَمَهَا}: عَرَّفَهَا الشَّقَاءَ والسَّعَادَةَ، ثَبَتَ هَذَا للنَّسَفِيِّ وحدَهُ، وقد أَخْرَجَهُ الطَّبَرِيُّ من طَرِيقِ مُجاهدٍ). [فتح الباري: 8/ 705]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : ( {فَألْهَمَهَا}؛ عَرَّفَهَا الشقَّاءَ وَالسَّعادَةَ.
أَشَارَ بِهِ إِلَى قَوْلِهِ تَعَالَى: {فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقَوْاهَا}؛ أَيْ: فَأَلْهَمَ النَّفْسَ فُجُورَهَا أَيْ شَقَاوَتَهَا وَتَقْوَاهَا أَيْ: سَعَادَتَهَا. وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: بَيَّنَ لَهَا الْخَيْرَ وَالشَّرَّ، وَعَنْهُ أَيْضًا: وَعَلَّمَهَا الطَّاعَةَ وَالْمَعْصِيَةَ، وَهَذَا أَيْضًا ثَبَتَ لِلنَّسَفِيِّ). [عمدة القاري: 19/ 293]

- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( {فَأَلْهَمَهَا} أي: عَرَّفَهَا الشَّقَاءَ وَالسَّعَادَةَ، وهذا كُلُّهُ ثَابِتٌ لِلنَّسَفِيِّ ساقطٌ من الْفَرْعِ كَأَصْلِهِ). [إرشاد الساري: 7/ 419]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقولُهُ: {فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا}، يقولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: فَبَيَّنَ لها ما يَنْبَغِي لها أنْ تأتِيَ أوْ تَذَرَ مِنْ خَيْرٍ أوْ شَرٍّ، أوْ طاعَةٍ أوْ مَعْصِيَةٍ.
وبنحوِ الذي قُلْنَا في ذلكَ قالَ أهلُ التأويلِ.
ذِكْرُ مَنْ قالَ ذَلِكَ:
- حَدَّثَنِي عليٌّ قالَ: ثَنَا أبو صالِحٍ، قالَ ثَنِي مُعَاوِيَةُ، عنْ عليٍّ، عن ابنِ عبَّاسٍ: قولُهُ: {فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا}، يقولُ: بَيَّنَ الخيرَ والشرَّ.
- حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بنُ سَعْدٍ قالَ: ثَنِي أَبِي قَالَ: ثَنِي عَمِّي قَالَ: ثَنِي أَبِي، عنْ أَبِيهِ، عن ابنِ عَبَّاسٍ: {فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا}، قال: بَيَّنَ الخَيْرَ والشرَّ.
- حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بنُ سَعْدٍ قالَ: ثَنِي أبي قالَ: ثَنِي عمِّي قالَ: ثَنِي أبي، عنْ أبيهِ، عن ابنِ عبَّاسٍ: {فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا}، قالَ: عَلَّمَها الطاعَةَ والمعصِيَةَ.
- حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بنُ عَمْرٍو قالَ: ثَنَا أبو عاصِمٍ قالَ: ثَنَا عيسى. وحَدَّثَنِي الحارثُ قالَ: ثَنَا الحَسَنُ قالَ: ثَنَا وَرْقَاءُ، جَمِيعاً عن ابنِ أَبِي نَجِيحٍ، عنْ مُجَاهِدٍ: {فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا}، قالَ: عَرَّفَها.
- حَدَّثَنَا بِشْرٌ قالَ: ثَنَا يَزِيدُ قالَ: ثَنَا سَعِيدٌ، عنْ قَتَادَةَ قوله: {فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا}، فبيَّنَ لها فُجُورَها وتَقْوَاها.
- وحُدِّثْتُ عن الحُسَيْنِ قالَ: سَمِعْتُ أبا مُعاذٍ يقولُ: ثَنَا عَبِيدٌ قالَ: سَمِعْتُ الضحَّاكَ يقولُ في قَوْلِهِ: {فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا}: بَيَّنَ لها الطاعَةَ والمعصِيَةَ.
- حَدَّثَنَا ابنُ حُمَيْدٍ قالَ: ثَنَا مِهْرانُ، عنْ سُفْيَانَ: {فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا}، قالَ: أَعْلَمَها المعصيَةَ والطاعَةَ.
- حدَّثنا ابن حميدٍ قالَ: ثَنَا مِهْرانُ، عنْ سُفْيَانَ، عن الضَّحَّاكِ بنِ مُزَاحِمٍ: {فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا}، قالَ: الطاعَةَ والمعصيَةَ.
وقالَ آخَرُونَ: بلْ معنى ذلكَ أنَّ اللَّهَ عزَّ وجلَّ جَعَلَ فيها ذلكَ.
ذِكْرُ مَنْ قالَ ذَلِكَ:
- حَدَّثَنِي يُونُسُ قَالَ: أَخْبَرَنَا ابنُ وَهْبٍ قالَ: قالَ ابنُ زَيْدٍ في قَوْلِهِ: {فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا}، قالَ: جعَلَ فيها فُجُورَها وتَقْوَاها.
- حَدَّثَنَا ابنُ بَشَّارٍ قالَ: ثَنَا صَفْوَانُ بنُ عيسَى وأبو عاصِمٍ النَّبِيلُ، قَالا: ثَنَا عَزْرَةُ بنُ ثَابِتٍ قالَ: ثَنِي يَحْيَى بنُ عُقَيْلٍ، عنْ يَحْيَى بنِ يَعْمَرَ، عنْ أبي الأَسْوَدِ الدِّيلِيِّ قالَ: قالَ لي عِمْرَانُ بنُ حُصَيْنٍ: أَرَأَيْتَ ما يَعْمَلُ الناسُ فيهِ ويَتَكَادَحُونَ فيهِ، أَشَيْءٌ قُضِيَ عَلَيْهِم ومَضَى عليهم مِنْ قَدَرٍ قدْ سَبَقَ، أوْ فيما يَسْتَقْبِلُونَ مِمَّا أَتَاهم بهِ نَبِيُّهم عليهِ الصلاةُ والسلامُ، وَأُكِّدَتْ عليهم الحُجَّةُ؟
قُلْتُ: بلْ شَيْءٌ قُضِيَ عليهم، قالَ: فهلْ يَكونُ ذلكَ ظُلْماً؟ قالَ: ففَزِعْتُ مِنهُ فَزَعاً شديداً. قالَ: قُلْتُ لهُ: ليسَ شيءٌ إِلاَّ وهوَ خَلْقُهُ، ومِلْكُ يَدِهِ، لا يُسْأَلُ عمَّا يَفْعَلُ وهم يُسْأَلُونَ. قالَ: سَدَّدَكَ اللَّهُ، إنَّما سَأَلْتُكَ -قال أبو جعفرٍ الطبريُّ أَظُنُّهُ قال- لأَخْبُرَ عقْلَكَ. إنَّ رَجُلاً مِنْ مُزَيْنَةَ أوْ جُهَيْنَةَ أتى النبيَّ [صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ] فقالَ: يا رسولَ اللَّهِ، أرَأَيْتَ ما يَعْمَلُ الناسُ فيهِ ويَتَكَادَحُونَ: أَشَيْءٌ قُضِيَ عليهم ومضَى عليهم مِنْ قَدَرٍ سَبَقَ، أوْ فيما يَسْتَقْبِلُونَ مِمَّا أَتَاهُم بِهِ نَبِيُّهم وأُكِّدَتْ بهِ عليهم الحُجَّةُ؟ قالَ:
«في شَيْءٍ قَدْ قُضِيَ عَلَيْهِمْ»، قالَ: فَفِيمَ نَعْمَلُ؟ قالَ: «مَنْ كَانَ اللَّهُ خَلَقَهُ لإِحْدَى الْمَنْزِلَتَيْنِ يُهَيِّئُهُ لَهَا، وَتَصْدِيقُ ذَلِكَ فِي كِتَابِ اللَّهِ: {وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا}»). [جامع البيان: 24/ 440-442]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم قال: ثنا آدم، قال: ثنا حماد بن سلمة، قال: نا حنظلة بن أبي حمزة، عن سعيد بن جبير: {فألهمها فجورها وتقواها}؛ قال: ألزمها الفجور والتقوى). [تفسير مجاهد: 2/ 763]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم قال: نا آدم قال: نا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قال: عرفها الشقاء والسعادة). [تفسير مجاهد: 2/ 763]
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (أخبرنا عبد الرّحمن بن الحسن القاضي، ثنا إبراهيم بن الحسين، ثنا آدم بن أبي إياسٍ، ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، عن ابن عبّاسٍ رضي اللّه عنهما، في قوله عزّ وجلّ: {والشّمس وضحاها}؛ قال: «ضوءها»، {والقمر إذا تلاها}؛ «تبعها» {والنّهار إذا جلّاها}؛ قال: «أضاءها» {والسّماء وما بناها}؛ قال: «اللّه بنى السّماء» {والأرض وما طحاها}؛ قال: «دحاها» قال: {ونفسٍ وما سوّاها (7) فألهمها فجورها وتقواها}؛ قال: «عرف شقاءها وسعادتها»). [المستدرك: 2/ 571] (م)
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (حدّثنا عليّ بن عيسى، ثنا إبراهيم بن أبي طالبٍ، ثنا ابن أبي عمر، ثنا سفيان، عن حنظلة، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ [رضي اللّه عنهما]، في قوله عزّ وجلّ: {فألهمها فجورها وتقواها}؛ قال: «ألزمها فجورها وتقواها» هذا حديثٌ صحيح الإسناد ولم يخرّجاه "). [المستدرك: 2/ 571]
قال عليُّ بنُ أبي بكرٍ بن سُليمَان الهَيْثَميُّ (ت: 807هـ) : (عن ابنِ عبَّاسٍ قالَ: كانَ النبيُّ [صَلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ] إذَا تلاَ هذه الآيةَ: {وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا (7) فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا} وَقَفَ ثم قالَ:
«اللَّهُمَّ آتِ نَفْسِي تَقْوَاهَا أَنْتَ وَلِيُّهَا وَخَيْرُ مَنْ زَكَّاهَا».
رَوَاه الطبرانيُّ، وإسنادُه حَسَنٌ). [مجمع الزوائد: 7 / 138]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (أَخْرَجَ الحاكمُ وصَحَّحَه، عن ابنِ عبَّاسٍ في قَوْلِهِ: {وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا}؛ قالَ: ضَوْءُها، {وَالْقَمَرِ إِذَا تَلاَهَا}؛ قالَ: تَبِعَهَا، {وَالنَّهَارِ إِذَا جَلاَّهَا}؛ قالَ: أَضَاءَهَا، {وَالسَّمَاءِ وَمَا بَنَاهَا}؛ قالَ: اللَّهُ بَنَى السماءَ، {وَالأَرْضِ وَمَا طَحَاهَا}؛ قالَ: دَحَاهَا، {فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا}؛ قالَ: عَرَّفَها شَقَاءَها وسعادَتَها). [الدر المنثور: 15/ 455] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ ابنُ جَرِيرٍ عنِ ابنِ عبَّاسٍ: {وَالْقَمَرِ إِذَا تَلاَهَا}؛ قالَ: يَتْلُو النهارَ، {وَالأَرْضِ وَمَا طَحَاهَا}؛ يقولُ: وما خَلَقَ فيها، {فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا}؛ قالَ: عَلَّمَهَا الطاعةَ والمعصيةَ). [الدر المنثور: 15/ 455]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ ابنُ جَرِيرٍ وابنُ المُنْذِرِ وابنُ أبي حَاتِمٍ، عن ابنِ عبَّاسٍ: {وَالأَرْضِ وَمَا طَحَاهَا}؛ يقولُ: قَسَمَها، {فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا}؛ قالَ: بَيَّنَ الخيرَ والشرَّ). [الدر المنثور: 15/ 456]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ الحاكمُ وصَحَّحَهُ مِن طريقِ سعيدِ بنِ جُبَيْرٍ، عن ابنِ عبَّاسٍ: {فَأَلْهَمَهَا}؛ قالَ: أَلْزَمَها {فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا} ). [الدر المنثور: 15/ 456]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ ابنُ المُنْذِرِ والطَبَرَانِيُّ وابنُ مَرْدُويَهْ، عن ابنِ عبَّاسٍ، قالَ: كانَ رسولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إذا تَلاَ هذه الآيةَ: {وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا (7) فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا}؛ وَقَفَ، ثُمَّ قالَ:
«اللَّهُمَّ، آتِ نَفْسِي تَقْوَاهَا، أَنْتَ وَلِيُّهَا وَمَوْلاَهَا وَخَيْرُ مَنْ زَكَّاهَا» ). [الدر المنثور: 15/ 457] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ ابنُ أبي حَاتِمٍ وابنُ مَرْدُويَهْ، عن أبي هريرةَ، سَمِعْتُ النبيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقْرَأُ: {فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا}؛ قالَ:
«اللَّهُمَّ آتِ نَفْسِي تَقْوَاهَا، وَزَكِّهَا أَنْتَ خَيْرُ مَنْ زَكَّاهَا، أَنْتَ وَلِيُّهَا وَمَوْلاَهَا». قالَ: وهو في الصلاةِ). [الدر المنثور: 15/ 457]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ ابنُ أبي شَيْبَةَ وأحمدُ ومُسْلِمٌ والنَّسائِيُّ، عن زيدِ بنِ أَرْقَمَ، قالَ: كانَ رسولُ اللَّهِ [صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ] يَقُولُ:
«اللَّهُمَّ آتِ نَفْسِي تَقْوَاهَا، وَزَكِّهَا أَنْتَ خَيْرُ مَنْ زَكَّاهَا، أَنْتَ وَلِيُّهَا» ). [الدر المنثور: 15/ 457]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ الفِرْيَابِيُّ وعبدُ بنُ حُمَيْدٍ وابنُ جَرِيرٍ وابنُ المُنْذِرِ وابنُ أبي حَاتِمٍ، عن مُجَاهِدٍ: {وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا}؛ قالَ: ضَوْءُها، {وَالْقَمَرِ إِذَا تَلاَهَا}؛ قالَ: تَبِعَها، {وَالنَّهَارِ إِذَا جَلاَّهَا}؛ قالَ: أَضَاءَ، {وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا}؛ قالَ: يَغْشَاهَا الليلُ، {وَالسَّمَاءِ وَمَا بَنَاهَا}؛ قالَ: اللَّهُ بَنَى السماءَ والأرضَ، {وَمَا طَحَاهَا}؛ قالَ: دَحَاهَا، {فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا}؛ قالَ: عَرَّفَهَا شَقَاءَهَا). [الدر المنثور: 15 / 457-458] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ عبدُ بنُ حُمَيْدٍ وابنُ جَرِيرٍ وابنُ المُنْذِرِ وابنُ أبي حَاتِمٍ، عن قَتَادَةَ: {وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا}؛ قالَ: هو النهارُ، {وَالْقَمَرِ إِذَا تَلاَهَا}؛ قالَ: يَتْلُوها صَبِيحَةَ الهلالِ، فإذَا سَقَطَتْ رُئِيَ عندَ سُقُوطِها، {وَالنَّهَارِ إِذَا جَلاَّهَا}؛ قالَ: إِذَا غَشِيَها النهارُ، {وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا}؛ قالَ: إِذَا غَشِيَهَا الليلُ، {وَالسَّمَاءِ وَمَا بَنَاهَا}؛ قالَ: وَمَا خَلَقَهَا، {وَالأَرْضِ وَمَا طَحَاهَا}؛ قالَ: بَسَطَهَا، {فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا}؛ قالَ: قد بَيَّنَ لها الفُجُورَ من التقوَى). [الدر المنثور: 15/ 458] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ عبدُ بنُ حُمَيْدٍ وابنُ المُنْذِرِ وابنُ أبي حَاتِمٍ، عن سعيدِ بنِ جُبَيْرٍ: {فَأَلْهَمَهَا}؛ قالَ: أَلْزَمَها {فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا} ). [الدر المنثور: 15/ 460]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ عبدُ الرَّزَّاقِ وعبدُ بنُ حُمَيْدٍ وابنُ أبي حَاتِمٍ، عن الضَّحَّاكِ: {فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا}؛ قالَ: الطاعةَ والمعصيةَ). [الدر المنثور: 15/ 460]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ عبدُ بنُ حُمَيْدٍ وابنُ المُنْذِرِ عن أبي حازِمٍ: {فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا}؛ قالَ: الفاجِرَةُ أَلْهَمَهَا الفُجُورَ، والتَّقِيَّةُ أَلْهَمَهَا التَّقْوَى). [الدر المنثور: 15/ 460]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ ابنُ مَرْدُويَهْ عن ابنِ عباسٍ في قَوْلِهِ: {فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا}؛ يقولُ: بَيَّنَ للعِبادِ الرُّشْدَ مِن الغَيِّ، وأَلْهَمَ كُلَّ نَفْسٍ ما خَلَقَهَا له وكَتَبَ عليها). [الدر المنثور: 15/ 460]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرَجَ الدَّيْلَمِيُّ عن أَنَسٍ رَفَعَهُ (({فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا}؛ قال: أَلْزَمَهَا)) ). [الدر المنثور: 15/ 460]

تفسير قوله تعالى: {قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا (9)}
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر، عن قتادة، في قوله تعالى: {قد أفلح من زكاها}؛ قال: قد أفلح من زكى نفسه بعمل صالح {وقد خاب من دساها}؛ قال: أثمها وأفجرها). [تفسير عبد الرزاق: 2/ 376]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (قال أبو جعفرٍ رحمه اللهُ وَقولُهُ: {قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا}، يقولُ: قَدْ أَفْلَحَ مَنْ نمَّى اللَّهُ نَفْسَهُ، فَكَثَّرَها بتَطْهِيرِهَا مِن الكُفْرِ والمعاصِي، وأصَلَحَها بالصالِحَاتِ مِن الأعمالِ.
وبنحوِ الذي قُلْنَا في ذلكَ قالَ أهلُ التأويلِ.
ذِكْرُ مَنْ قالَ ذَلِكَ:
- حَدَّثَنِي عَلِيٌّ قالَ: ثَنَا أبو صالِحٍ قالَ: ثَنِي مُعَاوِيَةُ، عنْ عليٍّ، عن ابنِ عبَّاسٍ قوله: {قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا}، يقولُ: قدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّى اللَّهُ نَفْسَهُ.
- حَدَّثَنَا ابنُ حُمَيْدٍ قالَ: ثَنَا مِهْرانُ، عنْ سُفْيَانَ، عنْ خَصِيفٍ، عنْ مُجَاهِدٍ وسعيدِ بنِ جُبَيْرٍ وعِكْرِمَةَ: {قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا}، قالُوا: مَنْ أَصْلَحَها.
- حَدَّثَنَا أبو كُرَيْبٍ قالَ: ثَنَا وَكِيعٌ، عنْ سُفْيَانَ، عنْ خَصِيفٍ، عنْ مُجَاهِدٍ وسعيدِ بنِ جُبَيْرٍ، ولمْ يَذْكُرْ عِكْرِمَةَ.
- حَدَّثَنَا بِشْرٌ قالَ: ثَنَا يَزِيدُ قالَ: ثَنَا سَعِيدٌ، عنْ قَتَادَةَ: {قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا}، مَنْ عَمِلَ خَيْراً زَكَّاها بطاعَةِ اللَّهِ.
- حَدَّثَنَا ابنُ عَبْدِ الأَعْلَى قالَ: ثَنَا ابنُ ثَوْرٍ، عنْ مَعْمَرٍ، عنْ قَتَادَةَ: {قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا}، قالَ: قدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّى نفسَهُ بعَمَلٍ صالحٍ.
- حَدَّثَنِي يُونُسُ قَالَ: أَخْبَرَنَا ابنُ وَهْبٍ قالَ: قالَ ابنُ زَيْدٍ في قَوْلِهِ: {قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا}، يقولُ: قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّى اللَّهُ نفسَهُ.
وهذا هوَ مَوْضِعُ القَسَمِ، كما حَدَّثَنَا بِشْرٌ قالَ: ثَنَا يَزِيدُ قالَ: ثَنَا سَعِيدٌ، عنْ قَتَادَةَ قالَ: قدْ وَقَعَ القَسَمُ هاهُنا: {قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا}، وقدْ ذَكَرْتُ ما يقولُ أهلُ العربيَّةِ في ذلكَ فيما مضَى مِنْ نظائِرِهِ قبْلُ). [جامع البيان: 24/ 443-444]
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (أخبرنا عبد الرّحمن بن الحسن القاضي، ثنا إبراهيم بن الحسين، ثنا آدم بن أبي إياسٍ، ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، عن ابن عبّاسٍ رضي اللّه عنهما، في قوله عزّ وجلّ: {والشّمس وضحاها}؛ قال: «ضوءها»، {والقمر إذا تلاها}؛ «تبعها»، {والنّهار إذا جلّاها}؛ قال: «أضاءها»، {والسّماء وما بناها}؛ قال: «اللّه بنى السّماء»، {والأرض وما طحاها}؛ قال: «دحاها»، قال: {ونفسٍ وما سوّاها (7) فألهمها فجورها وتقواها}؛ قال: «عرف شقاءها وسعادتها»، {قد أفلح من زكّاها وقد خاب من دسّاها}؛ قال: «أغواها»، هذا حديثٌ صحيحٌ على شرط الشّيخين ولم يخرّجاه "). [المستدرك: 2/ 571]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ الفِرْيَابِيُّ وعبدُ بنُ حُمَيْدٍ وابنُ جَرِيرٍ وابنُ المُنْذِرِ وابنُ أبي حَاتِمٍ، عن مُجَاهِدٍ: {وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا}؛ قالَ: ضَوْءُها، {وَالْقَمَرِ إِذَا تَلاَهَا}؛ قالَ: تَبِعَها، {وَالنَّهَارِ إِذَا جَلاَّهَا}؛ قالَ: أَضَاءَ، {وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا}؛ قالَ: يَغْشَاهَا الليلُ، {وَالسَّمَاءِ وَمَا بَنَاهَا}؛ قالَ: اللَّهُ بَنَى السماءَ والأرضَ، {وَمَا طَحَاهَا}؛ قالَ: دَحَاهَا، {فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا}؛ قالَ: عَرَّفَهَا شَقَاءَهَا، {قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا}؛ قالَ: أَصْلَحَهَا). [الدر المنثور: 15/ 457-458] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ عبدُ بنُ حُمَيْدٍ وابنُ جَرِيرٍ وابنُ المُنْذِرِ وابنُ أبي حَاتِمٍ، عن قَتَادَةَ: {وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا}؛ قالَ: هو النهارُ، {وَالْقَمَرِ إِذَا تَلاَهَا}؛ قالَ: يَتْلُوها صَبِيحَةَ الهلالِ، فإذَا سَقَطَتْ رُئِيَ عندَ سُقُوطِها، {وَالنَّهَارِ إِذَا جَلاَّهَا}؛ قالَ: إِذَا غَشِيَها النهارُ، {وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا}؛ قالَ: إِذَا غَشِيَهَا الليلُ، {وَالسَّمَاءِ وَمَا بَنَاهَا}؛ قالَ: وَمَا خَلَقَهَا، {وَالأَرْضِ وَمَا طَحَاهَا}؛ قالَ: بَسَطَهَا، {فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا}؛ قالَ: قد بَيَّنَ لها الفُجُورَ من التقوَى، {قَدْ أَفْلَحَ}؛ قالَ: وَقَعَ القَسَمُ هاهنا، {مَنْ زَكَّاهَا}؛ قالَ: مَنْ عَمِلَ خيراً فزَكَّاهَا بطاعةِ اللَّهِ). [الدر المنثور: 15/ 458] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ عبدُ بنُ حُمَيْدٍ عن الكَلْبِيِّ: {قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا}؛ الآيةَ، قالَ: أَفْلَحَ مَن زَكَّاهُ اللَّهُ, وَخَابَ مَن دَسَّاهُ اللَّهُ). [الدر المنثور: 15/ 460-461]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ عبدُ بنُ حُمَيْدٍ عن الحسَنِ في الآيةِ: قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّى نفسَه وأصْلَحَها، وخابَ مَن أهْلَكَها وأَضَلَّها). [الدر المنثور: 15/ 461]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ عبدُ بنُ حُمَيْدٍ عن الرَّبِيعِ في الآيةِ، يقولُ: أَفْلَحَ مَنْ زَكَّى نفسَه بالعملِ الصالحِ، وخابَ مَن دَسَّ نَفْسَه بالعملِ السيِّئِ). [الدر المنثور: 15/ 461]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ خُشَيْشٌ في الاسْتِقَامَةِ وابنُ جَرِيرٍ وابنُ المُنْذِرِ وابنُ أبي حَاتِمٍ، عن ابنِ عبَّاسٍ في قَوْلِهِ: {قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا}؛ يقولُ: قدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّى اللَّهُ نفسَه). [الدر المنثور: 15/ 461] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ ابنُ أبي حَاتِمٍ وأبو الشيخِ وابنُ مَرْدُويَهْ والدَّيْلَمِيُّ مِن طريقِ جُوَيْبِرٍ، عن الضَّحَّاكِ، عن ابنِ عبَّاسٍ: سَمِعْتُ رسولَ اللَّهِ [صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ] يقولُ في قولِه:{قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا}؛ الآيةَ:
«أَفْلَحَتْ نَفْسٌ زَكَّاهَا اللَّهُ، وَخَابَتْ نَفْسٌ خَيَّبَهَا اللَّهُ مِنْ كُلِّ خَيْرٍ» ). [الدر المنثور: 15/ 461-462]

تفسير قوله تعالى: {وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا (10)}
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر، عن قتادة، في قوله تعالى: {قد أفلح من زكاها}؛ قال: قد أفلح من زكى نفسه بعمل صالح {وقد خاب من دساها}؛ قال: أثمها وأفجرها). [تفسير عبد الرزاق: 2/ 376] (م)
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : {دَسَّاهَا}: أَغْواهَا). [متن فتح الباري: 8/ 704]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (قولُهُ: وقَالَ مُجَاهِدٌ: {ضُحَاهَا}: ضَوْءُها، {إذا تَلاها}: تَبِعَها، و {طَحَاها}؛ دَحَاهَا، و{دَسَّاها}؛ أَغوَاها، ثَبَتَ هَذَا كلُّهُ للنَّسَفِيِّ وحدَهُ. وقد تَقَدَّمَ لهم في بَدْءِ الخَلقِ مُفرَّقًا إلا قولَهُ: {دَسَّاها}، فأَخرَجَهُ الطَّبَرِيُّ من طَرِيقِ ابنِ أَبِي نَجِيحٍ عن مُجَاهِدٍ بهذا.
- وقد أَخْرَجَ الحَاكِمُ من طَرِيقِ حُصينٍ عن مُجَاهِدٍ عنِ ابنِ عَبَّاسٍ جميعَ ذلكَ). [فتح الباري: 8/ 705] (م)
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : ( (وَقَالَ مُجَاهِدٌ: {ضُحَاهَا}: ضَوْءُها، {إذَا تَلاَهَا}: تَبِعَهَا، وَ{طَحَاهَا}: دَحَاهَا، {دَسَّاهَا}: أغْوَاهَا)
أَيْ قَالَ مُجَاهِدٌ فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: {والشَّمْسِ وَضُحَاهَا}؛ أَيْ ضَوْئِهَا يَعْنِي إِذَا أَشْرَقَتْ وَقَامَ سُلْطَانُهَا وَلِذَلِكَ قِيلَ: وَقْتُ الضُّحَى، وَكَانَ وَجْهُهُ شَمْسَ الضُّحَى، وَقِيلَ: الضَّحْوَةُ ارْتِفَاعُ النَّهَارِ، وَالضُّحَى فَوْقَ ذَلِكَ. وَعَنْ قَتَادَةَ: هُوَ النَّهَارُ كُلُّهُ. وَقَالَ مُقَاتِلٌ: حَرُّهَا). [عمدة القاري: 19/ 293] (م)

- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (قَوْلُهُ: {دَسَّاهَا}؛ أَغْوَاهَا؛ أَيْ قَالَ مُجَاهِدٌ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا} أَيْ: أَغْوَاهَا أَيْ: خَسِرَتْ نَفْسٌ دَسَّاهَا اللهُ، فَأَخْمَلَهَا وَخَذَلَهَا وَوَضَعَ مِنْهَا وَأَخْفَى مَحَلَّهَا حَتَّى عَمِلَتْ بِالْفُجُورِ وَرَكِبَتِ الْمَعَاصِي، وَهَذَا كُلُّهُ ثَبَتَ لِلنَّسَفِيِّ وَحْدَهُ). [عمدة القاري: 19/ 293]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( {دَسَّاهَا} أي: أَغْوَاهَا وأصْلُهُ دَسَّسَهَا فَكَثُرَ الأمْثَالُ فَأُبْدِلَ من ثَالِثِهَا حرفُ عِلَّةٍ). [إرشاد الساري: 7/ 419]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقولُهُ: {وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا}، يقولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: وقدْ خابَ في طِلْبَتِهِ، فَلَمْ يُدْرِكْ ما طَلَبَ والْتَمَسَ لنفسِهِ مِن الصلاحِ.: {مَنْ دَسَّاهَا}، يعني: مَنْ دَسَّسَ اللَّهُ نَفْسَهُ فأَحْمَلَها، ووَضَعَ مِنها، بِخِذْلانِهِ إيَّاها عن الهُدَى حتَّى رَكِبَ المعاصِيَ، وتَرَكَ طَاعَةَ اللَّهِ.
وقيلَ: {دَسَّاها}؛ وهيَ دَسَّسَها، فقُلِبَتْ إحدَى سِينَاتِها ياءً، كما قالَ العَجَّاجُ:
تَقَضِّيَ الْبَازِي إذَا البَازِي كَسَرْ
يُرِيدُ: تَقَضُّضَ.
وتَظَنَّيْتُ هذا الأمْرَ، بمعنى: تَظَنَّنْتُ. والعرَبُ تَفْعَلُ ذلكَ كثيراً، فَتُبْدِلُ في الحرفِ المُشدَّدِ بعضَ حُرُوفِهِ أحياناً ياءً، وأحيانًاواواًً. ومِنهُ قوْلُ الآخَرِ:
يَذْهَبُ بِي فِي الشِّعْرِ كُلَّ فَنِّ ....... حَتَّـى يَرُدَّ عَـنِّـي التَّظَنِّي
يُرِيدُ: التَّظَنُّنَ.
وبنحوِ الذي قُلْنَا في ذلكَ قالَ أهلُ التأويلِ.
ذِكْرُ مَنْ قالَ ذَلِكَ:
- حَدَّثَنِي عليٌّ قالَ: ثَنَا أبو صالِحٍ قالَ: ثَنِي مُعَاوِيَةُ، عنْ عليٍّ، عن ابنِ عبَّاسٍ: {وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا}، يقولُ: وقدْ خابَ مَنْ دَسَّى اللَّهُ نَفْسَهُ فَأَضَلَّهُ.
- حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بنُ سَعْدٍ قالَ: ثَنِي أَبِي قَالَ: ثَنِي عَمِّي قَالَ: ثَنِي أَبِي، عنْ أَبِيهِ، عن ابنِ عَبَّاسٍ: {وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا}؛ يعني: تَكْذِيبَها.
- حَدَّثَنَا أبو كُرَيْبٍ قالَ: ثَنَا وَكِيعٌ، عنْ سُفْيَانَ، عنْ خَصِيفٍ، عنْ مُجَاهِدٍ وسعيدِ بنِ جُبَيْرٍ: {وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا}، قالَ أحَدُهُمَا: أغْوَاها، وقالَ الآخَرُ: أضَلَّها.
- حَدَّثَنَا ابنُ حُمَيْدٍ قالَ: ثَنَا مِهْرانُ، عنْ سُفْيَانَ، عنْ خَصِيفٍ، عنْ مُجَاهِدٍ: {وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا}، قالَ: أَضَلَّها، وقالَ سعيدٌ: مَنْ أَغْوَاها.
- حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بنُ عَمْرٍو قالَ: ثَنَا أبو عاصِمٍ قالَ: ثَنَا عيسَى. وحَدَّثَنِي الحارِثُ قالَ: ثَنَا الحَسَنُ قالَ: ثَنَا وَرْقَاءُ، جَمِيعاً عن ابنِ أَبِي نَجِيحٍ، عنْ مُجَاهِدٍ: قولُهُ: {مَنْ دَسَّاهَا}، قالَ: مَن أَغْوَاهَا.
- حَدَّثَنَا بِشْرٌ قالَ: ثَنَا يَزِيدُ قالَ: ثَنَا سَعِيدٌ، عنْ قَتَادَةَ: {وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا}، قالَ: أَثَّمَهَا وأَفْجَرَهَا.
- حَدَّثَنَا ابنُ عَبْدِ الأَعْلَى قالَ: ثَنَا ابنُ ثَوْرٍ، عنْ مَعْمَرٍ، عنْ قَتَادَةَ، مِثْلَهُ.
- حَدَّثَنِي يُونُسُ قَالَ: أَخْبَرَنَا ابنُ وَهْبٍ قالَ: قالَ ابنُ زَيْدٍ في قَوْلِهِ: {وَقَدْ خَاب مَنْ دَسَّاهَا }، يقولُ: وقدْ خَابَ مَنْ دَسَّى اللَّهُ نَفْسَهُ). [جامع البيان: 24/ 444-446]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (ثنا إبراهيم قال: ثنا آدم، قال: ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد: {وقد خاب من دساها}؛ يعني خاب من أغواه الله عز وجل). [تفسير مجاهد: 2/ 763-764]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (أَخْرَجَ الحاكمُ وصَحَّحَه، عن ابنِ عبَّاسٍ في قَوْلِهِ: {وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا}؛ قالَ: ضَوْءُها، {وَالْقَمَرِ إِذَا تَلاَهَا}؛ قالَ: تَبِعَهَا، {وَالنَّهَارِ إِذَا جَلاَّهَا}؛ قالَ: أَضَاءَهَا، {وَالسَّمَاءِ وَمَا بَنَاهَا}؛ قالَ: اللَّهُ بَنَى السماءَ، {وَالأَرْضِ وَمَا طَحَاهَا}؛ قالَ: دَحَاهَا، {فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا}؛ قالَ: عَرَّفَها شَقَاءَها وسعادَتَها، {وَقَدْ خَاب مَنْ دَسَّاهَا}؛ قالَ: أَغْوَاهَا). [الدر المنثور: 15/ 455]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ الفِرْيَابِيُّ وعبدُ بنُ حُمَيْدٍ وابنُ جَرِيرٍ وابنُ المُنْذِرِ وابنُ أبي حَاتِمٍ، عن مُجَاهِدٍ: {وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا}؛ قالَ: ضَوْءُها، {وَالْقَمَرِ إِذَا تَلاَهَا}؛ قالَ: تَبِعَها، {وَالنَّهَارِ إِذَا جَلاَّهَا}؛ قالَ: أَضَاءَ، {وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا}؛ قالَ: يَغْشَاهَا الليلُ، {وَالسَّمَاءِ وَمَا بَنَاهَا}؛ قالَ: اللَّهُ بَنَى السماءَ والأرضَ، {وَمَا طَحَاهَا}؛ قالَ: دَحَاهَا، {فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا}؛ قالَ: عَرَّفَهَا شَقَاءَهَا، {قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا}؛ قالَ: أَصْلَحَهَا، {وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا}؛ قالَ: أَغْوَاهَا). [الدر المنثور: 15/ 457-458] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ عبدُ بنُ حُمَيْدٍ وابنُ جَرِيرٍ وابنُ المُنْذِرِ وابنُ أبي حَاتِمٍ، عن قَتَادَةَ: {وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا}؛ قالَ: هو النهارُ، {وَالْقَمَرِ إِذَا تَلاَهَا}؛ قالَ: يَتْلُوها صَبِيحَةَ الهلالِ، فإذَا سَقَطَتْ رُئِيَ عندَ سُقُوطِها، {وَالنَّهَارِ إِذَا جَلاَّهَا}؛ قالَ: إِذَا غَشِيَها النهارُ، {وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا}؛ قالَ: إِذَا غَشِيَهَا الليلُ، {وَالسَّمَاءِ وَمَا بَنَاهَا}؛ قالَ: وَمَا خَلَقَهَا، {وَالأَرْضِ وَمَا طَحَاهَا}؛ قالَ: بَسَطَهَا، {فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا}؛ قالَ: قد بَيَّنَ لها الفُجُورَ من التقوَى، {قَدْ أَفْلَحَ}؛ قالَ: وَقَعَ القَسَمُ هاهنا، {مَنْ زَكَّاهَا}؛ قالَ: مَنْ عَمِلَ خيراً فزَكَّاهَا بطاعةِ اللَّهِ، {وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا}؛ قالَ: مَن أَثَّمَهَا وأَفْجَرَها). [الدر المنثور: 15/ 458-459] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ عبدُ بنُ حُمَيْدٍ عن الكَلْبِيِّ: {قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا} الآيةَ، قالَ: أَفْلَحَ مَن زَكَّاهُ اللَّهُ, وَخَابَ مَن دَسَّاهُ اللَّهُ). [الدر المنثور: 15/ 460-461] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ عبدُ بنُ حُمَيْدٍ عن الحسَنِ في الآيةِ: قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّى نفسَه وأصْلَحَها، وخابَ مَن أهْلَكَها وأَضَلَّها). [الدر المنثور: 15/ 461] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ عبدُ بنُ حُمَيْدٍ عن الرَّبِيعِ في الآيةِ، يقولُ: أَفْلَحَ مَنْ زَكَّى نفسَه بالعملِ الصالحِ، وخابَ مَن دَسَّ نَفْسَه بالعملِ السيِّئِ). [الدر المنثور: 15 / 461] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ ابنُ أبي حَاتِمٍ عن عِكْرِمَةَ: {مَنْ دَسَّاهَا}؛ قالَ: مَن خَسَّرَها). [الدر المنثور: 15/ 461]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ خُشَيْشٌ في الاسْتِقَامَةِ وابنُ جَرِيرٍ وابنُ المُنْذِرِ وابنُ أبي حَاتِمٍ، عن ابنِ عبَّاسٍ في قَوْلِهِ: {قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا}؛ يقولُ: قدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّى اللَّهُ نفسَه، {وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا}؛ يقولُ: قدْ خَابَ مَن دَسَّ اللَّهُ نفسَه فأَضَلَّه). [الدر المنثور: 15/ 461] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ ابنُ جَرِيرٍ وابنُ أبي حَاتِمٍ، عن ابنِ عبَّاسٍ: {وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا}؛ يعني: مَكَرَ بِهَا). [الدر المنثور: 15/ 461]

إشراق المطيري 24 جمادى الآخرة 1434هـ/4-05-2013م 02:54 PM

التفسير اللغوي

تفسير قوله تعالى: {وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا (1)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله عز وجل: {والشّمس وضحاها...}؛ ضحاها: نهارها، وكذلك قوله: {والضّحى}؛ هو النهار بكسر الضحى: من ضحاها، وكل الآيات التي تشاكلها، وإن كان أصل بعضها بالواو. من ذلك: تلاها، وطحاها، ودحاها لما ابتدئت السورة بحروف الياء والكسر اتّبعها ما هو من الواو، ولو كان الابتداء للواو لجاز فتح ذلك كله. وكان حمزة يفتح ما كان من الواو، ويكسر ما كان من الياء، وذلك من قلة البصر بمجاري كلام العرب، فإذا انفرد جنس الواو فتحته، وإذا انفرد جنس الياء، فأنت فيه بالخيار إن فتحت وإن كسرت فصواب). [معاني القرآن: 3/ 266]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({ضحاها}: نهارها كلّه). [تفسير غريب القرآن: 529]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (قوله عزّ وجلّ: {والشّمس وضحاها (1)} هذا قسم، وجوابه: {قد أفلح من زكّاها}، ومعناه لقد أفلح، ولكن اللام حذفت لأن الكلام طال فصار طوله عوضا منها.
ومعنى {وضحاها}؛ وضيائها. وقيل: {ضحاها}؛ النهار.
- وقرأ الأعمش وأصحابه: {ضحاها} و{تلاها} و{طحاها} بالفتح، وقرأوا باقي السّورة بالكسر.
- وقرأ الكسائي: السورة كلها بالإمالة.
- وقرأها أبو عمرو بن العلاء بين اللفظين.
وهذا الذي يسميه الناس الكسر ليس بكسر صحيح، يسميه الخليل وأبو عمرو الإمالة، وإنما كسر من هذه الحروف ما كان منها من ذوات الياء ليدلوا على أن الشيء من ذوات الياء.
ومن فتح {ضحاها} و{تلاها} و{طحاها} فلأنه من ذوات الواو، ومن كسر فلأن ذوات الواو كلها إذا رد الشيء إلى ما لم يسم فاعله انتقل إلى الياء، تقول قد تلي ودحي وطحي). [معاني القرآن: 5/ 331]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({وَضُحَاهَا} معناه ونهارها). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 303]

تفسير قوله تعالى: {وَالْقَمَرِ إِذَا تَلَاهَا (2)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (قوله عز وجل: {والقمر إذا تلاها...} ... أنا أكسر كلاّ، يريد اتبعها يعني اتبع الشمس، ويقال: إذا تلاها فأخذ من ضوئها، وأنت قائل في الكلام: اتبعت قول أبي حنيفة، وأخذت بقول أبي حنيفة، والاتباع والتلوّ سواء). [معاني القرآن: 3/ 266]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({والقمر إذا تلاها}؛ أي تبع الشمس). [تفسير غريب القرآن: 529]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {والقمر إذا تلاها (2)}؛ معناه حين تلاها، وقيل: حين - استدار فكان يتلو الشمس في الضياء والنور). [معاني القرآن: 5/ 331]

تفسير قوله تعالى: {وَالنَّهَارِ إِذَا جَلَّاهَا (3)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله عز وجل: {والنّهار إذا جلاّها...}: جلّى الظلمة، فجاز الكناية عن الظلمة ولم تذكر لأنّ معناها معروف، ألا ترى أنك تقول: أصبحت باردةً، وأمست باردة، وهبت شمالا، فكنى عن مؤنثات لم يجر لهن ذكر؛ لأن معناها معروف). [معاني القرآن: 3/266]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({والنّهار إذا جلّاها}؛ يعني: جلّي الظّلمة، أو الدنيا). [تفسير غريب القرآن: 529]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (ومن الاختصار أن تضمر لغير مذكور...وقال: {وَالنَّهَارِ إِذَا جَلَّاهَا} [الشمس: 3]، يعني: الدنيا أو الأرض). [تأويل مشكل القرآن: 226]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {والنّهار إذا جلّاها (3)} قالوا: معناه إذا جلّى الظلمة، وإن لم يكن في الكلام ذكر الظلمة فالمعنى يدل عليها كما تقول: أصبحت باردة، تريد أصبحت غداتنا باردة. وقيل:{والنّهار إذا جلّاها} إذا بين الشمس لأنها تبين إذا انبسط النهار).[معاني القرآن: 5/ 331-332]

تفسير قوله تعالى: {وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا (4)}

تفسير قوله تعالى: {وَالسَّمَاءِ وَمَا بَنَاهَا (5)}
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ): ({والسّماء وما بناها والأرض وما طحاها}؛ ومن طحاها ومن بناها بسطها يميناً وشمالاً ومن كل جانب). [مجاز القرآن: 2/ 300]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {والسّماء وما بناها (5)}؛ معناه والسماء وبنائها، وكذلك {والأرض وما طحاها} معناه والأرض وطحوها.
وكذلك: {ونفس وما سوّاها (7)}؛ وقيل معنى "ما" ههنا معنى (من) المعنى والسماء والذي بناها.
ويحكى عن أهل الحجاز "سبحان ما سبّحت له" أي سبحان الذي سبحت، ومن سبّحت له.
فأقسم اللّه - عزّ وجلّ - بهذه الأشياء العظام من خلقه لأنها تدل على أنه واحد والذي ليس كمثله شيء). [معاني القرآن: 5/ 332]

تفسير قوله تعالى: {وَالْأَرْضِ وَمَا طَحَاهَا (6)}
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ): ({والسّماء وما بناها والأرض وما طحاها} ومن طحاها ومن بناها بسطها يميناً وشمالاً ومن كل جانب). [مجاز القرآن: 2/ 300](م)
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({طحاها}: بسطها). [غريب القرآن وتفسيره: 430]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({والأرض وما طحاها} أي بسطها. يقال: حيّ طاح، أي كثير متسع). [تفسير غريب القرآن: 529]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (ما ومن ما ومن، أصلهما واحد، فجعلت من للناس، وما لغير الناس. نقول: من مرّ بك من القوم؟ وما مرّ بك من الإبل؟.
وقال أبو عبيدة في قوله تعالى {وَمَا خَلَقَ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى} [الليل: 3]: أي ومن خلق الذّكر والأنثى. وكذلك قوله تعالى: {وَالْأَرْضِ وَمَا طَحَاهَا (6) وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا (7) فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا}هي عنده في هذه المواضع بمعنى «من».
وقال أبو عمرو: هي بمعنى (الذي). قال: وأهل مكة يقولون إذا سمعوا صوت الرعد: سبحان ما سبّحت له.
وقال الفرّاء: هو: وخلقه الذّكر والأنثى، وذكر أنها في قراءة عبد الله والذكر والأنثى). [تأويل مشكل القرآن: 533]
راجع كلام إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): عند تفسير الآية رقم 5.
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({وَمَا طَحَاهَا} أي بسطها). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 303]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({طَحَاهَا}: بسطها). [العمدة في غريب القرآن: 348]

تفسير قوله تعالى: {وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا (7)}
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ): ({ونفسٍ وما سوّاها} قال: {ونفسٍ وما سوّاها} يقول "والّذي سوّاها" فاقسم الله تبارك وتعالى بنفسه وأنه رب النفس التي سوّاها. ووقع القسم على {قد أفلح من زكّاها}). [معاني القرآن: 4/ 50]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (قوله سبحانه: {وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا (7) فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا (8) قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا (9) وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا}. أقسم بالنفس وخلقه لها ثم قال: {فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا}). [تأويل مشكل القرآن: 345](م)
راجع كلام إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): عند تفسير الآية رقم 5.

تفسير قوله تعالى: {فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا (8)}

قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله عز وجل: {فألهمها فجورها وتقواها...}:عرفها سبيل الخير، وسبيل الشر، وهو مثل قوله: {وهديناه النّجدين}). [معاني القرآن: 3/ 266]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({فألهمها فجورها}: أعلمها ذلك). [غريب القرآن وتفسيره: 430]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ):
({فألهمها فجورها وتقواها}: أي عرّفها في الفطرة). [تفسير غريب القرآن: 529]

قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا}: أي: فهّمها أعمال البر وأعمال الفجور، حتى عرف ذلك الجاهل والعاقل، ثم قال: {قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا}). [تأويل مشكل القرآن: 344]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله عزّ وجلّ: {فألهمها فجورها وتقواها (8)} قيل: علمها طريق الفجور وطريق الهدى. والكلام على أن ألهمها التقوى، وفقها للتقوى.
و{ألهمها فجورها}: خذلها، واللّه أعلم). [معاني القرآن: 5/ 332]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({فَأَلْهَمَهَا}: أعلمها). [العمدة في غريب القرآن: 348]

تفسير قوله تعالى: {قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا (9) وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا (10)}

قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله عز وجل: {قد أفلح من زكّاها...} يقول: قد أفلحت نفس زكّاها الله، وقد خابت نفس دسّاها، ويقال: قد أفلح من زكّى نفسه بالطاعة والصدقة، وقد خاب من دسّى نفسه، فأخملها بترك الصدقة والطاعة.
ونرى -والله أعلم- أنّ {دساها} من: دسّست، بدّلت بعض سيناتها ياء، كما قالوا: تظينت من: الظن، وتقضيت يريدون: تقضضت من: تقضّض البازي، وخرجت أتلعّى: ألتمس اللّعاع أرعاه. والعرب تبدل في المشدد الحرف منه بالياء والواو من ذلك ما ذكرنا لك، وسمعت بعض بني عقيل ينشد:
* يشبو بها نشجانه من النشيج *
هذا آخر بيت، يريد: يشب: يظهر، يقال: الخمار الأسود يشب لون البيضاء فجعلها واوا، وقد سمعته في غير ذلك.
ويقال: دويّه وداويّه، ويقال: أما فلان فصالح وأيما، ومن ذلك قولهم: دينار أصله دنّار، يدل على ذلك جمعهم إياه دنانير، ولم يقولوا: ديانير، وديوان كان أصله: دوّان لجمعهم إياه: دواوين، وديباج: ديابيج، وقيراط، قراريط، كأنه كان قرّاط، ونرى أن دسّاها دسسها؛ لأن البخيل يخفى منزله وماله، وأن الآخر يبرز منزله على الأشراف والروابي، لئلا يستتر عن الضيفان، ومن أراده، وكل صواب). [معاني القرآن: 3/ 267]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ): ({خاب من دسّاها}؛ هي من دسست والعرب تقلب حروف المضاعف إلى الياء، قال العجاج:
تقضّى البازي إذا البازي كسر
وإنما هو الفضاض.
و"تظنيت" إنما هو تظننت. و"رجل ملب" وإنما هو من ألببت؛ أي قد أقمت بالمكان، وقد ألب الرجل، قال المضرب بن كعب:
فقلت لها فيئ إليك فإنني ....... حرامٌ وإنـى بعـد ذاك لبيـب
أي مقيم أي مع ذلك). [مجاز القرآن: 2/ 300]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({دساها}:أدخلها، من دسست، قلبت السين ياء كما قالوا تظنيت إنما هو تظننت، ورجل ملب إنما هو من ألبيت). [غريب القرآن وتفسيره: 430]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ):
({قد أفلح من زكّاها}؛ أي من زكي نفسه بعمل البر، واصطناع المعروف). [تفسير غريب القرآن: 530]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({وقد خاب من دسّاها}؛ أي دسّ نفسه -أي أخفاها- بالفجور والمعصية. والأصل من «دسّست»، فقلبت السين ياء. كما قالوا: قصّيت أظفاري، أي قصّصتها). [تفسير غريب القرآن: 530]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا}؛ يريد أفلح من زكى نفسه، أي: أنماها وأعلاها بالطاعة والبرّ والصّدقة واصطناع المعروف. وأصل التزكية: الزّيادة، ومنه يقال: زكا الزرع، يزكوا: إذا كثر ريعه، وزكت النّفقة: إذا بورك فيها، ومنه زكاة الرّجل عن ماله، لأنها تثمّر ماله وتنمّيه. وتزكية القاضي للشّاهد منه، لأنه يرفعه بالتّعديل والذّكر الجميل). [تأويل مشكل القرآن: 345]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا}، أي: نقصها وأخفاها بترك عمل البرّ، وبركوب المعاصي. والفاجر أبدا خفيّ المكان، زمر المروءة، غامض الشّخص، ناكس الرأس. ودسّاها: من دسّست، فقلبت إحدى السيّنات ياء، كما يقال: لبّبت، والأصل لبّيت، و: قصّيت أظفاري، وأصله قصصت. ومثله كثير.
فكأنّ النّطف بارتكاب الفواحش دسّ نفسه وقمعها، ومصطنع المعروف شهر نفسه ورفعها.
وكانت أجواد العرب تنزل الرّبا وأيفاع الأرض، لتشتهر أماكنها للمعتفين، وتوقد النّيران في الليل للطّارقين. وكانت اللئام تنزل الأولاج والأطراف والأهضام: لتخفى أماكنها على الطّالبين. فأولئك أعلوا أنفسهم وزكّوها، وهؤلاء أخفوا أنفسهم ودسوها، قال الشاعر:

وبــــوّأت بـيــتــك فـــــي مـعــلــم ....... رحــيــب الـمـبــاءة والـمـســرح
كفيـت العفـاة طـلاب القـرى ....... ونــبـــح الــكـــلاب لمـسـتـنـبـح
ترى دعس آثار تلك المطيّ ....... أخـــاديـــد كـالـلّــقــم الأفـــيـــح
ولـــو كـنــت فـــي نـفــق زائــــغ ....... لكنت على الشّرك الأوضـح
ومثل هذا كثير). [تأويل مشكل القرآن: 344-345]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {قد أفلح من زكّاها (9)}؛ أي قد أفلحت نفس زكاها اللّه). [معاني القرآن: 5/ 332]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): ({وقد خاب من دسّاها (10)} خابت نفس دسّاها اللّه. ومعنى {دسّاها} جعلها قليلة خسيسة.والأصل دسّسها، ولكن الحروف إذا اجتمعت من لفظ واحد أبدل من أحدها ياء.
قال الشاعر:

تقضّي البازي إذا البازي كسر
قالوا: معناه تقضض.
وقيل: قد أفلح من زكّى نفسه بالعمل الصالح). [معاني القرآن: 5/ 332-333]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({دَسَّاهَا}؛ أي أخفاها بعمل الفجور والمعاصي). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 303]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({دَسَّاهَا}: من دسست). [العمدة في غريب القرآن: 348]

أم سهيلة 28 رجب 1434هـ/6-06-2013م 11:31 PM

التفسير اللغوي المجموع
[ما استخلص من كتب علماء اللغة مما له صلة بهذا الدرس]


تفسير قوله تعالى: {وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا (1) }

قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (واعلم أن قولك: أقسمت لأفعلن وأقسمت لا تفعل بمنزلة قولك: قلت: والله لا تفعل، وقلت: والله لتفعلن.
واعلم أنك إذا أقسمت على فعل ماضٍ، فأدخلت عليه اللام لم تجمع بين اللام والنون؛ لأن الفعل الماضي مبني على الفتح غير متغيرة لامه، وإنما تدخل النون على ما لم يقع كما ذكرت. فلما كانت لا تقع لما يكون في الحال كانت من الماضي أبعد. وذلك قولك: والله لرأيت زيداً يضرب عمراً، فأنكرت ذلك.
وإن وصلت اللام ب قد فجيد بالغ. تقول: والله لقد رأيت زيداً، والله لقد انطلق في حاجتك. وسنفسر الفصل بين الفعل ب قد وبين الفعل إذا لم تدخله.
أما قد فأصلها أن تكون مخاطبة لقوم يتوقعون الخبر. فإذا قلت: قد جاء زيد لم تضع هذا الكلام ابتداء على غير أمرٍ كان بينك وبينه، أو أمرٍ تعلم أنه لا يتوقعه. فإن أدخلت اللام على قد فإنما تدخلها على هذا الوجه.
فأما قولك: والله لكذب زيد كذباً ما أحسب الله يغفره له فإنما تقديره: لقد؛ لأنه الأول إلى آخر القسم على غير محلوف عليه، فكان التقدير: {والليل إذا يغشى}، ثم ترك هذا، وابتدأ {والنهار إذا تجلى}. ولكنه بمنزلة قولك: والله ثم الله لأفعلن، وإنما مثلت لك بثم؛ لأنها ليست من حروف القسم.
واعلم أن القسم قد يؤكد بما يصدق الخبر قبل ذكر المقسم عليه، ثم يذكر ما يقع عليه القسم. فمن ذلك قوله عز وجل: {والسماء ذات البروج * واليوم الموعود * وشاهدٍ ومشهود} ثم ذكر قصة أصحاب الأخدود توكيداً.
وإنما وقع القسم على قوله: {إن بطش ربك لشديدٌ} وقد قال قوم: إنما وقع على {قتل أصحاب الأخدود}، وحذفت اللام لطول الكلام. وليس القول عندنا إلا الأول؛ لأن هذه الاعتراضات توكيد.
فأما قوله: {والشمس وضحاها} فإنما وقع القسم على قوله: {قد أفلح من زكاها} وحذفت اللام لطول القصة، لأن الكلام إذا طال كان الحذف أجمل.
ألا ترى أن النحويين لا يقولون: قام هند، وذهب جاريتك، ويجيزون: حضر القاضي اليوم امرأةٌ يا فتى، فيجيزون الحذف مع طول الكلام؛ لأنهم يرون ما زاد عوضاً مما حذف.
وتقول: وحق الله ثم حقك لأفعلن ثم حقك تحمله على الموضع، كان جائزاً كما قال:
فلسنا بالجبال ولا الحديدا
وعلى هذا قرئ {فأصدق وأكن من الصالحين}؛ لأنه حمله على موضع الفاء). [المقتضب: 2/ 336-337] (م)

تفسير قوله تعالى: {وَالْقَمَرِ إِذَا تَلَاهَا (2) }

قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ القَاسِمُ بنُ سَلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت: 224 هـ) : (حدثنا عباد بن العوام، عن داود بن أبي هند، عن عكرمة، عن ابن عباس في قول الله تعالى: {الذين آتيناهم الكتاب يتلونه حق تلاوته} قال: «يتبعونه حق اتباعه». قال: وقال عكرمة: «ألا ترى أنك تقول: فلان يتلو فلانا، أي يتبعه ؛ {والشمس وضحاها * والقمر إذا تلاها} أي: تبعها».
حدثنا هشيم، عن داود، عن عكرمة في قوله تعالى: {الذين آتيناهم الكتاب يتلونه حق تلاوته} مثل ذلك، ولم يذكره عن ابن عباس.
حدثنا هشيم، قال: أخبرنا عبد الملك، عن قيس بن سعد، عن مجاهد، في هذه الآية مثل ذلك). [فضائل القرآن: 130-131]
قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ القَاسِمُ بنُ سَلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت: 224 هـ) : (في حديث أبي موسى الأشعري إن هذا القرآن كائن لكم أجرا وكائن عليكم وزرا فاتبعوا القرآن ولا يتبعنكم القرآن، فإنه من يتبع القرآن يهبط به على رياض الجنة، ومن يتبعه القرآن يزخ في قفاه حتى يقذف به في نار جهنم.
حدثناه هشيم وابن علية، كلاهما عن زياد بن مخراق، عن أبي إياس، عن أبي كنانة، عن أبي موسى الأشعري.
قوله: اتبعوا القرآن: أي اجعلوه أمامكم ثم اتلوه، كقوله جل وعز: {الذين آتينهم الكتاب يتلونه حق تلاوته}.
حدثنا عباد بن العوام عن داود بن أبي هند عن عكرمة في قوله: «يتلونه حق تلاوته»، قال: يتبعونه حق اتباعه ألا ترى أنك تقول:
فلان يتلو فلانا: {والشمس وضحها * والقمر إذا تلها} ). [غريب الحديث: 5/ 195-196]

تفسير قوله تعالى: {وَالنَّهَارِ إِذَا جَلَّاهَا (3) }

تفسير قوله تعالى: {وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا (4) }

تفسير قوله تعالى: {وَالسَّمَاءِ وَمَا بَنَاهَا (5) }

قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (وما تكون لغير الآدميين؛ نحو ما تركب أركب، وما تصنع أصنع. فإن قلت: ما يأتني آته تريد: الناس لم يصلح.
فإن قيل: فقد قال الله عز وجل: {والسماء وما بناها}. ومعناه: ومن بناها، وكذلك {إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم}.
قيل: قد قيل ذلك. والوجه الذي عليه النحويون غيره، إنما هو والسماء وبنائها، وإلا على أزواجهم أو ملك أيمانهم. فهي مصادر وإن دلت على غيرها ممن يملك. كقولك: هذا ملك يمينك، وهذا الثوب نسج اليمن وهذا الدرهم ضرب الأمير. ولو كان على ما قالوا لكان على وضع النعت في موضع المنعوت لأن ما إنما تكون لذوات غير الآدميين. ولصفات الآدميين. تقول: من عندك? فيقول: زيدٌ. فتقول: ما زيدٌ? فيقول: جوادٌ أو بخيلٌ أو نحو ذلك، فإنما هو لسؤال عن نعت الآدميين. والسؤال عن كل ما يعقل ب من كما قال عز وجل: {أأمنتم من في السماء أن يخسف بكم الأرض}. فـ من لله عز وجل؛ كما قال: {أمن يجيب المضطر إذا دعاه} وهذا في القرآن أكثر. وقال تبارك اسمه: {ومن عنده لا يستكبرون عن عبادته}. يعني الملائكة. وكذلك في الجن في قوله: {فمن يؤمن بربه فلا يخاف بخساً ولا رهقاً} فهذا قولي لك: إنها لما يخاطب ويعقل). [المقتضب: 2/ 51-52]
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (ولو قلت: أي الرجلين هندٌ ضاربها أبوها، لم يكن كلاماً؛ لأن أيّاً ابتداءٌ ولم تأت له بخبر.
فإن قلت: هند ضاربها أبوها في موضع خبره لم يجز؛ لأن الخبر إذا كان غير الابتداء فلا بد من راجع إليه.
ولو قلت: أي من في الدار إن يأتيا نأته، كان جيد. كأنك قلت: أي القوم إن يأتنا نأته؛ لأن من تكون جمعاً على لفظ الواحد وكذلك الاثنان. قال الله عز وجل: {ومنهم من يستمع إليك} وقال: {ومنهم من يستمعون إليك} وقال: {ومنهم من يؤمن به} فحمل على اللفظ. وقال: {بلى من أسلم وجهه لله وهو محسنٌ فله أجره عند ربه ولا خوفٌ عليهم ولا هم يحزنون} فحمل مرة على اللفظ، ومرة على المعنى. وقال الشاعر، فحمل على المعنى:
تعش، فإن عاهدتني لا تخونني ....... نكن مثل من يا ذئب يصطحبان
فهذا مجاز هذه الحروف.
فأما من فإنه لا يعنى بها في خبرٍ ولا استفهام ولا جزاءٍ إلا ما يعقل. لا تقول في جواب من عندك?: فرسٌ ولا متاع، إنما تقول: زيدٌ أو هند. قال الله عز وجل: {فمن كان يرجو لقاء ربه} وقال عز وجل يعني الملائكة: {ومن عنده لا يستكبرون عن عبادته} وقال جل اسمه: {أأمنتم من في السماء أن يخسف بكم الأرض}.
فأما ما فتكون لذوات غير الآدميين، ولنعوت الآدميين. إذا قال: ما عندك? قلت: فرسٌ، أو بعيرٌ، أو متاع أو نحو ذلك. ولا يكون جوابه زيدٌ ولا عمرو. ولكن يجوز أن يقول: ما زيدٌ? فتقول: طويلٌ أو قصير أو عاقل أو جاهل.
فإن جعلت الصفة في موضع الموصوف على العموم جاز أن تقع على ما يعقل.
ومن كلام العرب: سبحان ما سبح الرعد بحمده، وسبحان ما سخركن لنا.
وقال عز وجل: {والسماء وما بناها}؛ فقال قوم: معناه: ومن بناها. وقال آخرون: إنما هو: والسماء وبنائها. كما تقول: بلغني ما صنعت، أي صنيعك؛ لأن ما إذا وصلت بالفعل كانت مصدراً.
وكذلك قوله عز وجل: {إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم} قال قوم: معناه: أو ملك أيمانهم. وقال آخرون: بل هو: أو من.
فأما أي والذي فعامتان، تقعان على كل شيءٍ على ما شرحته لك في أي خاصةً). [المقتضب: 2/ 294-295] (م)
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (وقال بعض المفسرين في قوله عز وجل: {والسماء وما بناها} قال: ومن بناها). [المقتضب: 4/ 185]
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (فمما وقعت ما فيه على الآدميين قول الله: {والذين هم لفروجهم حافظون * إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين}.
وقال قوم: ما وصلتها مصدر، فمعناه: أو ملك أيمانهم، وهذا أقيس في العربية. وقال الله عز وجل: {والسماء وما بناها}، فقال قوم: إنما هو: والسماء وبنائها، وقال قوم: معناه: ومن بناها على ما قيل فيما قبله.
فأما وقوع هذه الأسماء في الجزاء، وفي معنى الذي فبين واضح، نحو: من يأتني آته و{ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها} و{أياً ما تدعوا فله الأسماء الحسنى} فلذلك أخرنا شرحه حتى نذكره في موضعه إن شاء الله). [المقتضب: 4/ 218] (م)

تفسير قوله تعالى: {وَالْأَرْضِ وَمَا طَحَاهَا (6) }

قال محمد بن المستنير البصري (قطرب) (ت:206هـ): (والطاحي: الباسط. يقال: طحاه يطحاه ويطحوه طحوا وطحوا، أي بسطه وطحوته أطحوه: ضربته فصرعته. وقال الله عز وجل: {والأرض وما طحاها}، أي: بسطها. وقالوا: فرس طاح، أي: مشرف. وقالوا في يمين لهم: لا والقمر الطاحي، أي: المرتفع). [الأضداد: 125]
قال عبدُ الملكِ بنُ قُرَيبٍ الأصمعيُّ (ت: 216هـ) : (قوله: «ما يدري ما طحاها»

قال الأصمعي: طحاها: مدها، يعنون الأرض، قال الله عز وجل: {والأرض وما طحاها}. ويقال: «طحا قلبه في كذا وكذا»، وإذا تطاول وتمادى، ومنه قوله علقمة:
طحا بك قلب في الحسان طروب ....... بعيد الشباب عصر حان مشيب
أي تطاول وتمادى في ذلك). [كتاب الأمثال: 142]
قالَ أبو سعيدٍ الحَسَنُ بنُ الحُسَينِ السُّكَّريُّ (ت: 275هـ) : (
وخفض عليك القول واعلم بأنني ....... من الأنس الطاحي الحلول العرمرم
و(الطاحي) المتسع المنتشر.
قال تعالى: {والأرض وما طحاها} وسعها). [شرح أشعار الهذليين: 1/ 266]
قالَ محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بَشَّارٍ الأَنْبَارِيُّ: (ت: 328 هـ): ( ومن حروف الأضداد الطاحي: المنضجع، والطاحي المرتفع، يقال: فرس طاح، إذا كان مشرفا مرتفعا. وفي دعائهم: لا والقمر الطاحي، أي المرتفع. ويقال: طحوت الرجل أطحوه، إذا صرعته.
ويقال: ضربته حتى طحا، أي انصرع.
ويقال: طحوت أطحو وأطحا، إذا بسطت، وقال علقمة بن عبدة:
طحا بك قلب في الحسان طروب ....... بعيد الشباب عصر حان مشيب
أراد ذهب وتباعد.
هذا قول قطرب، وليس الطاحي عندي من الأضداد، لأنه لا يقال: طاح للمنخفض؛ إنما يقال للمنخفض: مطحو ومطحي، قال تعالى: {والأرض وما طحاها}، فمعناه: وما بسطها، فإن ذهب إلى أن الطاحي الخافض، والطاحي المنخفض قياسا على قول العرب: نائم للإنسان النائم، ونائم لليل المنوم فيه؛ كانا ضدين). [كتاب الأضداد: 394]
قالَ محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بَشَّارٍ الأَنْبَارِيُّ: (ت: 328 هـ): (ويقال طحا يطحو طحوًا وطحا يطحو طحوًا وهو من الواو. قال: وقال الأصمعي: طحا بك أي اتسع بك وذهب كل مذهب قال الله عز وجل: {والأرض وما طحاها}؛ وقال غيره: طحا أي: انتشر). [شرح المفضليات: 766]

تفسير قوله تعالى: {وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا (7) }

تفسير قوله تعالى: {فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا (8) }

تفسير قوله تعالى: {قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا (9) }

قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (واعلم أن قولك: أقسمت لأفعلن وأقسمت لا تفعل بمنزلة قولك: قلت: والله لا تفعل، وقلت: والله لتفعلن.
واعلم أنك إذا أقسمت على فعل ماضٍ، فأدخلت عليه اللام لم تجمع بين اللام والنون؛ لأن الفعل الماضي مبني على الفتح غير متغيرة لامه، وإنما تدخل النون على ما لم يقع كما ذكرت. فلما كانت لا تقع لما يكون في الحال كانت من الماضي أبعد. وذلك قولك: والله لرأيت زيداً يضرب عمراً، فأنكرت ذلك.
وإن وصلت اللام ب قد فجيد بالغ. تقول: والله لقد رأيت زيداً، والله لقد انطلق في حاجتك. وسنفسر الفصل بين الفعل ب قد وبين الفعل إذا لم تدخله.
أما قد فأصلها أن تكون مخاطبة لقوم يتوقعون الخبر. فإذا قلت: قد جاء زيد لم تضع هذا الكلام ابتداء على غير أمرٍ كان بينك وبينه، أو أمرٍ تعلم أنه لا يتوقعه. فإن أدخلت اللام على قد فإنما تدخلها على هذا الوجه.
فأما قولك: والله لكذب زيد كذباً ما أحسب الله يغفره له فإنما تقديره: لقد؛ لأنه الأول إلى آخر القسم على غير محلوف عليه، فكان التقدير: {والليل إذا يغشى}، ثم ترك هذا، وابتدأ {والنهار إذا تجلى}. ولكنه بمنزلة قولك: والله ثم الله لأفعلن، وإنما مثلت لك بثم؛ لأنها ليست من حروف القسم.
واعلم أن القسم قد يؤكد بما يصدق الخبر قبل ذكر المقسم عليه، ثم يذكر ما يقع عليه القسم. فمن ذلك قوله عز وجل: {والسماء ذات البروج * واليوم الموعود * وشاهدٍ ومشهود} ثم ذكر قصة أصحاب الأخدود توكيداً.
وإنما وقع القسم على قوله: {إن بطش ربك لشديدٌ} وقد قال قوم: إنما وقع على {قتل أصحاب الأخدود}، وحذفت اللام لطول الكلام. وليس القول عندنا إلا الأول؛ لأن هذه الاعتراضات توكيد.
فأما قوله: {والشمس وضحاها} فإنما وقع القسم على قوله: {قد أفلح من زكاها} وحذفت اللام لطول القصة، لأن الكلام إذا طال كان الحذف أجمل.
ألا ترى أن النحويين لا يقولون: قام هند، وذهب جاريتك، ويجيزون: حضر القاضي اليوم امرأةٌ يا فتى، فيجيزون الحذف مع طول الكلام؛ لأنهم يرون ما زاد عوضاً مما حذف.
وتقول: وحق الله ثم حقك لأفعلن ثم حقك تحمله على الموضع، كان جائزاً كما قال:
فلسنا بالجبال ولا الحديدا
وعلى هذا قرئ {فأصدق وأكن من الصالحين}؛ لأنه حمله على موضع الفاء). [المقتضب: 2/ 336-337] (م)

تفسير قوله تعالى: {وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا (10) }

قال أبو عليًّ إسماعيلُ بنُ القاسمِ القَالِي (ت: 356هـ) : (الكلام على قلب آخر المضاعف إلى الياء
وقال أبو عبيدة: العرب تقلب حروف المضاعف إلى الياء فيقولون: تظنّيت، وإنما هو تظنّنت، قال العجاج:
تقضى البازي إذا البازي كسر
وإنما هو تقضّض من الانقضاض، وقال الأصمعي، هو تفعّل من الانقضاض فقلب إلى الياء كما قالوا سرّيّة من تسرّرت، وقال أبو عبيدة: رجل ملب وإنما هو من ألببت، قال المضرّب بن كعب:
فقلت لها فيئي إليك فإنّني ....... حرامٌ وإنّي بعد ذاك لبيب
بعد ذاك أي مع ذاك، ولبيب: مقيم، وقوله عز وجل: {وقد خاب من دسّاها}؛ إنما هو من دسّست، وقال يعقوب: سمعت أبا عمرو، يقول: لم يتسنّ: لم يتغيّر، وهو من قوله: {من حمإٍ مسنونٍ} [الحجر: 26] فقلت لم يتسنّ من ذوات الياء، ومسنون من ذوات التضعيف، فقال: هو مثل تظنيت، وقال أبو عبيدة: التّصدية: التصفيق، وفعلت منه: صددت، قال الله عز وجل: {إذا قومك منه يصدّون} [الزخرف: 57] أي يعجّون وقال أيضًا: {إلا مكاء وتصّديةً} وقال العتابي: قصيت أظفاري بمعنى قصصتها). [الأمالي: 2/ 171]

أم إسماعيل 3 محرم 1436هـ/26-10-2014م 08:14 PM

تفاسير القرن الثالث الهجري
...

أم إسماعيل 3 محرم 1436هـ/26-10-2014م 08:15 PM

تفاسير القرن الرابع الهجري
...

أم إسماعيل 3 محرم 1436هـ/26-10-2014م 08:15 PM

تفاسير القرن الخامس الهجري
....

أم إسماعيل 3 محرم 1436هـ/26-10-2014م 08:15 PM

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا (1)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (قوله عزّ وجلّ: {والشّمس وضحاها * والقمر إذا تلاها * والنّهار إذا جلّاها * واللّيل إذا يغشاها * والسّماء وما بناها * والأرض وما طحاها * ونفسٍ وما سوّاها * فألهمها فجورها وتقواها * قد أفلح من زكّاها * وقد خاب من دسّاها * كذّبت ثمود بطغواها * إذ انبعث أشقاها * فقال لهم رسول اللّه ناقة اللّه وسقياها * فكذّبوه فعقروها فدمدم عليهم ربّهم بذنبهم فسوّاها * ولا يخاف عقباها}
أقسم اللّه تعالى بالشمس؛ إما على التنبيه منها، وإما على تقدير: وربّ الشمس.
و(الضّحى) بضمّ الضاد والقصر: ارتفاع الضوء وكماله، وبهذا فسّر مجاهدٌ، وقال قتادة: «هو النهار كلّه».
وقال مقاتلٌ:« ضحاها: حرّها، كقوله تعالى في (طه): {ولا تضحى}»
و(الضّحاء) ـ بفتح الضاد والمدّ ـ: ما فوق ذلك إلى الزوال). [المحرر الوجيز: 8/ 627]

تفسير قوله تعالى: {وَالْقَمَرِ إِذَا تَلَاهَا (2)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (والقمر يتلو الشمس من أول الشهر إلى نصفه في الغروب، تغرب هي ثمّ يغرب هو، ويتلوها في النصف الآخر بنحوٍ آخر، وهو أن تغرب هي فيطلع هو.
وقال الحسن بن أبي الحسن: {تلاها}: «تبعها دأبًا في كلّ وقتٍ؛ لأنّه يستضيء منها، فهو يتلوها لذلك».
قال القاضي أبو محمّدٍ: «فهذا اتّباعٌ لا يختصّ بنصفٍ أولٍ من الشهر ولا بآخرٍ». وقاله الفرّاء أيضًا، وقال الزّجّاج وغيره: {تلاها} «معناه: امتلأ واستدار فكان لها تابعًا في المنزلة من الضياء والقدر؛ لأنّه ليس في الكواكب شيءٌ يتلو الشمس في هذا المعنى غير القمر».
قال قتادة: «إنما ذلك ليلة البدر، تغيب هي فيطلع هو»). [المحرر الوجيز: 8/ 627-628]

تفسير قوله تعالى: {وَالنَّهَارِ إِذَا جَلَّاهَا (3)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (و(النّهار) في ظاهر هذه السورة والتي بعدها أنه من طلوع الشمس، وكذلك قال الزّجّاج في كتاب (الأنواء) وغيره، واليوم من طلوع الفجر، ولا يختلف أنّ نهايتهما مغيب الشمس.
والضمير في {جلاّها} يحتمل أن يعود على الشمس، ويحتمل أن يعود على الأرض وعلى الظّلمة، وإن كان لم يجئ لذلك ذكرٌ، فالمعنى يقتضيه. قاله الزّجّاج.
وجلّى معناه: كشف وضوّأ، والفاعل لـ(جلّى) - على هذه التأويلات - النهار، ويحتمل أن يكون الفاعل اللّه تعالى، كأنه قال: والنهار إذا جلّى اللّه الشمس، فأقسم بالنهار في أكمل حالاته). [المحرر الوجيز: 8/ 628]

تفسير قوله تعالى: {وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا (4)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (و(يغشى) معناه: يغطّي، والضمير للشمس على تجوّزٍ في المعنى، أو للأرض). [المحرر الوجيز: 8/ 628]

تفسير قوله تعالى: {وَالسَّمَاءِ وَمَا بَنَاهَا (5)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: {وما بناها} وكلّ ما بعده من نظائره في السورة يحتمل أن تكون (ما) فيه بمعنى (الذي). قاله أبو عبيدة، أي: ومن بناها، وهو قول الحسن ومجاهدٍ؛ لأنّ (ما) تقع عامّةً لمن يعقل ولما لا يعقل، فيجيء القسم بنفسه تعالى، ويحتمل أن تكون (ما) في جميع ذلك مصدريّةً. قاله قتادة، والمبرّد، والزّجّاج، كأنه تعالى قال: والسماء وبنيانها). [المحرر الوجيز: 8/ 628]

تفسير قوله تعالى: {وَالْأَرْضِ وَمَا طَحَاهَا (6)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (و(طحا) بمعنى (دحا)، و(طحا) أيضًا في اللغة بمعنى: ذهب كلّ مذهبٍ، ومنه قول علقمة بن عبدة:
طحا بك قلبٌ في الحسان طروب بعيد الشّباب عصر حان مشيب). [المحرر الوجيز: 8/ 628]

تفسير قوله تعالى: {وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا (7) فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا (8)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (و(النّفس) التي أقسم اللّه بها اسم الجنس، و(تسويتها) إكمال عقلها ونظرها، ولذلك ربط الكلام بقوله تعالى: {فألهمها فجورها}… الآية. فالفاء تعطي أنّ التسوية هي هذا الإلهام.
ومعنى قوله تعالى: {فألهمها فجورها} أي: عرّفها طرق ذلك، وجعل لها قوّةً يصحّ معها اكتساب الفجور واكتساب التقوى). [المحرر الوجيز: 8/ 628-629]

تفسير قوله تعالى: {قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا (9)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (وجواب القسم في قوله تعالى: {قد أفلح} والتقدير: لقد أفلح، والفاعل بـ(زكّى) يحتمل أن يكون هو اللّه تعالى، وقاله ابن عبّاسٍ وغيره، كأنه تعالى قال: قد أفلحت الفرقة أو الطائفة التي زكّاها اللّه تعالى.
و(من) تقع على جمعٍ أو أفرادٍ، ويحتمل أن يكون الفاعل بـ (زكّى) الإنسان، وعليه تقع (من). وقاله الحسن وغيره، كأنّه تعالى قال: قد أفلح من زكّى نفسه، أي: اكتسب الزكاة التي قد خلقها اللّه تعالى له.
و{زكّاها} معناه: طهّرها ونمّاها بالخيرات). [المحرر الوجيز: 8/ 629]

تفسير قوله تعالى: {وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا (10)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (و{دسّاها} معناه: أخفاها وحقّرها، أي: حقّر قدرها بالمعاصي والبخل بما يحبّ، يقال: دسا يدسو ودسًّا - بشدّ السين - يدسّي، وأصله دسّس، ومنه قول الشاعر:
ودسّست عمرًا في التّراب فأصبحت.......حلائله يبكين للفقد ضعّفا
وروي أنّ النبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم كان إذا قرأ هذه الآية قال: «اللّهمّ آت نفسي تقواها، وزكّها أنت خير من زكّاها، أنت وليّها ومولاها».
وهذا الحديث يقوّي أنّ المزكّي هو اللّه تعالى. وقال ثعلبٌ: معنى الآية: وقد خاب من دسّاها في أهل الخير بالرياء، وليس منهم في حقيقته). [المحرر الوجيز: 8/ 629]

أم إسماعيل 3 محرم 1436هـ/26-10-2014م 08:15 PM

تفاسير القرن السابع الهجري
....

أم إسماعيل 3 محرم 1436هـ/26-10-2014م 08:15 PM

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا (1)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (بسم الله الرّحمن الرّحيم
{والشّمس وضحاها * والقمر إذا تلاها * والنّهار إذا جلّاها * واللّيل إذا يغشاها * والسّماء وما بناها * والأرض وما طحاها * ونفسٍ وما سوّاها * فألهمها فجورها وتقواها * قد أفلح من زكّاها * وقد خاب من دسّاها}
قال مجاهدٌ: {والشّمس وضحاها}« أي: وضوئها».
وقال قتادة: {وضحاها}« النهار كلّه».
قال ابن جريرٍ:« والصواب أن يقال: أقسم الله بالشمس ونهارها؛ لأنّ ضوء الشمس الظاهر النهار»). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 410]

تفسير قوله تعالى: {وَالْقَمَرِ إِذَا تَلَاهَا (2)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({والقمر إذا تلاها} قال مجاهدٌ: «تبعها».
وقال العوفيّ، عن ابن عبّاسٍ: {والقمر إذا تلاها} قال:« يتلو النهار».
وقال قتادة: {إذا تلاها} «ليلة الهلال، إذا سقطت الشمس رؤي الهلال».
وقال ابن زيدٍ: «هو يتلوها في النصف الأوّل من الشهر، ثمّ هي تتلوه، وهو يتقدّمها في النصف الأخير من الشهر».
وقال مالكٌ، عن زيد بن أسلم: {إذا تلاها}« ليلة القدر»). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 410]

تفسير قوله تعالى: {وَالنَّهَارِ إِذَا جَلَّاهَا (3)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {والنّهار إذا جلاّها} قال مجاهدٌ:« أضاء».
وقال قتادة: {والنّهار إذا جلاّها}:« إذا غشيها النهار».
وقال ابن جريرٍ: وكان بعض أهل العربيّة يتأوّل ذلك بمعنى: «والنّهار إذا جلّى الظّلمة؛ لدلالة الكلام عليها».
قلت: ولو أنّ هذا القائل تأوّل ذلك بمعنى: {والنّهار إذا جلاّها} أي: البسيطة، لكان أولى، ولصحّ تأويله في قوله: {واللّيل إذا يغشاها} فكان أجود وأقوى. والله أعلم.
ولهذا قال مجاهدٌ: {والنّهار إذا جلاّها}: إنه كقوله: {والنّهار إذا تجلّى}.
وأمّا ابن جريرٍ فاختار عود الضمير في ذلك كلّه على الشمس؛ لجريان ذكرها). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 410-411]

تفسير قوله تعالى: {وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا (4)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقالوا في قوله: {واللّيل إذا يغشاها} يعني: إذا يغشى الشمس حين تغيب فتظلم الآفاق.
وقال بقيّة بن الوليد، عن صفوان: حدّثني يزيد بن ذي حمامة، قال: «إذا جاء الليل قال الربّ جلّ جلاله: غشي عبادي خلقي العظيم، فالليل يهابه، والذي خلقه أحقّ أن يهاب». رواه ابن أبي حاتمٍ). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 411]

تفسير قوله تعالى: {وَالسَّمَاءِ وَمَا بَنَاهَا (5) وَالْأَرْضِ وَمَا طَحَاهَا (6)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {والسّماء وما بناها} يحتمل أن تكون (ما) ههنا مصدريّةً بمعنى: والسماء وبنائها. وهو قول قتادة، ويحتمل أن تكون بمعنى (من)، يعني: والسماء وبانيها. وهو قول مجاهدٍ، وكلاهما متلازمٌ، والبناء هو الرفع، كقوله: {والسّماء بنيناها بأيدٍ} أي: بقوّةٍ {وإنّا لموسعون * والأرض فرشناها فنعم الماهدون}.
وهكذا قوله: {والأرض وما طحاها}.
قال مجاهدٌ: و{طحاها}: «دحاها».
قال العوفيّ، عن ابن عبّاسٍ: {وما طحاها} أي: «خلق فيها».
وقال عليّ بن أبي طلحة، عن ابن عبّاسٍ: {طحاها} «قسّمها».
وقال مجاهدٌ، وقتادة، والضحّاك، والسّدّيّ، والثّوريّ، وأبو صالحٍ، وابن زيدٍ: {طحاها}: «بسطها»، وهذا أشهر الأقوال، وعليه الأكثر من المفسّرين، وهو المعروف عند أهل اللّغة، قال الجوهريّ: طحوته مثل دحوته، أي: بسطته). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 411]

تفسير قوله تعالى: {وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا (7)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {ونفسٍ وما سوّاها} أي: خلقها سويّةً مستقيمةً على الفطرة القويمة، كما قال تعالى: {فأقم وجهك للدّين حنيفاً فطرة الله الّتي فطر النّاس عليها لا تبديل لخلق الله}.
وقال رسول الله صلّى الله تعالى عليه وسلّم: «كلّ مولودٍ يولد على الفطرة، فأبواه يهوّدانه، أو ينصّرانه، أو يمجّسانه، كما تولد البهيمة بهيمةً جمعاء هل تحسّون فيها من جدعاء». أخرجاه من رواية أبي هريرة.
وفي صحيح مسلمٍ من رواية عياض بن حمارٍ المجاشعيّ، عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، قال:«يقول الله عزّ وجلّ: إنّي خلقت عبادي حنفاء، فجاءتهم الشّياطين فاجتالتهم عن دينهم» ). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 411]

تفسير قوله تعالى: {فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا (8)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {فألهمها فجورها وتقواها} أي: فأرشدها إلى فجورها وتقواها، أي: بيّن لها ذلك، وهداها إلى ما قدّر لها.
قال ابن عبّاسٍ: {فألهمها فجورها وتقواها} «بيّن لها الخير والشرّ».
وكذا قال مجاهدٌ، وقتادة، والضحّاك، والثّوريّ، وقال سعيد بن جبيرٍ: «ألهمها الخير والشرّ».
وقال ابن زيدٍ: «جعل فيها فجورها وتقواها».
وقال ابن جريرٍ: حدّثنا ابن بشّارٍ، حدّثنا صفوان بن عيسى وأبو عاصمٍ النّبيل، قالا: حدّثنا عزرة بن ثابتٍ، حدّثني يحيى بن عقيلٍ، عن يحيى بن يعمر، عن أبي الأسود الدّيليّ، قال: قال لي عمران بن حصينٍ:« أرأيت ما يعمل الناس فيه ويتكادحون فيه؟ أشيءٌ قضي عليهم ومضى عليهم من قدرٍ قد سبق، أو فيما يستقبلون ممّا أتاهم به نبيّهم صلّى الله عليه وسلّم وأكّدت عليهم الحجّة؟»
قلت: «بل شيءٌ قضي عليهم». قال:« فهل يكون ذلك ظلماً؟» قال:« ففزعت منه فزعاً شديداً». قال: «قلت له: ليس شيءٌ إلا وهو خلقه وملك يده {لا يسأل عمّا يفعل وهم يسألون}».
قال: سدّدك الله، إنما سألتك لأخبر عقلك، إنّ رجلاً من مزينة - أو جهينة - أتى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فقال: يا رسول الله، أرأيت ما يعمل الناس فيه ويتكادحون؟ أشيءٌ قضي عليهم ومضى عليهم من قدرٍ قد سبق، أم شيءٌ ممّا يستقبلون ممّا أتاهم به نبيّهم وأكّدت به عليهم الحجّة؟
قال: «بل شيءٌ قد قضي عليهم» قال: ففيم نعمل؟ قال: «من كان الله خلقه لإحدى المنزلتين يهيّئه لها، وتصديق ذلك في كتاب الله: {ونفسٍ وما سوّاها * فألهمها فجورها وتقواها}». رواه أحمد ومسلمٌ من حديث عزرة بن ثابتٍ به). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 411-412]

تفسير قوله تعالى: {قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا (9) وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا (10)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {قد أفلح من زكّاها * وقد خاب من دسّاها}. يحتمل أن يكون المعنى: قد أفلح من زكّى نفسه، أي: بطاعة الله - كما قال قتادة - «وطهّرها من الأخلاق الدنيئة والرذائل».
ويروى نحوه عن مجاهدٍ، وعكرمة، وسعيد بن جبيرٍ، وكقوله تعالى: {قد أفلح من تزكّى * وذكر اسم ربّه فصلّى}.
{وقد خاب من دسّاها} أي: دسسها، أي: أخملها ووضع منها بخذلانه إيّاها عن الهدى، حتى ركب المعاصي وترك طاعة الله عزّ وجلّ، وقد يحتمل أن يكون المعنى: قد أفلح من زكّى الله نفسه، وقد خاب من دسّى الله نفسه. كما قال العوفيّ، وعليّ بن أبي طلحة، عن ابن عبّاسٍ.
وقال ابن أبي حاتمٍ: حدّثنا أبي، وأبو زرعة، قالا: حدّثنا سهل بن عثمان، حدّثنا أبو مالكٍ - يعني: عمرو بن هشامٍ - عن عمرو بن هاشمٍ، عن جويبرٍ، عن الضحّاك، عن ابن عبّاسٍ، قال: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول في قول الله عزّ وجلّ: {قد أفلح من زكّاها} قال النبيّ صلّى الله عليه وسلّم: «أفلحت نفسٌ زكّاها الله». ورواه ابن أبي حاتمٍ من حديث أبي مالكٍ به.
وجويبرٌ هذا هو ابن سعيدٍ متروك الحديث، والضحّاك لم يلق ابن عبّاسٍ.
وقال الطّبرانيّ: حدّثنا يحيى بن عثمان بن صالحٍ، حدّثنا أبي، حدّثنا ابن لهيعة، عن عمرو بن دينارٍ، عن ابن عبّاسٍ، قال: كان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم إذا مرّ بهذه الآية: {ونفسٍ وما سوّاها * فألهمها فجورها وتقواها} وقف، ثمّ قال: «اللّهمّ آت نفسي تقواها، أنت وليّها ومولاها، وخير من زكّاها».
حديثٌ آخر: قال ابن أبي حاتمٍ: حدّثنا أبو زرعة، حدّثنا يعقوب بن حميدٍ المدنيّ، حدّثنا عبد الله بن عبد الله الأمويّ، حدّثنا معن بن محمدٍ الغفاريّ، عن حنظلة بن عليٍّ الأسلميّ، عن أبي هريرة، قال: سمعت النبيّ صلّى الله عليه وسلّم يقرأ: {فألهمها فجورها وتقواها} قال: «اللّهمّ آت نفسي تقواها، وزكّها أنت خير من زكّاها، أنت وليّها ومولاها». لم يخرّجوه من هذا الوجه.‌‌
وقال الإمام أحمد: حدّثنا وكيعٌ، عن نافعٍ، عن ابن عمر، عن صالح بن سعيدٍ، عن عائشة، أنها فقدت النبيّ صلّى الله عليه وسلّم من مضجعه، فلمسته بيدها، فوقعت عليه، وهو ساجدٌ، وهو يقول: «ربّ، أعط نفسي تقواها، وزكّها أنت خير من زكّاها، أنت وليّها ومولاها» تفرّد به.
حديثٌ آخر: قال الإمام أحمد: حدّثنا عفّان، حدّثنا عبد الواحد بن زيادٍ، حدّثنا عاصمٌ الأحول، عن عبد الله بن الحارث، عن زيد بن أرقم، قال: كان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول: «اللّهمّ إنّي أعوذ بك من العجز والكسل والهرم، والجبن والبخل، وعذاب القبر، اللّهمّ آت نفسي تقواها، وزكّها أنت خير من زكّاها، أنت وليّها ومولاها، اللّهمّ إنّي أعوذ بك من قلبٍ لا يخشع، ومن نفسٍ لا تشبع، وعلمٍ لا ينفع، ودعوةٍ لا يستجاب لها». قال زيدٌ: كان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يعلّمناهنّ ونحن نعلّمكوهنّ.
رواه مسلمٌ من حديث أبي معاوية، عن عاصمٍ الأحول، عن عبد الله بن الحارث وأبي عثمان النّهديّ، عن زيد بن أرقم به). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 412-413]


الساعة الآن 12:51 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة