جمهرة العلوم

جمهرة العلوم (http://jamharah.net/index.php)
-   آداب تلاوة القرآن (http://jamharah.net/forumdisplay.php?f=490)
-   -   ما تم تصنيفه (http://jamharah.net/showthread.php?t=24157)

ساجدة فاروق 29 رجب 1435هـ/28-05-2014م 10:28 AM

ما تم تصنيفه
 
............

ساجدة فاروق 29 رجب 1435هـ/28-05-2014م 10:28 AM

ترتيل القرآن
معنى ترتيل القرآن
أثر مجاهد بن جبر رضي الله عنه
قالَ أبو عُبيدٍ القاسمُ بن سلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت: 224هـ): (حدثنا حجاج، عن ابن جريج، عن مجاهد في قوله تعالى: {ورتل القرآن ترتيلا}, قال: «ترسل فيه ترسيلا»).[فضائل القران: ] (م)
قال أبو بكر محمد بن الحسين الآجُرِّيُّ (360هـ) : ( ... ثمّ ينبغي لمن قرأ القرآن أن يرتّل كما قال الله عزّ وجلّ «ورتّل القرآن ترتيلاً» (المزمّل 73/4)، قيل في التّفسير: يتبيّنه تبييناً.
واعلم أنّه إذا رتّله وبيّنه انتفع به من يسمعه منه، وانتفع هو بذلك، لأنّه قرأه كما أمر؛ قال الله عزّ وجلّ «وقرآنًا فرقناه لتقرأه على النّاس على مكثٍ» (الإسراء 17/106) يقال: على تؤدةٍ.
- حدّثنا أبو محمّدٍ يحيى بن محمّدٍ ثنا أبو الخطّاب زياد بن يحيى ثنا مالك ابن سعيرٍ ثنا ابن أبي ليلى عن الحكم عن مقسمٍ عن ابن عبّاسٍ رضي الله عنه في هذه الآية «ورتّل القرآن ترتيلاً» (المزمّل 73/4) : بيّنه تبييناً.
- حدّثنا جعفر بن محمّدٍ الصّندليّ أنا أبو بكر بن زنجويه ثنا عبد الرّزاق أنا سفيان عن عبيدٍ المكتّب عن مجاهدٍ في قول الله عزّ وجلّ «وقرآنًا فرقناه لتقرأه على النّاس على مكثٍ ونزّلناه تنزيلاً» (الإسراء 17/106) ، قال: على تؤدةٍ.). [أخلاق حملة القرآن: --]
حديث أم سلمة رضي الله عنها
قالَ أبو الفضلِ عبدُ الرَّحمنِ بنُ أحمدَ الرازيُّ (ت:454هـ): (أخبرنا ابن فناكي , نا الروياني , نا أبو حاتم سهل بن محمد السجستاني, نا يعقوب بن إسحاق قال‏:‏ حدثني يحيى بن سعيد الأموي‏.‏ ح‏:‏ وأخبرنا أبو مسلم محمد بن علي الكاتب البغدادي بمصر , وأبو الحسن محمد بن جعفر النحوي بالكوفة قالا‏:‏ حدثنا محمد بن القاسم الأنباري , نا سليمان بن يحيى الضبي , نا محمد بن سعدان -واللفظ له -, نا الأموي , عن ابن جريج , عن ابن أبي مليكة‏:‏ عن أم سلمة قالت‏:‏ "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قرأ قطع آية آية‏".‏ الحديث). [فضائل القرآن وتلاوته: 61 - 62](م)

حديث أم سلمة رضي الله عنها
قالَ أبو الفضلِ عبدُ الرَّحمنِ بنُ أحمدَ الرازيُّ (ت:454هـ): (وأخبرنا أبو مسلم , نا يحيى بن محمد بن صاعد , نا الحسين بن الحسن المروزي , نا ابن المبارك, عن ليث بن سعد , عن ابن أبي مليكة , قال‏:‏ أنا يعلى بن مملك‏, ‏ عن أم سلمة‏:‏ " أنها نعتت قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم, فإذا هي تنعت قراءة مفسرة حرفا حرفا‏"‏). [فضائل القرآن وتلاوته: 63](م)
قالَ عَلَمُ الدِّينِ عليُّ بنُ محمَّدٍ السَّخَاوِيُّ (ت:643هـ): ( الكتاب التاسع منهاج التوفيق إلى معرفة التجويد والتحقيق
وقوله عز وجل: {ورتل القرآن ترتيلا}أي رتبه وبينه وتأن فيه.
وقال الحسن وقتادة: اقرأه قراءة بينة. زاد قتادة: وترسل به. يقال: ثغر رتل إذا لم يركب بعضه بعضا.
وقد "نعتت قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم أم سلمة رضي الله عنها فذكرت: قراءة مفسرة حرفا حرفا".
وقالت أيضا: (كان النبي صلى الله عليه وسلم يقطع قراءته آية آية) .).[جمال القراء:2/525- 543] (م)

قالَ عَلَمُ الدِّينِ عليُّ بنُ محمَّدٍ السَّخَاوِيُّ (ت:643هـ): ( ونعتت أم سلمة قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم:قراءة مفسرة حرفا حرفا. ).[جمال القراء:1/] (م)

ما ورد أنه صلى الله عليه وسلم كان يرتل السورة أحيانا حتى تكون أطول من أطول منها
حديث عائشة رضي الله عنها
قال أبو بكرٍ جَعفرُ بنُ مُحمدٍ الفِرْيابِيُّ (ت:301هـ): (حدثنا قتيبة ، عن مالك بن أنس ، عن ابن شهاب ، عن السائب بن يزيد ، عن المطلب بن أبي وداعة السهمي ، عن حفصة زوج النبي صلى الله عليه وسلم ، أنها قالت : "ما رأيت النبي صلى الله عليه وسلم صلى في سبحته (1) قاعدا قط ، حتى كان قبل وفاته بعام ، فكان يصلي في سبحته قاعدا ، وكان يقرأ في السورة ، فيرتلها ، حتى تكون أطول من أطول منها" .
حدثنا عبد الأعلى ، حدثنا وهيب بن خالد ، حدثنا مالك بن أنس ، عن الزهري ، بإسناده مثله سواء). [فضائل القرآن:](م)
حديث حفصة رضي الله عنها
أبو بكرٍ جَعفرُ بنُ مُحمدٍ الفِرْيابِيُّ (ت:301هـ): (حدثنا محمد بن مصفى ، حدثنا محمد بن حرب ، نا الزبيدي ، عن الزهري ، عن السائب بن يزيد بن أخت نمر ، أن المطلب بن أبي وداعة السهمي ، أخبره أن حفصة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت :"لم أر رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى قاعدا في سبحته (1) ، حتى كان قبل أن يتوفى بعام واحد ، فرأيته يصلي في سبحته ، وهو قاعد يرتل السورة ، حتى تكون أطول من أطول منها" ). [فضائل القرآن:] (م)
قال أبو بكرٍ جَعفرُ بنُ مُحمدٍ الفِرْيابِيُّ (ت:301هـ): (حدثنا محمد بن مصفى ، ثنا عثمان بن سعيد قال : حدثني شعيب بن أبي حمزة ، عن الزهري ، عن السائب بن يزيد ، عن المطلب بن أبي وداعة ، عن حفصة أنها قالت : "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي قائما في سبحته (1) حتى كان قبل أن يتوفى بعام واحد أو اثنين ، فرأيته يصلي قاعدا في سبحته ، ويرتل السورة ، حتى تكون أطول من أطول منها").[فضائل القرآن:] (م)



ما يستحب لقارئ القرآن من الترسل في قراءته والترتيل
أثر عبد الله رضي الله عنه
قالَ أبو عُبيدٍ القاسمُ بن سلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت: 224هـ): (حدثنا جرير، عن مغيرة، عن إبراهيم، قال: قرأ علقمة على عبد الله، فكأنه عجل، فقال عبد الله: «فداك أبي وأمي رتل، فإنه زين القرآن».
قال: وكان علقمة حسن الصوت بالقرآن.).[فضائل القران: ] (م)
أثر ابن عباس رضي الله عنه
قالَ أبو عُبيدٍ القاسمُ بن سلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت: 224هـ): (حدثنا إسماعيل بن إبراهيم، عن أيوب، عن أبي حمزة، قال: قلت لابن عباس: إني سريع القراءة، وإني أقرأ القرآن في ثلاث.
فقال: «لأن أقرأ البقرة في ليلة فأدبرها وأرتلها أحب إلي من أن أقرأ كما تقول».
قال أبو عبيد: حدثنا حجاج، عن شعبة، وحماد بن سلمة، عن أبي جمرة، عن ابن عباس، نحو ذلك. إلا أن في حديث حماد: «أحب إلي من أن أقرأ القرآن أجمع هذرمة».).[فضائل القران: ] (م)
أثر عبد الله
قالَ سعيدُ بنُ منصورٍ الخُرَاسَانِيُّ (ت:227هـ): (حدثنا هشيم , عن مغيرة , عن إبراهيم قال : قرأ علقمة على عبد الله , وكان حسن الصوت, فقال عبد الله : " رتل فداك أبي وأمي , فإنه زين القرآن"). [سنن سعيد بن منصور: 225] (م)
حديث حذيفة رضي الله عنه
قال أبو بكرٍ جَعفرُ بنُ مُحمدٍ الفِرْيابِيُّ (ت:301هـ): (حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، حدثنا عبد الله بن نمير ، وأبو معاوية ، عن الأعمش ، عن سعد بن عبيدة ، عن المستورد بن الأحنف ، عن صلة بن زفر ، عن حذيفة قال : " صليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فافتتح البقرة ، فقلت : يركع عند المائة " , قال : " فمضى ، فقلت : يصلي بها ، ثم افتتح النساء ، فقرأها ، ثم افتتح آل عمران ، فقرأها مترسلا (2) ، إذا مر بآية فيها تسبيح سبح ، وإذا مر بآية فيها سؤال يسأل ، وإذا مر بتعويذ تعوذ ، ثم ركع قال : (( سبحان ربي العظيم)) ، فكان ركوعه نحوا من قيامه ، ثم قال : (( سمع الله لمن حمده )) ، ثم قام طويلا قريبا مما ركع ، ثم سجد ، فقال : (( سبحان ربي الأعلى)) ، فكان سجوده قريبا من قيامه ".
حدثنا عثمان بن أبي شيبة ، وعلي بن عبد الله المديني قالا : حدثنا جرير بن عبد الحميد ، عن الأعمش ، عن سعد بن عبيدة ، عن المستورد بن الأحنف ، عن صلة بن زفر ، عن حذيفة قال : "صليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم..." ، فذكر نحوه). [فضائل القرآن:] (م)


أبو بكرٍ جَعفرُ بنُ مُحمدٍ الفِرْيابِيُّ (ت:301هـ): (حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، نا مصعب بن المقدام ، عن زائدة ، عن عبد الملك بن عمير قال : حدثني ابن أخي حذيفة ، عن حذيفة قال : " أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات ليلة لأصلي بصلاته ، فافتتح الصلاة ، فقرأ قراءة ليست بالخفيضة ، ولا بالرفيعة ، قراءة يرتل فيها يسمعنا قال : ثم ركع نحوا من سورة ، ثم رفع رأسه ، وقال : (( سمع الله لمن حمده ذا الملكوت وذا الجبروت والكبرياء والعظمة )) ، قال : ثم قام نحوا من سورة ، قال : وسجد نحوا من ذلك ، حتى فرغ من الطوال ، وعليه سواد من الليل" .
قال عبد الملك : وهو تطوع الليل). [فضائل القرآن:] (م)



قال أبو بكر محمد بن الحسين الآجُرِّيُّ (360هـ) : ( قال محمّد بن الحسين: والقليل من الدّرس للقرآن مع الفكر فيه، وتدبّره أحبّ إليّ من قراءة الكثير من القرآن بغير تدبّرٍ، ولا تفكّرٍ فيه، وظاهر القرآن يدلّ على ذلك والسّنّة، وقول أئمّة المسلمين.
- حدّثنا جعفر بن محمّدٍ الصّندليّ أنا الحسين بن محمّدٍ الزّعفرانيّ ثنا إسماعيل بن عليّة عن أيّوب عن أبي جمرة الضّبعيّ قال: قلت لابن عبّاسٍ: إنّي سريع القراءة، إنّي أقرأ القرآن في ثلاثٍ، قال: لأن أقرأ البقرة في ليلةٍ، فأتدبّرها، وأرتلها أحبّ إليّ من أنّ أقرأ كما تقول.
- حدّثنا جعفرٌ أيضاً ثنا أبو بكر بن زنجويه ثنا محمّد بن يوسف ثنا سفيان عن عبيدٍ المكتّب قال: سئل مجاهدٌ عن رجلٍ قرأ البقرة وآل عمران، ورجلٍ قرأ البقرة قراءتهما واحدةٌ، وركوعهما، وسجودهما، وجلوسهما أيّهما أفضل؟
قال: الّذي قرأ البقرة، ثمّ قرأ «وقرآنًا فرقناه لتقرأه على النّاس على مكثٍ ونزّلناه تنزيلاً» (الإسراء 17/106) .
قال محمّد بن الحسين رحمه الله: جميع ما قلته ينبغي لأهل القرآن أن يتخلّقوا بجميع ما حثثتهٌم عليه من جميع الأخلاق، وينزجروا عمّا كرهته لهم من دناءة الأخلاق. والله الكريم يهدينا وإيّاهم إلى سبيل الرّشاد.
تمّ الكتاب، والحمد لله ربّ العالمين). [أخلاق حملة القرآن: --] (م)
قالَ عَلَمُ الدِّينِ عليُّ بنُ محمَّدٍ السَّخَاوِيُّ (ت:643هـ): (وقرأ علقمة على عبد الله -فكأنه عجل- فقال عبد الله: "فداك أبي وأمي رتل، فإنه زين القرآن" وكان علقمة حسن الصوت بالقرآن. ) [جمال القراء:1/97](م)
قال أبو زكريَّا يَحْيَى بْنُ شَرَفٍ النَّوَوِيُّ (ت: 676هـ): ([فصل]
وينبغي أن يرتل قراءته وقد اتفق العلماء رضي الله عنهم - على استحباب الترتيل؛ قال الله تعالى: {ورتل القرآن ترتيلا}.
وثبت عن أم سلمة رضي الله عنها أنها نعتت قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم: (قراءة مفسرة حرفا حرفا). رواه أبو داود والنسائي والترمذي، قال: الترمذي حديث حسن صحيح.
وعن معاوية بن قرة رضي الله عنه عن عبد الله بن مغفل رضي الله عنه قال: (رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم فتح مكة على ناقته يقرأ سورة الفتح يرجع في قراءته). رواه البخاري ومسلم.
وعن مجاهد أنه (سئل عن رجلين قرأ أحدهما البقرة وآل عمران والآخر البقرة وحدها وزمنهما وركوعهما وسجودهما وجلوسهما واحد سواء، فقال: (الذي قرأ البقرة وحدها أفضل) ).
وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: (لأن أقرأ سورة أرتلها أحب إلي من أن أقرأ القرآن كله).
وقد نهي عن الإفراط في الإسراع ويسمى الهذرمة، فثبت عن عبد الله بن مسعود أن رجلا قال له إني أقرأ المفصل في ركعة واحدة، فقال عبد الله بن مسعود: (هكذا هكذا الشعر إن أقواما يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم ولكن إذا وقع القلب فرسخ فيه نفع). رواه البخاري ومسلم وهذا لفظ مسلم في إحدى رواياته.
قال العلماء: والترتيل مستحب للتدبر. ولغيره: قالوا: يستحب الترتيل للعجمي الذي لا يفهم معناه لأن ذلك أقرب إلى التوقير والاحترام وأشد تأثيرا في القلب.). [التبيان في آداب حملة القرآن:87- 89](م)

قالَ جلالُ الدينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أبي بكرِ السيوطيُّ (ت: 911هـ):( النوع الخامس والثلاثون
يسن الترتيل في قراءة القرآن قال تعالى: {ورتل القرآن ترتيلا}.
وروى أبو داود وغيره عن أم سلمة أنها نعتت قراءة النبي صلى الله عليه وسلم قراءة مفسرة حرفا حرفا.
وفي البخاري عن أنس أنه سئل عن قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: كانت مدا ثم قرأ {بسم الله الرحمن الرحيم} يمد الله ويمد الرحمن ويمد الرحيم.). [الإتقان في علوم القرآن:2/657-727] (م)
قالَ جلالُ الدينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أبي بكرِ السيوطيُّ (ت: 911هـ):(النوع الخامس والثلاثون
أخرج مسلم عن حذيفة قال: صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم ذات ليلة فافتتح البقرة فقرأها ثم النساء فقرأها ثم آل عمران فقرأها يقرأ مترسلا إذا مر بآية فيها تسبيح سبح وإذا مر بسؤال سأل وإذا مر بتعوذ تعوذ. ).[الإتقان في علوم القرآن:2/657-727](م)


ما ورد في ارتقاء قارئ القرآن يوم القيامة [فضل الترتيل وما ورد في ثواب من كان يرتل القرآن في الدنيا]
قال أبو بكر محمد بن الحسين الآجُرِّيُّ (360هـ) : ( - حدّثنا أبو جعفرٍ أحمد بن يحيى الحلوانيّ قال: نا يحيى بن عبد الحميد الحمّانيّ قال: نا حمّاد بن شعيبٍ عن عاصمٍ عن زرٍّ عن عبد الله بن عمرٍو عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: «يقال لصاحب القرآن يوم القيامة: اقرأ، وارق في الدّرجات، ورتّل كما كنت ترتّل في الدّنيا، فإنّ منزلتك عند آخر آيةٍ تقرؤها».
- وأخبرنا أبو عبد الله أحمد بن الحسن بن عبد الجبّار الصّوفيّ قال: أنا شجاع بن مخلدٍ قال: نا الفضل بن دكينٍ قال: نا سفيان عن عاصمٍ عن زرٍّ عن عبد الله بن عمرٍو عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: «يقال لصاحب القرآن: اقرأ، وارتق، ورتّل كما كنت ترتّل في الدّنيا، فإنّ منزلتك عند آخر آيةٍ تقرؤها».
قال محمّد بن الحسين: وروي عن أمّ الدّرداء أنّها قالت: سألت عائشة عمّن دخل الجنّة ممّن قرأ القرآن؛ ما فضله على من لم يقرأه؟، فقالت عائشة: إنّ عدد درج الجنّة بعدد آي القرآن، فمن دخل الجنّة ممّن قرأ القرآن، فليس فوقه أحدٌ. ). [أخلاق حملة القرآن: --] (م)

قَالَ عُثْمَانُ بنُ سَعِيدٍ الدَّانِيُّ (ت: 444هـ): (قال الحافظ رحمه الله تعالى: حدثنا خلف بن إبراهيم بن محمد المقرئ قال أنا أحمد بن محمد المكي قال أنا علي بن عبد العزيز قال أنا القاسم بن سلام قال أنا مروان بن معاوية الفزاري عن محمد بن عبد الرحمن السدوسي عن ابن عمران بن حطان قال: سمعت أم الدرداء تقول: ((سألت عائشة عن من دخل الجنة ممن قرأ القرآن ما فضله على من لم يجمعه فقالت لي عدد درج الجنة بعدد آي القرآن فمن دخل الجنة ممن قرأ القرآن فليس فوقه أحد)).
قال الحافظ: أخبرنا محمد بن خليفة الإمام قال أنا أحمد بن الحسين بن عبد الجبار قال أنا شجاع بن مخلد قال أنا الفضل بن دكين قال أنا سفيان عن عاصم عن زر عن عبد الله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((يقال لصاحب القرآن يوم القيامة اقرأ وارق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا فإن منزلتك عند آخر آية تقرؤها)).
قال الحافظ رحمه الله تعالى: وأنا أختم كتابي هذا بذكر أجزاء القرآن وأتخير الصحيح من ذلك وأضرب عما سواه ليقرب حفظه ويعم الجميع فائدته إن شاء الله تعالى وبالله التوفيق). [البيان: 299] (م)

قال أبو زكريَّا يَحْيَى بْنُ شَرَفٍ النَّوَوِيُّ (ت: 676هـ): (وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((يقال لصاحب القرآن اقرأ وارق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا فإن منزلتك عند آخر آية تقرؤها)). رواه أبو داود والترمذي والنسائي وقال الترمذي حديث حسن صحيح.). [التبيان في آداب حملة القرآن:17](م)

الترتيل مستحب للتدبر، وأقلّ الترتيل وكمال الترتيل
قالَ عَلَمُ الدِّينِ عليُّ بنُ محمَّدٍ السَّخَاوِيُّ (ت:643هـ): ( قال: وقال بعض أهل العلم: لا يقرأ القرآن في أقل من ثلاث للحديث الذي روي عن النبي صلى الله عليه وسلم.
قال: ورخص فيه بعض أهل العلم. وروي عن عثمان بن عفان رحمه الله، أنه كان يقرأ القرآن في ركعة يوتر بها.
وروي عن سعيد بن جبير رحمه الله، أنه قرأ القرآن في ركعة في الكعبة.قال: والترتيل في القراءة أحب إلى أهل العلم. ).[جمال القراء:1/108](م)
قالَ عَلَمُ الدِّينِ عليُّ بنُ محمَّدٍ السَّخَاوِيُّ (ت:643هـ):(واعلم بأن القرآن العزيز يُقرأ للتعلم، فالواجب التقليل والتكرير، ويُقرأ للتدبر، فالواجب الترتيل والتوقف، ويُقرأ لتحصيل الأجر بكثرة القراءة، فله أن يقرأ ما استطاع، ولا يؤنب إذا أراد الإسراع.
وقد روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((خفف الله على داود عليه السلام القراءة فكان يأمر بدابته تسرج فيقرأ كتابه من قبل أن تسرج دابته، وكان لا يأكل إلا من عمل يديه)).).[جمال القراء:2/544-547] (م)
قال أبو زكريَّا يَحْيَى بْنُ شَرَفٍ النَّوَوِيُّ (ت: 676هـ): (قال العلماء: والترتيل مستحب للتدبر. ولغيره: قالوا: يستحب الترتيل للعجمي الذي لا يفهم معناه لأن ذلك أقرب إلى التوقير والاحترام وأشد تأثيرا في القلب.). [التبيان في آداب حملة القرآن: 89]

قالَ مُحَمَّدُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ بَهَادرَ الزَّرْكَشِيُّ (ت: 794هـ): (النوع التاسع والعشرون: في آداب تلاوته وكيفيتها
اعلم أنه ينبغي لمح موقع النعم على من علمه الله تعالى القرآن العظيم أو بعضه بكونه أعظم المعجزات لبقائه ببقاء دعوة الإسلام ولكونه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خاتم الأنبياء والمرسلين فالحجة بالقرآن العظيم قائمة على كل عصر وزمان لأنه كلام رب العالمين وأشرف كتبه جل وعلا فلير من عنده القرآن أن الله أنعم عليه نعمة عظيمة وليستحضر من أفعاله أن يكون القرآن حجة له لا عليه لأن القرآن مشتمل على طلب أمور والكف عن أمور وذكر أخبار قوم قامت عليهم الحجة فصاروا عبرة للمعتبرين حين زاغوا فأزاغ الله قلوبهم وأهلكوا لما عصوا وليحذر من علم حالهم أن يعصي فيصير مآله مآلهم فإذا استحضر صاحب القرآن علو شأنه بكونه طريقا لكتاب الله تعالى وصدره مصحفا له انكفتت نفسه عند التوفيق عن الرذائل وأقبلت على العمل الصالح الهائل وأكبر معين على ذلك حسن ترتيله وتلاوته وقال الله تعالى لنبيه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: {وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلاً} وقال تعالى: {وَقُرْآناً فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنْزِيلاً}.
فحق على كل امرئ مسلم قرأ القرآن أن يرتله وكمال ترتيله تفخيم ألفاظه والإبانة عن حروفه والإفصاح لجميعه بالتدبر حتى يصل بكل ما بعده ،وأن يسكت بين النفس والنفس حتى يرجع إليه نفسه وألا يدغم حرفا في حرف لأن أقل ما في ذلك أن يسقط من حسناته بعضها وينبغي للناس أن يرغبوا في تكثير حسناتهم فهذا الذي وصفت أقل ما يجب من الترتيل.
وقيل: أقل الترتيل أن يأتي بما يبين ما يقرأ به وإن كان مستعجلا في قراءته وأكمله أن يتوقف فيها ما لم يخرجه إلى التمديد والتمطيط فمن أراد أن يقرأ القرآن بكمال الترتيل فليقرأه على منازله فإن كان يقرأ تهديدا لفظ به لفظ المتهدد وإن كان يقرأ لفظ تعظيم لفظ به على التعظيم.
وينبغي أن يشتغل قلبه في التفكر في معنى ما يلفظ بلسانه فيعرف من كل آية معناها ولا يجاوزها إلى غيرها حتى يعرف معناها فإذا مر به آية رحمة وقف عندها وفرح بما وعده الله تعالى منها واستبشر إلى ذلك وسأل الله برحمته الجنة وإن قرأ آية عذاب وقف عندها وتأمل معناها فإن كانت في الكافرين اعترف بالإيمان فقال آمنا بالله وحده وعرف موضع التخويف ثم سأل الله تعالى أن يعيذه من النار.
وإن هو مر بآية فيها نداء للذين آمنوا فقال يأيها الذين آمنوا وقف عندها وقد كان بعضهم يقول لبيك ربي وسعديك ويتأمل ما بعدها مما أمر به ونهي عنه فيعتقد قبول ذلك فإن كان من الأمر الذي قد قصر عنه فيما مضى اعتذر عن فعله في ذلك الوقت واستغفر ربه في تقصيره وذلك مثل قوله: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً}
وعلى كل أحد أن ينظر في أمر أهله في صلاتهم وصيامهم وأداء ما يلزمهم في طهاراتهم، وجناياتهم وحيض النساء ونفاسهن وعلى كل أحد أن يتفقد ذلك في أهله ويراعيهم بمسألتهم عن ذلك فمن كان منهم يحسن ذلك كانت مسألته تذكيرا له وتأكيدا لما في قلبه وإن كان لا يحسن كان ذلك تعليما له ثم هكذا يراعي صغار ولده ويعلمهم إذا بلغوا سبعا أو ثماني سنين ويضربهم إذا بلغوا العشر على ترك ذلك فمن كان من الناس قد قصر فيما مضى اعتقد قبوله والأخذ به فيما يستقبل وإن كان يفعل ذلك وقد عرفه فإنه إذا مر به تأمله وتفهمه.
وكذلك قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحاً} فإذا قرأ هذه الآية تذكر أفعاله في نفسه وذنوبه فيما بينه وبين غيره من الظلامات والغيبة وغيرها ورد ظلامته واستغفر من كل ذنب قصر في عمله ونوى أن يقوم بذلك ويستحل كل من بينه وبينه شيء من هذه الظلامات من كان منهم حاضرا وأن يكتب إلى من كان غائبا وأن يرد ما كان يأخذه على من أخذه منه فيعتقد هذا في وقت قراءة القرآن حتى يعلم الله تعالى منه أنه قد سمع وأطاع فإذا فعل الإنسان هذا كان قد قام بكمال ترتيل القرآن فإذا وقف على آية لم يعرف معناها يحفظها حتى يسأل عنها من يعرف معناها ليكون متعلما لذلك طالبا للعمل به وإن كانت الآية قد اختلف فيها اعتقد من قولهم أقل ما يكون وإن احتاط على نفسه بأن يعتقد أوكد ما في ذلك كان أفضل له وأحوط لأمر دينه.
وإن كان ما يقرؤه من الآي فيما قص الله على الناس من خبر من مضى من الأمم فلينظر في ذلك وإلى ما صرف الله عن هذه الأمة منه فيجدد لله على ذلك شكرا.
وإن كان ما يقرؤه من الآي مما أمر الله به أو نهى عنه أضمر قبول الأمر والائتمار والانتهاء عن المنهي والاجتناب له فإن كان ما يقرؤه من ذلك وعيدا وعد الله به المؤمنين فلينظر إلى قلبه فإن جنح إلى الرجاء فزعه بالخوف وإن جنح إلى الخوف فسح له في الرجاء حتى يكون خوفه ورجاؤه معتدلين فإن ذلك كمال الإيمان.
وإن كان ما يقرؤه من الآي من المتشابه الذي تفرد الله بتأويله فليعتقد الإيمان به كما أمر الله تعالى فقال: {فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ} يعنى عاقبة الأمر منه ثم قال تعالى: {وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللَّهُ}وإن كان موعظة اتعظ بها فإنه إذا فعل هذا فقد نال كمال الترتيل.
وقال بعضهم الناس في تلاوة القرآن ثلاثة مقامات:
الأول: من يشهد أوصاف المتكلم في كلامه ومعرفة معاني خطابه فينظر إليه من كلامه وتكلمه بخطابه وتمليه بمناجاته وتعرفه من صفاته فإن كل كلمة تنبئ عن معنى اسم أو وصف أو حكم أو إرادة أو فعل لأن الكلام ينبئ عن معاني الأوصاف ويدل على الموصوف وهذا مقام العارفين من المؤمنين لأنه لا ينظر إلى نفسه ولا إلى قراءته ولا إلى تعلق الإنعام به من حيث أنه منعم عليه بل هو مقصور الفهم عن المتكلم موقوف الفكر عليه مستغرق بمشاهدة المتكلم ولهذا قال جعفر بن محمد الصادق لقد تجلى الله لخلقه بكلامه ولكن لا يبصرون.
ومن كلام الشيخ أبي عبد الله القرشي لو طهرت القلوب لم تشبع من التلاوة للقرآن
الثاني: من يشهد بقلبه كأنه تعالى يخاطبه ويناجيه بألطافه ويتملقه بإنعامه وإحسانه فمقام هذا الحياء والتعظيم وحاله الإصغاء والفهم وهذا لعموم المقربين.
الثالث: من يرى أنه يناجي ربه سبحانه فمقام هذا السؤال والتمكن وحاله الطلب وهذا المقام لخصوص أصحاب اليمين فإذا كان العبد يلقي السمع من بين يدي سميعه مصغيا إلى سر كلامه شهيد القلب لمعاني صفاته ناظرا إلى قدرته تاركا لمعقوله ومعهود علمه متبرئا من حوله وقوته معظما للمتكلم متفرغا إلى الفهم بحال مستقيم وقلب سليم وصفاء يقين وقوة علم وتمكين سمع فصل الخطاب وشهد غيب الجواب لأن الترتيل في القرآن والتدبر لمعاني الكلام وحسن الاقتصاد إلى المتكلم في الإفهام والإيقاف على المراد وصدق الرغبة في الطلب سبب للاطلاع على المطلع من المسر المكنون المستودع .
كل كلمة من الخطاب تتوجه عشر جهات للعارف من كل جهة مقام ومشاهدات:
أولها:
الإيمان بها.
والتسليم لها.
والتوبة إليها.
والصبر عليها.
والرضا بها.
والخوف منها.
والرجاء إليها.
والشكر عليها.
والمحبة لها.
والتوكل فيها.
فهذه المقامات العشر هي مقامات المتقين وهي منطوية في كل كلمة يشهدها أهل التمكين والمناجاة ويعرفها أهل العلم والحياة لأن كلام المحبوب حياة للقلوب لا ينذر به إلا حي ولا يحيا به إلا مستجيب كما قال تعالى: { لِيُنْذِرَ مَنْ كَانَ حَيّاً} وقال تعالى:{إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ} ولا يشهد هذه العشر مشاهدات إلا من يتنقل في العشر المقامات المذكورة في سورة الأحزاب أولها مقام المسلمين وآخرها مقام الذاكرين وبعد مقام الذكر هذه المشاهدات العشر فعندها لا تمل المناجاة لوجود المصافاة وعلم كيف تجلى له تلك الصفات الإلهية في طي هذه الأدوات ولولا استتار كنه جمال كلامه بكسوة الحروف لما ثبت لسماع الكلام عرش ولا ترى ولا تمكن لفهم عظيم الكلام إلا على حد فهم الخلق فكل أحد يفهم عنه بفهمه الذي قسم له حكمة منه.
قال بعض العلماء: في القرآن ميادين وبساتين وعرائس وديابيج ورياض فالميمات ميادين القرآن والراءات بساتين القرآن والحاءات مقاصير القرآن والمسبحات عرائس القرآن والحواميم ديابيج القرآن والمفصل رياضه وما سوى ذلك فإذا دخل المريد في الميادين وقطف من البساتين ودخل المقاصير وشهد العرائس ولبس الديابيج وتنزه في الرياض وسكن غرفات المقامات اقتطعه عما سواه وأوقفه ما يراه وشغله المشاهد له عما عداه ولذلك قال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((اعرفوا القرآن والتمسوا غرائبه وفروضه وحدوده فإن القرآن على خمسة حلال وحرام ومحكم وأمثال ومتشابه فخذوا الحلال ودعوا الحرام واعملوا بالمحكم وآمنوا بالتمشابه واعتبروا بالأمثال)).
وقال أبو الدرداء رضي الله عنه: لا يفقه الرجل حتى يجعل للقرآن وجوها.
وقال ابن مسعود رضي الله عنه: من أراد علم الأولين والآخرين فليثور القرآن.
قال ابن سبع في كتاب شفاء الصدر: هذا الذي قال أبو الدرداء وابن مسعود لا يحصل بمجرد تفسيره الظاهر وقد قال بعض العلماء لكل آية ستون ألف فهم وما بقى من فهمه أكثر وقال آخرون القرآن يحتوى على سبعة وسبعين ألف علم إذ لكل كلمة علم ثم يتضاعف ذلك أربعا إذ لكل كلمة ظاهر وباطن وحد ومطلع.
وبالجملة فالعلوم كلها داخلة في أفعال الله وصفاته وفي القرآن شرح ذاته وصفاته وأفعاله).[البرهان في علوم القرآن:1/449-480] (م)

قالَ جلالُ الدينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أبي بكرِ السيوطيُّ (ت: 911هـ):( وفي الصحيحين عن ابن مسعود: أن رجلا قال له إني قرأ المفصل في ركعة واحدة فقال هذا كهذ الشعر إن قوما يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم ولكن إذا وقع في القلب فرسخ فيه نفع.
وأخرج الآجري في حملة القرآن عن ابن مسعود قال: لا تنثروه نثر الدقل ولا تهذوه هذا الشعر قفوا عند عجائبه وحركوا به القلوب ولا يكن هم أحدكم آخر السورة .
وأخرج من حديث ابن عمر مرفوعا: ((يقال لصاحب القرآن اقرأ وارق في الدرجات ورتل كما كنت ترتل في الدنيا فإن منزلتك عند آخر آية كنت تقرؤها)).
قال في شرح المهذب واتفقوا على كراهة الإفراط في الإسراع.
قالوا وقراءة جزء بترتيل أفضل من قراءة جزأين في قدر ذلك الزمان بلا ترتيل.
قالوا واستحباب الترتيل للتدبر ولأنه أقرب إلى الإجلال والتوقير وأشد تأثيرا في القلب ولهذا يستحب للأعجمي الذي لا يفهم معناه، انتهى. ). [الإتقان في علوم القرآن:2/657-727] (م)
قالَ جلالُ الدينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أبي بكرِ السيوطيُّ (ت: 911هـ):(وفي البرهان للزركشي كمال الترتيل تفخيم ألفاظه والإبانة عن حروفه وألا يدغم حرف في حرف وقيل هذا أقله وأكمله أن يقرأه على منازله فإن قرأ تهديدا لفظ به لفظ المتهدد أو تعظيما لفظ به على التعظيم .). [الإتقان في علوم القرآن:2/657-727] (م)


أيهما أفضل الترتيل والترسل مع قلة القراءة أو السرعة مع كثرة القراءة؟
قالَ عَلَمُ الدِّينِ عليُّ بنُ محمَّدٍ السَّخَاوِيُّ (ت:643هـ): (واعلم بأن القرآن العزيز يُقرأ للتعلم، فالواجب التقليل والتكرير، ويُقرأ للتدبر، فالواجب الترتيل والتوقف، ويُقرأ لتحصيل الأجر بكثرة القراءة، فله أن يقرأ ما استطاع، ولا يؤنب إذا أراد الإسراع.

وقد روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((خفف الله على دواد عليه السلام القراءة فكان يأمر بدابته تسرج فيقرأ كتابه من قبل أن تسرج دابته، وكان لا يأكل إلا من عمل يديه)).).[جمال القراء:2/544-547] (م)
قالَ جلالُ الدينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أبي بكرِ السيوطيُّ (ت: 911هـ):(وفي النشر اختلف هل الأفضل الترتيل وقلة القراءة أو السرعة مع كثرتها وأحسن بعض أئمتنا فقال إن ثواب قراءة الترتيل أجل قدرا وثواب الكثرة أكثر عددا لأن بكل حرف عشر حسنات.). [الإتقان في علوم القرآن:2/657-727] (م)

مايستحب للقارئ إذا مر في قراءته بذكر للجنة أو النار
ينظر في موضوع: آداب تلاوة القرآن

ما ورد في ترجيع النبي صلى الله عليه وسلم بالقراءة
ينظر موضوع: التغني في القرآن


......................

ساجدة فاروق 29 رجب 1435هـ/28-05-2014م 06:20 PM

التغني بالقرآن

معنى التغني بالقرآن وما يستحب للقارئ من تحسين القرآن وتزيينه بصوته
حديث البراء بن عازب مرفوعا: (زينوا القرآن بأصواتكم)
قالَ أبو عُبيدٍ القاسمُ بن سلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت: 224هـ): (حدثنا يحيى بن سعيد، عن شعبة، قال: حدثنا طلحة بن مصرف، عن عبد الرحمن بن عوسجة، عن البراء ابن عازب، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((زينوا القرآن بأصواتكم)).قال: نسيتها، فذكرنيها الضحاك). [فضائل القرآن: ]
قالَ أحمدُ بنُ شُعيبٍ النَّسَائِيُّ (ت: 303هـ): (أخبرنا علي بن حجر قال: أنا جرير, عن الأعمش, وذكر آخر عن طلحة بن مصرف, عن عبد الرحمن بن عوسجة, عن البراء قال: قال رسول الله :((زينوا القرآن بأصواتكم)).). [فضائل القرآن للنَّسائي: ]
قال أبو بكر محمد بن الحسين الآجُرِّيُّ (360هـ) : (- وأخبرنا الفريابيّ ثنا أبو قدامة وعمرو بن عليٍّ قالا: ثنا يحيى بن سعيدٍ عن شعبة حدّثني طلحة بن مصرّفٍ عن عبد الرّحمن بن عوسجة عن البراء بن عازبٍ عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: «زيّنوا القرآن بأصواتكم».
- حدّثنا جعفرٌ الصّندليّ ثنا صالح بن أحمد بن حنبل عن أبيه قال: قلت له: قوله صلّى الله عليه وسلّم: «زيّنوا القرآن بأصواتكم»ما معناه؟، قال: التّزيين أن يحسّنه.). [أخلاق حملة القرآن: --] (م)
قالَ أبو الفضلِ عبدُ الرَّحمنِ بنُ أحمدَ الرازيُّ (ت: 454هـ): (أخبرنا ابن فناكي, نا الروياني, نا محمد بن بشار, نا ابن هشام, نا سفيان, عن منصور, عن طلحة بن مسرف، عن عبد الرحمن بن عوسجة, عن البراء بن عازب, عن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ((زينوا القرآن بأصواتكم)).‏)‏. ‏[فضائل القرآن وتلاوته:64-65]

قال أبو زكريَّا يَحْيَى بْنُ شَرَفٍ النَّوَوِيُّ (ت: 676هـ): ( - وعن البراء بن عازب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:((زينوا القرآن بأصواتكم)). رواه أبو داود والنسائي وغيرهما .). [التبيان في آداب حملة القرآن:106- 107] (م)
حديث أبي هريرة مرفوعا: (زينوا أصواتكم بالقرآن)
قالَ أبو عُبيدٍ القاسمُ بن سلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت: 224هـ): (حدثنا يحيى بن بكير، عن يعقوب بن عبد الرحمن القاري، عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((زينوا أصواتكم بالقرآن)).). [فضائل القرآن: ]
حديث سعد مرفوعا: (ليس منا من لم يتغن بالقرآن)
قالَ أبو عُبيدٍ القاسمُ بن سلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت: 224هـ): ( حدثنا شبابة، عن حسام بن مصك، عن عبد الله بن أبي مليكة، عن عبد الله بن أبي نهيك.
قال حسام: ولقيت عبد الله بن أبي نهيك فسألته عن هذا الحديث، فقال: دخلت على سعد فرأيته رث المتاع, رث المال، فقال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ليس منا من لم يتغن بالقرآن)).). [فضائل القرآن: ]
قالَ أبو عُبيدٍ القاسمُ بن سلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت: 224هـ): ( حدثنا شبابة، وأبو النضر، عن الليث بن سعد، قال: حدثني عبد الله بن أبي مليكة، عن عبد الله أو عبيد الله بن أبي نهيك، عن سعد، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ليس منا من لم يتغن بالقرآن)).).[فضائل القرآن: ]
مرسل سعيد بن أبي سعيد: (ليس منا من لم يتغن بالقرآن)
قالَ أبو عُبيدٍ القاسمُ بن سلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت: 224هـ): (حدثنا عبد الله بن صالح، عن الليث بن سعد، عن ابن أبي مليكة، عن عبيد الله بن أبي نهيك، عن سعيد بن أبي سعيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ليس منا من لم يتغن بالقرآن)).
قال أبو عبيد: قوله: ((من لم يتغن)).
التغني: هو الاستغناء والتعفف عن مسألة الناس واستئكالهم بالقرآن، وأن يكون في نفسه بحمله القرآن غنيا، وإن كان من المال معدما).[فضائل القرآن: ] (م)
حديث أبي هريرة مرفوعا: (وزينوا أصواتكم بالقرآن، فإن الشيطان ينفر من البيت الذي تقرأ فيه البقرة)
قالَ أبو عُبيدٍ القاسمُ بن سلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت:224هـ)
: ( حدثنا يحيى بن بكير، عن يعقوب بن عبد الرحمن القاري، عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:((صلوا في بيوتكم ولا تجعلوها قبورا، وزينوا أصواتكم بالقرآن، فإن الشيطان ينفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة )).). [فضائل القرآن:](م)
قالَ جَلالُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ): (وأخرج أبو عبيد والنسائي، وَابن الضريس ومحمد بن نصر في كتاب الصلاة عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((صلوا في بيوتكم ولا تجعلوهاقبورا وزينوا أصواتكم بالقرآن فإن الشيطان ينفر من البيت الذي يقرأ فيه سورة البقرة)).). [الدر المنثور:1/105] (م)
حديث أبي لبابة مرفوعا: (ليس منا من لم يتغن بالقرآن)
قالَ مُحمَّدُ بنُ عبدِ الوهَّابِ التميميُّ (ت: 1206هـ): (وعن أبي لبابة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ((ليس منا من لم يتغن بالقرآن)) رواه أبو داود بسند جيد). [فضائل القرآن: ]


فضل من يتغنى بالقرآن
حديث أبي هريرة مرفوعا: (ما أذن الله لشيء كإذنه لنبي يتغن بالقرآن يجهر به)
قالَ أبو عُبيدٍ القاسمُ بن سلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت: 224هـ): (حدثنا إسماعيل بن جعفر، عن محمد بن عمرو بن علقمة، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((ما أذن الله لشيء كإذنه لنبي يتغنى بالقرآن يجهر به)).). [فضائل القرآن: ](م)
قالَ أبو عُبيدٍ القاسمُ بن سلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت: 224هـ): (حدثنا عبد الله بن صالح، عن الليث بن سعد، عن يونس بن يزيد، عن ابن شهاب، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، مثل ذلك، ولم يرفعه). [فضائل القرآن: ]
قالَ أحمدُ بنُ شُعيبٍ النَّسَائِيُّ (ت:303هـ): ( أخبرنا قتيبة بن سعيد قال: ثنا سفيان, عن الزهري, عن أبي سلمة, عن أبي هريرة : أن النبي قال: (( ما أذن الله لشيء, يعني: أذنه لنبي يتغنى بالقرآن)) ). [فضائل القرآن للنَّسائي: ](م)
قالَ أحمدُ بنُ شُعيبٍ النَّسَائِيُّ (ت:303هـ): ( أخبرنا أبو صالح المكي قال: ثنا ابن أبي حازم, عن يزيد بن عبد الله, عن محمد بن إبراهيم , عن أبي سلمة , عن أبي هريرة : أنه سمع رسول الله يقول : (( ما أذن الله لشيء ما أذن لنبي , حسن الصوت بالقرآن يجهر به)) ). [فضائل القرآن للنَّسائي: ] (م)
قالَ أحمدُ بنُ شُعيبٍ النَّسَائِيُّ (ت:303هـ): ( أخبرنا محمد بن رافع قال: ثنا عبد الرزاق, قال: ثنا معمر, عن الزهري, عن أبي سلمة بن عبد الرحمن, عن أبي هريرة قال: قال رسول الله : (( ما أذن الله لشيء ما أذن لنبي أن يتغنى بالقرآن)) ). [فضائل القرآن للنَّسائي: ] (م)

قالَ الحُسَيْنُ بنُ مَسْعُودٍ البَغَوِيُّ (ت: 516هـ): (أخبرنا عبد الواحد المليحيّ، أخبرنا أحمد بن عبد اللّه النّعيميّ، أخبرنا محمّد بن يوسف، حدّثنا محمّد بن إسماعيل، حدّثنا إبراهيم بن حمزة، حدّثني ابن أبي حازمٍ عن يزيد، يعني ابن الهاد، عن محمّد بن إبراهيم عن أبي سلمة بن عبد الرّحمن عن أبي هريرة أنّه سمع النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم يقول: ((ما أذن اللّه لشيءٍ ما أذن لنبيٍّ حسن الصّوت يتغنّى بالقرآن يجهر به)).تم). [معالم التنزيل: 8/601] (م)
قال أبو زكريَّا يَحْيَى بْنُ شَرَفٍ النَّوَوِيُّ (ت: 676هـ): ( - ثبت في الصحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:((ما أذن الله لشيء ما أذن لنبي حسن الصوت يتغنى بالقرآن يجهر به)). رواه البخاري ومسلم، ومعنى "أذن": استمع، وهو إشارة إلى الرضا والقبول.). [التبيان في آداب حملة القرآن:104] (م)

قالَ مُحمَّدُ بنُ عبدِ الوهَّابِ التميميُّ (ت: 1206هـ): ( عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((ما أذن الله لشيء ما أذن لنبي يتغنى بالقرآن)).
وفي رواية: ((لنبي حسن الصوت يتغنى بالقرآن يجهر به)) أخرجاه .). [فضائل القرآن: ]

حديث فضالة بن عبيد مرفوعا: (لله أشد أذانا إلى الرجل الحسن الصوت بالقرآن، من صاحب القينة إلى قينته)
قالَ أبو عُبيدٍ القاسمُ بن سلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت: 224هـ): (حدثني هشام بن عمار، عن يحيى بن حمزة، عن الأوزاعي، قال: حدثني إسماعيل بن عبيد الله، عن فضالة بن عبيد، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((لله أشد أذانا إلى الرجل الحسن الصوت بالقرآن من صاحب القينة إلى قينته). .
قال أبو عبيد: هذا الحديث بعضهم يزيد في إسناده يقول: عن إسماعيل بن عبيد الله، عن مولى فضالة، عن فضالة. وقوله: ((أشد أذانا)).
هكذا الحديث وهو في كلام العرب: ((أشد أذنا)) , يعني الاستماع. وهو قوله في الحديث الآخر: ((ما أذن الله لشيء)), أي: ما استمع). [فضائل القرآن: ]
قالَ سعيدُ بنُ منصورٍ الخُرَاسَانِيُّ (ت: 227هـ): (حدثنا الوليد بن مسلم, عن الأوزاعي, عن إسماعيل بن عبيد الله, عن مولى لفضالة بن عبيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لله أشد أذنا إلى الرجل الحسن الصوت بالقرآن من صاحب القينة إلى قينته)).).[سنن سعيد بن منصور:405] (م)
قال أبو بكر محمد بن الحسين الآجُرِّيُّ (360هـ) : (باب: في حسن الصّوت بالقرآن
- أخبرنا الفريابيّ ثنا صفوان بن صالحٍ ثنا محمّد بن شعيبٍ أنا الأوزاعيّ عن إسماعيل بن عبيد الله أنّه حدّثه عن فضالة بن عبيدٍ قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم:
«لله أشدّ أذناً إلى الرّجل الحسن الصّوت بالقرآن، من صاحب القينة إلى القينة».
قال الأوزاعيّ:
أذناً يعني: استماعاً.). [أخلاق حملة القرآن: --] (م)
قالَ أبو الفضلِ عبدُ الرَّحمنِ بنُ أحمدَ الرازيُّ (ت: 454هـ): (أنا أبو عبد الرحمن محمد بن الحسيني السلمي, أنا جدي إسماعيل بن نجيد, نا محمد بن أيوب الرازي, أنا محمد بن عقبة السدوسي, نا الوليد بن مسلم, نا الأوزاعي, عن إسماعيل بن عبيد الله بن أبي المهاجر, عن ميسرة مولى فضالة‏, ‏عن فضالة بن عبيد, عن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ((‏لله أشد أذنا إلى الرجل الحسن الصوت بالقرآن من صاحب القينة إلى قينته‏)).)‏. [فضائل القرآن وتلاوته:66-67] (م)
قال أبو زكريَّا يَحْيَى بْنُ شَرَفٍ النَّوَوِيُّ (ت: 676هـ): ( - وعن فضالة بن عبيد رضي الله عنه قال: قالرسول الله صلى الله عليه وسلم:((لله أشد أذنا إلى الرجل حسن الصوت بالقرآن من صاحب القينة إلى قينته)). رواه ابن ماجه.). [التبيان في آداب حملة القرآن:105- 106] (م)

حديث أبي موسى مرفوعا: (إني لأعرف أصوات رفقة الأشعريين بالليل حين يدخلون، وأعرف منازلهم كل من أصواتهم بالقرآن بالليل)
قال أبو زكريَّا يَحْيَى بْنُ شَرَفٍ النَّوَوِيُّ (ت: 676هـ): (وعن أبي موسى أيضا قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:((إني لأعرف أصوات رفقة الأشعريين بالليل حين يدخلون وأعرف منازلهم كل من أصواتهم بالقرآن بالليل وإن كنت لم أر منازلهم حين نزلوا بالنهار)). رواه البخاري ومسلم.). [التبيان في آداب حملة القرآن:105- 106] (م)

من عُرف بحسن الصوت بالقرآن من الصحابة والتابعين ومن بعدهم
حديث أبي هريرة مرفوعا: (لقد أوتي هذا من مزامير آل داود)
قالَ أبو عُبيدٍ القاسمُ بن سلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت: 224هـ): (حدثنا يزيد، عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، قال: دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم المسجد، فسمع قراءة رجل، فقال: ((من هذا؟)).
قيل: عبد الله بن قيس.
فقال: ((لقد أوتي هذا من مزامير آل داود)).
قال أبو عبيد : حدثنا عبد الله بن صالح، وأبو النضر، عن الليث، قال: حدثني ابن شهاب، عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك، عن النبي صلى الله عليه وسلم، وأبي موسى، مثل ذلك ونحوه.
حدثنا أبو عبيد حدثنا عبد الله بن صالح، عن الليث، عن يونس بن يزيد، عن ابن شهاب، قال: أخبرني أبو سلمة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ذلك لأبي موسى). [فضائل القرآن: ] (م)
أثر عثمان النهدي في أبي موسى الأشعري رضي الله عنه
قالَ أبو عُبيدٍ القاسمُ بن سلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت: 224هـ): (حدثنا إسماعيل بن إبراهيم، قال: حدثنا سليمان التيمي، أو نبئت عنه قال: حدثنا أبو عثمان النهدي، قال: «كان أبو موسى يصلي بنا، فلو قلت: إني لم أسمع صوت صنج قط، ولا صوت بربط قط، ولا شيئا قط أحسن من صوته»).[فضائل القرآن: ] (م)
أثر أبي سلمة في عمر وأبي موسى رضي الله عنهما
قالَ أبو عُبيدٍ القاسمُ بن سلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت: 224هـ): (حدثنا عبد الله بن صالح، عن الليث، عن يونس، عن ابن شهاب، عن أبي سلمة قال: كان عمر رضي الله عنه إذا رأى أبا موسى قال: «ذكرنا ربنا, أبا موسى» قرأ عنده). [فضائل القرآن: ](م)
أثر أبي عبد الرحمن الحبلي في عمر وعقبة رضي الله عنهما
قالَ أبو عُبيدٍ القاسمُ بن سلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت: 224هـ) : (حدثنا أبو الأسود، عن ابن لهيعة، عن حيي بن عبد الله المعافري، عن أبي عبد الرحمن الحبلي، أنه سمع عقبة بن عامر يقرأ، وكان عقبة أحسن الناس صوتا بالقرآن.
قال عمر: «يا عقبة، اعرض علي سورة».
قال: فعرض عليه {براءة من الله ورسوله}).[فضائل القرآن: ] (م)
أثر إبراهيم النخعي في ابن مسعود وعلقمة: (رتل فإنه زين القرآن)
قالَ أبو عُبيدٍ القاسمُ بن سلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت: 224هـ): (حدثنا جرير، عن مغيرة، عن إبراهيم، قال: قرأ علقمة على عبد الله، فكأنه عجل، فقال عبد الله: «فداك أبي وأمي رتل، فإنه زين القرآن».
قال: وكان علقمة حسن الصوت بالقرآن).[فضائل القران: ] (م)
قالَ عَلَمُ الدِّينِ عليُّ بنُ محمَّدٍ السَّخَاوِيُّ (ت: 643هـ): (وقرأ علقمة على عبد الله -فكأنه عجل- فقال عبد الله: "فداك أبي وأمي رتل، فإنه زين القرآن" وكان علقمة حسن الصوت بالقرآن. ) [جمال القراء:1/97](م)
حديث عائشة أم المؤمنين مرفوعا: (لقد أوتي هذا من مزامير آل داود)
قالَ سعيدُ بنُ منصورٍ الخُرَاسَانِيُّ (ت: 227هـ): (حدثنا سفيان, عن الزهري, عن عروة, عن عائشة رضي الله عنها قالت: سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم قراءة أبي موسى فقال: ((لقد أوتي هذا من مزامير آل داود)).). [سنن سعيد بن منصور:412](م)
قالَ أحمدُ بنُ شُعيبٍ النَّسَائِيُّ (ت:303هـ): ( أخبرنا محمد بن رافع قال: ثنا عبد الرزاق, قال: أنا معمر, عن الزهري, عن عروة, عن عائشة : أن النبي سمع صوت أبي موسى الأشعري وهو يقرأ قال: (( لقد أوتي أبو موسى من مزامير آل داوود)) ). [فضائل القرآن للنَّسائي: ]
حديث عائشة أم المؤمنين مرفوعا: (دخلت الجنة فسمعت قراءة فقلت من هذا؟ فقالوا حارثة بن النعمان، كذلكم البر كذلكم البر)
قالَ سعيدُ بنُ منصورٍ الخُرَاسَانِيُّ (ت: 227هـ): (حدثنا سفيان, عن الزهري, عن عروة, عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((دخلت الجنة فسمعت قراءة فقلت: من هذا؟ فقالوا: حارثة بن النعمان, كذلكم البر, كذلكم البر)).). [سنن سعيد بن منصور:414] (م)

حديث أسيد بن حضير مرفوعا: (ذلك الملائكة دنوا لصوتك, ولو قرأت حتى تصبح لأصبح الناس ينظرون إليهم)
قالَ أحمدُ بنُ شُعيبٍ النَّسَائِيُّ (ت:303هـ): ( أخبرنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم , عن شعيب قال: أنا الليث , قال: أنا خالد , عن ابن أبي هلال , عن يزيد بن عبد الله بن أسامة, عن عبد الله بن خباب, عن أبي سعيد الخدري, عن أسيد بن حضير , وكان من أحسن الناس صوتا بالقرآن, قال:قرأت الليلة بسورة البقرة , وفرس لي مربوط , ويحيى ابني مضطجع قريبا مني وهو غلام , فجالت جولة, فقمت ليس لي هم إلا يحيى ابني , فسكنت الفرس , ثم قرأت فجالت الفرس, فقمت ليس لي ب هم إلا ابني , ثم قرأت فجالت الفرس فرفعت رأسي , فإذا بشيء كهيئة الظلة في مثل المصابيح مقبل من السماء , فهالني فسكنت , فلما أصبحت غدوت إلى رسول الله فأخبرته , فقال: ((اقرأ, يا أبا يحيى))، قلت: قد قرأت يا رسول الله, فجالت الفرس وليس لي هم إلا ابني، فقال:((اقرأ, يا ابن حضير))، قال: قد قرأت , فرفعت رأسي فإذا كهيئة الظلة فيها مصابيح فهالني، فقال:((ذلك الملائكة دنوا لصوتك, ولو قرأت حتى تصبح لأصبح الناس ينظرون إليهم)).). [فضائل القرآن للنَّسائي: ] (م)
حديث بريدة مرفوعا: (لقد أعطي من مزامير داوود)

قالَ أحمدُ بنُ شُعيبٍ النَّسَائِيُّ (ت:303هـ): ( أخبرنا طليق بن محمد بن السكن قال: أنا معاوية , قال: أنا مالك بن مغول, عن عبد الرحمن بن بريدة , عن أبيه قال: مر النبي على أبي موسى ذات ليلة وهو يقرأ , فقال: (( لقد أعطي من مزامير آل داوود )) , فلما أصبح ذكروا ذلك له , فقال: "لو كنت أعلمتني لحبرت ذلك تحبيرا").[فضائل القرآن للنَّسائي: ] (م)

حديث سعد بن أبي وقاص مرفوعا: (إن هذا القرآن نزل بحزن، فإذا قرأتموه فابكوا، فإن لم تبكوا فتباكوا، وتغنوا به)
قالَ أبو الفضلِ عبدُ الرَّحمنِ بنُ أحمدَ الرازيُّ (ت: 454هـ): (أنا أبو الحسين عبد الوهاب بن الحسن بدمشق, نا طاهر بن محمد بن الحكم, نا هشام بن عمار, نا الوليد, نا أبو رافع, عن ابن أبي مليكة, عن عبد الرحمن بن السائب قال‏:‏ قدم علينا سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه, وقد كف بصره فسلمت عليه فقال‏:‏ من أنت؟ فأخبرته.
فقال‏:‏ مرحبا , يا ابن أخي بلغني أنك حسن الصوت بالقرآن , وسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:((إن هذا القرآن نزل بحزن, فإذا قرأتموه فابكوا, فإن لم تبكوا فتباكوا، وتغنوا به، فمن لمن يتغن به فليس من)).). [فضائل القرآن:122-123] (م)
حديث أبي موسى مرفوعا: (لقد أوتيت مزمارا من مزامير آل داود)
قال أبو زكريَّا يَحْيَى بْنُ شَرَفٍ النَّوَوِيُّ (ت: 676هـ): ( وعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((لقد أوتيت مزمارا من مزامير آل داود)). رواه البخاري ومسلم.
وفي رواية لمسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له: ((لقد رأيتني وأنا أستمع لقراءتك البارحة)). ورواه مسلم من رواية بريد بن الحصيب. ). [التبيان في آداب حملة القرآن: 105] (م)

الخروج بالقراءة إلى حد التمطيط والإفراط بزيادة حرف أو إخفائه أو مد ما لا يجوز مده فحرام

قال أبو زكريَّا يَحْيَى بْنُ شَرَفٍ النَّوَوِيُّ (ت: 676هـ): (أجمع العلماء رضي الله عنهم من السلف والخلف من الصحابة والتابعين ومن بعدهم من علماء الأمصار أئمة المسلمين على استحباب تحسين الصوت بالقرآن وأقوالهم وأفعالهم مشهورة نهاية الشهرة فنحن مستغنون عن نقل شيء من أفرادها.
ودلائل هذا من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم مستفيضة عند الخاصة والعامة كحديث:
((زينوا القرآن بأصواتكم))، وحديث: ((لقد أوتي هذا مزمارا))، وحديث: ((ما أذن الله))، وحديث: ((لله أشد أذنا)). وقد تقدمت كلها في الفصل السابق.
وتقدم في فضل الترتيل: حديث عبد الله بن مغفل في ترجيع النبي صلى الله عليه وسلم القراءة.
وكحديث سعد بن أبي وقاص وحديث أمامة رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
((من لم يتغن بالقرآن فليس منا)). رواه أبو داود بإسنادين جيدين وفي إسناد سعد اختلاف لا يضر.
قال جمهور العلماء معنى (لم يتغن): لم يحسن صوته.
وحديث البراء رضي الله عنه قال:
(سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ في العشاء بالتين والزيتون فما سمعت أحدا أحسن صوتا منه). رواه البخاري ومسلم.
قال العلماء رحمهم الله: فيستحب تحسين الصوت بالقراءة، وترتيلها ما لم يخرج عن حد القراءة بالتمطيط؛ فإن أفرط حتى زاد حرفا أو أخفاه فهو حرام. ).
[التبيان في آداب حملة القرآن:109- 111] (م)
قال أبو زكريَّا يَحْيَى بْنُ شَرَفٍ النَّوَوِيُّ (ت: 676هـ): (قال الشافعي في مختصر المزني: (ويحسن صوته بأي وجه كان)، قال: وأحب ما يقرأ حدرا وتحزينا، قال أهل اللغة: يقال حدرت بالقراءة إذا أدرجتها ولم تمططها، ويقال فلان يقرأ بالتحزين إذا رقق صوته.
وقد روى ابن أبي داود بإسناده عن أبي هريرة رضي الله عنه: أنه قرأ "إذا الشمس كورت" يحزنها شبه الرثاء.
وفي سنن أبي داود قيل لابن أبي مليكة: (
أرأيت إذا لم يكن حسن الصوت فقال يحسنه ما استطاع). ). [التبيان في آداب حملة القرآن: 112] (م)
قالَ جلالُ الدينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أبي بكرِ السيوطيُّ (ت: 911هـ): (ويسن تحسين الصوت به ما لم يخرج إلى حد التمطيط والإفراط بزيادة حرف أو إخفائه أو مد ما لا يجوز مده فحرام، ويُراعي الوقف عند تمام الكلام ولا يتقيد بالأحزاب والأعشار). [التحبير في علم التفسير:317-322] (م)
قالَ جلالُ الدينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أبي بكرِ السيوطيُّ (ت: 911هـ): (النوع الخامس والثلاثون
يسن تحسين الصوت بالقراءة وتزيينها لحديث ابن حبان وغيره ((زينوا القرآن بأصواتكم)).
وفي لفظ عند الدارمي: ((حسنوا القرآن بأصواتكم فإن الصوت الحسن يزيد القرآن حسنا)).
وأخرج البزار وغيره حديث: ((حسن الصوت زينة القرآن)).
وفي أحاديث صحيحة كثيرة فإن لم يكن حسن الصوت حسنه ما استطاع بحيث لا يخرج إلى حد التمطيط.).[الإتقان في علوم القرآن:2/657-727] (م)




النهي عن الألحان المطربة الملهية في قراءة القرآن
قالَ أبو عُبيدٍ القاسمُ بن سلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت: 224هـ): (حدثنا حجاج، عن ابن جريج، قال: قلت لعطاء: ما تقول في القراءة على الألحان؟
قال: «وما بأس ذلك؟ , سمعت عبيد بن عمير يقول: كان داود يفعل كذا وكذا , لشيء ذكره يريد أن يبكي بذلك ويبكي », وذكر شيئا كرهته.
قال أبو عبيد: وعلى هذا المعنى تحمل هذه الأحاديث التي ذكرناها في حسن الصوت، إنما هو طريق الحزن والتخويف والتشويق، يبين ذلك حديث أبي موسى: أن أزواج النبي صلى الله عليه وسلم استمعن قراءته، فأخبر بذلك، فقال: ((لو علمت لشوقت تشويقا، أو حبرت تحبيرا)).
فهذا وجهه, لا الألحان المطربة الملهية، وقد روي في ذلك أحاديث مفسرة مرفوعة وغير مرفوعة). [فضائل القرآن: ] (م)

حديث حذيفة مرفوعا: (اقرءوا القرآن بلحون العرب وأصواتها، وإياكم ولحون أهل الفسق وأهل الكتابين)
قالَ أبو عُبيدٍ القاسمُ بن سلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت: 224هـ): (وحدثني نعيم بن حماد، عن بقية بن الوليد، عن حصين بن مالك الفزاري، قال: سمعت شيخا، يكنى أبا محمد يحدث عن حذيفة بن اليمان، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((اقرءوا القرآن بلحون العرب وأصواتها، وإياكم ولحون أهل الفسق وأهل الكتابين، وسيجيء قوم من بعدي يرجعون بالقرآن ترجيع الغناء والرهبانية والنوح، لا يجاوز حناجرهم، مفتونة قلوبهم , وقلوب الذين يعجبهم شأنهم)).). [فضائل القرآن: ] (م)

حديث عابس الغفاري مرفوعا: (وقوما يتخذون القرآن مزامير، يقدمون أحدهم، ليس بأفقههم ولا أفضلهم، إلا ليغنيهم به غناء)
قالَ أبو عُبيدٍ القاسمُ بن سلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت: 224هـ): (حدثنا يزيد، عن شريك، عن أبي اليقظان عثمان بن عمير، عن زاذان أبي عمر، عن عليم، قال: كنا على سطح، ومعنا رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال يزيد: لا أعلمه إلا قال: عبس الغفاري فرأى الناس يخرجون في الطاعون، فقال: ما لهؤلاء؟
قالوا: يفرون من الطاعون.
فقال: يا طاعون، خذني.
فقالوا: أتتمنى الموت، وقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((لا يتمنين أحدكم الموت)) .؟!
فقال: «إني أبادر خصالا سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يتخوفهن على أمته: ((بيع الحكم، والاستخفاف بالدم، وقطيعة الرحم، وقوما يتخذون القرآن مزامير، يقدمون أحدهم، ليس بأفقههم ولا أفضلهم، إلا ليغنيهم به غناء)). وذكر خلتين أخريين.
قال أبو عبيد: حدثنا يعقوب بن إبراهيم، عن ليث بن أبي سليم، عن عثمان بن عمير، عن زاذان، عن عابس الغفاري، عن النبي صلى الله عليه وسلم بمثل ذلك أو نحوه). [فضائل القرآن: ] (م)
قالَ عَلَمُ الدِّينِ عليُّ بنُ محمَّدٍ السَّخَاوِيُّ (ت: 643هـ): (وعن عابس الغفاري -ورأى الناس يفرون من الطاعون- فقال: يا طاعون خذني، فقيل له: تتمنى الموت وقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((لا يتمنين أحدكم الموت))! فقال: أبادر خصالا سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يتخوفهن على أمته: ((بيع الحكم، والاستخفاف بالدم، وقطيعة الرحم، وقوما يتخذون القرآن مزامير، يقدمون أحدهم ليس بأفقههم ولا أفضلهم، إلا ليغنيهم به غناء)).). [جمال القراء:1/97] (م)
أثر أنس بن مالك في إنكاره ونهيه عن الألحان المحدثة
قالَ أبو عُبيدٍ القاسمُ بن سلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت: 224هـ): (حدثنا يعقوب بن إبراهيم، عن الأعمش، عن رجل، عن أنس بن مالك: أنه سمع رجلا، يقرأ بهذه الألحان التي أحدث الناس، فأنكر ذلك، ونهى عنه). [فضائل القرآن: ](م)
قالَ أبو عُبيدٍ القاسمُ بن سلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت: 224هـ): (حدثني يحيى بن سعيد، عن شعبة، قال: نهاني أيوب أن أحدث، بهذا الحديث: ((زينوا القرآن بأصواتكم)).
قال أبو عبيد: وإنما كره أيوب فيما نرى أن يتأول الناس بهذا الحديث الرخصة من رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذه الألحان المبتدعة، ولهذا نهاه أن يحدث به). [فضائل القرآن: ](م)

أثر أبي الحارث المكفوف مع يزيد بن هارون
قالَ أبو عُبيدٍ القاسمُ بن سلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت: 224هـ): (سمعت أبا الحارث المكفوف، يسأل يزيد بن هارون في التعبير، فقال: «بدعة وضلالة».
قال: ما تقول في قراءة الحزن؟.
قال: «فاذهب, فحزن نفسك في بيتك».
قال: ما تقول في قراءة الألحان؟.
قال: «بدعة».
قال: يا أبا خالد، يشتهيه الناس.
قال: «لك غيره» ). [فضائل القرآن: ] (م)

حديث عمر بن الخطاب موقوفا: (تراجعوا ولا تلحنوا)
قالَ سعيدُ بنُ منصورٍ الخُرَاسَانِيُّ (ت:227هـ): (حدثنا حماد بن زيد , عن يزيد بن حازم , عن سليمان بن يسار قال : خرج عمر بن الخطاب رضي الله عنه على قوم يقرأون القرآن ويتراجعون فيه , فقال :"ما هذا؟"فقالوا: نقرأ القرآن ونتراجع فيه. فقال: " تراجعوا ولا تلحنوا"). [لا عزو](م)

قال أبو بكر محمد بن الحسين الآجُرِّيُّ (360هـ) : (وأكره القراءة بالألحان والأصوات المعمولة المطرّبة، فإنّها مكروهةٌ عند كثيرٍ من العلماء، مثل: يزيد بن هارون، والأصمعيّ، وأحمد بن حنبل، وأبي عبيدٍ القاسم بن سلامٍ، وسفيان بن عيينة، وغير واحدٍ من العلماء رضى الله عنهم، يأمرون القارئ إذا قرأ أن يتحزّن، ويتباكى، ويخشع بقلبه.
).[أخلاق حملة القرآن: --] (م)

حديث سعد بن أبي وقاص مرفوعا: (إنّ هذا القرآن نزل بحزنٍ، فإذا قرأتموه فابكوا، فإن لم تبكوا فتباكوا، وتغنّوا به)
قال أبو بكر محمد بن الحسين الآجُرِّيُّ (360هـ) : (حدّثنا الفريابيّ ثنا الهيثم بن أيّوب الطّالقانيّ ثنا الوليد بن مسلمٍ عن أبي رافعٍ إسماعيل بن رافعٍ حدّثني ابن أبي مليكة عن عبد الرّحمن بن السّائب قال: قدم علينا سعد بن مالكٍ بعدما كفّ بصره، فأتيته مسلّماً، وانتسبني، فانتسبت له، فقال: مرحبًا بابن أخي، بلغني أنّك حسن الصّوت بالقرآن، سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول: «إنّ هذا القرآن نزل بحزنٍ، فإذا قرأتموه فابكوا، فإن لم تبكوا فتباكوا، وتغنّوا به، فمن لم يتغنّ به، فليس منّا».).[أخلاق حملة القرآن: --] (م)
قالَ أبو الفضلِ عبدُ الرَّحمنِ بنُ أحمدَ الرازيُّ (ت: 454هـ): (أنا أبو الحسين عبد الوهاب بن الحسن بدمشق, نا طاهر بن محمد بن الحكم, نا هشام بن عمار, نا الوليد, نا أبو رافع, عن ابن أبي مليكة, عن عبد الرحمن بن السائب قال‏:‏ قدم علينا سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه, وقد كف بصره فسلمت عليه فقال‏:‏ من أنت؟ فأخبرته.
فقال‏:‏ مرحبا , يا ابن أخي بلغني أنك حسن الصوت بالقرآن , وسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:((إن هذا القرآن نزل بحزن, فإذا قرأتموه فابكوا, فإن لم تبكوا فتباكوا، وتغنوا به، فمن لمن يتغن به فليس من)).). [فضائل القرآن:122-123] (م)

قالَ عَلَمُ الدِّينِ عليُّ بنُ محمَّدٍ السَّخَاوِيُّ (ت:643هـ): ( وعن علي رضي الله عنه قال: "كان النبي صلى الله عليه وسلم حسن الصوت مادا ليس له ترجيع".
وعن أنس: "أن النبي صلى الله عليه وسلم كان لا يرجع"
وأما قول عبد الله بن المغفل: (سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ سورة الفتح يرجع) فلم يرد ترجيع الغناء. كيف وقد نهى عن ذلك صلى الله عليه وسلم فقال: ((اقرءوا القرآن بألحان العرب، وإياكم وألحان أهل الفسق وأهل الكتابين، فإنه سيجيء قوم من بعدي يرجعون بالقرآن ترجيع الغناء والرهبانية والنوح، لا يجاوز حناجرهم، مفتونة قلوبهم وقلوب من يعجبهم شأنهم)). ويجوز أن يكون الراوي أراد بقوله: (يرجع) أي يكرر الآية أو بعضها.
وكذلك قول أم هانئ بنت أبي طالب: (كنت أسمع قراءة النبي صلى الله عليه وسلم وأنا نائمة على فراشي يرجع بالقرآن).).[جمال القراء:2/525- 543] (م)
قالَ عَلَمُ الدِّينِ عليُّ بنُ محمَّدٍ السَّخَاوِيُّ (ت: 643هـ): (وكان عمر رضي الله عنه، إذا رأى أبا موسى قال: ذكرنا ربنا يا أبا موسى، فيقرأ عنده.
قال أبو عثمان النهدي: كان أبو موسى يصلي بنا، فلو قلت: إني لم أسمع صوت صنج ولا صوت بربط أحسن من صوته.
قال أبو عبيد: ومعنى ذلك إنما هو طريق الحزن والتخويف والتشويق، لا الألحان المطربة الملهية). [جمال القراء:1/97] (م)

قالَ عَلَمُ الدِّينِ عليُّ بنُ محمَّدٍ السَّخَاوِيُّ (ت: 643هـ): (وعن البراء بن عازب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((زينوا القرآن بأصواتكم)).
وقال أبو هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم: ((زينوا أصواتكم بالقرآن)). قال شعبة: نهاني أيوب أن أحدث بهذا الحديث: ((زينوا القرآن بأصواتكم)) قال أبو عبيد: إنما كره أيوب فيما نرى، أن يتأول الناس بهذا الحديث الرخصة من رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذه الألحان المبتدعة). [جمال القراء:1/98] (م)

حديث حذيفة مرفوعا: (اقرأوا القرآن بلحون العرب وأصواتها، وإياكم ولحون أهل الفسق وأهل الكتابين)
قالَ عَلَمُ الدِّينِ عليُّ بنُ محمَّدٍ السَّخَاوِيُّ (ت: 643هـ): (قال أبو عبيد: وحدثني نعيم بن حماد، عن بقية بن الوليد عن حصين بن مالك الفزاري، قال: سمعت شيخا يكنى أبا محمد، يحدث عن حذيفة بن اليمان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((اقرأوا القرآن بلحون العرب وأصواتها، وإياكم ولحون أهل الفسق وأهل الكتابين، وسيجيء قوم من بعدي يرجعون بالقرآن ترجيع الغناء والرهبانية والنوح، لا يجاوز حناجرهم، مفتونة قلوبهم وقلوب من يعجبهم شأنهم)).). [جمال القراء:1/95] (م)

قال أبو زكريَّا يَحْيَى بْنُ شَرَفٍ النَّوَوِيُّ (ت: 676هـ): (وأما القراءة بالألحان فقد قال الشافعي رحمه الله في موضع: أكرهها، وقال في موضع: لا أكرهها.
قال أصحابنا: ليست على قولين بل فيه تفصيل؛ إن أفرط في التمطيط فجاوز الحد فهو الذي كرهه، وإن لم يجاوز فهو الذي لم يكرهه.
وقال أقضى القضاة الماوردي في كتابه "الحاوي": القراءة بالألحان الموضوعة إن أخرجت لفظ القرآن عن صيغته بإدخال حركات فيه أو إخراج حركات منه أو قصر ممدود أو مد مقصور أو تمطيط يخفي به بعض اللفظ، ويتلبس المعنى؛ فهو حرام، يفسق به القارئ، ويأثم به المستمع؛ لأنه عدل به عن نهجه القويم إلى الاعوجاج والله تعالى يقول:
{قرآنا عربيا غير ذي عوج}، قال: وإن لم يخرجه اللحن عن لفظه وقراءته على ترتيله كان مباحاً؛ لأنه زاد على ألحانه في تحسينه هذا كلام أقضى القضاة.
وهذا القسم الأول من القراءة بالألحان المحرمة مصيبة ابتلي بها بعض الجهلة الطغام الغشمة الذين يقرؤون على الجنائز وبعض المحافل، وهذه بدعة محرمة ظاهرة، يأثم كل مستمع لها كما قاله أقضى القضاة الماوردي، ويأثم كل قادر على إزالتها أو على النهي عنها إذا لم يفعل ذلك، وقد بذلت فيها بعض قدرتي وأرجو من فضل الله الكريم أن يوفق لإزالتها من هو أهل لذلك وأن يجعله في عافية. ).
[التبيان في آداب حملة القرآن:111- 112] (م)
قالَ جلالُ الدينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أبي بكرِ السيوطيُّ (ت: 911هـ): (النوع الخامس والثلاثون
وأما القراءة بالألحان فنص الشافعي في المختصر أنه لا بأس بها وعن رواية الربيع الجيزي أنها مكروهة .
قال الرافعي: قال الجمهور: ليست على قولين بل المكروه أن يفرط في المد وفي إشباع الحركات حتى يتولد من الفتحة ألف ومن الضمة واو ومن الكسرة ياء أو يدغم في غير موضع الإدغام فإن لم ينته إلى هذا الحد فلا كراهة.
قال في زوائد الروضة: والصحيح أن الإفراط على الوجه المذكور حرام يفسق به القارئ ويأثم المستمع لأنه عدل به عن نهجه القويم قال وهذا مراد الشافعي بالكراهة.
قلت: وفيه حديث:
((اقرؤوا القرآن بلحون العرب وأصواتها وإياكم ولحون أهل الكتابين وأهل الفسق فإنه سيجيء أقوام يرجعون بالقرآن ترجيع الغناء والرهبانية لا يجاوز حناجرهم مفتونة قلوبهم وقلوب من يعجبهم شأنهم)) أخرجه الطبراني والبيهقي). [الإتقان في علوم القرآن:2/657-727] (م)

من القراءات المبتدعة في قراءة القرآن
قالَ عَلَمُ الدِّينِ عليُّ بنُ محمَّدٍ السَّخَاوِيُّ (ت: 643هـ):(ومما ابتدع الناس في قراءة القرآن أصوات الغناء، وهي التي أخبر بها رسول الله صلى الله عليه وسلم أنها ستكون بعده، ويقال: إن أول ما غني به من القرآن قوله عز وجل: {أما السفينة فكانت لمساكين يعملون في البحر} نقلوا ذلك من تغنيهم بقول الشاعر:
أما القطاة فإني سوف أنعتها = نعتا يوافق عندي بعض ما فيها
وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في هؤلاء: ((مفتونة قلوبهم وقلوب من يعجبهم شأنهم)).
وابتدعوا أيضا شيئا سموه:
الترعيد: وهو أن يرعد صوته كالذي يرعد من برد وألم، وقد يخلطه بشيء من ألحان الغناء.
وآخر سموه الترقيص: وهو أن يروم السكوت على الساكن ثم ينفر مع الحركة كأنه في عدو وهرولة.
وآخر يسمى التطريب:وهو أن يترنم بالقرآن ويتنغم به فيمد في غير مواضع المد، ويزيد في المد على ما ينبغي لأجل التطريب، فيأتي بما لا تجيزه العربية.
ونوع آخر يسمى التحزين:وهو أن يترك طباعه وعادته في التلاوة، فيأتي بالتلاوة على وجه آخر كأنه حزين يكاد يبكي مع خشوع وخضوع، ولا يأخذ الشيوخ بذلك لما فيه من الرياء.
ومن ذلك نوع آخر أحدثه هؤلاء الذين يجتمعون فيقرءون كلهم بصوت واحد، فيقولون في نحو قوله عز وجل: {أفلا تعقلون}، {أو لا يعلمون}: أو لـ(تعقلون)، أو لـ(يعلمون)، فيحذفون الألف. وكذلك يحذفون الواو فيقولون: قال آمنا، والياء فيقولون: يوم الدن في {يوم الدين}، ويمدون ما لا يمد لتستقيم لهم الطريق التي سلكوها.
وينبغي أن يسمى: التحريف.
وأما قراءتنا التي نأخذ بها: فهي القراءة السهلة المرتلة العذبة الألفاظ، التي لا تخرج عن طباع العرب وكلام الفصحاء على وجه من وجوه القراءات السبعة، فنقرئ لكل إمام بما نقل عنه من مد أو قصر أو همز أو تخفيف همز أو تشديد أو تخفيف أو إمالة أو فتح أو إشباع أو اختلاس. وخلط بعض القراءات ببعض عندنا خطأ. وعلى الجملة، فمن اجتنب اللحن الجلي والخفي فقد جود القراءة، وقد قيل: للحن غمر كغمر اللحم).[جمال القراء:2/525- 543] (م)



ساجدة فاروق 7 شعبان 1435هـ/5-06-2014م 08:49 PM

تدبر القرآن

ما يستحب لقارئ القرآن من الترسل في قراءته والتدبر
أثر ابن عباس رضي الله عنه
قالَ أبو عُبيدٍ القاسمُ بن سلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت: 224هـ): (حدثنا إسماعيل بن إبراهيم، عن أيوب، عن أبي حمزة، قال: قلت لابن عباس: إني سريع القراءة، وإني أقرأ القرآن في ثلاث.
فقال: لأن أقرأ البقرة في ليلة فأدبرها وأرتلها أحب إلي من أن أقرأ كما تقول.
قال أبو عبيد: حدثنا حجاج، عن شعبة، وحماد بن سلمة، عن أبي جمرة، عن ابن عباس، نحو ذلك. إلا أن في حديث حماد: «أحب إلي من أن أقرأ القرآن أجمع هذرمة»). [فضائل القران: ](م)
أثر زيد بن ثابت رضي الله عنه
قالَ أبو عُبيدٍ القاسمُ بن سلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت: 224هـ): (حدثنا يزيد، عن يحيى بن سعيد، عن رجل، حدثه عن أبيه: أنه سأل زيد بن ثابت عن قراءة القرآن في سبع، فقال: «حسن، ولأن أقرأه في عشرين أو في النصف أحب إلي من أن أقرأه في سبع، وسلني عن ذلك، أردده، وأقف عليه».
قال أبو عبيد: حدثنا أبو النضر، عن شعبة، عن عبد ربه، ويحيى ابني سعيد، عن رجل تبان من أهل المدينة، عن أبيه، عن زيد بن ثابت، مثل ذلك). [فضائل القران: ] (م)
أثر مجاهد بن جبر رضي الله عنه
قالَ أبو عُبيدٍ القاسمُ بن سلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت: 224هـ): (حدثنا عبد الرحمن، عن سفيان، عن عبيد المكتب، قال: قلت لمجاهد: رجل قرأ البقرة وآل عمران، ورجل قرأ البقرة؛ قيامهما واحد، وركوعهما واحد، وسجودهما واحد، وجلوسهما واحد، أيهما أفضل؟.
فقال: «الذي قرأ البقرة» , ثم قرأ: {وقرآنا فرقناه لتقرأه على الناس على مكث ونزلناه تنزيلا} ).[فضائل القران: ] (م)
أثر ابن عباس رضي الله عنهما
قالَ سعيدُ بنُ منصورٍ الخُرَاسَانِيُّ (ت: 227هـ): (حدثنا أبو شهاب, عن العلاء بن المسيب, عن طالوت, عن ابن عباس رضي الله عنهما قال:لإن أقرأ البقرة في ليلة أحب إلي من إن أقرأ القرآن كله في ليلة).[سنن سعيد بن منصور: 477]
أثر ابن عباس رضي الله عنهما
قالَ سعيدُ بنُ منصورٍ الخُرَاسَانِيُّ (ت: 227هـ): (حدثنا عبد الرحمن بن زياد, عن شعبة , عن أبي جمرة قال: قلت لابن عباس: إني لأقرأ القرآن في ليلة مرة أو مرتين.
قال: فأكثر ظني أنه قال: مرتين.
فقال ابن عباس: لأن لا أقرأ إلا سورة واحدة أحب إلي من أن أصنع ذلك, فإن كنت لا بد فاعلا, فاقرأ قراءة تسمع أذنيك, وتوعيه قلبك). [سنن سعيد بن منصور:480]
أثر زيد بن ثابت رضي الله عنه
قالَ سعيدُ بنُ منصورٍ الخُرَاسَانِيُّ (ت: 227هـ): (حدثنا عبد الرحمن بن زياد, عن شعبة, عن عبد ربه ويحيى ابني سعيد, عن رجل تبان من أهل المدينة أنه سمع أباه يقول: سمعت زيد بن ثابت يسئل عن قراءة القرآن.
قال: لأن أقرأ في شهر أحب إلي من خمس عشرة, وخمس عشرة أحب إلي من عشر, وعشر أحب إلي من سبع, أقف عند ما ينبغي أن أقف عنده, وأدعو الله عز وجل وأسأل). [سنن سعيد بن منصور:482] (م)
أثر زيد بن ثابت رضي الله عنه
قال أبو بكرٍ جَعفرُ بنُ مُحمدٍ الفِرْيابِيُّ (ت: 301هـ): (حدثنا قتيبة، عن مالك بن أنس، عن يحيى بن سعيد، أنه قال: كنت أنا ومحمد بن يحيى بن حباب جالسين؛ فدعا رجلا فقال: أخبرني بالذي سمعت من أبيك ؟
فقال الرجل: أخبرني أبي: أنه أتى زيد بن ثابت فقال له: كيف ترى قراءة القرآن في سبع ؟
فقال زيد: حسن، ولئن أقرأه في نصف شهر أو عشرين أحب إلي، وسلني لم ذاك ؟
فقال: فإني أسألك ؟
قال زيد: لكي أتدبره ، وأقف عليه). [فضائل القرآن: ] (م)
حديث حذيفة رضي الله عنه
قال أبو بكرٍ جَعفرُ بنُ مُحمدٍ الفِرْيابِيُّ (ت:301هـ): (حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، حدثنا عبد الله بن نمير ، وأبو معاوية ، عن الأعمش ، عن سعد بن عبيدة ، عن المستورد بن الأحنف ، عن صلة بن زفر ، عن حذيفة قال : " صليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فافتتح البقرة ، فقلت : يركع عند المائة " , قال : " فمضى ، فقلت : يصلي بها ، ثم افتتح النساء ، فقرأها ، ثم افتتح آل عمران ، فقرأها مترسلا (2) ، إذا مر بآية فيها تسبيح سبح ، وإذا مر بآية فيها سؤال يسأل ، وإذا مر بتعويذ تعوذ ، ثم ركع قال : (( سبحان ربي العظيم)) ، فكان ركوعه نحوا من قيامه ، ثم قال : (( سمع الله لمن حمده )) ، ثم قام طويلا قريبا مما ركع ، ثم سجد ، فقال : (( سبحان ربي الأعلى)) ، فكان سجوده قريبا من قيامه ".
حدثنا عثمان بن أبي شيبة ، وعلي بن عبد الله المديني قالا : حدثنا جرير بن عبد الحميد ، عن الأعمش ، عن سعد بن عبيدة ، عن المستورد بن الأحنف ، عن صلة بن زفر ، عن حذيفة قال : "صليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم..." ، فذكر نحوه). [فضائل القرآن:] (م)
قَالَ عُثْمَانُ بنُ سَعِيدٍ الدَّانِيُّ (ت: 444هـ): (باب سيرة زيد بن ثابت رضي الله عنه
أخبرنا خلف بن إبراهيم قال أنا أحمد بن محمد قال أنا أبو عبيد قال أنا يزيد عن يحيى بن سعيد عن رجل حدثه عن أبيه: أنه سأل زيد بن ثابت عن قراءة القرآن في سبع، فقال: "حسن ولأن أقرأه في عشرين أو في النصف أحب إلي من أن أقرأه في سبع وسألني عن ذلك أردده وأقف عليه".
أخبرنا عبد الرحمن بن أحمد المعدل قال أنا إسحاق بن إبراهيم قال أنا محمد ابن عمر قال أنا يحيى بن إبراهيم قال أنا مطرف قال أنا عبد الرحمن بن خالد قال أنا زاهر بن أحمد قال أنا إبراهيم بن عبد الصمد قال أنا أحمد بن أبي بكر قالا أخبرنا مالك عن يحيى بن سعيد عن رجل عن أبيه عن زيد نحوه.). [البيان: 323-326] (م)
قال أبو بكر محمد بن الحسين الآجُرِّيُّ (360هـ): ( وأحبّ لمن تلا القرآن أن يقرأه بحزنٍ ويبكي؛ إن قدر، فإن لم يقدر تباكى.
وأحبّ له أن يتفكّر في قراءته، ويتدبّر ما يتلوه، ويستعمل غضّ الطّرف عمّا يلهي القلوب. وإن يترك كلّ شغلٍ حتّى ينقضي درسه، كان أحبّ إليّ، ليحضر فهمه، ولا يشتغل بغير كلام مولاه.). [أخلاق حملة القرآن: --](م)

قالَ عَلَمُ الدِّينِ عليُّ بنُ محمَّدٍ السَّخَاوِيُّ (ت:643هـ): (واعلم بأن القرآن العزيز يُقرأ للتعلم، فالواجب التقليل والتكرير، ويُقرأ للتدبر، فالواجب الترتيل والتوقف، ويُقرأ لتحصيل الأجر بكثرة القراءة، فله أن يقرأ ما استطاع، ولا يؤنب إذا أراد الإسراع.
وقد روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((خفف الله على دواد عليه السلام القراءة فكان يأمر بدابته تسرج فيقرأ كتابه من قبل أن تسرج دابته، وكان لا يأكل إلا من عمل يديه)).).[جمال القراء:2/544-547] (م)


قالَ عَلَمُ الدِّينِ عليُّ بنُ محمَّدٍ السَّخَاوِيُّ (ت:643هـ): ( الكتاب التاسع منهاج التوفيق إلى معرفة التجويد والتحقيق
(قال عبد الله بن ذكوان: يجب على قارئ القرآن أن يقرأ بترتيل وترسل وتدبر وتفهم وخشوع وبكاء ودعاء وتحفظ وتثبت، وأن يزين قراءته بلسانه ويحسنها بصوته، ويعرف مخارج الحروف في مواضعها،...). [جمال القراء:2/525- 543](م)

قال أبو زكريَّا يَحْيَى بْنُ شَرَفٍ النَّوَوِيُّ (ت: 676هـ): ([فصل]
فإذا شرع في القراءة فليكن شأنه الخشوع والتدبر عند القراءة والدلائل عليه أكثر من أن تحصر وأشهر وأظهر من أن تذكر فهو المقصود المطلوب وبه تنشرح الصدور وتستنير القلوب قال الله عز وجل: {أفلا يتدبرون القرآن}، وقال تعالى: {كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته}.
والأحاديث فيه كثيرة وأقاويل السلف فيه مشهورة وقد بات جماعة من السلف يتلون آية واحدة يتدبرونها ويرددونها إلى الصباح وقد صعق جماعة من السلف عند القراءة ومات جماعات حال القراءة.
وروينا عن بهز بن حكيم أن: (زرارة بن أوفى -التابعي الجليل رضي الله عنه- أمهم في صلاة الفجر فقرأ حتى بلغ {فإذا نقر في الناقور فذلك يومئذ يوم عسير} خر ميتاً، قال بهز: وكنت فيمن حمله).
وكان أحمد بن أبي الحواري رضي الله عنه وهو ريحانة الشام -كما قال أبو القاسم الجنيد رحمه الله- إذا قرئ عنده القرآن يصيح ويصعق.
قال ابن أبي داود: وكان القاسم بن عثمان الجوني رحمه الله ينكر على ابن الحواري، وكان الجوني فاضلا من محدثي أهل دمشق تقدم في الفضل على ابن أبي الحواري، قال: وكذلك أنكره أبو الجوزاء وقيس بن جبير وغيرهما.
قلت: والصواب عدم الإنكار إلا على من اعترف أنه يفعله تصنعا، والله أعلم.
وقال السيد الجليل ذو المواهب والمعارف إبراهيم الخواص رضي الله تعالى عنه: دواء القلب خمسة أشياء: (قراءة القرآن بالتدبر، وخلاء البطن، وقيام الليل، والتضرع عند السحر، ومجالسة الصالحين). ). [التبيان في آداب حملة القرآن:81- 83](م)

قالَ جلالُ الدينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أبي بكرِ السيوطيُّ (ت: 911هـ):(النوع الخامس والثلاثون
وأخرج من حديث عبيدة المكي مرفوعا وموقوفا: ((يا أهل القرآن لا تتوسدوا القرآن وأتلوه حق تلاوته آناء الليل والنهار وأفشوه وتدبروا ما فيه لعلكم تفلحون)).) [الإتقان في علوم القرآن:2/657-727](م)

قالَ جلالُ الدينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أبي بكرِ السيوطيُّ (ت: 911هـ): (وتسن القراءة بالتدبر والتفهم فهو المقصود الأعظم والمطلوب الأهم وبه تنشرح الصدور وتستنير القلوب قال تعالى: {كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته} وقال: {أفلا يتدبرون القرآن} وصفة ذلك أن يشغل قلبه بالتفكير في معنى ما يلفظ به فيعرف معنى كل آية ويتأمل الأوامر والنواهي ويعتقد قبول ذلك فإن كان مما قصر عنه فيما مضى اعتذر واستغفر وإذا مر بآية رحمة استبشر وسأل أو عذاب أشفق وتعوذ أو تنزيه نزه وعظم أو دعاء تضرع وطلب. ).[الإتقان في علوم القرآن:2/657-727](م)


قالَ جلالُ الدينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أبي بكرِ السيوطيُّ (ت: 911هـ):( ويجلس بخشوع وسكينة وحضور قلب، ولا يكون قائماً، ولا مضطجعاً، ويستعيذ، وأفضل ألفاظ الاستعاذة: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ولو تعوذ بغير ذلك أجزأه، ويتدبر القرآن.). [التحبير في علم التفسير:317-322](م)
مايستحب للقارئ إذا مر في قراءته بذكر للجنة أو النار
- ينظر موضوع: آداب تلاوة القرآن

مايستحب لقارئ القرآن من تكرار الآية وتردادها
- ينظر موضوع: تكرار الآية والسورة

ما يستحب لقارئ القرآن من البكاء عند القراءة والرقة والخشوع [ينظر موضوع: البكاء عند قراءة القرآن]
حديث عبد الله بن الشخير
قالَ أبو عُبيدٍ القاسمُ بن سلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت:224هـ): ( حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، عن حماد بن سلمة، عن ثابت البناني، عن مطرف بن عبد الله بن الشخير، عن أبيه، رحمه الله قال: «انتهيت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يصلي، ولجوفه أزيز كأزيز المرجل» يعني : من البكاء. ).[فضائل القران: ؟؟] (م)
أثر الحسن رضي الله عنه
قالَ أبو عُبيدٍ القاسمُ بن سلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت:224هـ): (حدثني محمد بن صالح، عن هشام بن حسان، عن الحسن، قال: «قرأ عمر بن الخطاب رضوان الله عليه: {إن عذاب ربك لواقع ماله من دافع}, قال: فربا منها ربوة عيد منها عشرين يوما». ) [فضائل القران: ؟؟](م)
أثر عبيد بن عمير رضي الله عنه
قالَ أبو عُبيدٍ القاسمُ بن سلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت:224هـ): ( حدثنا النضر بن إسماعيل، عن ابن أبي ليلى، عن عطاء، عن عبيد بن عمير، قال: «صلى بنا عمر بن الخطاب كرم الله وجهه صلاة الفجر , فافتتح سورة يوسف فقرأها حتى إذا بلغ: {وابيضت عيناه من الحزن فهو كظيم} , بكى حتى انقطع فركع».
حدثنا أبو عبيد قال : حدثني حجاج، عن ابن جريج، عن ابن أبي مليكة، عن علقمة بن وقاص، عن عمر، مثله. إلا أنه قال: «العتمة».
ويروى:أنه لما انتهى إلى قوله سبحانه وتعالى: {إنما أشكو بثي وحزني إلى الله} بكى حتى سمع نشيجه من وراء الصفوف.
نشيج الشيخ مثل بكاء الصبي، إذا ضرب فلم يخرج بكاءه فردده في صدره.
ولذلك قيل لصوت الحمار نشيج. يقال منه: قد نشج ينشج نشجا ونشيجا .
وإنما يراد من هذا الحديث : أن يرفع الصوت بالبكاء في الصلاة حتى يسمع صوته، ولا يقطع ذلك الصلاة.
قال أبو عبيد: وفي غير هذا الحديث، أنه لما انتهى إلى قوله تعالى: {إنما أشكو بثي وحزني إلى الله}, بكى حتى سمع نشيجه من وراء الصفوف. ).[فضائل القران:؟؟] (م)
أثر سليمان بن سحيم رضي الله عنه
قالَ أبو عُبيدٍ القاسمُ بن سلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت:224هـ): ( حدثنا حجاج، عن عبد الرحمن بن أبي الزناد، عن سليمان بن سحيم، قال: أخبرني من رأى ابن عمر يصلي وهو يترجح ويتمايل ويتأوه، حتى لو رآه غيرنا ممن يجهله لقال: أصيب الرجل، وذلك لذكر النار إذا مر بقوله تعالى: {وإذا ألقوا منها مكانا ضيقا مقرنين دعوا هنالك ثبورا} أو شبه ذلك. ).[فضائل القران: ؟؟]
أثر يحيى بن أبي كثير رضي الله عنه
قالَ أبو عُبيدٍ القاسمُ بن سلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت:224هـ): ( حدثنا عبد الله بن المبارك، عن الأوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير، قال: استمع كعب على رجل قراءته أو دعاءه أو بكاءه أو نحو هذا فمضى وهو يقول: «واها للنواحين على أنفسهم قبل يوم القيامة». ).[فضائل القران: ؟؟]
قالَ أبو عُبيدٍ القاسمُ بن سلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت:224هـ): ( حدثنا عبد الله بن المبارك، عن مسعر، عن عبد الأعلى التيمي، قال: «من أوتي من العلم ما لا يبكيه فليس بخليق أن يكون أوتي علما ينفعه ؛ لأن الله تبارك وتعالى نعت العلماء فقال سبحانه وتعالى {إن الذين أوتوا العلم من قبله إذا يتلى عليهم يخرون للأذقان سجدا}». ).[فضائل القران: ؟؟](م)
قالَ أبو عُبيدٍ القاسمُ بن سلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت:224هـ): ( حدثنا إسماعيل بن مجالد، عن هلال الوزان، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، أنه قرأ سورة مريم حتى انتهى إلى السجدة: {خروا سجدا وبكيا} , فسجد بها، فلما رفع رأسه قال: «هذه السجدة قد سجدناها فأين البكاء ؟». ) [فضائل القران: ؟؟](م)
أثر عن عبد االملك بن عمر رحمهما الله
قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ القَاسِمُ بنُ سَلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت: 224 هـ): (حدثنا عبد الله بن صالح، عن الليث بن سعد، عن عبيد الله بن أبي جعفر، عن عاصم بن أبي بكر، أن عبد العزيز بن مروان، قال:وفدت إلى سليمان بن عبد الملك، ومعنا عمر بن عبد العزيز، فنزلت على ابنه عبد الملك بن عمر، وهو عزب، فكنت معه في بيت، فصلينا العشاء، وأوى كل رجل منا إلى فراشه، ثم قام عبد الملك إلى المصباح فأطفأه، وأنا أنظر إليه، ثم قام يصلي حتى ذهب بي النوم، فاستيقظت، وإذا هو في هذه الآية:{أفرأيت إن متعناهم سنين، ثم جاءهم ما كانوا يوعدون، ما أغنى عنهم ما كانوا يمتعون} فبكى, ثم رجع إليها، فإذا فرغ منها فعل مثل ذلك، حتى قلت: سيقتله البكاء، فلما رأيت ذلك قلت: لا إله إلا الله، والحمد لله، كالمستيقظ من النوم لأقطع ذلك عنه، فلما سمعني، سكت فلم أسمع له حسا).[فضائل القرآن: ] (م)

من تدبر القرآن تعرف على الرب سبحانه وتعالى وعظيم سلطانه وقدرته، وحصل له الانتفاع بالقرآن
قال أبو بكر محمد بن الحسين الآجُرِّيُّ (360هـ) : ( ثمّ إنّ الله عزّ وجلّ حثّ خلقه على أن يتدبّروا القرآن، فقال عزّ وجلّ «أفلا يتدبّرون القرآن أم على قلوبٍ أقفالها» [محمّد 47/24].
وقال عزّ وجلّ " أفلا يتدبّرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافًا كثيراً» [النّساء 5/82].
قال محمّد بن الحسين: ألا ترون رحمكم الله إلى مولاكم الكريم؛ كيف يحثّ خلقه على أن يتدبّروا كلامه، ومن تدبّر كلامه عرف الرّبّ عزّ وجلّ، وعرف عظيم سلطانه وقدرته، وعرف عظيم تفضّله على المؤمنين، وعرف ما عليه من فرض عبادته، فألزم نفسه الواجب، فحذر ممّا حذّره مولاه الكريم، ورغب فيما رغّبه فيه، ومن كانت هذه صفته عند تلاوته للقرآن، وعند استماعه من غيره، كان القرآن له شفاءً، فاستغنى بلا مالٍ، وعزّ بلا عشيرةٍ، وأنس بما يستوحش منه غيره، وكان همّه عند تلاوة السّورة إذا افتتحها: متّى أتّعظ بما أتلوه؟، ولم يكن مراده متّى أختم السّورة؟، وإنّما مراده: متّى أعقل عن الله الخطاب؟، متّى أزدجر؟، متّى أعتبر؟، لأنّ تلاوته للقرآن عبادةٌ، والعبادة لا تكون بغفلةٍ، والله الموفّق.). [أخلاق حملة القرآن: --] (م)



قال أبو بكر محمد بن الحسين الآجُرِّيُّ (360هـ) : ( إذا درس القرآن فبحضور فهمٍ وعقلٍ، همّته إيقاع الفهم لما ألزمه الله عزّ وجلّ من اتّباع ما أمر، والانتهاء عمّا نهى، ليس همّته متّى أختم السّورة، همّته متّى استغني بالله عن غيره، متّى أكون من المتقين، متّى أكون من المحسنين، متّى أكون من المتوكّلين، متّى أكون من الخاشعين، متّى أكون من الصّابرين، متّى أكون من الصّادقين، متّى أكون من الخائفين، متّى أكون من الرّاجين؟.
متّى أزهد في الدّنيا، متّى أرغب في الآخرة، متّى أتوب من الذّنوب، متّى أعرف النّعم المتواترة، متّى أشكر عليها، متّى أعقل عن الله جلّت عظمته الخطاب، متّى أفقه ما أتلو، متّى أغلب نفسي على هواها، متّى أجاهد في الله عزّ وجلّ حقّ الجهاد، متّى أحفظ لساني، متّى أغضّ طرفي، متّى أحفظ فرجي، متّى استحيى من الله عزّ وجلّ حقّ الحياء، متّى اشتغل بعيبي، متّى أصلح ما فسد من أمري، متّى أحاسب نفسي؟.
متّى أتزوّد ليوم معادي، متّى أكون عن الله راضياً، متّى أكون بالله واثقاً، متّى أكون بزجر القرآن متّعظاً، متّى أكون بذكره عن ذكر غيره مشتغلاً، متّى أحبّ ما أحبّ، متّى أبغض ما أبغض، متّى أنصح لله، متّى أخلص له عملي؟.
متّى أقصّر أملي، متّى أتأهّب ليوم موتي، وقد غيّب عني أجلي، متّى أعمّر قبري، متّى أفكّر في الموقف وشدّته، متّى أفكّر في خلوتي مع ربّي، متّى أفكّر في المنقلب؟.
متّى أحذر ما حذّرني منه ربّي، من نارٍ حرّها شديدٌ، وقعرها بعيدٌ، وغمّها طويلٌ، لا يموت أهلها فيستريحوا، ولا تقال عثرتهم، ولا ترحم عبرتهم، طعامهم الزّقوم، وشرابهم الحميم، كلّما نضجت جلودهم بدلوا غيرها ليذوقوا العذاب، ندموا حيث لا ينفعهم النّدم، وعضّوا على الأيدي أسفاً على تقصيرهم في طاعة الله عزّ وجلّ، وركوبهم لمعاصي الله تعالى، فقال منهم قائلٌ «يقول يا ليتني قدّمت لحياتي» (الفجر 79/24)، وقال قائلٌ «ربّ ارجعون. لعلّي أعمل صالحاً فيما تركت» (المؤمنون 23/100،99)، وقال قائلٌ «يا ويلتنا مال هذا الكتاب لا يغادر صغيرةً ولا كبيرةً إلا أحصاها» (الكهف 18/49)، وقال قائلٌ «يا ويلتى ليتني لم أتّخذ فلانًا خليلاً» (الفرقان 25/28)، وقالت فرقةٌ منهم، ووجوههم تتقلّب في أنواعٍ من العذاب، فقالوا «يا ليتنا أطعنا الله وأطعنا الرّسولا» (الأحزاب 33/66).
فهذه النّار؛ يا معشر المسلمين؛ يا حملة القرآن، حذّرها الله المؤمنين في غير موضعٍ من كتابه، فقال عزّ وجلّ «يا أيّها الّذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم ناراً وقودها النّاس والحجارة عليها ملائكةٌ غلاظٌ شدادٌ لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون» (التّحريم 66/6)، وقال عزّ وجلّ «اتّقوا النّار الّتي أعدّت للكافرين» (آل عمران 3/131)، وقال عزّ وجلّ «يا أيّها الّذين آمنوا اتّقوا الله ولتنظر نفسٌ مّا قدّمت لغدٍ واتّقوا الله إنّ الله خبيرٌ بما تعملون» (الحشر 59/18).
ثمّ حذّر المؤمنين أن يغفلوا عمّا فرض عليهم، وما عهده إليهم، أن لا يضيّعوه، وأن يحفظوا ما استرعاهم من حدوده، ولا يكونوا كغيرهم ممّن فسق عن أمره، فعذّبه بأنواع العذاب.
وقال عزّ وجلّ «ولا تكونوا كالّذين نسوا الله فأنساهم أنفسهم أولئك هم الفاسقون» (الحشر 59/19)، ثمّ أعلم المؤمنين أنّه لا يستوي أصحاب النّار وأصحاب الجنّة، فقال عزّ وجلّ «لا يستوي أصحاب النّار وأصحاب الجنّة أصحاب الجنّة هم الفائزون» (الحشر 59/20).
فالمؤمن العاقل إذا تلا القرأن استعرض، فكان كالمرآة يرى بها ما حسن من فعله، وما قبح فيه، فما حذّره مولاه حذره، وما خوّفه به من عقابه خافه، وما رغّبه فيه مولاه رغب فيه ورجاه.
فمن كانت هذه صفته، أو ما قارب هذه الصّفة، فقد تلاه حقّ تلاوته، ورعاه حقّ رعايته، وكان له القرآن شاهداً، وشفيعاً، وأنيساً، وحرزاً، ومن كان هذا وصفه نفع نفسه، ونفع أهله، وعاد على والديه، وعلى ولده كلّ خيرٍ في الدّنيا والآخرة.). [أخلاق حملة القرآن: --](م)

قالَ عَلَمُ الدِّينِ عليُّ بنُ محمَّدٍ السَّخَاوِيُّ (ت:643هـ): (إن درس القرآن فبحضور فهم وعقل، همته إيقاع الفهم لما ألزمه الله عز وجل من اتباع ما أمر، والانتهاء عما نهى، ليس همته متى أختم السورة، همته متى أستغني بالله عن غيره، متى أكون من المتقين، متى أكون من المحسنين، متى أكون من المتوكلين، متى أكون من الخاشعين، متى أكون من الصابرين، متى أكون من الصادقين، متى أكون من الخائفين، متى أكون من الراجين، متى أزهد في الدنيا، متى أرغب في الآخرة، متى أتوب من الذنوب، متى أعرف النعم المتواترة، متى أشكره عليها، متى أعقل عن الله عز وجل الخطاب، متى أفقه ما أتلو، متى أغلب نفسي على ما تهوى، متى أجاهد في الله حق جهاده، متى أحفظ لساني، متى أغض طرفي، متى أحفظ فرجي، متى أستحي من الله حق الحياء، متى أشتغل بعيبي، متى أصلح ما فسد من أمري، متى أتزود ليوم معادي، متى أكون عن الله راضيا، متى أكون بالله واثقا، متى أكون بزجر القرآن متعظا، متى أكون بذكره عن ذكر غيره مشتغلا، متى أحب ما أحب، متى أبغض ما أبغض، متى أنصح لله، متى أخلص له عملي، متى أقصر أملي، متى أتأهب ليوم موتي وقد غيب عني أجلي، متى أعمر قبري، متى أفكر في الموقف وشدته، متى أفكر في خلوتي مع ربي، متى أحذر ما حذرني ربي عز وجل من نار، حرها شديد، وقعرها بعيد، وعمقها طويل، لا يموت أهلها فيستريحوا، ولا تقال عثرتهم، ولا ترحم عبرتهم، طعامهم الزقوم، وشرابهم الحميم، كلما نضجت جلودهم بدلوا جلودا غيرها ليذوقوا العذاب، ندموا حيث لا ينفعهم الندم، وعضوا على الأيدي أسفا على تقصيرهم في طاعته، وركوبهم لمعاصي الله عز وجل، فقال منهم قائل: {يا ليتني قدمت لحياتي}.
وقال قائل: {رب ارجعون لعلي أعمل صالحا فيما تركت} وقال قائل: {يا وليتنا ما لهذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها} وقال قائل: {يا ويلتا ليتني لم أتخذ فلانا خليلا} وقالت فرقة منهم – ووجوههم تتقلب في أنواع من العذاب: {يا ليتنا أطعنا الله وأطعنا الرسولا}.
فهذه النار يا معشر المسلمين، يا حملة القرآن حذرها الله عز وجل المؤمنين في غير موضع من كتابه، رحمة منه لهم، فقال عز وجل: {يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة عليها ملائكة غلاظ شداد لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون}. وقال عز وجل: {يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد واتقوا الله إن الله خبير بما تعملون* ولا تكونوا كالذين نسوا الله فأنساهم أنفسهم أولئك هم الفاسقون}.

فحذر المؤمنين أن يغفلوا عما فرض عليهم وعهد إليهم ألا يضيعوه وأن يحفظوا ما استرعاهم من حدوده، ولا يكونوا كغيرهم ممن فسق عن أمره، فعذبه بأنواع العذاب، ثم أعلم المؤمنين أنه: {لا يستوي أصحاب النار وأصحاب الجنة أصحاب الجنة هم الفائزون}.

قال محمد بن الحسين: فالمؤمن العاقل إذا تلا القرآن، استعرض القرآن، فكان كالمرآة يرى بها ما حسن من فعله، وما قبح منه، فما حذره مولاه حذره، وما خوفه به من عقابه خافه، وما رغبه فيه مولاه رغب فيه ورجاه. فمن كانت هذه صفته أو ما قارب هذه الصفة، فقد تلاه حق تلاوته، ورعاه حق رعايته، فكان له القرآن شاهدا وشفيعا وأنيسا وحرزا.
أسأل الله عز وجل بكرمه، أن يجعل لي من هذه الأوصاف حظا، أتخلص به من تبعة القرآن. وقد كان شيخنا أبو القاسم الشاطبي رحمه الله، صاحب هذه الأوصاف جميعها، وربما زاد عليها.
قال محمد بن الحسين: حدثنا أبو بكر عبد الله بن سليمان السجستاني، وحدثني أبو المظفر الجوهري رحمه الله، بإسناده إلى أبي بكر، حدثنا أبو الطاهر أحمد بن عمرو، أنا ابن وهب، أخبرني يحيى بن أيوب عن زبان بن فايد عن سهل بن معاذ الجهني عن أبيه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((من قرأ القرآن وعمل بما فيه، ألبس والداه تاجا يوم القيامة، ضوءه أحسن من ضوء الشمس في بيوت الدنيا، فما ظنك بالذي عمل هذا)).
قال محمد بن الحسين رحمه الله، حدثنا محمد بن صاعد، أنا الحسين بن الحسن المروزي، أنا ابن المبارك، أنا همام عن قتادة قال: "لم يجالس هذا القرآن أحد، إلا قام عنه بزيادة أو نقصان، قضى الله الذي قضى، شفاء ورحمة للمؤمنين، ولا يزيد الظالمين إلا خسارا".
وقال قتادة في قول الله عز وجل: {والبلد الطيب يخرج نباته بإذن ربه} قال: "البلد الطيب: المؤمن سمع كتاب الله فوعاه وأخذ به وانتفع به؛ كمثل هذه الأرض الخبيثة أصابها الغيث، فلم تنبت شيئا ولم تمرع شيئا".
قال محمد بن الحسين: ينبغي لأهل القرآن أن يتأدبوا به، ولا يغفلوا عنه، فإذا انصرفوا عن تلاوة القرآن، اعتبروا نفوسهم بالمحاسبة لها، فإن تبينوا منها قبول ما ندبهم إليه مولاهم الكريم مما هو واجب عليهم من أداء فرائضه واجتناب محارمه؛ فحمدوه في ذلك، وشكروا الله عز وجل على ما وفقهم له، وإن علموا أن النفوس معرضة عما ندبهم إليه مولاهم الكريم، قليلة الاكتراث به؛ استغفروا الله عز وجل من تقصيرهم، وسألوه النقلة من هذه الحالة التي لا تحسن بأهل القرآن، ولا يرضاها لهم مولاهم، إلى حال يرضاها، فإنه لا يقطع من لجأ إليه. ومن كانت هذه حاله؛ وجد منفعة تلاوة القرآن في جميع أموره، وعاد عليه من بركة القرآن كما يحب في الدنيا والآخرة.).[جمال القراء :1/115-123](م)

فصل: في كراهة قراءة القرآن بلا تدبر
حديث عائشة رضي الله عنها
قالَ أبو عُبيدٍ القاسمُ بن سلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت: 224هـ): (حدثنا يوسف بن الغرق، عن الطيب بن سلمان، قال: حدثتنا عمرة، أنها سمعت عائشة تقول: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يختم القرآن في أقل من ثلاث). [فضائل القرآن: ](م)
حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنه
قالَ أبو عُبيدٍ القاسمُ بن سلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت: 224هـ): (حدثنا يزيد، عن همام، عن قتادة، عن يزيد بن عبد الله بن الشخير، عن عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:((لا يفقهه من قرأه في أقل من ثلاث)).). [فضائل القرآن: ](م)
قالَ أبو عُبيدٍ القاسمُ بن سلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت: 224هـ): (قال حدثنا يزيد، عن سفيان، عن علي بن بذيمة، عن أبي عبيدة، قال: قال عبد الله: «من قرأ القرآن في أقل من ثلاث فهو راجز»
قال أبو عبيد : حدثنا حجاج، عن شعبة، عن علي بن بذيمة، عن أبي عبيدة، عن عبد الله، مثل ذلك سواء). [فضائل القرآن: ](م)
قالَ أبو عُبيدٍ القاسمُ بن سلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت: 224هـ): (حدثنا يزيد، عن هشام بن حسان، عن حفصة، عن أبي العالية، عن معاذ بن جبل: أنه كان يكره أن يقرأ القرآن في أقل من ثلاث).[فضائل القرآن:](م)
قالَ سعيدُ بنُ منصورٍ الخُرَاسَانِيُّ (ت: 227هـ): (حدثنا أبو الأحوص, عن أبي إسحاق, عن أبي عبيدة, قال عبد الله: «من قرأ القرآن في أقل من ثلاث فهو راجز هذاً كهذ الشعر ونثرا كنثر الدقل»). [سنن سعيد بن منصور:444](م)
أثر ابن مسعود رضي الله عنه
قالَ سعيدُ بنُ منصورٍ الخُرَاسَانِيُّ (ت: 227هـ): (حدثنا خالد بن عبد الله, عن هشام , عن الحسن , عن ابن مسعود قال: « من قرأ القرآن في أقل من ثلاث فهو راجز»).[سنن سعيد بن منصور:447](م)
أثر...
قالَ سعيدُ بنُ منصورٍ الخُرَاسَانِيُّ (ت: 227هـ): (حدثنا حديج بن معاوية, قال: نا أبو إسحاق, عن أبي عبيدة, عن أبيه قال: «من قرأ في ليلة أكثر من ثلث القرآن فهو راجز»).[سنن سعيد بن منصور:456](م)
قالَ سعيدُ بنُ منصورٍ الخُرَاسَانِيُّ (ت: 227هـ): (حدثنا أبو معاوية, عن الأعمش, عن عمارة بن عمير, عن أبي الأحوص قال: قال عبد الله: «اقرؤوا القرآن في سبع, ولا تقرؤه في أقل من ثلاث, وليحافظ الرجل في يومه وليلته على جزئه»). [سنن سعيد بن منصور:442](م)
حديث عبدالله بن عمرو بن بن العاص رضي الله عنهما
قال أبو بكرٍ جَعفرُ بنُ مُحمدٍ الفِرْيابِيُّ (ت: 301هـ): (حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا وكيع، عن همام، عن قتادة، عن يزيد بن عبد الله بن الشخير، عن عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من قرأ القرآن في أقل من ثلاث، فلم يفقه))
حدثنا قتيبة حدثنا وكيع، عن همام، عن قتادة، نحوه). [فضائل القرآن: ](م)
قال أبو بكرٍ جَعفرُ بنُ مُحمدٍ الفِرْيابِيُّ(ت: 301هـ): (حدثنا محمد بن يسار، حدثنا أبو داود، أخبرنا همام، عن قتادة، عن يزيد بن عبد الله، عن عبد الله بن عمرو بن العاص أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له:((اقرأ القرآن في شهر)).
قال: إني أقوى من ذلك.
قال: ((اقرأه في كذا)).
قال: إني أقوى من ذلك.
قال: ((اقرأه في سبع)).
قال: إني أقوى من ذلك.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا يفقه من قرأه في أقل من ثلاث)).). [فضائل القرآن: ](م)
قال أبو بكرٍ جَعفرُ بنُ مُحمدٍ الفِرْيابِيُّ(ت: 301هـ): (حدثنا محمد بن بشار، ثنا محمد بن جعفر، ثنا شعبة، عن قتادة، عن يزيد بن عبد الله أبي العلاء، عن عبد الله بن عمرو، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من قرأ القرآن في أقل من ثلاث, لم يفقه)).). [فضائل القرآن: ](م)
أثر عبد الله...
قال أبو بكرٍ جَعفرُ بنُ مُحمدٍ الفِرْيابِيُّ(ت: 301هـ): ( حدثنا قتيبة، حدثنا وكيع، عن مسعر، وسفيان، عن علي بن بذيمة، عن أبي عبيدة قال: قال عبد الله: « من قرأه في أقل من ثلاث، فهو راجز »). [فضائل القرآن: ](م)
قال أبو بكرٍ جَعفرُ بنُ مُحمدٍ الفِرْيابِيُّ (ت: 301هـ): ( حدثنا قتيبة، حدثنا أبو الأحوص، عن أبي إسحاق، عن أبي عبيدة قال: قال عبد الله: « من قرأ القرآن في أقل من ثلاث، فهو راجز، هذا كهذ الشعر، ونثرا كنثر الدقل»). [فضائل القرآن: ](م)
قال أبو بكرٍ جَعفرُ بنُ مُحمدٍ الفِرْيابِيُّ (ت: 301هـ): (حدثنا محمد بن العلاء، أخبرنا يحيى بن آدم، عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن أبي عبيدة، عن عبد الله قال: « من قرأ القرآن في أقل من ثلاث، فهو راجز »). [فضائل القرآن: ](م)
حديث عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما
قال أبو بكرٍ جَعفرُ بنُ مُحمدٍ الفِرْيابِيُّ (ت: 301هـ): (حدثنا يزيد بن خالد بن موهب الرملي، حدثنا المفضل بن فضالة، عن ابن جريح، عن ابن أبي مليكة، عن يحيى بن حكيم بن صفوان، عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال : جمعت القرآن، فقرأت به في كل ليلة، فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم.
فقال: ((اقرأه في كل شهر))
قال: قلت : يا رسول الله ؛ دعني أستمتع من قوتي وشبابي.
قال: (اقرأه في كل عشر))
قال: فقلت : يا رسول الله ؛ دعني أستمتع من قوتي وشبابي.
قال: ((اقرأه في كل عشر))
قال: قلت : يا رسول الله ؛ دعني أستمتع من قوتي وشبابي، فأبى»). [فضائل القرآن: ](م)

أثر عبد الله
قال أبو بكرٍ جَعفرُ بنُ مُحمدٍ الفِرْيابِيُّ (ت:301هـ): (حدثنا عثمان بن أبي شيبة ، نا يحيى بن آدم ، نا زهير ، عن أبي إسحاق ، عن الأسود بن يزيد ، وعلقمة ، عن عبد الله ، أن رجلا أتاه ، فقال : قرأت المفصل في ركعة .
فقال : " هذا كهذ الشعر ، ونثرا كنثر الدقل ، لكن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يفعل كما فعلت ، كان يقرأ بالنظائر الرحمن و والنجم في ركعة".
حدثنا محمد بن العلاء ، نا يحيى بن آدم ، نا زهير ، عن أبي إسحاق ، عن علقمة ، والأسود ، عن عبد الله ، فذكر نحوه). [فضائل القرآن:](م)
قال أبو بكرٍ جَعفرُ بنُ مُحمدٍ الفِرْيابِيُّ (ت:301هـ): (حدثنا محمد بن جعفر ، نا يحيى بن آدم ، عن إسرائيل ، عن أبي إسحاق ، عن الأسود ، وعلقمة ، عن عبد الله قال : أتاه رجل ، فقال : إني أقرأ المفصل في ركعة .
فقال : "هذا كهذ الشعر ، ونثرا كنثر الدقل ، ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقرأ النظائر (3) في كل ركعة . . . الرحمن والنجم في ركعة ، والطور والذاريات في ركعة ، و يا أيها المزمل ، ويا أيها المدثر في ركعة ، وويل للمطففين ، وعبس في ركعة ، وهل أتى على الإنسان ولا أقسم بيوم القيامة في ركعة ، وعم يتساءلون ، والمرسلات في ركعة ، والدخان ، وإذا الشمس كورت في ركعة"). [فضائل القرآن:](م)

حديث عائشة رضي الله عنها
أبو بكرٍ جَعفرُ بنُ مُحمدٍ الفِرْيابِيُّ (ت:301هـ): (حدثنا قتيبة ، ثنا ابن لهيعة ، عن الحارث بن يزيد ، عن زياد بن نعيم ، عن مسلم بن مخراق ، عن عائشة ، رضي الله عنها قالت : ذكر لها أن أناسا يقرءون القرآن في الليلة مرة أو مرتين ، فقالت : " أولئك قرءوا ولم يقرءوا ، كنت أقوم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة التمام ، فكان يقرأ سورة البقرة وآل عمران والنساء ، فلا يمر بآية فيها تخويف إلا دعا الله واستعاذه ، ولا يمر بآية فيها استبشار إلا دعا الله ورغب إليه" ). [فضائل القرآن:](م)
قال أبو بكرٍ جَعفرُ بنُ مُحمدٍ الفِرْيابِيُّ (ت:301هـ): (حدثنا عبد الله بن حماد , قال : ثنا وهب بن جرير , قال : ثنا أبي , قال : سمعت يحيى بن أيوب ، . . . يحدث عن الحارث بن يزيد ، عن زياد بن نعيم الحضرمي ، عن مسلم بن مخراق قال : قلت لعائشة رضي الله عنها : إن رجالا يقرأ أحدهم القرآن في ليلة مرتين ، أو ثلاثا .
فقالت : " أولئك قرءوا ، ولم يقرءوا ، كنت أقوم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في ليلة التمام ، فيقرأ بالبقرة ، وآل عمران ، والنساء ، فلا يمر بآية فيها استبشار إلا دعا ورغب ، ولا يمر بآية فيها تخويف إلا دعا واستعاذ"). [فضائل القرآن:] (م)

قال أبو بكرٍ جَعفرُ بنُ مُحمدٍ الفِرْيابِيُّ (ت:301هـ): (حدثنا عثمان بن أبي شيبة قال : حدثنا غندر ، عن شعبة ، عن عمرو بن مرة ، أنه سمع أبا وائل ، يحدث : زعم أن رجلا جاء إلى عبد الله بن مسعود فقال : إني قرأت المفصل الليلة كله في ركعة ، فقال عبد الله : "هذا كهذ الشعر", قال عبد الله : " لقد عرفت النظائر (3) التي كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرن (4) بينهن ".
قال : فذكر عشرين سورة من المفصل (5) سورتين ، سورتين في ركعة
). [فضائل القرآن:](م)

قالَ أحمدُ بنُ شُعيبٍ النَّسَائِيُّ (ت: 303هـ): ( أخبرنا محمد بن عبد الأعلى قال: ثنا خالد, قال: ثنا شعبة, عن قتادة, عن يزيد بن عبد الله, عن عبد الله بن عمرو: أن رسول الله قال: ((لم يفقه من قرأ القرآن في أقل من ثلاث))
.). [فضائل القرآن للنَّسائي: ](م)
حديث عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما
قالَ أحمدُ بنُ شُعيبٍ النَّسَائِيُّ (ت: 303هـ): (أخبرنا قتيبة بن سعيد قال: ثنا المفضل, عن ابن جريج, عن عبد الله بن أبي مليكة, عن يحيى بن حكيم بن صفوان, عن عبد الله بن عمرو قال: جمعت القرآن, فقرأت به في كل ليلة, فبلغ ذلك النبي فقال لي: ((اقرأ به في كل شهر ))
فقلت: أي رسول الله, دعني أستمتع من قوتي وشبابي.
قال: ((اقرأ به في كل عشرين ))
قلت: أي رسول الله, دعني أستمتع من قوتي وشبابي.
فقال : ((قرأ به في كل عشر))
قلت: أي رسول الله, دعني أستمتع من قوتي وشبابي.
قال:((اقرأ به في كل سبع))
قلت: أي رسول الله, دعني أستمتع من قوتي وشبابي, فأبى). [فضائل القرآن للنَّسائي: ](م)
قالَ أحمدُ بنُ شُعيبٍ النَّسَائِيُّ (ت:303هـ): ( أخبرنا الحسن بن إسماعيل بن سليمان بن مجالد وأحمد بن حرب عن أسباط بن محمد عن مطرف عن أبي إسحق عن أبي بردة عن عبد الله بن عمرو قال: قلت: يا رسول الله, في كم أختم القرآن ؟
قال: ((اختمه في كل شهر))
قلت: إني أطيق أفضل من ذلك.
قال: ((اختمه في خمس وعشرين))
قلت: إني أطيق أفضل من ذلك.
قال: ((اختمه في خمس عشرة))
قلت: إني أطيق أفضل من ذلك.
قال: ((اختمه في عشر))
قلت: إني أطيق أفضل من ذلك.
قال: ((اختمه في خمس))
قال: إني أطيق أفضل من ذلك, قال: فما رخص لي). [فضائل القرآن للنَّسائي: ](م)
قال أبو بكر محمد بن الحسين الآجُرِّيُّ (360هـ) : ( - حدّثنا أبو بكرٍ عبد الله بن محمّد بن عبد الحميد الواسطيّ قال: ثنا زيد بن أخزم قال: نا محمّد بن الفضل قال: نا سعيد بن زيدٍ عن أبي حمزة عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله يعني ابن مسعودٍ قال: لا تنثروه نثر الدّقل، ولا تهذوه هذّ الشّعر، قفوا عند عجائبه، وحرّكوا به القلوب، ولا يكن همّ أحدكم آخر السّورة. ). [أخلاق حملة القرآن: --]
قال أبو بكر محمد بن الحسين الآجُرِّيُّ (360هـ) : (قال محمّد بن الحسين: والقليل من الدّرس للقرآن مع الفكر فيه، وتدبّره أحبّ إليّ من قراءة الكثير من القرآن بغير تدبّرٍ، ولا تفكّرٍ فيه، وظاهر القرآن يدلّ على ذلك والسّنّة، وقول أئمّة المسلمين.
- حدّثنا جعفر بن محمّدٍ الصّندليّ أنا الحسين بن محمّدٍ الزّعفرانيّ ثنا إسماعيل بن عليّة عن أيّوب عن أبي جمرة الضّبعيّ قال: قلت لابن عبّاسٍ: إنّي سريع القراءة، إنّي أقرأ القرآن في ثلاثٍ، قال: لأن أقرأ البقرة في ليلةٍ، فأتدبّرها، وأرتلها أحبّ إليّ من أنّ أقرأ كما تقول.
- حدّثنا جعفرٌ أيضاً ثنا أبو بكر بن زنجويه ثنا محمّد بن يوسف ثنا سفيان عن عبيدٍ المكتّب قال: سئل مجاهدٌ عن رجلٍ قرأ البقرة وآل عمران، ورجلٍ قرأ البقرة قراءتهما واحدةٌ، وركوعهما، وسجودهما، وجلوسهما أيّهما أفضل؟ قال: الّذي قرأ البقرة، ثمّ قرأ «وقرآنًا فرقناه لتقرأه على النّاس على مكثٍ ونزّلناه تنزيلاً» [الإسراء 17/106] .). [أخلاق حملة القرآن: --](م)

قَالَ عُثْمَانُ بنُ سَعِيدٍ الدَّانِيُّ (ت: 444هـ): (باب في كم يستحب ختم القرآن وسيرة الصحابة والتابعين في ذلك
أخبرنا خلف بن إبراهيم المقرئ قال ثنا أحمد قال أنا علي بن عبد العزيز قال أنا القاسم بن سلام قال أنا يزيد عن همام عن قتادة عن يزيد بن عبد الله بن الشخير عن عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( لا يفقهه من قرأه في أقل من ثلاث)).
أخبرنا فارس بن أحمد قال أنا أحمد بن محمد قال أنا علي بن الحسين بن حرب قال أنا يوسف القطان قال أنا سلمة بن الفضل الأبرش قال أنا إسماعيل ابن مسلم عن قتادة عن عبد الرحمن بن آدم عن عبد الله بن عمرو قال استزدت النبي صلى الله عليه وسلم في أشياء فقال: (( اقرأ القرآن في ثلاث))، قال: قلت يا رسول الله زدني، قال: (( إنه لن يفقهه رجل قرأه في أقل من ثلاث)).
أخبرنا ابن خاقان قال أنا أحمد المكي قال أنا علي قال أنا أبو عبيدة قال أنا يوسف بن العرق عن الطيب بن سلمان قال حدثتنا عمرة أنها سمعت عائشة تقول: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يختم القرآن في أقل من ثلاث".
أخبرنا أبو الفتح بن موسى قال أنا أحمد بن محمد قال أنا أحمد بن عثمان قال أنا الفضل بن شاذان قال أنا إبراهيم بن موسى قال أنا أبو الأحوص عن أبي إسحاق عن أبي عبيدة قال: قال عبد الله: "من قرأ القرآن في أقل من ثلاث فهو راجز، هذا كهذ الشعر ونثرا كنثر الدقل".
أخبرنا خلف بن إبراهيم قال أنا أحمد بن محمد قال أنا علي قال ثنا القاسم قال أنا يزيد عن هشام بن حسان عن حفصة عن أبي العالية عن معاذ بن جبل: أنه كان يكره أن يقرأ القرآن في أقل من ثلاث.
أخبرنا خلف بن إبراهيم قال أنا أحمد قال أنا علي قال أنا أبو عبيدة قال أنا حجاج وعمرو بن طارق ويحيى بن بكير كلهم عن ابن لهيعة عن حبان بن واسع عن أبيه عن قيس بن أبي صعصعة أنه قال للنبي: "يا رسول الله في كم أقرأ القرآن"، فقال: (( في كل خمس عشرة))، فقال: "إني أجدني أقوى من ذلك"، فقال: (( ففي كل جمعة)).
روى أبو داود الطيالسي عن شعبة عن عمرو بن مرة سمع أبا العباس يحدث عن عبد الله بن عمرو: أن النبي صلى الله عليه وسلم أمره أن يقرأ القرآن في خمس.
أبو داود عن هشام عن عطاء بن السائب عن أبيه عن عبد الله بن عمرو قال: "قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((في كم تقرأ القرآن ؟))، قلت: "في يومي وليلتي"، قال: "فناقصني وناقصته" حتى أقرأه في سبع.). [البيان: 321-322] (م)
قالَ عَلَمُ الدِّينِ عليُّ بنُ محمَّدٍ السَّخَاوِيُّ (ت:643هـ): (وحدثني الغزنوي رحمه الله، بإسناده إلى أبي عيسى رحمه الله، حدثنا عبيد عن أسباط بن محمد القرشي قال، حدثني أبي، عن مطرف عن أبي إسحق، عن أبي بردة، عن عبد الله بن عمرو قال: "قلت يا رسول الله في كم أقرأ القرآن؟ قال: ((اختمه في شهر))، قلت: إني أطيق أفضل من ذلك، قال: ((اختمه في عشرين))، قلت إني أطيق أفضل من ذلك، قال: ((اختمه في خمسة عشر))، قلت إني أطيق أفضل من ذلك، قال: ((اختمه في عشر))، قلت إني أطيق أفضل من ذلك، قال: ((اختمه في خمس))، قلت إني أطيق أفضل من ذلك، قال: فما رخص لي". هذا حديث حسن صحيح. ) [جمال القراء :1/107](م)
قالَ عَلَمُ الدِّينِ عليُّ بنُ محمَّدٍ السَّخَاوِيُّ (ت:643هـ): ( قال: وقد روي هذا الحديث من غير وجه عن عبد الله بن عمرو، وروي عن عبد الله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((لم يفقه من قرآ القرآن في أقل من ثلاث)) قال، وروي عن عبد الله بن عمرو رحمه الله أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له: ((اقرأ القرآن في أربعين)). قال: وقال إسحق بن إبراهيم: ولا نحب للرجل أن يأتي عليه أكثر من أربعين يوما ولم يقرأ القرآن لهذا الحديث.) [جمال القراء:1/107-108](م)
قالَ عَلَمُ الدِّينِ عليُّ بنُ محمَّدٍ السَّخَاوِيُّ (ت:643هـ): ( وعن عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا يفقهه من قرأه في أقل من ثلاث)).
وعن عائشة رضي الله عنها قالت: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يختم القرآن في أقل من ثلاث". ) [جمال القراء :1/107](م)
قالَ عَلَمُ الدِّينِ عليُّ بنُ محمَّدٍ السَّخَاوِيُّ (ت:643هـ): ( قال: وقال بعض أهل العلم: لا يقرأ القرآن في أقل من ثلاث للحديث الذي روي عن النبي صلى الله عليه وسلم. قال: ورخص فيه بعض أهل العلم. وروي عن عثمان بن عفان رحمه الله، أنه كان يقرأ القرآن في ركعة يوتر بها.

وروي عن سعيد بن جبير رحمه الله، أنه قرأ القرآن في ركعة في الكعبة.قال: والترتيل في القراءة أحب إلى أهل العلم. ) [جمال القراء:1/108](م)


قال أبو زكريَّا يَحْيَى بْنُ شَرَفٍ النَّوَوِيُّ (ت: 676هـ): ( وعن مجاهد أنه (سئل عن رجلين قرأ أحدهما البقرة وآل عمران والآخر البقرة وحدها وزمنهما وركوعهما وسجودهما وجلوسهما واحد سواء، فقال: (الذي قرأ البقرة وحدها أفضل) ).
وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: (لأن أقرأ سورة أرتلها أحب إلي من أن أقرأ القرآن كله).
وقد نهي عن الإفراط في الإسراع ويسمى الهذرمة، فثبت عن عبد الله بن مسعود أن رجلا قال له إني أقرأ المفصل في ركعة واحدة، فقال عبد الله بن مسعود: (هكذا هكذا الشعر إن أقواما يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم ولكن إذا وقع القلب فرسخ فيه نفع). رواه البخاري ومسلم وهذا لفظ مسلم في إحدى رواياته. ). [التبيان في آداب حملة القرآن:87- 89](م)
قالَ مُحَمَّدُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ بَهَادرَ الزَّرْكَشِيُّ (ت: 794هـ): (النوع التاسع والعشرون: في آداب تلاوته وكيفيتها
تكره قراء القرآن بلا تدبر وعليه محل حديث عبد الله بن عمرو: لا يفقه من قرأ القرآن في أقل من ثلاث.
وقول ابن مسعود لمن أخبره أنه يقوم بالقرآن في ليلة: "أهَذًّا كهذِّ الشعر".
وكذلك قوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في صفة الخوارج: ((يقرءون القرآن لا يجاوز تراقيهم ولا حناجرهم))، ذمهم بإحكام ألفاظه وترك التفهم لمعانيه). [البرهان في علوم القرآن:1/449-480] (م)

قالَ جلالُ الدينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أبي بكرِ السيوطيُّ (ت: 911هـ):(وفي الصحيحين عن ابن مسعود: أن رجلا قال له إني قرأ المفصل في ركعة واحدة فقال هذا كهذ الشعر إن قوما يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم ولكن إذا وقع في القلب فرسخ فيه نفع.
وأخرج الآجري في حملة القرآن عن ابن مسعود قال: لا تنثروه نثر الدقل ولا تهذوه هذا الشعر قفوا عند عجائبه وحركوا به القلوب ولا يكن هم أحدكم آخر السورة.) [الإتقان في علوم القرآن:2/657-727](م)

في كم يستحب ختم القرآن
قالَ مُحَمَّدُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ بَهَادرَ الزَّرْكَشِيُّ (ت: 794هـ): (النوع التاسع والعشرون: في آداب تلاوته وكيفيتها
ويستحب ختم القرآن في كل أسبوع: قال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:((اقرأ القرآن في كل سبع ولا تزد)).
رواه أبو داود وروى الطبراني بسند جيد سئل أصحاب رسول الله صلى الله عليه كيف كان رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يجزئ القرآن قال: كان يجزئه ثلاثا وخمسا.
وكره قوم قراءته في أقل من ثلاث وحملوا عليه حديث: ((لا يفقه من قرأ القرآن في أقل من ثلاث)) رواه الأربعة وصححه الترمذي.
والمختار وعليه أكثر المحققين أن ذلك يختلف بحال الشخص في النشاط والضعف والتدبر والغفلة لأنه روى عن عثمان رضي الله عنه كان يختمه في ليلة واحدة ويكره تأخير ختمه أكثر من أربعين يوما رواه أبو داود.).[البرهان في علوم القرآن:1/449-480](م)
قالَ جلالُ الدينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أبي بكرِ السيوطيُّ (ت: 911هـ): (النوع الخامس والثلاثون
وقد كان للسلف في قدر القراءة عادات فأكثر ما ورد في كثرة القراءة من كان يختم في اليوم والليلة ثماني ختمات أربعا في الليل وأربعا في النهار ويليه من كان يختم في اليوم والليلة أربعا ويليه ثلاثا ويليه ختمتين ويليه ختمة
وقد ذمت عائشة ذلك فأخرج ابن أبي داود عن مسلم بن مخراق قال: قلت لعائشة إن رجالا يقرأ أحدهم القرآن في ليلة مرتين أو ثلاثا فقالت قرؤوا ولم يقرؤوا كنت أقوم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة التمام فيقرأ بالبقرة وآل عمران والنساء فلا يمر بآية فيها استبشار إلا دعا ورغب ولا بآية فيها تخويف إلا دعا واستعاذ.
ويلي ذلك من كان يختم في ليلتين ويليه من كان يختم في كل ثلاث وهو حسن
وكره جماعات الختم في أقل من ذلك لما روى أبو داود والترمذي وصححه من حديث عبد الله بن عمر مرفوعا: لا يفقه من قرأ القرآن في أقل من ثلاث.
وأخرج ابن داود وسعيد بن منصور عن ابن مسعود موقوفا: قال لا تقرؤوا القرآن في أقل من ثلاث.
وأخرج أبو عبيد عن معاذ بن جبل: أنه كان يكره أن يقرأ القرآن في أقل من ثلاث.
وأخرج أحمد وأبو عبيدة عن سعيد بن المنذر وليس له غيره قال: قلت يا رسول الله أقرأ القرآن في ثلاث؟ قال:((نعم إن استطعت)).
ويليه من ختم في أربع ثم في خمس ثم في ست ثم في سبع وهذا أوسط الأمور وأحسنها وهو فعل الأكثرين من الصحابة وغيرهم.
أخرج الشيخان عن عبد الله بن عمرو قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم:((اقرأ القرآن في شهر))قلت: إني أجد قوة قال: ((أقرأه في عشر))قلت: إني أجد قوة قال:((اقرأه في سبع ولا تزد على ذلك)).
وأخرج أبو عبيد وغيره من طريق واسع بن حبان عن قيس بن أبي صعصعة وليس له غيره أنه قال: يا رسول الله في كم أقرأ القرآن؟ قال: ((في خمسة عشر))قلت: إني أجدني أقوى من ذلك قال:((اقرأه في جمعة)).
ويلي ذلك من ختم في ثمان ثم في عشر ثم في شهر ثم في شهرين .
أخرج ابن أبي داود عن مكحول قال:كان أقوياء أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرؤون القرآن في سبع وبعضهم في شهر وبعضهم في شهرين وبعضهم في أكثر من ذلك .
وقال أبو الليث في البستان ينبغي للقارئ أن يختم في السنة مرتين إن لم يقدر على الزيادة
وقد روى الحسن بن زياد عن أبي حنيفة أنه قال:من قرأ القرآن في كل سنة مرتين فقد أدى حقه لأن النبي صلى الله عليه وسلم عرض على جبريل في السنة التي قبض فيها مرتين.
وقال غيره: يكره تأخير ختمه أكثر من أربعين يوما بلا عذر نص عليه أحمد لأن عبد الله بن عمر سأل النبي صلى الله عليه وسلم: في كم نختم القرآن؟ قال:((في أربعين يوما))، رواه أبو داود.
وقال النووي في الأذكار المختار أن ذلك يختلف باختلاف الأشخاص فمن كان يظهر له بدقيق الفكر لطائف ومعارف فليقتصر على قدر يحصل له معه كمال فهم ما يقرأ وكذلك من كان مشغولا بنشر العلم أو فصل الحكومات أو غير ذلك من مهمات الدين والمصالح العامة فليقتصر على قدر لا يحصل بسببه إخلال بما هو مرصد له ولا فوات كماله وإن لم يكن من هؤلاء المذكورين فليستكثر ما أمكنه من غير خروج إلى حد الملل أو الهذرمة في القراءة.).
[الإتقان في علوم القرآن:2/657-727](م)


إنما تدبر آيات القرآن في اتباعه// تدبر القرآن إنما يكون باتباعه [أثر الحسن البصري في أن تدبر القرآن إنما يكون باتباعه]
أثر الحسن رضي الله عنه
قالَ أبو عُبيدٍ القاسمُ بن سلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت:224هـ) : (حدثنا شجاع بن الوليد، عن عمرو بن قيس الملائي، عن الحسن، قال: " تعلم هذا القرآن عبيد وصبيان لم يأتوه من قبل وجهه، لا يدرون ما تأويله، قال الله تعالى :{كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته} , وما تدبر آياته إلا اتباعه بعلمه، وإن أولى الناس بهذا القرآن من اتبعه، وإن لم يكن يقرؤه، ثم يقول أحدكم: تعال يا فلان، أقارئك , متى كانت القراء تفعل هذا ؟! ما هؤلاء بالقراء , ولا الحكماء , ولا الحلماء، لا أكثر الله في الناس أمثالهم" ). [فضائل القرآن:](م)

قالَ سعيدُ بنُ منصورٍ الخُرَاسَانِيُّ (ت: 227هـ): (حدثنا أبو شهاب, عن الصلت بن بهرام, عن الحسن قال:إن هذا القرآن قرأه عبيد وصبيان, لم يأخذوه من أوله, ولا علم لهم بتأويله, إن أحق الناس بهذا القرآن من رئي في عمله, قال الله تبارك وتعالى:{كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته وليتذكر أولوا الألباب}وإنما تدبر آياته اتباعه بعمله, يقول أحدهم لصاحبه: تعال أقارئك, والله ما كانت القراء تفعل هذا, والله ما هم بالقراء, ولا الورعة, لا كثر الله في الناس أمثالهم لا كثر الله في الناس أمثالهم). [سنن سعيد بن منصور:422](م)
قال أبو بكرٍ جَعفرُ بنُ مُحمدٍ الفِرْيابِيُّ (ت:301هـ): (حدثنا محمد بن الحسن البلخي قال : حدثنا عبد الله بن المبارك قال : أخبرنا معمر ، . . . عن يحيى بن المختار ، عن الحسن قال : " إن هذا لقرآن قد قرأه عبيد وصبيان لا علم لهم بتأويله ، ولم يأتوا الأمر من قبل أوله قال الله عز وجل : {كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته} (7) وما يتدبر آياته إلا اتباعه بعلمه ، والله يعلمه ، أما والله ما هو بحفظ حروفه ، وإضاعة حدوده (8) ، حتى أن أحدهم ليقول : قد قرأت القرآن كله فما أسقط منه حرفا ، وقد أسقطه والله كله , ما بدا له القرآن في خلق ولا عمل ، حتى أن أحدهم ليقول : والله إني لأقرأ السورة ، والله ما هؤلاء بالقراء ، ولا العلماء ، ولا الحكماء ، ولا الورعة ، ومتى كانت القراء تقول مثل هذا ؟!, ألا لا أكثر الله في الناس مثل هذا " .
أخبرنا إبراهيم بن عبد الله ، أخبرنا عبد الله بن المبارك قال : أخبرني عمر ، عن يحيى بن المختار ، عن الحسن ، فذكر مثله). [فضائل القرآن:](م)

قال أبو بكر محمد بن الحسين الآجُرِّيُّ (360هـ) : ( - حدّثنا أبو محمّدٍ يحيى بن محمّد بن صاعدٍ ثنا الحسين بن الحسن المروزيّ أنا ابن المبارك أنا معمرٌ عن يحيى بن المختار عن الحسن قال: إنّ هذا القرآن قد قرأه عبيدٌ وصبيانٌ، لا علم لهم بتأويله، ولم يتاوّلوا الأمر من أوّله، قال الله عزّ وجلّ «كتابٌ أنزلناه إليك مباركٌ ليدبّروا آياته» (ص 38/29)، وما تدبّر آياته إلا اتّباعه والله يعلم، أما والله ما هو بحفظ حروفه وإضاعة حدوده، حتّى إنّ أحدهم ليقول: قد قرأت القرآن كلّه، فما أسقطت منه حرفاً، وقد والله أسقطه كلّه، ما يرى له القرآن في خلقٍ ولا عملٍ، حتّى إنّ أحدهم ليقول: إنّي لأقرأ السّورة في نفسٍ، والله ما هؤلاء بالقرّاء، ولا العلماء، ولا الحكماء، ولا الورعة، متّى كانت القرّاء تقول مثل هذا؟، لا كثّر الله في النّاس مثل هؤلاء. ). [أخلاق حملة القرآن: --] (م)
قالَ مُحمَّدُ بنُ عبدِ الوهَّابِ التميميُّ (ت: 1206هـ) : ( باب قول الله تعالى :{ومنهم أميون لا يعلمون الكتاب إلا أماني} الآية، وقوله : {مثل الذين حملوا التوراة ثم لم يحملوها كمثل الحمار يحمل أسفارا} الآية .
عن أبي الدرداء قال : كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم فشخص ببصره إلى السماء ثم قال : (( هذا أوان يختلس العلم من الناس حتى لا يقدروا منه على شيء)) فقال زياد بن لبيد الأنصاري : "كيف يختلس منا وقد قرأنا القرآن ؟ فو الله لنقرأنه ولنقرئنه نساءنا وأبناءنا" ، فقال : (( ثكلتك أمك يا زياد إن كنت لأعدك من فقهاء المدينة هذه التوراة والإنجيل عند اليهود والنصارى فماذا تغني عنهم؟)) رواه الترمذي وقال : حسن غريب ،
وعن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما أنزل عليه : {إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار} إلى قوله : {سبحانك فقنا عذاب النار} قال : ((ويل لمن قرأ هذه الآية ولم يتفكر فيها)) رواه ابن حبان في صحيحه).[فضائل القرآن: ] (م)

حديث عبيدة المكي مرفوعا وموقوفا: ( يا أهل القرآن لا تتوسدوا القرآن..)
قالَ جلالُ الدينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أبي بكرِ السيوطيُّ (ت: 911هـ): (وأخرج من حديث عبيدة المكي مرفوعا وموقوفا: ((يا أهل القرآن لا تتوسدوا القرآن واتلوه حق تلاوته آناء الليل والنهار وأفشوه وتدبروا ما فيه لعلكم تفلحون)).). [الإتقان في علوم القرآن:2/657-727] (م)


قال أبو زكريَّا يَحْيَى بْنُ شَرَفٍ النَّوَوِيُّ (ت: 676هـ): ( وعن الحسن بن علي رضي الله عنه قال: إن من كان قبلكم رأوا القرآن رسائل من ربهم فكانوا يتدبرونها بالليل ويتفقدونها في النهار. ). [التبيان في آداب حملة القرآن:50- 51] (م)
قالَ مُحَمَّدُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ بَهَادرَ الزَّرْكَشِيُّ (ت: 794هـ): (وينبغي أن يشتغل قلبه في التفكر في معنى ما يلفظ بلسانه فيعرف من كل آية معناها ولا يجاوزها إلى غيرها حتى يعرف معناها فإذا مر به آية رحمة وقف عندها وفرح بما وعده الله تعالى منها واستبشر إلى ذلك وسأل الله برحمته الجنة وإن قرأ آية عذاب وقف عندها وتأمل معناها فإن كانت في الكافرين اعترف بالإيمان فقال آمنا بالله وحده وعرف موضع التخويف ثم سأل الله تعالى أن يعيذه من النار.
وإن هو مر بآية فيها نداء للذين آمنوا فقال يأيها الذين آمنوا وقف عندها وقد كان بعضهم يقول لبيك ربي وسعديك ويتأمل ما بعدها مما أمر به ونهي عنه فيعتقد قبول ذلك فإن كان من الأمر الذي قد قصر عنه فيما مضى اعتذر عن فعله في ذلك الوقت واستغفر ربه في تقصيره وذلك مثل قوله: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً}
وعلى كل أحد أن ينظر في أمر أهله في صلاتهم وصيامهم وأداء ما يلزمهم في طهاراتهم، وجناياتهم وحيض النساء ونفاسهن وعلى كل أحد أن يتفقد ذلك في أهله ويراعيهم بمسألتهم عن ذلك فمن كان منهم يحسن ذلك كانت مسألته تذكيرا له وتأكيدا لما في قلبه وإن كان لا يحسن كان ذلك تعليما له ثم هكذا يراعي صغار ولده ويعلمهم إذا بلغوا سبعا أو ثماني سنين ويضربهم إذا بلغوا العشر على ترك ذلك فمن كان من الناس قد قصر فيما مضى اعتقد قبوله والأخذ به فيما يستقبل وإن كان يفعل ذلك وقد عرفه فإنه إذا مر به تأمله وتفهمه.
وكذلك قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحاً} فإذا قرأ هذه الآية تذكر أفعاله في نفسه وذنوبه فيما بينه وبين غيره من الظلامات والغيبة وغيرها ورد ظلامته واستغفر من كل ذنب قصر في عمله ونوى أن يقوم بذلك ويستحل كل من بينه وبينه شيء من هذه الظلامات من كان منهم حاضرا وأن يكتب إلى من كان غائبا وأن يرد ما كان يأخذه على من أخذه منه فيعتقد هذا في وقت قراءة القرآن حتى يعلم الله تعالى منه أنه قد سمع وأطاع فإذا فعل الإنسان هذا كان قد قام بكمال ترتيل القرآن فإذا وقف على آية لم يعرف معناها يحفظها حتى يسأل عنها من يعرف معناها ليكون متعلما لذلك طالبا للعمل به وإن كانت الآية قد اختلف فيها اعتقد من قولهم أقل ما يكون وإن احتاط على نفسه بأن يعتقد أوكد ما في ذلك كان أفضل له وأحوط لأمر دينه.
وإن كان ما يقرؤه من الآي فيما قص الله على الناس من خبر من مضى من الأمم فلينظر في ذلك وإلى ما صرف الله عن هذه الأمة منه فيجدد لله على ذلك شكرا.
وإن كان ما يقرؤه من الآي مما أمر الله به أو نهى عنه أضمر قبول الأمر والائتمار والانتهاء عن المنهي والاجتناب له فإن كان ما يقرؤه من ذلك وعيدا وعد الله به المؤمنين فلينظر إلى قلبه فإن جنح إلى الرجاء فزعه بالخوف وإن جنح إلى الخوف فسح له في الرجاء حتى يكون خوفه ورجاؤه معتدلين فإن ذلك كمال الإيمان.
وإن كان ما يقرؤه من الآي من المتشابه الذي تفرد الله بتأويله فليعتقد الإيمان به كما أمر الله تعالى فقال: {فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ} يعنى عاقبة الأمر منه ثم قال تعالى: {وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللَّهُ}وإن كان موعظة اتعظ بها فإنه إذا فعل هذا فقد نال كمال الترتيل.
وقال بعضهم الناس في تلاوة القرآن ثلاثة مقامات:
الأول: من يشهد أوصاف المتكلم في كلامه ومعرفة معاني خطابه فينظر إليه من كلامه وتكلمه بخطابه وتمليه بمناجاته وتعرفه من صفاته فإن كل كلمة تنبئ عن معنى اسم أو وصف أو حكم أو إرادة أو فعل لأن الكلام ينبئ عن معاني الأوصاف ويدل على الموصوف وهذا مقام العارفين من المؤمنين لأنه لا ينظر إلى نفسه ولا إلى قراءته ولا إلى تعلق الإنعام به من حيث أنه منعم عليه بل هو مقصور الفهم عن المتكلم موقوف الفكر عليه مستغرق بمشاهدة المتكلم ولهذا قال جعفر بن محمد الصادق لقد تجلى الله لخلقه بكلامه ولكن لا يبصرون.
ومن كلام الشيخ أبي عبد الله القرشي لو طهرت القلوب لم تشبع من التلاوة للقرآن
الثاني: من يشهد بقلبه كأنه تعالى يخاطبه ويناجيه بألطافه ويتملقه بإنعامه وإحسانه فمقام هذا الحياء والتعظيم وحاله الإصغاء والفهم وهذا لعموم المقربين.
الثالث: من يرى أنه يناجي ربه سبحانه فمقام هذا السؤال والتمكن وحاله الطلب وهذا المقام لخصوص أصحاب اليمين فإذا كان العبد يلقي السمع من بين يدي سميعه مصغيا إلى سر كلامه شهيد القلب لمعاني صفاته ناظرا إلى قدرته تاركا لمعقوله ومعهود علمه متبرئا من حوله وقوته معظما للمتكلم متفرغا إلى الفهم بحال مستقيم وقلب سليم وصفاء يقين وقوة علم وتمكين سمع فصل الخطاب وشهد غيب الجواب لأن الترتيل في القرآن والتدبر لمعاني الكلام وحسن الاقتصاد إلى المتكلم في الإفهام والإيقاف على المراد وصدق الرغبة في الطلب سبب للاطلاع على المطلع من المسر المكنون المستودع .
كل كلمة من الخطاب تتوجه عشر جهات للعارف من كل جهة مقام ومشاهدات:
أولها:
الإيمان بها.
والتسليم لها.
والتوبة إليها.
والصبر عليها.
والرضا بها.
والخوف منها.
والرجاء إليها.
والشكر عليها.
والمحبة لها.
والتوكل فيها.
فهذه المقامات العشر هي مقامات المتقين وهي منطوية في كل كلمة يشهدها أهل التمكين والمناجاة ويعرفها أهل العلم والحياة لأن كلام المحبوب حياة للقلوب لا ينذر به إلا حي ولا يحيا به إلا مستجيب كما قال تعالى: { لِيُنْذِرَ مَنْ كَانَ حَيّاً} وقال تعالى:{إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ} ولا يشهد هذه العشر مشاهدات إلا من يتنقل في العشر المقامات المذكورة في سورة الأحزاب أولها مقام المسلمين وآخرها مقام الذاكرين وبعد مقام الذكر هذه المشاهدات العشر فعندها لا تمل المناجاة لوجود المصافاة وعلم كيف تجلى له تلك الصفات الإلهية في طي هذه الأدوات ولولا استتار كنه جمال كلامه بكسوة الحروف لما ثبت لسماع الكلام عرش ولا ترى ولا تمكن لفهم عظيم الكلام إلا على حد فهم الخلق فكل أحد يفهم عنه بفهمه الذي قسم له حكمة منه.
).[البرهان في علوم القرآن:1/449-480] (م)

ساجدة فاروق 10 شعبان 1435هـ/8-06-2014م 06:40 PM

البكاء عند قراءة القرآن

ما يستحب لقارئ القرآن من البكاء عند القراءة والرقة والخشوع
حديث عبد الملك بن عمير رضي الله عنه
قالَ أبو عُبيدٍ القاسمُ بن سلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت:224هـ): ( حدثنا هشيم، عن عبد الرحمن بن إسحاق، عن عبد الملك بن عمير، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إني قارئ عليكم سورة، فمن بكى فله الجنة».
فقرأها، فلم يبك أحد، ثم أعاد الثانية ثم الثالثة فقال: «ابكوا، فإن لم تبكوا فتباكوا». ).[فضائل القران: ؟؟](م)
حديث عبد الله بن الشخير
قالَ أبو عُبيدٍ القاسمُ بن سلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت:224هـ): ( حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، عن حماد بن سلمة، عن ثابت البناني، عن مطرف بن عبد الله بن الشخير، عن أبيه، رحمه الله قال: «انتهيت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يصلي، ولجوفه أزيز كأزيز المرجل» يعني : من البكاء. ).[فضائل القران: ؟؟] (م)
أثر عبيد بن عمير رضي الله عنه
قالَ أبو عُبيدٍ القاسمُ بن سلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت:224هـ): ( حدثنا النضر بن إسماعيل، عن ابن أبي ليلى، عن عطاء، عن عبيد بن عمير، قال: «صلى بنا عمر بن الخطاب كرم الله وجهه صلاة الفجر , فافتتح سورة يوسف فقرأها حتى إذا بلغ: {وابيضت عيناه من الحزن فهو كظيم} , بكى حتى انقطع فركع».
حدثنا أبو عبيد قال : حدثني حجاج، عن ابن جريج، عن ابن أبي مليكة، عن علقمة بن وقاص، عن عمر، مثله. إلا أنه قال: «العتمة».
ويروى:أنه لما انتهى إلى قوله سبحانه وتعالى: {إنما أشكو بثي وحزني إلى الله} بكى حتى سمع نشيجه من وراء الصفوف.
نشيج الشيخ مثل بكاء الصبي، إذا ضرب فلم يخرج بكاءه فردده في صدره.
ولذلك قيل لصوت الحمار نشيج. يقال منه: قد نشج ينشج نشجا ونشيجا .
وإنما يراد من هذا الحديث : أن يرفع الصوت بالبكاء في الصلاة حتى يسمع صوته، ولا يقطع ذلك الصلاة.
قال أبو عبيد: وفي غير هذا الحديث، أنه لما انتهى إلى قوله تعالى: {إنما أشكو بثي وحزني إلى الله}, بكى حتى سمع نشيجه من وراء الصفوف. ).[فضائل القران:؟؟] (م)
أثر يحيى بن أبي كثير رضي الله عنه
قالَ أبو عُبيدٍ القاسمُ بن سلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت:224هـ): ( حدثنا عبد الله بن المبارك، عن الأوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير، قال: استمع كعب على رجل قراءته أو دعاءه أو بكاءه أو نحو هذا فمضى وهو يقول: «واها للنواحين على أنفسهم قبل يوم القيامة». ).[فضائل القران: ؟؟]
أثر عن عبد االملك بن عمر رحمهما الله
قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ القَاسِمُ بنُ سَلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت: 224 هـ): (حدثنا عبد الله بن صالح، عن الليث بن سعد، عن عبيد الله بن أبي جعفر، عن عاصم بن أبي بكر، أن عبد العزيز بن مروان، قال:وفدت إلى سليمان بن عبد الملك، ومعنا عمر بن عبد العزيز، فنزلت على ابنه عبد الملك بن عمر، وهو عزب، فكنت معه في بيت، فصلينا العشاء، وأوى كل رجل منا إلى فراشه، ثم قام عبد الملك إلى المصباح فأطفأه، وأنا أنظر إليه، ثم قام يصلي حتى ذهب بي النوم، فاستيقظت، وإذا هو في هذه الآية:{أفرأيت إن متعناهم سنين، ثم جاءهم ما كانوا يوعدون، ما أغنى عنهم ما كانوا يمتعون} فبكى, ثم رجع إليها، فإذا فرغ منها فعل مثل ذلك، حتى قلت: سيقتله البكاء، فلما رأيت ذلك قلت: لا إله إلا الله، والحمد لله، كالمستيقظ من النوم لأقطع ذلك عنه، فلما سمعني، سكت فلم أسمع له حسا).[فضائل القرآن: ] (م)

حديث عبد الله
قالَ سعيدُ بنُ منصورٍ الخُرَاسَانِيُّ (ت:227هـ): (حدثنا سفيان , عن المسعودي, عن القاسم بن عبد الرحمن, عن عبد الله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له: ((اقرأ علي)) ، فقال له عبد الله: "أقرأ عليك وعليك أنزل" .
فقال: (( إني أحب أن أسمعه من غيري )) . فقرأ عليه عبد الله سورة النساء حتى إذا بلغ: {فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا} , فاستعبر رسول الله صلى الله عليه وسلم , وأمسك عبد الله). [سنن سعيد بن منصور: 212](م)
حديث أبي الضحى
قالَ سعيدُ بنُ منصورٍ الخُرَاسَانِيُّ (ت:227هـ): (حدثنا أبو الأحوص , عن سعيد بن مسروق, عن أبي الضحى قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعبد الله: (( اقرأ )) . فقال: "يا رسول الله , كيف أقرأ عليك وعليك أنزل؟"
قال: (( إني أحب أن أسمعه من غيري )) , وافتتح عبد الله سورة النساء وقرأ حتى بلغ: {فكيف إذا جئنا من أكل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا} , ذرفت عيناه وقال: (( حسبك)) ). [سنن سعيد بن منصور: 216](م)
حديث عبيدة
قالَ سعيدُ بنُ منصورٍ الخُرَاسَانِيُّ (ت:227هـ): (حدثنا إبراهيم بن سليمان مؤدب أبي عبد الله , عن الأعمش , عن إبراهيم , عن عبيدة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعبد الله: (( اقرأ علي )). قال: "أقرأ عليك وعليك أنزل؟" .
فقال: (( إني أحب أن أسمعه من غيري )) , فقرأ سورة النساء حتى انتهى إلى قوله: {فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا} , قال: فغمزني , فنظرت , فإذا دموعه تنحدر). [سنن سعيد بن منصور: 218](م)

سورة النساء
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ البخاريُّ (ت: 256هـ): (حدّثنا صدقة، أخبرنا يحيى، عن سفيان، عن سليمان، عن إبراهيم، عن عبيدة، عن عبد اللّه، - قال يحيى: بعض الحديث، عن عمرو بن مرّة - قال:قال لي النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: ((اقرأ عليّ)) قلت: أأقرأ عليك وعليك أنزل؟ قال: ((فإنّي أحبّ أن أسمعه من غيري)) فقرأت عليه سورة النّساء، حتّى بلغت: {فكيف إذا جئنا من كلّ أمّةٍ بشهيدٍ وجئنا بك على هؤلاء شهيدًا} [النساء:41] قال: ((أمسك)) فإذا عيناه تذرفان).
[صحيح البخاري:6/45](م)
- قال محمدُ بنُ يوسف بنِ عليٍّ الكَرْمانيُّ (ت: 786هـ): (قوله: (صدقة) أخت الزكاة (ابن الفضل) بسكون المعجمة و(يحيى) أي القطان و(سفيان) أي الثوري و(سليمان) أي الأعمش و(إبراهيم) أي النخعي و(عبيدة) بفتح المهملة السلماني و(عمرو بن مرة) بضم الميم وشدة الراء الجملي بفتح الجيم التابعي وقد ذكر البخاري كلام يحيى للتقوية وإلا فإسناد عمرو مقطوع وبعض الحديث مجهول و(يذرفان) بكسر الراء يسيل منهما الدمع). [شرح الكرماني: 17/79-80](م)
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله حدثنا صدقة هو بن الفضل ويحيى هو القطّان وسفيان هو الثّوريّ وسليمان هو الأعمش وإبراهيم هو النّخعيّ وعبيدة بفتح أوّله هو بن عمرو وعبد الله هو بن مسعودٍ والإسناد كلّه سوى شيخ البخاريّ وشيخه كوفيّون فيه ثلاثةٌ من التّابعين في نسقٍ أوّلهم الأعمش قوله قال يحيي هو القطان وهو موصولٌ بالإسناد المذكور قوله بعض الحديث عن عمرو بن مرّةٍ أي من رواية الأعمش عن عمرو بن مرّة عن إبراهيم وقد ورد ذلك واضحًا في فضائل القرآن حيث أخرجه المصنّف عن مسدّدٍ عن يحيى القطّان بالإسناد المذكور وقال بعده قال الأعمش وبعض الحديث حدّثني عمرو بن مرّة عن إبراهيم يعني بإسناده ويأتي شرح الحديث هناك إن شاء اللّه تعالى.
وقال الكرمانيّ إسناد عمرٍو مقطوعٌ وبعض الحديث مجهولٌ قلت عبّر عن المنقطع بالمقطوع لقلّة اكتراثه بمراعاة الاصطلاح وأما قوله مجهول فيريد ما حدّثه به عمرو بن مرّة فكأنّه ظنّ أنّه أراد أنّ البعض عن هذا والبعض عن هذا وليس كذلك وإنّما هو عنده كلّه في الرّواية الآتية وبعضه في أثنائه أيضا). [فتح الباري: 8/251](م)
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ): (حدّثنا صدقة أخبرنا يحيى عن سفيان عن سليمان عن إبراهيم عن عبيدة عن عبد الله قال يحيى بعض الحديث عن عمرو بن مرّة قال: قال لي النبيّ صلى الله عليه وسلم: ((اقرأ عليّ)) قلت: اقرأ عليك وعليك أنزل قال: ((فإنّي أحبّ أن أسمعه من غيري)) فقرأت عليه سورة النّساء حتّى بلغت{فكيف إذا جئنا من كلّ أمّةٍ بشهيدٍ وجئنا بك على هؤلاء شهيدا} قال: ((أمسك)) فإذا عيناه تذرفان.
مطابقته للتّرجمة ظاهرة. وصدقة هو ابن الفضل أبو الفضل المروزي، ويحيى بن سعيد القطّان، وسفيان هو الثّوريّ، وسليمان هو الأعمش، وإبراهيم هو النّخعيّ، وعبيدة، بفتح العين وكسر الباء الموحدة: ابن عمرو السّلماني.
ومن سفيان إلى آخره كلهم كوفيون، وفيه: ثلاثة من التّابعين على نسق واحد وهم لسليمان وإبراهيم وعبيدة، وعبد الله هو ابن مسعود، وعمرو بفتح العين، ابن مرّة، بضم الميم وتشديد الرّاء، الجملي بفتح الجيم التّابعيّ.
والحديث أخرجه البخاريّ في فضائل القرآن عن محمّد بن يوسف وعن عمر بن حفص وعن مسدّد. وأخرجه مسلم في الصّلاة عن أبي بكر وغيره، وأخرجه أبو داود في العلم عن عثمان بن أبي شيبة. وأخرجه التّرمذيّ في التّفسير عن محمود بن غيلان وغيره. وأخرجه النّسائيّ فيه عن هناد بن السّري به وفي فضائل القرآن عن سويد بن نصر به وعن غيره.
قوله: (قال يحيى) هو القطّان،
وقال الكرماني: قد ذكر البخاريّ كلام يحيى للتقوية، وإلاّ فإسناد عمرو مقطوع وبعض الحديث مجهول، قلت: ظاهره كذا، ولكنه أوضحه في فضائل القرآن في: باب البكاء عند قراءة القرآن عن مسدّد عن يحيى عن سفيان عن الأعمش عن إبراهيم عن عبيدة عن عبد الله.
قال الأعمش: وبعض الحديث حدثني عمرو بن مرّة عن إبراهيم عن أبيه عن أبي الضّحى عن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((اقرأ عليّ)) الحديث.
قوله: ((اقرأ عليّ)) فيه أن القراءة من الغير أبلغ في التدبر والتفهم من قراءة الإنسان بنفسه، وفيه فضل ظاهر لعبد الله بن مسعود، رضي الله تعالى عنه، وفي (تفسير عبد) لما قرأ عبد الله هذه الآية قال سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من سره أن يقرأ القرآن غضا كما نزل فليقرأه على قراءة ابن أم عبد)).
قوله: (فإذا عيناه)، كلمة إذا للمفاجأة. (وعيناه) مبتدأ، وتذرفان، خبره، أي: عينا رسول الله صلى الله عليه وسلم، تطلقان دمعهما يقال: ذرف الدمع بالذّال المعجمة، وذرفت العين دمعها. وفي بكاء النّبي صلى الله عليه وسلم، وجوه:

الأول: قال ابن الجوزيّ: بكاؤه صلى الله عليه وسلم، عند هذه الآية الكريمة لأنّه لا بد من أداء الشّهادة والحكم على المشهود عليه إنّما
يكون يقول الشّاهد، فلمّا كان صلى الله عليه وسلم، هو الشّاهد وهو الشافع بكى على المفرطين منهم.
الثّاني: أنه بكى لعظم ما تضمنته هذه الآية الكريمة من هول المطلع وشدّة الأمر إذ يؤتي بالأنبياء عليهم السّلام، شهداء على أممهم بالتصديق والتكذيب.
الثّالث: أنه بكى فرحا لقبول شهادة أمته صلى الله عليه وسلم، يوم القيامة وقبول تزكيته لهم في ذلك اليوم العظيم). [عمدة القاري:18/232-233](م)
- قالَ جلالُ الدينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أبي بكرِ السيوطيُّ (ت: 911هـ): ( (حدثنا صدقة بن الفضل) لابن السكن بدله: «ثنا سنيد»، وهو الحسين بن داود المصيصي حافظ له تفسير، لكنه ضعيف ولا ذكر له في البخاري إلا في هذا الموضع إن كان ابن السكن حفظه.
قال ابن حجر: يحتمل أن يكون البخاري أخرج الحديث عنهما معا فاقتصر الأكثر على صدقة لثقته، واقتصر ابن السكن على سنيد بقرينة التفسير).[التوشيح:7/2814](م)
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ): (حدّثنا صدقة أخبرنا يحيى، عن سفيان عن سليمان، عن إبراهيم عن عبيدة، عن عبد اللّه قال يحيى: بعض الحديث عن عمرو بن مرّة قال: قال لي النّبيّ -صلّى اللّه عليه وسلّم-: ((اقرأ عليّ)) قلت: آقرأ عليك وعليك أنزل؟ قال: ((فإنّى أحبّ أن أسمعه من غيري)) فقرأت عليه سورة النّساء حتّى بلغت {فكيف إذا جئنا من كلّ أمّةٍ بشهيدٍ وجئنا بك على هؤلاء شهيدًا} قال: ((أمسك)) فإذا عيناه تذرفان.
[الحديث 4582 - أطرافه في: 5049 - 5050 - 5055 - 5056].
وبه قال: (حدّثنا صدقة) بن الفضل المروزي قال: (أخبرنا) ولأبي ذر أخبرني بالإفراد (يحيى) بن سعيد القطان (عن سفيان) الثوري (عن سليمان) بن مهران الأعمش (عن إبراهيم) النخعي (عن عبيدة) بفتح العين وكسر الموحدة ابن عمرو السلماني.
(عن عبد الله) هو ابن مسعود (قال يحيى) بن سعيد القطان بالإسناد السابق (بعض الحديث عن عمرو بن مرة) بفتح العين ومرة بضم الميم وتشديد الراء الجملي بفتح الجيم والميم أبي عبد الله الكوفي الأعمى أي من رواية الأعمش عن عمرو بن مرة عن إبراهيم كما صرح بذلك في باب البكاء عند قراءة القرآن حيث أخرجه عن مسدد عن يحيى القطان بالإسناد المذكور، وقال بعده قال الأعمش: وبعض الحديث حدّثني عمرو بن مرة عن إبراهيم،
والحاصل أن الأعمش سمع الحديث من إبراهيم النخعي وسمع بعضه من عمرو بن مرة عن إبراهيم يعني عن عبيدة عن ابن مسعود أنه (قال: قال لي النبي -صلّى اللّه عليه وسلّم-): ((اقرأ عليّ)) زاد في باب: ((من أحب أن يسمع القرآن)) من غيره من طريق عمر بن حفص عن أبيه عن الأعمش القرآن وهو يصدق بالبعض (قلت: آقرأ) بمدّ الهمزة (عليك وعليك أنزل؟ قال): ((فإني أحب أن أسمعه من غيري)).
قال ابن بطال: يحتمل أن يكون أحب أن يسمعه من غيره ليكون عرض القرآن سنة أو ليتدبره ويتفهمه، وذلك أن المستمع أقوى على التدبر ونفسه أخلى وأنشط لذلك من القارئ لاشتغاله بالقراءة وأحكامها وهذا بخلاف قراءته -صلّى اللّه عليه وسلّم- على أبي بن كعب فإنه أراد أن يعلمه كيف أداء القراءة ومخارج الحروف.
(فقرأت عليه سورة النساء حتى بلغت: {فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدًا} قال) عليه الصلاة والسلام: (أمسك) وفي باب: البكاء عند قراءة القرآن قال لي: كف أو أمسك على الشك (فإذا عيناه تذرفان) بالذال المعجمة وكسر الراء خبر المبتدأ وهو عيناه وإذا للمفاجأة أي تطلقان دمعهما وبكاؤه عليه الصلاة والسلام على المفرطين أو لعظم ما تضمنته الآية من هول المطلع وشدة الأمر أو هو بكاء فرح لا بكاء جزع لأنه تعالى جعل أمته شهداء على سائر الأمم كما قال الشاعر:

طفح السرور عليّ حتى أنه = من عظم ما قد سرّني أبكاني

وهذا الأخير نقله صاحب فتوح الغيب عن الزمخشري.
وفي هذا الحديث ثلاثة من التابعين على نسق واحد، وأخرجه أيضًا في فضائل القرآن وكذلك النسائي).[إرشاد الساري:7/83](م)
- قال عبيدُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ سُلَيمانَ الجابريُّ (م): (حدّثنا صدقة، أخبرنا يحيى، عن سفيان، عن سليمان، عن إبراهيم، عن عبيدة، عن عبد اللّه، - قال يحيى: بعض الحديث، عن عمرو بن مرّة - قال: قال لي النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم:
((اقرأ عليّ)) قلت: أقرأ عليك وعليك أنزل؟ قال: ((فإنّي أحبّ أن أسمعه من غيري)) فقرأت عليه سورة النّساء، حتّى بلغت:{فكيف إذا جئنا من كلّ أمّةٍ بشهيدٍ وجئنا بك على هؤلاء شهيدًا} [النساء:41] قال: ((أمسك)) فإذا عيناه تذرفان.
ش/ فيه ثمان مسائل:
الأولى: قوله: (قال يحيى بعض الحديث عن عمرو بن مرة) القائل هو صدقة بن الفضل، ويحيى هو ابن سعيد القطان، وعمرو بن مرة هو أبو عبد الله عمرو بن مرة بن عبد الله بن طارق الجملي بفتح الجيم والميم المرادي الكوفي الأعمى ثقة عابد كان لا يدلس ورمي بالإرجاء من الخامسة مات سنة ثماني عشرة ومائة وقيل قبلها أخرج له الجماعة.
وفي فضائل القرآن من رواية مسدد قال الأعمش: وبعض الحديث حدثني عمرو بن مرة عن إبراهيم وعن أبيه عن أبي الضحى عن عبد الله.
قال الحافظ في شرحه على هذا الحديث في الفضائل (9/98): ثم ذكر المصنف في الباب حديث ابن مسعود المذكور في تفسير سورة النساء وساق المتن هناك على لفظ شيخه صدقة بن الفضل المروزي، وساقه هنا على لفظ شيخه مسدد كلاهما عن يحيى القطان وعرف من هنا المراد بقوله "بعض الحديث عن عمرو بن مرة" وحاصله أن الأعمش سمع الحديث المذكور من إبراهيم النخعي وسمع بعضه من عمرو بن مرة عن إبراهيم وقد وضحت ذلك في تفسير سورة النساء أيضا ويظهر لي أن القدر الذي عند الأعمش عن عمرو بن مرة من هذا الحديث من قوله: «فقرأت النساء ... إلى آخر الحديث» وأما ما قبله إلى قوله: ((أن أسمعه من غيري)) فهو عند الأعمش عن إبراهيم كما هو في الطريق الثانية في هذا الباب» اهـ.


قلت: فهذا جمع سديد وتوجيه جيد يتحد به المقال ويتضح به الحال.
الثانية: قوله: قال لي النبي صلى الله عليه وسلم ((اقرأ علي)) » فيه دليل على استحباب سماع الإنسان قراءة القرآن من غيره، وعليه بوب المصنف في فضائل القرآن.
الثالثة: قوله: قلت أقرأ عليك وعليك أنزل، القائل هو عبد الله بن مسعود قال ذلك تخريجا واستحياء من رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي قوله «وعليك أنزل» بيان لسبب ذلك التحرج. وفيه دليل على إثبات صفة العلو لله وأن القرآن منزل غير مخلوق.
الرابعة: قوله: ((فإني أحب أن أسمعه من غيري)) ووقع عند المصنف في فضائل القرآن باب من أحب أن يسمع القرآن من غيره من رواية مسدد عن يحيى، وعند مسلم في صلاة المسافرين باب فضل استماع القرآن من رواية أبي بكر بن أبي شيبة وأبي كريب من طريق حفص بن غياث بلفظ ((إني أشتهي أن أسمعه من غيري)) ولا منافاة بين اللفظين في المعنى.
الخامسة: قوله: «فقرأت عليه سورة النساء» في رواية مسدد عند المصنف وفي رواية أبي بكر بن أبي شيبة وأبي كريب عن حفص «فقرأت النساء» والمعنى واحد.
وفي ذلك دليل على استعمال اللفظين معا خلافا لمن كره شيئا منهما.
السادسة: قوله: «حتى بلغت {فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا}» "حتى" هاهنا حرف غاية بمعنى "إلى" وفي ذلك تصريح بأن عبد الله بن مسعود لم يقرأ على النبي صلى الله عليه وسلم شيئا بعد الآية المذكورة.
السابعة: قوله «قال: ((أمسك)) » وقع في رواية مسدد وفي رواية محمد بن يوسف ((حسبك الآن)) وكلاهما عند المصنف في فضائل القرآن.




قلت: فلا اختلاف بين هذه الكلمات فجميعها متضمنة أمر النبي صلى الله عليه وسلم ابن مسعود بالوقوف عن القراءة والاكتفاء بما وصل إليه من الآية.
تنبيه:

وقع عند مسلم من رواية أبي بكر بن أبي شيبة وأبي كريب من طريق حفص «فرفعت رأسي أو غمزني رجل إلى جنبي فرفعت رأسي» وعند النسائي من رواية هناد بن السري عن علي بن مسهر وعند الترمذي في تفسير سورة النساء أيضا من رواية هناد عن الأحوص «غمزني رسول الله» وعندي أن رواية أبي بكر بن أبي شيبة وأبي كريب أرجح ويؤيد ذلك قوله في رواية هناد عند مسلم والنسائي في تفسير سورة النساء «قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو على المنبر ((اقرأ علي)) » وعند النسائي ((علينا)) وعند الترمذي «أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أقرأ عليه وهو على المنبر» وذلك أنه لما أمر النبي صلى الله عليه وسلم ابن مسعود بالكف عن القراءة لم يتنبه فغمزه بعض من حوله.
الثامنة: قوله «فإذا عيناه تذرفان» أي تدمعان وهذا دليل على استحباب البكاء من خشية الله حين سماع القرآن وإن كان يراه الناس). [إمداد القاري:1/402-404](م)


*حديث عبدالله بن مسعود رضي الله عنه:
قالَ أحمدُ بنُ شُعيبٍ النَّسَائِيُّ (ت:303هـ): (أخبرنا عبدة بن عبد الله قال: أنا حسين, عن زائدة, عن عاصم, عن زر, عن عبد الله قال: قال رسول الله: ((إقرأ)) , فاستفتحت النساء حتى انتهيت إلى قول الله عز و جل: {فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا .يومئذ يود الذين كفروا وعصوا الرسول لو تسوى بهم الأرض ولا يكتمون الله حديثا}, قال: فدمعت عيناه , وقال: ((حسبنا)).) [فضائل القرآن للنَّسائي:م1](م)
قالَ أحمدُ بنُ شُعيبٍ النَّسَائِيُّ (ت:303هـ): ( أخبرنا سويد بن نصر قال: أنا عبد الله, عن سفيان, عن سليمان, عن إبراهيم, عن عبيدة, عن ابن مسعود قال: قال رسول الله: ((اقرأ علي))، فقلت: أقرأ وعليك أنزل، قال: ((إني أحب أن أسمعه من غيري)), فافتتحت سورة النساء فلما بلغت: {فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا}, قال: فرأيت عيناه تذرفان , فقال لي: ((حسب)).) [فضائل القرآن للنَّسائي:م1](م)
قالَ أحمدُ بنُ شُعيبٍ النَّسَائِيُّ (ت:303هـ): ( أخبرنا يعقوب بن إبراهيم قال: ثنا يحيى, عن سفيان, عن الأعمش, عن إبراهيم, عن عبيدة, عن عبد الله وبعض الحديث, عن عمرو بن مرة قال: قال لي رسول الله: ((اقرأ علي))، قلت: أقرأ عليك وعليك أنزل، قال: ((إني أحب أن أسمعه من غيري )),فقرأت حتى بلغت:{فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا},قال:((أمسك)), وعيناه تذرفان). [فضائل القرآن للنَّسائي:م1](م)
قالَ أحمدُ بنُ شُعيبٍ النَّسَائِيُّ (ت:303هـ): (أخبرنا محمد بن عبد العزيز بن غزوان قال: أنا حفص بن غياث, عن الأعمش, عن إبراهيم, عن عبيدة, عن عبد الله قال: قال رسول الله: ((اقرأ علي سورة النساء))، قلت: أوليس عليك أنزل؟، قال: ((بلى , ولكن أحب أن أسمعه من غيري ))، فقرأت عليه حتى بلغت: {فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا}, فغمزني عامر, فرفعت رأسي , فإذا عيناه تهملان ) [فضائل القرآن للنَّسائي: ] (م)
قالَ أحمدُ بنُ شُعيبٍ النَّسَائِيُّ (ت:303هـ): ( أخبرنا هناد بن السري , عن أبي الأحوص, عن الأعمش, عن إبراهيم, عن علقمة, عن عبد الله قال : أمرني رسول الله أن أقرأ عليه, وهو على المنبر , فقرأت عليه سورة النساء حتى إذا بلغت : {فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا}, غمزني رسول الله بيده , فنظرت إليه , وعيناه تدمعان)[فضائل القرآن للنَّسائي: ] (م)

قالَ عَلَمُ الدِّينِ عليُّ بنُ محمَّدٍ السَّخَاوِيُّ (ت:643هـ): (الكتاب التاسع منهاج التوفيق إلى معرفة التجويد والتحقيق

(قال عبد الله بن ذكوان: يجب على قارئ القرآن أن يقرأ بترتيل وترسل وتدبر وتفهم وخشوع وبكاء ودعاء وتحفظ وتثبت، وأن يزين قراءته بلسانه ويحسنها بصوته، ويعرف مخارج الحروف في مواضعها،...). [جمال القراء:2/525- 543](م)

قالَ عَلَمُ الدِّينِ عليُّ بنُ محمَّدٍ السَّخَاوِيُّ (ت:643هـ) : ( وروى عاصم بن أبي النجود رحمه الله عن زر بن حبيش قال: "قرأت القرآن كله في المسجد الجامع بالكوفة على أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه، فلما بلغت (الحواميم) قال لي: يا زر، قد بلغت عرائس القرآن، فلما بلغت رأس العشرين من "حم عسق": {والذين آمنوا وعملوا الصالحات في روضات الجنات لهم ما يشاءون عند ربهم ذلك هو الفضل الكبير} بكى حتى ارتفع نحيبه ثم رفع رأسه إلى السماء وقال: يا زر: أمن على دعائي، ثم قال: "اللهم إني أسألك إخبات المخبتين، وإخلاص المؤمنين، ومرافقة الأبرار، واستحقاق حقائق الإيمان، والغنيمة من كل بر، والسلامة من كل إثم، ووجوب رحمتك، وعزائم مغفرتك، والفوز بالجنة، والنجاة من النار. ثم قال: يا زر إذا ختمت فادع بهذه الدعوات، فإن حبيبي رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرني أن أدعو بهن عند ختم القرآن" ). [جمال القراء: 2/647] (م)
قالَ عَلَمُ الدِّينِ عليُّ بنُ محمَّدٍ السَّخَاوِيُّ (ت:643هـ): (وعن عبد الملك بن عمير قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إني قارئ عليكم سورة، فمن بكى فله الجنة))، فقرأها فلم يبك أحد، ثم أعاد الثانية، ثم الثالثة. فقال: ((ابكوا، فإن لم تبكوا فتباكوا)).) .[جمال القراء:1/95](م)
قالَ عَلَمُ الدِّينِ عليُّ بنُ محمَّدٍ السَّخَاوِيُّ (ت:643هـ): (وروى مطرف بن عبد الله بن الشخير عن أبيه قال: "انتهيت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يصلي، ولجوفه أزيز كأزيز المرجل من البكاء" قال أبو عبيد: قوله أزيز يعني غليان جوفه من البكاء، وأصل الأزيز الالتهاب والحركة. وقوله عز وجل: {تؤزهم أزا} من هذا أي تدفعهم وتسوقهم، وهو من التحريك. ) .[جمال القراء:1/95](م)
قال أبو زكريَّا يَحْيَى بْنُ شَرَفٍ النَّوَوِيُّ (ت: 676هـ): (قد تقدم في الفصلين المتقدمين بيان ما يحمل على البكاء في حال القراءة وهو صفة العارفين وشعار عباد الله الصالحين قال الله تعالى {ويخرون للأذقان يبكون ويزيدهم خشوعا}.
وقد وردت فيه أحاديث كثيرة وآثار السلف فمن ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم : ((اقرؤوا القرآن وابكوا فإن لم تبكوا فتباكوا)).
وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه صلى بالجماعة الصبح فقرأ سورة يوسف فبكى حتى سالت دموعه على ترقوته.
وفي رواية أنه كان في صلاة العشاء؛ فتدل على تكريره منه، وفي رواية أنه: بكى حتى سمعوا بكاءه من وراء الصفوف.
وعن أبي رجاء قال: (رأيت ابن عباس وتحت عينيه مثل الشراك البالي من الدموع).
وعن أبي صالح قال: (قدم ناس من أهل اليمن على أبي بكر الصديق رضي الله عنه فجعلوا يقرؤون القرآن ويبكون فقال أبو بكر الصديق رضي الله عنه: (هكذا كنا)).
وعن هشام قال: (ربما سمعت بكاء محمد بن سيرين في الليل وهو في الصلاة).
والآثار في هذا كثيرة لا يمكن حصرها،، وفيما أشرنا إليه ونبهنا عليه كفاية، والله أعلم.
قال الإمام أبو حامد الغزالي: (البكاء مستحب مع القراءة وعندها، وطريقه في تحصيله أن يحضر قلبه الحزن بأن يتأمل ما فيه من التهديد والوعيد الشديد والمواثيق والعهود ثم يتأمل تقصيره في ذلك فإن لم يحضره حزن وبكاء كما يحضر الخواص فليبك على فقد ذلك فإنه من أعظم المصائب). ).[التبيان في آداب حملة القرآن:85- 87] (م)


ذم قسوة القلوب، وأن القرآن نزل بحزن فمن قرأه ولم يقدر على البكاء فليتباك
أثر أبو بكر الصديق رضي الله عنه
قالَ أبو عُبيدٍ القاسمُ بن سلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت:224هـ): ( حدثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن أبي صالح، قال: لما قدم أهل اليمن في زمن أبي بكر رحمة الله عليه , فسمعوا القرآن فجعلوا يبكون، فقال أبو بكر الصديق: «هكذا كنا , ثم قست القلوب». ).[فضائل القران: ؟؟] (م)
قالَ أبو عُبيدٍ القاسمُ بن سلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت:224هـ): ( حدثنا إسماعيل بن مجالد، عن هلال الوزان، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، أنه قرأ سورة مريم حتى انتهى إلى السجدة: {خروا سجدا وبكيا} , فسجد بها، فلما رفع رأسه قال: «هذه السجدة قد سجدناها فأين البكاء ؟». ) [فضائل القران: ؟؟] (م)
قال أبو بكر محمد بن الحسين الآجُرِّيُّ (360هـ): (
وأحبّ لمن تلا القرآن أن يقرأه بحزنٍ ويبكي؛ إن قدر، فإن لم يقدر تباكى.). [أخلاق حملة القرآن: --](م)
قال أبو بكر محمد بن الحسين الآجُرِّيُّ (360هـ) : ( - حدّثنا الفريابيّ ثنا الهيثم بن أيّوب الطّالقانيّ ثنا الوليد بن مسلمٍ عن أبي رافعٍ إسماعيل بن رافعٍ حدّثني ابن أبي مليكة عن عبد الرّحمن بن السّائب قال: قدم علينا سعد بن مالكٍ بعدما كفّ بصره، فأتيته مسلّماً، وانتسبني، فانتسبت له، فقال: مرحبًا بابن أخي، بلغني أنّك حسن الصّوت بالقرآن، سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول: «إنّ هذا القرآن نزل بحزنٍ، فإذا قرأتموه فابكوا، فإن لم تبكوا فتباكوا، وتغنّوا به، فمن لم يتغنّ به، فليس منّا».
- وأخبرنا الفريابيّ ثنا إسماعيل بن سيف بن عطاءٍ الرّياحيّ ثنا عون بن عمرٍو أخو رياحٍ القيسيّ قال: ثنا سعيدٌ الجريريّ عن عبد الله بن بريدة عن أبيه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «اقرأوا القرآن بحزنٍ، فإنّه نزل بحزنٍ».
قال محمّد بن الحسين رحمه الله: فأحبّ لمن قرأ القرآن أن يتحزّن عند قراءته، ويتباكى، ويخشع قلبه، ويتفكّر في الوعد والوعيد، ليستجلب بذلك الحزن. ألم تسمع إلى ما نعت الله عزّ وجلّ من هو بهذه الصّفة، وأخبر بفضلهم، فقال عزّ وجلّ «اللّه نزّل أحسن الحديث كتابًا متشابهًا مثاني تقشعرّ منه جلود الّذين يخشون ربّهم ثمّ تلين جلودهم وقلوبهم إلى ذكر الله» الآية [الزّمر 39/23]، ثمّ ذمّ قوماً استمعوا القرآن، فلم تخشع له قلوبهم، فقال عزّ وجلّ «أفمن هذا الحديث تعجبون. وتضحكون ولا تبكون. وأنتم سامدون» [النّجم 53/59]؛ يعني: لاهين.). [أخلاق حملة القرآن: --] (م)
حديث سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه
قالَ أبو الفضلِ عبدُ الرَّحمنِ بنُ أحمدَ الرازيُّ (ت: 454هـ): (أنا أبو الحسين عبد الوهاب بن الحسن بدمشق, نا طاهر بن محمد بن الحكم, نا هشام بن عمار, نا الوليد, نا أبو رافع, عن ابن أبي مليكة, عن عبد الرحمن بن السائب قال‏:‏ قدم علينا سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه, وقد كف بصره فسلمت عليه فقال‏:‏ من أنت؟ فأخبرته.
فقال‏:‏ مرحبا , يا ابن أخي بلغني أنك حسن الصوت بالقرآن , وسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:((إن هذا القرآن نزل بحزن, فإذا قرأتموه فابكوا, فإن لم تبكوا فتباكوا، وتغنوا به، فمن لمن يتغن به فليس من)).). [فضائل القرآن:122-123](م)
قالَ جلالُ الدينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أبي بكرِ السيوطيُّ (ت: 911هـ): (ويبكي عند القراءة، فإن لم يبك تباك ). [التحبير في علم التفسير:317-322] (م)
قالَ جلالُ الدينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أبي بكرِ السيوطيُّ (ت: 911هـ):(النوع الخامس والثلاثون
يستحب البكاء عند قراءة القرآن والتباكي لمن لا يقدر عليه والحزن والخشوع قال تعالى: {ويخرون للأذقان يبكون}
وفي الصحيحين حديث قراءة ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم وفيه: فإذا عيناه تذرفان
وفي الشعب للبيهقي عن سعد بن مالك مرفوعا: ((إن هذا القرآن نزل بحزن وكآبة فإذا قرأتموه فابكوا فإن لم تبكوا فتباكوا))
وفيه من مرسل عبد الملك بن عمير أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إني قارئ عليكم سورة فمن بكى فله الجنة فإن لم تبكوا فتباكوا)).
وفي مسند أبي يعلى حديث: ((اقرؤوا القرآن بالحزن فإنه نزل بالحزن)).
وعند الطبراني أحسن الناس قراءة من إذا قرأ القرآن يتحزن به
قال في شرح المهذب:وطريقه في تحصيل البكاء أن يتأمل ما يقرأ من التهديد والوعيد الشديد والمواثيق والعهود ثم يفكر في تقصيره فيها فإن لم يحضره عند ذلك حزن وبكاء فليبك على فقد ذلك فإنه من المصائب.).[الإتقان في علوم القرآن:2/657-727] (م)


ما جاء في نعت السلف والعلماء والصالحين أنهم كانوا يبكون
قالَ أبو عُبيدٍ القاسمُ بن سلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت:224هـ): ( حدثنا عبد الله بن المبارك، عن مسعر، عن عبد الأعلى التيمي، قال: «من أوتي من العلم ما لا يبكيه فليس بخليق أن يكون أوتي علما ينفعه ؛ لأن الله تبارك وتعالى نعت العلماء فقال سبحانه وتعالى {إن الذين أوتوا العلم من قبله إذا يتلى عليهم يخرون للأذقان سجدا}». ).[فضائل القران: ؟؟] (م)
أثر أسماء رضي الله عنها
قالَ أبو عُبيدٍ القاسمُ بن سلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت:224هـ) : ( حدثنا كثير بن هشام، عن جعفر بن برقان، عن عبد الكريم الجزري، عن عكرمة، قال: سئلت أسماء هل كان أحد من السلف يغشى عليه من الخوف؟
فقالت: "لا، ولكنهم كانوا يبكون"). [فضائل القرآن:] (م)
أثر أسماء رضي الله عنها
قالَ سعيدُ بنُ منصورٍ الخُرَاسَانِيُّ (ت:227هـ): (حدثنا هشيم , قال : نا حصين , عن عبد الله بن عروة بن الزبير قال: قلت لجدتي أسماء : كيف كان يصنع أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قرؤوا القرآن ؟
قالت: "كانوا كما نعتهم الله عز وجل: تدمع أعينهم, وتقشعر جلودهم" .
قلت : فإن ناسا ههنا , إذا سمعوا ذلك , تأخذهم عليه غشية .
فقالت: "أعوذ بالله من الشيطان"). [سنن سعيد بن منصور:330 - 331] (م)

قالَ عَلَمُ الدِّينِ عليُّ بنُ محمَّدٍ السَّخَاوِيُّ (ت:643هـ): ( قال: وحدثنا كثير بن هشام، عن جعفر بن برقان، عن عبد الكريم الجزري، عن عكرمة قال: "سئلت أسماء: هل كان أحد من السلف يغشى عليه من الخوف؟ فقالت: لا، ولكنهم كانوا يبكون". ) [جمال القراء:1/111](م)

ساجدة فاروق 11 شعبان 1435هـ/9-06-2014م 09:47 AM

باب: فضل تعلم القرآن وتعليمه

قالَ أبو عُبيدٍ القاسمُ بن سلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت:224هـ): ( حدثنا إسماعيل بن إبراهيم، عن هشام الدستوائي، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي راشد الحبراني، عن عبد الرحمن بن شبل، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((اقرءوا القرآن، ولا تغلوا فيه، ولا تجفوا عنه، ولا تأكلوا به، ولا تستكثروا به أو تستكبروا به)) قد شك أبو عبيد). [فضائل القرآن:](م)
*حديث أبو سعيد الخدري رضي الله عنه:
قالَ أبو عُبيدٍ القاسمُ بن سلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت:224هـ): ( حدثنا ابن أبي مريم، وأبو الأسود، عن ابن لهيعة، عن موسى بن وردان، عن أبي الهيثم، عن أبي سعيد الخدري، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((تعلموا القرآن واسألوا الله به قبل أن يتعلمه قوم يسألون به الدنيا، فإن القرآن يتعلمه ثلاثة نفر: رجل يباهي به، ورجل يستأكل به، ورجل يقرؤه لله عز وجل)).) [فضائل القرآن:](م)
*حديث سهل بن سعد رضي الله عنه:
قالَ أبو عُبيدٍ القاسمُ بن سلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت:224هـ): (حدثنا إسحاق بن سليمان الرازي، عن موسى بن عبيدة، عن أخيه عبد الله بن عبيدة، عن سهل بن سعد، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((اقرءوا القرآن قبل أن يجيء قوم يقيمونه كما يقام القدح, يتعجلون أجره , ولا يتأجلونه)) .
حدثنا حجاج، عن ابن لهيعة، عن بكر بن سوادة، عن وفاء الحضرمي، عن سهل بن سعد، عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن بكر بن سوادة، عن أبي حمزة الخولاني، عن أنس بن مالك، عن النبي صلى الله عليه وسلم مثل ذلك أو نحوه). [فضائل القرآن:](م)

*حديث عبادة بن الصامت رضي الله عنه:
قالَ أبو عُبيدٍ القاسمُ بن سلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت:224هـ): ( حدثنا نعيم، عن بقية، عن بشر بن عبد الله بن يسار، قال: حدثني عبادة بن نسي، عن جنادة بن أبي أمية، عن عبادة بن الصامت، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قدم عليه مهاجر, دفعه إلى رجل منا يعلمه القرآن، فدفع إلي رجلا فكنت أقرئه القرآن، فأهدى إلي قوسا، فأخبر بذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ((جمرة بين كتفيك تقلدتها)).) [فضائل القرآن:](م)
حديث ابن مسعود رضي الله عنه
قالَ سعيدُ بنُ منصورٍ الخُرَاسَانِيُّ (ت:227هـ): (حدثنا خالد بن عبد الله , قال نا حصين , عن هلال بن يساف, عن أبي حيان الأشجعي قال لقي رجل عبد الله فقال له : " اقرأ علي" . فقال ابن مسعود إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لي: (( اقرأ علي )).
فقلت: "يا رسول الله , أليس منك تعلمته؟ " ، فقال:(( بلى , ولكني أحب أن أسمعه من غيري)) ). [سنن سعيد بن منصور:236 - 237](م)

*أثر أبي الدرداء رضي الله عنه:
قالَ سعيدُ بنُ منصورٍ الخُرَاسَانِيُّ (ت:227هـ): (حدثنا إسماعيل بن عياش , عن محمد بن يزيد , عن عمير بن ربيعة قال : رأيت أبا الدرداء يدرس القرآن في جماعة من أصحابه).[سنن سعيد بن منصور: 484](م)

*حديث جابر بن عبدالله رضي الله عنه:
قال أبو بكرٍ جَعفرُ بنُ مُحمدٍ الفِرْيابِيُّ(ت:301هـ): (حدثنا وهب بن بقية ، حدثنا خالد ، عن حميد الأعرج ، عن محمد بن المنكدر عن جابر بن عبد الله قال : خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن نقرأ القرآن ، وفينا العجمي والعربي قال : فوقف علينا يستمع فقال: (( اقرءوا وكل حسن ، سيجيء أقوام يقيمونه ، كما تقام القدح يتعجلونه ، ولا يتأجلونه (4))).) [فضائل القرآن:](م)
*حديث سهل بن سعد الأنصاري رضي الله عنه:
أبو بكرٍ جَعفرُ بنُ مُحمدٍ الفِرْيابِيُّ(ت:301هـ): (حدثنا أبو قدامة عبيد الله بن سعيد ، أخبرنا أبو يحيى إسحاق بن سليمان الرازي قال : سمعت موسى بن عبيدة ، . . . يذكر ، عن أخيه عبد الله بن عبيدة ، عن سهل بن سعد الأنصاري قال : "خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ونحن نقتري ويقري (6) بعضنا بعضا ، فقال : ((الحمد لله ، كتاب الله واحد ، فيكم الأخيار ، فيكم الأحمر والأسود ، اقرءوا اقرءوا اقرءوا قبل أن يجيء أقوام يقيمونه كما يقام القدح لا يجاوز (1) تراقيهم (5) يتعجلون أجره ، ولا يأجلونه)).) [فضائل القرآن:](م)

حديث عبدالله بن مسعود رضي الله عنه
قال أبو بكرٍ جَعفرُ بنُ مُحمدٍ الفِرْيابِيُّ (ت:301هـ): (حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال : حدثنا عبد الله بن نمير قال : حدثنا إسماعيل بن أبي خالد ، عن قيس بن أبي حازم ، سمعت عبد الله بن مسعود يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( لا حسد إلا في اثنتين : رجل آتاه الله مالا ، فسلطه على هلكته (3) في الحق ، ورجل آتاه الله الحكمة فهو يقضي بها ويعلمها ))). [فضائل القرآن:](م)

قال أبو بكرٍ جَعفرُ بنُ مُحمدٍ الفِرْيابِيُّ (ت:301هـ): (حدثنا عثمان بن أبي شيبة ، ثنا جرير بن عبد الحميد ، ومحمد بن بشر ، عن إسماعيل بن أبي خالد ، عن قيس بن أبي حازم ، عن عبد الله بن مسعود قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( لا حسد إلا في اثنتين : رجل أعطاه الله مالا فسلطه على هلكته في الحق ، ورجل آتاه الله الحكمة ، فهو يقضي بها ، ويعلمها )) ). [فضائل القرآن:](م)

قال أبو بكر محمد بن الحسين الآجُرِّيُّ (360هـ) : (قال محمّد بن الحسين: وقبل أن أذكر أخلاق أهل القرآن، وما ينبغي أن يتأدبوا به؛ أذكر فضل حملة القرآن، ليرغبوا في تلاوته، والعمل به، والتّواضع لمن تعلّموا منه، أو علّموه.
باب: فضل حملة القرآن
- حدّثنا أبو العبّاس حامد بن محمّد بن شعيبٍ البلخيّ قال: نا يعقوب الدّورقيّ قال: نا عبد الرّحمن بن مهديٍّ عن عبد الرّحمن بن بديلٍ عن أبيه عن أنس بن مالكٍ قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «لله من النّاس أهلون»، قيل: من هم يا رسول الله؟، قال: «أهل القرآن هم أهل الله، وخاصّته».
- حدّثنا أبو بكرٍ عبد الله بن محمّد بن عبد الحميد الواسطيّ قال: نا زياد بن أيوب قال: نا أبو عبيدة الحدّاد قال: نا عبد الرّحمن بن بديلٍ عن أبيه عن أنس بن مالكٍ قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «إنّ لله أهلين من النّاس»، قيل: من هم يا رسول الله؟، قال: «أهل القرآن هم أهل الله، وخاصّته».
- حدّثنا أبو جعفرٍ أحمد بن يحيى الحلوانيّ قال: نا يحيى بن عبد الحميد الحمّانيّ قال: نا حمّاد بن شعيبٍ عن عاصمٍ عن زرٍّ عن عبد الله بن عمرٍو عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: «يقال لصاحب القرآن يوم القيامة: اقرأ، وارق في الدّرجات، ورتّل كما كنت ترتّل في الدّنيا، فإنّ منزلتك عند آخر آيةٍ تقرؤها».
- وأخبرنا أبو عبد الله أحمد بن الحسن بن عبد الجبّار الصّوفيّ قال: أنا شجاع بن مخلدٍ قال: نا الفضل بن دكينٍ قال: نا سفيان عن عاصمٍ عن زرٍّ عن عبد الله بن عمرٍو عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: «يقال لصاحب القرآن: اقرأ، وارتق، ورتّل كما كنت ترتّل في الدّنيا، فإنّ منزلتك عند آخر آيةٍ تقرؤها».
قال محمّد بن الحسين: وروي عن أمّ الدّرداء أنّها قالت: سألت عائشة عمّن دخل الجنّة ممّن قرأ القرآن؛ ما فضله على من لم يقرأه؟، فقالت عائشة: إنّ عدد درج الجنّة بعدد آي القرآن، فمن دخل الجنّة ممّن قرأ القرآن، فليس فوقه أحدٌ.
- حدّثنا أبو الفضل جعفر بن محمّدٍ الصّندليّ قال: نا الحسن بن محمّدٍ الزّعفرانيّ قال: نا عليّ بن عاصمٍ عن إبراهيم الهجريّ عن أبي الأحوص عن عبد الله قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «تعلّموا هذا القرآن، واتلوه، فإنّكم تؤجرون على تلاوته بكلّ حرفٍ عشر حسناتٍ، أما إنّي لا أقول الم عشر، ولكن الألف عشر واللام عشر، والميم عشر، إنّ هذا القرآن النّور المبين، والشّفاء النّافع، ونجاةٌ لمن اتّبعه، وعصمةٌ لمن تمسّك به، لا يعوجّ فيقوّم، ولا تنقضي عجائبه، ولا يخلق عن كثرة الرّدّ».
- وأخبرنا أبو عبد الله أحمد بن الحسن بن عبد الجبّار الصّوفيّ قال: نا شجاع بن مخلدٍ قال: نا حجّاج بن المنهال قال حمّاد بن سلمة عن عطاء بن السّائب عن أبي الأحوص وأبي البختريّ أنّ ابن مسعودٍ قال: تعلّموا القرآن، واتلوه، فإنّكم تؤجرون به، إنّ بكلّ اسمٍ منه عشراً، أما إنّي لا أقول بألم عشرا، ولكن بالألف عشرا، وباللام عشرا، وبالميم عشرا.
- حدّثنا أبو بكرٍ عبد الله بن أبي داود قال: نا أبو الطّاهر أحمد بن عمرٍو قال: نا ابن وهبٍ قال: نا يحيى بن أيوب عن خالد بن يزيد عن ثعلبة بن أبي الكنود عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: من جمع القرآن فقد حمل أمراً عظيماً، لقد أدرجت النّبوّة بين كتفيّه، غير أنّه لا يوحيى إليه، فلا ينبغي لحامل القرآن أن يحتدّ مع من يحتدّ، ولا يجهل مع من يجهل، لأنّ القرآن في جوفه.
- وحدّثنا أبو بكرٍ بن أبي داود أيضاً قال: نا أبو الطّاهر قال: نا ابن وهبٍ قال أخبرني مسلمة بن عليٍّ عن زيد بن واقدٍ عن مكحولٍ عن أبي أمامة الباهليّ يرفعه قال: «من قرأ ربع القرآن فقد أوتي ربع النّبوّة، ومن قرأ ثلث القرآن، فقد أوتي ثلث النّبوّة، ومن قرأ ثلثي القرآن، فقد أوتي ثلثي النّبوّة».). [أخلاق حملة القرآن: --](م)
قال أبو بكر محمد بن الحسين الآجُرِّيُّ (360هـ) : ( باب: فضل من تعلّم القرآن وعلّمه
- حدّثنا أبو شعيبٍ عبد الله بن الحسن الحرّانيّ قال: نا عليّ بن الجعد قال: نا شعبة عن علقمة بن مرثدٍ قال: سمعت سعد بن عبيدة يحدّث عن أبي عبد الرّحمن السّلميّ عن عثمان بن عفّان رضي الله عنه، قال شعبة: قلت له: عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، قال: نعم، قال: «خيركم من تعلّم القرآن، وعلّمه».
قال أبو عبد الرّحمن: فذلك أقعدني مقعدي هذا، فكان يعلّم من خلافة عثمان إلى إمرة الحجّاج.
- حدّثنا أبو جعفرٍ أحمد بن يحيى الحلوانيّ قال: حدّثنا فيض بن وثيقٍ قال: نا عبد الواحد بن زيادٍ عن عبد الرّحمن بن إسحق عن النّعمان بن سعدٍ عن عليّ بن أبي طالبٍ قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «خيركم من تعلّم القرآن، وعلّمه».
- حدّثنا أبو خبيبٍ العبّاس بن أحمد البرتيّ قال: ثنا عبد الله بن معاوية الجمحيّ قال: ثنا الحارث بن نبهان قال: ثنا عاصم بن بهدلة عن مصعب بن سعدٍ عن أبيه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «خيركم من تعلّم القرآن وعلّمه». قال: وأخذ بيدي فأقعدني في مجلسي أقرئ.
- حدّثنا أبو الفضل جعفر بن محمّدٍ الصّندليّ ثنا زهير بن محمّدٍ قال: أنا عبد الله بن يزيد المقرئ قال: ثنا موسى بن عليّ بن رباحٍ قال: سمعت أبي يقول: سمعت عقبة بن عامرٍ يقول: خرج إلينا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ونحن في الصّفّة فقال: «أيّكم يحبّ أن يغدو إلى بطحان أو العقيق، فيأتي كلّ يومٍ بناقتين كوماوين زهراوين، فيأخذهما في غير إثمٍ، ولا قطع رحمٍ»، قال: قلنا: كلّنا يا رسول الله يحبّ ذلك، قال: «فلأن يغدو أحدكم إلى المسجد، فيتعلّم آيتين من كتاب الله خيرٌ له من ناقتين، وثلاثٌ خيرٌ من ثلاثٍ، وأربعٌ خيرٌ من أربعٍ، ومن أعدادهنّ من الإبل».). [أخلاق حملة القرآن: --](م)
قال أبو بكر محمد بن الحسين الآجُرِّيُّ (360هـ) : (باب: فضل الاجتماع في المسجد لدرس القرآن
- حدّثنا الفريابيّ ثنا إسحاق بن راهويه أخبرنا جريرٌ يعني ابن عبد الحميد عن الأعمش عن أبي صالحٍ عن أبي هريرة عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: «ما تجالس قومٍ في بيتٍ من بيوت الله، يتلون كتاب الله، ويتدارسونه بينهم، إلا حفّت بهم الملائكة، وغشيتهم الرّحمة، وذكرهم الله فيمن عنده، ومن أبطأ به عمله، لم يسرع به نسبه».
- وحدّثنا الفريابيّ أيضاً قال: ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ثنا أبو معاوية عن الأعمش عن أبي صالحٍ عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «ما اجتمع قومٌ في بيتٍ من بيوت الله عزّ وجلّ، يتلون كتاب الله، ويتدارسونه بينهم، إلا نزلت عليهم السّكينة، وغشيتهم الرّحمة، وحفّت بهم الملائكة، وذكرهم الله فيمن عنده».
- حدّثنا الفريابيّ ثنا منجاب بن الحارث ثنا أبو الأحوص عن هارون بن عنترة عن أبيه قال: قلت لابن عبّاسٍ: أيّ العمل أفضل؟، قال: ذكر الله أكبر، وما جلس قومٌ في بيتٍ من بيوت الله عزّ وجلّ، يتدارسون فيه كتاب الله، ويتعاطونه بينهم، إلا أظلتهم الملائكة بأجنحتها، وكانوا أضياف الله تعالى ما داموا فيه، حتّى يخوضوا في حديثٍ غيره.). [أخلاق حملة القرآن: --](م)
قال أبو بكر محمد بن الحسين الآجُرِّيُّ (360هـ) : ( باب: ذكر أخلاق أهل القرآن
قال محمّد بن الحسين: ينبغي لمن علّمه الله القرآن، وفضّله على غيره ممّن لم يعلم كتابه، وأحبّ أن يكون من أهل القرآن، وأهل الله وخاصّته، وممّن وعده الله من الفضل العظيم؛ لزوم ما تقدّم ذكرنا له.
وقال الله عزّ وجلّ «الّذين آتيناهم الكتاب يتلونه حقّ تلاوته» (البقرة 2/121)، قيل في التّفسير: يعملون به حقّ عمله.
وممّا قاله النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: «الّذي يقرأ القرآن، وهو ماهرٌ به مع الكرام السّفرة، والّذي يقرأ القرآن، وهو عليه شاقٌّ، فله أجران».
وقال بشر بن الحارث: سمعت عيسى بن يونس يقول: إذا ختم العبد القرآن، قبّل الملك بين عينيه. ). [أخلاق حملة القرآن: --]
قال أبو بكر محمد بن الحسين الآجُرِّيُّ (360هـ) : ( - حدّثنا أبو بكرٍ عبد الله بن سليمان السّجستانيّ ثنا أبو الطّاهر أحمد بن عمرٍو أنا ابن وهبٍ قال: أخبرني يحيى بن أيّوب عن زبّان بن فائدٍ عن سهل بن معاذٍ الجهنيّ عن أبيه أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: «من قرأ القرآن، وعمل بما فيه، ألبس والداه تاجاً يوم القيامة، ضوءه أحسن من ضوء الشّمس في بيوت الدّنيا، لو كانت فيه، فما ظنّكم بالّذي عمل بهذا».
- أخبرنا أبو عبد الله أحمد بن الحسن بن عبد الجبّار الصّوفيّ قال: أنا شجاع بن مخلدٍ قال: أنا يعلى بن عبيدٍ عن الأعمش عن خيثمة قال: مرّت امرأةٌ بعيسى بن مريم فقالت: طوبى لحجرٍ حملك، ولثديٍ رضعت منه، فقال عيسى: طوبى لمن قرأ القرآن، ثمّ عمل به.
- حدّثنا عمر بن أيوب السّقطيّ ثنا عبيد الله بن عمر القواريريّ ثنا أبو أحمد الزّبيريّ ثنا بشير بن المهاجر عن عبد الله بن بريدة عن أبيه عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: «يجيء القرآن يوم القيامة إلى الرّجل كالرّجل الشّاحب، فيقول له: من أنت؟، فيقول: أنا الّذي أظمأت نهارك، وأسهرت ليلك».
- حدّثنا أبو بكرٍ عبد الله بن سليمان ثنا أبو الطّاهر أحمد بن عمرٍو أنا عبد الله بن وهبٍ أخبرني موسى بن أيّوب عن عمّه إياس بن عامرٍ أنّ عليّ بن أبي طالبٍ قال له: إنّك إن بقيت، فسيقرأ القرآن على ثلاثة أصنافٍ: صنفٍ لله تعالى، وصنفٍ للدّنيا، وصنفٍ للجدل، فمن طلب به أدرك.). [أخلاق حملة القرآن: --](م)

قال أبو بكر محمد بن الحسين الآجُرِّيُّ (360هـ) : (- حدّثنا أبو محمّدٍ الحسن بن علويه القطّان ثنا خلف بن هشامٍ البزّار ثنا خالد بن عبد الله الواسطيّ عن حميدٍ الأعرج عن محمّد بن المنكدر عن جابر بن عبد الله قال: خرج علينا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، ونحن نقرأ القرآن، وفينا الأعجميّ والأعرابيّ، قال: فاستمع، فقال: «اقرءوا، فكلٌّ حسنٌ، وسيأتي قومٌ يقيمونه كما يقيمون القدح، يتعجّلونه، ولا يتأجّلونه».
- حدّثنا أبو محمّدٍ يحيى بن محمّد بن صاعدٍ ثنا الحسين بن الًحسن المروزيّ أنا ابن المبارك أنا موسى بن عبيدة الرّبذيّ عن عبد الله بن عبيدة وهو أخوه عن سهل بن سعدٍ السّاعديّ قال: بينا نحن نقترئ، إذ خرج علينا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فقال: «الحمد لله، كتاب الله واحدٌ، وفيكم الأخيار، وفيكم الأحمر والأسود، اقرأوا القرآن، اقرأوا قبل أن يأتي أقوامٌ يقرأونه، يقيمون حروفه، كما يقام السّهم، لا يجاوز تراقيهم، يتعجّلون أجره، ولا يتأجّلونه».). [أخلاق حملة القرآن: --](م)
قال أبو بكر محمد بن الحسين الآجُرِّيُّ (360هـ) : (
- أخبرنا أبو عبد الله أحمد بن الحسن بن عبد الجبّار الصّوفيّ ثنا شجاع ابن مخلدٍ ثنا إسماعيل بن إبراهيم عن هشامٍ الدّستوائيّ عن يحيى بن أبي كثيرٍ عن أبي راشدٍ الحبرانيّ قال: قال عبد الرّحمن بن شبلٍ قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «اقرءوا القرآن ولا تغلوا فيه، ولا تجفوا عنه، ولا تأكلوا به، ولا تستكثروا ».). [أخلاق حملة القرآن: --](م)



قال أبو عبد الله عبيد الله بن محمد بن بطة العكبري الحنبلي (ت: 387هـ): ( - حدّثنا أبو حفصٍ عمر بن محمّدٍ قال: حدّثنا أبو أيّوب عبد الوهّاب بن عمرٍو، قال: حدّثنا الحسين بن الأسود، قال: حدّثني محمّد بن عبد الرّحمن الهمدانيّ قال: حدّثني الجرّاح بن الضّحّاك الكنديّ، عن علقمة بن مرثدٍ، عن أبي عبد الرّحمن السّلميّ، عن عثمان بن عفّان، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «خياركم من تعلّم القرآن وعلّمه» .
قال أبو عبد الرّحمن: فذلك الّذي أقعدني مقعدي هذا، وكان يعلّم القرآن في مسجد الكوفة أربعين سنةً. قال أبو عبد الرّحمن: وفضل كلام اللّه على كلام خلقه كفضل الرّبّ على خلقه، وذاك لأنّه منه .). [الإبانة الكبرى: 5/ 251-252]
قال أبو القاسم هبة الله بن الحسن بن منصور الطبري اللالكائي (ت: 418هـ): ( - أخبرنا الحسن بن عثمان قال: أنا أحمد بن محمّد بن زيادٍ قال: نا يحيى بن جعفرٍ قال: نا إسحاق بن سليمان قال: ثنا الجرّاح بن الضّحّاك الكنديّ، عن علقمة بن مرثدٍ، عن أبي عبد الرّحمن، عن عثمان بن عفّان قال: قال رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم: «خيركم من تعلّم القرآن وعلّمه». ). [شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة: 2/373-374] (م)

قَالَ عُثْمَانُ بنُ سَعِيدٍ الدَّانِيُّ (ت: 444هـ): (قال الحافظ رحمه الله تعالى: حدثنا خلف بن إبراهيم بن محمد المقرئ قال أنا أحمد بن محمد المكي قال أنا علي بن عبد العزيز قال أنا القاسم بن سلام قال أنا مروان بن معاوية الفزاري عن محمد بن عبد الرحمن السدوسي عن ابن عمران بن حطان قال: سمعت أم الدرداء تقول: ((سألت عائشة عن من دخل الجنة ممن قرأ القرآن ما فضله على من لم يجمعه فقالت لي عدد درج الجنة بعدد آي القرآن فمن دخل الجنة ممن قرأ القرآن فليس فوقه أحد)).
قال الحافظ: أخبرنا محمد بن خليفة الإمام قال أنا أحمد بن الحسين بن عبد الجبار قال أنا شجاع بن مخلد قال أنا الفضل بن دكين قال أنا سفيان عن عاصم عن زر عن عبد الله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((يقال لصاحب القرآن يوم القيامة اقرأ وارق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا فإن منزلتك عند آخر آية تقرؤها)).
قال الحافظ رحمه الله تعالى: وأنا أختم كتابي هذا بذكر أجزاء القرآن وأتخير الصحيح من ذلك وأضرب عما سواه ليقرب حفظه ويعم الجميع فائدته إن شاء الله تعالى وبالله التوفيق). [البيان: 299] (م)

قالَ عَلَمُ الدِّينِ عليُّ بنُ محمَّدٍ السَّخَاوِيُّ (ت:643هـ): (واعلم بأن القرآن العزيز يُقرأ للتعلم، فالواجب التقليل والتكرير، ويُقرأ للتدبر، فالواجب الترتيل والتوقف، ويُقرأ لتحصيل الأجر بكثرة القراءة، فله أن يقرأ ما استطاع، ولا يؤنب إذا أراد الإسراع.).[جمال القراء:2/544-547](م)
قالَ عَلَمُ الدِّينِ عليُّ بنُ محمَّدٍ السَّخَاوِيُّ (ت:643هـ): ( وعن أبي سعيد الخدري رحمه الله، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((تعلموا القرآن وسلوا الله به، قبل أن يتعلمه قوم يسألون به الدنيا، فإن القرآن يتعلمه ثلاثة نفر: رجل يباهي به، ورجل يستأكل به، ورجل يقرأه لله)).). [جمال القراء:1/110](م)

قال أبو زكريَّا يَحْيَى بْنُ شَرَفٍ النَّوَوِيُّ (ت: 676هـ): (الباب الأول: في أطراف من فضيلة تلاوة القرآن وحملته
قال الله عز وجل: {إن الذين يتلون كتاب الله وأقاموا الصلاة وأنفقوا مما رزقناهم سرا وعلانية يرجون تجارة لن تبور ليوفيهم أجورهم ويزيدهم من فضله إنه غفور شكور}.
وروينا عن عثمان بن عفان رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((خيركم من تعلم القرآن وعلمه)). رواه أبو عبد الله محمد بن إسماعيل بن إبراهيم البخاري في صحيحه الذي هو أصح الكتب بعد القرآن.
وعن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((الذي يقرأ القرآن وهو ماهر به مع السفرة الكرام البررة والذي يقرأ القرآن وهو يتتعتع فيه وهو عليه شاق له أجران)). رواه البخاري وأبو الحسين مسلم بن مسلم القشيري النيسابوري في صحيحهما.
وعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن مثل الأترجة ريحها طيب وطعمها طيب، ومثل المؤمن الذي لا يقرأ القرآن مثل التمرة لا ريح لها وطعمها طيب حلو، ومثل المنافق الذي يقرأ القرآن مثل الريحانة ريحها طيب وطعمها مر ومثل المنافق الذي لا يقرأ القرآن كمثل الحنظلة ليس لها ريح وطعمها مر)). رواه البخاري ومسلم.
وعن عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إن الله تعالى يرفع بهذا الكلام أقواما ويضع به آخرين)). رواه مسلم.
وعن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه قال: سمعت رسول صلى الله عليه وسلم يقول: ((اقرؤوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعا لأصحابه)). رواه مسلم.
وعن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((لا حسد إلا في إثنتين:
1 - رجل آتاه الله القرآن فهو يقوم به آناء الليل وآناء النهار
2 - ورجل آتاه الله مالا فهو ينفقه آناء الليل وآناء النهار)). رواه البخاري ومسلم.
وروينا أيضا من رواية عبد الله بن مسعود رضي الله عنه بلفظ: ((لا حسد إلا في اثنتين:
1 - رجل آتاه الله مالا فسلطه على هلكته في الحق
2 - ورجل آتاه الله حكمة فهو يقضي بها ويعلمها)).
وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((من قرأ حرفا من كتاب الله تعالى فله حسنة والحسنة بعشر أمثالها لا أقول ألم حرف ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف)). رواه أبو عيسى محمد بن عيسى الترمذي وقال حديث حسن صحيح.
وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((يقول سبحانه وتعالى: [من شغله القرآن وذكري عن مسألتي أعطيته أفضل ما أعطي السائلين]، وفضل كلام الله سبحانه وتعالى عن سائر الكلام كفضل الله تعالى على خلقه)). رواه الترمذي وقال حديث حسن غريب.
وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن الذي ليس في جوفه شيء من القرآن كالبيت الخرب)). رواه الترمذي، وقال حديث حسن صحيح.
وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((يقال لصاحب القرآن اقرأ وارق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا فإن منزلتك عند آخر آية تقرؤها)). رواه أبو داود والترمذي والنسائي وقال الترمذي حديث حسن صحيح.
وعن معاذ بن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((من قرأ القرآن وعمل بما فيه ألبس الله والديه تاجا يوم القيامة ضوؤه أحسن من ضوء الشمس في بيوت الدنيا فما ظنكم بالذي عمل بهذا)) رواه أبو داود.
وروى الدارمي بإسناده أن عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم : ((قال اقرؤوا القرآن فإن الله تعالى لا يعذب قلبا وعي القرآن وإن هذا القرآن مأدبة الله فمن دخل فيه فهو آمن ومن أحب القرآن فليبشر)).
وعن الحميدي الجمالي قال: سألت سفيان الثوري عن الرجل يغزو أحب إليك أو يقرأ القرآن فقال: يقرأ القرآن؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم: ((قال خيركم من تعلم القرآن وعلمه)). ). [التبيان في آداب حملة القرآن:11- 19](م)

قالَ مُحَمَّدُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ بَهَادرَ الزَّرْكَشِيُّ (ت: 794هـ): (النوع التاسع والعشرون: في آداب تلاوته وكيفيتها
ثبت في صحيح البخاري من حديث عثمان:((خيركم من تعلم القرآن وعلمه)).
وفي رواية ((أفضلكم)).
وعن عبد الله يرفعه: ((إن القرآن مأدبة الله فتعلموا مأدبته ما استطعتم)).رواه البيهقى.
وروي أيضا عن أبى العالية قال:"تعلموا القرآن خمس آيات خمس آيات فإن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يأخذه من جبريل عليه السلام خمسا خمسا".
وفي رواية "من تعلمه خمسا خمسا لم ينسه".). [البرهان في علوم القرآن:1/449-480](م)
قالَ جلالُ الدينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أبي بكرِ السيوطيُّ (ت: 911هـ): (النوع الخامس والثلاثون
يستحب الإكثار من قراءة القرآن وتلاوته قال تعالى مثنيا على من كان ذلك دأبه: {يتلون آيات الله آناء الليل}
وفي الصحيحين من حديث ابن عمر: ((لا حسد إلا في اثنتين رجل آتاه الله القرآن فهو يقوم به آناء الليل وآناء النهار)).
وروى الترمذي من حديث ابن مسعود: ((من قرأ حرفا من كتاب الله فله به حسنة والحسنة بعشر أمثالها))
وأخرج من حديث أبي سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم يقول الرب سبحانه وتعالى: ((من شغله القرآن وذكري عن مسألتي أعطيته أفضل ما أعطي السائلين وفضل كلام الله على سائر الكلام كفضل الله على سائر خلقه)).
وأخرج مسلم من حديث أبي أمامة: ((اقرؤوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعا لأصحابه)).
وأخرج البيهقي من حديث عائشة: ((البيت الذي يقرأ فيه القرآن يتراءى لأهل السماء كما تتراءى النجوم لأهل الأرض)) .
وأخرج من حديث أنس: ((نوروا منازلكم بالصلاة وقراءة القرآن)).
وأخرج من حديث النعمان بن بشير: ((أفضل عبادة أمتي قراءة القرآن)).
وأخرج من حديث سمرة بن جندب: ((كل مؤدب يحب أن تؤتى مأدبته ومأدبة الله القرآن فلا تهجروه)).
وأخرج من حديث عبيدة المكي مرفوعا وموقوفا: ((يا أهل القرآن لا تتوسدوا القرآن وأتلوه حق تلاوته آناء الليل والنهار وأفشوه وتدبروا ما فيه لعلكم تفلحون)).). [الإتقان في علوم القرآن:2/657-727](م)




حكم تعليم القرآن
وما ينبغي من قراءته على ترتيب المصحف
قال أبو زكريَّا يَحْيَى بْنُ شَرَفٍ النَّوَوِيُّ (ت: 676هـ):([فصل]
تعليم المتعلمين فرض كفاية فإن لم يكن من يصلح إلا واحد تعين وإن كان هناك جماعة يحصل التعليم ببعضهم فإن امتنعوا كلهم أثموا وإن قام به بعضهم سقط الحرج عن الباقين وإن طلب من أحدهم وامتنع فأظهر الوجهين أنه لا يأثم لكن يكره له ذلك إن لم يكن عذر.). [التبيان في آداب حملة القرآن: 39]

قال أبو زكريَّا يَحْيَى بْنُ شَرَفٍ النَّوَوِيُّ (ت: 676هـ): ([فصل]
قال العلماء: الاختيار أن يقرأ على ترتيب المصحف فيقرأ الفاتحة ثم البقرة ثم آل عمران ثم ما بعدها على الترتيب، وسواء قرأ في الصلاة أو في غيرها، حتى قال بعض أصحابنا: إذا قرأ في الركعة الأولى سورة "قل أعوذ برب الناس" يقرأ في الثانية بعد الفاتحة من البقرة.
قال بعض أصحابنا: ويستحب إذا قرأ سورة أن يقرأ بعدها التي تليها؛ ودليل هذا أن ترتيب المصحف إنما جعل هكذا لحكمة فينبغي أن يحافظ عليها إلا فيما ورد المشرع باستثنائه كصلاة الصبح يوم الجمعة يقرأ في الأولى سورة السجدة وفي الثانية هل أتى على الإنسان، وصلاة العيد في الأولى قاف وفي الثانية اقتربت الساعة وركعتين سنة الفجر في الأولى "قل يا أيها الكافرون" وفي الثانية "قل هو الله أحد"، وركعات الوتر في الأولى "سبح اسم ربك الأعلى" وفي الثانية "قل يا أيها الكافرون" وفي الثالثة "قل هو الله أحد" والمعوذتين.
ولو خالف الموالاة فقرأ سورة لا تلي الأولى أو خالف الترتيب فقرأ سورة ثم قرأ سورة قبلها جاز فقد جاء بذلك آثار كثيرة، وقد قرأ عمر بن الخطاب رضي الله عنه في الركعة الأولى من الصبح بالكهف وفي الثانية بيوسف، وقد كره جماعة مخالفة ترتيب المصحف.
وروى ابن أبي داود عن الحسن أنه كان يكره أن يقرأ القرآن إلا على تأليفه في المصحف، وبإسناده الصحيح عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أنه قيل له: إن فلانا يقرأ القرآن منكوسا فقال: (ذلك منكوس القلب).
وأما قراءة السور من آخرها إلى أولها: فممنوع منعا متأكداً؛ فإنه يذهب بعض ضروب الإعجاز، ويزيل حكمة ترتيب الآيات، وقد روى ابن أبي داود عن إبراهيم النخعي الإمام التابعي الجليل والإمام مالك بن أنس أنهما كرها ذلك، وأن مالكا كان يعيبه ويقول: (هذا عظيم).
وأما تعليم الصبيان من آخر المصحف إلى أوله: فحسن ليس هذا من هذا الباب فإن ذلك قراءة متفاضلة في أيام متعددة مع ما فيه من تسهيل الحفظ عليهم، والله أعلم). [التبيان في آداب حملة القرآن:95- 97](م)

قالَ مُحَمَّدُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ بَهَادرَ الزَّرْكَشِيُّ (ت: 794هـ): (النوع التاسع والعشرون: في آداب تلاوته وكيفيتها
قال أصحابنا: تعليم القرآن فرض كفاية وكذلك حفظه واجب على الأمة صرح به الجرجاني في الشافي والعبادي وغيرهما والمعنى فيه كما قاله الجويني ألا ينقطع عدد التواتر فيه ولا يتطرق إليه التبديل والتحريف فإن قام بذلك قوم سقط عن الباقين وإلا فالكل آثم فإذا لم يكن في البلد أو القرية من يتلو القرآن أثموا بأسرهم ولو كان هناك جماعة يصلحون للتعليم وطلب من بعضهم وامتنع لم يأثم في الأصح كما قاله النووي في التبيان وهو نظير ما صححه في كتاب السير أن المفتي والمدرس لا يأثمان بالامتناع إذا كان هناك من يصلح غيره وصورة المسألة فيما إذا كانت المصلحة لا تفوت بالتأخير فإن كانت تفوت لم يجز الامتناع كالمصلي يريد تعلم الفاتحة ولو رده لخرج الوقت بسبب ذهابه إلى الآخر ولضيق الوقت عن التعليم.
وينبغي تعليمه على التأليف المعهود فإنه توقيفي وقد ورد عن ابن مسعود سئل عن الذي يقرأ القرآن منكوسا قال: "ذاك منكوس القلب".
قال أبو عبيد: وجهه عندي أن يبتدئ من آخر القرآن من آخر المعوذتين ثم يرتفع إلى البقرة كنحو ما تفعل الصبيان في الكتاب لأن السنة خلاف هذا وإنما وردت الرخصة في تعليم الصبي والعجمي من المفصل لصعوبة السور الطوال عليهما). [البرهان في علوم القرآن:1/449-480](م)

قالَ جلالُ الدينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أبي بكرِ السيوطيُّ (ت: 911هـ): (النوع الثامن والثمانون والتاسع والثمانون: آداب القارئ والمقرئ:
... ويقرأ على ترتيب المصحف، ويجوز مخالفته إلا أن يقرأ السورة معكوساً فلا). [التحبير في علم التفسير:317-322](م)
قالَ جلالُ الدينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أبي بكرِ السيوطيُّ (ت: 911هـ): (النوع الخامس والثلاثون
الأولى أن يقرأ على ترتيب المصحف قال في شرح المهذب لأن ترتيبه لحكمة فلا يتركها إلا فيما ورد فيه الشرع كصلاة صبح يوم الجمعة بـ{ألم تنزيل}و {هل أتى} ونظائره فلو فرق السور أو عكسها جاز وترك الأفضل، قال: وأما قراءة السورة من آخرها إلى أولها فمتفق على منعه لأنه يذهب بعض نوع الإعجاز ويزيل حكمة الترتيب.
قلت وفيه أثر أخرج الطبراني بسند جيد عن ابن مسعود أنه سئل عن رجل يقرأ القرآن منكوسا قال: ذاك منكوس القلب. ). [الإتقان في علوم القرآن:2/657-727](م)




ما جاء في قراءة النبي صلى الله عليه وسلم القرآن على أصحابه

حديث أنس بن مالك رضي الله عنه
قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ القَاسِمُ بنُ سَلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت: 224 هـ): ( حدثنا حجاج، عن شعبة، قال: سمعت قتادة، يحدث عن أنس بن مالك، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لأبي بن كعب: «إني أمرت أن أقرأ عليك أو قال: إن الله أمرني أن أقرأ عليك {لم يكن الذين كفروا}».
فقال: أوسماني؟.
قال: « نعم ».
قال: فبكى).[فضائل القرآن : ](م)

حديث أبي بن كعب رضي الله عنه
قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ القَاسِمُ بنُ سَلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت: 224 هـ): ( حدثنا يحيى بن سعيد، عن الأجلح بن عبد الله، عن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبزى، عن أبيه، عن أبي بن كعب، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إن الله أمرني أن أعرض القرآن عليك».
فقال:أسماني لك ربك؟.
قال: «نعم».
فقال أبي: {بفضل الله وبرحمته فبذلك فلتفرحوا هو خير مما تجمعون}, هكذا القراءة بالتاء.
قال أبو عبيد: معنى هذا الحديث عندنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم : إنما أراد بذلك العرض على أبي أن يتعلم أبي منه القراءة، ويستثبت فيها، وليكون عرض القرآن سنة، وليس هذا على أن يستذكر النبي صلى الله عليه وسلم منه شيئا بذلك العرض ).[فضائل القرآن: ](م)

قالَ أحمدُ بنُ شُعيبٍ النَّسَائِيُّ (ت:303هـ): ( أخبرنا محمد بن يحيى بن أيوب قال: ثنا سليمان بن عامر, قال: سمعت الربيع بن أنس يقول : "قرأت القرآن على أبي العالية , وقرأ أبو العالية على أبي". قال: وقال أبي : "قال لي رسول الله : (( أمرت أن أقرئك القرآن )) ".
قال: "قلت: أوذكرت هناك؟" .قال: (( نعم )), فبكى أبي . قال: "فلا أدري أبشوق أو بخوف؟"). [فضائل القرآن للنَّسائي: ](م)

حديث أنس رضي الله عنه
قالَ أحمدُ بنُ شُعيبٍ النَّسَائِيُّ (ت:303هـ): ( حدثنا إسحق بن إبراهيم قال : ثنا عبد الرزاق, قال: ثنا معمر , عن قتادة, عن أنس أن رسول الله قال لأبي : (( إن ربي أمرني أن أعرض عليك القرآن )). قال: "أوسماني لك؟" ،قال رسول الله : (( نعم )) , فبكى أبي). [فضائل القرآن للنَّسائي: ](م)


حديث أنس بن مالك رضي الله عنه
قالَ أبو الفضلِ عبدُ الرَّحمنِ بنُ أحمدَ الرازيُّ (ت:454هـ): (أخبرنا ابن فناكي , نا الروياني , نا محمد بن بشار, نا محمد بن جعفر , نا شعبة قال‏:‏ سمعت قتادة يحدث‏:‏ عن أنس بن مالك قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي بن كعب‏:‏ ‏(( ‏إن الله أمرني أن أقرأ عليك‏ ‏{‏لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب‏}))
قال‏:‏ "وسماني ربي ؟"
قال‏:‏ ((نعم)), فبكى‏‏ ). [فضائل القرآن وتلاوته: 55 ](م)

حديث أبي بن كعب رضي الله عنه
قالَ أبو الفضلِ عبدُ الرَّحمنِ بنُ أحمدَ الرازيُّ (ت:454هـ): (أخبرنا ابن فناكي , نا الروياني , نا عبد الله بن محمد , نا حمدان بن المغيرة الهمذاني , نا القاسم بن الحكم , نا هارون بن كثير , عن زيد بن أسلم , عن أبيه , عن أبي أمامة, ‏ عن أبي بن كعب‏:‏ "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم عرض عليه القرآن في السنة التي مات فيها مرتين, وقال‏:‏ ‏(( ‏إن جبريل أمرني أن أقرأ عليك , وهو يقرئك السلام)) " , وذكر الحديث بطوله‏‏‏). [فضائل القرآن وتلاوته: 54 - 55 ](م)


حديث سمرة بن جندب رضي الله عنه
قالَ أبو الفضلِ عبدُ الرَّحمنِ بنُ أحمدَ الرازيُّ (ت:454هـ): (أخبرنا أبو القاسم حمزة بن يوسف السهمي العدل بجرجان , نا أبو أحمد عبد الله بن عدي الحافظ , نا أحمد بن علي بن الحسن, نا إبراهيم بن أبي داود البرلسي , نا مروان بن جعفر بن سعد بن سمرة بن جندب قال‏:‏ أخبرني محمد بن إبراهيم بن خبيب بن سليمان بن سمرة بن جندب, عن جعفر بن سعد بن سمرة بن جندب , عن خبيب بن سليمان , عن أبيه‏:‏ عن جده سمرة بن جندب‏:‏ " بسم الله الرحمن الرحيم من سمرة بن جندب إلى نبيه سلام عليكم" , فذكر , وقال‏:‏ "إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لنا يوما‏:‏(( إني قد قيل لي : أن أقرأ على ابن الخطاب)), فدعاه, وأمره أن يحضر القرآن إذا أنزل ليقرأه عليه" , وذكر الحديث‏‏). [فضائل القرآن وتلاوته: 56 - 57](م)

حديث عبدالله بن مسعود رضي الله عنه
قالَ أبو الفضلِ عبدُ الرَّحمنِ بنُ أحمدَ الرازيُّ (ت:454هـ): (وأخبرني حمزة بن يوسف , نا ابن عدي , نا محمد بن أحمد بن حمدان , نا سعيد بن محمد بن زريق , نا إسماعيل بن يحيى التيمي , نا سفيان , عن منصور , عن إبراهيم , عن علقمة قال‏:‏ قال عبد الله بن مسعود‏:‏ "سألت النبي صلى الله عليه وسلم أن يقرأ علي سورة من القرآن , فقال‏: (( لا أدخل المسجد حتى أقرأ عليك إن شاء الله‏ )) ‏.
قال‏:‏ فجاء حتى أدخل قدمه اليمنى المسجد وبقيت اليسرى، ثم قام فقرأ علي" ). [فضائل القرآن وتلاوته: 57 - 58 ](م)


[فصل] في القراءة الجماعية

قال أبو بكر محمد بن الحسين الآجُرِّيُّ (360هـ) : (قال محمّد بن الحسين: وأحبّ لمن كان يقرئ أن لا يدرس عليه وقت الدّرس إلا واحدٌ، ولا يكون ثانٍ معه، فهو أنفع للجميع، وأمّا التّلقين فلا بأس أن يلقّن الجماعة. ). [أخلاق حملة القرآن: --](م)
قال أبو زكريَّا يَحْيَى بْنُ شَرَفٍ النَّوَوِيُّ (ت: 676هـ): ([فصل] في استحباب قراءة الجماعة مجتمعين وفضل القارئين من الجماعة والسامعين وبيان فضيلة من جمعهم عليها وحرضهم وندبهم إليها
اعلم أن قراءة الجماعة مجتمعين مستحبة بالدلائل الظاهرة وأفعال السلف والخلف المتظاهرة؛ فقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم من رواية أبي هريرة وأبي سعيد الخدري رضي الله عنهما أنه قال: ((ما من قوم يذكرون الله إلا حفت بهم الملائكة وغشيتهم الرحمة ونزلت عليهم السكينة وذكرهم الله فيمن عنده صلى الله عليه وسلم)). قال الترمذي حديث حسن صحيح.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله تعالى يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة وذكره الله فيمن عنده)). رواه مسلم وأبو داود بإسناد صحيح على شرط البخاري ومسلم.
وعن معاوية رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج على حلقة من أصحابه فقال: ((ما يجلسكم قالوا جلسنا نذكر الله تعالى ونحمده لما هدانا للإسلام ومن علينا به فقال أتاني جبريل عليه السلام فأخبرني أن الله تعالى يباهي بكم الملائكة)). رواه الترمذي والنسائي وقال الترمذي حديث حسن صحيح والأحاديث في هذا كثيرة.
وروى الدارمي بإسناده عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: (من استمع إلى آية من كتاب الله كانت له نورا).
وروى ابن أبي داود: أن أبا الدرداء رضي الله عنه كان يدرس القرآن معه نفر يقرؤون جميعا.
وروى ابن أبي داود فعل الدراسة مجتمعين عن جماعات من أفاضل السلف والخلف وقضاة المتقدمين.
وعن حسان بن عطية والأوزاعي أنهما قالا: (أول من أحدث الدراسة في مسجد دمشق هشام بن إسماعيل في مقدمته على عبد الملك).
وأما ما روى ابن أبي داود عن الضحاك بن عبد الرحمن بن عرزب: أنه أنكر هذه الدراسة وقال: "ما رأيت ولا سمعت وقد أدركت أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم"؛ يعني: ما رأيت أحدا فعلها.
وعن ابن وهب قال: (قلت لمالك أرأيت القوم يجتمعون فيقرؤون جميعا سورة واحدة حتى يختموها، فأنكر ذلك وعابه وقال: (ليس هكذا تصنع الناس إنما كان يقرأ الرجل على الآخر يعرضه)).
فهذا الإنكار منهما مخالف لما عليه السلف والخلف ولما يقتضيه الدليل فهو متروك، والاعتماد على ما تقدم من استحبابها، لكن القراءة في حال الاجتماع لها شروط قدمناها ينبغي أن يعتنى بها والله أعلم.
وأما فضيلة من يجمعهم على القراءة ففيها نصوص كثيرة كقوله صلى الله عليه وسلم : ((الدال على الخير كفاعله))، وقوله صلى الله عليه وسلم: ((لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من حمر النعم))، والأحاديث فيه كثيرة مشهورة.
وقد قال الله تعالى: {وتعاونوا على البر والتقوى}، ولا شك في عظم أجر الساعي في ذلك). [التبيان في آداب حملة القرآن:99- 103](م)



فصل: في دوام تلاوة القرآن وتعاهده بعد تعلمه

أثر عقبة بن عامر رضي الله عنه
قالَ أبو عُبيدٍ القاسمُ بن سلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت:224هـ) : ( حدثنا ابن أبي مريم، عن ابن لهيعة، عن يزيد بن أبي حبيب، قال: حدثني أبو الخير، قال: سمعت عقبة بن عامر، يقول: "ما تركت حزب سورة من القرآن من ليلتها منذ قرأت القرآن"). [فضائل القرآن:](م)

قالَ عَلَمُ الدِّينِ عليُّ بنُ محمَّدٍ السَّخَاوِيُّ (ت:643هـ): (واعلم بأن القرآن العزيز يُقرأ للتعلم، فالواجب التقليل والتكرير، ويُقرأ للتدبر، فالواجب الترتيل والتوقف، ويُقرأ لتحصيل الأجر بكثرة القراءة، فله أن يقرأ ما استطاع، ولا يؤنب إذا أراد الإسراع.
وقد روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((خفف الله على داود عليه السلام القراءة فكان يأمر بدابته تسرج فيقرأ كتابه من قبل أن تسرج دابته، وكان لا يأكل إلا من عمل يديه)). ).[جمال القراء:2/544-547](م)
قال أبو زكريَّا يَحْيَى بْنُ شَرَفٍ النَّوَوِيُّ (ت: 676هـ): ([فصل] في آداب المتعلم:
[فصل] ومن آدابه المتأكدة أن يكون حريصا على التعلم مواظبا عليه في جميع الأوقات التي يتمكن منه فيها ولا يقنع بالقليل مع تمكنه من الكثير ولا يحمل نفسه ما لا يطيق مخافة من الملل وضياع ما حصل وهذا يختلف باختلاف الناس والأحوال.).[التبيان في آداب حملة القرآن: 47](م)

قال أبو زكريَّا يَحْيَى بْنُ شَرَفٍ النَّوَوِيُّ (ت: 676هـ): ([فصل] في الأمر بتعهد القرآن والتحذير من تعريضه للنسيان
ثبت عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((تعاهدوا هذا القرآن فوالذي نفس محمد بيده لهو أشد تفلتا من الإبل في عقلها)). رواه البخاري ومسلم.
وعن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إنما مثل صاحب القرآن كمثل الإبل المعقلة إن عاهد عليها أمسكها وإن أطلقها ذهبت)). رواه مسلم والبخاري.
وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((عرضت علي أجور أمتي حتى القذاة يخرجها الرجل من المسجد وعرضت علي ذنوب أمتي فلم أر ذنبا أعظم من سورة من القرآن أو آية أوتيها رجل ثم نسيها)). رواه أبو داود والترمذي وتكلم فيه.
وعن سعد بن عبادة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من قرأ القرآن ثم نسيه لقي الله عز وجل يوم القيامة وهو أجذم)). رواه أبو داود والدارمي.). [التبيان في آداب حملة القرآن:65- 67](م)
قالَ مُحَمَّدُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ بَهَادرَ الزَّرْكَشِيُّ (ت: 794هـ): (النوع التاسع والعشرون: في آداب تلاوته وكيفيتها
وليدمن على تلاوته بعد تعلمه قال الله تعالى مثنيا على من كان دأبه تلاوة آيات الله:{يَتْلُونَ آيَاتِ اللَّهِ آنَاءَ اللَّيْلِ}وسماه ذكرا وتوعد المعرض عنه ومن تعلمه ثم نسيه وفي الصحيحين: ((تعاهدوا القرآن فوالذي نفس محمد بيده لهو أشد تفلتا من الإبل في عقالها وقال بئسما لأحدهم أن يقول نسيت آية كيت وكيت بل هو نسي واستذكروا القرآن فلهو أشد تفصيا في صدور الرجال من النعم في عقالها)).). [البرهان في علوم القرآن:1/449-480](م)
قالَ جلالُ الدينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أبي بكرِ السيوطيُّ (ت: 911هـ): (النوع الثامن والثمانون والتاسع والثمانون: آداب القارئ والمقرئ:
... وملازمة التلاوة، والإكثار منها، ونسيانه كبيرة). [التحبير في علم التفسير:317-322](م)
قالَ جلالُ الدينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أبي بكرِ السيوطيُّ (ت: 911هـ): (النوع الخامس والثلاثون
نسيانه كبيرة صرح به النووي في الروضة وغيرها لحديث أبي داود وغيره: ((عرضت علي ذنوب أمتي فلم أر ذنبا أعظم من سورة من القرآن أو آية أوتيها رجل ثم نسيها))
وروى أيضا حديث: ((من قرأ القرآن ثم نسيه لقي الله يوم القيامة أجذم)).
وفي الصحيحين: ((تعاهدوا القرآن فوالذي نفس محمد بيده لهو أشد تفلتا من الإبل في عقلها)).[الإتقان في علوم القرآن:2/657-727](م)

من شغله الجهاد عن تعلم القرآن

قالَ أبو عُبيدٍ القاسمُ بن سلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت:224هـ) : ( حدثنا ابن أبي زائدة، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم، قال: قال خالد بن الوليد: "لقد شغلني الجهاد في سبيل الله عن كثير من قراءة القرآن"). [فضائل القرآن:]
قالَ أبو عُبيدٍ القاسمُ بن سلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت: 224هـ): (حدثنا أبو نعيم، عن الوليد بن عبد الله بن جميع، قال: حدثني رجل، أثق به قال: أم الناس خالد بن الوليد بالحيرة, فقرأ من سور شتى، ثم التفت إلى الناس حين انصرف فقال:شغلني الجهاد عن تعلم القرآن).[فضائل القرآن: ](م)
قالَ مُحَمَّدُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ بَهَادرَ الزَّرْكَشِيُّ (ت: 794هـ):(النوع التاسع والعشرون: في آداب تلاوته وكيفيتها
... وروى عن خالد بن الوليد أنه أم الناس فقرأ من سور شتى ثم التفت إلى الناس حين انصرف فقال: شغلني الجهاد عن تعلم القرآن.). [البرهان في علوم القرآن:1/449-480](م)


ما ورد عن المتعلم أنه لا يتجاوز الخمس والعشر آيات حتى يضبطها ويتعلم ما فيها من العمل
كيف كان الصحابة يتعلمون القرآن

قال أبو بكر محمد بن الحسين الآجُرِّيُّ (360هـ) : ( باب: ذكر أخلاق من يقرأ القرآن على المقرئ

قال محمّد بن الحسين رحمه الله: من كان يقرأ على غيره، ويتلقّن، فينبغي له أن يحسن الأدب في جلوسه بين يديه، ويتواضع في جلوسه، ويكون مقبلاً عليه، فإن ضجر عليه احتمله، وإن زجره احتمله، ورفق به، واعتقد له الهيبة، والاستحياء منه.
وأحبّ أن يتلقّن ما يعلم أنّه يضبطه، هو أعلم بنفسه، إن كان يعلم أنّه لا يحتمل في التّلقين أكثر من خمسٍ خمسٍ، فلا ينبغي أن يسأل الزّيادة، وإن كان يعلم أنّه لا يحتمل أن يتلقّن إلا ثلاث آياتٍ، لم يسأل أن يلقّنه خمساً، فإن لقّنه الأستاذ ثلاثاً لم يزده عليها، وإن علم هو من نفسه أن يحتمل خمساً سأله أن يزيده على أرفق ما يكون، فإن أبى لم يؤذه بالطّلب، وصبر على مراد الأستاذ منه، فإنّه إذا فعل ذلك كان هذا الفعل منه داعيةً للزّيادة ممّن يلقّنه إن شاء الله.). [أخلاق حملة القرآن: --](م)
أثر أبو عبدالرحمن السلمي رحمه الله
قالَ أبو الفضلِ عبدُ الرَّحمنِ بنُ أحمدَ الرازيُّ (ت:454هـ): (ثني حمزة بن يوسف, نا أبو الحسن الرزاز , نا الفريابي , نا محمد بن عبيد, نا حماد بن زيد , نا عطاء بن السائب‏, عن أبي عبد الرحمن السلمي قال‏:‏ " إنما أخذنا القرآن عن قوم أخبرونا : أنهم كانوا إذا تعلموا عشر آيات لم يجاوزهن إلى العشر الأخر حتى يتعلموا ما فيهن من العمل". قال‏:‏ "فتعلمنا العلم والعمل جميعا ..." وذكر الخبر). [فضائل القرآن وتلاوته: 127](م)



قالَ مُحَمَّدُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ بَهَادرَ الزَّرْكَشِيُّ (ت: 794هـ): (النوع التاسع والعشرون: في آداب تلاوته وكيفيتها
ثبت في صحيح البخاري من حديث عثمان:((خيركم من تعلم القرآن وعلمه)).
وفي رواية ((أفضلكم)).
وعن عبد الله يرفعه: ((إن القرآن مأدبة الله فتعلموا مأدبته ما استطعتم)).رواه البيهقى.
وروي أيضا عن أبى العالية قال:"تعلموا القرآن خمس آيات خمس آيات فإن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يأخذه من جبريل عليه السلام خمسا خمسا".
وفي رواية "من تعلمه خمسا خمسا لم ينسه".). [البرهان في علوم القرآن:1/449-480](م)


مسألة: أخذ القرآن وتعلمه من أهله
قال أبو زكريَّا يَحْيَى بْنُ شَرَفٍ النَّوَوِيُّ (ت: 676هـ): ([فصل] في آداب المتعلم:
[فصل] ولا يتعلم إلا ممن تكلمت أهليته وظهرت ديانته وتحققت معرفته واشتهرت صيانته فقد قال محمد بن سيرين ومالك بن أنس وغيرهما من السلف: هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذون دينكم.). [التبيان في آداب حملة القرآن: 43](م)

قالَ مُحَمَّدُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ بَهَادرَ الزَّرْكَشِيُّ (ت: 794هـ): (النوع التاسع والعشرون: في آداب تلاوته وكيفيتها
ولتكن تلاوته بعد أخذه القرآن من أهل الإتقان لهذا الشأن الجامعين بين الدراية والرواية والصدق والأمانة وقد كان النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يجتمع به جبريل في رمضان فيدراسه القرآن.). [البرهان في علوم القرآن:1/449-480](م)

قالَ جلالُ الدينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أبي بكرِ السيوطيُّ (ت: 911هـ): (النوع الثامن والثمانون والتاسع والثمانون: آداب القارئ والمقرئ:
... ولا يتعلم إلا ممن تأهل وظهر دينه وصيانته -فالعلم دين فانظروا عمن تأخذون دينكم- ). [التحبير في علم التفسير:317-322](م)

ساجدة فاروق 12 شعبان 1435هـ/10-06-2014م 06:11 PM

مسألة: في جواز أخذ الأجر على تعليم القرآن

حديث أبو سعيد الخدري رضي الله عنه

قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ القَاسِمُ بنُ سَلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت: 224 هـ) : ( حدثنا هشيم، أخبرنا أبو بشر، عن أبي المتوكل الناجي، عن أبي سعيد الخدري، أن نفرا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم مروا بحي من أحياء العرب، فلدغ رجل منهم، فقالوا: هل فيكم من راق؟ , فرقاه رجل منهم بأم الكتاب، فأعطي قطيعا من غنم، فأبى أن يقبله، فقدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فذكروا ذلك له، فقال: (( من أخذ برقية باطل، لقد أخذت برقية حق. خذوا، واضربوا لي معكم بسهم)) ). [فضائل القرآن : 2/220](م)

حديث قيس بن أبي حازم رضي الله عنه
قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ القَاسِمُ بنُ سَلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت: 224 هـ) : (حدثنا مروان بن معاوية، ويزيد، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم، قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: "يا رسول الله، إني رقيت فلانا، كانت به ريح فبرأ، والله إن رقيته إلا بالقرآن ، فأمر لي بقطيع من الغنم، فأخذته". فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( من أخذ برقية باطل، لقد أخذت برقية حق)) ).

[فضائل القرآن :2/220-221 ](م)
*أثر مصعب بن الزبير رضي الله عنه:
قالَ أبو عُبيدٍ القاسمُ بن سلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت:224هـ) : ( حدثنا علي بن ثابت، عن يونس بن أبي إسحاق، عن أبيه، قال: أمر مصعب بن الزبير عبد الله بن مغفل أن يصلي، بالناس في شهر رمضان، فلما أفطر أرسل إليه بخمسمائة درهم وحلة، فردها وقال: "ما كنت لآخذ على القرآن أجرا"). [فضائل القرآن:]


قالَ أبو عُبيدٍ القاسمُ بن سلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت:224هـ) : ( حدثنا هشيم، أخبرنا أبو بشر، عن أبي المتوكل الناجي، عن أبي سعيد الخدري، أن نفرا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم مروا بحي من أحياء العرب، فلدغ رجل منهم، فقالوا: هل فيكم من راق؟ فرقاه رجل منهم بأم الكتاب، فأعطي قطيعا من غنم، فأبى أن يقبله. فقدموا على النبي صلى الله عليه وسلم فذكروا ذلك له، فقال: ((من أخذ برقية باطل, لقد أخذت برقية حق, خذوا, واضربوا لي معكم بسهم ))). [فضائل القرآن:](م)
*أثر علي رضي الله عنه:
قالَ سعيدُ بنُ منصورٍ الخُرَاسَانِيُّ (ت:227هـ): (حدثنا سفيان , عن عمار الدهني, عن سالم بن أبي الجعد : أن عليا فرض , أو أعطا لمن قرأ القرآن ألفين ألفين, وكان أبي ممن قرأ القرآن فلم يأخذ).[سنن سعيد بن منصور: 417](م)


أثر عبيد الله بن زياد رحمه الله
قالَ سعيدُ بنُ منصورٍ الخُرَاسَانِيُّ (ت:227هـ): (حدثنا أبو وكيع , عن أبي إسحاق , عن عبد الله بن معقل : أن عبيد الله بن زياد بعث إليه أن يقوم بالناس في شهر رمضان , فقام بهم ؛ فبعث إليه عبيد الله بحلة وخمسمائة درهم .
فقال: "ما أنا بآخذ على القرآن أجرا"). [سنن سعيد بن منصور: 349]
أثر عبد الله بن شقيق
قالَ سعيدُ بنُ منصورٍ الخُرَاسَانِيُّ (ت:227هـ): (حدثنا خالد بن عبد الله , عن سعيد بن إياس الجريري, عن عبد الله بن شقيق قال: كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يكرهون بيع المصاحف , وتعليم الغلمان بالأجر , ويعظمون ذلك). [سنن سعيد بن منصور: 353](م)
أثر إبراهيم رحمه الله
قالَ سعيدُ بنُ منصورٍ الخُرَاسَانِيُّ (ت:227هـ): (حدثنا أبو عوانة , عن مغيرة, عن إبراهيم : "أنه كره أن يشترط المعلم" ). [سنن سعيد بن منصور: 354](م)
أثر أبي قلابة
قالَ سعيدُ بنُ منصورٍ الخُرَاسَانِيُّ (ت:227هـ): (حدثنا خالد بن عبد الله , عن أيوب بن أبي مسكين , عن عطاء أو خالد , عن أبي قلابة : أنهما كانا لا يريان بالأجر بأسا ). [سنن سعيد بن منصور: 354]
أثر....
قالَ سعيدُ بنُ منصورٍ الخُرَاسَانِيُّ (ت:227هـ): (حدثنا مهدي بن ميمون , قال : سألت محمد بن سيرين عن كتاب المعلم , فقال: "كان معلم بالمدينة, وكان عنده أولاد أولئك الضخام , وكان مملوكا , وكان مواليه يكلفونه الشيء , فيقول: الغلمان : دعنا نكفيك , فيأبى عليهم "). [سنن سعيد بن منصور: 387](م)


قال أبو زكريَّا يَحْيَى بْنُ شَرَفٍ النَّوَوِيُّ (ت: 676هـ): (وأما أخذ الأجرة على تعليم القرآن فقد اختلف العلماء فيه:
- فحكى الإمام أبو سليمان الخطابي منع أخذ الأجرة عليه من جماعة من العلماء منهم الزهري وأبو حنيفة.
- وعن جماعة أنه يجوز إن لم يشترطه، وهو قول الحسن البصري والشعبي وابن سيرين.
- وذهب عطاء ومالك والشافعي وآخرون إلى جوازها إن شارطه واستأجره إجارة صحيحة، وقد جاء بالجواز الأحاديث الصحيحة.
واحتج من منعها بحديث عبادة بن الصامت أنه علم رجلا من أهل الصفة القرآن فأهدى له قوسا فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: ((إن سرك أن تطوق بها طوقا من نار فاقبلها)). وهو حديث مشهور رواه أبو داود وغيره وبآثار كثيرة عن السلف.
وأجاب المجوزون عن حديث عبادة بجوابين:
أحدهما: أن في إسناده مقالا.
والثاني: أنه كان تبرع بتعليمه فلم يستحق شيئا ثم أهدي إليه على سبيل العوض فلم يجز له الأخذ بخلاف من يعقد معه إجارة قبل التعليم، والله أعلم). [التبيان في آداب حملة القرآن:53-54]
قالَ مُحَمَّدُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ بَهَادرَ الزَّرْكَشِيُّ (ت: 794هـ): (النوع التاسع والعشرون: في آداب تلاوته وكيفيتها
ويجوز أخذ الأجرة على التعليم ففي صحيح البخاري: ((إن أحق ما أخذتم عليه أجرا كتاب الله)).
وقيل إن تعين عليه لم يجز واختاره الحليمي وقال استنصر الناس المعلمين لقصرهم زمانهم على معاشرة الصبيان ثم النساء حتى أثر ذلك في عقولهم ثم لابتغائهم عليه الأجعال وطمعهم في أطعمة الصبيان فأما نفس التعليم فإنه يوجب التشريف والتفضيل.
وقال أبو الليث في كتاب البستان: التعليم على ثلاثة أوجه:
أحدها: للحسبة ولا يأخذ به عوضا.
والثاني أن يعلم بالأجرة.
والثالث أن يعلم بغير شرط فإذا أهدى إليه قبل.
فالأول: مأجور عليه وهو عمل الأنبياء عليهم الصلاة والسلام.
والثاني: مختلف فيه قال أصحابنا المتقدمون لا يجوز لقوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((بلغوا عنى ولو آية)) وقال جماعة من المتأخرين يجوز مثل عصام بن يوسف ونصر بن يحيى وأبى نصر بن سلام وغيرهم قالوا: والأفضل للمعلم أن يشارط الأجرة للحفظ.
وتعليم الكتابة فإن شارط لتعليم القرآن أرجو أنه لا بأس به لأن المسلمين قد توارثوا ذلك واحتاجوا إليه.
وأما الثالث: فيجوز في قولهم جميعا لأن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان معلما للخلق وكان يقبل الهدية ولحديث اللديغ لما رقوه بالفاتحة وجعلوا له جعلا وقال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((واضربوا لي معكم فيها بسهم)).). [البرهان في علوم القرآن:1/449-480]
قالَ جلالُ الدينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أبي بكرِ السيوطيُّ (ت: 911هـ):(النوع الثامن والثمانون والتاسع والثمانون: آداب القارئ والمقرئ:
ومما يشترك فيه القارئ والمُقرئ:الحذر من اتخاذ القرآن معيشة يكتسب بها، نعم يجوز عند الشافعي ومالك أخذ الأجرة على تعليمه.). [التحبير في علم التفسير:317-322](م)


باب القارئ يستأكل بالقرآن ويرزأ عليه الأموال
وما في ذلك من الكراهة والتشديد

قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمرٍ، عن منصورٍ، عن الحسن، قال: كنت مع عمران بن حصينٍ فمرّ برجلٍ فقرأ على قومٍ سورة يوسف فاشتهى عمران قراءته فجلس فلمّا فرغ سألهم فقال عمران: إنّا للّه، وإنّا إليه راجعون فأخذ بيدي وقال: اذهب بنا فإنّي سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يقول: ((اقرءوا القرآن وسلوا اللّه به، فإنّه سيأتي أقوامٌ يقرءون القرآن يسألون به النّاس)) ). [تفسير عبد الرزاق: 1/229-330](م)


*حديث عبادة بن الصامت رضي الله عنه:
قالَ أبو عُبيدٍ القاسمُ بن سلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت:224هـ): ( حدثنا نعيم، عن بقية، عن بشر بن عبد الله بن يسار، قال: حدثني عبادة بن نسي، عن جنادة بن أبي أمية، عن عبادة بن الصامت، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قدم عليه مهاجر, دفعه إلى رجل منا يعلمه القرآن، فدفع إلي رجلا فكنت أقرئه القرآن، فأهدى إلي قوسا، فأخبر بذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ((جمرة بين كتفيك تقلدتها)).) [فضائل القرآن:](م)
قالَ أبو عُبيدٍ القاسمُ بن سلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت:224هـ) : (حدثنا هشام بن عمار، عن عمرو بن واقد مولى قريش قال: حدثني إسماعيل بن عبيد الله، قال: حدثتني أم الدرداء، عن أبي الدرداء، أن أبي بن كعب، أقرأ رجلا من أهل اليمن سورة، فرأى عنده قوسا. فقال: "بعنيها".
فقال: لا، بل هي لك.
فسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك، فقال: (( إن كنت تريد أن تقلد قوسا من نار , فخذها)) .
حدثنا أبو بكر بن عياش، عن أبي حصين، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال ذلك لأبي بن كعب، إلا أنه قال: (( لو تقوستها , لتقوست قوسا من نار)).
حدثنا هشيم، عن أبي هاشم، بمثل ذلك أيضا عن النبي صلى الله عليه وسلم وأبي بن كعب) [فضائل القرآن:](م)
قالَ أبو عُبيدٍ القاسمُ بن سلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت:224هـ) : (حدثنا عبد الله بن صالح، عن موسى بن علي بن رباح، عن أبيه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأبي بن كعب: ((ألم أنهك عن فلان؟، فاردد القوس عليه)).قال: "فرددتها عليه".
وزاد في الحديث قال: وقال أبي: "كنت أختلف إلى رجل مكفوف أقرئه القرآن، فكنت إذا أقرأته دعا لي بطعام، فأكلت منه، فحاك في نفسي منه شيء، فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأخبرته، فقلت: يا رسول الله، إني آتي فلان بن فلان فأقرئه القرآن وو فيدعو لي بطعام لا آكل مثله بالمدينة".
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( إن كان ذلك الطعام طعامه وطعام أهله الذي يأكلون فكل، وإن كان طعاما يتحفك به فلا تأكل)).
قال: "فأتيته نحوا مما كنت آتيه، فلما فرغ قال: يا جارية، هلمي طعام أخي".
فقلت له: "أهذا طعامك وطعام أهلك الذي تأكل ويأكلون؟"
فقال: "لا، ولكني أتحفك به".
قال: "فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد نهاني عنه"). [فضائل القرآن:](م)
حديث أبو سعيد رضي الله عنه
قالَ أبو عُبيدٍ القاسمُ بن سلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت: 224هـ): (حدثنا عبد الله بن صالح، عن الليث بن سعد، عن ابن أبي مليكة، عن عبيد الله بن أبي نهيك، عن سعيد بن أبي سعيد، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ليس منا من لم يتغن بالقرآن».
قال أبو عبيد: قوله: «من لم يتغن».
التغني: هو الاستغناء والتعفف عن مسألة الناس واستئكالهم بالقرآن، وأن يكون في نفسه بحمله القرآن غنيا، وإن كان من المال معدما). [فضائل القرآن: ](م)
قالَ أبو عُبيدٍ القاسمُ بن سلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت:224هـ): ( حدثنا إسماعيل بن إبراهيم، عن هشام الدستوائي، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي راشد الحبراني، عن عبد الرحمن بن شبل، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((اقرءوا القرآن، ولا تغلوا فيه، ولا تجفوا عنه، ولا تأكلوا به، ولا تستكثروا به أو تستكبروا به)) قد شك أبو عبيد). [فضائل القرآن:](م)
*حديث أبو سعيد الخدري رضي الله عنه:
قالَ أبو عُبيدٍ القاسمُ بن سلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت:224هـ): ( حدثنا ابن أبي مريم، وأبو الأسود، عن ابن لهيعة، عن موسى بن وردان، عن أبي الهيثم، عن أبي سعيد الخدري، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((تعلموا القرآن واسألوا الله به قبل أن يتعلمه قوم يسألون به الدنيا، فإن القرآن يتعلمه ثلاثة نفر: رجل يباهي به، ورجل يستأكل به، ورجل يقرؤه لله عز وجل)).) [فضائل القرآن:](م)
*حديث سهل بن سعد رضي الله عنه:
قالَ أبو عُبيدٍ القاسمُ بن سلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت:224هـ): (حدثنا إسحاق بن سليمان الرازي، عن موسى بن عبيدة، عن أخيه عبد الله بن عبيدة، عن سهل بن سعد، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((اقرءوا القرآن قبل أن يجيء قوم يقيمونه كما يقام القدح, يتعجلون أجره , ولا يتأجلونه)) .
حدثنا حجاج، عن ابن لهيعة، عن بكر بن سوادة، عن وفاء الحضرمي، عن سهل بن سعد، عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن بكر بن سوادة، عن أبي حمزة الخولاني، عن أنس بن مالك، عن النبي صلى الله عليه وسلم مثل ذلك أو نحوه). [فضائل القرآن:](م)

قالَ أبو عُبيدٍ القاسمُ بن سلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت:224هـ) : ( حدثنا عبد الرحمن، عن سفيان، عن واقد مولى يزيد بن خليدة، عن زاذان، قال: "من قرأ القرآن ليستأكل الناس , جاء يوم القيامة , ووجهه عظم ليس عليه لحم"). [فضائل القرآن:](م)
*أثر عبد الله بن مسعود رضي الله عنه:
قالَ أبو عُبيدٍ القاسمُ بن سلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت:224هـ) : (حدثنا مروان بن معاوية، عن أبي يعفور العامري، عن أبي ثابت، عن أم رجاء الأشجعية، عن عبد الله بن مسعود، قال: "سيجيء على الناس زمان يسأل فيه بالقرآن, فإذا سألوكم فلا تعطوهم" ). [فضائل القرآن:](م)
*أثر عمر بن الخطاب رضي الله عنه:
قالَ أبو عُبيدٍ القاسمُ بن سلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت:224هـ) : (حدثنا عبد الرحمن، عن سفيان، عن الشيباني، عن أسير بن عمرو، قال: بلغ عمر بن الخطاب أن سعدا قال: "من قرأ القرآن ألحقته في العين , فقال: أفا أفا، أيعطى على كتاب الله عز وجل؟"). [فضائل القرآن:](م)

أثر مالك بن أنس رضي الله عنه
قالَ أبو عُبيدٍ القاسمُ بن سلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت:224هـ): (حدثني يحيى بن أبي بكير، عن مالك بن أنس: "أنه كان يكره أن يمس المصحف وإن كان بعلاقته" ، أو قال: " في غلافه أو كان على وسادة إلا وهو طاهر". قال: "وليس ذلك إلا إكراما للقرآن".
قال: وجلست إلى معمر بن سليمان النخعي بالرقة، وكان من خير من رأيت، وكانت له حاجة إلى بعض الملوك، فقيل له: لو أتيته فكلمته.
فقال: "قد أردت إتيانه، ثم ذكرت القرآن والعلم فأكرمتهما عن ذلك", أو كلام هذا معناه). [فضائل القران](م)
*أثر عمر بن الخطاب رضي الله عنه:
قالَ سعيدُ بنُ منصورٍ الخُرَاسَانِيُّ (ت:227هـ): (حدثنا خالد ابن أبي نضرة, عن سعيد بن إياس الجريري , عن أبي نضرة , عن أبي فراس أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: "أيها الناس إنه أتى علي زمان , وأنا لا أدري أن أحدا يريد بقراءته غير الله عز وجل حتى خيل إلى بآخره أن أقواما يريدون بقراءتهم غير الله , فأريدوا الله عز وجل بقراءتكم وأعمالكم"). [سنن سعيد بن منصور: 419](م)

*حديث عمران بن الحصين رضي الله عنه:
قالَ سعيدُ بنُ منصورٍ الخُرَاسَانِيُّ (ت:227هـ): (حدثنا جرير بن عبد الحميد , عن منصور, عن خيثمة بن أبي خيثمة الأنصاري البصري قال: "كان رجل يطوف , وهو يقرأ سورة يوسف , ويجتمع الناس عليه , فإذا فرغ سأل" .
فقال الحسن : "كنت مع عمران بن الحصين , فمر بهذا السائل , فقام فاستمع لقراءته , فلما فرغ سأل" .
فقال عمران: "إنا لله وإنا إليه راجعون , اذهب بنا , فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((من قرأ القرآن, فليسأل الله عز وجل , فإنه سيجيء قوم يقرأون القرآن , يسألون به الناس)).)[سنن سعيد بن منصور: 187](م)

حديث ابن المنكدر
قالَ سعيدُ بنُ منصورٍ الخُرَاسَانِيُّ (ت:227هـ): (حدثنا سفيان , قال: سمعت ابن المنكدر يقول : خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم على أصحابه , وهم يقرأون القرآن فقال: (( اقرؤوا , فكل كتاب الله ، من قبل أن يأتي قوم يقومونه كما يقام القدح , يتعجلونه ولا يتأجلونه)) ). [سنن سعيد بن منصور: 150](م)
حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنه
قالَ سعيدُ بنُ منصورٍ الخُرَاسَانِيُّ (ت:227هـ): (حدثنا خالد بن عبد الله, عن حميد الأعرج, عن محمد بن المنكدر , عن جابر بن عبد الله قال خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم , ونحن نقرأ القرآن , وفينا الأعجمي والأعرابي فقال: (( اقرؤوا , وكل حسن , وسيأتي قوم يقومونه كما يقوم القدح , يتعجلونه ولا يتأجلونه)) ). [سنن سعيد بن منصور: 152](م)
أثر عوف بن مالك
قالَ سعيدُ بنُ منصورٍ الخُرَاسَانِيُّ (ت:227هـ): (حدثنا إسماعيل بن عياش , عن صفوان بن عمرو, عن عمير بن هانئ : أن رجلا كان يقرئ رجلا القرآن , فحج ذلك الرجل , فأهدى للذي أقرأه قوسا , فأتى عوف بن مالك فأخبره , فقال له : " ألقها عنك" .
فقال: إني أريد أن أغزو. فقال: " ألقها عنك" .فقال: إني أريد أن أغزو بها . فقال له عوف : " أتريد أن تعلق قوسا من نار" .
قال: فردها الرجل إلى صاحبها). [سنن سعيد بن منصور: 357](م)
حديث الطفيل بن عمرو
قالَ سعيدُ بنُ منصورٍ الخُرَاسَانِيُّ (ت:227هـ): (حدثنا إسماعيل بن عياش , عن عبد ربه بن سليمان بن زيتون , عن الطفيل بن عمرو قال : أقرأني أبي القرآن, فأهديت إليه قوسا , فغدا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم , وهو متقلد بها فقال: ((من سلحك هذه؟))
قال: " الطفيل بن عمرو , أقرأته القرآن" .
فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( تقلدها شلوة من نار جهنم))
قالوا: "يا رسول الله , إنا نأكل من طعامهم" .
فقال: (( أما طعام صنع لغيرك فحضرته فلا بأس أن تأكله , وإما ما صنع لك فإنما تأكل بخلاقك)) ). [سنن سعيد بن منصور: 359](م)

حديث عمران بن حصين رضي الله عنه:
قالَ محمدُ بنُ عيسى بنِ سَورةَ الترمذيُّ (ت:279هـ): ( حدّثنا محمود بن غيلان, حدّثنا أبو أحمد , حدّثنا سفيان , عن الأعمش , عن خيثمة , عن الحسن, عن عمران بن حصينٍ: أنّه مرّ على قاصٍّ يقرأ ثمّ سأل ، فاسترجع , ثمّ قال: سمعت رسول اللّه صلى الله عليه وسلم يقول : (( من قرأ القرآن فليسأل اللّه به , فإنّه سيجيء أقوامٌ يقرءون القرآن يسألون به النّاس))
وقال محمودٌ , وهذا خيثمة البصري الّذي روى عنه جابرٌ الجعفي , وليس هو خيثمة بن عبد الرّحمن , وخيثمة هذا شيخٌ بصري يكنى أبا نصرٍ قد روى عن أنس بن مالكٍ أحاديث , وقد روى جابرٌ الجعفي , عن خيثمة هذا أيضًا أحاديث.
قال أبو عيسى: هذا حديثٌ حسنٌ ليس إسناده بذاك). [سنن الترمذي:5/179 - 5/180](م)

*أثر عمر بن الخطاب رضي الله عنه:
أبو بكرٍ جَعفرُ بنُ مُحمدٍ الفِرْيابِيُّ (ت:301هـ): (حدثنا وهب بن بقية ، أخبرنا خالد ، عن الجريري عن أبي نضرة ، عن أبي فراس قال : خطبنا عمر بن الخطاب فقال : " أيها الناس ؛ إنما كنا نعرفكم إذ النبي صلى الله عليه وسلم بين أظهرنا ، والوحي ينزل عليه ، وإذ ينبئنا الله من أخباركم ، وقد انطلق رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وانقطع الوحي ، وإنما نعرفكم الآن بما أقول لكم من أظهر منكم خيرا ظننا به خيرا ، ومن أظهر منكم شرا ظننا به شرا واجتنبناه عليه ، سرائركم بينكم وبين ربكم ، ألا وإنه إنا على زمان ، وأنا أدري كل من قرأ القرآن إنما يريد الله وما عنده ، وقد خيل إلي بأخرة أن رجالا يريدون به ما عند الناس ، فأريدوا الله بقراءتكم وأعمالكم " .
حدثنا أحمد بن إبراهيم ، أخبرنا إسماعيل بن إبراهيم ، أخبرنا سعيد الجريري ، بإسناده مثله). [فضائل القرآن:](م)
قال أبو بكرٍ جَعفرُ بنُ مُحمدٍ الفِرْيابِيُّ (ت:301هـ): (حدثنا إبراهيم بن عبد الأعلى قال : حدثنا بقية ، عن شعبة ، عن الجريري ، عن أبي نضرة ، عن أبي فراس عن عمر بن الخطاب قال : " لقد أتى علينا حين وزمان ، وما نرى أن أحدا يتعلم القرآن يريد به إلا الله عز وجل ، فلما كان هاهنا بأخرة حسبت ، أن رجالا يتعلمون يريدون الناس وما عندهم ، فأريدوا الله بقراءتكم وأعمالكم ، فإنا كنا نعرفكم إذ فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وإذ ينزل إلينا الوحي ، وينبئنا الله من أخباركم ، فأما اليوم فقد مضى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وانقطع الوحي ، وإنما أعرفكم بما أقول : من أعلن لنا خيرا أحببناه عليه وظننا به خيرا ، ومن أظهر لنا شرا بغضناه عليه وظننا به شرا ، سرائركم فيما بينكم وبين ربكم"). [فضائل القرآن:](م)
*حديث جابر بن عبدالله رضي الله عنه:
قال أبو بكرٍ جَعفرُ بنُ مُحمدٍ الفِرْيابِيُّ(ت:301هـ): (حدثنا وهب بن بقية ، حدثنا خالد ، عن حميد الأعرج ، عن محمد بن المنكدر عن جابر بن عبد الله قال : خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن نقرأ القرآن ، وفينا العجمي والعربي قال : فوقف علينا يستمع فقال: (( اقرءوا وكل حسن ، سيجيء أقوام يقيمونه ، كما تقام القدح يتعجلونه ، ولا يتأجلونه (4))).) [فضائل القرآن:](م)
*حديث أنس بن مالك رضي الله عنه:
أبو بكرٍ جَعفرُ بنُ مُحمدٍ الفِرْيابِيُّ(ت:301هـ): (حدثنا قتيبة قال : حدثنا ابن لهيعة ، عن بكر بن سوادة ، عن أبي حمزة الخولاني ، عن أنس بن مالك قال : "خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما ، ونحن نفتري ، فقال : (( إن فيكم خيرا ، منكم رسول الله ، وتقرءون كتاب الله منكم الأبيض والأسود ، والأعجمي والعربي ، وسيأتي على الناس زمان يقرءون القرآن يثقفونه كما يثقف القدح ، لا يجاوز تراقيهم (5) ، يتعجلون أجورهم ، ولا يتأجلونه (4))).) [فضائل القرآن:](م)
*حديث سهل بن سعد الأنصاري رضي الله عنه:
أبو بكرٍ جَعفرُ بنُ مُحمدٍ الفِرْيابِيُّ(ت:301هـ): (حدثنا أبو قدامة عبيد الله بن سعيد ، أخبرنا أبو يحيى إسحاق بن سليمان الرازي قال : سمعت موسى بن عبيدة ، . . . يذكر ، عن أخيه عبد الله بن عبيدة ، عن سهل بن سعد الأنصاري قال : "خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ونحن نقتري ويقري (6) بعضنا بعضا ، فقال : ((الحمد لله ، كتاب الله واحد ، فيكم الأخيار ، فيكم الأحمر والأسود ، اقرءوا اقرءوا اقرءوا قبل أن يجيء أقوام يقيمونه كما يقام القدح لا يجاوز (1) تراقيهم (5) يتعجلون أجره ، ولا يأجلونه)).) [فضائل القرآن:](م)
حديث سهل بن سعد رضي الله عنه
قال أبو بكرٍ جَعفرُ بنُ مُحمدٍ الفِرْيابِيُّ (ت:301هـ): (حدثنا أبو عبد الله محمد بن مصفى قال : حدثنا عثمان بن سعيد ، عن ابن لهيعة ، عن بكر بن سوادة ، عن سهل بن سعد, عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( يأتي قوم يقرءون القرآن يقومونه كما يقام السهم ، ولا يجاوز تراقيهم (5) يتعجلون أجره ، ولا يتأجلونه (4) )) ). [فضائل القرآن:](م)

أثر عبد الله بن مسعود رضي الله عنه
قال أبو بكرٍ جَعفرُ بنُ مُحمدٍ الفِرْيابِيُّ (ت:301هـ): (حدثنا إسحاق بن موسى قال : حدثنا معن بن عيسى قال : عرض على مالك بن أنس عن يحيى بن سعيد ، أن عبد الله بن مسعود قال : " إنك في زمان قليل قراؤه كثير فقهاؤه ، تحفظ فيه حدود القرآن ، ويضيع حروفه ، قليل من يسأل ، كثير من يعطي ، يطيلون فيه الصلاة ، ويقصرون فيه الخطبة ، يبدون فيه أعمالهم قبل أهوائهم ، وسيأتي على الناس زمان كثير قراؤه ، قليل فقهاؤه ، تحفظ فيه حروف القرآن ، وتضيع حدوده (5) كثير من يسأل ، قليل من يعطي ، يطيلون الخطبة ، ويقصرون الصلاة ، ويبدون أهواءهم قبل أعمالهم" ). [فضائل القرآن:](م)

أثر عمر بن الخطاب رضي الله عنه
قال أبو بكرٍ جَعفرُ بنُ مُحمدٍ الفِرْيابِيُّ (ت:301هـ): (حدثنا عبد الأعلى بن حماد قال : حدثنا وهيب بن خالد قال : حدثنا سعيد الجريري ، عن أبي نضرة ، عن أبي فراس أن عمر بن الخطاب ، خطب الناس ، فقال : "أيها الناس إنما كنا نعرفكم إذ ينزل الوحي ، وإذ النبي صلى الله عليه وسلم بين أظهرنا ، وإذ أنبئنا الله من أخباركم ، وقد قبض النبي صلى الله عليه وسلم ، وأنه قد كان يخيل إلي أن ناسا يقرءون القرآن ، وهم يريدون الله وما عنده ، وقد خيل إلي بأخرة أن أناسا يقرءون القرآن يريدون الناس وما عندهم ، ألا فأريدوا الله بقراءتكم وأعمالكم ، ومن أظهر منكم خيرا ظننا به خيرا وأحببناه عليه ، ومن أظهر منكم شرا ظننا به شرا واجتنبناه (2) عليه ، سرائركم (3) بينكم وبين ربكم " ). [فضائل القرآن:](م)

قال أبو بكر محمد بن الحسين الآجُرِّيُّ (360هـ) : ( باب: ذكر أخلاق أهل القرآن
... يطلب الرّفعة من الله عزّ وجلّ لا من المخلوقين، ماقتاً للكبر، خائفاً على نفسه منه،
لا يتأكّل بالقرآن، ولا يحبّ أن تقضى له به الحوائج، ولا يسعى به إلى أبناء الملوك، ولا يجالس به الأغنياء ليكرموه.
إن كسب النّاس من الدّنيا الكثير بلا فقهٍ ولا بصيرةٍ، كسب هو القليل بفقهٍ وعلمٍ، إن لبس النّاس اللّيّن الفاخر، لبس هو من الحلال ما يستر عورته، إن وسّع عليه وسّع، وإن أمسك عليه أمسك، يقنع بالقليل فيكفيه، ويحذر على نفسه من الدّنيا ما يطغيه. ). [أخلاق حملة القرآن: --](م)
قال أبو بكر محمد بن الحسين الآجُرِّيُّ (360هـ) : ( - حدّثنا أبو بكرٍ عبد الله بن سليمان ثنا أبو الطّاهر أحمد بن عمرٍو أنا عبد الله بن وهبٍ أخبرني موسى بن أيّوب عن عمّه إياس بن عامرٍ أنّ عليّ بن أبي طالبٍ قال له: إنّك إن بقيت، فسيقرأ القرآن على ثلاثة أصنافٍ: صنفٍ لله تعالى، وصنفٍ للدّنيا، وصنفٍ للجدل، فمن طلب به أدرك.). [أخلاق حملة القرآن: --](م)

قال أبو بكر محمد بن الحسين الآجُرِّيُّ (360هـ) : (قال محمّد بن الحسين: قد ذكرت أخلاق الصّنف الّذين قرؤوا القرآن يريدون الله عزّ وجلّ بقراءتهم، وأنا أذكر الصّنفين اللّذين يريدان بقراءتهما الدّنيا والجدل، وأصف أخلاقهم حتّى يعرفها من اتّقى الله جلّت عظمته، فيحذرها.
باب: أخلاق من قرأ القرآن لا يريد به الله عزّ وجلّ
قال محمّد بن الحسين رحمه الله: فأمّا من قرأ القرآن للدّنيا ولأبناء الدّنيا، فإنّ من أخلاقه: أن يكون حافظاً لحروف القرآن، مضيّعاً لحدوده، متعظّماً في نفسه، متكبّراً على غيره.
قد اتّخذ القرآن بضاعةً يتأكّل به الأغنياء، ويستقضي به الحوائج، يعظّم أبناء الدّنيا، ويحقّر الفقراء، إن علّم الغني رفق به طمعاً في دنياه، وإن علّم الفقير زجره وعنّفه، لأنّه لا دنيا له يطمع فيها، يستخدم به الفقراء، ويتيه به على الأغنياء، إن كان حسن الصّوت أحبّ أن يقرأ للملوك، ويصلّي بهم طمعاً في دنياهم، وإن سأله الفقراء الصّلاة بهم ثقل ذلك عليه، لقلّة الدّنيا في أيديهم، إنّما طلبه الدّنيا حيث كانت ربض عندها.
... ومن كانت هذه صفته، فقد تعرّض لسخط مولاه الكريم، وأعظم من ذلك أن أظهر على نفسه شعار الصّالحين بتلاوة القرآن، وقد ضيّع في الباطن ما يجب لله، وركب ما نهاه عنه مولاه الكريم، كلّ ذلك بحبّ الرّياسة، والميل إلى الدّنيا.
قد فتنه العجب بحفظ القرآن، والإشارة إليه بالأصابع. إن مرض أحد أبناء الدّنيا أو ملوكها، فسأله أن يختم عليه سارع إليه، وسرّ بذلك، وإن مرض الفقير المستور، فسأله أن يختم عليه ثقل ذلك عليه.
يحفظ القرآن ويتلوه بلسانه، وقد ضيّع الكثير من أحكامه.
... وإنّما حداني على ما بيّنت من قبيح هذه الأخلاق: نصيحةً مني لأهل القرآن، ليتعلّقوا بالأخلاق الشّريفة، ويتجافوا عن الأخلاق الدّنيّة، والله يوفّقنا وإيّاهم للرّشاد.
واعلموا - رحمنا الله وإيّاكم - أنّي قد رويت فيما ذكرت أخباراً تدلّ على ما كرهته لأهل القرآن، فأنا أذكر منها ما حضرني، ليكون النّاظر في كتابنا ينصح نفسه عند تلاوته القرآن، فيلزم نفسه الواجب، والله تعالى الموفّق.
- حدّثنا جعفر بن محمّدٍ الفريابيّ ثنا إبراهيم بن العلاء الزّبيديّ ثنا بقيّة بن الوليد عن شعبة عن سعيدٍ الجريريّ عن أبي نضرة عن أبي فراسٍ عن عمر بن الخطّاب رضي الله عنه قال: لقد أتى علينا حينٌ، وما نرى أنّ أحداً يتعلّم القرآن يريد به إلا الله تعالى، فلمّا كان ههنا بآخرةٍ، خشيت أنّ رجالاً يتعلّمونه يريدون به النّاس وما عندهم، فأريدوا الله تعالى بقراءتكم وأعمالكم، فإنّا كنّا نعرفكم إذ فينا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وإذ ينزل الوحي، وإذ ينبئنا الله من أخباركم، فأمّا اليوم، فقد مضى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وانقطع الوحي، وإنّما أعرفكم بما أقول: من أعلن خيراً أحببناه عليه، وظننّا به خيراً، ومن أظهر شرّاًً أبغضناه عليه، وظننّا به شرّاً، سرائركم فيما بينكم وبين ربّكم عزّ وجلّ.
- حدّثنا أبو بكرٍ محمّد بن يحيى بن سليمان المروزيّ قال: ثنا عبيد الله بن محمّدٍ العيشيّ قال: ثنا حمّاد بن سلمة قال: أنا الجريريّ عن أبي نضرة عن أبي فراسٍ أنّ عمر بن الخطّاب رضي الله عنه قال: يا أيّها النّاس. وذكر نحواً من حديث الفريابيّ.
قال محمّد بن الحسين: فإذا كان عمر بن الخطّاب رضي الله عنه قد خاف على قومٍ قرأوا القرآن في ذلك الوقت بميلهم إلى الدّنيا، فما ظنّك بهم اليوم !.
وقد أخبرنا النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم أنّه يكون أقوامٌ يقرأون القرآن يقيمونه كما يقيمون القدح، يتعجّلونه، ولا يتأجّلونه، يعني: يطلبون به عاجلة الدّنيا، ولا يطلبون به الآخرة.
- حدّثنا أبو محمّدٍ الحسن بن علويه القطّان ثنا خلف بن هشامٍ البزّار ثنا خالد بن عبد الله الواسطيّ عن حميدٍ الأعرج عن محمّد بن المنكدر عن جابر بن عبد الله قال: خرج علينا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، ونحن نقرأ القرآن، وفينا الأعجميّ والأعرابيّ، قال: فاستمع، فقال: «اقرءوا، فكلٌّ حسنٌ، وسيأتي قومٌ يقيمونه كما يقيمون القدح، يتعجّلونه، ولا يتأجّلونه».
- حدّثنا أبو محمّدٍ يحيى بن محمّد بن صاعدٍ ثنا الحسين بن الًحسن المروزيّ أنا ابن المبارك أنا موسى بن عبيدة الرّبذيّ عن عبد الله بن عبيدة وهو أخوه عن سهل بن سعدٍ السّاعديّ قال: بينا نحن نقترئ، إذ خرج علينا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فقال: «الحمد لله، كتاب الله واحدٌ، وفيكم الأخيار، وفيكم الأحمر والأسود، اقرأوا القرآن، اقرأوا قبل أن يأتي أقوامٌ يقرأونه، يقيمون حروفه، كما يقام السّهم، لا يجاوز تراقيهم، يتعجّلون أجره، ولا يتأجّلونه».). [أخلاق حملة القرآن: --](م)
قال أبو بكر محمد بن الحسين الآجُرِّيُّ (360هـ) : ( - حدّثنا أبو الفضل جعفر بن محمّدٍ الصّندليّ ثنا الفضل بن زيادٍ ثنا عبد الصّمد بن يزيد قال: سمعت الفضيل بن عياضٍ يقول: ينبغي لحامل القرآن أن لا يكون له حاجةً إلى أحدٍ من الخلق، إلى الخليفة فمن دونه، وينبغي أن تكون حوائج الخلق إليه. قال: سمعت الفضيل يقول: حامل القرآن حامل راية الإسلام، لا ينبغي له أن يلغو مع من يلغو، ولا يسهو مع من يسهو، ولا يلهو مع من يلهو.
- قال: وسمعت الفضيل يقول: إنّما نزل القرآن ليعمل به، فاتّخذ النّاس قراءته عملاً، أي ليحلّوا حلاله، ويحرّموا حرامه، ويقفوا عند متشابهه.
- وحدّثنا جعفر بن محمّدٍ الصّندليّ قال: سمعت أبا الحسن محمّد بن محمّد بن أبي الورد يقول: كتب حذيفة المرعشيّ إلي يوسف بن أسباطٍ: بلّغني أنّك بعت دينك بحبّتين، وقفت على صاحب لبنٍ، فقلت: بكم هذا؟، فقال: هو لك بسدسٍ، فقلت: لا بثمنٍ، فقال: هو لك، وكان يعرفك، اكشف عن رأسك قناع الغافلين، وانتبه من رقدة الموتى، واعلم أنّه من قرأ القرآن ثمّ آثر الدّنيا لم آمن أن يكون بآيات الله من المستهزئين.
- أخبرنا أبو محمّدٍ عبد الله بن صالحٍ البخاريّ ثنا مخلد بن الحسن بن أبي زميلٍ ثنا أبو المليح قال: كان ميمون بن مهران يقول: لو صلح أهل القرآن صلح النّاس.
- أخبرنا أبو محمّدٍ عبد الله بن صالحٍ البخاريّ ثنا عبدة بن عبد الرّحيم المروزيّ أنا عبد الله بن يزيد المقرئ أنا حيوة يعني ابن شريحٍ قال: حدّثني بشير بن أبي عمرٍو الخولانيّ أنّ الوليد بن قيسٍ حدّثه أنّه سمع أبا سعيدٍ الخدريّ يقول: يكون خلفٌ بعد ستّين سنةً أضاعوا الصّلاة، واتّبعوا الشّهوات فسوف يلقون غيّاً، ثمّ يكون خلفٌ يقرءون القرآن لا يعدو تراقيهم، ويقرأ القرآن ثلاثةٌ: مؤمنٌ ومنافقٌ وفاجرٌ، فقال بشيرٌ: فقلت للوليد: ما هؤلاء الثّلاثة؟، فقال: المنافق كافرٌ به، والفاجر يتأكّل به، والمؤمن مؤمنٌ به.
- حدّثنا أبو بكر بن أبي داود ثنا إسحاق بن إبراهيم بن زيدٍ ثنا سعد بن الصّلت ثنا الأعمش عن خيثمة عن الحسن قال: مررت أنا وعمران بن حصينٍ على رجلٍ يقرأ سورة يوسف، فقام عمران يستمع لقراءته، فلمّا فرغ سأل، فاسترجع وقال: انطلق، فإنّي سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول: «من قرأ القرآن، فليسأل الله عزّ وجلّ به، فإنّه سيأتي قومٌ يقرءون القرآن، يسألون النّاس به».
- وحدّثنا أبو بكرٍ بن عبد الحميد الواسطيّ ثنا يعقوب بن إبراهيم الدّورقيّ ثنا يزيد بن هارون أنا شريك بن عبد الله عن منصورٍ عن خيثمة عن الحسن قال: كنت أمشي مع عمران بن حصينٍ، أحدنا آخذٌ بيد صاحبه، فمررنا بسائلٍ يقرأ القرآن، فاحتبس عمران يستمع القرآن، فلمّا فرغ سأل، فقال عمران: انطلق بنا، فإنّي سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول: «اقرأوا القرآن، واسألوا الله به، فإنّ بعدكم قوماً يقرءون القرآن، يسألون النّاس به».
- حدّثنا أبو عبد الله محمّد بن أحمد السّوانيطيّ ثنا مقدام بن داود المصريّ ثنا أسد بن موسى ثنا عبد الله بن وهبٍ عن الماضي بن محمّدٍ عن أبان عن أنس بن مالكٍ قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «يؤتي بحملة القرآن يوم القيامة، فيقول الله عزّ وجلّ: أنتم وعاة كلامي، آخذكم بما آخذ به الأنبياء، إلا الوحي».
قال محمّد بن الحسين: في هذا بلاغٌ لمن تدبّره، فاتّقى الله عزّ وجلّ، وأجلّ القرآن وصانه، وباع ما يفنى بما يبقى، والله عزّ وجلّ الموفّق لذلك.). [أخلاق حملة القرآن: --](م)
قال أبو بكر محمد بن الحسين الآجُرِّيُّ (360هـ) : ( ثمّ أقول إنّه ينبغي لمن كان يقرئ القرآن لله جلّت عظمته أن يصون نفسه عن استقضاء الحوائج ممّن يقرأ عليه القرآن، وأن لا يستخدمه، ولا يكلّفه حاجةً يقوم فيها.
وأختار له إذا عرضت له حاجةٌ أن يكلّفها لمن لا يقرأ عليه، وأحبّ له أن يصون القرآن عن أن تقضي له به الحوائج، فإن عرضت له حاجةٌ سأل مولاه الكريم قضاءها، فإذا ابتدأه أحدٌ من إخوانه من غير مسألةٍ منه، فقضاها له؛ شكر الله عزّ وجلّ إذ صانه عن المسألة، والتّذلّل لأهل الدّنيا، وإذ سهّل له قضاءها، ثمّ يشكر لمن أجرى ذلك على يديه، فإنّ هذا واجبٌ عليه.
وقد رويت فيما ذكرت أخبارٌ تدلّ على ما قلت، وأنا أذكرها ليزداد النّاظر في كتابنا بصيرةً إن شاء الله تعالى.
- حدّثنا أبو الفضل العبّاس بن يوسف الشّكليّ ثنا إسحاق بن الجرّاح الأذنيّ ثنا الحسن بن الرّبيع البورانيّ قال: كنت عند عبد الله بن إدريس، فلمّا قمت، قال لي: سل عن سعر الأشنان ، فلمّا مشيت ردّني، فقال: لا تسل، فإنّك تكتب منّي الحديث، وأنا أكره أن أسأل من يسمع منّي الحديث حاجةً.
- قال: وحدّثنا أبو الفضل ثنا إسحاق بن الجرّاح قال خلف بن تميمٍ: مات أبي وعليه دينٌ، فأتيت حمزة الزّيّات، فسألته أن يكلّم صاحب الدّين أن يضع عن أبي من دينه شيئاً، فقال لي حمزة رحمه الله: ويحك؛ إنّه يقرأ عليّ القرآن، وأنا أكره أن أشرب من بيت من يقرأ عليّ القرآن الماء.
- حدّثنا جعفر بن محمّدٍ الصّندليّ قال: ثنا الفضل بن زيادٍ ثنا عبد الصّمد ابن يزيد قال: سمعت الفضيل بن عياضٍ يقول: ينبغي لحامل القرآن أن لا تكون له حاجةً إلى أحدٍ من النّاس، إلى الخليفة فمن دونه، وينبغي أن تكون حوائج الخلق إليه.
- حدّثنا حامد بن شعيبٍ البلخيّ قال: ثنا سريح بن يونس ثنا إسحاق بن سليمان الرّازيّ وأبو النّضر عن أبي جعفرٍ الرّازيّ عن الرّبيع بن أنسٍ قال: مكتوبٌ في التّوراة «علّم مجاناً كما علّمت مجاناً».
- أخبرنا أبو عبد الله أحمد بن الحسن بن عبد الجبّار الصّوفيّ ثنا شجاع ابن مخلدٍ ثنا إسماعيل بن إبراهيم عن هشامٍ الدّستوائيّ عن يحيى بن أبي كثيرٍ عن أبي راشدٍ الحبرانيّ قال: قال عبد الرّحمن بن شبلٍ قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «اقرءوا القرآن ولا تغلوا فيه، ولا تجفوا عنه، ولا تأكلوا به، ولا تستكثروا ».
- حدّثنا أبو العبّاس أحمد بن سهلٍ الأشنانيّ قال: ثنا بشر بن الوليد ثنا فليح بن سليمان عن عبد الله بن عبد الرّحمن بن معمرٍ عن سعيد بن يسارٍ عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «من تعلّم علماً ممّا يبتغى به وجه الله تعالى، لا يتعلّمه إلا ليصيب به عرضاً من الدّنيا، لم يجد عرف الجنّة يوم القيامة».
- أخبرنا أبو عبد الله محمّد بن مخلدٍ ثنا محمّد بن إسماعيل الحسّانيّ ثنا وكيعٌ ثنا سفيان عن واقدٍ مولى زيد بن خليدة عن زاذان قال: من قرأ القرآن يتأكّل به النّاس، جاء يوم القيامة، ووجهه عظمٌ ليس عليه لحمٌ.
- حدّثنا أبو محمّدٍ يحيى بن محمّد بن صاعدٍ ثنا شعيب بن أيّوب ثنا عبد الله بن نميرٍ ثنا معاوية النّصريّ [عن نهشلٍ] عن الضّحّاك عن الأسود بن يزيد - وقال غير شعيبٍ وعلقمة، ولم أر شعيباً ذكر علقمة - قال: قال عبد الله يعني ابن مسعودٍ رضي الله عنه: لو أنّ أهل العلم صانوا العلم، ووضعوه عند أهله، سادوا به أهل زمانهم، ولكنّهم بذلوه لأهل الدّنيا لينالوا به من دنياهم، فهانوا علي أهلها، سمعت نبيّكم صلّى الله عليه وسلّم يقول: «من جعل الهمّ همّاً واحداً؛ همّ آخرته، كفاه الله عزّ وجلّ همّ دنياه، ومن تشعّبت به الهموم في أحوال الدّنيا، لم يبال الله تعالى في أيّ أوديتها هلك».
- قال: حدّثنا أبو عبد الله محمّد بن مخلدٍ ثنا إبراهيم بن مهديٍّ ثنا أحمد ابن عبد الله بن خيرون ثنا العبّاس بن بكّارٍ الضّبيّ ثنا عيسى بن عمر النّحويّ قال: أقبلت حتّى أقمت عند الحسن، فسمعته يقول: قرّاء هذا القرآن ثلاثة رجالٍ: فرجلٌ قرأه فاتّخذه بضاعةً، ونقله من بلدٍ إلى بلدٍ، ورجلٌ قرأه، فأقام على حروفه، وضيّع حدوده، يقول: إنّي والله لا أسقط من القرآن حرفاً، كثّر الله بهم القبور، وأخلى منهم الدّور، فوالله لهم أشدّ كبراً من صاحب السّرير على سريره، ومن صاحب المنبر على منبره، ورجلٌ قرأه، فأسهر ليله، وأظمأ نهاره، ومنع به شهوته، فجثوا في برانسهم، وركدوا في محاريبهم، بهم ينفي الله عزّ وجلّ عنّا العدوّ، وبهم يسقينا الله تعالى الغيث، وهذا الضّرب من أهل القرآن أعزّ من الكبريت الأحمر.
قال محمّد بن الحسين رحمه الله: الأخبار في هذا المعنى كثيرةٌ، ومرادي من هذا نصيحةٌ لأهل القرآن، لئلا يبطل سعيهم، إن هم طلبوا به شرف الدّنيا حرموا شرف الآخرة، إذ بذلوه لأهل الدّنيا طمعاً في دنياهم، أعاذ الله حملة القرآن من ذلك. ). [أخلاق حملة القرآن: --](م)
قال أبو بكر محمد بن الحسين الآجُرِّيُّ (360هـ) : ( باب: في حسن الصّوت بالقرآن
قال محمّد بن الحسين: ينبغي لمن رزقه الله حسن الصّوت بالقرآن أن يعلم أنّ الله عزّ وجلّ قد خصّه بخيرٍ عظيمٍ، فليعرف قدر ما خصّه الله عزّ وجلّ به، وليقرأه لله، لا للمخلوقين، وليحذر من الميل إلى أن يستمع منه ليحظى به عند السّامعين، رغبةً في الدّنيا، والميل إلى الثّناء، والجاه عند أبناء الدّنيا، والصّلاة بالملوك دون الصّلاة بعوامّ النّاس.
فمن مالت نفسه إلى ما نهيته عنه خفت أن يكون حسن صوته فتنةً عليه، وإنّما ينفعه حسن صوته إذا خشي الله عزّ وجلّ في السّرّ والعلانية، وكان مراده أن يستمع منه القرآن لينتبه أهل الغفلة عن غفلتهم، فيرغبوا فيما رغّبهم الله عزّ وجلّ، وينتهوا عمّا نهاهم عنه. فمن كانت هذه صفته انتفع بحسن صوته، وانتفع به النّاس.
- حدّثنا عمر بن أيّوب السّقطيّ ثنا عبيد الله بن عمر القواريريّ ثنا عبد الله ابن جعفرٍ ثنا إبراهيم بن إسماعيل عن أبي الزّبير عن جابرٍ رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «أحسن النّاس صوتاً بالقرآن، الّذي إذا سمعته يقرأ حسبته يخشى الله عزّ وجلّ».
- حدّثنا الفريابيّ ثنا محمّد بن الحسن البلخيّ ثنا ابن المبارك أنا يونس بن يزيد عن الزّهريّ قال: بلغنا أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: «إنّ من أحسن النّاس صوتًاً بالقرآن من إذا سمعته يقرأ، أريت أنّه يخشى الله». ).[أخلاق حملة القرآن: --](م)
أثر عمر بن الخطاب رضي الله عنه
قالَ أبو الفضلِ عبدُ الرَّحمنِ بنُ أحمدَ الرازيُّ (ت:454هـ): (أخبرني حمزة بن يوسف, نا الرزاز, نا الفريابي , نا عبد الأعلى بن حماد, نا وهيب بن خالد, نا أبو مسعود الجريري، عن أبي نضرة، عن أبي فراس: أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه خطب الناس فقال‏:‏ "أيها الناس , إنما كنا نعرفكم إذ ينزل الوحي , وإذ النبي صلى الله عليه وسلم بين أظهرنا , وإذ ينبئنا الله من أخباركم , وقد قبض النبي صلى الله عليه وسلم وإنه قد كان يخيل إلي أن ناسا يقرءون القرآن , وهم يريدون به الله وما عنده، وقد خيل إلي بآخرة أن أناسا يقرءون القرآن يريدون الناس وما عندهم ألا فأريدوا الله جل , ثناؤه بقراءتكم وأعمالكم , فمن أظهر منكم خيرا ظننا به خيرا وأحببناه عليه , ومن أظهر منكم شرا ظننا به شرا وأبغضناه , عليه سرائركم بينكم وبين ربكم عز وجل" ‏). [فضائل القرآن وتلاوته: 69](م)
قالَ عَلَمُ الدِّينِ عليُّ بنُ محمَّدٍ السَّخَاوِيُّ (ت:643هـ): (وقال الحسن: "قراء القرآن ثلاثة أصناف: فصنف اتخذوه بضاعة يأكلون به، وصنف أقاموا حروفه وضيعوا حدوده، واستطالوا به على أهل بلادهم، واستدروا به الولاة، كثير هذا الضرب من حملة القرآن، لا كثرهم الله، وصنف عمدوا إلى دواء القرآن فوضعوه على داء قلوبهم، واستشعروا الخوف، وارتدوا الحزن، فأولئك الذين يسقي الله بهم الغيث، وينصر بهم على الأعداء. والله لهذا الضرب في حملة القرآن أعز من الكبريت الأحمر".). [جمال القراء:1/106](م)
قالَ عَلَمُ الدِّينِ عليُّ بنُ محمَّدٍ السَّخَاوِيُّ (ت:643هـ): (... ويتخلق بأخلاق شريفة يتميز بها عن سائر الناس ممن لا يقرأ القرآن.
... لا يتأكل بالقرآن، ولا يحب أن تقضى له به الحوائج، ولا يسعى به إلى أبواب الملوك، ولا يجالس به الأغنياء ليكرموه، إن كسب الناس من الدنيا الكثير بلا فقه، كسب هو القليل بفقه وعلم.

إن لبس الناس اللين للتفاخر؛ لبس هو من الحلال ما يستر عورته، إن وسع عليه وسع على نفسه، وإن أمسك عليه أمسك، يقنع بالقليل فيكفيه، ويحذر على نفسه من الدنيا ما يطغيه، يتبع واجبات القرآن والسنة،). [جمال القراء :1/115-123](م)
قالَ عَلَمُ الدِّينِ عليُّ بنُ محمَّدٍ السَّخَاوِيُّ (ت:643هـ): (وعن أبي سعيد الخدري رحمه الله، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((تعلموا القرآن وسلوا الله به، قبل أن يتعلمه قوم يسألون به الدنيا، فإن القرآن يتعلمه ثلاثة نفر: رجل يباهي به، ورجل يستأكل به، ورجل يقرأه لله)). ). [جمال القراء:1/110](م)
قالَ عَلَمُ الدِّينِ عليُّ بنُ محمَّدٍ السَّخَاوِيُّ (ت:643هـ): ( حدثنا أبو عبد الله محمد بن حمد بن حامد بن مفرج الأرتاحي رحمه الله، أنبأنا أبو الحسين علي بن الحسين بن عمر الموصلي الفراء، أنا أبو الحسين عبد الله بن أحمد بن سعيد الشيحي، حدثنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عمر بن حفص الحمامي المقرئ، عن أبي بكر محمد بن الحسين بن عبد الله الآجري، نا أبو بكر جعفر بن محمد الفريابي، نا إبراهيم بن العلاء الزبيدي، نا بقية بن الوليد، عن شعبة، عن سعيد الجريري عن أبي نضرة عن أبي فراس عن عمر بن لخطاب رضي الله عنه قال: "لقد أتى علينا حين وما نرى أن أحدا يتعلم القرآن، يريد به إلا الله جل ثناؤه، فلما كان ها هنا بأخرة، خشيت أن رجالا يتعلمونه يريدون به الناس وما عندهم، فأريدوا الله تعالى بقراءتكم وأعمالكم، فإنا كنا نعرفكم إذ فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإذ ينزل الوحي، وإذ ينبئنا الله من أخباركم، فأما اليوم، فقد مضى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وانقطع الوحي، وأنا أعرفكم بما أقول: من أعلن خيرا أحببناه عليه وظننا به خيرا، ومن أظهر شرا أبغضناه عليه وظننا به شرا، سرائركم فيما بينكم وبين ربكم تعالى جده".). [جمال القراء:1/111-112](م)
قال أبو زكريَّا يَحْيَى بْنُ شَرَفٍ النَّوَوِيُّ (ت: 676هـ): ( الباب الخامس: في آداب حامل القرآن
قد تقدم جمل منه في الباب الذي قبل هذا.
ومن آدابه أن يكون على أكمل الأحوال وأكرم الشمائل وأن يرفع نفسه عن كل ما نهى القرآن عنه إجلالا للقرآن وأن يكون مصونا عن دني الاكتساب شريف النفس مرتفعا على الجبابرة والجفاة من أهل الدنيا متواضعا للصالحين وأهل الخير والمساكين وأن يكون متخشعا ذا سكينة ووقار.
فقد جاء عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال: يا معشر القراء ارفعوا رؤوسكم فقد وضح لكم الطريق فاستبقوا الخيرات لا تكونوا عيالا على الناس.).[التبيان في آداب حملة القرآن: 50](م)
قال أبو زكريَّا يَحْيَى بْنُ شَرَفٍ النَّوَوِيُّ (ت: 676هـ): ( الباب الخامس: في آداب حامل القرآن

... وعن الفضيل بن عياض قال: ينبغي لحامل القرآن أن لا تكون له حاجة إلى أحد من الخلفاء فمن دونهم.).[التبيان في آداب حملة القرآن: 51](م)
قال أبو زكريَّا يَحْيَى بْنُ شَرَفٍ النَّوَوِيُّ (ت: 676هـ): ( الباب الخامس: في آداب حامل القرآن
[فصل] ومن أهم ما يؤمر به أن يحذر كل الحذر من اتخاذ القرآن معيشة يكتسب بها فقد جاء عن عبد الرحمن بن شبيل رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((اقرؤوا القرآن ولا تأكلوا به ولا تجفوا عنه ولا تغلوا فيه)).
وعن جابر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم: ((اقرؤوا القرآن من قبل أن يأتي قوم يقيمونه إقامة القدح يتعجلونه ولا يتأجلونه)). رواه بمعناه من رواية سهل بن سعد معناه يتعجلون أجره إما بمال وإما سمعة ونحوها.
وعن فضيل بن عمرو رضي الله عنه قال: دخل رجلان من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم مسجدا فلما سلم الإمام قام رجل فتلا آيات من القرآن ثم سأل، فقال أحدهما: إنا لله وإنا إليه راجعون سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((سيجيء قوم يسألون بالقرآن فمن سأل بالقرآن فلا تعطوه)). وهذا الإسناد منقطع فإن الفضل بن عمرو لم يسمع الصحابة.
[التبيان في آداب حملة القرآن:51-53](م)
قالَ مُحَمَّدُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ بَهَادرَ الزَّرْكَشِيُّ (ت: 794هـ): (النوع التاسع والعشرون: في آداب تلاوته وكيفيتها
روى البخاري في تاريخه الكبير بسند صالح حديث: ((من قرأ القرآن عند ظالم ليرفع منه لعن بكل حرف عشر لعنات)).). [البرهان في علوم القرآن:1/449-480](م)

قالَ جلالُ الدينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أبي بكرِ السيوطيُّ (ت: 911هـ):(النوع الثامن والثمانون والتاسع والثمانون: آداب القارئ والمقرئ:

فعلى كل من القارئ والمقرئ: إخلاص النية، وقصد وجه الله، وأن لا يقصد بتعلمه أو بتعليمه غرضاً من الدنيا كرئاسة أو مال.
... ومما يشترك فيه القارئ والمُقرئ:الحذر من اتخاذ القرآن معيشة يكتسب بها، نعم يجوز عند الشافعي ومالك أخذ الأجرة على تعليمه.). [التحبير في علم التفسير:317-322](م)
قالَ جلالُ الدينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أبي بكرِ السيوطيُّ (ت: 911هـ): (النوع الخامس والثلاثون
يكره اتخاذ القرآن معيشة يتكسب بها وأخرج الآجري من حديث عمران بن الحصين مرفوعا: ((من قرأ القرآن فليسأل الله به فإنه سيأتي قوم يقرؤون القرآن يسألون الناس به))
وروى البخاري في تاريخه الكبير بسند صالح حديث: ((من قرأ القرآن عند ظالم ليرفع منه لعن بكل حرف عشر لعنات)).). [الإتقان في علوم القرآن:2/657-727](م)
قالَ مُحمَّدُ بنُ عبدِ الوهَّابِ التميميُّ (ت: 1206هـ) :( عن جابر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (( اقرؤوا القرآن وابتغوا به وجه الله عز وجل قبل أن يأتي قوم يقيمونه إقامة القدح يتعجلونه ولا يتأجلونه)) رواه أبو داود وله معناه من حديث سهل بن سعد،
وعن عمران أنه مر برجل يقرأ على قوم فلما فرغ سأله فقال عمران : "إنا لله وإنا إليه راجعون إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ((من قرأ القرآن فليسأل الله ( تبارك وتعالى ) به فإنه سيجيء قوم يقرأون القرآن يسألون به الناس))" رواه أحمد والترمذي ). [فضائل القرآن: ](م)

فضائل القرآن (باب الغلو في القرآن)
قالَ مُحمَّدُ بنُ عبدِ الوهَّابِ التميميُّ (ت: 1206هـ) : ( فيه حديث الخوارج المتقدم ؛ وفي الصحيح عن عبد الله بن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((ألم أخبر أنك تصوم الدهر وتقرأ القرآن كل ليلة)) قلت : "بلى يا رسول الله ولم أرد بذلك إلا الخير" قال : ((فصم صوم داود فإنه كان أعبد الناس ، واقرأ القرآن كل شهر)) قلت : "يا رسول الله إني أطيق أفضل من ذلك" قال : ((فاقرأه في كل عشر))
قلت : "يا نبي الله إني أطيق أفضل من ذلك" قال : ((فاقرأه في كل سبع ولا تزد على ذلك)) .
ولمسلم عن ابن مسعود رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ((هلك المتنطعون)) ولأحمد عن عبد الرحمن بن شبل مرفوعا ((اقرؤوا القرآن ولا تغلوا فيه ولا تجفوا عنه ولا تأكلوا به ولا تستكثروا به)) . وعن أبي رافع أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ((لا ألفين أحدكم متكئا على أريكته يأتيه الأمر من أمري مما أمرت به أو نهيت عنه فيقول : لا أدري ما وجدنا في كتاب الله اتبعناه)) رواه أبو داود والترمذي .) [فضائل القرآن: ](م)

ساجدة فاروق 19 شعبان 1435هـ/17-06-2014م 10:43 AM

مسألة: في ذم السؤال بالقرآن

قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمرٍ، عن منصورٍ، عن الحسن، قال: كنت مع عمران بن حصينٍ فمرّ برجلٍ فقرأ على قومٍ سورة يوسف فاشتهى عمران قراءته فجلس فلمّا فرغ سألهم فقال عمران: إنّا للّه، وإنّا إليه راجعون فأخذ بيدي وقال: اذهب بنا فإنّي سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يقول: ((اقرءوا القرآن وسلوا اللّه به، فإنّه سيأتي أقوامٌ يقرءون القرآن يسألون به النّاس)) ). [تفسير عبد الرزاق: 1/229-330](م)
حديث أبو سعيد رضي الله عنه
قالَ أبو عُبيدٍ القاسمُ بن سلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت: 224هـ): (حدثنا عبد الله بن صالح، عن الليث بن سعد، عن ابن أبي مليكة، عن عبيد الله بن أبي نهيك، عن سعيد بن أبي سعيد، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ليس منا من لم يتغن بالقرآن».
قال أبو عبيد: قوله: «من لم يتغن».
التغني: هو الاستغناء والتعفف عن مسألة الناس واستئكالهم بالقرآن، وأن يكون في نفسه بحمله القرآن غنيا، وإن كان من المال معدما). [فضائل القرآن: ](م)
قالَ أبو عُبيدٍ القاسمُ بن سلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت:224هـ): ( حدثنا إسماعيل بن إبراهيم، عن هشام الدستوائي، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي راشد الحبراني، عن عبد الرحمن بن شبل، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((اقرءوا القرآن، ولا تغلوا فيه، ولا تجفوا عنه، ولا تأكلوا به، ولا تستكثروا به أو تستكبروا به)) قد شك أبو عبيد). [فضائل القرآن:](م)
*حديث أبو سعيد الخدري رضي الله عنه:
قالَ أبو عُبيدٍ القاسمُ بن سلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت:224هـ): ( حدثنا ابن أبي مريم، وأبو الأسود، عن ابن لهيعة، عن موسى بن وردان، عن أبي الهيثم، عن أبي سعيد الخدري، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((تعلموا القرآن واسألوا الله به قبل أن يتعلمه قوم يسألون به الدنيا، فإن القرآن يتعلمه ثلاثة نفر: رجل يباهي به، ورجل يستأكل به، ورجل يقرؤه لله عز وجل)).) [فضائل القرآن:](م)
*حديث سهل بن سعد رضي الله عنه:
قالَ أبو عُبيدٍ القاسمُ بن سلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت:224هـ): (حدثنا إسحاق بن سليمان الرازي، عن موسى بن عبيدة، عن أخيه عبد الله بن عبيدة، عن سهل بن سعد، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((اقرءوا القرآن قبل أن يجيء قوم يقيمونه كما يقام القدح, يتعجلون أجره , ولا يتأجلونه)) .
حدثنا حجاج، عن ابن لهيعة، عن بكر بن سوادة، عن وفاء الحضرمي، عن سهل بن سعد، عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن بكر بن سوادة، عن أبي حمزة الخولاني، عن أنس بن مالك، عن النبي صلى الله عليه وسلم مثل ذلك أو نحوه). [فضائل القرآن:](م)
*حديث عبادة بن الصامت رضي الله عنه:
قالَ أبو عُبيدٍ القاسمُ بن سلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت:224هـ): ( حدثنا نعيم، عن بقية، عن بشر بن عبد الله بن يسار، قال: حدثني عبادة بن نسي، عن جنادة بن أبي أمية، عن عبادة بن الصامت، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قدم عليه مهاجر, دفعه إلى رجل منا يعلمه القرآن، فدفع إلي رجلا فكنت أقرئه القرآن، فأهدى إلي قوسا، فأخبر بذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ((جمرة بين كتفيك تقلدتها)).) [فضائل القرآن:](م)
قالَ أبو عُبيدٍ القاسمُ بن سلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت:224هـ) : (حدثنا هشام بن عمار، عن عمرو بن واقد مولى قريش قال: حدثني إسماعيل بن عبيد الله، قال: حدثتني أم الدرداء، عن أبي الدرداء، أن أبي بن كعب، أقرأ رجلا من أهل اليمن سورة، فرأى عنده قوسا. فقال: "بعنيها".
فقال: لا، بل هي لك.
فسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك، فقال: (( إن كنت تريد أن تقلد قوسا من نار , فخذها)) .
حدثنا أبو بكر بن عياش، عن أبي حصين، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال ذلك لأبي بن كعب، إلا أنه قال: (( لو تقوستها , لتقوست قوسا من نار)).
حدثنا هشيم، عن أبي هاشم، بمثل ذلك أيضا عن النبي صلى الله عليه وسلم وأبي بن كعب) [فضائل القرآن:](م)
قالَ أبو عُبيدٍ القاسمُ بن سلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت:224هـ) : (حدثنا عبد الله بن صالح، عن موسى بن علي بن رباح، عن أبيه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأبي بن كعب: ((ألم أنهك عن فلان؟، فاردد القوس عليه)).قال: "فرددتها عليه".
وزاد في الحديث قال: وقال أبي: "كنت أختلف إلى رجل مكفوف أقرئه القرآن، فكنت إذا أقرأته دعا لي بطعام، فأكلت منه، فحاك في نفسي منه شيء، فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأخبرته، فقلت: يا رسول الله، إني آتي فلان بن فلان فأقرئه القرآن وو فيدعو لي بطعام لا آكل مثله بالمدينة".
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( إن كان ذلك الطعام طعامه وطعام أهله الذي يأكلون فكل، وإن كان طعاما يتحفك به فلا تأكل)).
قال: "فأتيته نحوا مما كنت آتيه، فلما فرغ قال: يا جارية، هلمي طعام أخي".
فقلت له: "أهذا طعامك وطعام أهلك الذي تأكل ويأكلون؟"
فقال: "لا، ولكني أتحفك به".
قال: "فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد نهاني عنه"). [فضائل القرآن:](م)
قالَ أبو عُبيدٍ القاسمُ بن سلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت:224هـ) : ( حدثنا عبد الرحمن، عن سفيان، عن واقد مولى يزيد بن خليدة، عن زاذان، قال: "من قرأ القرآن ليستأكل الناس , جاء يوم القيامة , ووجهه عظم ليس عليه لحم"). [فضائل القرآن:](م)
*أثر عبد الله بن مسعود رضي الله عنه:
قالَ أبو عُبيدٍ القاسمُ بن سلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت:224هـ) : (حدثنا مروان بن معاوية، عن أبي يعفور العامري، عن أبي ثابت، عن أم رجاء الأشجعية، عن عبد الله بن مسعود، قال: "سيجيء على الناس زمان يسأل فيه بالقرآن, فإذا سألوكم فلا تعطوهم" ). [فضائل القرآن:](م)
*أثر عمر بن الخطاب رضي الله عنه:
قالَ أبو عُبيدٍ القاسمُ بن سلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت:224هـ) : (حدثنا عبد الرحمن، عن سفيان، عن الشيباني، عن أسير بن عمرو، قال: بلغ عمر بن الخطاب أن سعدا قال: "من قرأ القرآن ألحقته في العين , فقال: أفا أفا، أيعطى على كتاب الله عز وجل؟"). [فضائل القرآن:](م)
أثر مالك بن أنس رضي الله عنه
قالَ أبو عُبيدٍ القاسمُ بن سلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت:224هـ): (حدثني يحيى بن أبي بكير، عن مالك بن أنس: "أنه كان يكره أن يمس المصحف وإن كان بعلاقته" ، أو قال: " في غلافه أو كان على وسادة إلا وهو طاهر". قال: "وليس ذلك إلا إكراما للقرآن".
قال: وجلست إلى معمر بن سليمان النخعي بالرقة، وكان من خير من رأيت، وكانت له حاجة إلى بعض الملوك، فقيل له: لو أتيته فكلمته.
فقال: "قد أردت إتيانه، ثم ذكرت القرآن والعلم فأكرمتهما عن ذلك", أو كلام هذا معناه). [فضائل القران](م)

*أثر عمر بن الخطاب رضي الله عنه:
قالَ سعيدُ بنُ منصورٍ الخُرَاسَانِيُّ (ت:227هـ): (حدثنا خالد ابن أبي نضرة, عن سعيد بن إياس الجريري , عن أبي نضرة , عن أبي فراس أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: "أيها الناس إنه أتى علي زمان , وأنا لا أدري أن أحدا يريد بقراءته غير الله عز وجل حتى خيل إلى بآخره أن أقواما يريدون بقراءتهم غير الله , فأريدوا الله عز وجل بقراءتكم وأعمالكم"). [سنن سعيد بن منصور: 419](م)

*حديث عمران بن الحصين رضي الله عنه:
قالَ سعيدُ بنُ منصورٍ الخُرَاسَانِيُّ (ت:227هـ): (حدثنا جرير بن عبد الحميد , عن منصور, عن خيثمة بن أبي خيثمة الأنصاري البصري قال: "كان رجل يطوف , وهو يقرأ سورة يوسف , ويجتمع الناس عليه , فإذا فرغ سأل" .
فقال الحسن : "كنت مع عمران بن الحصين , فمر بهذا السائل , فقام فاستمع لقراءته , فلما فرغ سأل" .
فقال عمران: "إنا لله وإنا إليه راجعون , اذهب بنا , فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((من قرأ القرآن, فليسأل الله عز وجل , فإنه سيجيء قوم يقرأون القرآن , يسألون به الناس)).)[سنن سعيد بن منصور: 187](م)

حديث ابن المنكدر
قالَ سعيدُ بنُ منصورٍ الخُرَاسَانِيُّ (ت:227هـ): (حدثنا سفيان , قال: سمعت ابن المنكدر يقول : خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم على أصحابه , وهم يقرأون القرآن فقال: (( اقرؤوا , فكل كتاب الله ، من قبل أن يأتي قوم يقومونه كما يقام القدح , يتعجلونه ولا يتأجلونه)) ). [سنن سعيد بن منصور: 150](م)
حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنه
قالَ سعيدُ بنُ منصورٍ الخُرَاسَانِيُّ (ت:227هـ): (حدثنا خالد بن عبد الله, عن حميد الأعرج, عن محمد بن المنكدر , عن جابر بن عبد الله قال خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم , ونحن نقرأ القرآن , وفينا الأعجمي والأعرابي فقال: (( اقرؤوا , وكل حسن , وسيأتي قوم يقومونه كما يقوم القدح , يتعجلونه ولا يتأجلونه)) ). [سنن سعيد بن منصور: 152](م)

حديث عمران بن حصين رضي الله عنه:
قالَ محمدُ بنُ عيسى بنِ سَورةَ الترمذيُّ (ت:279هـ): ( حدّثنا محمود بن غيلان, حدّثنا أبو أحمد , حدّثنا سفيان , عن الأعمش , عن خيثمة , عن الحسن, عن عمران بن حصينٍ: أنّه مرّ على قاصٍّ يقرأ ثمّ سأل ، فاسترجع , ثمّ قال: سمعت رسول اللّه صلى الله عليه وسلم يقول : (( من قرأ القرآن فليسأل اللّه به , فإنّه سيجيء أقوامٌ يقرءون القرآن يسألون به النّاس))
وقال محمودٌ , وهذا خيثمة البصري الّذي روى عنه جابرٌ الجعفي , وليس هو خيثمة بن عبد الرّحمن , وخيثمة هذا شيخٌ بصري يكنى أبا نصرٍ قد روى عن أنس بن مالكٍ أحاديث , وقد روى جابرٌ الجعفي , عن خيثمة هذا أيضًا أحاديث.
قال أبو عيسى: هذا حديثٌ حسنٌ ليس إسناده بذاك). [سنن الترمذي:5/179 - 5/180](م)

*أثر عمر بن الخطاب رضي الله عنه:
أبو بكرٍ جَعفرُ بنُ مُحمدٍ الفِرْيابِيُّ (ت:301هـ): (حدثنا وهب بن بقية ، أخبرنا خالد ، عن الجريري عن أبي نضرة ، عن أبي فراس قال : خطبنا عمر بن الخطاب فقال : " أيها الناس ؛ إنما كنا نعرفكم إذ النبي صلى الله عليه وسلم بين أظهرنا ، والوحي ينزل عليه ، وإذ ينبئنا الله من أخباركم ، وقد انطلق رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وانقطع الوحي ، وإنما نعرفكم الآن بما أقول لكم من أظهر منكم خيرا ظننا به خيرا ، ومن أظهر منكم شرا ظننا به شرا واجتنبناه عليه ، سرائركم بينكم وبين ربكم ، ألا وإنه إنا على زمان ، وأنا أدري كل من قرأ القرآن إنما يريد الله وما عنده ، وقد خيل إلي بأخرة أن رجالا يريدون به ما عند الناس ، فأريدوا الله بقراءتكم وأعمالكم " .
حدثنا أحمد بن إبراهيم ، أخبرنا إسماعيل بن إبراهيم ، أخبرنا سعيد الجريري ، بإسناده مثله). [فضائل القرآن:](م)
قال أبو بكرٍ جَعفرُ بنُ مُحمدٍ الفِرْيابِيُّ (ت:301هـ): (حدثنا إبراهيم بن عبد الأعلى قال : حدثنا بقية ، عن شعبة ، عن الجريري ، عن أبي نضرة ، عن أبي فراس عن عمر بن الخطاب قال : " لقد أتى علينا حين وزمان ، وما نرى أن أحدا يتعلم القرآن يريد به إلا الله عز وجل ، فلما كان هاهنا بأخرة حسبت ، أن رجالا يتعلمون يريدون الناس وما عندهم ، فأريدوا الله بقراءتكم وأعمالكم ، فإنا كنا نعرفكم إذ فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وإذ ينزل إلينا الوحي ، وينبئنا الله من أخباركم ، فأما اليوم فقد مضى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وانقطع الوحي ، وإنما أعرفكم بما أقول : من أعلن لنا خيرا أحببناه عليه وظننا به خيرا ، ومن أظهر لنا شرا بغضناه عليه وظننا به شرا ، سرائركم فيما بينكم وبين ربكم"). [فضائل القرآن:](م)
*حديث جابر بن عبدالله رضي الله عنه:
قال أبو بكرٍ جَعفرُ بنُ مُحمدٍ الفِرْيابِيُّ(ت:301هـ): (حدثنا وهب بن بقية ، حدثنا خالد ، عن حميد الأعرج ، عن محمد بن المنكدر عن جابر بن عبد الله قال : خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن نقرأ القرآن ، وفينا العجمي والعربي قال : فوقف علينا يستمع فقال: (( اقرءوا وكل حسن ، سيجيء أقوام يقيمونه ، كما تقام القدح يتعجلونه ، ولا يتأجلونه (4))).) [فضائل القرآن:](م)
*حديث أنس بن مالك رضي الله عنه:
أبو بكرٍ جَعفرُ بنُ مُحمدٍ الفِرْيابِيُّ(ت:301هـ): (حدثنا قتيبة قال : حدثنا ابن لهيعة ، عن بكر بن سوادة ، عن أبي حمزة الخولاني ، عن أنس بن مالك قال : "خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما ، ونحن نفتري ، فقال : (( إن فيكم خيرا ، منكم رسول الله ، وتقرءون كتاب الله منكم الأبيض والأسود ، والأعجمي والعربي ، وسيأتي على الناس زمان يقرءون القرآن يثقفونه كما يثقف القدح ، لا يجاوز تراقيهم (5) ، يتعجلون أجورهم ، ولا يتأجلونه (4))).) [فضائل القرآن:](م)
*حديث سهل بن سعد الأنصاري رضي الله عنه:
أبو بكرٍ جَعفرُ بنُ مُحمدٍ الفِرْيابِيُّ(ت:301هـ): (حدثنا أبو قدامة عبيد الله بن سعيد ، أخبرنا أبو يحيى إسحاق بن سليمان الرازي قال : سمعت موسى بن عبيدة ، . . . يذكر ، عن أخيه عبد الله بن عبيدة ، عن سهل بن سعد الأنصاري قال : "خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ونحن نقتري ويقري (6) بعضنا بعضا ، فقال : ((الحمد لله ، كتاب الله واحد ، فيكم الأخيار ، فيكم الأحمر والأسود ، اقرءوا اقرءوا اقرءوا قبل أن يجيء أقوام يقيمونه كما يقام القدح لا يجاوز (1) تراقيهم (5) يتعجلون أجره ، ولا يأجلونه)).) [فضائل القرآن:](م)
حديث سهل بن سعد رضي الله عنه
قال أبو بكرٍ جَعفرُ بنُ مُحمدٍ الفِرْيابِيُّ (ت:301هـ): (حدثنا أبو عبد الله محمد بن مصفى قال : حدثنا عثمان بن سعيد ، عن ابن لهيعة ، عن بكر بن سوادة ، عن سهل بن سعد, عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( يأتي قوم يقرءون القرآن يقومونه كما يقام السهم ، ولا يجاوز تراقيهم (5) يتعجلون أجره ، ولا يتأجلونه (4) )) ). [فضائل القرآن:](م)

أثر عبد الله بن مسعود رضي الله عنه
قال أبو بكرٍ جَعفرُ بنُ مُحمدٍ الفِرْيابِيُّ (ت:301هـ): (حدثنا إسحاق بن موسى قال : حدثنا معن بن عيسى قال : عرض على مالك بن أنس عن يحيى بن سعيد ، أن عبد الله بن مسعود قال : " إنك في زمان قليل قراؤه كثير فقهاؤه ، تحفظ فيه حدود القرآن ، ويضيع حروفه ، قليل من يسأل ، كثير من يعطي ، يطيلون فيه الصلاة ، ويقصرون فيه الخطبة ، يبدون فيه أعمالهم قبل أهوائهم ، وسيأتي على الناس زمان كثير قراؤه ، قليل فقهاؤه ، تحفظ فيه حروف القرآن ، وتضيع حدوده (5) كثير من يسأل ، قليل من يعطي ، يطيلون الخطبة ، ويقصرون الصلاة ، ويبدون أهواءهم قبل أعمالهم" ). [فضائل القرآن:](م)

أثر عمر بن الخطاب رضي الله عنه
قال أبو بكرٍ جَعفرُ بنُ مُحمدٍ الفِرْيابِيُّ (ت:301هـ): (حدثنا عبد الأعلى بن حماد قال : حدثنا وهيب بن خالد قال : حدثنا سعيد الجريري ، عن أبي نضرة ، عن أبي فراس أن عمر بن الخطاب ، خطب الناس ، فقال : "أيها الناس إنما كنا نعرفكم إذ ينزل الوحي ، وإذ النبي صلى الله عليه وسلم بين أظهرنا ، وإذ أنبئنا الله من أخباركم ، وقد قبض النبي صلى الله عليه وسلم ، وأنه قد كان يخيل إلي أن ناسا يقرءون القرآن ، وهم يريدون الله وما عنده ، وقد خيل إلي بأخرة أن أناسا يقرءون القرآن يريدون الناس وما عندهم ، ألا فأريدوا الله بقراءتكم وأعمالكم ، ومن أظهر منكم خيرا ظننا به خيرا وأحببناه عليه ، ومن أظهر منكم شرا ظننا به شرا واجتنبناه (2) عليه ، سرائركم (3) بينكم وبين ربكم " ). [فضائل القرآن:](م)

قال أبو بكر محمد بن الحسين الآجُرِّيُّ (360هـ) : ( باب: ذكر أخلاق أهل القرآن
... يطلب الرّفعة من الله عزّ وجلّ لا من المخلوقين، ماقتاً للكبر، خائفاً على نفسه منه،
لا يتأكّل بالقرآن، ولا يحبّ أن تقضى له به الحوائج، ولا يسعى به إلى أبناء الملوك، ولا يجالس به الأغنياء ليكرموه.
إن كسب النّاس من الدّنيا الكثير بلا فقهٍ ولا بصيرةٍ، كسب هو القليل بفقهٍ وعلمٍ، إن لبس النّاس اللّيّن الفاخر، لبس هو من الحلال ما يستر عورته، إن وسّع عليه وسّع، وإن أمسك عليه أمسك، يقنع بالقليل فيكفيه، ويحذر على نفسه من الدّنيا ما يطغيه. ). [أخلاق حملة القرآن: --](م)
قال أبو بكر محمد بن الحسين الآجُرِّيُّ (360هـ) : (- حدّثنا أبو بكرٍ عبد الله بن سليمان ثنا أبو الطّاهر أحمد بن عمرٍو أنا عبد الله بن وهبٍ أخبرني موسى بن أيّوب عن عمّه إياس بن عامرٍ أنّ عليّ بن أبي طالبٍ قال له: إنّك إن بقيت، فسيقرأ القرآن على ثلاثة أصنافٍ: صنفٍ لله تعالى، وصنفٍ للدّنيا، وصنفٍ للجدل، فمن طلب به أدرك.). [أخلاق حملة القرآن: --](م)
قال أبو بكر محمد بن الحسين الآجُرِّيُّ (360هـ) : (قال محمّد بن الحسين: قد ذكرت أخلاق الصّنف الّذين قرؤوا القرآن يريدون الله عزّ وجلّ بقراءتهم، وأنا أذكر الصّنفين اللّذين يريدان بقراءتهما الدّنيا والجدل، وأصف أخلاقهم حتّى يعرفها من اتّقى الله جلّت عظمته، فيحذرها.
باب: أخلاق من قرأ القرآن لا يريد به الله عزّ وجلّ
قال محمّد بن الحسين رحمه الله: فأمّا من قرأ القرآن للدّنيا ولأبناء الدّنيا، فإنّ من أخلاقه: أن يكون حافظاً لحروف القرآن، مضيّعاً لحدوده، متعظّماً في نفسه، متكبّراً على غيره.
قد اتّخذ القرآن بضاعةً يتأكّل به الأغنياء، ويستقضي به الحوائج، يعظّم أبناء الدّنيا، ويحقّر الفقراء، إن علّم الغني رفق به طمعاً في دنياه، وإن علّم الفقير زجره وعنّفه، لأنّه لا دنيا له يطمع فيها، يستخدم به الفقراء، ويتيه به على الأغنياء، إن كان حسن الصّوت أحبّ أن يقرأ للملوك، ويصلّي بهم طمعاً في دنياهم، وإن سأله الفقراء الصّلاة بهم ثقل ذلك عليه، لقلّة الدّنيا في أيديهم، إنّما طلبه الدّنيا حيث كانت ربض عندها.
...
- حدّثنا جعفر بن محمّدٍ الفريابيّ ثنا إبراهيم بن العلاء الزّبيديّ ثنا بقيّة بن الوليد عن شعبة عن سعيدٍ الجريريّ عن أبي نضرة عن أبي فراسٍ عن عمر بن الخطّاب رضي الله عنه قال: لقد أتى علينا حينٌ، وما نرى أنّ أحداً يتعلّم القرآن يريد به إلا الله تعالى، فلمّا كان ههنا بآخرةٍ، خشيت أنّ رجالاً يتعلّمونه يريدون به النّاس وما عندهم، فأريدوا الله تعالى بقراءتكم وأعمالكم، فإنّا كنّا نعرفكم إذ فينا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وإذ ينزل الوحي، وإذ ينبئنا الله من أخباركم، فأمّا اليوم، فقد مضى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وانقطع الوحي، وإنّما أعرفكم بما أقول: من أعلن خيراً أحببناه عليه، وظننّا به خيراً، ومن أظهر شرّاًً أبغضناه عليه، وظننّا به شرّاً، سرائركم فيما بينكم وبين ربّكم عزّ وجلّ.
- حدّثنا أبو بكرٍ محمّد بن يحيى بن سليمان المروزيّ قال: ثنا عبيد الله بن محمّدٍ العيشيّ قال: ثنا حمّاد بن سلمة قال: أنا الجريريّ عن أبي نضرة عن أبي فراسٍ أنّ عمر بن الخطّاب رضي الله عنه قال: يا أيّها النّاس. وذكر نحواً من حديث الفريابيّ.
قال محمّد بن الحسين: فإذا كان عمر بن الخطّاب رضي الله عنه قد خاف على قومٍ قرأوا القرآن في ذلك الوقت بميلهم إلى الدّنيا، فما ظنّك بهم اليوم !.
وقد أخبرنا النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم أنّه يكون أقوامٌ يقرأون القرآن يقيمونه كما يقيمون القدح، يتعجّلونه، ولا يتأجّلونه، يعني: يطلبون به عاجلة الدّنيا، ولا يطلبون به الآخرة.
- حدّثنا أبو محمّدٍ الحسن بن علويه القطّان ثنا خلف بن هشامٍ البزّار ثنا خالد بن عبد الله الواسطيّ عن حميدٍ الأعرج عن محمّد بن المنكدر عن جابر بن عبد الله قال: خرج علينا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، ونحن نقرأ القرآن، وفينا الأعجميّ والأعرابيّ، قال: فاستمع، فقال: «اقرءوا، فكلٌّ حسنٌ، وسيأتي قومٌ يقيمونه كما يقيمون القدح، يتعجّلونه، ولا يتأجّلونه».
- حدّثنا أبو محمّدٍ يحيى بن محمّد بن صاعدٍ ثنا الحسين بن الًحسن المروزيّ أنا ابن المبارك أنا موسى بن عبيدة الرّبذيّ عن عبد الله بن عبيدة وهو أخوه عن سهل بن سعدٍ السّاعديّ قال: بينا نحن نقترئ، إذ خرج علينا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فقال: «الحمد لله، كتاب الله واحدٌ، وفيكم الأخيار، وفيكم الأحمر والأسود، اقرأوا القرآن، اقرأوا قبل أن يأتي أقوامٌ يقرأونه، يقيمون حروفه، كما يقام السّهم، لا يجاوز تراقيهم، يتعجّلون أجره، ولا يتأجّلونه».
...
قال محمّد بن الحسين رحمه الله: هذه الأخبار كلّها تدلّ على ما تقدّم ذكرنا له من أنّ أهل القرآن ينبغي أن تكون أخلاقهم مباينةً لأخلاق من سواهم ممّن لم يعلم كعلمهم. إذا نزلت بهم الشّدائد لجؤوا إلى الله الكريم فيها، ولم يلجؤوا فيها إلى مخلوقٍ، وكان الله عزّ وجلّ أسبق إلى قلوبهم. قد تأدّبوا بأدب القرآن والسّنّة، فهم أعلامٌ يقتدى بفعالهم، لأنّهم خاصّة الله وأهله، و«أولئك حزب الله ألا إنّ حزب الله هم المفلحون» (المجادلة 58/22).
- حدّثنا أبو الفضل جعفر بن محمّدٍ الصّندليّ ثنا الفضل بن زيادٍ ثنا عبد الصّمد بن يزيد قال: سمعت الفضيل بن عياضٍ يقول: ينبغي لحامل القرآن أن لا يكون له حاجةً إلى أحدٍ من الخلق، إلى الخليفة فمن دونه، وينبغي أن تكون حوائج الخلق إليه. قال: سمعت الفضيل يقول: حامل القرآن حامل راية الإسلام، لا ينبغي له أن يلغو مع من يلغو، ولا يسهو مع من يسهو، ولا يلهو مع من يلهو.
- قال: وسمعت الفضيل يقول: إنّما نزل القرآن ليعمل به، فاتّخذ النّاس قراءته عملاً، أي ليحلّوا حلاله، ويحرّموا حرامه، ويقفوا عند متشابهه.
- وحدّثنا جعفر بن محمّدٍ الصّندليّ قال: سمعت أبا الحسن محمّد بن محمّد بن أبي الورد يقول: كتب حذيفة المرعشيّ إلي يوسف بن أسباطٍ: بلّغني أنّك بعت دينك بحبّتين، وقفت على صاحب لبنٍ، فقلت: بكم هذا؟، فقال: هو لك بسدسٍ، فقلت: لا بثمنٍ، فقال: هو لك، وكان يعرفك، اكشف عن رأسك قناع الغافلين، وانتبه من رقدة الموتى، واعلم أنّه من قرأ القرآن ثمّ آثر الدّنيا لم آمن أن يكون بآيات الله من المستهزئين.
- أخبرنا أبو محمّدٍ عبد الله بن صالحٍ البخاريّ ثنا مخلد بن الحسن بن أبي زميلٍ ثنا أبو المليح قال: كان ميمون بن مهران يقول: لو صلح أهل القرآن صلح النّاس.
- أخبرنا أبو محمّدٍ عبد الله بن صالحٍ البخاريّ ثنا عبدة بن عبد الرّحيم المروزيّ أنا عبد الله بن يزيد المقرئ أنا حيوة يعني ابن شريحٍ قال: حدّثني بشير بن أبي عمرٍو الخولانيّ أنّ الوليد بن قيسٍ حدّثه أنّه سمع أبا سعيدٍ الخدريّ يقول: يكون خلفٌ بعد ستّين سنةً أضاعوا الصّلاة، واتّبعوا الشّهوات فسوف يلقون غيّاً، ثمّ يكون خلفٌ يقرءون القرآن لا يعدو تراقيهم، ويقرأ القرآن ثلاثةٌ: مؤمنٌ ومنافقٌ وفاجرٌ، فقال بشيرٌ: فقلت للوليد: ما هؤلاء الثّلاثة؟، فقال: المنافق كافرٌ به، والفاجر يتأكّل به، والمؤمن مؤمنٌ به.
- حدّثنا أبو بكر بن أبي داود ثنا إسحاق بن إبراهيم بن زيدٍ ثنا سعد بن الصّلت ثنا الأعمش عن خيثمة عن الحسن قال: مررت أنا وعمران بن حصينٍ على رجلٍ يقرأ سورة يوسف، فقام عمران يستمع لقراءته، فلمّا فرغ سأل، فاسترجع وقال: انطلق، فإنّي سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول: «من قرأ القرآن، فليسأل الله عزّ وجلّ به، فإنّه سيأتي قومٌ يقرءون القرآن، يسألون النّاس به».
- وحدّثنا أبو بكرٍ بن عبد الحميد الواسطيّ ثنا يعقوب بن إبراهيم الدّورقيّ ثنا يزيد بن هارون أنا شريك بن عبد الله عن منصورٍ عن خيثمة عن الحسن قال: كنت أمشي مع عمران بن حصينٍ، أحدنا آخذٌ بيد صاحبه، فمررنا بسائلٍ يقرأ القرآن، فاحتبس عمران يستمع القرآن، فلمّا فرغ سأل، فقال عمران: انطلق بنا، فإنّي سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول: «اقرأوا القرآن، واسألوا الله به، فإنّ بعدكم قوماً يقرءون القرآن، يسألون النّاس به».
- حدّثنا أبو عبد الله محمّد بن أحمد السّوانيطيّ ثنا مقدام بن داود المصريّ ثنا أسد بن موسى ثنا عبد الله بن وهبٍ عن الماضي بن محمّدٍ عن أبان عن أنس بن مالكٍ قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «يؤتي بحملة القرآن يوم القيامة، فيقول الله عزّ وجلّ: أنتم وعاة كلامي، آخذكم بما آخذ به الأنبياء، إلا الوحي».
قال محمّد بن الحسين: في هذا بلاغٌ لمن تدبّره، فاتّقى الله عزّ وجلّ، وأجلّ القرآن وصانه، وباع ما يفنى بما يبقى، والله عزّ وجلّ الموفّق لذلك.). [أخلاق حملة القرآن: --](م)
قال أبو بكر محمد بن الحسين الآجُرِّيُّ (360هـ) : ( ثمّ أقول إنّه ينبغي لمن كان يقرئ القرآن لله جلّت عظمته أن يصون نفسه عن استقضاء الحوائج ممّن يقرأ عليه القرآن، وأن لا يستخدمه، ولا يكلّفه حاجةً يقوم فيها.
وأختار له إذا عرضت له حاجةٌ أن يكلّفها لمن لا يقرأ عليه، وأحبّ له أن يصون القرآن عن أن تقضي له به الحوائج، فإن عرضت له حاجةٌ سأل مولاه الكريم قضاءها، فإذا ابتدأه أحدٌ من إخوانه من غير مسألةٍ منه، فقضاها له؛ شكر الله عزّ وجلّ إذ صانه عن المسألة، والتّذلّل لأهل الدّنيا، وإذ سهّل له قضاءها، ثمّ يشكر لمن أجرى ذلك على يديه، فإنّ هذا واجبٌ عليه.
وقد رويت فيما ذكرت أخبارٌ تدلّ على ما قلت، وأنا أذكرها ليزداد النّاظر في كتابنا بصيرةً إن شاء الله تعالى.
- حدّثنا أبو الفضل العبّاس بن يوسف الشّكليّ ثنا إسحاق بن الجرّاح الأذنيّ ثنا الحسن بن الرّبيع البورانيّ قال: كنت عند عبد الله بن إدريس، فلمّا قمت، قال لي: سل عن سعر الأشنان ، فلمّا مشيت ردّني، فقال: لا تسل، فإنّك تكتب منّي الحديث، وأنا أكره أن أسأل من يسمع منّي الحديث حاجةً.
- قال: وحدّثنا أبو الفضل ثنا إسحاق بن الجرّاح قال خلف بن تميمٍ: مات أبي وعليه دينٌ، فأتيت حمزة الزّيّات، فسألته أن يكلّم صاحب الدّين أن يضع عن أبي من دينه شيئاً، فقال لي حمزة رحمه الله: ويحك؛ إنّه يقرأ عليّ القرآن، وأنا أكره أن أشرب من بيت من يقرأ عليّ القرآن الماء.
- حدّثنا جعفر بن محمّدٍ الصّندليّ قال: ثنا الفضل بن زيادٍ ثنا عبد الصّمد ابن يزيد قال: سمعت الفضيل بن عياضٍ يقول: ينبغي لحامل القرآن أن لا تكون له حاجةً إلى أحدٍ من النّاس، إلى الخليفة فمن دونه، وينبغي أن تكون حوائج الخلق إليه.
- حدّثنا حامد بن شعيبٍ البلخيّ قال: ثنا سريح بن يونس ثنا إسحاق بن سليمان الرّازيّ وأبو النّضر عن أبي جعفرٍ الرّازيّ عن الرّبيع بن أنسٍ قال: مكتوبٌ في التّوراة «علّم مجاناً كما علّمت مجاناً».
- أخبرنا أبو عبد الله أحمد بن الحسن بن عبد الجبّار الصّوفيّ ثنا شجاع ابن مخلدٍ ثنا إسماعيل بن إبراهيم عن هشامٍ الدّستوائيّ عن يحيى بن أبي كثيرٍ عن أبي راشدٍ الحبرانيّ قال: قال عبد الرّحمن بن شبلٍ قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «اقرءوا القرآن ولا تغلوا فيه، ولا تجفوا عنه، ولا تأكلوا به، ولا تستكثروا ».
- حدّثنا أبو العبّاس أحمد بن سهلٍ الأشنانيّ قال: ثنا بشر بن الوليد ثنا فليح بن سليمان عن عبد الله بن عبد الرّحمن بن معمرٍ عن سعيد بن يسارٍ عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «من تعلّم علماً ممّا يبتغى به وجه الله تعالى، لا يتعلّمه إلا ليصيب به عرضاً من الدّنيا، لم يجد عرف الجنّة يوم القيامة».
- أخبرنا أبو عبد الله محمّد بن مخلدٍ ثنا محمّد بن إسماعيل الحسّانيّ ثنا وكيعٌ ثنا سفيان عن واقدٍ مولى زيد بن خليدة عن زاذان قال: من قرأ القرآن يتأكّل به النّاس، جاء يوم القيامة، ووجهه عظمٌ ليس عليه لحمٌ.
- حدّثنا أبو محمّدٍ يحيى بن محمّد بن صاعدٍ ثنا شعيب بن أيّوب ثنا عبد الله بن نميرٍ ثنا معاوية النّصريّ [عن نهشلٍ] عن الضّحّاك عن الأسود بن يزيد - وقال غير شعيبٍ وعلقمة، ولم أر شعيباً ذكر علقمة - قال: قال عبد الله يعني ابن مسعودٍ رضي الله عنه: لو أنّ أهل العلم صانوا العلم، ووضعوه عند أهله، سادوا به أهل زمانهم، ولكنّهم بذلوه لأهل الدّنيا لينالوا به من دنياهم، فهانوا علي أهلها، سمعت نبيّكم صلّى الله عليه وسلّم يقول: «من جعل الهمّ همّاً واحداً؛ همّ آخرته، كفاه الله عزّ وجلّ همّ دنياه، ومن تشعّبت به الهموم في أحوال الدّنيا، لم يبال الله تعالى في أيّ أوديتها هلك».
- قال: حدّثنا أبو عبد الله محمّد بن مخلدٍ ثنا إبراهيم بن مهديٍّ ثنا أحمد ابن عبد الله بن خيرون ثنا العبّاس بن بكّارٍ الضّبيّ ثنا عيسى بن عمر النّحويّ قال: أقبلت حتّى أقمت عند الحسن، فسمعته يقول: قرّاء هذا القرآن ثلاثة رجالٍ: فرجلٌ قرأه فاتّخذه بضاعةً، ونقله من بلدٍ إلى بلدٍ، ورجلٌ قرأه، فأقام على حروفه، وضيّع حدوده، يقول: إنّي والله لا أسقط من القرآن حرفاً، كثّر الله بهم القبور، وأخلى منهم الدّور، فوالله لهم أشدّ كبراً من صاحب السّرير على سريره، ومن صاحب المنبر على منبره، ورجلٌ قرأه، فأسهر ليله، وأظمأ نهاره، ومنع به شهوته، فجثوا في برانسهم، وركدوا في محاريبهم، بهم ينفي الله عزّ وجلّ عنّا العدوّ، وبهم يسقينا الله تعالى الغيث، وهذا الضّرب من أهل القرآن أعزّ من الكبريت الأحمر.
قال محمّد بن الحسين رحمه الله: الأخبار في هذا المعنى كثيرةٌ، ومرادي من هذا نصيحةٌ لأهل القرآن، لئلا يبطل سعيهم، إن هم طلبوا به شرف الدّنيا حرموا شرف الآخرة، إذ بذلوه لأهل الدّنيا طمعاً في دنياهم، أعاذ الله حملة القرآن من ذلك. ). [أخلاق حملة القرآن: --](م)
قال أبو بكر محمد بن الحسين الآجُرِّيُّ (360هـ) : ( باب: في حسن الصّوت بالقرآن
قال محمّد بن الحسين: ينبغي لمن رزقه الله حسن الصّوت بالقرآن أن يعلم أنّ الله عزّ وجلّ قد خصّه بخيرٍ عظيمٍ، فليعرف قدر ما خصّه الله عزّ وجلّ به، وليقرأه لله، لا للمخلوقين، وليحذر من الميل إلى أن يستمع منه ليحظى به عند السّامعين، رغبةً في الدّنيا، والميل إلى الثّناء، والجاه عند أبناء الدّنيا، والصّلاة بالملوك دون الصّلاة بعوامّ النّاس.
فمن مالت نفسه إلى ما نهيته عنه خفت أن يكون حسن صوته فتنةً عليه، وإنّما ينفعه حسن صوته إذا خشي الله عزّ وجلّ في السّرّ والعلانية، وكان مراده أن يستمع منه القرآن لينتبه أهل الغفلة عن غفلتهم، فيرغبوا فيما رغّبهم الله عزّ وجلّ، وينتهوا عمّا نهاهم عنه. فمن كانت هذه صفته انتفع بحسن صوته، وانتفع به النّاس.
- حدّثنا عمر بن أيّوب السّقطيّ ثنا عبيد الله بن عمر القواريريّ ثنا عبد الله ابن جعفرٍ ثنا إبراهيم بن إسماعيل عن أبي الزّبير عن جابرٍ رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «أحسن النّاس صوتاً بالقرآن، الّذي إذا سمعته يقرأ حسبته يخشى الله عزّ وجلّ».
- حدّثنا الفريابيّ ثنا محمّد بن الحسن البلخيّ ثنا ابن المبارك أنا يونس بن يزيد عن الزّهريّ قال: بلغنا أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: «إنّ من أحسن النّاس صوتًاً بالقرآن من إذا سمعته يقرأ، أريت أنّه يخشى الله». ).[أخلاق حملة القرآن: --](م)
أثر عمر بن الخطاب رضي الله عنه
قالَ أبو الفضلِ عبدُ الرَّحمنِ بنُ أحمدَ الرازيُّ (ت:454هـ): (أخبرني حمزة بن يوسف, نا الرزاز, نا الفريابي , نا عبد الأعلى بن حماد, نا وهيب بن خالد, نا أبو مسعود الجريري، عن أبي نضرة، عن أبي فراس: أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه خطب الناس فقال‏:‏ "أيها الناس , إنما كنا نعرفكم إذ ينزل الوحي , وإذ النبي صلى الله عليه وسلم بين أظهرنا , وإذ ينبئنا الله من أخباركم , وقد قبض النبي صلى الله عليه وسلم وإنه قد كان يخيل إلي أن ناسا يقرءون القرآن , وهم يريدون به الله وما عنده، وقد خيل إلي بآخرة أن أناسا يقرءون القرآن يريدون الناس وما عندهم ألا فأريدوا الله جل , ثناؤه بقراءتكم وأعمالكم , فمن أظهر منكم خيرا ظننا به خيرا وأحببناه عليه , ومن أظهر منكم شرا ظننا به شرا وأبغضناه , عليه سرائركم بينكم وبين ربكم عز وجل" ‏). [فضائل القرآن وتلاوته: 69](م)
قالَ عَلَمُ الدِّينِ عليُّ بنُ محمَّدٍ السَّخَاوِيُّ (ت:643هـ): (وقال الحسن: "قراء القرآن ثلاثة أصناف: فصنف اتخذوه بضاعة يأكلون به، وصنف أقاموا حروفه وضيعوا حدوده، واستطالوا به على أهل بلادهم، واستدروا به الولاة، كثير هذا الضرب من حملة القرآن، لا كثرهم الله، وصنف عمدوا إلى دواء القرآن فوضعوه على داء قلوبهم، واستشعروا الخوف، وارتدوا الحزن، فأولئك الذين يسقي الله بهم الغيث، وينصر بهم على الأعداء. والله لهذا الضرب في حملة القرآن أعز من الكبريت الأحمر".). [جمال القراء:1/106](م)

قالَ عَلَمُ الدِّينِ عليُّ بنُ محمَّدٍ السَّخَاوِيُّ (ت:643هـ): (... ويتخلق بأخلاق شريفة يتميز بها عن سائر الناس ممن لا يقرأ القرآن.
... لا يتأكل بالقرآن، ولا يحب أن تقضى له به الحوائج، ولا يسعى به إلى أبواب الملوك، ولا يجالس به الأغنياء ليكرموه، إن كسب الناس من الدنيا الكثير بلا فقه، كسب هو القليل بفقه وعلم.

إن لبس الناس اللين للتفاخر؛ لبس هو من الحلال ما يستر عورته، إن وسع عليه وسع على نفسه، وإن أمسك عليه أمسك، يقنع بالقليل فيكفيه، ويحذر على نفسه من الدنيا ما يطغيه، يتبع واجبات القرآن والسنة،). [جمال القراء :1/115-123](م)

قالَ عَلَمُ الدِّينِ عليُّ بنُ محمَّدٍ السَّخَاوِيُّ (ت:643هـ): (وعن أبي سعيد الخدري رحمه الله، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((تعلموا القرآن وسلوا الله به، قبل أن يتعلمه قوم يسألون به الدنيا، فإن القرآن يتعلمه ثلاثة نفر: رجل يباهي به، ورجل يستأكل به، ورجل يقرأه لله)). ). [جمال القراء:1/110](م)
قالَ عَلَمُ الدِّينِ عليُّ بنُ محمَّدٍ السَّخَاوِيُّ (ت:643هـ): (قال: وحدثنا إسماعيل بن إبراهيم عن هشام الدستواني عن يحيى بن أبي كثير عن أبي راشد الحبراني قال: قال عبد الرحمن بن شبل: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((اقرءوا القرآن ولا تغلوا فيه، ولا تجفوا عنه، ولا تأكلوا به، ولا تستكبروا به – أو تستكثروا به –)). شك أبو عبيد. ). [جمال القراء:1/110](م)
قالَ عَلَمُ الدِّينِ عليُّ بنُ محمَّدٍ السَّخَاوِيُّ (ت:643هـ): ( حدثنا أبو عبد الله محمد بن حمد بن حامد بن مفرج الأرتاحي رحمه الله، أنبأنا أبو الحسين علي بن الحسين بن عمر الموصلي الفراء، أنا أبو الحسين عبد الله بن أحمد بن سعيد الشيحي، حدثنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عمر بن حفص الحمامي المقرئ، عن أبي بكر محمد بن الحسين بن عبد الله الآجري، نا أبو بكر جعفر بن محمد الفريابي، نا إبراهيم بن العلاء الزبيدي، نا بقية بن الوليد، عن شعبة، عن سعيد الجريري عن أبي نضرة عن أبي فراس عن عمر بن لخطاب رضي الله عنه قال: "لقد أتى علينا حين وما نرى أن أحدا يتعلم القرآن، يريد به إلا الله جل ثناؤه، فلما كان ها هنا بأخرة، خشيت أن رجالا يتعلمونه يريدون به الناس وما عندهم، فأريدوا الله تعالى بقراءتكم وأعمالكم، فإنا كنا نعرفكم إذ فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإذ ينزل الوحي، وإذ ينبئنا الله من أخباركم، فأما اليوم، فقد مضى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وانقطع الوحي، وأنا أعرفكم بما أقول: من أعلن خيرا أحببناه عليه وظننا به خيرا، ومن أظهر شرا أبغضناه عليه وظننا به شرا، سرائركم فيما بينكم وبين ربكم تعالى جده".). [جمال القراء:1/111-112](م)
قال أبو زكريَّا يَحْيَى بْنُ شَرَفٍ النَّوَوِيُّ (ت: 676هـ): ( الباب الخامس: في آداب حامل القرآن
قد تقدم جمل منه في الباب الذي قبل هذا.
ومن آدابه أن يكون على أكمل الأحوال وأكرم الشمائل وأن يرفع نفسه عن كل ما نهى القرآن عنه إجلالا للقرآن وأن يكون مصونا عن دني الاكتساب شريف النفس مرتفعا على الجبابرة والجفاة من أهل الدنيا متواضعا للصالحين وأهل الخير والمساكين وأن يكون متخشعا ذا سكينة ووقار.
فقد جاء عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال: يا معشر القراء ارفعوا رؤوسكم فقد وضح لكم الطريق فاستبقوا الخيرات لا تكونوا عيالا على الناس.).[التبيان في آداب حملة القرآن: 50](م)
قال أبو زكريَّا يَحْيَى بْنُ شَرَفٍ النَّوَوِيُّ (ت: 676هـ): ( الباب الخامس: في آداب حامل القرآن
... وعن الفضيل بن عياض قال: ينبغي لحامل القرآن أن لا تكون له حاجة إلى أحد من الخلفاء فمن دونهم.).[التبيان في آداب حملة القرآن: 51](م)
قال أبو زكريَّا يَحْيَى بْنُ شَرَفٍ النَّوَوِيُّ (ت: 676هـ): ( الباب الخامس: في آداب حامل القرآن
[فصل] ومن أهم ما يؤمر به أن يحذر كل الحذر من اتخاذ القرآن معيشة يكتسب بها فقد جاء عن عبد الرحمن بن شبيل رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((اقرؤوا القرآن ولا تأكلوا به ولا تجفوا عنه ولا تغلوا فيه)).
وعن جابر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم: ((اقرؤوا القرآن من قبل أن يأتي قوم يقيمونه إقامة القدح يتعجلونه ولا يتأجلونه)). رواه بمعناه من رواية سهل بن سعد معناه يتعجلون أجره إما بمال وإما سمعة ونحوها.
وعن فضيل بن عمرو رضي الله عنه قال: دخل رجلان من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم مسجدا فلما سلم الإمام قام رجل فتلا آيات من القرآن ثم سأل، فقال أحدهما: إنا لله وإنا إليه راجعون سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((سيجيء قوم يسألون بالقرآن فمن سأل بالقرآن فلا تعطوه)). وهذا الإسناد منقطع فإن الفضل بن عمرو لم يسمع الصحابة.
[التبيان في آداب حملة القرآن:51-53](م)
قالَ مُحَمَّدُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ بَهَادرَ الزَّرْكَشِيُّ (ت: 794هـ): (النوع التاسع والعشرون: في آداب تلاوته وكيفيتها
روى البخاري في تاريخه الكبير بسند صالح حديث: ((من قرأ القرآن عند ظالم ليرفع منه لعن بكل حرف عشر لعنات)).). [البرهان في علوم القرآن:1/449-480](م)

قالَ جلالُ الدينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أبي بكرِ السيوطيُّ (ت: 911هـ):(النوع الثامن والثمانون والتاسع والثمانون: آداب القارئ والمقرئ:

فعلى كل من القارئ والمقرئ: إخلاص النية، وقصد وجه الله، وأن لا يقصد بتعلمه أو بتعليمه غرضاً من الدنيا كرئاسة أو مال.
... ومما يشترك فيه القارئ والمُقرئ:الحذر من اتخاذ القرآن معيشة يكتسب بها، نعم يجوز عند الشافعي ومالك أخذ الأجرة على تعليمه.). [التحبير في علم التفسير:317-322](م)

قالَ جلالُ الدينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أبي بكرِ السيوطيُّ (ت: 911هـ): (النوع الخامس والثلاثون
يكره اتخاذ القرآن معيشة يتكسب بها وأخرج الآجري من حديث عمران بن الحصين مرفوعا: ((من قرأ القرآن فليسأل الله به فإنه سيأتي قوم يقرؤون القرآن يسألون الناس به))
وروى البخاري في تاريخه الكبير بسند صالح حديث: ((من قرأ القرآن عند ظالم ليرفع منه لعن بكل حرف عشر لعنات)).). [الإتقان في علوم القرآن:2/657-727](م)
قالَ مُحمَّدُ بنُ عبدِ الوهَّابِ التميميُّ (ت: 1206هـ) :( عن جابر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (( اقرؤوا القرآن وابتغوا به وجه الله عز وجل قبل أن يأتي قوم يقيمونه إقامة القدح يتعجلونه ولا يتأجلونه)) رواه أبو داود وله معناه من حديث سهل بن سعد،
وعن عمران أنه مر برجل يقرأ على قوم فلما فرغ سأله فقال عمران : "إنا لله وإنا إليه راجعون إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ((من قرأ القرآن فليسأل الله ( تبارك وتعالى ) به فإنه سيجيء قوم يقرأون القرآن يسألون به الناس))" رواه أحمد والترمذي ). [فضائل القرآن: ](م)
فضائل القرآن (باب الغلو في القرآن)
قالَ مُحمَّدُ بنُ عبدِ الوهَّابِ التميميُّ (ت: 1206هـ) : ( فيه حديث الخوارج المتقدم ؛ وفي الصحيح عن عبد الله بن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((ألم أخبر أنك تصوم الدهر وتقرأ القرآن كل ليلة)) قلت : "بلى يا رسول الله ولم أرد بذلك إلا الخير" قال : ((فصم صوم داود فإنه كان أعبد الناس ، واقرأ القرآن كل شهر)) قلت : "يا رسول الله إني أطيق أفضل من ذلك" قال : ((فاقرأه في كل عشر))
قلت : "يا نبي الله إني أطيق أفضل من ذلك" قال : ((فاقرأه في كل سبع ولا تزد على ذلك)) .
ولمسلم عن ابن مسعود رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ((هلك المتنطعون)) ولأحمد عن عبد الرحمن بن شبل مرفوعا ((اقرؤوا القرآن ولا تغلوا فيه ولا تجفوا عنه ولا تأكلوا به ولا تستكثروا به)) . وعن أبي رافع أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ((لا ألفين أحدكم متكئا على أريكته يأتيه الأمر من أمري مما أمرت به أو نهيت عنه فيقول : لا أدري ما وجدنا في كتاب الله اتبعناه)) رواه أبو داود والترمذي .) [فضائل القرآن: ](م)

ساجدة فاروق 21 شعبان 1435هـ/19-06-2014م 05:06 PM

فصل: ما ورد في هجر القرآن


قالَ أبو عُبيدٍ القاسمُ بن سلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت:224هـ): ( حدثنا إسماعيل بن إبراهيم، عن هشام الدستوائي، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي راشد الحبراني، عن عبد الرحمن بن شبل، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((اقرءوا القرآن، ولا تغلوا فيه، ولا تجفوا عنه، ولا تأكلوا به، ولا تستكثروا به أو تستكبروا به)) قد شك أبو عبيد). [فضائل القرآن:](م)


قال أبو بكر محمد بن الحسين الآجُرِّيُّ (360هـ) : ( - أخبرنا أبو عبد الله أحمد بن الحسن بن عبد الجبّار الصّوفيّ ثنا شجاع ابن مخلدٍ ثنا إسماعيل بن إبراهيم عن هشامٍ الدّستوائيّ عن يحيى بن أبي كثيرٍ عن أبي راشدٍ الحبرانيّ قال: قال عبد الرّحمن بن شبلٍ قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «اقرءوا القرآن ولا تغلوا فيه، ولا تجفوا عنه، ولا تأكلوا به، ولا تستكثروا ».). [أخلاق حملة القرآن: --](م)

من ليس في جوفه شيء من القرآن
قال أبو عبد الله عبيد الله بن محمد بن بطة العكبري الحنبلي (ت: 387هـ): ( - حدّثنا الحسين بن إسماعيل المحامليّ، قال: حدّثنا يوسف بن موسى، قال: حدّثنا جريرٌ، عن قابوس، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «إنّ الرّجل الّذي ليس في جوفه من القرآن شيءٌ كالبيت الخارب».). [الإبانة الكبرى: 5/ 357-358]

قالَ جلالُ الدينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أبي بكرِ السيوطيُّ (ت: 911هـ):(النوع الخامس والثلاثون
وأخرج من حديث سمرة بن جندب: ((كل مؤدب يحب أن تؤتى مأدبته ومأدبة الله القرآن فلا تهجروه)). ). [الإتقان في علوم القرآن:2/657-727](م)

(باب الجفاء عن القرآن)
قالَ مُحمَّدُ بنُ عبدِ الوهَّابِ التميميُّ (ت: 1206هـ) : ( عن سمرة بن جندب في حديث الرؤيا الطويل مرفوعا قال : (( أتاني الليلة اثنان فذهبا بي قالا : انطلق وإني انطلقت معهما وإنا أتينا على رجل مضطجع وإذا آخر قائم عليه بصخرة وإذا هو يهوي بالصخرة على رأسه فيثلغ رأسه فيتدهده الحجر هاهنا فيتبع الحجر فيأخذه فلا يرجع إليه حتى يصبح رأسه كما كان . ثم يعود عليه فيفعل به مثل ما فعل في المرة الأولى فقلت لهما : سبحان الله ما هذا ؟ قالا : هذا رجل علمه الله القرآن فنام عنه بالليل ولم يعمل فيه بالنهار يفعل به إلى يوم القيامة)).
وفي رواية : ((الذي يأخذ القرآن فيرفضه وينام عن الصلاة المكتوبة)) رواه البخاري ،
ولمسلم عن أبي موسى أنه قال لقراء البصرة : " اتلوه ولا يطولن عليكم الأمد فتقسوا قلوبكم كما قست قلوب من كان قبلكم
وعن ابن مسعود قال : " إن بني إسرائيل لما طال عليهم الأمد فقست قلوبهم فاخترعوا كتابا من عند أنفسهم استحلته أنفسهم وكان الحق يحول بينهم وبين كثير من شهواتهم حتى نبذوا كتاب الله وراء ظهورهم" ) [فضائل القرآن: ](م)

ساجدة فاروق 21 شعبان 1435هـ/19-06-2014م 05:19 PM

ما ورد في نسيان القرآن


حديث عائشة رضي الله عنها
قالَ أحمدُ بنُ شُعيبٍ النَّسَائِيُّ (ت:303هـ): (أخبرنا إسحق بن إبراهيم قال: أنا عبدة بن سليمان, عن هشام بن عروة, عن أبيه , عن عائشة قالت: سمع رسول الله رجلا يقرأ في المسجد ليلا , فقال: (( لقد أذكرني كذا وكذا من آية , قد كنت أسقطهن من سورة كذا وكذا)) ) [فضائل القرآن للنَّسائي: ](م)
قال أبو عبد الله عبيد الله بن محمد بن بطة العكبري الحنبلي (ت: 387هـ): ( - حدّثنا إسحاق الكاذيّ، قال: حدّثنا عبد اللّه بن أحمد، قال: حدّثني أبي قال: حدّثنا محمّد بن جعفرٍ، وحجّاجٌ، قالا: حدّثنا شعبة، عن منصورٍ، عن أبي وائلٍ، عن عبد اللّه، عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم أنّه قال: " بئس ما لأحدكم، أو بئس لأحدكم، أن يقول: نسيت آية كيت وكيت، بل هو نسّي، واستذكروا القرآن، فإنّه أسرع تفصّيًا في صدور الرّجال من النّعم من عقله، أو بعقله ".
- حدّثنا إسماعيل بن محمّدٍ الصّفّار، قال: حدّثنا أحمد بن منصورٍ الرّماديّ، قال: حدّثنا عبد الرّزّاق قال: حدّثنا سفيان، عن منصورٍ، عن أبي وائلٍ، عن ابن مسعودٍ، يرفعه إلى النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال: " تعاهدوا القرآن، فإنّه أشدّ تفصّيًا من صدور الرّجال من النّعم من عقلها، بئسما لأحدكم أن يقول: نسيت آية كيت وكيت، بل هو نسّي "
- حدّثنا أبو عبد اللّه أحمد بن عليّ بن العلاء قال: حدّثنا يوسف بن موسى، قال: حدّثنا أبو أسامة، عن أبي بردة
- وحدّثنا إسحاق الكاذيّ، قال: حدّثنا عبد اللّه بن أحمد، قال: حدّثني أبي قال: حدّثنا إسماعيل بن زكريّا، عن بريدٍ، عن أبي بردة، عن أبي موسى، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «تعاهدوا هذا القرآن، فلهو أشدّ تفلّتًا من قلوب الرّجال من الإبل من عقله»
- حدّثنا إسحاق الكاذيّ، قال: حدّثنا عبد اللّه بن أحمد، قال: حدّثني أبي قال: حدّثنا عبد اللّه بن يزيد المقرئ، قال: حدّثنا قباث بن رزينٍ اللّخميّ، قال: سمعت عقبة بن عامرٍ الجهنيّ، يقول: كنّا جلوسًا في المسجد نقرأ القرآن، فدخل رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم علينا، فرددنا عليه السّلام، ثمّ قال: «تعلّموا كتاب اللّه واقتنوه»
قال قباثٌ: وحسبته قال: «وتغنّوا به، فوالّذي نفس محمّدٍ بيده، لهو أشدّ تفلّتًا من المخاض من العقل».). [الإبانة الكبرى: 5/ 358-362]

قال أبو القاسم هبة الله بن الحسن بن منصور الطبري اللالكائي (ت: 418هـ): ( - وأخبرنا أحمد بن عمر بن محمّدٍ الأصبهانيّ قال: أنا عمر بن أحمد بن عليٍّ قال: نا محمّد بن الوليد قال: ثنا محمّد بن جعفرٍ قال: ثنا شعبة، عن منصورٍ، عن أبي وائلٍ، عن عبد اللّه، عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: " بئسما لأحدكم أو بئس ما لأحدهم أن يقول: نسيت آية كذا وكذا، بل هو نسّي، فاستذكروا القرآن؛ فإنّه أسرع تفصّيًا من صدور الرّجال من النّعم من عقلها، أو من عقله ". أخرجه البخاريّ من حديث شعبة.
- أخبرنا عبد اللّه بن مسلمٍ، وعبيد اللّه بن أحمد المقرئ قالا: أخبرنا الحسين بن إسماعيل قال: ثنا يوسف بن موسى قال: ثنا جريرٌ، عن منصورٍ، عن أبي وائلٍ، عن عبد اللّه قال: قال رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم: " بئس ما لأحدكم أن يقول: نسيت كذا وكذا، بل هو نسّي، فاستذكروا القرآن؛ فلهو أشدّ تفصّيًا من صدور الرّجال من النّعم من عقلها ".
وكذلك رواه مسدّدٌ، عن يحيى، عن سفيان، عن منصورٍ. وأخرجه البخاريّ عن أبي نعيمٍ.
أخبرنا محمّد بن الحسين بن الفضل، وعبيد اللّه بن أحمد قالا: ثنا الحسين بن يحيى المتّوثيّ قال: ثنا الحسن بن محمّد بن الصّبّاح قال: ثنا أبو معاوية، ثنا الأعمش، عن شقيقٍ قال: قال عبد اللّه: تعاهدوا هذه المصاحف وربّما قال: القرآن، فلهو أشدّ تفصّيًا من صدور الرّجال من النّعم من عقلها. قال: وقال رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم: " لا يقولنّ أحدكم: نسيت آية كيت وكيت، بل هو نسّي" .).
[شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة: 2/ 378-379] (م)



قالَ عَلَمُ الدِّينِ عليُّ بنُ محمَّدٍ السَّخَاوِيُّ (ت:643هـ): ( ومما روي في الإعانة على حفظ القرآن العزيز: ما حدثني به الإمام أبو الفضل الغزنوي رحمه الله بالسند المتقدم إلى أبي عيسى رحمه الله قال: حدثنا أحمد بن الحسن، نا سليمان بن عبد الرحمن الدمشقي، نا الوليد بن مسلم، نا ابن جريج، عن عطاء بن أبي رباح، وعكرمة مولى ابن عباس عن ابن عباس أنه قال:
"بينما نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ جاءه علي بن أبي طالب رضي الله عنه فقال: "بأبي أنت وأمي، تفلت هذا القرآن من صدري فما أجدني أقدر عليه".. فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( يا أبا الحسن، أفلا أعلمك كلمات ينفعك الله بهن، وينفع بهن من علمته، ويثبت ما تعلمت في صدرك)).. قال:" أجل يا رسول الله فعلمني".
قال: ((إذا كان ليلة الجمعة، فإن استطعت أن تقوم في ثلث الليل الآخر، فإنها ساعة مشهودة، والدعاء فيها مستجاب. وقد قال أخي يعقوب لبنيه {سوف أستغفر لكم ربي} يقول حتى تأتي ليلة الجمعة فإن لم تستطع فقم في وسطها فإن لم تستطع فقم في أولها، فصل أربع ركعات: تقرأ في الركعة الأولى بفاتحة الكتاب وسورة يس، وفي الركعة الثانية بفاتحة الكتاب وحم الدخان، وفي الركعة الثالثة بفاتحة الكتاب و{ألم تنزيل} السجدة، وفي الركعة الرابعة بفاتحة الكتاب و{تبارك} المفصل. وإذا فرغت من التشهد؛ فاحمد الله، وأحسن الثناء على الله، وصل علي وأحسن، وعلى سائر النبيين، واستغفر للمؤمنين والمؤمنات، ولإخوانك الذين سبقوك بالإيمان، ثم قل في آخر ذلك: اللهم ارحمني بترك المعاصي أبدا ما أبقيتني، وارحمني أن أتكلف ما لا يعنيني، وارزقني حسن النظر فيما يرضيك عني.اللهم بديع السموات والأرض، ذا الجلال والإكرام، والعزة التي لا ترام، أسألك يا الله يا رحمن، بجلالك ونور وجهك: أن تلزم قلبي حفظ كتابك كما علمتني، وارزقني أن أتلوه على النحو الذي يرضيك عني.
اللهم بديع السموات والأرض، ذا الجلال والإكرام، والعزة التي لا ترام، أسألك يا الله يا رحمن، بجلالك ونور وجهك: أن تنور بكتابك بصري، وأن تطلق به لساني، وأن تفرج به عن قلبي، وأن تشرح به صدري، وأن تعمل به بدني، فإنه لا يعينني على الحق غيرك، ولا يؤتينيه إلا أنت، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.يا أبا الحسن، تفعل ذلك ثلاث جمع أو خمسا أو سبعا، تجاب بإذن الله. والذي بعثني بالحق ما أخطأ مؤمنا قط)). قال ابن عباس: فوالله ما لبثت إلا خمسا أو سبعا حتى جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم في مثل ذلك المجلس فقال: "يا رسول الله، إني كنت فيما خلا لا آخذ إلا أربع آيات ونحوهن، فإذا قرأتهن على نفسي تفلتن، وأنا أتعلم اليوم أربعين آية ونحوها، فإذا قرأتهن على نفسي فكأنما كتاب الله بين عيني، ولقد كنت أسمع الحديث، فإذا رددته تفلت، وأنا اليوم أسمع الأحاديث، فإذا تحدثت بها لم أخرم منها حرفا". فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم عند ذلك: ((مؤمن ورب الكعبة يا أبا الحسن)). [جمال القراء: 1/187 - 188](م)


قال أبو زكريَّا يَحْيَى بْنُ شَرَفٍ النَّوَوِيُّ (ت: 676هـ): ([فصل] في الأمر بتعهد القرآن والتحذير من تعريضه للنسيان
ثبت عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((تعاهدوا هذا القرآن فوالذي نفس محمد بيده لهو أشد تفلتا من الإبل في عقلها)). رواه البخاري ومسلم.
وعن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إنما مثل صاحب القرآن كمثل الإبل المعقلة إن عاهد عليها أمسكها وإن أطلقها ذهبت)). رواه مسلم والبخاري.
وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((عرضت علي أجور أمتي حتى القذاة يخرجها الرجل من المسجد وعرضت علي ذنوب أمتي فلم أر ذنبا أعظم من سورة من القرآن أو آية أوتيها رجل ثم نسيها)). رواه أبو داود والترمذي وتكلم فيه.
وعن سعد بن عبادة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من قرأ القرآن ثم نسيه لقي الله عز وجل يوم القيامة وهو أجذم)). رواه أبو داود والدارمي.). [التبيان في آداب حملة القرآن:65- 67]
قال أبو زكريَّا يَحْيَى بْنُ شَرَفٍ النَّوَوِيُّ (ت: 676هـ):([فصل] يكره أن يقول نسيت آية كذا بل يقول أنسيتها أو أسقطتها
فقد ثبت في الصحيحين عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا يقول أحدكم نسيت آية كذا وكذا بل هو شيء نسي)). وفي رواية في الصحيحين أيضا: ((بئسما لأحدكم أن يقول نسيت آية كيت وكيت بل هو نسي)).
وثبت في الصحيحين أيضا عن عائشة رضي الله عنها: (أن النبي صلى الله عليه وسلم سمع رجلا يقرأ فقال: ((رحمه الله لقد ذكرني آية كنت أسقطتها)). وفي رواية في الصحيح : ((كنت أنسيتها)).
وأما ما رواه ابن أبي داود عن أبي عبد الرحمن السلمي التابعي الجليل أنه قال: (لا تقل أسقطت آية كذا قل أغفلت)، فهو خلاف ما ثبت في الحديث الصحيح فالاعتماد على الحديث وهو جواز أسقطت وعدم الكراهة فيه أولى.). [التبيان في آداب حملة القرآن:169- 170](م)

قالَ مُحَمَّدُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ بَهَادرَ الزَّرْكَشِيُّ (ت: 794هـ): (النوع التاسع والعشرون: في آداب تلاوته وكيفيتها
... وروي أيضا عن أبى العالية قال:"تعلموا القرآن خمس آيات خمس آيات فإن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يأخذه من جبريل عليه السلام خمسا خمسا".
وفي رواية "من تعلمه خمسا خمسا لم ينسه").[البرهان في علوم القرآن:1/449-480](م)
قالَ مُحَمَّدُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ بَهَادرَ الزَّرْكَشِيُّ (ت: 794هـ): (النوع التاسع والعشرون: في آداب تلاوته وكيفيتها
وليدمن على تلاوته بعد تعلمه قال الله تعالى مثنيا على من كان دأبه تلاوة آيات الله: {يَتْلُونَ آيَاتِ اللَّهِ آنَاءَ اللَّيْلِ} وسماه ذكرا وتوعد المعرض عنه ومن تعلمه ثم نسيه وفي الصحيحين: ((تعاهدوا القرآن فوالذي نفس محمد بيده لهو أشد تفلتا من الإبل في عقالها وقال بئسما لأحدهم أن يقول نسيت آية كيت وكيت بل هو نسي واستذكروا القرآن فلهو أشد تفصيا في صدور الرجال من النعم في عقالها)).). [البرهان في علوم القرآن:1/449-480](م)
قالَ مُحَمَّدُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ بَهَادرَ الزَّرْكَشِيُّ (ت: 794هـ): (النوع التاسع والعشرون: في آداب تلاوته وكيفيتها
ويستحب أن يكون متوضئا ويجوز للمحدث، قال إمام الحرمين وغيره: لا يقال إنها مكروهة فقد صح أنه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يقرأ مع الحدث وعلى كل حال سوى الجنابة وفي معناها الحيض والنفاس وللشافعي قول قديم في الحائض تقرأ خوف النسيان). [البرهان في علوم القرآن:1/449-480](م)
قالَ جلالُ الدينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أبي بكرِ السيوطيُّ (ت: 911هـ): (النوع الثامن والثمانون والتاسع والثمانون: آداب القارئ والمقرئ:
... وملازمة التلاوة، والإكثار منها، ونسيانه كبيرة). [التحبير في علم التفسير:317-322](م)
قالَ جلالُ الدينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أبي بكرِ السيوطيُّ (ت: 911هـ): (النوع الثامن والثمانون والتاسع والثمانون: آداب القارئ والمقرئ:
... ولا يكره النفث معه للرقية ولا أن يقول: قراءة أبي عمرو وقراءة فلان، وكرههما بعض السلف، ويكره أن يقول: نسيت آية كذا بل أُنسيت ولبعض مسائل هذا الباب تتمات مبسوطة في كتب الفقه انتهى). [التحبير في علم التفسير:317-322](م)
قالَ جلالُ الدينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أبي بكرِ السيوطيُّ (ت: 911هـ): (النوع الخامس والثلاثون
نسيانه كبيرة صرح به النووي في الروضة وغيرها لحديث أبي داود وغيره: ((عرضت علي ذنوب أمتي فلم أر ذنبا أعظم من سورة من القرآن أو آية أوتيها رجل ثم نسيها))
وروى أيضا حديث: ((من قرأ القرآن ثم نسيه لقي الله يوم القيامة أجذم)).
وفي الصحيحين: ((تعاهدوا القرآن فوالذي نفس محمد بيده لهو أشد تفلتا من الإبل في عقلها)). [الإتقان في علوم القرآن:2/657-727](م)
قالَ جلالُ الدينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أبي بكرِ السيوطيُّ (ت: 911هـ): (النوع الخامس والثلاثون
يكره أن يقول نسيت آية كذا بل أنسيتها لحديث الصحيحين في النهي عن ذلك.) [الإتقان في علوم القرآن:2/657-727](م)

ساجدة فاروق 22 شعبان 1435هـ/20-06-2014م 10:29 AM

ما ورد في حفظ القرآن
ما جاء عن السلف من المراجعة لحفظهم
قالَ أبو عُبيدٍ القاسمُ بن سلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت:224هـ) : ( حدثنا عبد الله بن صالح، عن عبد الرحمن بن شريح أبي شريح، أنه سمع أبا قبيل المعافري، يقول: حدثني أبو مسكينة، قال: قال لي فضالة بن عبيد الأنصاري: "خذ هذا المصحف، وأمسك علي، ولا تردن علي ألفا ولا واوا، فإنه سيكون قوم يقرءون القرآن لا يسقطون منه ألفا ولا واوا". قال: ثم رفع فضالة يديه فقال: اللهم لا تجعلني منهم ). [فضائل القرآن:](م)

قالَ أبو عُبيدٍ القاسمُ بن سلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت:224هـ) : ( حدثنا حجاج، عن ابن لهيعة، عن أبي قبيل، عن أبي مسكينة، عن فضالة بن عبيد، مثل ذلك إلا أنه قال: "لا تأخذن علي حرفا إلا آية كاملة"). [فضائل القرآن:](م)

أثر عبد الله بن عمرو رضي الله عنه
قال أبو بكرٍ جَعفرُ بنُ مُحمدٍ الفِرْيابِيُّ(ت:301هـ): (حدثنا أبو كامل ، حدثنا عبد الواحد بن زياد ، عن الأعمش ، عن خيثمة قال : دخلت على عبد الله بن عمرو ، وإنسان قد أخذ عليه المصحف ، وهو يقرأ ، فقلت : ما هذا؟ قال : "أقرأ جزئي الذي أقوم به الليل"). [فضائل القرآن:](م)

أثر أبي عبدالرحمن السلمي رحمه الله
قال أبو بكرٍ جَعفرُ بنُ مُحمدٍ الفِرْيابِيُّ (ت:301هـ): (حدثنا محمد بن عبيد بن حساب قال : حدثنا حماد بن زيد قال : حدثنا عطاء بن السائب، عن أبي عبد الرحمن السلمي قال : "إنما أخذنا القرآن عن قوم أخبرونا أنهم كانوا إذا تعلموا عشر آيات لم يجاوزوهن (1) إلى العشر الأخر حتى يعلموا ما فيهن من العمل ، قال : فتعلمنا العلم والعمل جميعا ، وأنه سيرث القرآن بعدنا قوم يشربونه شرب الماء لا يجاوز هذا ، وأشار بيده إلى حنكه"). [فضائل القرآن:](م)


حديث سهل بن سعد رضي الله عنه
قالَ أحمدُ بنُ شُعيبٍ النَّسَائِيُّ (ت:303هـ): (أخبرنا قتيبة بن سعيد قال: ثنا يعقوب, عن أبي حازم , عن سهل بن سعد : أن امرأة جاءت رسول الله فقالت : "يا رسول الله , جئت لأهب لك نفسي", فنظر إليها رسول الله فصعد النظر إليها , وصوبه , ثم طأطأ رأسه , فلما رأت المرأة أنه لم يقض فيها شيئا , جلست, فقام رجل من أصحابه فقال: "أي رسول الله , إن لم يكن لك فيها حاجة فزوجنيها ؟"
فقال: ((هل عندك من شيء ؟))
قال: "لا , والله ما وجدت شيئا" .
قال: ((انظر ولو خاتم من حديد )),
فذهب ثم رجع , قال: "لا والله , ولا خاتم من حديد , ولكن هذا إزاري" . قال سهل : "ما له رداء , فلها نصفه" .
فقال رسول الله : (( وما تصنع بإزارك ؟! إن لبسته لم يكن عليها منه شيء , وإن لبسته لم يكن عليك منه شيء )),
فجلس الرجل حتى طال مجلسه , ثم قام , فرآه رسول الله موليا فأمر به فدعي , فلما جاء قال: (( ماذا معك من القرآن؟ ))
قال: "معي سورة كذا , سورة كذا, سورة كذا عددها" .
قال: ((تقرؤهن عن ظهر قلبك )) .
قال: "نعم" .
فقال: ((قد ملكتكها بما معك من القرآن)) ). [فضائل القرآن للنَّسائي: ](م)

قال أبو بكر محمد بن الحسين الآجُرِّيُّ (360هـ) : (قال محمّد بن الحسين: وقبل أن أذكر أخلاق أهل القرآن، وما ينبغي أن يتأدبوا به؛ أذكر فضل حملة القرآن، ليرغبوا في تلاوته، والعمل به، والتّواضع لمن تعلّموا منه، أو علّموه.
باب: فضل حملة القرآن
- حدّثنا أبو العبّاس حامد بن محمّد بن شعيبٍ البلخيّ قال: نا يعقوب الدّورقيّ قال: نا عبد الرّحمن بن مهديٍّ عن عبد الرّحمن بن بديلٍ عن أبيه عن أنس بن مالكٍ قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «لله من النّاس أهلون»، قيل: من هم يا رسول الله؟، قال: «أهل القرآن هم أهل الله، وخاصّته».
- حدّثنا أبو بكرٍ عبد الله بن محمّد بن عبد الحميد الواسطيّ قال: نا زياد بن أيوب قال: نا أبو عبيدة الحدّاد قال: نا عبد الرّحمن بن بديلٍ عن أبيه عن أنس بن مالكٍ قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «إنّ لله أهلين من النّاس»، قيل: من هم يا رسول الله؟، قال: «أهل القرآن هم أهل الله، وخاصّته».
- حدّثنا أبو جعفرٍ أحمد بن يحيى الحلوانيّ قال: نا يحيى بن عبد الحميد الحمّانيّ قال: نا حمّاد بن شعيبٍ عن عاصمٍ عن زرٍّ عن عبد الله بن عمرٍو عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: «يقال لصاحب القرآن يوم القيامة: اقرأ، وارق في الدّرجات، ورتّل كما كنت ترتّل في الدّنيا، فإنّ منزلتك عند آخر آيةٍ تقرؤها».
- وأخبرنا أبو عبد الله أحمد بن الحسن بن عبد الجبّار الصّوفيّ قال: أنا شجاع بن مخلدٍ قال: نا الفضل بن دكينٍ قال: نا سفيان عن عاصمٍ عن زرٍّ عن عبد الله بن عمرٍو عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: «يقال لصاحب القرآن: اقرأ، وارتق، ورتّل كما كنت ترتّل في الدّنيا، فإنّ منزلتك عند آخر آيةٍ تقرؤها».
قال محمّد بن الحسين: وروي عن أمّ الدّرداء أنّها قالت: سألت عائشة عمّن دخل الجنّة ممّن قرأ القرآن؛ ما فضله على من لم يقرأه؟، فقالت عائشة: إنّ عدد درج الجنّة بعدد آي القرآن، فمن دخل الجنّة ممّن قرأ القرآن، فليس فوقه أحدٌ.
- حدّثنا أبو الفضل جعفر بن محمّدٍ الصّندليّ قال: نا الحسن بن محمّدٍ الزّعفرانيّ قال: نا عليّ بن عاصمٍ عن إبراهيم الهجريّ عن أبي الأحوص عن عبد الله قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «تعلّموا هذا القرآن، واتلوه، فإنّكم تؤجرون على تلاوته بكلّ حرفٍ عشر حسناتٍ، أما إنّي لا أقول الم عشر، ولكن الألف عشر واللام عشر، والميم عشر، إنّ هذا القرآن النّور المبين، والشّفاء النّافع، ونجاةٌ لمن اتّبعه، وعصمةٌ لمن تمسّك به، لا يعوجّ فيقوّم، ولا تنقضي عجائبه، ولا يخلق عن كثرة الرّدّ».
- وأخبرنا أبو عبد الله أحمد بن الحسن بن عبد الجبّار الصّوفيّ قال: نا شجاع بن مخلدٍ قال: نا حجّاج بن المنهال قال حمّاد بن سلمة عن عطاء بن السّائب عن أبي الأحوص وأبي البختريّ أنّ ابن مسعودٍ قال: تعلّموا القرآن، واتلوه، فإنّكم تؤجرون به، إنّ بكلّ اسمٍ منه عشراً، أما إنّي لا أقول بألم عشرا، ولكن بالألف عشرا، وباللام عشرا، وبالميم عشرا.
- حدّثنا أبو بكرٍ عبد الله بن أبي داود قال: نا أبو الطّاهر أحمد بن عمرٍو قال: نا ابن وهبٍ قال: نا يحيى بن أيوب عن خالد بن يزيد عن ثعلبة بن أبي الكنود عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: من جمع القرآن فقد حمل أمراً عظيماً، لقد أدرجت النّبوّة بين كتفيّه، غير أنّه لا يوحيى إليه، فلا ينبغي لحامل القرآن أن يحتدّ مع من يحتدّ، ولا يجهل مع من يجهل، لأنّ القرآن في جوفه.
- وحدّثنا أبو بكرٍ بن أبي داود أيضاً قال: نا أبو الطّاهر قال: نا ابن وهبٍ قال أخبرني مسلمة بن عليٍّ عن زيد بن واقدٍ عن مكحولٍ عن أبي أمامة الباهليّ يرفعه قال: «من قرأ ربع القرآن فقد أوتي ربع النّبوّة، ومن قرأ ثلث القرآن، فقد أوتي ثلث النّبوّة، ومن قرأ ثلثي القرآن، فقد أوتي ثلثي النّبوّة».). [أخلاق حملة القرآن: --](م)
الحض على تعلم القرآن
قال أبو عبد الله عبيد الله بن محمد بن بطة العكبري الحنبلي (ت: 387هـ): ( - حدّثنا إسحاق الكاذيّ، قال: حدّثنا عبد اللّه بن أحمد، قال: حدّثني أبي قال: حدّثنا عبد اللّه بن يزيد المقرئ، قال: حدّثنا قباث بن رزينٍ اللّخميّ، قال: سمعت عقبة بن عامرٍ الجهنيّ، يقول: كنّا جلوسًا في المسجد نقرأ القرآن، فدخل رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم علينا، فرددنا عليه السّلام، ثمّ قال: «تعلّموا كتاب اللّه واقتنوه»
قال قباثٌ: وحسبته قال: «وتغنّوا به، فوالّذي نفس محمّدٍ بيده، لهو أشدّ تفلّتًا من المخاض من العقل».). [الإبانة الكبرى: 5/362]

لا يعذب الله قلبا وعى القرآن
قال أبو عبد الله عبيد الله بن محمد بن بطة العكبري الحنبلي (ت: 387هـ): ( - حدّثنا النّيسابوريّ، قال: حدّثنا يوسف بن سعيد بن مسلمٍ، قال: حدّثنا حجّاج بن محمّدٍ، قال: حدّثنا حريز بن عثمان، عن سليمان بن شرحبيل، عن أبي أمامة، قال: «اقرءوا القرآن، ولا تغرّنّكم هذه المصاحف المعلّقة، فإنّ اللّه عزّ وجلّ لا يعذّب قلبًا وعى القرآن».). [الإبانة الكبرى: 5/363]

أجر من أخذ القرآن وهو شاب ومن أخذه وهو كبير
قال أبو عبد الله عبيد الله بن محمد بن بطة العكبري الحنبلي (ت: 387هـ): ( - حدّثنا إسحاق بن أحمد الكاذيّ، قال: حدّثنا عبد اللّه بن أحمد، قال: حدّثني أبي قال: حدّثنا حسين بن محمّدٍ، قال: حدّثنا أبو معشرٍ، عن سعيدٍ المقبريّ، عن أبي هريرة، قال: «من أخذ القرآن وهو شابٌّ اختلط بلحمه ودمه، وكان رفيق السّفرة الكرام البررة، ومن أخذه كبيرًا وهو حريصٌ عليه ويتفلّت منه، فذاك الّذي له أجره مرّتين» .). [الإبانة الكبرى: 5/ 363-364]

أعطيت هذه الأمة من الحفظ مالم تعطاها الأمم قبلها [ما ورد أن في هذه الأمة قوما قلوبهم أناجيلهم]
قال أبو عبد الله عبيد الله بن محمد بن بطة العكبري الحنبلي (ت: 387هـ): ( - حدّثنا أبو حفصٍ، قال: حدّثنا أبو نصرٍ، قال: حدّثنا الفضل بن زيادٍ، قال: قرأت على أحمد: هاشم بن القاسم قال: حدّثنا أبو جعفرٍ الرّازيّ، عن الرّبيع بن أنسٍ، عن أبي العالية، أو غيره، عن أبي هريرة، في قوله: {سبحان الّذي أسرى بعبده ليلًا من المسجد الحرام} [الإسراء: 1] فذكر الحديث، أعني حديث الإسراء حتّى بلغ إلى قوله: " وجعلت من أمّتك قومًا قلوبهم أناجيلهم، قال أحمد: هذا أردت: وجعلتك أوّل النّبيّين خلقًا، وآخرهم بعثًا، وأوّلهم مقضيًّا له "، فذكر الحديث قال، يعني الفضل،: قال لي أحمد: أوليس أوّل النّبيّين خلقًا، يعني {وإذ أخذنا من النّبيّين ميثاقهم ومنك ومن نوحٍ} [الأحزاب: 7]، فبدأ به.
- حدّثنا إسحاق بن أحمد الكاذيّ، قال: حدّثنا عبد اللّه بن أحمد، قال: حدّثني أبي قال: حدّثنا حسين بن محمّدٍ
- وحدّثنا أبو عليّ بن الصّوّاف، قال: حدّثنا إسحاق بن الحسن الحربيّ، قال: حدّثنا حسين بن محمّدٍ، قال: حدّثنا شيبان، عن قتادة، قال: حدّثنا رجلٌ، من أهل العلم، أنّ نبيّ اللّه موسى عليه السّلام قال لمّا أخذ الألواح، قال: ربّ أجد في الألواح أمّةً أناجيلهم في قلوبهم يقرءونها ".
قال قتادة: " وكان من قبلكم إنّما يقرءون كتابهم نظرًا، فإذا رفعه من بين يديه، لم يحفظه ولم يعه، وإنّ اللّه أعطاكم أيّتها الأمّة من الحفظ شيئًا لم يعطه أحدًا قبلكم. قال: " ربّ فاجعلها أمّتي، قال: تلك أمّة أحمد ".). [الإبانة الكبرى: 5/ 366-369] (م)

قَالَ عُثْمَانُ بنُ سَعِيدٍ الدَّانِيُّ (ت: 444هـ): (قال الحافظ رحمه الله تعالى: حدثنا خلف بن إبراهيم بن محمد المقرئ قال أنا أحمد بن محمد المكي قال أنا علي بن عبد العزيز قال أنا القاسم بن سلام قال أنا مروان بن معاوية الفزاري عن محمد بن عبد الرحمن السدوسي عن ابن عمران بن حطان قال: سمعت أم الدرداء تقول: ((سألت عائشة عن من دخل الجنة ممن قرأ القرآن ما فضله على من لم يجمعه فقالت لي عدد درج الجنة بعدد آي القرآن فمن دخل الجنة ممن قرأ القرآن فليس فوقه أحد)).
قال الحافظ: أخبرنا محمد بن خليفة الإمام قال أنا أحمد بن الحسين بن عبد الجبار قال أنا شجاع بن مخلد قال أنا الفضل بن دكين قال أنا سفيان عن عاصم عن زر عن عبد الله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((يقال لصاحب القرآن يوم القيامة اقرأ وارق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا فإن منزلتك عند آخر آية تقرؤها)).
قال الحافظ رحمه الله تعالى: وأنا أختم كتابي هذا بذكر أجزاء القرآن وأتخير الصحيح من ذلك وأضرب عما سواه ليقرب حفظه ويعم الجميع فائدته إن شاء الله تعالى وبالله التوفيق). [البيان: 299] (م)

أثر أبو عبدالرحمن السلمي رحمه الله
قالَ أبو الفضلِ عبدُ الرَّحمنِ بنُ أحمدَ الرازيُّ (ت:454هـ): (ثني حمزة بن يوسف, نا أبو الحسن الرزاز , نا الفريابي , نا محمد بن عبيد, نا حماد بن زيد , نا عطاء بن السائب‏, عن أبي عبد الرحمن السلمي قال‏:‏ " إنما أخذنا القرآن عن قوم أخبرونا : أنهم كانوا إذا تعلموا عشر آيات لم يجاوزهن إلى العشر الأخر حتى يتعلموا ما فيهن من العمل". قال‏:‏ "فتعلمنا العلم والعمل جميعا ..." وذكر الخبر). [فضائل القرآن وتلاوته: 127](م)

قالَ عَلَمُ الدِّينِ عليُّ بنُ محمَّدٍ السَّخَاوِيُّ (ت:643هـ): ( ومما روي في الإعانة على حفظ القرآن العزيز: ما حدثني به الإمام أبو الفضل الغزنوي رحمه الله بالسند المتقدم إلى أبي عيسى رحمه الله قال: حدثنا أحمد بن الحسن، نا سليمان بن عبد الرحمن الدمشقي، نا الوليد بن مسلم، نا ابن جريج، عن عطاء بن أبي رباح، وعكرمة مولى ابن عباس عن ابن عباس أنه قال:
"بينما نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ جاءه علي بن أبي طالب رضي الله عنه فقال: "بأبي أنت وأمي، تفلت هذا القرآن من صدري فما أجدني أقدر عليه".. فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( يا أبا الحسن، أفلا أعلمك كلمات ينفعك الله بهن، وينفع بهن من علمته، ويثبت ما تعلمت في صدرك)).. قال:" أجل يا رسول الله فعلمني".
قال: ((إذا كان ليلة الجمعة، فإن استطعت أن تقوم في ثلث الليل الآخر، فإنها ساعة مشهودة، والدعاء فيها مستجاب. وقد قال أخي يعقوب لبنيه {سوف أستغفر لكم ربي} يقول حتى تأتي ليلة الجمعة فإن لم تستطع فقم في وسطها فإن لم تستطع فقم في أولها، فصل أربع ركعات: تقرأ في الركعة الأولى بفاتحة الكتاب وسورة يس، وفي الركعة الثانية بفاتحة الكتاب وحم الدخان، وفي الركعة الثالثة بفاتحة الكتاب و{ألم تنزيل} السجدة، وفي الركعة الرابعة بفاتحة الكتاب و{تبارك} المفصل. وإذا فرغت من التشهد؛ فاحمد الله، وأحسن الثناء على الله، وصل علي وأحسن، وعلى سائر النبيين، واستغفر للمؤمنين والمؤمنات، ولإخوانك الذين سبقوك بالإيمان، ثم قل في آخر ذلك: اللهم ارحمني بترك المعاصي أبدا ما أبقيتني، وارحمني أن أتكلف ما لا يعنيني، وارزقني حسن النظر فيما يرضيك عني.اللهم بديع السموات والأرض، ذا الجلال والإكرام، والعزة التي لا ترام، أسألك يا الله يا رحمن، بجلالك ونور وجهك: أن تلزم قلبي حفظ كتابك كما علمتني، وارزقني أن أتلوه على النحو الذي يرضيك عني.
اللهم بديع السموات والأرض، ذا الجلال والإكرام، والعزة التي لا ترام، أسألك يا الله يا رحمن، بجلالك ونور وجهك: أن تنور بكتابك بصري، وأن تطلق به لساني، وأن تفرج به عن قلبي، وأن تشرح به صدري، وأن تعمل به بدني، فإنه لا يعينني على الحق غيرك، ولا يؤتينيه إلا أنت، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.يا أبا الحسن، تفعل ذلك ثلاث جمع أو خمسا أو سبعا، تجاب بإذن الله. والذي بعثني بالحق ما أخطأ مؤمنا قط)). قال ابن عباس: فوالله ما لبثت إلا خمسا أو سبعا حتى جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم في مثل ذلك المجلس فقال: "يا رسول الله، إني كنت فيما خلا لا آخذ إلا أربع آيات ونحوهن، فإذا قرأتهن على نفسي تفلتن، وأنا أتعلم اليوم أربعين آية ونحوها، فإذا قرأتهن على نفسي فكأنما كتاب الله بين عيني، ولقد كنت أسمع الحديث، فإذا رددته تفلت، وأنا اليوم أسمع الأحاديث، فإذا تحدثت بها لم أخرم منها حرفا". فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم عند ذلك: ((مؤمن ورب الكعبة يا أبا الحسن)). [جمال القراء: 1/187 - 188](م)
قالَ عَلَمُ الدِّينِ عليُّ بنُ محمَّدٍ السَّخَاوِيُّ (ت:643هـ): (قال محمد بن الحسين: حدثنا أبو بكر عبد الله بن سليمان السجستاني، وحدثني أبو المظفر الجوهري رحمه الله، بإسناده إلى أبي بكر، حدثنا أبو الطاهر أحمد بن عمرو، أنا ابن وهب، أخبرني يحيى بن أيوب عن زبان بن فايد عن سهل بن معاذ الجهني عن أبيه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((من قرأ القرآن وعمل بما فيه، ألبس والداه تاجا يوم القيامة، ضوءه أحسن من ضوء الشمس في بيوت الدنيا، فما ظنك بالذي عمل هذا)).
قال محمد بن الحسين رحمه الله، حدثنا محمد بن صاعد، أنا الحسين بن الحسن المروزي، أنا ابن المبارك، أنا همام عن قتادة قال: "لم يجالس هذا القرآن أحد، إلا قام عنه بزيادة أو نقصان، قضى الله الذي قضى، شفاء ورحمة للمؤمنين، ولا يزيد الظالمين إلا خسارا".
وقال قتادة في قول الله عز وجل: {والبلد الطيب يخرج نباته بإذن ربه} قال: "البلد الطيب: المؤمن سمع كتاب الله فوعاه وأخذ به وانتفع به؛ كمثل هذه الأرض الخبيثة أصابها الغيث، فلم تنبت شيئا ولم تمرع شيئا".). [جمال القراء :1/115-123](م)

قالَ عَلَمُ الدِّينِ عليُّ بنُ محمَّدٍ السَّخَاوِيُّ (ت:643هـ): ( وقول عبد الله بن عمرو: "من جمع القرآن فقد حمل أمرا عظيما، وقد استدرجت النبوة بين جنبيه إلا أنه لا يوحى إليه. ولا ينبغي لصاحب القرآن أن يجد فيمن يجد، ولا أن يجهل فيمن يجهل وفي جوفه كلام الله عز وجل".
وعنه "فقد اضطربت النبوة بين جنبيه، فلا ينبغي أن يلعب مع من يلعب، ولا يرفث مع من يرفث، ولا يتبطل مع من يتبطل، ولا يجهل مع من يجهل"
قوله: أن يجد فيمن يجد: يريد – والله أعلم – ما يجد الناس فيه من أمور الدنيا، أو لا يتعاظم.). [جمال القراء :1/103](م)

قال أبو زكريَّا يَحْيَى بْنُ شَرَفٍ النَّوَوِيُّ (ت: 676هـ): (الباب الأول: في أطراف من فضيلة تلاوة القرآن وحملته
قال الله عز وجل: {إن الذين يتلون كتاب الله وأقاموا الصلاة وأنفقوا مما رزقناهم سرا وعلانية يرجون تجارة لن تبور ليوفيهم أجورهم ويزيدهم من فضله إنه غفور شكور}.
وروينا عن عثمان بن عفان رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((خيركم من تعلم القرآن وعلمه)). رواه أبو عبد الله محمد بن إسماعيل بن إبراهيم البخاري في صحيحه الذي هو أصح الكتب بعد القرآن.
وعن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((الذي يقرأ القرآن وهو ماهر به مع السفرة الكرام البررة والذي يقرأ القرآن وهو يتتعتع فيه وهو عليه شاق له أجران)). رواه البخاري وأبو الحسين مسلم بن مسلم القشيري النيسابوري في صحيحهما.
وعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن مثل الأترجة ريحها طيب وطعمها طيب، ومثل المؤمن الذي لا يقرأ القرآن مثل التمرة لا ريح لها وطعمها طيب حلو، ومثل المنافق الذي يقرأ القرآن مثل الريحانة ريحها طيب وطعمها مر ومثل المنافق الذي لا يقرأ القرآن كمثل الحنظلة ليس لها ريح وطعمها مر)). رواه البخاري ومسلم.
وعن عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إن الله تعالى يرفع بهذا الكلام أقواما ويضع به آخرين)). رواه مسلم.
وعن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه قال: سمعت رسول صلى الله عليه وسلم يقول: ((اقرؤوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعا لأصحابه)). رواه مسلم.
وعن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((لا حسد إلا في إثنتين:
1 - رجل آتاه الله القرآن فهو يقوم به آناء الليل وآناء النهار
2 - ورجل آتاه الله مالا فهو ينفقه آناء الليل وآناء النهار)). رواه البخاري ومسلم.
وروينا أيضا من رواية عبد الله بن مسعود رضي الله عنه بلفظ: ((لا حسد إلا في اثنتين:
1 - رجل آتاه الله مالا فسلطه على هلكته في الحق
2 - ورجل آتاه الله حكمة فهو يقضي بها ويعلمها)).
وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((من قرأ حرفا من كتاب الله تعالى فله حسنة والحسنة بعشر أمثالها لا أقول ألم حرف ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف)). رواه أبو عيسى محمد بن عيسى الترمذي وقال حديث حسن صحيح.
وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((يقول سبحانه وتعالى: [من شغله القرآن وذكري عن مسألتي أعطيته أفضل ما أعطي السائلين]، وفضل كلام الله سبحانه وتعالى عن سائر الكلام كفضل الله تعالى على خلقه)). رواه الترمذي وقال حديث حسن غريب.
وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن الذي ليس في جوفه شيء من القرآن كالبيت الخرب)). رواه الترمذي، وقال حديث حسن صحيح.
وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((يقال لصاحب القرآن اقرأ وارق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا فإن منزلتك عند آخر آية تقرؤها)). رواه أبو داود والترمذي والنسائي وقال الترمذي حديث حسن صحيح.
وعن معاذ بن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((من قرأ القرآن وعمل بما فيه ألبس الله والديه تاجا يوم القيامة ضوؤه أحسن من ضوء الشمس في بيوت الدنيا فما ظنكم بالذي عمل بهذا)) رواه أبو داود.
وروى الدارمي بإسناده أن عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم : ((قال اقرؤوا القرآن فإن الله تعالى لا يعذب قلبا وعي القرآن وإن هذا القرآن مأدبة الله فمن دخل فيه فهو آمن ومن أحب القرآن فليبشر)).
وعن الحميدي الجمالي قال: سألت سفيان الثوري عن الرجل يغزو أحب إليك أو يقرأ القرآن فقال: يقرأ القرآن؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم: ((قال خيركم من تعلم القرآن وعلمه)). ). [التبيان في آداب حملة القرآن:11- 19](م)


قالَ مُحَمَّدُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ بَهَادرَ الزَّرْكَشِيُّ (ت: 794هـ): (النوع التاسع والعشرون: في آداب تلاوته وكيفيتها
قال أصحابنا: تعليم القرآن فرض كفاية وكذلك حفظه واجب على الأمة صرح به الجرجاني في الشافي والعبادي وغيرهما والمعنى فيه كما قاله الجويني ألا ينقطع عدد التواتر فيه ولا يتطرق إليه التبديل والتحريف فإن قام بذلك قوم سقط عن الباقين وإلا فالكل آثم فإذا لم يكن في البلد أو القرية من يتلو القرآن أثموا بأسرهم ولو كان هناك جماعة يصلحون للتعليم وطلب من بعضهم وامتنع لم يأثم في الأصح كما قاله النووي في التبيان ). [البرهان في علوم القرآن:1/449-480](م)
قالَ مُحَمَّدُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ بَهَادرَ الزَّرْكَشِيُّ (ت: 794هـ): (النوع التاسع والعشرون: في آداب تلاوته وكيفيتها
... وروي أيضا عن أبى العالية قال:"تعلموا القرآن خمس آيات خمس آيات فإن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يأخذه من جبريل عليه السلام خمسا خمسا".
وفي رواية "من تعلمه خمسا خمسا لم ينسه").[البرهان في علوم القرآن:1/449-480](م)
قالَ مُحَمَّدُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ بَهَادرَ الزَّرْكَشِيُّ (ت: 794هـ): (النوع التاسع والعشرون: في آداب تلاوته وكيفيتها
ثبت في صحيح البخاري من حديث عثمان: ((خيركم من تعلم القرآن وعلمه)).
وفي رواية ((أفضلكم)).
وعن عبد الله يرفعه: ((إن القرآن مأدبة الله فتعلموا مأدبته ما استطعتم)). رواه البيهقى). [البرهان في علوم القرآن:1/449-480](م)
قالَ جلالُ الدينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أبي بكرِ السيوطيُّ (ت: 911هـ):(النوع الخامس والثلاثون
يستحب الإكثار من قراءة القرآن وتلاوته قال تعالى مثنيا على من كان ذلك دأبه: {يتلون آيات الله آناء الليل}
وفي الصحيحين من حديث ابن عمر: ((لا حسد إلا في اثنتين رجل آتاه الله القرآن فهو يقوم به آناء الليل وآناء النهار)).
وروى الترمذي من حديث ابن مسعود: ((من قرأ حرفا من كتاب الله فله به حسنة والحسنة بعشر أمثالها))
وأخرج من حديث أبي سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم يقول الرب سبحانه وتعالى: ((من شغله القرآن وذكري عن مسألتي أعطيته أفضل ما أعطي السائلين وفضل كلام الله على سائر الكلام كفضل الله على سائر خلقه)).
وأخرج مسلم من حديث أبي أمامة:((اقرؤوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعا لأصحابه)).
وأخرج البيهقي من حديث عائشة: ((البيت الذي يقرأ فيه القرآن يتراءى لأهل السماء كما تتراءى النجوم لأهل الأرض)).
وأخرج من حديث أنس: ((نوروا منازلكم بالصلاة وقراءة القرآن)).
وأخرج من حديث النعمان بن بشير: ((أفضل عبادة أمتي قراءة القرآن)).
وأخرج من حديث سمرة بن جندب: ((كل مؤدب يحب أن تؤتى مأدبته ومأدبة الله القرآن فلا تهجروه)).
وأخرج من حديث عبيدة المكي مرفوعا وموقوفا: ((يا أهل القرآن لا تتوسدوا القرآن وأتلوه حق تلاوته آناء الليل والنهار وأفشوه وتدبروا ما فيه لعلكم تفلحون)).).[الإتقان في علوم القرآن:2/657-727](م)
قالَ جلالُ الدينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أبي بكرِ السيوطيُّ (ت: 911هـ):(النوع الخامس والثلاثون
وأخرج من حديث ابن عمر مرفوعا: ((يقال لصاحب القرآن اقرأ وارق في الدرجات ورتل كما كنت ترتل في الدنيا فإن منزلتك عند آخر آية كنت تقرؤها)).[الإتقان في علوم القرآن:2/657-727](م)

ساجدة فاروق 22 شعبان 1435هـ/20-06-2014م 02:20 PM

آداب الاجتماع لتلاوة القرآن وسماعه

قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ):(عن معمرٍ، عن منصورٍ، عن الحسن، قال:كنت مع عمران بن حصينٍ فمرّ برجلٍ فقرأ على قومٍ سورة يوسف فاشتهى عمران قراءته فجلس فلمّا فرغ سألهم فقال عمران: إنّا للّه، وإنّا إليه راجعون فأخذ بيدي وقال: اذهب بنا فإنّي سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يقول: ((اقرءوا القرآن وسلوا اللّه به، فإنّه سيأتي أقوامٌ يقرءون القرآن يسألون به النّاس)) ). [تفسير عبد الرزاق: 1/229-330](م)
حديث عبد الملك بن عمير رضي الله عنه
قالَ أبو عُبيدٍ القاسمُ بن سلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت:224هـ): ( حدثنا هشيم، عن عبد الرحمن بن إسحاق، عن عبد الملك بن عمير، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إني قارئ عليكم سورة، فمن بكى فله الجنة».
فقرأها، فلم يبك أحد، ثم أعاد الثانية ثم الثالثة فقال: «ابكوا، فإن لم تبكوا فتباكوا». ).[فضائل القران: ؟؟](م)
حديث حمران بن أعين رضي الله عنه
قالَ أبو عُبيدٍ القاسمُ بن سلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت:224هـ): ( حدثنا وكيع، عن حمزة الزيات، عن حمران بن أعين، قال: «سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا يقرأ: {إن لدينا أنكالا وجحيما، وطعاما ذا غصة وعذابا أليما},
قال: فصعق رسول الله صلى الله عليه وسلم». ).[فضائل القران: ؟؟] (م)//
حديث فضالة بن عبيد رضي الله عنه
قالَ أبو عُبيدٍ القاسمُ بن سلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت: 224هـ): (حدثني هشام بن عمار، عن يحيى بن حمزة، عن الأوزاعي، قال: حدثني إسماعيل بن عبيد الله، عن فضالة بن عبيد، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لله أشد أذانا إلى الرجل الحسن الصوت بالقرآن من صاحب القينة إلى قينته». .
قال أبو عبيد: هذا الحديث بعضهم يزيد في إسناده يقول: عن إسماعيل بن عبيد الله، عن مولى فضالة، عن فضالة. وقوله: «أشد أذانا» .
هكذا الحديث وهو في كلام العرب: «أشد أذنا» , يعني الاستماع. وهو قوله في الحديث الآخر: «ما أذن الله لشيء», أي: ما استمع) [فضائل القرآن: ](م)
حديث أبي هريرة رضي الله عنه
قالَ أبو عُبيدٍ القاسمُ بن سلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت: 224هـ): (حدثنا إسماعيل بن جعفر، عن محمد بن عمرو بن علقمة، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((ما أذن الله لشيء كإذنه لنبي يتغنى بالقرآن يجهر به)).). [فضائل القرآن: ](م)
قالَ أبو عُبيدٍ القاسمُ بن سلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت: 224هـ): (حدثنا عبد الله بن صالح، عن الليث بن سعد، عن يونس بن يزيد، عن ابن شهاب، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، مثل ذلك، ولم يرفعه). [فضائل القرآن: ]
أثر أبو بكر الصديق رضي الله عنه
قالَ أبو عُبيدٍ القاسمُ بن سلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت:224هـ):( حدثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن أبي صالح، قال: لما قدم أهل اليمن في زمن أبي بكر رحمة الله عليه , فسمعوا القرآن فجعلوا يبكون، فقال أبو بكر الصديق: «هكذا كنا , ثم قست القلوب». ) [فضائل القران: ؟؟](م)

حديث طاووس رضي الله عنه
قالَ أبو عُبيدٍ القاسمُ بن سلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت: 224هـ): (حدثنا قبيصة، عن سفيان، عن ابن جريج، عن طاوس، عن أبيه، وعن الحسن بن مسلم، عن طاوس، قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم: أي الناس أحسن صوتا بالقرآن؟ .
فقال: «الذي إذا سمعته رأيته يخشى الله تعالى».
أو قال: سئل أي الناس أحسن قراءة؟.
فقال: «الذي إذا سمعته رأيته يخشى الله عز وجل».) [فضائل القرآن: ](م)

قالَ أبو عُبيدٍ القاسمُ بن سلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت: 224هـ): (حدثنا إسماعيل بن إبراهيم، عن ليث، عن طاوس، قال: «أحسن الناس صوتا بالقرآن, أخشاهم لله تعالى») [فضائل القرآن: ](م)
*حديث جندب بن عبد الله رحمه الله:
قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ القَاسِمُ بنُ سَلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت: 224 هـ) : ( حدثنا مالك بن إسماعيل، عن أبي قدامة، قال: حدثنا أبو عمران الجوني، عن جندب بن عبد الله البجلي، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( اقرءوا القرآن ما اتفقتم عليه، أو قال: ما اتفقت عليه قلوبكم, فإذا اختلفتم فيه فقوموا عنه)).
حدثنا حجاج، عن حماد بن زيد، عن أبي عمران الجوني، عن جندب بن عبد الله، قال: قال: ولا أعلمه إلا رفعه أنه قال مثل ذلك.
حدثنا حجاج، عن شعبة، عن أبي عمران الجوني، قال: سمعت جندب بن عبد الله، يقول ذلك، ولم يذكر الرفع.
حدثنا محمد بن كثير، عن عبد الله بن شوذب، عن أبي عمران الجوني، قال: كنا نأتي جندب بن عبد الله، فيقول لنا ذلك أيضا ولم يرفعه.
حدثنا معاذ بن معاذ، عن ابن عون، عن أبي عمران الجوني، عن عبد الله بن الصامت، أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال ذلك. ولم يذكره ابن عون عن جندب). [فضائل القرآن : ](م)

*أثر عبد الله بن ... رضي الله عنه:
قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ القَاسِمُ بنُ سَلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت: 224 هـ) : (حدثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن إبراهيم، قال: قال عبد الله: " ليس الخطأ أن يدخل بعض السورة في الأخرى ، ولا أن يختم الآية بحكيم عليم ، أو عليم حكيم ، أو غفور رحيم، ولكن الخطأ أن يجعل فيه ما ليس منه، أو أن يختم آية رحمة بآية عذاب ، أو آية عذاب بآية رحمة ".
قال أبو عبيد: أرى عبد الله إنما أراد بهذا أنه إذا سمع السامع من يقرأ هذه الحروف من نعت الله عز وجل لم يجز له أن يقول: أخطأت، لأنها كلها من نعوت الله، ولكن يقول: هو كذا وكذا على ما قال أبو العالية، وليس وجهه أن يضع كل حرف من هذا في موضع الآخر، وهو عامد لذلك. فإذا سمع رجلا ختم آية رحمة بآية عذاب، أو آية عذاب بآية رحمة، فهناك يجوز له أن يقول: أخطأت. لأنه خلاف الحكاية عن الله عز وجل. فهذا عندنا مذهب عبد الله في الخطأ ). [فضائل القرآن : ](م)

قالَ أبو عُبيدٍ القاسمُ بن سلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت:224هـ): ( حدثنا حجاج، عن حماد بن سلمة، عن ثابت البناني، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن عبد الله بن مسعود: " أنه كان إذا اجتمع إليه إخوانه نشروا المصحف فقرءوا، وفسر لهم" ). [فضائل القرآن: ](م)

*حديث عمران بن الحصين رضي الله عنه:
قالَ سعيدُ بنُ منصورٍ الخُرَاسَانِيُّ (ت:227هـ): (حدثنا جرير بن عبد الحميد , عن منصور, عن خيثمة بن أبي خيثمة الأنصاري البصري قال:"كان رجل يطوف , وهو يقرأ سورة يوسف , ويجتمع الناس عليه , فإذا فرغ سأل" .
فقال الحسن : "كنت مع عمران بن الحصين , فمر بهذا السائل , فقام فاستمع لقراءته , فلما فرغ سأل" .
فقال عمران:"إنا لله وإنا إليه راجعون , اذهب بنا , فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((من قرأ القرآن, فليسأل الله عز وجل , فإنه سيجيء قوم يقرأون القرآن , يسألون به الناس)).) [سنن سعيد بن منصور: 187](م)

حديث فضالة بن عبيد رضي الله عنه
قالَ سعيدُ بنُ منصورٍ الخُرَاسَانِيُّ (ت: 227هـ): (حدثنا الوليد بن مسلم, عن الأوزاعي, عن إسماعيل بن عبيد الله, عن مولى لفضالة بن عبيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لله أشد أذنا إلى الرجل الحسن الصوت بالقرآن من صاحب القينة إلى قينته)).).[سنن سعيد بن منصور:405](م)


*حديث جندب بن عبدالله:
قالَ سعيدُ بنُ منصورٍ الخُرَاسَانِيُّ (ت:227هـ): (حدثنا الحارث بن عبيد الأيادي, عن أبي عمران الجوني , عن جندب بن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( اقرؤوا القرآن , ما ائتلفت عليه قلوبكم , فإذا اختلفتم فقوموا)).) [سنن سعيد بن منصور: 491](م)

*أثر أبي الدرداء رضي الله عنه:
قالَ سعيدُ بنُ منصورٍ الخُرَاسَانِيُّ (ت:227هـ): (حدثنا إسماعيل بن عياش , عن محمد بن يزيد , عن عمير بن ربيعة قال : رأيت أبا الدرداء يدرس القرآن في جماعة من أصحابه).[سنن سعيد بن منصور: 484](م)
*حديث جابر بن عبدالله رضي الله عنه:
قال أبو بكرٍ جَعفرُ بنُ مُحمدٍ الفِرْيابِيُّ(ت:301هـ): (حدثنا وهب بن بقية ، حدثنا خالد ، عن حميد الأعرج ، عن محمد بن المنكدر عن جابر بن عبد الله قال : خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن نقرأ القرآن ، وفينا العجمي والعربي قال : فوقف علينا يستمع فقال: (( اقرءوا وكل حسن ، سيجيء أقوام يقيمونه ، كما تقام القدح يتعجلونه ، ولا يتأجلونه (4))).) [فضائل القرآن:](م)
*حديث سهل بن سعد الأنصاري رضي الله عنه:
أبو بكرٍ جَعفرُ بنُ مُحمدٍ الفِرْيابِيُّ(ت:301هـ): (حدثنا أبو قدامة عبيد الله بن سعيد ، أخبرنا أبو يحيى إسحاق بن سليمان الرازي قال : سمعت موسى بن عبيدة ، . . . يذكر ، عن أخيه عبد الله بن عبيدة ، عن سهل بن سعد الأنصاري قال : "خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ونحن نقتري ويقري (6) بعضنا بعضا ، فقال : ((الحمد لله ، كتاب الله واحد ، فيكم الأخيار ، فيكم الأحمر والأسود ، اقرءوا اقرءوا اقرءوا قبل أن يجيء أقوام يقيمونه كما يقام القدح لا يجاوز (1) تراقيهم (5) يتعجلون أجره ، ولا يأجلونه)).) [فضائل القرآن:](م)

*حديث جندب رضي الله عنه:
قالَ أحمدُ بنُ شُعيبٍ النَّسَائِيُّ (ت:303هـ): ( أخبرنا هارون بن زيد بن يزيد قال: ثنا أبي , قال: ثنا سفيان , عن حجاج بن فرافصة , عن أبي عمران الجوني , عن جندب أن النبي قال : (( اجتمعوا على القرآن ما ائتلفتم عليه , وإذا اختلفتم عليه فقوموا))، وأخبرنا به مرة أخرى , ولم يرفعه). [فضائل القرآن للنَّسائي: ](م)
قالَ أحمدُ بنُ شُعيبٍ النَّسَائِيُّ (ت:303هـ): ( أخبرنا عمرو بن علي قال : ثنا عبد الرحمن , قال: ثنا سلام ابن أبي مطيع , عن أبي عمران الجوني , عن جندب قال قال رسول الله : (( إقرؤوا القرآن ما ائتلفت عليه قلوبكم, فإذا اختلفتم عليه فقوموا)) ). [فضائل القرآن للنَّسائي: ](م)
قالَ أحمدُ بنُ شُعيبٍ النَّسَائِيُّ (ت:303هـ): ( أخبرني عبد الله بن الهيثم قال: ثنا مسلم , قال : ثنا هارون ابن موسى النحوي , قال: ثنا أبو عمران الجوني , عن جندب بن عبد الله قال قال رسول الله : (( إقرؤوا القرآن ما ائتلفت عليه قلوبكم , فإذا اختلفتم فيه فقوموا عنه)) ). [فضائل القرآن للنَّسائي: ](م)

*أثر عمر رضي الله عنه:
قالَ أحمدُ بنُ شُعيبٍ النَّسَائِيُّ (ت:303هـ): ( أخبرني محمد بن إسماعيل بن إبراهيم ، قال: ثنا الأزرق , عن عبد الله بن عون , عن أبي عمران , عن عبد الله بن الصامت قال : قال عمر: "إقرؤوا القرآن ما اتفقتم عليه , فإذا اختلفتم فقوموا"). [فضائل القرآن للنَّسائي: ](م)


قال أبو بكر محمد بن الحسين الآجُرِّيُّ (360هـ) : ( ثمّ إنّ الله عزّ وجلّ وعد لمن استمع إلى كلامه، فأحسن الأدب عند استماعه بالاعتبار الجميل، ولزوم الواجب لاتّباعه، والعمل به، يبشّره منه بكلّ خيرٍ، ووعده على ذلك أفضل الثّواب.
فقال عزّ وجلّ «فبشّر عباد. الّذين يستمعون القول فيتّبعون أحسنه أولئك الّذين هداهم الله وأولئك هم أولوا الألباب» (الزّمر 39/18،17). وقال عزّ وجلّ «وأنيبوا إلى ربّكم وأسلموا له من قبل أن يأتيكم العذاب ثمّ لا تنصرون» إلى قوله «واتّبعوا أحسن ما أنزل إليكم مّن رّبّكم مّن قبل أن يأتيكم العذاب بغتةً وأنتم لا تشعرون» (الزّمر 39/55،54).
قال محمّد بن الحسين: فكلّ كلام ربّنا حسنٌ لمن تلاه، ولمن استمع إليه، وإنّما هذا والله أعلم صفة قومٍ إذا سمعوا القرآن تتّبعوا من القرآن أحسن ما يتقرّبون إلى الله تعالى، ممّا دلّهم عليه مولاهم الكريم،يطلبون بذلك رضاه، ويرجون رحمته، سمعوا الله قال «وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا لعلّكم ترحمون» (الأعراف 7/204)، فكان حسن استماعهم يبعثهم على التّذكّر فيما لهم وعليهم، وسمعوا الله عزّ وجلّ قال «فذكّر بالقرآن من يخاف وعيد» (ق 50/45).
وقد أخبرنا الله عن الجنّ، وحسن استماعهم للقرآن، واستجابتهم فيما يجذبهم إليه، ثمّ رجعوا إلى قومهم، فوعظوهم بما سمعوا من القرآن بأحسن ما يكون من الموعظة. قال الله عزّ وجلّ «قل أوحي إليّ أنّه استمع نفرٌ مّن الجنّ فقالوا إنّا سمعنا قرآنًا عجباً» (الجنّ 72/1).
وقال الله عزّ وجلّ «وإذ صرفنا إليك نفرًا مّن الجنّ يستمعون القرآن فلمّا حضروه قالوا أنصتوا فلمّا قضي ولّوا إلى قومهم مّنذرين. قالوا يا قومنا إنّا سمعنا كتابًا أنزل من بعد موسى مصدّقًا لّما بين يديه يهدي إلى الحقّ وإلى طريقٍ مّستقيمٍ. يا قومنا أجيبوا داعي الله وآمنوا به» (الأحقاف 46/31:29)
قال محمّد بن الحسين: وقد قال الله عزّ وجلّ في سورة ق والقرآن المجيد، ما دلّنا على عظيم ما خلق من السّماوات والأرض، وما بينهما من عجائب حكمته في خلقه، ثمّ ذكر الموت وعظيم شأنه، ثمّ ذكر النّار وعظيم شأنها، ثمّ ذكر الجنّة، وما أعدّ فيها لأوليائه، فقال عزّ وجلّ {لهم مّا يشاؤون فيها ولدينا مزيدٌ} [ق: 50/35] إلى آخر الآية، ثمّ قال بعد ذلك {إنّ في ذلك لذكرى لمن كان له قلبٌ أو ألقى السّمع وهو شهيدٌ} [ق 50/37].
فأخبر جلّ ذكره أنّ المستمع بأذنيه ينبغي أن يكون شاهداً بقلبه ما يتلو، وما يسمع، لينتفع بتلاوته للقرآن، بالاستماع ممّن يتلوه. ).
[أخلاق حملة القرآن: --] (م) تم مراجعته مع المصدر

قال أبو بكر محمد بن الحسين الآجُرِّيُّ (360هـ) : ( - حدّثنا أبو بكر بن أبي داود ثنا إسحاق بن إبراهيم بن زيدٍ ثنا سعد بن الصّلت ثنا الأعمش عن خيثمة عن الحسن قال: مررت أنا وعمران بن حصينٍ على رجلٍ يقرأ سورة يوسف، فقام عمران يستمع لقراءته، فلمّا فرغ سأل، فاسترجع وقال: انطلق، فإنّي سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول: «من قرأ القرآن، فليسأل الله عزّ وجلّ به، فإنّه سيأتي قومٌ يقرءون القرآن، يسألون النّاس به».
(43) وحدّثنا أبو بكرٍ بن عبد الحميد الواسطيّ ثنا يعقوب بن إبراهيم الدّورقيّ ثنا يزيد بن هارون أنا شريك بن عبد الله عن منصورٍ عن خيثمة عن الحسن قال: كنت أمشي مع عمران بن حصينٍ، أحدنا آخذٌ بيد صاحبه، فمررنا بسائلٍ يقرأ القرآن، فاحتبس عمران يستمع القرآن، فلمّا فرغ سأل، فقال عمران: انطلق بنا، فإنّي سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول: «اقرأوا القرآن، واسألوا الله به، فإنّ بعدكم قوماً يقرءون القرآن، يسألون النّاس به». ). [أخلاق حملة القرآن: --](م)
قال أبو بكر محمد بن الحسين الآجُرِّيُّ (360هـ) : ( وأحبّ لمن يلقّن إذا قرئ عليه أن يحسن الاستماع إلى من يقرأ عليه، ولا يشتغل عنه بحديثٍ ولا غيره، فبالحريّ أن ينتفع به من يقرأ عليه، وكذا ينتفع هو أيضاً، ويتدبّر ما يسمع من غيره، وربّما كان سماعه للقرآن من غيره له فيه زيادة منفعةٍ، وأجرٌ عظيمٌ، ويتأوّل قول الله عزّ وجلّ «وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا لعلّكم ترحمون» (الأعراف 7/204).
فإذا لم يتحدّث مع غيره، وأنصت إليه أدركته الرّحمة من الله سبحانه، وكان أنفع للقارئ عليه. وقد قال النّبيّ لعبد الله بن مسعودٍ «اقرأ عليّ»، قال: فقلت: يا رسول الله: أقرأ عليك وعليك أنزل؟، قال: «إنّي أحبّ أن أسمعه من غيري».
- حدّثنا الفريابيّ ثنا محمّد بن الحسن البلخيّ قال: أنا عبد الله بن المبارك قال: أنا سفيان عن سليمان يعني الأعمش عن إبراهيم عن عبيدة عن ابن مسعودٍ قال: قال لي رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «اقرأ عليّ»، فقلت: أقرأ عليك وعليك أنزل !، قال: «إنّي أحبّ أن أسمعه من غيري»، قال: فافتتحت سورة النّساء، فلمّا بلغت «فكيف إذا جئنا من كلّ أمّةٍ بشهيدٍ وجئنا بك على هؤلاء شهيداً» (النّساء 4/41)، قال: فرأيت عينيه تذرفان، فقال لي: «حسبك». ). [أخلاق حملة القرآن: --](م)

قال أبو بكر محمد بن الحسين الآجُرِّيُّ (360هـ) : ( باب: في حسن الصّوت بالقرآن
- أخبرنا الفريابيّ ثنا صفوان بن صالحٍ ثنا محمّد بن شعيبٍ أنا الأوزاعيّ عن إسماعيل بن عبيد الله أنّه حدّثه عن فضالة بن عبيدٍ قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «لله أشدّ أذناً إلى الرّجل الحسن الصّوت بالقرآن، من صاحب القينة إلى القينة».
قال الأوزاعيّ: أذناً يعني: استماعاً.
- وأخبرنا الفريابيّ ثنا أبو قدامة وعمرو بن عليٍّ قالا: ثنا يحيى بن سعيدٍ عن شعبة حدّثني طلحة بن مصرّفٍ عن عبد الرّحمن بن عوسجة عن البراء بن عازبٍ عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: «زيّنوا القرآن بأصواتكم».
- حدّثنا جعفرٌ الصّندليّ ثنا صالح بن أحمد بن حنبل عن أبيه قال: قلت له: قوله صلّى الله عليه وسلّم: «زيّنوا القرآن بأصواتكم» ما معناه؟، قال: التّزيين أن يحسّنه.
قال محمّد بن الحسين: ينبغي لمن رزقه الله حسن الصّوت بالقرآن أن يعلم أنّ الله عزّ وجلّ قد خصّه بخيرٍ عظيمٍ، فليعرف قدر ما خصّه الله عزّ وجلّ به، وليقرأه لله، لا للمخلوقين، وليحذر من الميل إلى أن يستمع منه ليحظى به عند السّامعين، رغبةً في الدّنيا، والميل إلى الثّناء، والجاه عند أبناء الدّنيا، والصّلاة بالملوك دون الصّلاة بعوامّ النّاس.
فمن مالت نفسه إلى ما نهيته عنه خفت أن يكون حسن صوته فتنةً عليه، وإنّما ينفعه حسن صوته إذا خشي الله عزّ وجلّ في السّرّ والعلانية، وكان مراده أن يستمع منه القرآن لينتبه أهل الغفلة عن غفلتهم، فيرغبوا فيما رغّبهم الله عزّ وجلّ، وينتهوا عمّا نهاهم عنه. فمن كانت هذه صفته انتفع بحسن صوته، وانتفع به النّاس.
- حدّثنا عمر بن أيّوب السّقطيّ ثنا عبيد الله بن عمر القواريريّ ثنا عبد الله ابن جعفرٍ ثنا إبراهيم بن إسماعيل عن أبي الزّبير عن جابرٍ رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «أحسن النّاس صوتاً بالقرآن، الّذي إذا سمعته يقرأ حسبته يخشى الله عزّ وجلّ».
- حدّثنا الفريابيّ ثنا محمّد بن الحسن البلخيّ ثنا ابن المبارك أنا يونس بن يزيد عن الزّهريّ قال: بلغنا أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: «إنّ من أحسن النّاس صوتًاً بالقرآن من إذا سمعته يقرأ، أريت أنّه يخشى الله». ).[أخلاق حملة القرآن: --](م)
قال أبو بكر محمد بن الحسين الآجُرِّيُّ (360هـ) : (قال محمّد بن الحسين رحمه الله: فأحبّ لمن قرأ القرآن أن يتحزّن عند قراءته، ويتباكى، ويخشع قلبه، ويتفكّر في الوعد والوعيد، ليستجلب بذلك الحزن. ألم تسمع إلى ما نعت الله عزّ وجلّ من هو بهذه الصّفة، وأخبر بفضلهم، فقال عزّ وجلّ «اللّه نزّل أحسن الحديث كتابًا متشابهًا مثاني تقشعرّ منه جلود الّذين يخشون ربّهم ثمّ تلين جلودهم وقلوبهم إلى ذكر الله» الآية (الزّمر 39/23)، ثمّ ذمّ قوماً استمعوا القرآن، فلم تخشع له قلوبهم، فقال عزّ وجلّ «أفمن هذا الحديث تعجبون. وتضحكون ولا تبكون. وأنتم سامدون» (النّجم 53/59)؛ يعني: لاهين.). [أخلاق حملة القرآن: --](م)
حديث ابن عمر رضي الله عنهما
قالَ أبو الفضلِ عبدُ الرَّحمنِ بنُ أحمدَ الرازيُّ (ت: 454هـ): (أخبرني ابن فناكي, نا الروياني, نا محمد بن معمر, نا حميد بن حماد, عن مسعر, عن عبد الله بن دينار, عن ابن عمر قال‏:‏ قيل للنبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ من أحسن الناس صوتا بالقرآن؟.
قال‏:‏ ‏«‏من إذا سمعت قراءته, أريت أنه يخشى الله»‏‏ ). [فضائل القرآن وتلاوته:67-68](م)
حديث جابر رضي الله عنه
قالَ أبو الفضلِ عبدُ الرَّحمنِ بنُ أحمدَ الرازيُّ (ت:454هـ): (وأخبرني حمزة بن يوسف, نا أبو الحسن الرزاز , نا الفريابي , نا وهب بن بقية ، أنا خالد , عن حميد , عن محمد بن المنكدر, عن جابر بن عبد الله قال‏: ‏"خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم , ونحن نقرأ القرآن , وفينا العجمي والعربي , قال‏:‏ فوقف علينا يستمع , فقال: ((اقرءوا , فكل حسن))" وذكر الحديث‏). [فضائل القرآن وتلاوته: 59 ](م)
حديث أنس بن مالك رضي الله عنه
قالَ أبو الفضلِ عبدُ الرَّحمنِ بنُ أحمدَ الرازيُّ (ت:454هـ): ( وأخبرني حمزة , نا أبو الحسن , نا الفريابي , نا قتيبة بن سعيد , نا ابن لهيعة , عن بكر بن سوادة , عن أبي حمزة الخولاني‏, عن أنس بن مالك قال‏:‏ "خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما , ونحن نقترئ فقال‏:‏ (( ‏إن فيكم خيرا ))" , وذكر الحديث‏). [فضائل القرآن وتلاوته: 60 - 61 ](م)

قالَ عَلَمُ الدِّينِ عليُّ بنُ محمَّدٍ السَّخَاوِيُّ (ت:643هـ): (وعن عبد الملك بن عمير قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إني قارئ عليكم سورة، فمن بكى فله الجنة))، فقرأها فلم يبك أحد، ثم أعاد الثانية، ثم الثالثة. فقال: ((ابكوا، فإن لم تبكوا فتباكوا)).).[جمال القراء:1/95](م)
قالَ عَلَمُ الدِّينِ عليُّ بنُ محمَّدٍ السَّخَاوِيُّ (ت:643هـ): ( وعن الحسن قال: مررت أنا وعمران بن حصين على رجل يقرأ سورة (يوسف)، فقام عمران يستمع لقراءته، فلما فرغ سأل، فاسترجع عمران وقال: انطلق، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((من قرأ القرآن فليسأل الله به، فإنه سيأتي قوم يقرءون القرآن يسألون الناس به)). ) [جمال القراء:1/112](م)
قال أبو زكريَّا يَحْيَى بْنُ شَرَفٍ النَّوَوِيُّ (ت: 676هـ): ([فصل]
ومما يعتنى به ويتأكد الأمر به احترام القرآن من أمور قد يتساهل فيها بعض الغافلين القارئين مجتمعين فمن ذلك اجتناب الضحك واللغط والحديث في خلال القراءة إلا كلاما يضطر إليه وليمتثل قد قول الله تعالى: {وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا لعلكم ترحمون}.
وليقتد بما رواه ابن أبي داود عن ابن عمر رضي الله عنهما أنه كان إذا قرأ القرآن لا يتكلم حتى يفرغ منه، ذكره في كتاب التفسير في قوله تعالى: {نساؤكم حرث لكم}، ومن ذلك العبث باليد وغيرها فإنه يناجي ربه سبحانه وتعالى فلا يعبث بين يديه ومن ذلك النظر إلى ما يلهي ويبدد الذهن.
وأقبح من هذا كله النظر إلى ما لا يجوز النظر إليه كالأمرد وغيره فإن النظر إلى الأمرد الحسن من غير حاجة حرام سواء كان بشهوة أو بغيرها سواء أمن الفتنة أو لم يأمنها هذا هو المذهب الصحيح المختار عند العلماء وقد نص على تحريمه الإمام الشافعي ومن لا يحصى من العلماء ودليله قوله تعالى: {قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم}، ولأنه في معنى المرأة بل ربما كان بعضهم أو كثير منهم أحسن من كثير من النساء ويتمكن من أسباب الريبة فيه ويتسهل من طرق الشر في حقه ما لا يتسهل في حق المرأة فكان تحريمه أولى وأقاويل السلف في التنفير منهم أكثر من أن تحصى وقد سموهم الأنتان لكونهم مستقذرين شرعا.
وأما النظر إليه في حال البيع والشراء والأخذ والإعطاء والتطبب والتعليم ونحوها من مواضع الحاجة- فجائز للضرورة لكن يقتصر الناظر على قدر الحاجة ولا يديم النظر من غير ضرورة وكذا المعلم إنما يباح له النظر الذي يحتاج إليه.
ويحرم عليهم كلهم في كل الأحوال النظرة بشهوة ولا يختص هذا بالأمرد بل يحرم على كل مكلف النظر بشهوة إلى كل أحد رجلا كان أو امرأة محرما كانت المرأة أو غيرها إلا الزوجة أو المملوكة التي يملك الاستمتاع بها، حتى قال أصحابنا: (يحرم النظر بشهوة إلى محارمه كأخته وأمه) والله أعلم.
وعلى الحاضرين مجلس القراءة إذا رأوا شيئا من هذه المنكرات المذكورة أو غيرها أن ينهوا عنه حسب الإمكان باليد لمن قدر وباللسان لمن عجز عن اليد وقدر على اللسان وإلا فلينكر بقلبه والله أعلم.). [التبيان في آداب حملة القرآن:91- 93](م)
قال أبو زكريَّا يَحْيَى بْنُ شَرَفٍ النَّوَوِيُّ (ت: 676هـ): ([فصل] في استحباب قراءة الجماعة مجتمعين وفضل القارئين من الجماعة والسامعين وبيان فضيلة من جمعهم عليها وحرضهم وندبهم إليها
اعلم أن قراءة الجماعة مجتمعين مستحبة بالدلائل الظاهرة وأفعال السلف والخلف المتظاهرة؛ فقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم من رواية أبي هريرة وأبي سعيد الخدري رضي الله عنهما أنه قال: ((ما من قوم يذكرون الله إلا حفت بهم الملائكة وغشيتهم الرحمة ونزلت عليهم السكينة وذكرهم الله فيمن عنده صلى الله عليه وسلم)). قال الترمذي حديث حسن صحيح.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله تعالى يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة وذكره الله فيمن عنده)). رواه مسلم وأبو داود بإسناد صحيح على شرط البخاري ومسلم.
وعن معاوية رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج على حلقة من أصحابه فقال: ((ما يجلسكم قالوا جلسنا نذكر الله تعالى ونحمده لما هدانا للإسلام ومن علينا به فقال أتاني جبريل عليه السلام فأخبرني أن الله تعالى يباهي بكم الملائكة)). رواه الترمذي والنسائي وقال الترمذي حديث حسن صحيح والأحاديث في هذا كثيرة.
وروى الدارمي بإسناده عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: (من استمع إلى آية من كتاب الله كانت له نورا).
وروى ابن أبي داود: أن أبا الدرداء رضي الله عنه كان يدرس القرآن معه نفر يقرؤون جميعا.
وروى ابن أبي داود فعل الدراسة مجتمعين عن جماعات من أفاضل السلف والخلف وقضاة المتقدمين.
وعن حسان بن عطية والأوزاعي أنهما قالا: (أول من أحدث الدراسة في مسجد دمشق هشام بن إسماعيل في مقدمته على عبد الملك).
وأما ما روى ابن أبي داود عن الضحاك بن عبد الرحمن بن عرزب: أنه أنكر هذه الدراسة وقال: "ما رأيت ولا سمعت وقد أدركت أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم"؛ يعني: ما رأيت أحدا فعلها.
وعن ابن وهب قال: (قلت لمالك أرأيت القوم يجتمعون فيقرؤون جميعا سورة واحدة حتى يختموها، فأنكر ذلك وعابه وقال: (ليس هكذا تصنع الناس إنما كان يقرأ الرجل على الآخر يعرضه)).
فهذا الإنكار منهما مخالف لما عليه السلف والخلف ولما يقتضيه الدليل فهو متروك، والاعتماد على ما تقدم من استحبابها، لكن القراءة في حال الاجتماع لها شروط قدمناها ينبغي أن يعتنى بها والله أعلم.
وأما فضيلة من يجمعهم على القراءة ففيها نصوص كثيرة كقوله صلى الله عليه وسلم : ((الدال على الخير كفاعله))، وقوله صلى الله عليه وسلم: ((لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من حمر النعم))، والأحاديث فيه كثيرة مشهورة.
وقد قال الله تعالى: {وتعاونوا على البر والتقوى}، ولا شك في عظم أجر الساعي في ذلك). [التبيان في آداب حملة القرآن:99- 103](م)


قال أبو زكريَّا يَحْيَى بْنُ شَرَفٍ النَّوَوِيُّ (ت: 676هـ): (وأما القراءة بالألحان فقد قال الشافعي رحمه الله في موضع: أكرهها، وقال في موضع: لا أكرهها.
قال أصحابنا: ليست على قولين بل فيه تفصيل؛ إن أفرط في التمطيط فجاوز الحد فهو الذي كرهه، وإن لم يجاوز فهو الذي لم يكرهه.
وقال أقضى القضاة الماوردي في كتابه "الحاوي": القراءة بالألحان الموضوعة إن أخرجت لفظ القرآن عن صيغته بإدخال حركات فيه أو إخراج حركات منه أو قصر ممدود أو مد مقصور أو تمطيط يخفي به بعض اللفظ، ويتلبس المعنى؛ فهو حرام، يفسق به القارئ، ويأثم به المستمع؛ لأنه عدل به عن نهجه القويم إلى الاعوجاج والله تعالى يقول: {قرآنا عربيا غير ذي عوج}، قال: وإن لم يخرجه اللحن عن لفظه وقراءته على ترتيله كان مباحاً؛ لأنه زاد على ألحانه في تحسينه هذا كلام أقضى القضاة.
وهذا القسم الأول من القراءة بالألحان المحرمة مصيبة ابتلي بها بعض الجهلة الطغام الغشمة الذين يقرؤون على الجنائز وبعض المحافل، وهذه بدعة محرمة ظاهرة، يأثم كل مستمع لها كما قاله أقضى القضاة الماوردي، ويأثم كل قادر على إزالتها أو على النهي عنها إذا لم يفعل ذلك، وقد بذلت فيها بعض قدرتي وأرجو من فضل الله الكريم أن يوفق لإزالتها من هو أهل لذلك وأن يجعله في عافية. ). [التبيان في آداب حملة القرآن:111- 112](م)
قالَ مُحَمَّدُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ بَهَادرَ الزَّرْكَشِيُّ (ت: 794هـ): (النوع التاسع والعشرون: في آداب تلاوته وكيفيتها
استماع القرآن والتفهم لمعانيه من الآداب المحثوث عليها ويكره التحدث بحضور القراءة قال الشيخ أبو محمد بن محمد عبد السلام والاشتغال عن السماع بالتحدث بما لا يكون أفضل من الاستماع سوء أدب على الشرع وهو يقتضي أنه لا بأس بالتحدث للمصلحة). [البرهان في علوم القرآن:1/449-480]

قالَ جلالُ الدينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أبي بكرِ السيوطيُّ (ت: 911هـ):(النوع الخامس والثلاثون
يسن الاستماع لقراءة القرآن وترك اللغط والحديث بحضور القراءة قال تعالى: {وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا لعلكم ترحمون} ).[الإتقان في علوم القرآن:2/657-727]
قالَ مُحمَّدُ بنُ عبدِ الوهَّابِ التميميُّ (ت: 1206هـ) :( عن جابر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (( اقرؤوا القرآن وابتغوا به وجه الله عز وجل قبل أن يأتي قوم يقيمونه إقامة القدح يتعجلونه ولا يتأجلونه)) رواه أبو داود وله معناه من حديث سهل بن سعد،
وعن عمران أنه مر برجل يقرأ على قوم فلما فرغ سأله فقال عمران : "إنا لله وإنا إليه راجعون إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ((من قرأ القرآن فليسأل الله ( تبارك وتعالى ) به فإنه سيجيء قوم يقرأون القرآن يسألون به الناس))" رواه أحمد والترمذي ). [فضائل القرآن: ](م)
قالَ مُحمَّدُ بنُ عبدِ الوهَّابِ التميميُّ (ت: 1206هـ) :( في الصحيح عن جندب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ((اقرؤوا القرآن ما ائتلفت قلوبكم فإذا اختلفتم فقوموا عنه)) ، ولهما عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في مرضه : ((ائتوني بكتاب أكتب لكم كتابا لن تضلوا بعده)) قال : فقال عمر : " إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد غلبه الوجع وإن عندنا كتاب الله حسبنا ، وقال بعضهم : بل ائتوا بكتاب . فاختلفوا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((قوموا عني ولا ينبغي عند نبي تنازع)) " ، ولمسلم عن ابن مسعود أنه قرأ سورة يوسف فقال رجل : ما هكذا أنزلت فقال :" أتكذب بالكتاب ؟"). [فضائل القرآن: ](م)
فضل الاجتماع لتلاوة القرآن وسماعه
حديث فضالة بن عبيد رضي الله عنه
قالَ أبو عُبيدٍ القاسمُ بن سلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت: 224هـ): (حدثني هشام بن عمار، عن يحيى بن حمزة، عن الأوزاعي، قال: حدثني إسماعيل بن عبيد الله، عن فضالة بن عبيد، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لله أشد أذانا إلى الرجل الحسن الصوت بالقرآن من صاحب القينة إلى قينته». .
قال أبو عبيد: هذا الحديث بعضهم يزيد في إسناده يقول: عن إسماعيل بن عبيد الله، عن مولى فضالة، عن فضالة. وقوله: «أشد أذانا» .
هكذا الحديث وهو في كلام العرب: «أشد أذنا» , يعني الاستماع. وهو قوله في الحديث الآخر: «ما أذن الله لشيء», أي: ما استمع) [فضائل القرآن: ](م)
حديث أبي هريرة رضي الله عنه
قالَ أبو عُبيدٍ القاسمُ بن سلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت: 224هـ): (حدثنا إسماعيل بن جعفر، عن محمد بن عمرو بن علقمة، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((ما أذن الله لشيء كإذنه لنبي يتغنى بالقرآن يجهر به)).). [فضائل القرآن: ](م)
قالَ أبو عُبيدٍ القاسمُ بن سلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت: 224هـ): (حدثنا عبد الله بن صالح، عن الليث بن سعد، عن يونس بن يزيد، عن ابن شهاب، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، مثل ذلك، ولم يرفعه). [فضائل القرآن: ]
حديث فضالة بن عبيد رضي الله عنه
قالَ سعيدُ بنُ منصورٍ الخُرَاسَانِيُّ (ت: 227هـ): (حدثنا الوليد بن مسلم, عن الأوزاعي, عن إسماعيل بن عبيد الله, عن مولى لفضالة بن عبيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لله أشد أذنا إلى الرجل الحسن الصوت بالقرآن من صاحب القينة إلى قينته)).).[سنن سعيد بن منصور:405](م)
حديث أبي هريرة رضي الله عنه
قالَ أحمدُ بنُ شُعيبٍ النَّسَائِيُّ (ت:303هـ): ( أخبرنا قتيبة بن سعيد قال: ثنا سفيان, عن الزهري, عن أبي سلمة, عن أبي هريرة : أن النبي قال: (( ما أذن الله لشيء, يعني: أذنه لنبي يتغنى بالقرآن)) ). [فضائل القرآن للنَّسائي: ](م)


حديث أبي هريرة رضي الله عنه
قالَ أحمدُ بنُ شُعيبٍ النَّسَائِيُّ (ت:303هـ): ( أخبرنا أبو صالح المكي قال: ثنا ابن أبي حازم, عن يزيد بن عبد الله, عن محمد بن إبراهيم , عن أبي سلمة , عن أبي هريرة : أنه سمع رسول الله يقول : (( ما أذن الله لشيء ما أذن لنبي , حسن الصوت بالقرآن يجهر به)) ). [فضائل القرآن للنَّسائي: ](م)
قالَ أحمدُ بنُ شُعيبٍ النَّسَائِيُّ (ت:303هـ): ( أخبرنا محمد بن رافع قال: ثنا عبد الرزاق, قال: ثنا معمر, عن الزهري, عن أبي سلمة بن عبد الرحمن, عن أبي هريرة قال: قال رسول الله : (( ما أذن الله لشيء ما أذن لنبي أن يتغنى بالقرآن)) ). [فضائل القرآن للنَّسائي: ](م)
قال أبو بكر محمد بن الحسين الآجُرِّيُّ (360هـ) : (ثمّ إنّ الله عزّ وجلّ وعد لمن استمع إلى كلامه، فأحسن الأدب عند استماعه بالاعتبار الجميل، ولزوم الواجب لاتّباعه، والعمل به، يبشّره منه بكلّ خيرٍ، ووعده على ذلك أفضل الثّواب.
فقال عزّ وجلّ «فبشّر عباد. الّذين يستمعون القول فيتّبعون أحسنه أولئك الّذين هداهم الله وأولئك هم أولوا الألباب» (الزّمر 39/18،17). وقال عزّ وجلّ «وأنيبوا إلى ربّكم وأسلموا له من قبل أن يأتيكم العذاب ثمّ لا تنصرون» إلى قوله «واتّبعوا أحسن ما أنزل إليكم مّن رّبّكم مّن قبل أن يأتيكم العذاب بغتةً وأنتم لا تشعرون» (الزّمر 39/55،54).
... ومن كانت هذه صفته عند تلاوته للقرآن، وعند استماعه من غيره، كان القرآن له شفاءً، فاستغنى بلا مالٍ، وعزّ بلا عشيرةٍ، وأنس بما يستوحش منه غيره،...). [أخلاق حملة القرآن: --](م)
قال أبو بكر محمد بن الحسين الآجُرِّيُّ (360هـ) : (باب: فضل الاجتماع في المسجد لدرس القرآن
- حدّثنا الفريابيّ ثنا إسحاق بن راهويه أخبرنا جريرٌ يعني ابن عبد الحميد عن الأعمش عن أبي صالحٍ عن أبي هريرة عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: «ما تجالس قومٍ في بيتٍ من بيوت الله، يتلون كتاب الله، ويتدارسونه بينهم، إلا حفّت بهم الملائكة، وغشيتهم الرّحمة، وذكرهم الله فيمن عنده، ومن أبطأ به عمله، لم يسرع به نسبه».
- وحدّثنا الفريابيّ أيضاً قال: ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ثنا أبو معاوية عن الأعمش عن أبي صالحٍ عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «ما اجتمع قومٌ في بيتٍ من بيوت الله عزّ وجلّ، يتلون كتاب الله، ويتدارسونه بينهم، إلا نزلت عليهم السّكينة، وغشيتهم الرّحمة، وحفّت بهم الملائكة، وذكرهم الله فيمن عنده».
- حدّثنا الفريابيّ ثنا منجاب بن الحارث ثنا أبو الأحوص عن هارون بن عنترة عن أبيه قال: قلت لابن عبّاسٍ: أيّ العمل أفضل؟، قال: ذكر الله أكبر، وما جلس قومٌ في بيتٍ من بيوت الله عزّ وجلّ، يتدارسون فيه كتاب الله، ويتعاطونه بينهم، إلا أظلتهم الملائكة بأجنحتها، وكانوا أضياف الله تعالى ما داموا فيه، حتّى يخوضوا في حديثٍ غيره.). [أخلاق حملة القرآن: --](م)
قال أبو بكر محمد بن الحسين الآجُرِّيُّ (360هـ) : ( باب: في حسن الصّوت بالقرآن
- أخبرنا الفريابيّ ثنا صفوان بن صالحٍ ثنا محمّد بن شعيبٍ أنا الأوزاعيّ عن إسماعيل بن عبيد الله أنّه حدّثه عن فضالة بن عبيدٍ قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «لله أشدّ أذناً إلى الرّجل الحسن الصّوت بالقرآن، من صاحب القينة إلى القينة».
قال الأوزاعيّ: أذناً يعني: استماعاً.). [أخلاق حملة القرآن: --](م)

قالَ الحُسَيْنُ بنُ مَسْعُودٍ البَغَوِيُّ (ت: 516هـ): (أخبرنا عبد الواحد المليحيّ، أخبرنا أحمد بن عبد اللّه النّعيميّ، أخبرنا محمّد بن يوسف، حدّثنا محمّد بن إسماعيل، حدّثنا إبراهيم بن حمزة، حدّثني ابن أبي حازمٍ عن يزيد، يعني ابن الهاد، عن محمّد بن إبراهيم عن أبي سلمة بن عبد الرّحمن عن أبي هريرة أنّه سمع النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم يقول: ((ما أذن اللّه لشيءٍ ما أذن لنبيٍّ حسن الصّوت يتغنّى بالقرآن يجهر به)).تم). [معالم التنزيل: 8/601](م)
قال أبو زكريَّا يَحْيَى بْنُ شَرَفٍ النَّوَوِيُّ (ت: 676هـ): ([فصل] في استحباب قراءة الجماعة مجتمعين وفضل القارئين من الجماعة والسامعين وبيان فضيلة من جمعهم عليها وحرضهم وندبهم إليها
اعلم أن قراءة الجماعة مجتمعين مستحبة بالدلائل الظاهرة وأفعال السلف والخلف المتظاهرة؛ فقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم من رواية أبي هريرة وأبي سعيد الخدري رضي الله عنهما أنه قال: ((ما من قوم يذكرون الله إلا حفت بهم الملائكة وغشيتهم الرحمة ونزلت عليهم السكينة وذكرهم الله فيمن عنده صلى الله عليه وسلم)). قال الترمذي حديث حسن صحيح.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله تعالى يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة وذكره الله فيمن عنده)). رواه مسلم وأبو داود بإسناد صحيح على شرط البخاري ومسلم.
وعن معاوية رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج على حلقة من أصحابه فقال: ((ما يجلسكم قالوا جلسنا نذكر الله تعالى ونحمده لما هدانا للإسلام ومن علينا به فقال أتاني جبريل عليه السلام فأخبرني أن الله تعالى يباهي بكم الملائكة)). رواه الترمذي والنسائي وقال الترمذي حديث حسن صحيح والأحاديث في هذا كثيرة.
وروى الدارمي بإسناده عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: (من استمع إلى آية من كتاب الله كانت له نورا).
وروى ابن أبي داود: أن أبا الدرداء رضي الله عنه كان يدرس القرآن معه نفر يقرؤون جميعا.
وروى ابن أبي داود فعل الدراسة مجتمعين عن جماعات من أفاضل السلف والخلف وقضاة المتقدمين.
وعن حسان بن عطية والأوزاعي أنهما قالا: (أول من أحدث الدراسة في مسجد دمشق هشام بن إسماعيل في مقدمته على عبد الملك).
وأما ما روى ابن أبي داود عن الضحاك بن عبد الرحمن بن عرزب: أنه أنكر هذه الدراسة وقال: "ما رأيت ولا سمعت وقد أدركت أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم"؛ يعني: ما رأيت أحدا فعلها.
وعن ابن وهب قال: (قلت لمالك أرأيت القوم يجتمعون فيقرؤون جميعا سورة واحدة حتى يختموها، فأنكر ذلك وعابه وقال: (ليس هكذا تصنع الناس إنما كان يقرأ الرجل على الآخر يعرضه)).
فهذا الإنكار منهما مخالف لما عليه السلف والخلف ولما يقتضيه الدليل فهو متروك، والاعتماد على ما تقدم من استحبابها، لكن القراءة في حال الاجتماع لها شروط قدمناها ينبغي أن يعتنى بها والله أعلم.
وأما فضيلة من يجمعهم على القراءة ففيها نصوص كثيرة كقوله صلى الله عليه وسلم : ((الدال على الخير كفاعله))، وقوله صلى الله عليه وسلم: ((لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من حمر النعم))، والأحاديث فيه كثيرة مشهورة.
وقد قال الله تعالى: {وتعاونوا على البر والتقوى}، ولا شك في عظم أجر الساعي في ذلك). [التبيان في آداب حملة القرآن:99- 103](م)



[فصل] في الإدارة بالقرآن
قال أبو زكريَّا يَحْيَى بْنُ شَرَفٍ النَّوَوِيُّ (ت: 676هـ): ([فصل] في الإدارة بالقرآن
وهو أن يجتمع جماعة يقرأ بعضهم عشرا أو جزءا أو غير ذلك ثم يسكت ويقرأ الأخر من حيث انتهى الأول، ثم يقرأ الآخر، وهذا جائز حسن، وقد سئل مالك رحمه الله تعالى عنه فقال: (لا بأس به).). [التبيان في آداب حملة القرآن: 103](م)
قالَ جلالُ الدينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أبي بكرِ السيوطيُّ (ت: 911هـ):(النوع الخامس والثلاثون
قال النووي: ... ولا بأس باجتماع الجماعة في القراءة ولا بإدارتها وهي أن يقرأ بعض الجماعة قطعة ثم البعض قطعة بعدها .).[الإتقان في علوم القرآن:2/657-727](م)


مسألة: استحباب طلب القراءة من حسن الصوت والإصغاء إليها.
حديث عبد الله
قالَ سعيدُ بنُ منصورٍ الخُرَاسَانِيُّ (ت:227هـ): (حدثنا سفيان , عن المسعودي, عن القاسم بن عبد الرحمن, عن عبد الله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له: ((اقرأ علي)) ، فقال له عبد الله: "أقرأ عليك وعليك أنزل" .
فقال: (( إني أحب أن أسمعه من غيري )) . فقرأ عليه عبد الله سورة النساء حتى إذا بلغ: {فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا} , فاستعبر رسول الله صلى الله عليه وسلم , وأمسك عبد الله). [سنن سعيد بن منصور: 212](م)
حديث أبي الضحى
قالَ سعيدُ بنُ منصورٍ الخُرَاسَانِيُّ (ت:227هـ): (حدثنا أبو الأحوص , عن سعيد بن مسروق, عن أبي الضحى قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعبد الله: (( اقرأ )) . فقال: "يا رسول الله , كيف أقرأ عليك وعليك أنزل؟"
قال: (( إني أحب أن أسمعه من غيري )) , وافتتح عبد الله سورة النساء وقرأ حتى بلغ: {فكيف إذا جئنا من أكل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا} , ذرفت عيناه وقال: (( حسبك)) ). [سنن سعيد بن منصور: 216](م)
حديث عبيدة
قالَ سعيدُ بنُ منصورٍ الخُرَاسَانِيُّ (ت:227هـ): (حدثنا إبراهيم بن سليمان مؤدب أبي عبد الله , عن الأعمش , عن إبراهيم , عن عبيدة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعبد الله: (( اقرأ علي )). قال: "أقرأ عليك وعليك أنزل؟" .
فقال: (( إني أحب أن أسمعه من غيري )) , فقرأ سورة النساء حتى انتهى إلى قوله: {فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا} , قال: فغمزني , فنظرت , فإذا دموعه تنحدر). [سنن سعيد بن منصور: 218](م)
أثر عبد الله
قالَ سعيدُ بنُ منصورٍ الخُرَاسَانِيُّ (ت:227هـ): (حدثنا هشيم , عن مغيرة , عن إبراهيم قال : قرأ علقمة على عبد الله , وكان حسن الصوت, فقال عبد الله : " رتل فداك أبي وأمي , فإنه زين القرآن"). [سنن سعيد بن منصور: 225](م)
حديث ابن مسعود رضي الله عنه
قالَ سعيدُ بنُ منصورٍ الخُرَاسَانِيُّ (ت:227هـ): (حدثنا خالد بن عبد الله , قال نا حصين , عن هلال بن يساف, عن أبي حيان الأشجعي قال لقي رجل عبد الله فقال له : " اقرأ علي" . فقال ابن مسعود إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لي: (( اقرأ علي )).
فقلت: "يا رسول الله , أليس منك تعلمته؟ " ، فقال:(( بلى , ولكني أحب أن أسمعه من غيري)) ). [سنن سعيد بن منصور:236 - 237](م)
سورة النساء
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ البخاريُّ (ت: 256هـ): (حدّثنا صدقة، أخبرنا يحيى، عن سفيان، عن سليمان، عن إبراهيم، عن عبيدة، عن عبد اللّه، - قال يحيى: بعض الحديث، عن عمرو بن مرّة - قال:قال لي النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: ((اقرأ عليّ)) قلت: أأقرأ عليك وعليك أنزل؟ قال: ((فإنّي أحبّ أن أسمعه من غيري)) فقرأت عليه سورة النّساء، حتّى بلغت: {فكيف إذا جئنا من كلّ أمّةٍ بشهيدٍ وجئنا بك على هؤلاء شهيدًا} [النساء:41] قال: ((أمسك)) فإذا عيناه تذرفان). [صحيح البخاري:6/45](م)
- قال محمدُ بنُ يوسف بنِ عليٍّ الكَرْمانيُّ (ت: 786هـ): (قوله: (صدقة) أخت الزكاة (ابن الفضل) بسكون المعجمة و(يحيى) أي القطان و(سفيان) أي الثوري و(سليمان) أي الأعمش و(إبراهيم) أي النخعي و(عبيدة) بفتح المهملة السلماني و(عمرو بن مرة) بضم الميم وشدة الراء الجملي بفتح الجيم التابعي وقد ذكر البخاري كلام يحيى للتقوية وإلا فإسناد عمرو مقطوع وبعض الحديث مجهول و(يذرفان) بكسر الراء يسيل منهما الدمع). [شرح الكرماني: 17/79-80](م)
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله حدثنا صدقة هو بن الفضل ويحيى هو القطّان وسفيان هو الثّوريّ وسليمان هو الأعمش وإبراهيم هو النّخعيّ وعبيدة بفتح أوّله هو بن عمرو وعبد الله هو بن مسعودٍ والإسناد كلّه سوى شيخ البخاريّ وشيخه كوفيّون فيه ثلاثةٌ من التّابعين في نسقٍ أوّلهم الأعمش قوله قال يحيي هو القطان وهو موصولٌ بالإسناد المذكور قوله بعض الحديث عن عمرو بن مرّةٍ أي من رواية الأعمش عن عمرو بن مرّة عن إبراهيم وقد ورد ذلك واضحًا في فضائل القرآن حيث أخرجه المصنّف عن مسدّدٍ عن يحيى القطّان بالإسناد المذكور وقال بعده قال الأعمش وبعض الحديث حدّثني عمرو بن مرّة عن إبراهيم يعني بإسناده ويأتي شرح الحديث هناك إن شاء اللّه تعالى.
وقال الكرمانيّ إسناد عمرٍو مقطوعٌ وبعض الحديث مجهولٌ قلت عبّر عن المنقطع بالمقطوع لقلّة اكتراثه بمراعاة الاصطلاح وأما قوله مجهول فيريد ما حدّثه به عمرو بن مرّة فكأنّه ظنّ أنّه أراد أنّ البعض عن هذا والبعض عن هذا وليس كذلك وإنّما هو عنده كلّه في الرّواية الآتية وبعضه في أثنائه أيضا). [فتح الباري: 8/251](م)
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ): (حدّثنا صدقة أخبرنا يحيى عن سفيان عن سليمان عن إبراهيم عن عبيدة عن عبد الله قال يحيى بعض الحديث عن عمرو بن مرّة قال: قال لي النبيّ صلى الله عليه وسلم: ((اقرأ عليّ)) قلت: اقرأ عليك وعليك أنزل قال: ((فإنّي أحبّ أن أسمعه من غيري)) فقرأت عليه سورة النّساء حتّى بلغت{فكيف إذا جئنا من كلّ أمّةٍ بشهيدٍ وجئنا بك على هؤلاء شهيدا} قال: ((أمسك)) فإذا عيناه تذرفان.
مطابقته للتّرجمة ظاهرة. وصدقة هو ابن الفضل أبو الفضل المروزي، ويحيى بن سعيد القطّان، وسفيان هو الثّوريّ، وسليمان هو الأعمش، وإبراهيم هو النّخعيّ، وعبيدة، بفتح العين وكسر الباء الموحدة: ابن عمرو السّلماني.
ومن سفيان إلى آخره كلهم كوفيون، وفيه: ثلاثة من التّابعين على نسق واحد وهم لسليمان وإبراهيم وعبيدة، وعبد الله هو ابن مسعود، وعمرو بفتح العين، ابن مرّة، بضم الميم وتشديد الرّاء، الجملي بفتح الجيم التّابعيّ.
والحديث أخرجه البخاريّ في فضائل القرآن عن محمّد بن يوسف وعن عمر بن حفص وعن مسدّد. وأخرجه مسلم في الصّلاة عن أبي بكر وغيره، وأخرجه أبو داود في العلم عن عثمان بن أبي شيبة. وأخرجه التّرمذيّ في التّفسير عن محمود بن غيلان وغيره. وأخرجه النّسائيّ فيه عن هناد بن السّري به وفي فضائل القرآن عن سويد بن نصر به وعن غيره.
قوله: (قال يحيى) هو القطّان،
وقال الكرماني: قد ذكر البخاريّ كلام يحيى للتقوية، وإلاّ فإسناد عمرو مقطوع وبعض الحديث مجهول، قلت: ظاهره كذا، ولكنه أوضحه في فضائل القرآن في: باب البكاء عند قراءة القرآن عن مسدّد عن يحيى عن سفيان عن الأعمش عن إبراهيم عن عبيدة عن عبد الله.
قال الأعمش: وبعض الحديث حدثني عمرو بن مرّة عن إبراهيم عن أبيه عن أبي الضّحى عن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((اقرأ عليّ)) الحديث.
قوله: ((اقرأ عليّ)) فيه أن القراءة من الغير أبلغ في التدبر والتفهم من قراءة الإنسان بنفسه، وفيه فضل ظاهر لعبد الله بن مسعود، رضي الله تعالى عنه، وفي (تفسير عبد) لما قرأ عبد الله هذه الآية قال سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من سره أن يقرأ القرآن غضا كما نزل فليقرأه على قراءة ابن أم عبد)).
قوله: (فإذا عيناه)، كلمة إذا للمفاجأة. (وعيناه) مبتدأ، وتذرفان، خبره، أي: عينا رسول الله صلى الله عليه وسلم، تطلقان دمعهما يقال: ذرف الدمع بالذّال المعجمة، وذرفت العين دمعها. وفي بكاء النّبي صلى الله عليه وسلم، وجوه:
الأول: قال ابن الجوزيّ: بكاؤه صلى الله عليه وسلم، عند هذه الآية الكريمة لأنّه لا بد من أداء الشّهادة والحكم على المشهود عليه إنّما
يكون يقول الشّاهد، فلمّا كان صلى الله عليه وسلم، هو الشّاهد وهو الشافع بكى على المفرطين منهم.
الثّاني: أنه بكى لعظم ما تضمنته هذه الآية الكريمة من هول المطلع وشدّة الأمر إذ يؤتي بالأنبياء عليهم السّلام، شهداء على أممهم بالتصديق والتكذيب.
الثّالث: أنه بكى فرحا لقبول شهادة أمته صلى الله عليه وسلم، يوم القيامة وقبول تزكيته لهم في ذلك اليوم العظيم). [عمدة القاري:18/232-233](م)
- قالَ جلالُ الدينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أبي بكرِ السيوطيُّ (ت: 911هـ): ( (حدثنا صدقة بن الفضل) لابن السكن بدله: «ثنا سنيد»، وهو الحسين بن داود المصيصي حافظ له تفسير، لكنه ضعيف ولا ذكر له في البخاري إلا في هذا الموضع إن كان ابن السكن حفظه.
قال ابن حجر: يحتمل أن يكون البخاري أخرج الحديث عنهما معا فاقتصر الأكثر على صدقة لثقته، واقتصر ابن السكن على سنيد بقرينة التفسير). [التوشيح:7/2814](م)
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ): (حدّثنا صدقة أخبرنا يحيى، عن سفيان عن سليمان، عن إبراهيم عن عبيدة، عن عبد اللّه قال يحيى: بعض الحديث عن عمرو بن مرّة قال: قال لي النّبيّ -صلّى اللّه عليه وسلّم-: ((اقرأ عليّ)) قلت: آقرأ عليك وعليك أنزل؟ قال: ((فإنّى أحبّ أن أسمعه من غيري)) فقرأت عليه سورة النّساء حتّى بلغت {فكيف إذا جئنا من كلّ أمّةٍ بشهيدٍ وجئنا بك على هؤلاء شهيدًا} قال: ((أمسك)) فإذا عيناه تذرفان. [الحديث 4582 - أطرافه في: 5049 - 5050 - 5055 - 5056].
وبه قال: (حدّثنا صدقة) بن الفضل المروزي قال: (أخبرنا) ولأبي ذر أخبرني بالإفراد (يحيى) بن سعيد القطان (عن سفيان) الثوري (عن سليمان) بن مهران الأعمش (عن إبراهيم) النخعي (عن عبيدة) بفتح العين وكسر الموحدة ابن عمرو السلماني.
(عن عبد الله) هو ابن مسعود (قال يحيى) بن سعيد القطان بالإسناد السابق (بعض الحديث عن عمرو بن مرة) بفتح العين ومرة بضم الميم وتشديد الراء الجملي بفتح الجيم والميم أبي عبد الله الكوفي الأعمى أي من رواية الأعمش عن عمرو بن مرة عن إبراهيم كما صرح بذلك في باب البكاء عند قراءة القرآن حيث أخرجه عن مسدد عن يحيى القطان بالإسناد المذكور، وقال بعده قال الأعمش: وبعض الحديث حدّثني عمرو بن مرة عن إبراهيم،
والحاصل أن الأعمش سمع الحديث من إبراهيم النخعي وسمع بعضه من عمرو بن مرة عن إبراهيم يعني عن عبيدة عن ابن مسعود أنه (قال: قال لي النبي -صلّى اللّه عليه وسلّم-): ((اقرأ عليّ)) زاد في باب: ((من أحب أن يسمع القرآن)) من غيره من طريق عمر بن حفص عن أبيه عن الأعمش القرآن وهو يصدق بالبعض (قلت: آقرأ) بمدّ الهمزة (عليك وعليك أنزل؟ قال): ((فإني أحب أن أسمعه من غيري)).
قال ابن بطال: يحتمل أن يكون أحب أن يسمعه من غيره ليكون عرض القرآن سنة أو ليتدبره ويتفهمه، وذلك أن المستمع أقوى على التدبر ونفسه أخلى وأنشط لذلك من القارئ لاشتغاله بالقراءة وأحكامها وهذا بخلاف قراءته -صلّى اللّه عليه وسلّم- على أبي بن كعب فإنه أراد أن يعلمه كيف أداء القراءة ومخارج الحروف.
(فقرأت عليه سورة النساء حتى بلغت: {فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدًا} قال) عليه الصلاة والسلام: (أمسك) وفي باب: البكاء عند قراءة القرآن قال لي: كف أو أمسك على الشك (فإذا عيناه تذرفان) بالذال المعجمة وكسر الراء خبر المبتدأ وهو عيناه وإذا للمفاجأة أي تطلقان دمعهما وبكاؤه عليه الصلاة والسلام على المفرطين أو لعظم ما تضمنته الآية من هول المطلع وشدة الأمر أو هو بكاء فرح لا بكاء جزع لأنه تعالى جعل أمته شهداء على سائر الأمم كما قال الشاعر:
طفح السرور عليّ حتى أنه = من عظم ما قد سرّني أبكاني
وهذا الأخير نقله صاحب فتوح الغيب عن الزمخشري.
وفي هذا الحديث ثلاثة من التابعين على نسق واحد، وأخرجه أيضًا في فضائل القرآن وكذلك النسائي). [إرشاد الساري:7/83](م)
- قال عبيدُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ سُلَيمانَ الجابريُّ (م): (حدّثنا صدقة، أخبرنا يحيى، عن سفيان، عن سليمان، عن إبراهيم، عن عبيدة، عن عبد اللّه، - قال يحيى: بعض الحديث، عن عمرو بن مرّة - قال: قال لي النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: ((اقرأ عليّ)) قلت: أقرأ عليك وعليك أنزل؟ قال: ((فإنّي أحبّ أن أسمعه من غيري)) فقرأت عليه سورة النّساء، حتّى بلغت:{فكيف إذا جئنا من كلّ أمّةٍ بشهيدٍ وجئنا بك على هؤلاء شهيدًا} [النساء:41] قال: ((أمسك)) فإذا عيناه تذرفان.
ش/ فيه ثمان مسائل:
الأولى: قوله: (قال يحيى بعض الحديث عن عمرو بن مرة) القائل هو صدقة بن الفضل، ويحيى هو ابن سعيد القطان، وعمرو بن مرة هو أبو عبد الله عمرو بن مرة بن عبد الله بن طارق الجملي بفتح الجيم والميم المرادي الكوفي الأعمى ثقة عابد كان لا يدلس ورمي بالإرجاء من الخامسة مات سنة ثماني عشرة ومائة وقيل قبلها أخرج له الجماعة.
وفي فضائل القرآن من رواية مسدد قال الأعمش: وبعض الحديث حدثني عمرو بن مرة عن إبراهيم وعن أبيه عن أبي الضحى عن عبد الله.
قال الحافظ في شرحه على هذا الحديث في الفضائل (9/98): ثم ذكر المصنف في الباب حديث ابن مسعود المذكور في تفسير سورة النساء وساق المتن هناك على لفظ شيخه صدقة بن الفضل المروزي، وساقه هنا على لفظ شيخه مسدد كلاهما عن يحيى القطان وعرف من هنا المراد بقوله "بعض الحديث عن عمرو بن مرة" وحاصله أن الأعمش سمع الحديث المذكور من إبراهيم النخعي وسمع بعضه من عمرو بن مرة عن إبراهيم وقد وضحت ذلك في تفسير سورة النساء أيضا ويظهر لي أن القدر الذي عند الأعمش عن عمرو بن مرة من هذا الحديث من قوله: «فقرأت النساء ... إلى آخر الحديث» وأما ما قبله إلى قوله: ((أن أسمعه من غيري)) فهو عند الأعمش عن إبراهيم كما هو في الطريق الثانية في هذا الباب» اهـ.
قلت: فهذا جمع سديد وتوجيه جيد يتحد به المقال ويتضح به الحال.
الثانية: قوله: قال لي النبي صلى الله عليه وسلم ((اقرأ علي)) » فيه دليل على استحباب سماع الإنسان قراءة القرآن من غيره، وعليه بوب المصنف في فضائل القرآن.
الثالثة: قوله: قلت أقرأ عليك وعليك أنزل، القائل هو عبد الله بن مسعود قال ذلك تخريجا واستحياء من رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي قوله «وعليك أنزل» بيان لسبب ذلك التحرج. وفيه دليل على إثبات صفة العلو لله وأن القرآن منزل غير مخلوق.
الرابعة: قوله: ((فإني أحب أن أسمعه من غيري)) ووقع عند المصنف في فضائل القرآن باب من أحب أن يسمع القرآن من غيره من رواية مسدد عن يحيى، وعند مسلم في صلاة المسافرين باب فضل استماع القرآن من رواية أبي بكر بن أبي شيبة وأبي كريب من طريق حفص بن غياث بلفظ ((إني أشتهي أن أسمعه من غيري)) ولا منافاة بين اللفظين في المعنى.
الخامسة: قوله: «فقرأت عليه سورة النساء» في رواية مسدد عند المصنف وفي رواية أبي بكر بن أبي شيبة وأبي كريب عن حفص «فقرأت النساء» والمعنى واحد.
وفي ذلك دليل على استعمال اللفظين معا خلافا لمن كره شيئا منهما.

السادسة: قوله: «حتى بلغت {فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا}» "حتى" هاهنا حرف غاية بمعنى "إلى" وفي ذلك تصريح بأن عبد الله بن مسعود لم يقرأ على النبي صلى الله عليه وسلم شيئا بعد الآية المذكورة.

السابعة: قوله «قال: ((أمسك)) » وقع في رواية مسدد وفي رواية محمد بن يوسف ((حسبك الآن)) وكلاهما عند المصنف في فضائل القرآن.

قلت: فلا اختلاف بين هذه الكلمات فجميعها متضمنة أمر النبي صلى الله عليه وسلم ابن مسعود بالوقوف عن القراءة والاكتفاء بما وصل إليه من الآية.




تنبيه:
وقع عند مسلم من رواية أبي بكر بن أبي شيبة وأبي كريب من طريق حفص «فرفعت رأسي أو غمزني رجل إلى جنبي فرفعت رأسي» وعند النسائي من رواية هناد بن السري عن علي بن مسهر وعند الترمذي في تفسير سورة النساء أيضا من رواية هناد عن الأحوص «غمزني رسول الله» وعندي أن رواية أبي بكر بن أبي شيبة وأبي كريب أرجح ويؤيد ذلك قوله في رواية هناد عند مسلم والنسائي في تفسير سورة النساء «قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو على المنبر ((اقرأ علي)) » وعند النسائي ((علينا)) وعند الترمذي «أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أقرأ عليه وهو على المنبر» وذلك أنه لما أمر النبي صلى الله عليه وسلم ابن مسعود بالكف عن القراءة لم يتنبه فغمزه بعض من حوله.
الثامنة: قوله «فإذا عيناه تذرفان» أي تدمعان وهذا دليل على استحباب البكاء من خشية الله حين سماع القرآن وإن كان يراه الناس). [إمداد القاري:1/402-404](م)
*حديث عبدالله بن مسعود رضي الله عنه:
قالَ أحمدُ بنُ شُعيبٍ النَّسَائِيُّ (ت:303هـ): (أخبرنا عبدة بن عبد الله قال: أنا حسين, عن زائدة, عن عاصم, عن زر, عن عبد الله قال: قال رسول الله: ((إقرأ)) , فاستفتحت النساء حتى انتهيت إلى قول الله عز و جل: {فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا .يومئذ يود الذين كفروا وعصوا الرسول لو تسوى بهم الأرض ولا يكتمون الله حديثا}, قال: فدمعت عيناه , وقال: ((حسبنا)).) [فضائل القرآن للنَّسائي:م1](م)
قالَ أحمدُ بنُ شُعيبٍ النَّسَائِيُّ (ت:303هـ): ( أخبرنا سويد بن نصر قال: أنا عبد الله, عن سفيان, عن سليمان, عن إبراهيم, عن عبيدة, عن ابن مسعود قال: قال رسول الله: ((اقرأ علي))، فقلت: أقرأ وعليك أنزل، قال: ((إني أحب أن أسمعه من غيري)), فافتتحت سورة النساء فلما بلغت: {فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا}, قال: فرأيت عيناه تذرفان , فقال لي: ((حسب)).) [فضائل القرآن للنَّسائي:م1](م)
قالَ أحمدُ بنُ شُعيبٍ النَّسَائِيُّ (ت:303هـ): ( أخبرنا يعقوب بن إبراهيم قال: ثنا يحيى, عن سفيان, عن الأعمش, عن إبراهيم, عن عبيدة, عن عبد الله وبعض الحديث, عن عمرو بن مرة قال: قال لي رسول الله: ((اقرأ علي))، قلت: أقرأ عليك وعليك أنزل، قال: ((إني أحب أن أسمعه من غيري )),فقرأت حتى بلغت:{فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا},قال:((أمسك)), وعيناه تذرفان). [فضائل القرآن للنَّسائي:م1](م)
قالَ أحمدُ بنُ شُعيبٍ النَّسَائِيُّ (ت:303هـ): (أخبرنا محمد بن عبد العزيز بن غزوان قال: أنا حفص بن غياث, عن الأعمش, عن إبراهيم, عن عبيدة, عن عبد الله قال: قال رسول الله: ((اقرأ علي سورة النساء))، قلت: أوليس عليك أنزل؟، قال: ((بلى , ولكن أحب أن أسمعه من غيري ))، فقرأت عليه حتى بلغت: {فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا}, فغمزني عامر, فرفعت رأسي , فإذا عيناه تهملان ) [فضائل القرآن للنَّسائي: ](م)
قالَ أحمدُ بنُ شُعيبٍ النَّسَائِيُّ (ت:303هـ): ( أخبرنا هناد بن السري , عن أبي الأحوص, عن الأعمش, عن إبراهيم, عن علقمة, عن عبد الله قال : أمرني رسول الله أن أقرأ عليه, وهو على المنبر , فقرأت عليه سورة النساء حتى إذا بلغت : {فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا}, غمزني رسول الله بيده , فنظرت إليه , وعيناه تدمعان)[فضائل القرآن للنَّسائي: ](م)

قال أبو بكر محمد بن الحسين الآجُرِّيُّ (360هـ) : ( وأحبّ لمن يلقّن إذا قرئ عليه أن يحسن الاستماع إلى من يقرأ عليه، ولا يشتغل عنه بحديثٍ ولا غيره، فبالحريّ أن ينتفع به من يقرأ عليه، وكذا ينتفع هو أيضاً، ويتدبّر ما يسمع من غيره، وربّما كان سماعه للقرآن من غيره له فيه زيادة منفعةٍ، وأجرٌ عظيمٌ، ويتأوّل قول الله عزّ وجلّ «وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا لعلّكم ترحمون» (الأعراف 7/204).
فإذا لم يتحدّث مع غيره، وأنصت إليه أدركته الرّحمة من الله سبحانه، وكان أنفع للقارئ عليه. وقد قال النّبيّ لعبد الله بن مسعودٍ «اقرأ عليّ»، قال: فقلت: يا رسول الله: أقرأ عليك وعليك أنزل؟، قال: «إنّي أحبّ أن أسمعه من غيري».
- حدّثنا الفريابيّ ثنا محمّد بن الحسن البلخيّ قال: أنا عبد الله بن المبارك قال: أنا سفيان عن سليمان يعني الأعمش عن إبراهيم عن عبيدة عن ابن مسعودٍ قال: قال لي رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «اقرأ عليّ»، فقلت: أقرأ عليك وعليك أنزل !، قال: «إنّي أحبّ أن أسمعه من غيري»، قال: فافتتحت سورة النّساء، فلمّا بلغت «فكيف إذا جئنا من كلّ أمّةٍ بشهيدٍ وجئنا بك على هؤلاء شهيداً» (النّساء 4/41)، قال: فرأيت عينيه تذرفان، فقال لي: «حسبك». ). [أخلاق حملة القرآن: --](م)
قال أبو بكر محمد بن الحسين الآجُرِّيُّ (360هـ) : ( باب: في حسن الصّوت بالقرآن
قال محمّد بن الحسين: ينبغي لمن رزقه الله حسن الصّوت بالقرآن أن يعلم أنّ الله عزّ وجلّ قد خصّه بخيرٍ عظيمٍ، فليعرف قدر ما خصّه الله عزّ وجلّ به، وليقرأه لله، لا للمخلوقين، وليحذر من الميل إلى أن يستمع منه ليحظى به عند السّامعين، رغبةً في الدّنيا، والميل إلى الثّناء، والجاه عند أبناء الدّنيا، والصّلاة بالملوك دون الصّلاة بعوامّ النّاس.
فمن مالت نفسه إلى ما نهيته عنه خفت أن يكون حسن صوته فتنةً عليه، وإنّما ينفعه حسن صوته إذا خشي الله عزّ وجلّ في السّرّ والعلانية، وكان مراده أن يستمع منه القرآن لينتبه أهل الغفلة عن غفلتهم، فيرغبوا فيما رغّبهم الله عزّ وجلّ، وينتهوا عمّا نهاهم عنه. فمن كانت هذه صفته انتفع بحسن صوته، وانتفع به النّاس.
- حدّثنا عمر بن أيّوب السّقطيّ ثنا عبيد الله بن عمر القواريريّ ثنا عبد الله ابن جعفرٍ ثنا إبراهيم بن إسماعيل عن أبي الزّبير عن جابرٍ رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «أحسن النّاس صوتاً بالقرآن، الّذي إذا سمعته يقرأ حسبته يخشى الله عزّ وجلّ».
- حدّثنا الفريابيّ ثنا محمّد بن الحسن البلخيّ ثنا ابن المبارك أنا يونس بن يزيد عن الزّهريّ قال: بلغنا أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: «إنّ من أحسن النّاس صوتًاً بالقرآن من إذا سمعته يقرأ، أريت أنّه يخشى الله». ).[أخلاق حملة القرآن: --](م)
قالَ عَلَمُ الدِّينِ عليُّ بنُ محمَّدٍ السَّخَاوِيُّ (ت:643هـ): (وعن عقبة بن عامر: كنت أمشي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ((يا عقبة قل))، قلت: ماذا أقول؟ فسكت عني ثم قال: ((يا عقبة قل)). قلت: ماذا أقول يا رسول الله؟ فسكت عني، فقلت: اللهم اردده علي، فقال: ((يا عقبة قل)) فقلت: ماذا أقول؟ فقال: (( {قل أعوذ برب الفلق} )) فقرأتها حتى أتيت على آخرها. ثم قال: ((قل)) قلت: ماذا أقول يا رسول الله؟ قال: (( {قل أعوذ برب الناس} ))فقرأتها حتى أتيت على آخرها. ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عند ذلك: ((ما سأل سائل بمثلها، ولا استعاذ مستعيذ بمثلها)). ) [جمال القراء:1/100](م)
قال أبو زكريَّا يَحْيَى بْنُ شَرَفٍ النَّوَوِيُّ (ت: 676هـ): ([فصل] في استحباب طلب القراءة الطيبة من حسن الصوت
اعلم أن جماعات من السلف كانوا يطلبون من أصحاب القراءة بالأصوات الحسنة أن يقرؤوا وهم يستمعون، وهذا متفق على استحبابه، وهو عادة الأخيار والمتعبدين وعباد الله الصالحين، وهى سنة ثابتة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فقد صح عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((اقرأ علي القرآن)). فقلت: يا رسول الله أقرأ عليك وعليك أنزل. قال: ((إني أحب أن أسمعه من غيري)). فقرأت عليه سورة النساء حتى إذا جئت إلى هذه الآية: {فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا}، قال: ((حسبك الآن)). فالتفت إليه فإذا عيناه تذرفان). رواه البخاري ومسلم.
وروى الدارمي وغيره بأسانيدهم عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه كان يقول لأبي موسى الأشعري: (ذكرنا ربنا)، فيقرأ عنده القرآن.
والآثار في هذا كثيرة معروفة.
وقد مات جماعات من الصالحين بسبب قراءة من سألوه القراءة، والله أعلم.
وقد استحب العلماء أن يستفتح مجلس حديث النبي صلى الله عليه وسلم ويختم بقراءة قارئ حسن الصوت ما تيسر من القرآن، ثم إنه ينبغي للقارئ في هذه المواطن أن يقرأ ما يليق بالمجلس ويناسبه، وأن تكون قراءته في آيات الرجاء والخوف والمواعظ والتزهيد في الدنيا والترغيب في الآخرة والتأهيب لها وقصر الأمل ومكارم الأخلاق). [التبيان في آداب حملة القرآن:112- 114](م)
قالَ جلالُ الدينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أبي بكرِ السيوطيُّ (ت: 911هـ):(النوع الخامس والثلاثون
يستحب البكاء عند قراءة القرآن والتباكي لمن لا يقدر عليه والحزن والخشوع قال تعالى: {ويخرون للأذقان يبكون}
وفي الصحيحين حديث قراءة ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم وفيه: فإذا عيناه تذرفان ). [الإتقان في علوم القرآن:2/657-727](م)
قالَ جلالُ الدينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أبي بكرِ السيوطيُّ (ت: 911هـ):(النوع الخامس والثلاثون
قال النووي: ويستحب طلب القراءة من حسن الصوت والإصغاء إليها للحديث الصحيح ...). [الإتقان في علوم القرآن:2/657-727]

مسألة: القارئ يرتج عليه فلا يدر الموضع الذي انتهى إليه أو شك في حرف

قال أبو زكريَّا يَحْيَى بْنُ شَرَفٍ النَّوَوِيُّ (ت: 676هـ):([فصل]
إذا أرتج على القارئ ولم يدر ما بعد الموضع الذي انتهى إليه فسأل عنه غيره فينبغي أن يتأدب بما جاء عن عبد الله بن مسعود وإبراهيم النخعي وبشير بن أبي مسعود رضي الله عنهم قالوا: إذا سأل أحدكم أخاه عن آية فليقرأ ما قبلها ثم يسكت ولا يقول كيف كذا وكذا فإنه يلبس عليه.).[التبيان في آداب حملة القرآن:152- 153](م)
قالَ جلالُ الدينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أبي بكرِ السيوطيُّ (ت: 911هـ): (النوع الخامس والثلاثون
قال في التبيان إذا أرتج على القارئ فلم يدر ما بعد الموضع الذي انتهى إليه فسأل عنه غيره فينبغي أن يتأدب بما جاء عن ابن مسعود والنخعي وبشير بن أبي مسعود قالوا: إذا سأل أحدكم أخاه عن آية فليقرأ ما قبلها ثم يسكت ولا يقول كيف كذا وكذا فإنه يلبس عليه انتهى.
وقال ابن مجاهد إذا شك القارئ في حرف هل بالتاء أو بالياء فليقرأه بالياء فإن القرآن مذكر وإن شك في حرف هل هو مهموز أو غير مهموز فليترك الهمز وإن شك في حرف هل يكون موصولا أو مقطوعا فليقرأ بالوصل وإن شك في حرف هل هو ممدود أو مقصور فليقرأ بالقصر وإن شك في حرف هل هو مفتوح أو مكسور فليقرأ بالفتح لأن الأول غير لحن في موضع والثاني لحن في بعض المواضع.
قلت أخرج عبد الرزاق عن ابن مسعود قال: إذا اختلفتم في ياء وتاء فاجعلوها ياء ذكروا القرآن، ففهم منه ثعلب أن ما احتمل تذكيره وتأنيثه كان تذكيره أجود، ورد بأنه يمتنع إرادة تذكير غير الحقيقي التأنيث لكثرة ما في القرآن منه بالتأنيث نحو: {النار وعدها الله}،{التفت الساق بالساق}،{قالت لهم رسلهم} وإذ امتنع إرادة غير الحقيقي فالحقيقي أولى قالوا ولا يستقيم إرادة أن ما احتمل التذكير والتأنيث غلب فيه التذكير كقوله تعالى: {والنخل باسقات}،{أعجاز نخل خاوية} فأنث مع جواز التذكير قال تعالى: {أعجاز نخل منقعر}،{من الشجر الأخضر}، قالوا فليس المراد ما فهم بل المراد بـ«ذكروا» الموعظة والدعاء كما قال تعالى: {فذكر بالقرآن} إلا أنه حذف الجار والمقصود "ذكروا الناس بالقرآن" أي ابعثوهم على حفظه كيلا ينسوه.
قلت أول الأثر يأبى هذا الحمل .
وقال الواحدي الأمر ما ذهب إليه ثعلب والمراد أنه إذا احتمل اللفظ التذكير والتأنيث ولم يحتج في التذكير إلى مخالفة المصحف ذكر نحو ولا يقبل منها شفاعة قال ويدل على إرادة هذا أن أصحاب عبد الله من قراء الكوفة كحمزة والكسائي ذهبوا إلى هذا فقرؤوا ما كل من هذا القبيل بالتذكير نحو: {يوم يشهد عليهم ألسنتهم} وهذا في غير الحقيقي.).[الإتقان في علوم القرآن:2/657-727](م)


ساجدة فاروق 23 شعبان 1435هـ/21-06-2014م 09:45 AM

الائتلاف على القرآن وذم التنازع فيه
حديث علي رضي الله عنه
قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ القَاسِمُ بنُ سَلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت: 224 هـ): (حدثنا أبو النضر، عن شيبان، عن عاصم، عن زر، عن عبد الله، عن علي، رضي الله عنه قال: «إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمركم أن يقرأ كل رجل منكم كما علم» )[فضائل القرآن : ]
أثر عبد الله بن ... رضي الله عنه
قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ القَاسِمُ بنُ سَلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت: 224 هـ): (حدثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن أبي وائل، عن عبد الله، قال:إني قد سمعت القرأة، فوجدتهم متقاربين، فاقرءوا كما علمتم، وإياكم والاختلاف والتنطع، فإنما هو كقول أحدكم: هلم وتعال. ) [فضائل القرآن: ](م)

أثر عروة بن الزبير رضي الله عنهما
قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ القَاسِمُ بنُ سَلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت: 224 هـ): (حدثنا ابن أبي مريم، وحجاج، عن ابن لهيعة، عن خالد بن أبي عمران، عن عروة بن الزبير، قال: إن قراءة القرآن سنة من السنن، فاقرءوه كما أقرئتموه. ) [فضائل القرآن: ](م)
أثر زيد بن ثابت رضي الله عنه
قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ القَاسِمُ بنُ سَلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت: 224 هـ): (حدثنا حجاج، عن ابن أبي الزناد، عن أبيه، قال: قال لي خارجة بن زيد، قال لي زيد بن ثابت: القراءة سنة.
قال أبو عبيد: فقول زيد هذا يبين لك ما قلنا؛ لأنه الذي ولي نسخ المصاحف التي أجمع عليها المهاجرون والأنصار، فرأى اتباعها سنة واجبة. ومنه قول ابن عباس أيضا.
قال أبو عبيد : حدثنا هشيم , عن عكرمة , عن ابن عباس أيضا. ).[فضائل القرآن: ](م)
*حديث بن مسعود رضي الله عنه:
قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ القَاسِمُ بنُ سَلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت: 224 هـ) : (حدثنا حجاج، عن شعبة، عن عبد الملك بن ميسرة الزراد، عن النزال بن سبرة، عن ابن مسعود، قال: "سمعت رجلا يقرأ آية , وسمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم خلافها، فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فذكرت ذلك له، فعرفت في وجهه الغضب، ثم قال: ((كلاكما محسن , إن من قبلكم اختلفوا فأهلكهم ذلك)) ".
قال: قال شعبة: وحدثني عنه مسعر، ورفعه إلى عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (( فلا تختلفوا فيه)). قال: وأكثر علمي أني قد سمعته منه، ولكني أشك فيه.
حدثنا أبو النضر، عن شيبان، عن عاصم، عن زر بن حبيش، عن عبد الله، في هذا الحديث قال: فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعنده رجل أسمر، له كذا وكذا -يعني عليا رضي الله عنه-قال: فذكرت ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم، فقال علي - ولا أدري أشيء أسره إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم، أم أسمعه، أم علم الذي في نفسه، فتكلم به ؟ - قال: "إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمركم أن يقرأ كل رجل ما علم" ). [فضائل القرآن : ](م)


*حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما:
قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ القَاسِمُ بنُ سَلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت: 224 هـ) : ( حدثنا محمد بن كثير، عن الأوزاعي، عن الزهري، عن عبد الله بن عمرو بن العاص، قال: "صلينا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم الغداة، فتنحى ناس من أصحابه في بعض حجر أزواجه يقرءون القرآن، فتنازعوا في شيء منه، وأنا منتبذ عنهم، فخرج عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم مغضبا فقال: ((إن القرآن يصدق بعضه بعضا، فلا تكذبوا بعضه ببعض؛ ما علمتم منه فاقبلوه، وما لم تعلموا منه فكلوه إلى عالمه)) ". قال: قال عبد الله بن عمرو " فما اغتبطت نفسي بشيء اغتباطي بانتباذي عنهم , إذ لم تصبني عتبى رسول الله صلى الله عليه وسلم" .
حدثني أبو اليمان، عن شعيب بن أبي حمزة، عن ابن شهاب، قال: حدثني عمرو بن شعيب بن محمد بن عبد الله بن عمرو، أن عبد الله بن عمرو، قال: " صليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فجلست ناحية..." ، ثم ذكر مثل حديث ابن كثير عن الأوزاعي.
حدثنا عبد الله بن صالح، عن الليث، عن عقيل، عن ابن شهاب، عمن لا نتهم، عن عبد الله بن عمرو، عن النبي صلى الله عليه وسلم، مثل ذلك.
حدثني ابن أبي عدي، عن حسين المعلم، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده، عن عبد الله بن عمرو، عن النبي صلى الله عليه وسلم: مثل ذلك). [فضائل القرآن : ](م)

*حديث عمرو بن العاص رضي الله عنه:
قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ القَاسِمُ بنُ سَلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت: 224 هـ) : ( حدثنا عبد الله بن صالح، عن الليث، عن يزيد بن الهاد، عن محمد بن إبراهيم التيمي، عن بسر بن سعيد، عن أبي قيس مولى عمرو بن العاص، أن عمرو بن العاص، أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم ورجل قد اختلفا في آية، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( لا تماروا في القرآن، فإن مراء فيه كفر)) ). [فضائل القرآن : ]
*حديث أبو جهيم الأنصاري رضي الله عنه:
قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ القَاسِمُ بنُ سَلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت: 224 هـ) : (حدثنا إسماعيل بن جعفر، عن يزيد بن خصيفة، عن مسلم بن سعيد مولى ابن الحضرمي، أو بسر بن سعيد، عن أبي جهيم الأنصاري، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا تماروا في القرآن، فإن مراء فيه كفر)) ). [فضائل القرآن : ]
*حديث أبو هريرة رضي الله عنه:
قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ القَاسِمُ بنُ سَلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت: 224 هـ) : (حدثنا يزيد، عن زكريا بن أبي زائدة، عن سعد بن إبراهيم، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( مراء في القرآن كفر)) ). [فضائل القرآن : ]

*حديث جندب بن عبد الله رحمه الله:
قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ القَاسِمُ بنُ سَلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت: 224 هـ) : ( حدثنا مالك بن إسماعيل، عن أبي قدامة، قال: حدثنا أبو عمران الجوني، عن جندب بن عبد الله البجلي، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( اقرءوا القرآن ما اتفقتم عليه، أو قال: ما اتفقت عليه قلوبكم, فإذا اختلفتم فيه فقوموا عنه)).
حدثنا حجاج، عن حماد بن زيد، عن أبي عمران الجوني، عن جندب بن عبد الله، قال: قال: ولا أعلمه إلا رفعه أنه قال مثل ذلك.
حدثنا حجاج، عن شعبة، عن أبي عمران الجوني، قال: سمعت جندب بن عبد الله، يقول ذلك، ولم يذكر الرفع.
حدثنا محمد بن كثير، عن عبد الله بن شوذب، عن أبي عمران الجوني، قال: كنا نأتي جندب بن عبد الله، فيقول لنا ذلك أيضا ولم يرفعه.
حدثنا معاذ بن معاذ، عن ابن عون، عن أبي عمران الجوني، عن عبد الله بن الصامت، أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال ذلك. ولم يذكره ابن عون عن جندب). [فضائل القرآن : ](م)

*أثر أبو العالية رحمه الله:
قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ القَاسِمُ بنُ سَلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت: 224 هـ) : (حدثنا إسماعيل بن إبراهيم، عن شعيب بن الحبحاب، قال: كان أبو العالية الرياحي إذا قرأ عنده رجل لم يقل: ليس كما تقرأ، ويقول: أما أنا فأقرأ كذا وكذا. قال شعيب: فذكرت ذلك لإبراهيم , فقال: "أرى صاحبك قد سمع أنه من كفر بحرف منه فقد كفر به كله" ). [فضائل القرآن : ](م)
*أثر ابن عباس رضي الله عنهما:
قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ القَاسِمُ بنُ سَلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت: 224 هـ) : (حدثنا يحيى بن سعيد، عن عبد الملك، عن عطاء، عن ابن عباس، قال: "لا تضربوا كتاب الله بعضه ببعض، فإن ذلك يوقع الشك في قلوبكم"). [فضائل القرآن : ]

رسالة ميمون بن مهران
قالَ أبو عُبيدٍ القاسمُ بن سلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت:224هـ) : ( حدثنا إسماعيل بن إبراهيم، عن يونس بن عبيد، قال: كتبت إلى ميمون بن مهران بعد طاعون كان ببلاده، أسأله عن أهله، فأتاني كتابه: "كتبت إلي تسألني عن أهلي، وإنه مات من حامتي سبعة عشر، وإني أكره البلاء إذا أقبل، فإذا أدبر لم يسرني أنه لم يكن, وعليك بكتاب الله تعالى، فإن الناس قد بهوا به واختاروا عليه الأحاديث ؛ أحاديث الرجال. ولا تمارين به عالما ولا جاهلا ؛ فإنك إذا ماريت الجاهل خشن بصدرك، ولم يطعك، وإذا ماريت العالم خزن عنك علمه، ولم يبال ما صنعت" ). [فضائل القرآن: ](م)

*حديث جندب بن عبدالله:
قالَ سعيدُ بنُ منصورٍ الخُرَاسَانِيُّ (ت:227هـ): (حدثنا الحارث بن عبيد الأيادي, عن أبي عمران الجوني , عن جندب بن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( اقرؤوا القرآن , ما ائتلفت عليه قلوبكم , فإذا اختلفتم فقوموا)).) [سنن سعيد بن منصور: 491](م)
*حديث أبي هريرة رضي الله عنه:
قالَ سعيدُ بنُ منصورٍ الخُرَاسَانِيُّ (ت:227هـ): (حدثنا أبو معشر , عن سعيد بن أبي سعيد, عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (( إن لهذا القرآن شرة , ثم إن للناس عنه فترة , فمن كانت فترته إلى القصد فنعما هو, ومن كانت فترته إلى الإعراض فأولئكم بور)).) [سنن سعيد بن منصور: 497](م)

*أثر عبد الله بن .. رضي الله عنه:
قالَ سعيدُ بنُ منصورٍ الخُرَاسَانِيُّ (ت:227هـ): (حدثنا سفيان, عن الأعمش , عن شقيق , عن عبد الله قال: "إني قد استمعت إلى القراءة , فلم أسمعهم إلا متقاربين , فاقرؤوا على ما علمتم , وإياكم والتنطع والاختلاف , فإنما هو كقول أحدكم : أقبل , وهلم , وتعال"). [سنن سعيد بن منصور: 160](م)
*حديث ابن مسعود رضي الله عنه:
قالَ سعيدُ بنُ منصورٍ الخُرَاسَانِيُّ (ت:227هـ): (حدثنا عبد الرحمن بن زياد, عن شعبة , عن عبد الملك بن ميسرة قال: سمعت النزال بن سبرة يحدث , عن ابن مسعود قال: "سمعت رجلا قرأ آية سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم خلافها , فأخذته , فجئت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم , فعرفت في وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم الكراهية فقال: ((كلاكما محسن , لا تختلفوا)).) [سنن سعيد بن منصور: 161](م)


*حديث عبد الله بن ... رضي الله عنه:
قالَ سعيدُ بنُ منصورٍ الخُرَاسَانِيُّ (ت:227هـ): (حدثنا حماد بن زيد , قال: نا أبو عمران الجوني , عن عبد الله بن رباح , عن عبد الله بن عمرو , أو عمر -شك سعيد -قال : "هجرت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما , فسمع رجلين اختلفا في آية , فخرج وقد عرف الغضب في وجهه فقال: (( ألا إنما هلك من كان قبلكم باختلافهم في الكتاب))"). [سنن سعيد بن منصور: 164]

حديث ابن المنكدر
قالَ سعيدُ بنُ منصورٍ الخُرَاسَانِيُّ (ت:227هـ): (حدثنا سفيان , قال: سمعت ابن المنكدر يقول : خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم على أصحابه , وهم يقرأون القرآن فقال: (( اقرؤوا , فكل كتاب الله ، من قبل أن يأتي قوم يقومونه كما يقام القدح , يتعجلونه ولا يتأجلونه)) ). [سنن سعيد بن منصور: 150](م)
حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنه
قالَ سعيدُ بنُ منصورٍ الخُرَاسَانِيُّ (ت:227هـ): (حدثنا خالد بن عبد الله, عن حميد الأعرج, عن محمد بن المنكدر , عن جابر بن عبد الله قال خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم , ونحن نقرأ القرآن , وفينا الأعجمي والأعرابي فقال: (( اقرؤوا , وكل حسن , وسيأتي قوم يقومونه كما يقوم القدح , يتعجلونه ولا يتأجلونه)) ). [سنن سعيد بن منصور: 152](م)


قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أحمدِ بنُ محمدِ بنِ حَنْبَلٍ الشَّيبانيُّ (ت: 290هـ): ( - سمعت أبي رحمه الله مرة أخرى سئل عن القرآن، فقال: كلام الله عز وجل ليس بمخلوق ولا تخاصموا ولا تجالسوا من يخاصم.). [السنة: 1/ 132] (م)
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أحمدِ بنُ محمدِ بنِ حَنْبَلٍ الشَّيبانيُّ (ت: 290هـ): (85 - ب قال أبي وقد ذكر عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما أنه قال: لا تضربوا كتاب الله عز وجل بعضه ببعض فإن ذلك يوقع الشك في قلوبكم.). [السنة: 1/134] (م)
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أحمدِ بنُ محمدِ بنِ حَنْبَلٍ الشَّيبانيُّ (ت: 290هـ): ( - وقد ذكر عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما: أن نفرا كانوا جلوسا بباب النبي صلى الله عليه وسلم فقال بعضهم: ألم يقل الله عز وجل كذا، قال: فسمع ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فخرج كأنما فقيء في وجهه حب الرمان، فقال: ((أبهذا أمرتم أن تضربوا كتاب الله عز وجل بعضه ببعض إنما ضلت الأمم قبلكم في مثل هذا إنكم لستم مما ههنا في شيء انظروا الذي أمرتم به فأعملوا به وانظروا الذي نهيتم عنه فانتهوا عنه)).). [السنة: 1/ 134] (م)
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أحمدِ بنُ محمدِ بنِ حَنْبَلٍ الشَّيبانيُّ (ت: 290هـ): ( - وروي عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: مراء في القرآن كفر.
- وروي عن أبي جهيم رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا تماروا في القرآن فإن مراء فيه كفر.). [السنة: 1/ 135] (م)
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أحمدِ بنُ محمدِ بنِ حَنْبَلٍ الشَّيبانيُّ (ت: 290هـ): ( - وقال عبد الله بن عباس رضي الله عنه: قدم عمر بن الخطاب رضي الله عنه رجل فجعل عمر يسأله عن الناس فقال: يا أمير المؤمنين قد قرأ القرآن منهم كذا وكذا.
قال ابن عباس: فقلت والله ما أحب أن يتسارعوا يومهم هذا في القرآن هذه المسارعة، قال: فزجرني عمر رضي الله عنه ثم قال: مه. فانطلقت إلى منزلي مكتئبا حزينا فبينا أنا كذلك إذ أتاني رجل فقال: أجب أمير المؤمنين.
فخرجت فإذا هو بالباب ينتظرني، فأخذ بيدي فخلا بي، فقال: ما الذي كرهت مما قال الرجل آنفا.
فقلت: يا أمير المؤمنين متى يتسارعوا هذه المسارعة يحتقوا ومتى يحتقوا يختصموا ومتى يختصموا يختلفوا ومتى يختلفوا يقتتلوا.
قال: لله أبوك إن كنت لاكتمها الناس حتى جئت بها.).
[السنة: 1/ 135-136] (م)

*أثر عن عبد الله بن ... رضي الله عنه:
قالَ مُحَمَّدُ بنُ أَيُّوبَ بنِ الضُّرَيسِ (ت:294 هـ) : (أخبرنا داود بن إبراهيم، حدثنا سعيد، عن عبد الرحمن بن عابس، قال: حدثني رجل من أصحاب عبد الله , ولم يسمه قال: أراد عبد الله أن يأتي المدينة , فجمع أصحابه فقال: "والله إني لأرجو أن يكون قد أصبح فيكم من أفضل ما أصبح في أخيار المسلمين من الدين والفقه والعلم بالقرآن، إن هذا القرآن نزل على حروف، والله إن كان الرجلان يختصمان أشد ما اختصما في شيء قط، فإذا قال البادي: هذا أقرأني, قال: قد أحسنت، وإذا قال الآخر, قال: كلاكما محسن .
واقرأ: (( إن الصدق يهدي إلى البر، والبر يهدي إلى الجنة، والكذب يهدي إلى الفجور، والفجور يهدي إلى النار)), واعتبروا ذلك بقول أحدكم لصاحبه، صدق وبر، وكذب وفجر، إن هذا القرآن لا يختلف، ولا يتشان ولا يتفه بكثرة الرد، فمن قرأ على حرف فلا يدعه رغبة عنه ؛ فإنه من يجحد بآية منه يجحد به كله، وإنما هو كقول أحدكم: أعجل، وجئ، وهلم.
والله لو أعلم أن رجلا أعلم بما أنزل على محمد مني لطلبته حتى أزداد علما إلى علمي، إنه سيكون قوم يميتون الصلاة، فصلوا لوقتها، واجعلوا صلاتكم معهم تطوعا، وإن رسول الله صلى الله عليه وسلم، كان يعارض بالقرآن في رمضان، وإني قد عرضته عليه في العام الذي قبض فيه مرتين، فأنبأني أني محسن، وقد قرأت على رسول الله صلى الله عليه وسلم سبعين سورة"
). [فضائل القران] (م)

*حديث جابر بن عبدالله رضي الله عنه:
قال أبو بكرٍ جَعفرُ بنُ مُحمدٍ الفِرْيابِيُّ(ت:301هـ): (حدثنا وهب بن بقية ، حدثنا خالد ، عن حميد الأعرج ، عن محمد بن المنكدر عن جابر بن عبد الله قال : خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن نقرأ القرآن ، وفينا العجمي والعربي قال : فوقف علينا يستمع فقال: (( اقرءوا وكل حسن ، سيجيء أقوام يقيمونه ، كما تقام القدح يتعجلونه ، ولا يتأجلونه (4))).) [فضائل القرآن:] (م)
*حديث سهل بن سعد الأنصاري رضي الله عنه:
أبو بكرٍ جَعفرُ بنُ مُحمدٍ الفِرْيابِيُّ(ت:301هـ): (حدثنا أبو قدامة عبيد الله بن سعيد ، أخبرنا أبو يحيى إسحاق بن سليمان الرازي قال : سمعت موسى بن عبيدة ، . . . يذكر ، عن أخيه عبد الله بن عبيدة ، عن سهل بن سعد الأنصاري قال : "خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ونحن نقتري ويقري (6) بعضنا بعضا ، فقال : ((الحمد لله ، كتاب الله واحد ، فيكم الأخيار ، فيكم الأحمر والأسود ، اقرءوا اقرءوا اقرءوا قبل أن يجيء أقوام يقيمونه كما يقام القدح لا يجاوز (1) تراقيهم (5) يتعجلون أجره ، ولا يأجلونه)).) [فضائل القرآن:](م)
*حديث عبد الله بن .. رضي الله عنه:
قالَ أحمدُ بنُ شُعيبٍ النَّسَائِيُّ (ت:303هـ): ( أخبرنا محمد بن عبد الأعلى قال: ثنا خالد , قال: أنا شعبة , عن عبد الملك بن ميسرة قال: سمعت النزال , قال: سمعت عبد الله قال: "سمعت رجلا يقرأ آية كنت سمعت رسول الله يقرأ غيرها , فأخذت بيده فأتيت به النبي , فرأيت النبي تغير وجهه فقال: ((كلاكما محسن لا تختلفوا فيه , فإن من كان قبلكم اختلفوا فيه))"). [فضائل القرآن للنَّسائي: ] (م)


*حديث عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما:
قالَ أحمدُ بنُ شُعيبٍ النَّسَائِيُّ (ت:303هـ): (أخبرنا علي بن محمد بن علي قال: ثنا داوود بن معاذ , قال : ثنا حماد بن زيد , عن أبي عمران الجوني , عن عبد الله بن رباح الأنصاري , عن عبد الله بن عمرو قال : "هجرت إلى رسول الله ذات يوم , فسمع رجلين يختلفان في آية من كتاب الله ؛ فخرج والغضب يعرف في وجهه فقال : (( إنما هلك من كان قبلكم باختلافهم في الكتاب)).) [فضائل القرآن للنَّسائي: ]
*حديث جندب رضي الله عنه:
قالَ أحمدُ بنُ شُعيبٍ النَّسَائِيُّ (ت:303هـ): ( أخبرنا هارون بن زيد بن يزيد قال: ثنا أبي , قال: ثنا سفيان , عن حجاج بن فرافصة , عن أبي عمران الجوني , عن جندب أن النبي قال : (( اجتمعوا على القرآن ما ائتلفتم عليه , وإذا اختلفتم عليه فقوموا))، وأخبرنا به مرة أخرى , ولم يرفعه). [فضائل القرآن للنَّسائي: ](م)
قالَ أحمدُ بنُ شُعيبٍ النَّسَائِيُّ (ت:303هـ): ( أخبرنا عمرو بن علي قال : ثنا عبد الرحمن , قال: ثنا سلام ابن أبي مطيع , عن أبي عمران الجوني , عن جندب قال قال رسول الله : (( إقرؤوا القرآن ما ائتلفت عليه قلوبكم, فإذا اختلفتم عليه فقوموا)) ). [فضائل القرآن للنَّسائي: ](م)
قالَ أحمدُ بنُ شُعيبٍ النَّسَائِيُّ (ت:303هـ): ( أخبرني عبد الله بن الهيثم قال: ثنا مسلم , قال : ثنا هارون ابن موسى النحوي , قال: ثنا أبو عمران الجوني , عن جندب بن عبد الله قال قال رسول الله : (( إقرؤوا القرآن ما ائتلفت عليه قلوبكم , فإذا اختلفتم فيه فقوموا عنه)) ). [فضائل القرآن للنَّسائي: ](م)

*أثر عمر رضي الله عنه:
قالَ أحمدُ بنُ شُعيبٍ النَّسَائِيُّ (ت:303هـ): ( أخبرني محمد بن إسماعيل بن إبراهيم ، قال: ثنا الأزرق , عن عبد الله بن عون , عن أبي عمران , عن عبد الله بن الصامت قال : قال عمر: "إقرؤوا القرآن ما اتفقتم عليه , فإذا اختلفتم فقوموا"). [فضائل القرآن للنَّسائي: ](م)


قال أبو محمد الحسن بن علي بن خلف البربهاري (ت: 329هـ) : ( والمراء فيه كفر.). [شرح السنة للبربهاري: 71] (م)

قال أبو بكر محمد بن الحسين الآجُرِّيُّ (360هـ) : ( - حدّثنا أبو بكرٍ عبد الله بن سليمان ثنا أبو الطّاهر أحمد بن عمرٍو أنا عبد الله بن وهبٍ أخبرني موسى بن أيّوب عن عمّه إياس بن عامرٍ أنّ عليّ بن أبي طالبٍ قال له: إنّك إن بقيت، فسيقرأ القرآن على ثلاثة أصنافٍ: صنفٍ لله تعالى، وصنفٍ للدّنيا، وصنفٍ للجدل، فمن طلب به أدرك.). [أخلاق حملة القرآن: --](م)
قال أبو بكر محمد بن الحسين الآجُرِّيُّ (360هـ) : (قال محمّد بن الحسين: ثمّ ينبغي لمن لقّنه الأستاذ أن لا يجاوز ما لقّنه، إذا كان ممّن قد أحبّ أن يتلقّن عليه. وإذا جلس بين يدي غيره لم يتلقّن منه إلا ما لقّنه الأستاذ؛ أعني بحرفٍ غير الحرف الّذي تلقّنه من الأستاذ، فإنّه أعود عليه وأصحّ لقراءته، وقد قال النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم «اقرأوا كما علمتم».
- حدّثنا أبو محمّدٍ يحيى بن محمّد بن صاعدٍ ثنا أبو هشامٍ الرّفاعيّ ثنا أبو بكر بن عيّاشٍ ثنا عاصمٍ عن زرٍّ عن عبد الله يعني ابن مسعودٍ قال: قلت لرجلٍ: أقرئني من الأحقاف ثلاثين آيةً، فأقرأني خلاف ما أقرأني الأوّل، فأتيت بهما النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم فغضب، وعليّ بن أبي طالبٍ رضي الله عنه جالسٌ، فقال عليٌّ رضي الله عنه: قال لكم «اقرأوا كما علمتم».
- وحدّثنا ابن صاعدٍ أيضاً قال: ثنا أحمد بن سنانٍ القطّان ثنا يزيد بن هارون أنا شريكٌ عن عاصمٍ عن زرٍّ عن عبد الله قال: أقرأني رسول الله صلّى الله عليه وسلّم سورةً، فدخلت المسجد، فقلت: أفيكم من يقرأ؟، فقال رجلٌ من القوم: أنا، فقرأ السّورة الّتي أقرأنيها رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فإذا هو يقرأها خلاف ما أقرأني رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فانطلقنا إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فقلنا: يا رسول الله؛ اختلفنا في قراءتها، فتغيّر وجه رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فقال عليٌّ رضي الله عنه: إنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول: «إنّما هلك من كان قبلكم بالاختلاف فليقرأ كلّ امرئٍ منكم ما أقرئ».). [أخلاق حملة القرآن: --](م)




قال أبو بكر محمَّد بن الحسين بن عبد الله الآجُرّي (ت:360ه) : ( باب ذكر النهي عن المراء في القرآن- حدثنا أبو بكر بن أبي داود السجستاني قال: حدثنا أبو الطاهر أحمد بن عمرو قال: أنا ابن وهب قال: أخبرني سليمان بن بلال، عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «مراء في القرآن كفر»
- حدثنا أبو حفص عمر بن أيوب السقطي قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال: حدثنا يحيى بن يعلى التيمي، عن منصور، عن سعد بن إبراهيم، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «المراء في القرآن كفر»
- حدثنا الفريابي قال: ثنا محمد بن عبيد بن حساب قال: حدثنا حماد بن زيد قال: حدثنا أبو عمران الجوني قال: كتب إلي عبد الله بن رباح الأنصاري: إني سمعت عبد الله بن عمرو يقول: هاجرت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما إذ سمع صوت رجلين اختلفا في آية من القرآن فخرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم يعرف في وجهه الغضب، فقال: «إنما هلك من كان قبلكم باختلافهم في الكتاب»
- حدثنا أبو بكر عبد الله بن محمد بن عبد الحميد الواسطي قال: حدثنا زهير بن محمد المروزي قال: أنا عبد الرزاق قال: أنا معمر، عن الزهري، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن عبد الله بن عمرو قال: سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم قوما يتدارءون في القرآن، فقال: «إنما هلك من كان قبلكم بهذا ضربوا كتاب الله عز وجل بعضه ببعض وإنما كتاب الله يصدق بعضه بعضا، فلا تكذبوا بعضه ببعض، فما علمتم منه فقولوا به، وما جهلتم فكلوه إلى عالمه»
- حدثنا عمر بن أيوب السقطي قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال: حدثنا عبد الله بن نمير قال: موسى بن عبيدة قال: أنا عبد الله بن يزيد، عن عبد الرحمن بن ثوبان، عن عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «دعوا المراء في القرآن، فإن الأمم قبلكم لم يلعنوا حتى اختلفوا في القرآن، وإن المراء في القرآن كفر»
- وحدثنا أبو بكر بن عبد الحميد قال: حدثنا زهير بن محمد قال: حدثنا عبد الله بن المبارك قال: حدثنا سويد أبو حاتم، عن القاسم بن عبد الرحمن، عن أبي أمامة قال: بينما نحن نتذاكر عند باب رسول الله صلى الله عليه وسلم القرآن، ينزع هذا بآية وهذا بآية فخرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم وكأنما صب على وجهه الخل، فقال: «يا هؤلاء، لا تضربوا كتاب الله بعضه ببعض، فإنه لم تضل أمة إلا أوتوا الجدل»
قال محمد بن الحسين رحمه الله: فإن قال قائل: عرفنا هذا المراء الذي هو كفر، ما هو؟ قيل له: نزل هذا القرآن على رسول الله صلى الله عليه وسلم على سبعة أحرف، ومعناها: على سبع لغات، فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يلقن كل قبيلة من العرب القرآن على حسب ما يحتمل من لغتهم، تخفيفا من الله تعالى بأمة محمد صلى الله عليه وسلم، فكانوا ربما إذا التقوا، يقول بعضهم لبعض: ليس هكذا القرآن، وليس هكذا علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويعيب بعضهم قراءة بعض فنهوا عن هذا: اقرءوا كما علمتم، ولا يجحد بعضكم قراءة بعض، واحذروا الجدال والمراء فيما قد تعلمتم، والحجة فيما قلنا
- ما حدثنا أبو محمد يحيى بن محمد بن صاعد قال: حدثنا أبو هشام محمد بن يزيد الرفاعي قال: حدثنا أبو بكر بن عياش قال حدثنا عاصم، عن زر، عن عبد الله قال: قلت لرجل: أقرئني من الأحقاف ثلاثين آية، فأقرأني خلاف ما أقرأني رسول الله صلى الله عليه وسلم، قلت لآخر: أقرئني من الأحقاف ثلاثين آية، فأقرأني خلاف ما أقرأني الأول، وأتيت بهما النبي صلى الله عليه وسلم، فغضب، وعلي بن أبي طالب رضي الله عنه عنده جالس فقال علي كرم الله وجهه: قال لكم: «اقرءوا كما علمتم»
- وحدثنا أيضا أبو محمد بن صاعد قال: حدثنا أحمد بن سنان القطان قال: حدثنا يزيد بن هارون، أنا شريك، عن عاصم، عن زر، عن عبد الله أنه قال: أقرأني رسول الله صلى الله عليه وسلم سورة، فدخلت المسجد فقلت: أفيكم من يقرأ؟ فقال رجل من القوم: أنا أقرأ، فقرأ السورة التي أقرأنيها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإذا هو يقرأ بخلاف ما أقرأني رسول الله صلى الله عليه وسلم، فانطلقنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أنا والرجل، وإذا عنده علي بن أبي طالب كرم الله وجهه، فقلنا: يا رسول الله صلى الله عليه وسلم اختلفنا في قراءتنا، فتغير وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال علي كرم الله وجهه: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إنما هلك من كان قبلكم بالاختلاف، فليقرأ كل رجل منكم ما أقرئ»
- وأخبرنا إبراهيم بن موسى الجوزي قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي، قال حدثنا عبد الرحمن بن مهدي قال: أنا مالك بن أنس، عن الزهري، عن عروة، عن عبد الرحمن بن عبد القاري، عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: سمعت هشام بن حكيم، يقرأ سورة الفرقان في الصلاة على غير ما أقرؤها، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم أقرأنيها، فأخذت بثوبه، فذهبت به إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: يا رسول الله، إني سمعت هذا يقرأ سورة الفرقان على غير ما أقرأتنيها، فقال: «» اقرأ «» فقرأ القراءة التي سمعتها منه، فقال: «» هكذا أنزل إن هذا القرآن نزل على سبعة أحرف فاقرءوا ما تيسر منه «»
قال محمد بن الحسين: فصار المراء في القرآن كفرا بهذا المعنى يقول هذا: قراءتي أفضل من قراءتك، ويقول الآخر: بل قراءتي أفضل من قراءتك، ويكذب بعضهم بعضا، فقيل لهم: ليقرأ كل إنسان كما علم، ولا يعب بعضكم قراءة غيره، واتقوا الله، واعملوا بمحكمه، وآمنوا بمتشابهه، واعتبروا بأمثاله، وأحلوا حلاله، وحرموا حرامه
قال محمد بن الحسين رحمه الله: وقد ذكرت في تأليف كتاب المصحف، مصحف عثمان بن عفان رضي الله عنه الذي أجمعت عليه الأمة والصحابة، ومن بعدهم من التابعين، وأئمة المسلمين في كل بلد، وقول السبعة الأئمة في القرآن ما فيه كفاية، ولم أحب ترداده هاهنا، وإنما مرادي هاهنا ترك الجدال والمراء في القرآن، فإنا قد نهينا عنه، ولا يقول إنسان في القرآن برأيه، ولا يفسر القرآن، إلا ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم أو عن أحد من الصحابة، أو عن أحد من التابعين أو عن إمام من أئمة المسلمين، ولا يماري ولا يجادل، فإن قال قائل: فإنا قد نرى الفقهاء يتناظرون في الفقه، فيقول أحدهم: قال الله تعالى كذا، وقال النبي كذا وكذا، فهل يكون هذا من مراء في القرآن؟ قيل: معاذ الله، ليس هذا مراء فإن الفقيه ربما ناظره الرجل في مسألة، فيقول له على جهة البيان والنصيحة حجتنا فيه قال الله تعالى كذا وقال النبي صلى الله عليه وسلم على جهة النصيحة والبيان، لا على جهة المماراة، فمن كان هكذا، ولم يرد المغالبة، ولا أن يخطئ خصمه ويستظهر عليه سلم، وقبل إن شاء الله تعالى كما ذكرنا في الباب الذي قبله، قال الحسن: المؤمن لا يداري ولا يماري، ينشر حكمة الله، فإن قبلت حمد الله وإن ردت حمد الله عز وجل وعلا، وبعد هذا فأكره الجدال والمراء ورفع الصوت في المناظرة في الفقه إلا على الوقار والسكينة الحسنة.
وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: تعلموا العلم، وتعلموا للعلم السكينة والحلم، وتواضعوا لمن تتعلمون منه وليتواضع لكم من تعلمونه ولا تكونوا جبابرة العلماء، فلا يقوم علمكم بجهلكم ). [كتاب الشريعة:؟؟] (م)

قال أبو بكر محمد بن الحسين الآجُرِّيُّ (360هـ): ( باب ذم الجدال والخصومات في الدين
- حدثنا أبو بكر عبد الله بن محمد بن عبد الحميد الواسطي قال: حدثنا زهير بن محمد المروزي قال: أنا يعلى بن عبيد قال: نا الحجاج بن دينار، عن أبي غالب، عن أبي أمامة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ما ضل قوم بعد هدى كانوا عليه إلا أوتوا الجدل))، ثم قرأ: {ما ضربوه لك إلا جدلا بل هم قوم خصمون}.
- وحدثنا أبو حفص عمر بن أيوب السقطي قال: حدثنا محفوظ بن أبي توبة قال: حدثنا محمد بن بشر العبدي قال: حدثنا حجاج بن دينار، عن أبي غالب، عن أبي أمامة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ما ضل قوم بعد هدى كانوا عليه إلا أتوا الجدل))، ثم تلا هذه الآية: {ما ضربوه لك إلا جدلا بل هم قوم خصمون}. ). [الشريعة للآجري: ؟؟] (م)

قال أبو بكر محمد بن الحسين الآجُرِّيُّ (360هـ): ( - وحدثنا عمر بن أيوب السقطي، أيضا قال محمد بن الصباح الجرجرائي قال: حدثنا كثير بن مروان الفلسطيني، عن عبد الله بن يزيد الدمشقي قال: حدثني أبو الدرداء، وأبو أمامة، وواثلة بن الأسقع، وأنس بن مالك قالوا: خرج إلينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن نتمارى في شيء من الدين، فغضب غضبا شديدا لم يغضب مثله، ثم انتهرنا، فقال: «يا أمة محمد، لا تهيجوا على أنفسكم وهج النار" ثم قال: "أبهذا أمرتم؟ أو ليس عن هذا نهيتم، أو ليس إنما هلك من كان قبلكم بهذا؟" ثم قال: "ذروا المراء لقلة خيره، ذروا المراء، فإن نفعه قليل، ويهيج العداوة بين الإخوان، ذروا المراء، فإن المراء لا تؤمن فتنته، ذروا المراء، فإن المراء يورث الشك ويحبط العمل، ذروا المراء، فإن المؤمن لا يماري ، ذروا المراء، فإن المماري قد تمت حسراته، ذروا المراء، فكفى بك إثما لا تزال مماريا، ذروا المراء فإن المماري لا أشفع له يوم القيامة، ذروا المراء، فأنا زعيم بثلاثة أبيات في الجنة: في وسطها، ورباضها، وأعلاها لمن ترك المراء وهو صادق، ذروا المراء، فإن أول ما نهاني ربي تعالى عنه بعد عبادة الأوثان، وشرب الخمر، المراء ذروا المراء فإن الشيطان قد أيس أن يعبد ولكنه قد رضي منك بالتحريش، وهو المراء في الدين، ذروا المراء، فإن بني إسرائيل افترقوا على إحدى وسبعين فرقة، والنصارى على اثنتين وسبعين فرقة، وإن أمتي ستفترق على ثلاث وسبعين فرقة، كلها على الضلالة، إلا السواد الأعظم»
قالوا: يا رسول الله، ما السواد الأعظم؟
قال: «من كان على ما أنا عليه وأصحابي، من لم يمار في دين الله تعالى ولم يكفر أحدا من أهل التوحيد بذنب» وذكر الحديث
قال محمد بن الحسين: لما سمع هذا أهل العلم من التابعين ومن بعدهم من أئمة المسلمين لم يماروا في الدين، ولم يجادلوا، وحذروا المسلمين المراء والجدال، وأمروهم بالأخذ بالسنن، وبما كان عليه الصحابة رضي الله عنهم، وهذا طريق أهل الحق ممن وفقه الله تعالى، وسنذكر عنهم ما دل على ما قلنا إن شاء الله تعالى.). [الشريعة للآجري: ؟؟] (م)



قال أبو بكر محمد بن الحسين الآجُرِّيُّ (360هـ): ( - حدثنا الفريابي قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال: حدثنا يحيى بن آدم قال: حدثنا حماد بن زيد، عن محمد بن واسع، عن مسلم بن يسار أنه كان يقول: «إياكم والمراء فإنها ساعة جهل العالم، وبها يبتغي الشيطان زلته»
- وحدثنا أبو بكر عبد الله بن محمد بن عبد الحميد الواسطي قال: حدثنا زهير بن محمد المروزي، قال حدثنا سريج بن النعمان قال: حدثنا حماد بن زيد، عن محمد بن واسع، عن مسلم بن يسار قال: إنه كان يقول: «إياكم والمراء ، فإنها ساعة جهل العالم، وبها يبتغي الشيطان زلته» ). [الشريعة للآجري: ؟؟] (م)
طريقة السلف السكوت والإعراض عن المراء والجدال
قال أبو بكر محمد بن الحسين الآجُرِّيُّ (360هـ): ( فإن قال قائل: فإن كان رجل قد علمه الله تعالى علما، فجاءه رجل يسأله عن مسألة في الدين، ينازعه فيها ويخاصمه، ترى له أن يناظره، حتى تثبت عليه الحجة، ويرد عليه قوله؟ قيل له: هذا الذي نهينا عنه، وهو الذي حذرناه من تقدم من أئمة المسلمين فإن قال قائل: فماذا نصنع؟ قيل له: إن كان الذي يسألك مسألته مسألة مسترشد إلى طريق الحق لا مناظرة، فأرشده بألطف ما يكون من البيان بالعلم من الكتاب والسنة، وقول الصحابة، وقول أئمة المسلمين رضي الله عنهم وإن كان يريد مناظرتك، ومجادلتك، فهذا الذي كره لك العلماء، فلا تناظره، واحذره على دينك، كما قال من تقدم من أئمة المسلمين إن كنت لهم متبعا.
فإن قال: فندعهم يتكلمون بالباطل، ونسكت عنهم؟ قيل له: سكوتك عنهم وهجرتك لما تكلموا به أشد عليهم من مناظرتك لهم كذا قال من تقدم من السلف الصالح من علماء المسلمين.). [الشريعة للآجري: ؟؟] (م)
قال أبو بكر محمد بن الحسين الآجُرِّيُّ (360هـ): ( - حدثنا الفريابي قال: حدثني محمد بن داود قال: حدثنا مسلم بن إبراهيم قال: حدثنا مهدي بن ميمون قال: سمعت محمدا يعني ابن سيرين: وماراه رجل في شيء.
فقال محمد: إني أعلم ما تريد، وأنا أعلم بالمراء منك، ولكني لا أماريك. ). [الشريعة للآجري: ؟؟] (م)


النهي عن الاختلاف

قال أبو عبد الله عبيد الله بن محمد بن بطة العكبري الحنبلي (ت: 387هـ): ( - حدّثنا أبو القاسم عبد اللّه بن محمّدٍ الورّاق، قال: نا أبو الرّبيع الزّهرانيّ، قال: نا الحارث بن عبيدٍ، عن أبي عمران الجونيّ، عن جندب بن عبد اللّه البجليّ، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «اقرأوا القرآن ما ائتلفت عليه قلوبكم، فإذا اختلفتم، فقوموا عنه».). [الإبانة الكبرى: 6/ 144-145] (م)

باب النّهي عن المراء في القرآن
قال أبو عبد الله عبيد الله بن محمد بن بطة العكبري الحنبلي (ت: 387هـ): ( باب النّهي عن المراء في القرآن
- حدّثنا أبو شيبة عبد العزيز بن جعفر بن بكرٍ الخوارزميّ، قال: حدّثنا أبو عبد اللّه محمّد بن إسماعيل بن البختريّ الواسطيّ قال: حدّثنا يزيد بن هارون، قال: أخبرنا محمّد بن عمرٍو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «مراءٌ في القرآن كفرٌ».
- حدّثنا أبو بكرٍ محمّد بن بكرٍ قال: حدّثنا أبو داود، قال: ثنا أبو طاهرٍ أحمد بن عمرٍو السّرج قال: أنا ابن وهبٍ، قال: أخبرني سليمان بن بلالٍ، عن محمّد بن عمرٍو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «مراءٌ في القرآن كفرٌ».
- حدّثنا أبو شيبة عبد العزيز بن جعفرٍ قال: نا محمّد بن إسماعيل، قال: حدّثنا ابن نميرٍ، قال: نا موسى بن عبيدة، قال: أنا عبد اللّه بن يزيد، عن عبد الرّحمن بن ثوبان، عن عبد اللّه بن عمرٍو، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «دعوا المراء في القرآن، فإنّ الأمم قبلكم لم يلعنوا حتّى اختلفوا في القرآن، وإنّ مراءً في القرآن كفرٌ».
- حدّثنا إسماعيل بن محمّدٍ الصّفّار، قال: نا أحمد بن منصورٍ الرّماديّ، قال: نا عبد الرّزّاق، قال: نا معمرٌ، عن الزّهريّ، عن عمرو بن شعيبٍ، عن أبيه، عن عبد اللّه بن عمرٍو، قال: سمع النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قومًا يتدارءون في القرآن فقال: «إنّما هلك من كان قبلكم بهذا ضربوا كتاب اللّه بعضه ببعضٍ، وإنّما نزل كتاب اللّه يصدّق بعضه بعضًا، فلا تكذّبوا بعضه ببعضٍ، فما علمتم منه فقولوا به، وما جهلتم فكلوه إلى عالمه».
- حدّثنا أبو بكرٍ أحمد بن محمّد بن البسريّ الكوفيّ قال: نا محمّد بن الحسين الهمدانيّ أبو حصينٍ القاضي، قال: نا يحيى بن عبد الحميد الحمّانيّ، قال: نا حمّاد بن زيدٍ، عن أبي عمران الجونيّ، قال: كتب إليّ عبد اللّه بن رباحٍ: إنّ عبد اللّه بن عمرٍو قال: هجّرت إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم فقعدنا بالباب، فسمع رجلين اختلفا في آيةٍ من كتاب اللّه، فارتفعت أصواتهما، فخرج النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم مغضبًا يعرف الغضب في وجهه فقال: «إنّما هلك من كان قبلكم بالكتاب».
- حدّثنا أبو محمّدٍ يحيى بن محمّد بن صاعدٍ قال: حدّثنا زهير بن محمّدٍ، قال: نا عبد الرّحمن بن المبارك، قال: نا سويدٌ أبو حاتمٍ، صاحب الطّعام، عن القاسم أبي عبد الرّحمن، عن أبي أمامة، قال: بينا نحن نتذاكر عند رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم القرآن ينزع هذا بآيةٍ، وهذا بآيةٍ، فخرج علينا رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم كأنّما صبّ على وجهه الخلّ فقال: «يا هؤلاء » لا تضربوا كتاب اللّه بعضه ببعضٍ، فإنّه يوقع الشّكّ في قلوبكم، فإنّه لن تضلّ أمّةٌ إلّا أوتوا الجدل ".
- حدّثنا أبو القاسم عبد اللّه بن محمّد بن عبد العزيز البغويّ، قال: نا أبو الرّبيع الزّهرانيّ، قال: نا الحارث بن عبيدٍ، عن أبي عمران الجونيّ، عن جندب بن عبد اللّه البجليّ، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «اقرءوا القرآن ممّا ائتلفت عليه قلوبكم، فإن اختلفتم فيه فقوموا عنه» .). [الإبانة الكبرى: 2/ 611-613] (م)



المراء المكروه في القرآن ينصرف على وجهين
قال أبو عبد الله عبيد الله بن محمد بن بطة العكبري الحنبلي (ت: 387هـ): (قال الشّيخ: فالمراء في القرآن المكروه الّذي نهى عنه رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، ويتخوّف على صاحبه الكفر والمروق عن الدّين ينصرف على وجهين:
أحدهما قد كان، وزال وكفى المؤمنين مئونته، وذلك بفضل اللّه ورحمته، ثمّ بجمع عثمان بن عفّان رضي اللّه عنه النّاس كلّهم على إمامٍ واحدٍ باللّغات المشهورة المعروفة، وذلك أنّ النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قد كان سأل اللّه عزّ وجلّ في القرآن فقال له: " أقرئ أمّتك على سبعة أحرفٍ، وكلّها سيّان"، يعني على سبع لغات العرب، كلّها صحيحةٌ وفصيحةٌ، إن اختلف لفظها اتّفقت معانيها، فكان يقرئ كلّ رجلٍ من أصحابه بحرفٍ يوافق لغته، وبلسان قومه الّذي يعرفونه، فكان إذا التقى الرّجلان فسمع أحدهما يقرأ بحرفٍ لا يعرفه، وقد قرأ هو ذلك الحرف بغير تلك اللّغة أنكر على صاحبه، وربّما قال له: حرفي خيرٌ من حرفك، ولغتي أفصح من لغتك، وقراءتي خيرٌ من قراءتك، فنهوا عن ذلك وقيل لهم: ليقرأ كلٌّ واحدٍ منكم كما علم، ولا تماروا في القرآن، فيقول بعضكم: حرفي خيرٌ من حرفك، ولا قراءتي صوابٌ وقراءتك خطأٌ، فإنّ كلًّا صوابٌ، وكلام اللّه فلا تنكروه، ولا يردّ بعضكم على بعضٍ، فيكذّب بالحقّ، ويردّ الصّواب الّذي جاء عن اللّه عزّ وجلّ، فإنّ ردّ كتاب اللّه والتّكذيب بحرفٍ منه كفرٌ، فهذا أحد الوجهين من المراء الّذي هو كفرٌ قد ارتفع ذلك، والحمد للّه وجمع اللّه الكريم المسلمين على الإمام الّذي جمع المسلمون من الصّحابة والتّابعين على صحّته وفصاحة لغاته، وهو المصحف الّذي جمع عثمان بن عفّان رضي اللّه عنه المسلمين عليه، وترك ما خالفه، وذلك باتّفاقٍ من المهاجرين والأنصار، وأهل بدرٍ والحديبية الّذين رضي اللّه عنهم، ورضوا عنه، وسأذكر الحجّة فيما قلت، واللّه الموفّق.
- حدّثنا أبو جعفرٍ محمّد بن عمرو بن البختريّ الرّزّاز قال: نا عبد الرّحمن بن محمّد بن منصورٍ الحارثيّ، قال: نا يحيى بن سعيدٍ القطّان، قال: نا إسماعيل بن أبي خالدٍ، عن عبد اللّه بن عيسى، عن عبد الرّحمن بن أبي ليلى، عن أبيّ بن كعبٍ، قال: كنت في المسجد
فدخل رجلٌ فقرأ قراءةً أنكرتها عليه، ثمّ دخل رجلٌ آخر، فقرأ خلاف قراءة صاحبه، فقمنا جميعًا، فدخلنا على رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال: قلت: يا رسول اللّه إنّ هذا قرأ قراءةً أنكرتها عليه، ثمّ دخل هذا فقرأ خلاف قراءة صاحبه فقال لهما رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «اقرآ لي»،
فقرآ فقال: «أصبتما»، فلمّا قال لهما النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال: كبر عليّ ولا إذ كنت في الجاهليّة، فلمّا رأى النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم الّذي قد غشيني ضرب في صدري ففضضت عرقًا، كأنّي أنظر إلى اللّه عزّ وجلّ فرقًا، ثمّ قال: يا أبيّ إنّ ربّي أرسل إليّ، فقال: أن اقرأ على حرفٍ قال: " فوددت أن أهوّن على أمّتي، فأرسل إليّ أن اقرأ على حرفين، فوددت أن أهوّن على أمّتي، فأرسل إليّ أن اقرأ على سبعة أحرفٍ، ولكلّ ردّةٍ مسألةٌ يسألنيها قال: قلت: اللّهمّ اغفر لأمّتي ثلاثًا، وأخّرت الثّالثة ليومٍ يحتاج فيه الخلق، وحتّى إبراهيم عليه السّلام "
- حدّثنا أبو القاسم عبد اللّه بن محمّد بن إسحاق المروزيّ، قال: نا العبّاس بن محمّدٍ الدّوريّ، وحدّثنا أبو ذرٍّ أحمد بن محمّد بن الباغنديّ قال: نا أحمد بن يحيى السّوسيّ، قالا: نا منصور بن سلمة الخزاعيّ، وحدّثنا إسحاق بن أحمد الكاذيّ، قال: نا عبد اللّه بن أحمد بن حنبلٍ، قال: حدّثني أبي قال: نا أبو سلمة منصور بن سلمة الخزاعيّ قال: نا سليمان بن بلالٍ، قال: حدّثني يزيد بن خصيفة، قال: أخبرني بسر بن سعيدٍ، قال: أخبرني أبو جهيمٍ، أنّ رجلين، اختلفا في آيةٍ من القرآن، فقال هذا: تلقّيتها من رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، وقال الآخر: تلقّيتها من رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، فسألا النّبيّ عنها فقال: «إنّ » القرآن يقرأ على سبعة أحرفٍ، فلا تماروا في القرآن، فإنّ مراءً فيه كفرٌ ".
- حدّثنا أبو محمّدٍ يحيى بن محمّد بن صاعدٍ قال: نا أحمد بن سنانٍ القطّان، قال: نا يزيد بن هارون، قال: نا شريكٌ، عن عاصمٍ، عن زرٍّ، عن عبد اللّه بن مسعودٍ، قال: " أقرأني رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم سورةً فدخلت المسجد، فقلت: أفيكم من يقرأ؟ فقال رجلٌ من القوم: أنا، فقرأ السّورة الّتي أقرأنيها رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، فإذا هو يقرأ بخلاف ما أقرأني رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، فانطلقنا إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، فقلنا: يا رسول اللّه اختلفنا في قراءتنا، فتغيّر وجهه، فقال عليّ بن أبي طالبٍ رضي اللّه عنه: إنّما «أهلك من كان قبلكم الاختلاف، فليقرأ كلّ امرئٍ منكم ما أقرئ».
- حدّثنا أبو عبد اللّه الحسين بن إسماعيل المحامليّ، قال: نا أبو هشامٍ الرّفاعيّ، قال: نا أبو بكر بن عيّاشٍ، قال: نا عاصمٌ، عن زرٍّ، عن عبد اللّه بن مسعودٍ، قال: قلت لرجلٍ: أقرئني من الأحقاف ثلاثين آيةً، فأقرأني خلاف ما أقرأني رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، وقلت لآخر: أقرئني من الأحقاف ثلاثين آيةً، فأقرأني 0 خلاف ما أقرأني الأوّل، فأتيت بهما رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، فغضب، وكان عليّ بن أبي طالبٍ عليه السّلام جالسًا، فقال عليٌّ: قال لهم: «اقرءوا كما علمتم»
قال الشّيخ: فهذا بيان المراء في القرآن الّذي يخاف على صاحبه الكفر، وقد كفي المسلمون بحمد اللّه المراء في هذا الوجه بإجماعهم على المصحف الّذي من خالفه ندّ وشرد وشذّ، فلم يلتفت إليه، ولم يعبأ اللّه بشذوذه، وقد بقي المراء الّذي يحذره المؤمنون، ويتوقّاه العاقلون، وهو المراء الّذي بين أصحاب الأهواء وأهل المذاهب، والبدع، وهم الّذين يخوضون في آيات اللّه، ويتّبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة، وابتغاء تأويله الّذي لا يعلمه إلّا اللّه والرّاسخون في العلم، يتأوّلونه بأهوائهم، ويفسّرونه بأهوائهم، ويحملونه على ما تحمله عقولهم فيضلّون بذلك، ويضلّون من اتّبعهم عليهم.). [الإبانة الكبرى: 2/ 614-618] (م)

تحذير الأمة من الذين يجادلون بالمتشابه وعقوبة الإمام لهم
قال أبو عبد الله عبيد الله بن محمد بن بطة العكبري الحنبلي (ت: 387هـ): ( - حدّثنا أبو الفضل جعفر بن محمّدٍ القافلائيّ قال: نا محمّد بن إسحاق الصّاغانيّ، قال: نا إسحاق بن عيسى الطّبّاع، قال: نا حمّاد بن زيدٍ، عن أيّوب، عن ابن أبي مليكة، عن عائشة، قالت: تلا رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: {هو الّذي أنزل عليك الكتاب منه آياتٌ محكماتٌ هنّ أمّ الكتاب وأخر متشابهاتٌ} [آل عمران: 7] فأمّا الّذين في قلوبهم زيغٌ فيتّبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله إلّا اللّه قالت: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يقول: «إذا رأيتم الّذين يجادلون فيه، فهم الّذين عنى اللّه عزّ وجلّ، فاحذروهم».). [الإبانة الكبرى: 2/618] (م)

قال أبو عبد الله عبيد الله بن محمد بن بطة العكبري الحنبلي (ت: 387هـ): ( - حدّثنا أبو شيبة عبد العزيز بن جعفرٍ، قال: نا محمّد بن إسماعيل، قال: نا وكيعٌ، قال: نا سفيان، عن منصورٍ، عن مجاهدٍ: {وإذا رأيت الّذين يخوضون في آياتنا} [الأنعام: 68] قال: يكذّبون بآياتنا ".
- حدّثنا إسماعيل بن محمّدٍ الصّفّار، قال: نا سعدان بن نصرٍ، قال: نا معاذ بن معاذٍ، قال: نا ابن عونٍ، قال: قال محمّدٌ: إنّ " أسرع النّاس ردّةً أهل الأهواء، وكان يرى أنّ هذه الآية نزلت فيهم: {وإذا رأيت الّذين يخوضون في آياتنا فأعرض عنهم} [الأنعام: 68] "
قال الشّيخ: المراء في القرآن والخصومة فيه والتّعاطي لتأويله بالآراء والأهواء لإقامة دولة البدع، وابتغاء الفتنة بغير علمٍ كفرٌ وضلالٌ، نسأل اللّه العصمة من سيّئ المقال.
- حدّثنا أبو عبد اللّه محمّد بن يعقوب المتّوثيّ قال: نا أبو داود السّجستانيّ، قال: نا عبيد اللّه بن معاذٍ، قال: نا أبي قال: نا عبد الرّحمن يعني ابن أبي الزّناد، وقال: سمعت هشامًا، يحدّث عن عبد اللّه بن الزّبير، قال: لقيني ناسٌ من أهل العراق فخاصموني في القرآن فواللّه ما استطعت بعض الرّدّ عليهم، وهبت المراجعة في القرآن، فشكوت ذلك إلى أبي الزّبير، فقال الزّبير: إنّ «القرآن قد قرأه كلّ قومٍ فتأوّلوه على أهوائهم، وأخطئوا مواضعه، فإن رجعوا إليك، فخاصمهم بسنن أبي بكرٍ وعمر رحمهما اللّه، فإنّهم لا يجحدون أنّهما أعلم بالقرآن منهم، فلمّا رجعوا، فخاصمتهم بسنن أبي بكرٍ وعمر فواللّه ما قاموا معي، ولا قعدوا».). [الإبانة الكبرى: 2/ 619-620] (م)


قال أبو عبد الله عبيد الله بن محمد بن بطة العكبري الحنبلي (ت: 387هـ): ( - حدّثنا أبو عبيدٍ القاسم بن إسماعيل المحامليّ، قال: نا أبو عتبة أحمد بن الفرج، قال: نا بقيّة بن الوليد، قال: نا الصّبّاح بن مجالدٍ، عن عطيّة العوفيّ، عن أبي سعيدٍ الخدريّ، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «إذا كان سنة خمسٍ وثلاثين ومئةٍ خرجت مردة الشّياطين، كان حبسهم سليمان بن داود عليه السّلام في جزائر البحور، فيذهب تسعة أعشارهم إلى العراق يجادلونهم بمشتبه القرآن، وعشرٌ بالشّام»
- حدّثنا أبو جعفرٍ محمّد بن عبيد اللّه الدّيناريّ، ومحمّد بن مجالدٍ، قالا: نا عليّ بن حربٍ، قال: نا محمّد بن فضيلٍ، عن أشعث، عن أبي صفوان، عن ابن مسعودٍ، قال: " إنّ اللّه عزّ وجلّ أنزل هذا القرآن تبيانًا لكلّ شيءٍ، ولكن علمنا يقصر عمّا بيّن لنا في القرآن، ثمّ قرأ {ونزّلنا عليك الكتاب تبيانًا لكلّ شيءٍ} [النحل: 89] " .). [الإبانة الكبرى: 6/ 147-150] (م)

النهي عن مناظرة أهل البدع ومجالستهم
قال أبو عبد الله عبيد الله بن محمد بن بطة العكبري الحنبلي (ت: 387هـ): ( - حدّثنا القافلائيّ، قال: نا محمّد بن إسحاق الصّاغانيّ، قال: نا إسحاق بن عيسى، قال: حدّثني حفص بن غياثٍ، عن ليث بن أبي سليمٍ، عن منذرٍ الثّوريّ، عن محمّد بن عليّ ابن الحنفيّة، قال: «لا تجالسوا أصحاب الخصومات، فإنّهم الّذين يخوضون في آيات اللّه».). [الإبانة الكبرى: 2/619] (م)



حديث جابر رضي الله عنه
قالَ أبو الفضلِ عبدُ الرَّحمنِ بنُ أحمدَ الرازيُّ (ت:454هـ): (وأخبرني حمزة بن يوسف, نا أبو الحسن الرزاز , نا الفريابي , نا وهب بن بقية ، أنا خالد , عن حميد , عن محمد بن المنكدر, عن جابر بن عبد الله قال‏: ‏"خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم , ونحن نقرأ القرآن , وفينا العجمي والعربي , قال‏:‏ فوقف علينا يستمع , فقال: ((اقرءوا , فكل حسن))" وذكر الحديث‏). [فضائل القرآن وتلاوته: 59 ] (م)
قالَ عَلَمُ الدِّينِ عليُّ بنُ محمَّدٍ السَّخَاوِيُّ (ت:643هـ): (وحدثني أبو المظفر بالإسناد إلى النسائي، أخبرنا عمرو بن علي، نا عبد الرحمن، نا سلام بن أبي مطيع، عن أبي عمران الجوني، عن جندب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((اقرءوا القرآن ما ائتلفت عليه قلوبكم، فإذا اختلفتم فقوموا عنه)).
وبه أخبرنا قتيبة بن سعيد، حدثنا أنس بن عياض، عن أبي حازم، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((أنزل القرآن على سبعة أحرف، المراء في القرآن كفر)). ) [جمال القراء:1/113] (م)

قَالَ عَلَمُ الدِّينِ عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدٍ السَّخَاوِيُّ (ت: 643هـ) : (حدثنا عبد الله بن أبي هاشم ثنا عيسى بن مسكين وأحمد بن سليمان قالا: حدثنا سحنون بن سعيد، عن عبد الرحمن بن القاسم، عن مالك، عن ابن شهاب، عن عروة بن الزبير، عن عبد الرحمن بن عبد القاري، عن عمر بن الخطاب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إن هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف فاقرءوا ما تيسر منه)). [جمال القراء:2/498 -520] (م)


قال أبو زكريَّا يَحْيَى بْنُ شَرَفٍ النَّوَوِيُّ (ت: 676هـ): ([فصل]
يحرم المراء في القرآن والجدال فيه بغير حق؛ فمن ذلك أن يظهر فيه دلالة الآية على شيء يخالف مذهبه ويحتمل احتمالا ضعيفا موافقة مذهبه فيحملها على مذهبه ويناظر على ذلك مع ظهورها في خلاف ما يقول وأما من لا يظهر له ذلك فهو معذور، وقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((المراء في القرآن كفر)). قال الخطابي: (المراد بالمراء الشك وقيل الجدال المشكك فيه وقيل وهو الجدال الذي يفعله أهل الأهواء في آيات القدر ونحوها).). [التبيان في آداب حملة القرآن: 168]
قالَ مُحمَّدُ بنُ عبدِ الوهَّابِ التميميُّ (ت: 1206هـ) :( في الصحيح عن جندب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ((اقرؤوا القرآن ما ائتلفت قلوبكم فإذا اختلفتم فقوموا عنه)) ، ولهما عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في مرضه : ((ائتوني بكتاب أكتب لكم كتابا لن تضلوا بعده)) قال : فقال عمر : " إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد غلبه الوجع وإن عندنا كتاب الله حسبنا ، وقال بعضهم : بل ائتوا بكتاب . فاختلفوا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((قوموا عني ولا ينبغي عند نبي تنازع)) " ، ولمسلم عن ابن مسعود أنه قرأ سورة يوسف فقال رجل : ما هكذا أنزلت فقال :" أتكذب بالكتاب ؟"). [فضائل القرآن: ](م)

(باب ما جاء في الجدال في القرآن)
قالَ مُحمَّدُ بنُ عبدِ الوهَّابِ التميميُّ (ت: 1206هـ) :( قال أبو العالية : آيتان ما أشدهما على من يجادل في القرآن قوله تعالى :{ما يجادل في آيات الله إلا الذين كفروا} وقوله : {وإن الذين اختلفوا في الكتاب لفي شقاق بعيد}.
عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ((جدال في القرآن كفر)) رواه أحمد وأبو داود وإسناده جيد ،
وفي حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم قوما يتمارون في القرآن فقال : ((إنما هلك من كان قبلكم باختلافهم في الكتاب)) ). [فضائل القرآن: ](م)

ساجدة فاروق 25 شعبان 1435هـ/23-06-2014م 11:27 AM

............

ساجدة فاروق 25 شعبان 1435هـ/23-06-2014م 11:32 AM

الأوقات المختارة لقراءة القرآن

قالَ أبو عُبيدٍ القاسمُ بن سلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت:224هـ) : ( حدثنا جرير، عن منصور، عن إبراهيم، قال: "كان أحدهم إذا بقي عليه من جزئه شيء، فنشط، قرأه بالنهار، أو قرأه من ليلة أخرى". قال: "وربما زاد أحدهم" ). [فضائل القرآن:](م)
أثر عبدالله
قالَ سعيدُ بنُ منصورٍ الخُرَاسَانِيُّ (ت: 227هـ): (حدثنا أبو معاوية, عن الأعمش, عن عمارة بن عمير, عن أبي الأحوص قال: قال عبد الله: «اقرؤوا القرآن في سبع, ولا تقرؤه في أقل من ثلاث, وليحافظ الرجل في يومه وليلته على جزئه»). [سنن سعيد بن منصور:442](م)
قالَ سعيدُ بنُ منصورٍ الخُرَاسَانِيُّ (ت: 227هـ): (حدثنا هشيم, عن حصين, عن عبيد الله بن عبد الله: كان ابن مسعود يختم القرآن في ثلاث, لا يستعين عليه من النهار إلا باليسير.). [سنن سعيد بن منصور:448](م)
أثر عبدالله
قال أبو بكرٍ جَعفرُ بنُ مُحمدٍ الفِرْيابِيُّ (ت: 301هـ): (حدثنا عبيد الله بن معاذ قال:حدثنا أبي قال: حدثنا شعبة، عن سليمان عن عمارة بن عمير، عن أبي الأحوص، عن عبد الله قال: «اقرءوا القرآن في كل سبع ، وليحافظ أحدكم على حزبه في يومه وليلته».
حدثنا محمد بن عبد الأعلى، نا خالد بن الحارث، نا شعبة، عن سليمان قال: سمعت عمارة، عن أبي الأحوص قال: كان عبد الله يقول: «اقرءوا القرآن في كل سبع »، فذكر مثله. ).[فضائل القرآن: ](م)
أثر عائشة رضي الله عنه
قال أبو بكرٍ جَعفرُ بنُ مُحمدٍ الفِرْيابِيُّ(ت:301هـ): (حدثنا قتيبة ، أخبرنا وكيع ، عن سفيان ، عن منصور ، عن مجاهد ، عن عائشة ، رضي الله عنها : " أنها كانت تقرأ في رمضان في المصحف بعد الفجر ، فإذا طلعت الشمس نامت"). [فضائل القرآن:](م)

قال أبو بكرٍ جَعفرُ بنُ مُحمدٍ الفِرْيابِيُّ(ت:301هـ): (حدثنا عثمان بن أبي شيبة , أخبرنا جرير عن منصور ، عن مجاهد قال : "كانت عائشة رضي الله عنها في رمضان تأمر إنسانا إذا أصبحت وصلت أن ينظر الشمس , وهي جالسة ، فإذا قال : قد طلعت وضعت رأسها"). [فضائل القرآن:](م)
قالَ الحُسَيْنُ بنُ مَسْعُودٍ البَغَوِيُّ (ت: 516هـ): (أخبرنا الإمام أبو عليٍّ الحسين بن محمّدٍ القاضي وأبو حامدٍ أحمد بن عبد اللّه الصّالحيّ قالا حدّثنا أبو بكرٍ أحمد بن الحسين الحيريّ، أخبرنا محمّد بن أحمد بن معقلٍ الميدانيّ، أخبرنا محمّد بن يحيى، حدثنا بعد الرازق، أخبرنا معمرٌ، عن الزّهريّ، عن سالمٍ، عن ابن عمر قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: ((لا حسد إلّا في اثنتين: رجلٌ آتاه اللّه القرآن فهو يقوم به آناء اللّيل وآناء النّهار، ورجلٌ آتاه اللّه مالًا فهو ينفق منه آناء اللّيل وآناء النّهار)).) [معالم التنزيل: 8/601](م)
قالَ عَلَمُ الدِّينِ عليُّ بنُ محمَّدٍ السَّخَاوِيُّ (ت:643هـ): (وهذه عمدة المفيد وعدة المجيد في معرفة التجويد)
و"كان عثمان رضي الله عنه يقرأ القرآن في ركعة يوتر بها" ذكره الترمذي. وقرأ سعيد بن جبير القرآن كله في ركعة في الكعبة. وكان منصور بن زاذان يختم القرآن في رمضان بين المغرب والعشاء ختمتين، ثم يقرأ إلى الطواسين قبل أن تقام صلاة العشاء، وكانوا يوخرونها إذ ذاك إلى ربع الليل، وكذلك كان يفعل يوم الجمعة في كل جمعة. وكان الشافعي رحمه الله يختم في رمضان ستين ختمة كلها في الصلاة. وروي عن أبي حنيفة رحمه الله أنه كان يقرأ القرآن في ركعة، فعل ذلك ثلاثين سنة).[جمال القراء:2/544-547](م)
قالَ عَلَمُ الدِّينِ عليُّ بنُ محمَّدٍ السَّخَاوِيُّ (ت:643هـ): (وقال إبراهيم التيمي: كان يقال: إذا ختم الرجل القرآن في أول النهار؛ صلت عليه الملائكة بقية يومه، وإذا ختمه أول الليل؛ صلت عليه الملائكة بقية ليلته. قال: فكانوا يحبون أن يختموا في أول النهار، أو في أول الليل.
وقال محمد بن جحادة: كانوا يستحبون إذا ختموا من أول الليل أن يختموا في الركعتين بعد المغرب، وإذا ختموا من النهار أن يختموا في الركعتين قبل صلاة الفجر. ).[جمال القراء :1/115-123](م)
قال أبو زكريَّا يَحْيَى بْنُ شَرَفٍ النَّوَوِيُّ (ت: 676هـ): (وعن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((لا حسد إلا في إثنتين:
1 - رجل آتاه الله القرآن فهو يقوم به آناء الليل وآناء النهار
2 - ورجل آتاه الله مالا فهو ينفقه آناء الليل وآناء النهار)). رواه البخاري ومسلم.).[التبيان في آداب حملة القرآن:15](م)
قال أبو زكريَّا يَحْيَى بْنُ شَرَفٍ النَّوَوِيُّ (ت: 676هـ): ([فصل] فيمن نام عن ورده:
عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((من نام عن حزبه من الليل أو عن شيء منه فقرأه ما بين صلاة الفجر وصلاة الظهر كتب له كأنه قرأه من الليل)). رواه مسلم.).[التبيان في آداب حملة القرآن: 67](م)
قال أبو زكريَّا يَحْيَى بْنُ شَرَفٍ النَّوَوِيُّ (ت: 676هـ): ([فصل]
في استحباب ترديد الآية للتدبر وقد قدمنا في الفصل قبله الحث على التدبر وبيان موقعه وتأثر السلف.
وروينا عن أبي ذر رضي الله تعالى عنه قال: (قام النبي صلى الله عليه وسلم بآية يرددها حتى أصبح والآية {إن تعذبهم فإنهم عبادك}). الآية رواه النسائي وابن ماجه.
وعن تميم الداري رضي الله تعالى عنه أنه كرر هذه الآية حتى أصبح: {أم حسب الذين اجترحوا السيئات أن نجعلهم كالذين آمنوا وعملوا الصالحات سوآء محياهم ومماتهم ساء ما يحكمون}.
وعن عبادة بن حمزة قال: (دخلت على أسماء رضي الله عنها وهي تقرأ {فمن الله علينا ووقانا عذاب السموم}، فوقفت عندها فجعلت تعيدها وتدعو فطال علي ذلك فذهبت إلى السوق فقضيت حاجتي ثم رجعت وهي تعيدها وتدعو).
ورويت هذه القصة عن عائشة رضي الله تعالى عنها.
وردد ابن مسعود رضي الله عنه: {رب زدني علما}، وردد سعيد بن جبير: {واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله}، وردد أيضا: {فسوف يعلمون إذ الأغلال في أعناقهم}، الآية، وردد أيضا: {ما غرك بربك الكريم}، وكان الضحاك إذا تلا قوله تعالى: {لهم من فوقهم ظلل من النار ومن تحتهم ظلل}، رددها إلى السحر.). [التبيان في آداب حملة القرآن:83- 85](م)
قال أبو زكريَّا يَحْيَى بْنُ شَرَفٍ النَّوَوِيُّ (ت: 676هـ): ([فصل] في الأوقات المختارة للقراءة
اعلم أن أفضل القراءة ما كان في الصلاة ومذهب الشافعي وغيره أن تطويل القيام في الصلاة أفضل من تطويل السجود.
وأما القراءة في غير الصلاة فأفضلها قراءة الليل والنصف الأخير من الليل أفضل من النصف الأول والقراءة بين المغرب والعشاء محبوبة.
وأما القراءة في النهار فأفضلها بعد صلاة الصبح ولا كراهية في القراءة في وقت من الأوقات لمعنى فيه، وأما ما رواه ابن أبي داود عن معاذ بن رفاعة عن مشايخه أنهم كرهوا القراءة بعد العصر وقالوا هي دراسة اليهود فغير مقبول ولا أصل له.
ويختار من الأيام الجمعة والاثنين والخميس ويوم عرفة ومن الأعشار العشر الأخير من رمضان والعشر الأول من ذي الحجة ومن الشهور رمضان.).[التبيان في آداب حملة القرآن:151- 152](م)
قال أبو زكريَّا يَحْيَى بْنُ شَرَفٍ النَّوَوِيُّ (ت: 676هـ): (... السنة كثرة الاعتناء بتلاوة القرآن في شهر رمضان وفي العشر آكد، وليالي الوتر منه آكد، ومن ذلك العشر الأول من ذي الحجة ويوم عرفة ويوم الجمعة وبعد الصبح وفي الليل.). [التبيان في آداب حملة القرآن:176](م)

قال أبو زكريَّا يَحْيَى بْنُ شَرَفٍ النَّوَوِيُّ (ت: 676هـ): ([فصل] ينبغي أن يحافظ على تلاوته ويكثر منها وكان السلف رضي الله عنهم لهم عادات مختلفة في قدر ما يختمون فيه فروى ابن أبي داود عن بعض السلف رضي الله عنهم أنهم كانوا يختمون في كل شهرين ختمة واحدة وعن بعضهم في كل شهر ختمة وعن بعضهم في كل عشر ليال ختمة وعن بعضهم في كل ثمان ليال وعن الأكثرين في كل سبع ليال وعن بعضهم في كل ست وعن بعضهم في كل خمس وعن بعضهم في كل أربع وعن كثيرين في كل ثلاث وعن بعضهم في كل ليلتين وختم بعضهم في كل يوم وليلة ختمة ومنهم من كان يختم في كل يوم وليلة ختمتين ومنهم من كان يختم ثلاثا وختم بعضهم ثمان ختمات أربعا في الليل وأربعا في النهار.
فمن الذين كانوا يختمون ختمة في الليل واليوم: عثمان بن عفان رضي الله عنه وتميم الداري وسعيد بن جبير ومجاهد والشافعي وآخرون.
ومن الذين كانوا يختمون ثلاث ختمات سليم بن عمر رضي الله عنه قاضي مصر في خلافة معاوية رضي الله عنه وروى أبو بكر بن أبي داود أنه كان يختم في الليلة أربع ختمات وروى أبو عمر الكندي في كتابه في قضاة مصر أنه كان يختم في الليلة أربع ختمات.
وقال الشيخ الصالح أبو عبد الرحمن السلمي رضي الله عنه سمعت الشيخ أبا عثمان المغربي يقول كان ابن الكاتب رضي الله عنه يختم بالنهار أربع ختمات وبالليل أربع ختمات وهذا أكثر ما بلغنا من اليوم والليلة.
وروى السيد الجليل أحمد الدورقي بإسناده عن منصور بن زادان عن عباد التابعين رضي الله عنه أنه كان يختم القرآن فيما بين الظهر والعصر ويختمه أيضا فيما بين المغرب والعشاء ويختمه فيما بين المغرب والعشاء في رمضان ختمتين وشيئا وكانوا يخرون العشاء في رمضان إلى أن يمضي ربع الليل.
وروى ابن أبي داود بإسناده الصحيح أن مجاهدا كان يختم القرآن فيما بين المغرب والعشاء وعن منصور قال كان علي الأزدي يختم فيما بين المغرب والعشاء كل ليلة من رمضان وعن إبراهيم بن سعد قال: كان أبي يحتبي فما يحل حبوته حتى يختم القرآن.
وأما الذي يختم في ركعة فلا يحصون لكثرتهم فمن المتقدمين: عثمان بن عفان وتميم الداري وسعيد بن جبير رضي الله عنهم ختمة في كل ركعة في الكعبة.
وأما الذين ختموا في الأسبوع مرة فكثيرون؛ نقل عن: عثمان بن عفان رضي الله عنه وعبد الله بن مسعود وزيد بن ثابت وأبي بن كعب رضي الله عنهم وعن جماعة من التابعين كعبد الرحمن بن يزيد وعلقمة وإبراهيم رحمهم الله.
...
وأما وقت الابتداء والختم لمن يختم في الأسبوع فقد روى أبو داود أن عثمان بن عفان رضي الله عنه كان يفتتح القرآن ليلة الجمعة ويختمه ليلة الخميس.
وقال الإمام أبو حامد الغزالي رحمه الله تعالى في الإحياء: الأفضل أن يختم ختمة بالليل وأخرى بالنهار ويجعل ختمة النهار يوم الاثنين في ركعتي الفجر أو بعدهما ويجعل ختمة الليل ليلة الجمعة في ركعتي المغرب أو بعدهما ليستقبل أول النهار وآخره.
وروى ابن أبي داود عن عمر بن مرة التابعي قال: كانوا يحبون أن يختم القرآن من أول الليل أو من أول النهار.
وعن طلحة بن مصرف التابعي الجليل قال: من ختم القرآن أية ساعة كانت من النهار صلت عليه الملائكة حتى يمسي وأية ساعة كانت من الليل صلت عليه الملائكة حتى يصبح. وعن مجاهد نحوه.
وروى الدارمي في مسنده بإسناده عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال إذا وافق ختم القرآن أول الليل صلت عليه الملائكة حتى يصبح وإذا وافق ختمه آخر الليل صلت عليه الملائكة حتى يمسي قال الدارمي هذا حسن من سعد.
وعن حبيب بن أبي ثابت التابعي أنه كان يختم قبل الركوع. قال ابن أبي داود: وكذا قال أحمد بن حنبل رحمه الله تعالى.
وفي هذا الفضل بقايا ستأتي إن شاء الله تعالى في الباب الآتي إن شاء الله تعالى). [التبيان في آداب حملة القرآن:54-61](م)
قال أبو زكريَّا يَحْيَى بْنُ شَرَفٍ النَّوَوِيُّ (ت: 676هـ): ([فصل] في آداب الختم وما يتعلق به
فيه مسائل:الأولى: في وقته، قد تقدم أن الختم للقارئ وحده يستحب أن يكون في الصلاة؛ وأنه قيل يستحب أن يكون في ركعتي سنة الفجر وركعتي سنة المغرب وفي ركعتي الفجر أفضل، وأنه يستحب أن يختم ختمة في أول النهار في دور، ويختم ختمة أخرى في آخر النهار في دور آخر، وأما من يختم في غير الصلاة، والجماعة الذين يختمون مجتمعين؛ فيستحب أن تكون ختمتهم يقول أول النهار أو في أول الليل كما تقدم، وأول النهار أفضل عند بعض العلماء). [التبيان في آداب حملة القرآن:155- 156](م)
قالَ مُحَمَّدُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ بَهَادرَ الزَّرْكَشِيُّ (ت: 794هـ):(النوع التاسع والعشرون: في آداب تلاوته وكيفيتها
... وسئل مالك عن الرجل يختم القرآن في كل ليلة فقال ما أحسن ذلك إن القرآن إمام كل خير.
... يسن ختمه في الشتاء أول الليل وفي الصيف أول النهار قال ذلك ابن المبارك وذكره أبو داود لأحمد فكأنه أعجبه ويجمع أهله عند ختمه ويدعو.
وقال بعض السلف إذا ختم أول النهار صلت عليه الملائكة حتى يمسي وإذا ختم في أول الليل صلت عليه الملائكة حتى يصبح رواه أبو داود.).[البرهان في علوم القرآن:1/449-480](م)
قالَ جلالُ الدينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أبي بكرِ السيوطيُّ (ت: 911هـ):(النوع الخامس والثلاثون
قال النووي الأوقات المختارة للقراءة أفضلها ما كان في الصلاة ثم الليل ثم نصفه الأخير وهي بين المغرب والعشاء محبوبة وأفضل النهار بعد الصبح ولا تكره في شيء من الأوقات لمعنى فيه وأما ما رواه ابن أبي داود عن معاذ بن رفاعة عن مشايخه أنهم كرهوا القراءة بعد العصر وقالوا هو دراسة يهود فغير مقبول ولا أصل له.
ويختار من الأيام يوم عرفة ثم الجمعة ثم الاثنين والخميس ومن الأعشار العشر الأخير من رمضان والأول من ذي الحجة ومن الشهور رمضان
ويختار لابتدائه ليلة الجمعة ولختمه ليلة الخميس فقد روى ابن أبي داود عن عثمان بن عفان أنه كان يفعل ذلك.
والأفضل الختم أول النهار أو أول الليل لما رواه الدارمي بسند حسن عن سعد بن أبي وقاص قال: إذا وافق ختم القرآن أول الليل صلت عليه الملائكة حتى يصبح وإن وافق ختمه آخر الليل صلت عليه الملائكة حتى يمسي.
قال في الإحياء ويكون الختم أول النهار في ركعتي الفجر وأول الليل في ركعتي سنة المغرب. ).[الإتقان في علوم القرآن:2/657-727](م)
قالَ جلالُ الدينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أبي بكرِ السيوطيُّ (ت: 911هـ): (النوع الخامس والثلاثون
وعن ابن المبارك يستحب الختم في الشتاء أول الليل وفي الصيف أول النهار.).[الإتقان في علوم القرآن:2/657-727](م)


فصل: القراءة في الصلاة

حديث حذيفة رضي الله عنه
قالَ أبو عُبيدٍ القاسمُ بن سلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت: 224هـ): ( حدثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن سعد بن عبيدة، عن المستورد بن الأحنف، عن صلة بن زفر، عن حذيفة، قال: ((صليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات ليلة, فكان إذا مر بآية رحمة سأل، وإذا مر بآية عذاب تعوذ، وإذا مر بآية فيها تنزيه الله سبحانه وتعالى سبح)). ) [فضائل القران](م)
حديث عوف بن مالك رضي الله عنه
قالَ أبو عُبيدٍ القاسمُ بن سلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت:224هـ): (حدثنا عبد الله بن صالح، عن معاوية بن صالح، عن عمرو بن قيس الكندي، أنه سمع عاصم بن حميد، يقول: سمعت عوف بن مالك، يقول: ((قمت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة، فبدأ، فاستاك، ثم توضأ، ثم قام يصلي، فقمت معه، فاستفتح البقرة لا يمر بآية رحمة إلا وقف فسأل، ولا يمر بآية عذاب إلا وقف فتعوذ، ثم قرأ آل عمران، ثم قرأ سورة النساء)). أو قال: ((ثم قرأ سورة يفعل مثل ذلك)). ) [فضائل القران: ](م)
حديث عائشة رضي الله عنها
قالَ أبو عُبيدٍ القاسمُ بن سلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت:224هـ): (حدثنا أبو الأسود، عن ابن لهيعة، عن الحارث بن يزيد، عن زياد بن نعيم الحضرمي، عن مسلم بن مخراق، عن عائشة عليها السلام والرضوان قالت: ((كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوم ليلة التمام فيقرأ بسورة البقرة وآل عمران والنساء، لا يمر بآية فيها استبشار إلا دعا الله سبحانه وتعالى ورغب، ولا يمر بآية فيها تخويف إلا دعا الله تعالى واستعاذ)). ) [فضائل القران: ](م)
حديث عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أبيه رضي الله عنه
قالَ أبو عُبيدٍ القاسمُ بن سلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت:224هـ): ( حدثنا يعقوب بن إبراهيم، عن ابن أبي ليلى، عن ثابت البناني، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن أبيه، قال: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي؛ فإذا مر بآية فيها ذكر النار قال: «أعوذ بالله من النار»). ) [؟؟ ](م)
حديث عبد الله بن الشخير
قالَ أبو عُبيدٍ القاسمُ بن سلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت:224هـ):( حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، عن حماد بن سلمة، عن ثابت البناني، عن مطرف بن عبد الله بن الشخير، عن أبيه، رحمه الله قال: «انتهيت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يصلي، ولجوفه أزيز كأزيز المرجل» يعني : من البكاء. ) [فضائل القران: ؟؟](م)
أثر عبيد بن عمير رضي الله عنه
قالَ أبو عُبيدٍ القاسمُ بن سلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت:224هـ): ( حدثنا النضر بن إسماعيل، عن ابن أبي ليلى، عن عطاء، عن عبيد بن عمير، قال: «صلى بنا عمر بن الخطاب كرم الله وجهه صلاة الفجر , فافتتح سورة يوسف فقرأها حتى إذا بلغ: {وابيضت عيناه من الحزن فهو كظيم} , بكى حتى انقطع فركع».
حدثنا أبو عبيد قال : حدثني حجاج، عن ابن جريج، عن ابن أبي مليكة، عن علقمة بن وقاص، عن عمر، مثله. إلا أنه قال: «العتمة».
ويروى:أنه لما انتهى إلى قوله سبحانه وتعالى: {إنما أشكو بثي وحزني إلى الله} بكى حتى سمع نشيجه من وراء الصفوف.
نشيج الشيخ مثل بكاء الصبي، إذا ضرب فلم يخرج بكاءه فردده في صدره.
ولذلك قيل لصوت الحمار نشيج. يقال منه: قد نشج ينشج نشجا ونشيجا .
وإنما يراد من هذا الحديث : أن يرفع الصوت بالبكاء في الصلاة حتى يسمع صوته، ولا يقطع ذلك الصلاة.
قال أبو عبيد: وفي غير هذا الحديث، أنه لما انتهى إلى قوله تعالى: {إنما أشكو بثي وحزني إلى الله}, بكى حتى سمع نشيجه من وراء الصفوف. ) [فضائل القران:؟؟](م)
حديث أبو ذر رضي الله عنه
قالَ أبو عُبيدٍ القاسمُ بن سلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت: 224هـ): ( قال حدثنا مروان بن معاوية الفزاري، عن قدامة البكري، أو قال العامري عن جسرة بنت دجاجة العامرية، قالت: حدثنا أبو ذر، قال: (قام رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة من الليالي، فقرأ آية واحدة الليل كله حتى أصبح، بها يقوم، وبها يركع، وبها يسجد.
فقال القوم لأبي ذر: أي آية هي ؟
فقال: {إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم} [المائدة: 118]. ) [فضائل القران: ](م)
أثر تميم الداري رضي الله عنه
قالَ أبو عُبيدٍ القاسمُ بن سلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت: 224هـ): ( حدثنا هشيم، قال: أخبرنا حصين، عن أبي الضحى، عن تميم الداري: أنه أتى المقام ذات ليلة، فقام يصلي, فافتتح السورة التي تذكر فيها الجاثية، فلما أتى على هذه الآية: {أم حسب الذين اجترحوا السيئات أن نجعلهم كالذين آمنوا وعملوا الصالحات سواء محياهم ومماتهم ساء ما يحكمون} [الجاثية: 21], فلم يزل يرددها حتى أصبح. ) [فضائل القران: ](م)
قالَ أبو عُبيدٍ القاسمُ بن سلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت:224هـ): ( حدثنا يزيد، عن شعبة، عن عمرو بن مرة، عن أبي الضحى، عن مسروق، قال: قال له رجل من أهل مكة: هذا مقام أخيك تميم الداري. ثم ذكر مثل ذلك أو نحوه. ) [فضائل القران: ](م)
أثر عبد الله بن مسعود رضي الله عنه
قالَ أبو عُبيدٍ القاسمُ بن سلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت: 224هـ): ( حدثنا معاذ، عن ابن عون، قال: حدثني رجل، من أهل الكوفة أن عبد الله بن مسعود صلى ليلة، قال: فذكروا ذلك، فقال بعضهم: هذا مقام صاحبكم منذ الليلة يردد آية حتى أصبح.
قال ابن عون: بلغني أن الآية: {رب زدني علما}.) [فضائل القران: ](م)
قالَ أبو عُبيدٍ القاسمُ بن سلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت: 224هـ): (حدثنا خالد بن عمرو، عن إسرائيل، عن منصور، عن إبراهيم، عن علقمة، قال:
قمت خلف عبد الله في صلاة النهار، فسمعته يقول:{رب زدني علما}, فعلمت أنه يقرأ من سورة طه. ) [فضائل القران: ](م)
قالَ أبو عُبيدٍ القاسمُ بن سلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت: 224هـ): (حدثنا مروان بن معاوية، عن عوف بن أبي جميلة، عن أبي المنهال سيار بن سلامة،
أن عمر بن الخطاب، كرم الله وجهه، سقط عليه رجل من المهاجرين، وعمر يتهجد من الليل يقرأ بفاتحة الكتاب لا يزيد عليها ويكبر ويسبح,
ثم يركع ويسجد، فلما أصبح ذكر ذلك لعمر، فقال له عمر: "لأمك الويل, أليست تلك صلاة الملائكة ؟".) [فضائل القران: ](م)
قالَ أبو عُبيدٍ القاسمُ بن سلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت: 224هـ): (حدثت عن أبي معاوية، عن هشام بن عروة، عن عبد الوهاب بن يحيى بن حمزة، عن أبيه، عن جده، قال:افتتحت أسماء بنت أبي بكر سورة الطور، فلما انتهت إلى قوله تعالى: {فمن الله علينا ووقانا عذاب السموم}, ذهبت إلى السوق في حاجة، ثم رجعت وهي تكررها {ووقانا عذاب السموم}, قال:وهي في الصلاة. ) [فضائل القران: ](م)
قالَ أبو عُبيدٍ القاسمُ بن سلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت:224هـ):( حدثنا يزيد، عن الأصبغ بن زيد، قال: حدثنا القاسم بن أبي أيوب، قال:
سمعت سعيد بن جبير يردد هذه الآية في الصلاة بضعا وعشرين مرة:{واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون} [البقرة: 281]. ) [فضائل القران](م)
قالَ أبو عُبيدٍ القاسمُ بن سلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت:224هـ):( حدثنا أبو الأسود، عن ضمام بن إسماعيل، عن العلاء، قال: حدثني رجل، قال: كنت بمكة فلما صليت العشاء إذا رجل أمامي قد أحرم في نافلة, فاستفتح: {إذا السماء انفطرت}, قال: فلم يزل فيها حتى نادى منادي السحر, فسألت عنه، فقيل لي: هو سعيد بن جبير. ) [فضائل القران: ](م)
قالَ أبو عُبيدٍ القاسمُ بن سلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت:224هـ): ( يروى عن معمر بن راشد: أن حجرا المدري قام ليله يصلي، فاستفتح الواقعة، فلما انتهى إلى قوله تعالى: {أفرأيتم ما تمنون، أأنتم تخلقونه أم نحن الخالقون}, فقال: بل أنت يا رب.
ثم قرأ : {أفرأيتم ما تحرثون، أأنتم تزرعونه أم نحن الزارعون}, فقال: بل أنت يا رب.
ثم قرأ: {أفرأيتم الماء الذي تشربون أأنتم أنزلتموه من المزن أم نحن المنزلون}, فقال: بل أنت يا رب.
ثم قرأ: {أفرأيتم النار التي تورون، أأنتم أنشأتم شجرتها أم نحن المنشئون}, فقال: بل أنت يا رب.).[فضائل القرآن: ](م)
أثر طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه
قالَ أبو عُبيدٍ القاسمُ بن سلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت: 224هـ): (حدثنا حجاج، عن ابن جريج، قال: أخبرني ابن خصيفة، عن السائب بن يزيد، أن رجلا، سأل عبد الرحمن بن عثمان التيمي عن صلاة طلحة بن عبيد الله، فقال: إن شئت أخبرتك عن صلاة عثمان.
فقال: نعم, قال: قلت: لأغلبن الليلة على الحجر، يعني المقام.
فقمت, فلما قمت، إذا أنا برجل متقنع يزحمني، فنظرت، فإذا عثمان بن عفان، رحمة الله عليه وبركاته، فتأخرت عنه، فصلى، فإذا هو يسجد بسجود القرآن، حتى إذا قلت هذه هوادي الفجر، أوتر بركعة لم يصل غيرها، ثم انطلق.) [فضائل القرآن: ](م)
أثر ابن سيرين رضي الله عنه
قالَ أبو عُبيدٍ القاسمُ بن سلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت: 224هـ): ( حدثنا هشيم قال: أنا منصور، عن ابن سيرين قال: قالت نائلة بنت الفرافصة الكلبية حيث دخلوا على عثمان، رضي الله عنه، ليقتلوه، فقالت: «إن تقتلوه, أو تدعوه، فقد كان يحيي الليل بركعة يجمع فيها القرآن».) [فضائل القرآن: ](م)
قالَ أبو عُبيدٍ القاسمُ بن سلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت: 224هـ): ( حدثنا أبو معاوية، عن عاصم بن سليمان، عن ابن سيرين: أن تميما الداري قرأ القرآن في ركعة) [فضائل القرآن: ](م)
أثر سعيد بن جبير رضي الله عنه
قالَ أبو عُبيدٍ القاسمُ بن سلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت:224هـ): (حدثنا حجاج، عن شعبة، عن حماد، عن سعيد بن جبير، أنه قال: «قرأت القرآن في ركعة في البيت».) [فضائل القرآن: ](م)
قالَ أبو عُبيدٍ القاسمُ بن سلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت: 224هـ): (حدثنا جرير، عن منصور، عن إبراهيم، عن علقمة: أنه قرأ القرآن في ليلة. طاف بالبيت أسبوعا، ثم أتى المقام فصلى عنده، فقرأ الطول، ثم طاف أسبوعا، ثم أتى المقام فصلى عنده، فقرأ بالمئين، ثم طاف أسبوعا، ثم أتى المقام فصلى عنده، ثم قرأ بالمثاني، ثم طاف أسبوعا، ثم أتى المقام فصلى عنده فقرأ بقية القرآن).[فضائل القرآن: ](م)
قالَ أبو عُبيدٍ القاسمُ بن سلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت: 224هـ): (حدثنا سعيد بن عفير، عن بكر بن مضر، أن سليم بن عتر التجيبي، كان يختم القرآن في الليلة ثلاث مرات، ويجامع ثلاث مرات.
قال: فلما مات، قالت امرأته: رحمك الله إنك كنت لترضي ربك، وترضي أهلك.
قالوا: وكيف ذلك؟
قالت: كان يقوم من الليل فيختم القرآن، ثم يلم بأهله، ثم يغتسل، ويعود, فيقرأ حتى يختم، ثم يلم بأهله، ثم يغتسل، ثم يعود فيقرأ حتى يختم، ثم يلم بأهله، ثم يغتسل فيخرج إلى صلاة الصبح. ...).[فضائل القرآن: ](م)
أثر مجاهد بن جبر رضي الله عنه
قالَ أبو عُبيدٍ القاسمُ بن سلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت: 224هـ): (حدثنا عبد الرحمن، عن سفيان، عن عبيد المكتب، قال: قلت لمجاهد: رجل قرأ البقرة وآل عمران، ورجل قرأ البقرة؛ قيامهما واحد، وركوعهما واحد، وسجودهما واحد، وجلوسهما واحد، أيهما أفضل؟.
فقال: «الذي قرأ البقرة» , ثم قرأ: {وقرآنا فرقناه لتقرأه على الناس على مكث ونزلناه تنزيلا} ).[فضائل القران: ](م)
قالَ أبو عُبيدٍ القاسمُ بن سلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت: 224هـ) : (حدثنا إسحاق بن عيسى، عن مالك بن أنس، عن يحيى بن سعيد، عن محمد بن إبراهيم، عن أبي حازم التمار، عن البياضي، قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم على الناس , وهم يصلون، وقد علت أصواتهم، فقال صلى الله عليه وسلم: «إن المصلي يناجي ربه، فلينظر بم يناجيه، ولا يجهر بعضكم على بعض بالقرآن».
قال أبو عبيد: حدثنا محمد بن كثير، عن الأوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير، رفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم مثل ذلك.).[فضائل القرآن: ](م)
أثر علي رضي الله عنه
قالَ أبو عُبيدٍ القاسمُ بن سلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت: 224هـ) : (حدثنا مالك بن إسماعيل، عن خالد بن عبد الله، قال: أخبرنا مطرف، عن أبي إسحاق، عن الحارث، عن علي عليه السلام قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يرفع الرجل صوته بالقرآن في الصلاة قبل العشاء الآخرة وبعدها، يغلط أصحابه. ). [فضائل القرآن: ](م)
حديث سلمة بن عبد الرحمن رضي الله عنه
قالَ أبو عُبيدٍ القاسمُ بن سلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت: 224هـ): (حدثنا إبراهيم بن سعد، عن أبيه، سعد بن إبراهيم، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، قال: سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد الله بن حذافة يقرأ في المسجد، يجهر بقراءته في صلاة النهار، فقال: «يا ابن حذافة، سمع الله ولا تسمعنا».). [فضائل القرآن: ](م)
حديث يحيى بن كثير رضي الله عنه
قالَ أبو عُبيدٍ القاسمُ بن سلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت: 224هـ): (حدثنا عبد الله بن صالح، حدثنا محمد بن كثير، عن الأوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير، قال: قيل للنبي صلى الله عليه وسلم: إن هاهنا قوما يجهرون بالقرآن في صلاة النهار.
فقال: «ارموهم بالبعر». ). [فضائل القرآن: ](م)
قالَ أبو عُبيدٍ القاسمُ بن سلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت: 224هـ): (حدثنا عبد الله بن صالح، عن معاوية بن صالح، عن عمر بن عبد العزيز، عن النبي صلى الله عليه وسلم مثل ذلك.) [فضائل القرآن: ](م)
أثر ابن عمر رضي الله عنه
قالَ أبو عُبيدٍ القاسمُ بن سلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت: 224هـ): (حدثنا هشيم، قال: أخبرنا أبو بشر، عن سعيد بن جبير، أن: رجلا كان يصلي قريبا من ابن عمر يجهر بالقراءة نهارا، فقال رجل من جلساء ابن عمر: إن هذا الأحمق لا يعقل الصلاة. فقال ابن عمر: «فلعلك أنت لا تعقل، أتقول لرجل يقرأ القرآن لا يعقل؟».
فلما فرغ الرجل من صلاته دعاه ابن عمر فقال: «إن القراءة بالنهار تسر».) [فضائل القرآن: ](م)
أثر أبو عبيدة بن عبد الله رضي الله عنه
قالَ أبو عُبيدٍ القاسمُ بن سلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت: 224هـ): (حدثنا عبد الرحمن، عن سفيان، عن عبد الكريم الجزري، قال: بعثني أبو عبيدة بن عبد الله إلى رجل يجهر بالقراءة، فقال: قل له: «إن قراءة النهار عجماء». أو قال: «صلاة النهار عجماء».) [فضائل القرآن: ](م)
قالَ أبو عُبيدٍ القاسمُ بن سلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت: 224هـ): (حدثنا هشيم، قال: أخبرنا مغيرة، قال: سألت إبراهيم عن الجهر في قراءة النهار، فقال: «إن لم تؤذ أحدا, فلا بأس بذلك») [فضائل القرآن: ](م)
قالَ أبو عُبيدٍ القاسمُ بن سلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت: 224هـ): (حدثنا إسماعيل بن إبراهيم، عن أيوب، عن ابن سيرين، أنه قال في قراءة النهار: «أسمع نفسك» ). [فضائل القرآن: ](م)
قالَ أبو عُبيدٍ القاسمُ بن سلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت: 224هـ): (حدثنا يزيد، عن يحيى بن سعيد، عن أبي بكر بن حزم، قال: باتت عندنا عمرة ذات ليلة لمريض كان فينا، فقمت من الليل أصلي، فلما أصبحت فسألت، قالت: «ما منعك أن ترفع صوتك؟, فما كان يوقظنا من الليل إلا قراءة معاذ القارئ، وأفلح مولى أبي أيوب».). [فضائل القرآن: ](م)
قالَ أبو عُبيدٍ القاسمُ بن سلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت: 224هـ): ( حدثنا عبد الله بن صالح، عن الليث، قال: كان ابن أبي الكنود الأزدي يسمع قراءة خالد بن ثابت الفهمي من الليل إذا صلى على ظهر بيته.
قال الليث: وكان بين منزليهما ذود في البعد.) [فضائل القرآن: ](م)
قالَ أبو عُبيدٍ القاسمُ بن سلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت: 224هـ): (حدثنا مروان بن معاوية الفزاري، عن عاصم الأحول، عن ابن سيرين، عن ابن عمر: أنه كان يقرأ عشر سور في الركعة.
قال عاصم: فذكرت ذلك لأبي العالية قال: قد كنت أفعله، حتى حدثني من سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «لكل سورة حظها من الركوع والسجود»).[فضائل القرآن: ](م)
قالَ أبو عُبيدٍ القاسمُ بن سلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت: 224هـ): (حدثنا حجاج، عن شعبة، عن يعلى بن عطاء، عن عبد الرحمن بن لبيبة، عن ابن عمر، أن رجلا، أتاه فقال: قرأت القرآن في ليلة, أو قال: في ركعة.
فقال ابن عمر: «أفعلتموها؟ لو شاء الله لأنزله جملة واحدة، وإنما فصله لتعطى كل سورة حظها من الركوع والسجود».).[فضائل القرآن: ](م)
قالَ أبو عُبيدٍ القاسمُ بن سلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت: 224هـ): (حدثنا عبد الله بن صالح، قال: حدثني قباث بن رزين، عن شيخ من المعافر، ذكر منه صلاحا وفضلا، حدثه أن رجلا يقال له عباد كان يلزم عبد الله بن عمرو، وكان امرأ صالحا، فكان يقرأ القرآن فيقرن بين السور في الركعة الواحدة، فبلغ ذلك عبد الله بن عمرو، فأتاه عباد يوما، فقال له عبد الله بن عمرو: «يا خائن أمانته» ثلاث مرات.
فاشتد ذلك على عباد، فقال: غفر الله لك، أي أمانة بلغك أني خنتها؟
قال: «أخبرت أنك تجمع بين السورتين في الركعة الواحدة»
فقال: إني لأفعل ذلك.
فقال: «كيف بك يوم تأخذك كل سورة بركعتها وسجدتها؟ , أما إني لم أقل إلا ما قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم»).[فضائل القرآن: ](م)
حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه
قالَ أبو عُبيدٍ القاسمُ بن سلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت: 224هـ): (حدثنا هشيم، قال: أخبرنا سيار، عن أبي وائل، قال: جاء رجل إلى عبد الله بن مسعود فقال: إني قرأت البارحة المفصل في ركعة.
فقال عبد الله: «أنثرا كنثر الدقل، وهذا كهذ الشعر؟ لقد علمت النظائر التي كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرن بينهن السورتين في ركعة».).[فضائل القرآن: ](م)
قالَ أبو عُبيدٍ القاسمُ بن سلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت: 224هـ): (حدثنا إسماعيل بن إبراهيم، عن أيوب، عن نافع، عن ابن عمر: أنه كان يقرأ في الركعة من الفريضة بالسورتين والثلاث والأربع).[فضائل القرآن: ](م)
أثر عن عبد االملك بن عمر رحمهما الله
قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ القَاسِمُ بنُ سَلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت: 224 هـ): (حدثنا عبد الله بن صالح، عن الليث بن سعد، عن عبيد الله بن أبي جعفر، عن عاصم بن أبي بكر، أن عبد العزيز بن مروان، قال: وفدت إلى سليمان بن عبد الملك، ومعنا عمر بن عبد العزيز، فنزلت على ابنه عبد الملك بن عمر، وهو عزب، فكنت معه في بيت، فصلينا العشاء، وأوى كل رجل منا إلى فراشه، ثم قام عبد الملك إلى المصباح فأطفأه، وأنا أنظر إليه، ثم قام يصلي حتى ذهب بي النوم، فاستيقظت، وإذا هو في هذه الآية: {أفرأيت إن متعناهم سنين، ثم جاءهم ما كانوا يوعدون، ما أغنى عنهم ما كانوا يمتعون} فبكى, ثم رجع إليها، فإذا فرغ منها فعل مثل ذلك، حتى قلت: سيقتله البكاء، فلما رأيت ذلك قلت: لا إله إلا الله، والحمد لله، كالمستيقظ من النوم لأقطعذلك عنه، فلما سمعني، سكت فلم أسمع له حسا. ).[فضائل القرآن: ](م)
حديث أبي المتوكل الناجي
قالَ سعيدُ بنُ منصورٍ الخُرَاسَانِيُّ (ت: 227هـ): (حدثنا ابن المبارك, عن إسماعيل بن مسلم العبدي, عن أبي المتوكل الناجي: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قام ذات ليلة, فقام ليلته بآية من القرآن يكررها على نفسه). [سنن سعيد بن منصور: 478](م)
قالَ سعيدُ بنُ منصورٍ الخُرَاسَانِيُّ (ت: 227هـ): (حدثنا هشيم, قال: نا سيار, عن أبي وائل, عن عبد الله قال: جاء إليه رجل فقال: إني قرأت المفصل البارحة في ركعة.
فغضب, وقال: إنما فصل لتفصلوه, هذا كهذ الشعر, ونثرا كنثر الدقل, لقد علمت النظائر التي كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرن بينهن, بسورتين في كل ركعة, بسورتين في كل ركعة.).[سنن سعيد بن منصور:459](م)
أثر ابن عمر رضي الله عنهما
قالَ سعيدُ بنُ منصورٍ الخُرَاسَانِيُّ (ت: 227هـ): (حدثنا هشيم, عن يعلي بن عطاء, عن عبد الرحمن بن نافع بن لبيبة قال: قلت لابن عمر: قرأت المفصل في ركعة.
فقال: أفعلتموها؟!, إن الله عز وجل لو شاء أن ينزله جملة واحدة فعل , أعطوا كل سورة حظها من الركوع والسجود. ).[سنن سعيد بن منصور:468](م)
حديث أم سلمة رضي الله عنها
قالَ محمدُ بنُ عيسى بنِ سَورةَ الترمذيُّ (ت: 279هـ): (حدّثنا قتيبة, حدّثنا اللّيث , عن عبد اللّه بن عبيد اللّه بن أبي مليكة, عن يعلى بن مملكٍ: أنّه سأل أمّ سلمة زوج النّبي صلى الله عليه وسلم عن قراءة النّبي صلى الله عليه وسلم,وصلاته فقالت: "ما لكم وصلات, كان يصلّي ثمّ ينام قدر ما صلّى,ثمّ يصلّي قدر ما نام, ثمّ ينام قدر ما صلّى حتّى يصبح", ثمّ نعتت قراءته, فإذا هي تنعت قراءةً مفسّرةً حرفًا حرفًا.
قال أبو عيسى: هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ غريبٌ لا نعرفه إلاّ من حديث ليث بن سعد, عن ابن أبي مليكة,عن يعلى بن مملكٍ,عن أمّ سلمة.
وقد روى ابن جريجٍ هذا الحديث عن ابن أبي مليكة, عن أمّ سلمة: أنّ النّبي صلى الله عليه وسلم كان يقطّع قراءته.
وحديث الليثٍ أصحّ.).[سنن الترمذي: 5/182-183](م)
حديث عائشة رضي الله عنها
قالَ محمدُ بنُ عيسى بنِ سَورةَ الترمذيُّ (ت: 279هـ): (حدّثنا قتيبة,حدّثنا اللّيث, عن معاوية بن صالحٍ, عن عبد اللّه بن أبي قيسٍ, هو رجلٌ بصري, قال:سألت عائشة عن وتر رسول اللّه صلى الله عليه وسلم ,كيف كان يوتر من أوّل اللّيل أو من آخره؟ .
قالت:كلّ ذلك قد كان يصنع ربّما أوتر من أوّل اللّيل, وربّما أوتر من آخره.
فقلت الحمد للّه الّذي جعل في الأمر سعةً .
قلت:كيف كانت قراءته , أكان يسرّ بالقراءة أم يجهر ؟.
قالت:كلّ ذلك قد كان يفعل قد كان ربّما أسرّ, وربّما جهر.
فقلت: الحمد للّه الّذي جعل في الأمر سعةً.
قلت: فكيف كان يصنع في الجنابة أكان يغتسل قبل أن ينام أو ينام قبل أن يغتسل.
قالت:كلّ ذلك قد كان يفعل فربّما اغتسل فنام,وربّما توضّأ فنام .
قلت:الحمد للّه الّذي جعل في الأمر سعة.
قال أبو عيسى: هذا حديثٌ حسنٌ غريبٌ من هذا الوجه). [سنن الترمذي:5/183](م)
حديث حذيفة رضي الله عنه
قالَ مُحَمَّدُ بنُ أَيُّوبَ بنِ الضُّرَيسِ (ت: 294 هـ): (أخبرنا أحمد، قال: حدثنا محمد، قال: أخبرنا حفص بن عمر، قال: حدثنا شعبة، قال: سألت سليمان قال: قلت: أدعو في الصلاة إذا مررت بآية التخويف؟
فحدثني عن سعد بن عبيدة، عن مستورد، عن صلة بن زفر، عن حذيفة: أنه صلى مع النبي صلى الله عليه وسلم فكان يقول في ركوعه: «سبحان ربي العظيم»، وفي سجوده: «سبحان ربي الأعلى», وما مر بآية رحمة إلا وقف عندها فسأل، ولا بآية عذاب إلا وقف عندها وتعوذ. ) [فضائل القرآن: ](م)
حديث عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أبيه رضي الله عنه
قالَ مُحَمَّدُ بنُ أَيُّوبَ بنِ الضُّرَيسِ (ت: 294 هـ): (أخبرنا أحمد، قال: حدثنا محمد، أخبرنا مسدد، قال: حدثنا عبد الله بن داود، عن ابن أبي ليلى، عن ثابت البناني، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن أبيه، قال: (صليت إلى جنب رسول الله صلى الله عليه وسلم في صلاة التطوع فسمعته يقول: «أعوذ بالله من النار، ويل لأهل النار»). ) [فضائل القرآن:](م)
حديث أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها
قالَ مُحَمَّدُ بنُ أَيُّوبَ بنِ الضُّرَيسِ (ت: 294 هـ): (أخبرنا أحمد، قال: حدثنا محمد، قال: أخبرنا عبد الأعلى بن حماد، قال: حدثنا وهب بن جرير، قال: حدثنا أبي قال، سمعت يحيى بن أيوب، يحدث عن الحارث بن يزيد الحضرمي، عن زياد بن نعيم الحضرمي، عن مسلم بن مخراق، قال:
قلت لعائشة: إن رجالا يقرأ أحدهم القرآن في ليلة مرتين أو ثلاثا.
فقالت: (قرءوا، ولم يقرءوا، كنت أقوم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في ليلة التمام، فيقرأ بالبقرة، وآل عمران، والنساء، فلا يمر بآية فيها استبشار إلا دعا ورغب، ولا آية فيها تخويف إلا دعا واستعاذ). ) [فضائل القرآن: ](م)

حديث أم سلمة رضي الله عنه
قال أبو بكرٍ جَعفرُ بنُ مُحمدٍ الفِرْيابِيُّ (ت:301هـ): (حدثنا قتيبة بن سعيد ، ويزيد بن موهب الرملي قالا : حدثنا الليث بن سعد ، عن ابن أبي مليكة ، عن يعلى بن مملك أنه سأل أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم ، عن قراءة النبي صلى الله عليه وسلم ، فقالت : " ما لكم وصلاته ؟ , كان يصلي ، ثم ينام قدر ما صلى ، ثم يصلي قدر ما نام ، ثم ينام قدر ما صلى ، حتى يصبح "، ثم نعتت قراءته ، فإذا هي تنعت "قراءة مفسرة حرفا حرفا".
حدثنا عمرو بن علي ، ثنا أبو عاصم ، ثنا ابن جريج قال : حدثني أبي قال : حدثنا ابن أبي مليكة ، أن يعلى بن مملك ، أخبره ، أنه سأل أم سلمة، فذكر نحوه ، ولم يذكر فيه صفة القراءة). [فضائل القرآن:](م)

حديث عائشة رضي الله عنها
أبو بكرٍ جَعفرُ بنُ مُحمدٍ الفِرْيابِيُّ (ت:301هـ): (حدثنا قتيبة ، ثنا ابن لهيعة ، عن الحارث بن يزيد ، عن زياد بن نعيم ، عن مسلم بن مخراق ، عن عائشة ، رضي الله عنها قالت : ذكر لها أن أناسا يقرءون القرآن في الليلة مرة أو مرتين ، فقالت : " أولئك قرءوا ولم يقرءوا ، كنت أقوم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة التمام ، فكان يقرأ سورة البقرة وآل عمران والنساء ، فلا يمر بآية فيها تخويف إلا دعا الله واستعاذه ، ولا يمر بآية فيها استبشار إلا دعا الله ورغب إليه" ). [فضائل القرآن:](م)
قال أبو بكرٍ جَعفرُ بنُ مُحمدٍ الفِرْيابِيُّ (ت:301هـ): (حدثنا عبد الله بن حماد , قال : ثنا وهب بن جرير , قال : ثنا أبي , قال : سمعت يحيى بن أيوب ، . . . يحدث عن الحارث بن يزيد ، عن زياد بن نعيم الحضرمي ، عن مسلم بن مخراق قال : قلت لعائشة رضي الله عنها : إن رجالا يقرأ أحدهم القرآن في ليلة مرتين ، أو ثلاثا .
فقالت : " أولئك قرءوا ، ولم يقرءوا ، كنت أقوم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في ليلة التمام ، فيقرأ بالبقرة ، وآل عمران ، والنساء ، فلا يمر بآية فيها استبشار إلا دعا ورغب ، ولا يمر بآية فيها تخويف إلا دعا واستعاذ"). [فضائل القرآن:](م)

حديث حذيفة رضي الله عنه
قال أبو بكرٍ جَعفرُ بنُ مُحمدٍ الفِرْيابِيُّ (ت:301هـ): (حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، حدثنا عبد الله بن نمير ، وأبو معاوية ، عن الأعمش ، عن سعد بن عبيدة ، عن المستورد بن الأحنف ، عن صلة بن زفر ، عن حذيفة قال : " صليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فافتتح البقرة ، فقلت : يركع عند المائة " , قال : " فمضى ، فقلت : يصلي بها ، ثم افتتح النساء ، فقرأها ، ثم افتتح آل عمران ، فقرأها مترسلا (2) ، إذا مر بآية فيها تسبيح سبح ، وإذا مر بآية فيها سؤال يسأل ، وإذا مر بتعويذ تعوذ ، ثم ركع قال : (( سبحان ربي العظيم)) ، فكان ركوعه نحوا من قيامه ، ثم قال : (( سمع الله لمن حمده )) ، ثم قام طويلا قريبا مما ركع ، ثم سجد ، فقال : (( سبحان ربي الأعلى)) ، فكان سجوده قريبا من قيامه ".
حدثنا عثمان بن أبي شيبة ، وعلي بن عبد الله المديني قالا : حدثنا جرير بن عبد الحميد ، عن الأعمش ، عن سعد بن عبيدة ، عن المستورد بن الأحنف ، عن صلة بن زفر ، عن حذيفة قال : "صليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم..." ، فذكر نحوه). [فضائل القرآن:](م)

أبو بكرٍ جَعفرُ بنُ مُحمدٍ الفِرْيابِيُّ (ت:301هـ): (حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، نا مصعب بن المقدام ، عن زائدة ، عن عبد الملك بن عمير قال : حدثني ابن أخي حذيفة ، عن حذيفة قال : " أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات ليلة لأصلي بصلاته ، فافتتح الصلاة ، فقرأ قراءة ليست بالخفيضة ، ولا بالرفيعة ، قراءة يرتل فيها يسمعنا قال : ثم ركع نحوا من سورة ، ثم رفع رأسه ، وقال : (( سمع الله لمن حمده ذا الملكوت وذا الجبروت والكبرياء والعظمة )) ، قال : ثم قام نحوا من سورة ، قال : وسجد نحوا من ذلك ، حتى فرغ من الطوال ، وعليه سواد من الليل" .
قال عبد الملك : وهو تطوع الليل). [فضائل القرآن:](م)

حديث عوف بن مالك رضي الله عنه
قال أبو بكرٍ جَعفرُ بنُ مُحمدٍ الفِرْيابِيُّ (ت:301هـ): (حدثنا ميمون بن الأصبغ ، نا أبو صالح ، ثنا معاوية بن صالح ، عن عمرو بن قيس الكندي أنه سمع عاصم بن حميد يقول : سمعت عوف بن مالك يقول : "كنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فبدأ فاستاك ، ثم توضأ ، ثم قام يصلي ، فقمت معه ، فبدأ فاستفتح من البقرة ، لا يمر بآية رحمة إلا وقف عندها فسأل ، ولا يمر بآية عذاب إلا وقف فتعوذ ، ثم ركع ، فمكث راكعا قدر قيامه يقول في ركوعه : (( سبحان ذي الملكوت والجبروت والكبرياء والعظمة )) ، ثم سجد بقدر ركوعه ، فيقول : (( سبحان ذي الجبروت والملكوت والكبرياء والعظمة )) ، ثم قرأ آل عمران ، ثم سورة يفعل مثل ذلك"). [فضائل القرآن:](م)

أثر عبد الله
قال أبو بكرٍ جَعفرُ بنُ مُحمدٍ الفِرْيابِيُّ (ت:301هـ): (حدثنا عثمان بن أبي شيبة ، نا يحيى بن آدم ، نا زهير ، عن أبي إسحاق ، عن الأسود بن يزيد ، وعلقمة ، عن عبد الله ، أن رجلا أتاه ، فقال : قرأت المفصل في ركعة .
فقال : " هذا كهذ الشعر ، ونثرا كنثر الدقل ، لكن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يفعل كما فعلت ، كان يقرأ بالنظائر الرحمن و والنجم في ركعة".
حدثنا محمد بن العلاء ، نا يحيى بن آدم ، نا زهير ، عن أبي إسحاق ، عن علقمة ، والأسود ، عن عبد الله ، فذكر نحوه). [فضائل القرآن:](م)
قال أبو بكرٍ جَعفرُ بنُ مُحمدٍ الفِرْيابِيُّ (ت:301هـ): (حدثنا محمد بن جعفر ، نا يحيى بن آدم ، عن إسرائيل ، عن أبي إسحاق ، عن الأسود ، وعلقمة ، عن عبد الله قال : أتاه رجل ، فقال : إني أقرأ المفصل في ركعة .
فقال : "هذا كهذ الشعر ، ونثرا كنثر الدقل ، ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقرأ النظائر (3) في كل ركعة . . . الرحمن والنجم في ركعة ، والطور والذاريات في ركعة ، و يا أيها المزمل ، ويا أيها المدثر في ركعة ، وويل للمطففين ، وعبس في ركعة ، وهل أتى على الإنسان ولا أقسم بيوم القيامة في ركعة ، وعم يتساءلون ، والمرسلات في ركعة ، والدخان ، وإذا الشمس كورت في ركعة"). [فضائل القرآن:](م)

أثر عبد الله رضي الله عنه
قال أبو بكرٍ جَعفرُ بنُ مُحمدٍ الفِرْيابِيُّ(ت:301هـ): (حدثنا محمد بن العلاء قال : حدثنا يحيى ، عن قيس ، عن أبي حصين ، عن يحيى بن وثاب ، عن مسروق ، عن عبد الله قال : "لقد حفظت النظائر التي كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ بهن سورتين في كل ركعة . . . الرحمن والنجم في ركعة ، والذاريات والطور في ركعة ، واقتربت والحاقة في ركعة ، والمزمل والمدثر في ركعة ، وويل للمطففين وعبس في ركعة ، وهل أتى على الإنسان ولا أقسم بيوم القيامة في ركعة ، والمرسلات وعم يتساءلون في ركعة ، وإذا الشمس كورت ، والدخان في ركعة"). [فضائل القرآن:](م)
قال أبو بكرٍ جَعفرُ بنُ مُحمدٍ الفِرْيابِيُّ (ت:301هـ): (حدثنا عثمان بن أبي شيبة قال : حدثنا غندر ، عن شعبة ، عن عمرو بن مرة ، أنه سمع أبا وائل ، يحدث : زعم أن رجلا جاء إلى عبد الله بن مسعود فقال : إني قرأت المفصل الليلة كله في ركعة ، فقال عبد الله : "هذا كهذ الشعر", قال عبد الله : " لقد عرفت النظائر (3) التي كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرن (4) بينهن ".
قال : فذكر عشرين سورة من المفصل (5) سورتين ، سورتين في ركعة
). [فضائل القرآن:](م)

حديث البياضي
قالَ أحمدُ بنُ شُعيبٍ النَّسَائِيُّ (ت: 303هـ): (أخبرنا محمد بن سلمة قال: أنا ابن القاسم, عن مالك قال: حدثني يحيى بن سعيد والحارث بن مسكين قراءة عليه, عن ابن القاسم قال: حدثني مالك, عن يحيى بن سعيد, عن محمد بن إبراهيم التيمي, عن أبي حازم التمار, عن البياضي: أن رسول الله خرج على الناس وهم يصلون, وقد علت أصواتهم بالقراءة , فقال: «إن المصلي يناجي ربه , فلينظر ماذا يناجيه به, ولا يجهر بعضكم على بعض في القرآن».).[فضائل القرآن للنَّسائي: ](م)
حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه
قالَ أحمدُ بنُ شُعيبٍ النَّسَائِيُّ (ت: 303هـ): ( أخبرنا محمد بن رافع, قال: ثنا عبد الرزاق, قال: أنا معمر, عن إسماعيل بن أمية, عن أبي سلمة بن عبد الرحمن, عن أبي سعيد الخدري قال: اعتكف رسول الله في المسجد فسمعهم يجهرون بالقراءة, وهو في قبة, فكشف الستور, وقال: «ألا إن كلكم مناجي ربه فلا يؤذين بعضكم بعضا ولا يرفعن بعضكم على بعض في القراءة أو قال في الصلاة».).[فضائل القرآن للنَّسائي: ](م)
قال أبو بكر محمد بن الحسين الآجُرِّيُّ (360هـ) : ( - حدّثنا جعفرٌ أيضاً ثنا أبو بكر بن زنجويه ثنا محمّد بن يوسف ثنا سفيان عن عبيدٍ المكتّب قال: سئل مجاهدٌ عن رجلٍ قرأ البقرة وآل عمران، ورجلٍ قرأ البقرة قراءتهما واحدةٌ، وركوعهما، وسجودهما، وجلوسهما أيّهما أفضل؟ قال: الّذي قرأ البقرة، ثمّ قرأ «وقرآنًا فرقناه لتقرأه على النّاس على مكثٍ ونزّلناه تنزيلاً» (الإسراء 17/106).). [أخلاق حملة القرآن: --](م)
قالَ عَلَمُ الدِّينِ عليُّ بنُ محمَّدٍ السَّخَاوِيُّ (ت:643هـ): (وروى مطرف بن عبد الله بن الشخير عن أبيه قال: "انتهيت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يصلي، ولجوفه أزيز كأزيز المرجل من البكاء" قال أبو عبيد: قوله أزيز يعني غليان جوفه من البكاء، وأصل الأزيز الالتهاب والحركة. وقوله عز وجل: {تؤزهم أزا} من هذا أي تدفعهم وتسوقهم، وهو من التحريك. ) [جمال القراء:1/95](م)

قالَ عَلَمُ الدِّينِ عليُّ بنُ محمَّدٍ السَّخَاوِيُّ (ت:643هـ): ( وعن حذيفة: "صليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات ليلة، فكان إذا مر بآية رحمة سأل، وإذا مر بآية عذاب تعوذ، وإذا مر بآية فيها تنزيه لله تعالى سبح".)[جمال القراء:1/96](م)
قالَ عَلَمُ الدِّينِ عليُّ بنُ محمَّدٍ السَّخَاوِيُّ (ت:643هـ): (وعن أبي ذر قال: "قام رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة من الليالي، فقرأ آية واحدة الليل كله حتى أصبح، بها يقوم وبها يركع وبها يسجد. فقال القوم: أية آية هي؟ فقال: {إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم}. ).[جمال القراء:1/96](م)
قالَ عَلَمُ الدِّينِ عليُّ بنُ محمَّدٍ السَّخَاوِيُّ (ت:643هـ): (وروى أبو عبيد رحمه الله عن عبد الرحمن بن عثمان التيمي قال: "قلت: لأغلبن الليلة على الحجر – يعني المقام – فقمت فلما قمت، فإذا أنا برجل متقنع يزحمني، فنظرت فإذا عثمان بن عفان رحمة الله عليه وبركاته، فتأخرت عنه، فصلى، فإذا هو يسجد بسجود القرآن، حتى إذا قلت: هذي هوادي الفجر، أوتر بركعة لم يصل غيرها، ثم انطلق". ). [جمال القراء:1/108](م)
قالَ عَلَمُ الدِّينِ عليُّ بنُ محمَّدٍ السَّخَاوِيُّ (ت:643هـ): (قال أبو عبيد: وحدثنا هشيم قال، أنا منصور عن ابن سيرين قال: قالت نائلة ابنة الفرافصة الكلبية رحمها الله حيث دخلوا على عثمان رحمه الله ليقتلوه: "إن تقتلوه أو تدعوه، فقد كان يحيي الليلة بركعة يجمع فيها القرآن".
وعن ابن سيرين أن تميما الداري قرأ القرآن في ركعة. ).[جمال القراء:1/108](م)
قالَ عَلَمُ الدِّينِ عليُّ بنُ محمَّدٍ السَّخَاوِيُّ (ت:643هـ): (وعن إبراهيم عن علقمة، أنه قرأ القرآن في ليلة: طاف بالبيت أسبوعا ثم قرأ بالطول، ثم طاف أسبوعا ثم أتى المقام فصلى عنده فقرأ بالمئين، ثم طاف أسبوعا ثم أتى المقام فقرأ بالمثاني، ثم طاف أسبوعا ثم أتى المقام فصلى عنده فقرأ بقية القرآن. ).[جمال القراء:1/108](م)
قالَ عَلَمُ الدِّينِ عليُّ بنُ محمَّدٍ السَّخَاوِيُّ (ت:643هـ): ( قال أبو عبيد: وحدثنا سعيد بن عفير عن بكر عن مضر، أن سليم بن عتر التجيبي كان يختم القرآن في الليلة ثلاث مرات، ويجامع ثلاث مرات. قال: فلما مات قالت امرأته: رحمك الله، إن كنت لترضي ربك وترضي أهلك. قالوا: وكيف ذاك؟ قالت: كان يقوم من الليل فيختم القرآن، ثم يلم بأهله، ثم يغتسل، ويعود فيقرأ حتى يختم، ثم يلم بأهله ثم يغتسل، فيعود فيقرأ حتى يختم، ثم يلم بأهله ثم يغتسل، فيخرج لصلاة الصبح. ). [جمال القراء :1/109](م)
قالَ عَلَمُ الدِّينِ عليُّ بنُ محمَّدٍ السَّخَاوِيُّ (ت:643هـ): ( ومما روي في الإعانة على حفظ القرآن العزيز: ما حدثني به الإمام أبو الفضل الغزنوي رحمه الله بالسند المتقدم إلى أبي عيسى رحمه الله قال: حدثنا أحمد بن الحسن، نا سليمان بن عبد الرحمن الدمشقي، نا الوليد بن مسلم، نا ابن جريج، عن عطاء بن أبي رباح، وعكرمة مولى ابن عباس عن ابن عباس أنه قال:
"بينما نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ جاءه علي بن أبي طالب رضي الله عنه فقال: "بأبي أنت وأمي، تفلت هذا القرآن من صدري فما أجدني أقدر عليه".. فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( يا أبا الحسن، أفلا أعلمك كلمات ينفعك الله بهن، وينفع بهن من علمته، ويثبت ما تعلمت في صدرك)).. قال:" أجل يا رسول الله فعلمني".
قال: ((إذا كان ليلة الجمعة، فإن استطعت أن تقوم في ثلث الليل الآخر، فإنها ساعة مشهودة، والدعاء فيها مستجاب. وقد قال أخي يعقوب لبنيه {سوف أستغفر لكم ربي} يقول حتى تأتي ليلة الجمعة فإن لم تستطع فقم في وسطها فإن لم تستطع فقم في أولها، فصل أربع ركعات: تقرأ في الركعة الأولى بفاتحة الكتاب وسورة يس، وفي الركعة الثانية بفاتحة الكتاب وحم الدخان، وفي الركعة الثالثة بفاتحة الكتاب و{ألم تنزيل} السجدة، وفي الركعة الرابعة بفاتحة الكتاب و{تبارك} المفصل. وإذا فرغت من التشهد؛ فاحمد الله، وأحسن الثناء على الله، وصل علي وأحسن، وعلى سائر النبيين، واستغفر للمؤمنين والمؤمنات، ولإخوانك الذين سبقوك بالإيمان، ثم قل في آخر ذلك: اللهم ارحمني بترك المعاصي أبدا ما أبقيتني، وارحمني أن أتكلف ما لا يعنيني، وارزقني حسن النظر فيما يرضيك عني.اللهم بديع السموات والأرض، ذا الجلال والإكرام، والعزة التي لا ترام، أسألك يا الله يا رحمن، بجلالك ونور وجهك: أن تلزم قلبي حفظ كتابك كما علمتني، وارزقني أن أتلوه على النحو الذي يرضيك عني.
اللهم بديع السموات والأرض، ذا الجلال والإكرام، والعزة التي لا ترام، أسألك يا الله يا رحمن، بجلالك ونور وجهك: أن تنور بكتابك بصري، وأن تطلق به لساني، وأن تفرج به عن قلبي، وأن تشرح به صدري، وأن تعمل به بدني، فإنه لا يعينني على الحق غيرك، ولا يؤتينيه إلا أنت، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.يا أبا الحسن، تفعل ذلك ثلاث جمع أو خمسا أو سبعا، تجاب بإذن الله. والذي بعثني بالحق ما أخطأ مؤمنا قط)). قال ابن عباس: فوالله ما لبثت إلا خمسا أو سبعا حتى جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم في مثل ذلك المجلس فقال: "يا رسول الله، إني كنت فيما خلا لا آخذ إلا أربع آيات ونحوهن، فإذا قرأتهن على نفسي تفلتن، وأنا أتعلم اليوم أربعين آية ونحوها، فإذا قرأتهن على نفسي فكأنما كتاب الله بين عيني، ولقد كنت أسمع الحديث، فإذا رددته تفلت، وأنا اليوم أسمع الأحاديث، فإذا تحدثت بها لم أخرم منها حرفا". فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم عند ذلك: ((مؤمن ورب الكعبة يا أبا الحسن)).[جمال القراء: 1/187 - 188](م)
قال أبو زكريَّا يَحْيَى بْنُ شَرَفٍ النَّوَوِيُّ (ت: 676هـ): ([فصل] في المحافظة على القراءة بالليل ينبغي أن يكون اعتناؤه بقراءة الليل أكثر، قال الله تعالى: {من أهل الكتاب أمة قائمة يتلون آيات الله آناء الليل وهم يسجدون يؤمنون بالله واليوم الآخر ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويسارعون في الخيرات وأولئك من الصالحين}
وثبت في الصحيحين عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أنه قال نعم الرجل عبد الله لو كان يصلي من الليل)).
وفي الحديث الآخر من الصحيح أنه صلى الله عليه وسلم قال: ((يا عبد الله لا تكن مثل فلان كان يقوم الليل ثم تركه)).
وروى الطبراني وغيره عن سهل بن سعد رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((شرف المؤمن قيام الليل)). والأحاديث والآثار في هذا كثيرة.
وقد جاء عن أبي الأحوص الحبشي قال: (إن كان الرجل ليطرق الفسطاط طروقا أي يأتيه ليلا فيسمع لأهله دويا كدوي النحل قال: (فما بال هؤلاء يأمنون ما كان أولئك يخافون)).
وعن إبراهيم النخعي كان يقول: (اقرؤوا من الليل ولو حلب شاة).
وعن يزيد الرقاشي قال: (إذا أنا نمت ثم استيقظت ثم نمت فلا نامت عيناي).
قلت وإنما رجحت صلاة الليل وقراءته لكونها أجمع للقلب وأبعد عن الشاغلات والملهيات، والتصرف في الحاجات وأصون عن الرياء وغيره من المحبطات مع ما جاء الشرع به من إيجاد الخيرات في الليل؛ فإن الإسراء برسول الله صلى الله عليه وسلم كان ليلا وحديث: ((ينزل ربكم كل ليلة إلى سماء الدنيا حين يمضي شطر الليل فيقول هل من داع فأستجيب له)). الحديث.
وفي الصحيح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((في الليل ساعة يستجيب الله فيها الدعاء كل ليلة)).
وروى صاحب بهجة الأسرار بإسناده عن سليمان الأنماطي قال: (رأيت علي بن أبي طالب رضي الله عنه في المنام يقول شعرا:
لولا الذين لهم ورد يقومونا = ولم وآخرون لهم سرد يصومونا
لدككت أهل أرضكم من تحتكم سحرا = حديث لأنكم قوم سوء ما تطيعونا).
واعلم أن فضيلة القيام بالليل والقراءة فيه تحصل بالقليل والكثير وكلما كثر كان أفضل إلا أن يستوعب الليل كله فإنه يكره الدوام عليه وإلا أن يضر بنفسه ومما يدل على حصوله بالقليل حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((من قام بعشر آيات لم يكتب من الغافلين ومن قام بمائة آية كتب من القانتين ومن قام بألف آية كتب من المقسطين)). رواه أبو داود وغيره.
وحكى الثعلبي عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: (من صلى بالليل ركعتين فقد بات لله ساجدا وقائما)). [التبيان في آداب حملة القرآن:61-65](م)
قال أبو زكريَّا يَحْيَى بْنُ شَرَفٍ النَّوَوِيُّ (ت: 676هـ): ([فصل]
في استحباب ترديد الآية للتدبر وقد قدمنا في الفصل قبله الحث على التدبر وبيان موقعه وتأثر السلف.
وروينا عن أبي ذر رضي الله تعالى عنه قال: (قام النبي صلى الله عليه وسلم بآية يرددها حتى أصبح والآية {إن تعذبهم فإنهم عبادك}). الآية رواه النسائي وابن ماجه.). [التبيان في آداب حملة القرآن:83- 85](م)
قال أبو زكريَّا يَحْيَى بْنُ شَرَفٍ النَّوَوِيُّ (ت: 676هـ): (... وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه صلى بالجماعة الصبح فقرأ سورة يوسف فبكى حتى سالت دموعه على ترقوته.
وفي رواية أنه كان في صلاة العشاء؛ فتدل على تكريره منه، وفي رواية أنه: بكى حتى سمعوا بكاءه من وراء الصفوف.
... وعن هشام قال: (ربما سمعت بكاء محمد بن سيرين في الليل وهو في الصلاة).).[التبيان في آداب حملة القرآن:86- 87](م)
قال أبو زكريَّا يَحْيَى بْنُ شَرَفٍ النَّوَوِيُّ (ت: 676هـ): ([فصل]
ويستحب إذا مر بآية رحمة أن يسأل الله تعالى من فضله وإذا مر بآية عذاب أن يستعيذ بالله من الشر ومن العذاب أو يقول: (اللهم إني أسألك العافية أو أسألك المعافاة من كل مكروه)، أو نحو ذلك وإذا مر بآية تنزيه لله تعالى نزه، فقال:(سبحانه وتعالى أو تبارك وتعالى أو جلت عظمة ربنا).
فقد صح عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنهما قال: (صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم ذات ليلة فافتتح البقرة * فقلت يركع عند المائة ثم مضى فقلت يصلي بها في ركعة فمضى فقلت يركع بها ثم افتتح النساء فقرأها ثم افتتح آل عمران فقرأها يقرأ ترسلا إذا مر بآية فيها تسبيح سبح وإذا مر بسؤال سأل وإذا مر بتعوذ تعوذ). رواه مسلم في صحيحه وكانت سورة النساء في ذلك الوقت مقدمة على آل عمران.). [التبيان في آداب حملة القرآن:90](م)
قال أبو زكريَّا يَحْيَى بْنُ شَرَفٍ النَّوَوِيُّ (ت: 676هـ): ([فصل] في أحكام نفيسة تتعلق بالقراءة في الصلاة أبالغ في اختصارها فإنها مشهورة في كتب الفقه
منها أنه يجب القراءة في الصلاة المفروضة بإجماع العلماء ثم قال مالك والشافعي وأحمد وجماهير العلماء تتعين قراءة الفاتحة في كل ركعة وقال أبو حنيفة وجماعة لا تتعين الفاتحة أبدا قال ولا تجب قراءة الفاتحة في الركعتين الأخيرتين والصواب الأول فقد تظاهرت عليها الأدلة من السنة ويكفي من ذلك قوله صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: ((ولا تجزئ صلاة لا يقرأ فيها بأم القرآن)) .). [التبيان في آداب حملة القرآن:123- 124](م)


قال أبو زكريَّا يَحْيَى بْنُ شَرَفٍ النَّوَوِيُّ (ت: 676هـ): ([فصل] في الأوقات المختارة للقراءة
اعلم أن أفضل القراءة ما كان في الصلاة ومذهب الشافعي وغيره أن تطويل القيام في الصلاة أفضل من تطويل السجود. ).[التبيان في آداب حملة القرآن:151](م)



فصل:ما ورد في قراءة الليل
حديث أبي هريرة رضي الله عنه
قالَ أبو عُبيدٍ القاسمُ بن سلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت: 224هـ): ( حدثنا محمد بن ربيعة، عن عمران بن زائدة بن نشيط، عن أبيه، عن أبي خالد الوالبي، عن أبي هريرة، قال: كانت قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم بالليل يرفع طورا، ويخفض طورا.).[فضائل القرآن: ](م)
قالَ أبو عُبيدٍ القاسمُ بن سلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت: 224هـ): (حدثني بعض أهل العلم عن مسعر بن كدام، عن أبي العلاء، عن يحيى بن جعدة، عن أم هانئ بنت أبي طالب، قالت: كنت أسمع قراءة النبي صلى الله عليه وسلم , وأنا على عريشي.
قال أبو عبيد: تعني بالليل). [فضائل القرآن: ](م)
قالَ أبو عُبيدٍ القاسمُ بن سلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت: 224هـ): (حدثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة، قال: بت عند عبد الله ذات ليلة، فقالوا: كيف كانت قراءته؟.
فقال: «كان يسمع أهل الدار».).[فضائل القرآن: ](م)
قالَ أبو عُبيدٍ القاسمُ بن سلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت:224هـ): (حدثني قدامة أبو محمد، عن امرأة، من أهل بيت عامر بن عبد قيس: أن عامرا، قرأ ليلة من سورة المؤمن، فلما انتهى إلى قوله تعالى:{وأنذرهم يوم الآزفة إذ القلوب لدى الحناجر كاظمين}, قالت: فكظم حتى أصبح، أو قالت: فلم يزل يرددها حتى أصبح. ) [فضائل القران: ](م)
أثر ابن عباس رضي الله عنه
قالَ أبو عُبيدٍ القاسمُ بن سلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت: 224هـ): (حدثنا إسماعيل بن إبراهيم، عن أيوب، عن أبي حمزة، قال: قلت لابن عباس: إني سريع القراءة، وإني أقرأ القرآن في ثلاث.
فقال: «لأن أقرأ البقرة في ليلة فأدبرها وأرتلها أحب إلي من أن أقرأ كما تقول».
قال أبو عبيد: حدثنا حجاج، عن شعبة، وحماد بن سلمة، عن أبي جمرة، عن ابن عباس، نحو ذلك. إلا أن في حديث حماد: «أحب إلي من أن أقرأ القرآن أجمع هذرمة».).[فضائل القران: ](م)
حديث حذيفة رضي الله عنه
قالَ أبو عُبيدٍ القاسمُ بن سلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت: 224هـ): ( حدثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن سعد بن عبيدة، عن المستورد بن الأحنف، عن صلة بن زفر، عن حذيفة، قال: ((صليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات ليلة, فكان إذا مر بآية رحمة سأل، وإذا مر بآية عذاب تعوذ، وإذا مر بآية فيها تنزيه الله سبحانه وتعالى سبح)). ) [فضائل القران](م)
حديث عوف بن مالك رضي الله عنه
قالَ أبو عُبيدٍ القاسمُ بن سلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت:224هـ): (حدثنا عبد الله بن صالح، عن معاوية بن صالح، عن عمرو بن قيس الكندي، أنه سمع عاصم بن حميد، يقول: سمعت عوف بن مالك، يقول: ((قمت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة، فبدأ، فاستاك، ثم توضأ، ثم قام يصلي، فقمت معه، فاستفتح البقرة لا يمر بآية رحمة إلا وقف فسأل، ولا يمر بآية عذاب إلا وقف فتعوذ، ثم قرأ آل عمران، ثم قرأ سورة النساء)). أو قال: ((ثم قرأ سورة يفعل مثل ذلك)). ) [فضائل القران: ](م)
حديث عائشة رضي الله عنها
قالَ أبو عُبيدٍ القاسمُ بن سلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت:224هـ): (حدثنا أبو الأسود، عن ابن لهيعة، عن الحارث بن يزيد، عن زياد بن نعيم الحضرمي، عن مسلم بن مخراق، عن عائشة عليها السلام والرضوان قالت: ((كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوم ليلة التمام فيقرأ بسورة البقرة وآل عمران والنساء، لا يمر بآية فيها استبشار إلا دعا الله سبحانه وتعالى ورغب، ولا يمر بآية فيها تخويف إلا دعا الله تعالى واستعاذ)). ) [فضائل القران: ](م)
حديث أبو ذر رضي الله عنه
قالَ أبو عُبيدٍ القاسمُ بن سلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت: 224هـ): ( قال حدثنا مروان بن معاوية الفزاري، عن قدامة البكري، أو قال العامري عن جسرة بنت دجاجة العامرية، قالت: حدثنا أبو ذر، قال: (قام رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة من الليالي، فقرأ آية واحدة الليل كله حتى أصبح، بها يقوم، وبها يركع، وبها يسجد.
فقال القوم لأبي ذر: أي آية هي ؟
فقال: {إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم} [المائدة: 118]. ).[فضائل القران: ](م)
أثر تميم الداري رضي الله عنه
قالَ أبو عُبيدٍ القاسمُ بن سلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت: 224هـ): ( حدثنا هشيم، قال: أخبرنا حصين، عن أبي الضحى، عن تميم الداري: أنه أتى المقام ذات ليلة، فقام يصلي, فافتتح السورة التي تذكر فيها الجاثية، فلما أتى على هذه الآية: {أم حسب الذين اجترحوا السيئات أن نجعلهم كالذين آمنوا وعملوا الصالحات سواء محياهم ومماتهم ساء ما يحكمون} [الجاثية: 21], فلم يزل يرددها حتى أصبح. ).[فضائل القران: ](م)
قالَ أبو عُبيدٍ القاسمُ بن سلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت:224هـ): ( حدثنا يزيد، عن شعبة، عن عمرو بن مرة، عن أبي الضحى، عن مسروق، قال: قال له رجل من أهل مكة: هذا مقام أخيك تميم الداري. ثم ذكر مثل ذلك أو نحوه. ).[فضائل القران: ](م)
أثر عبد الله بن مسعود رضي الله عنه
قالَ أبو عُبيدٍ القاسمُ بن سلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت: 224هـ): ( حدثنا معاذ، عن ابن عون، قال: حدثني رجل، من أهل الكوفة أن عبد الله بن مسعود صلى ليلة، قال: فذكروا ذلك، فقال بعضهم: هذا مقام صاحبكم منذ الليلة يردد آية حتى أصبح.
قال ابن عون: بلغني أن الآية: {رب زدني علما}.).[فضائل القران: ](م)
قالَ أبو عُبيدٍ القاسمُ بن سلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت: 224هـ): (حدثنا مروان بن معاوية، عن عوف بن أبي جميلة، عن أبي المنهال سيار بن سلامة، أن عمر بن الخطاب، كرم الله وجهه، سقط عليه رجل من المهاجرين، وعمر يتهجد من الليل يقرأ بفاتحة الكتاب لا يزيد عليها ويكبر ويسبح, ثم يركع ويسجد، فلما أصبح ذكر ذلك لعمر، فقال له عمر: "لأمك الويل, أليست تلك صلاة الملائكة ؟".).[فضائل القران: ](م)
قالَ أبو عُبيدٍ القاسمُ بن سلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت:224هـ):( حدثنا أبو الأسود، عن ضمام بن إسماعيل، عن العلاء، قال: حدثني رجل، قال: كنت بمكة فلما صليت العشاء إذا رجل أمامي قد أحرم في نافلة, فاستفتح: {إذا السماء انفطرت}, قال: فلم يزل فيها حتى نادى منادي السحر, فسألت عنه، فقيل لي: هو سعيد بن جبير. ).[فضائل القران: ](م)
قالَ أبو عُبيدٍ القاسمُ بن سلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت:224هـ): ( يروى عن معمر بن راشد: أن حجرا المدري قام ليله يصلي، فاستفتح الواقعة، فلما انتهى إلى قوله تعالى: {أفرأيتم ما تمنون، أأنتم تخلقونه أم نحن الخالقون}, فقال: بل أنت يا رب.
ثم قرأ : {أفرأيتم ما تحرثون، أأنتم تزرعونه أم نحن الزارعون}, فقال: بل أنت يا رب.
ثم قرأ: {أفرأيتم الماء الذي تشربون أأنتم أنزلتموه من المزن أم نحن المنزلون}, فقال: بل أنت يا رب.
ثم قرأ: {أفرأيتم النار التي تورون، أأنتم أنشأتم شجرتها أم نحن المنشئون}, فقال: بل أنت يا رب.).[فضائل القرآن: ](م)
أثر طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه
قالَ أبو عُبيدٍ القاسمُ بن سلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت: 224هـ): (حدثنا حجاج، عن ابن جريج، قال: أخبرني ابن خصيفة، عن السائب بن يزيد، أن رجلا، سأل عبد الرحمن بن عثمان التيمي عن صلاة طلحة بن عبيد الله، فقال: إن شئت أخبرتك عن صلاة عثمان.
فقال: نعم, قال: قلت: لأغلبن الليلة على الحجر، يعني المقام.
فقمت, فلما قمت، إذا أنا برجل متقنع يزحمني، فنظرت، فإذا عثمان بن عفان، رحمة الله عليه وبركاته، فتأخرت عنه، فصلى، فإذا هو يسجد بسجود القرآن، حتى إذا قلت هذه هوادي الفجر، أوتر بركعة لم يصل غيرها، ثم انطلق.)
[فضائل القرآن: ](م)
أثر ابن سيرين رضي الله عنه
قالَ أبو عُبيدٍ القاسمُ بن سلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت: 224هـ): ( حدثنا هشيم قال: أنا منصور، عن ابن سيرين قال: قالت نائلة بنت الفرافصة الكلبية حيث دخلوا على عثمان، رضي الله عنه، ليقتلوه، فقالت: «إن تقتلوه, أو تدعوه، فقد كان يحيي الليل بركعة يجمع فيها القرآن».).[فضائل القرآن: ](م)
قالَ أبو عُبيدٍ القاسمُ بن سلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت: 224هـ): (حدثنا جرير، عن منصور، عن إبراهيم، عن علقمة: أنه قرأ القرآن في ليلة. طاف بالبيت أسبوعا، ثم أتى المقام فصلى عنده، فقرأ الطول، ثم طاف أسبوعا، ثم أتى المقام فصلى عنده، فقرأ بالمئين، ثم طاف أسبوعا، ثم أتى المقام فصلى عنده، ثم قرأ بالمثاني، ثم طاف أسبوعا، ثم أتى المقام فصلى عنده فقرأ بقية القرآن).[فضائل القرآن: ](م)
قالَ أبو عُبيدٍ القاسمُ بن سلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت: 224هـ): (حدثنا سعيد بن عفير، عن بكر بن مضر، أن سليم بن عتر التجيبي، كان يختم القرآن في الليلة ثلاث مرات، ويجامع ثلاث مرات.
قال: فلما مات، قالت امرأته: رحمك الله إنك كنت لترضي ربك، وترضي أهلك.
قالوا: وكيف ذلك؟
قالت: كان يقوم من الليل فيختم القرآن، ثم يلم بأهله، ثم يغتسل، ويعود, فيقرأ حتى يختم، ثم يلم بأهله، ثم يغتسل، ثم يعود فيقرأ حتى يختم، ثم يلم بأهله، ثم يغتسل فيخرج إلى صلاة الصبح. ...).[فضائل القرآن: ](م)
أثر علي رضي الله عنه
قالَ أبو عُبيدٍ القاسمُ بن سلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت: 224هـ) : (حدثنا مالك بن إسماعيل، عن خالد بن عبد الله، قال: أخبرنا مطرف، عن أبي إسحاق، عن الحارث، عن علي عليه السلام قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يرفع الرجل صوته بالقرآن في الصلاة قبل العشاء الآخرة وبعدها، يغلط أصحابه. ).[فضائل القرآن: ](م)
قالَ أبو عُبيدٍ القاسمُ بن سلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت: 224هـ): (حدثنا يزيد، عن يحيى بن سعيد، عن أبي بكر بن حزم، قال: باتت عندنا عمرة ذات ليلة لمريض كان فينا، فقمت من الليل أصلي، فلما أصبحت فسألت، قالت: «ما منعك أن ترفع صوتك؟, فما كان يوقظنا من الليل إلا قراءة معاذ القارئ، وأفلح مولى أبي أيوب».).[فضائل القرآن: ](م)
قالَ أبو عُبيدٍ القاسمُ بن سلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت: 224هـ): ( حدثنا عبد الله بن صالح، عن الليث، قال: كان ابن أبي الكنود الأزدي يسمع قراءة خالد بن ثابت الفهمي من الليل إذا صلى على ظهر بيته.
قال الليث: وكان بين منزليهما ذود في البعد.).[فضائل القرآن: ](م)
قالَ أبو عُبيدٍ القاسمُ بن سلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت: 224هـ): (حدثنا حجاج، عن شعبة، عن يعلى بن عطاء، عن عبد الرحمن بن لبيبة، عن ابن عمر، أن رجلا، أتاه فقال: قرأت القرآن في ليلة, أو قال: في ركعة.
فقال ابن عمر: «أفعلتموها؟ لو شاء الله لأنزله جملة واحدة، وإنما فصله لتعطى كل سورة حظها من الركوع والسجود».).[فضائل القرآن: ](م)
قالَ أبو عُبيدٍ القاسمُ بن سلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت: 224هـ): (حدثنا فضيل بن عياض، عن منصور، عن إبراهيم، قال: كان الأسود يختم القرآن في شهر رمضان في كل ليلتين. ).[فضائل القرآن: ](م)
أثر عن عبد االملك بن عمر رحمهما الله
قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ القَاسِمُ بنُ سَلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت: 224 هـ): (حدثنا عبد الله بن صالح، عن الليث بن سعد، عن عبيد الله بن أبي جعفر، عن عاصم بن أبي بكر، أن عبد العزيز بن مروان، قال: وفدت إلى سليمان بن عبد الملك، ومعنا عمر بن عبد العزيز، فنزلت على ابنه عبد الملك بن عمر، وهو عزب، فكنت معه في بيت، فصلينا العشاء، وأوى كل رجل منا إلى فراشه، ثم قام عبد الملك إلى المصباح فأطفأه، وأنا أنظر إليه، ثم قام يصلي حتى ذهب بي النوم، فاستيقظت، وإذا هو في هذه الآية: {أفرأيت إن متعناهم سنين، ثم جاءهم ما كانوا يوعدون، ما أغنى عنهم ما كانوا يمتعون} فبكى, ثم رجع إليها، فإذا فرغ منها فعل مثل ذلك، حتى قلت: سيقتله البكاء، فلما رأيت ذلك قلت: لا إله إلا الله، والحمد لله، كالمستيقظ من النوم لأقطع ذلك عنه، فلما سمعني، سكت فلم أسمع له حسا. ).[فضائل القرآن: ](م)
قالَ أبو عُبيدٍ القاسمُ بن سلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت:224هـ): ( حدثنا أبو عبيد حدثنا قبيصة، عن سفيان، عن الأعمش، عن خيثمة، قال: دخلت على عبد الله بن عمر , وهو يقرأ في المصحف فقال: "هذا جزئي الذي أقرؤه الليلة" ). [فضائل القرآن: ](م)
أثر عبد الله بن عمرو رضي الله عنه
قالَ أبو عُبيدٍ القاسمُ بن سلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت:224هـ) : (حدثني قبيصة، عن سفيان، عن الأعمش، عن خيثمة، قال: دخلت على عبد الله بن عمرو وهو يقرأ في المصحف، فقلت له، فقال: "هذا جزئي الذي أقرأ به الليلة"). [فضائل القرآن:](م)
أثر الحسن بن علي رضي الله عنه
قالَ أبو عُبيدٍ القاسمُ بن سلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت:224هـ) : (حدثنا هشيم، أخبرنا مغيرة، عن أم موسى: "أن الحسن بن علي كان يقرأ ورده من أول الليل، وأن حسينا كان يقرؤه من آخر الليل" ).[لا عزو]

أثر أبو موسى رضي الله عنه
قالَ أبو عُبيدٍ القاسمُ بن سلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت:224هـ) : ( حدثنا عبد الله بن أبي أمية، عن أبي عوانة، عن عبد الملك بن عمير، عن أبي بردة، أن معاذا، قال لأبي موسى: "كيف تقرأ القرآن؟" .
فقال: "أتفوقه تفوق اللقوح، فكيف تقرأ أنت؟" .
قال: "أنام أول الليل، فأقوم وقد قضيت كراي، فأقرأ ما كتب لي، فأحتسب نومي كما أحتسب قومي». أو قال: «أحتسب نومتي كما أحتسب قومتي" ). [فضائل القرآن:]
قالَ أبو عُبيدٍ القاسمُ بن سلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت:224هـ) : ( حدثنا جرير، عن منصور، عن إبراهيم، قال: "كان أحدهم إذا بقي عليه من جزئه شيء، فنشط، قرأه بالنهار، أو قرأه من ليلة أخرى". قال: "وربما زاد أحدهم" ). [فضائل القرآن:](م)
حديث أبي المتوكل الناجي
قالَ سعيدُ بنُ منصورٍ الخُرَاسَانِيُّ (ت: 227هـ): (حدثنا ابن المبارك, عن إسماعيل بن مسلم العبدي, عن أبي المتوكل الناجي: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قام ذات ليلة, فقام ليلته بآية من القرآن يكررها على نفسه).[سنن سعيد بن منصور: 478](م)
أثر ابن عباس رضي الله عنهما
قالَ سعيدُ بنُ منصورٍ الخُرَاسَانِيُّ (ت: 227هـ): (حدثنا أبو شهاب, عن العلاء بن المسيب, عن طالوت, عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: لإن أقرأ البقرة في ليلة أحب إلي من إن أقرأ القرآن كله في ليلة.).[سنن سعيد بن منصور: 477](م)
أثر ابن عباس رضي الله عنهما
قالَ سعيدُ بنُ منصورٍ الخُرَاسَانِيُّ (ت: 227هـ): (حدثنا عبد الرحمن بن زياد, عن شعبة , عن أبي جمرة قال: قلت لابن عباس: إني لأقرأ القرآن في ليلة مرة أو مرتين.
قال: فأكثر ظني أنه قال: مرتين.
فقال ابن عباس: لأن لا أقرأ إلا سورة واحدة أحب إلي من أن أصنع ذلك, فإن كنت لا بد فاعلا, فاقرأ قراءة تسمع أذنيك, وتوعيه قلبك.).[سنن سعيد بن منصور:480](م)
أثر عبدالله
قالَ سعيدُ بنُ منصورٍ الخُرَاسَانِيُّ (ت: 227هـ): (حدثنا هشيم, عن حصين, عن عبيد الله بن عبد الله: كان ابن مسعود يختم القرآن في ثلاث, لا يستعين عليه من النهار إلا باليسير.).[سنن سعيد بن منصور:448](م)
أثر الأسود
قالَ سعيدُ بنُ منصورٍ الخُرَاسَانِيُّ (ت: 227هـ): (حدثنا فضيل بن عياض, عن منصور, عن إبراهيم قال: كان الأسود يختم القرآن في شهر رمضان في كل ليلتين , وينام فيما بين المغرب والعشاء , وكان يختم فيما سوى ذلك في ستة. ).[سنن سعيد بن منصور:452](م)
أثر....
قالَ سعيدُ بنُ منصورٍ الخُرَاسَانِيُّ (ت:227هـ): (حدثنا أبو معاوية , عن عاصم الأحول, عن ابن سيرين قال: قالت امرأة عثمان رضي الله عنه حين قتل: " لقد قتلتموه , وإنه ليحيي الليل كله بالقرآن في ركعة"). [سنن سعيد بن منصور: 469](م)

حديث أم سلمة رضي الله عنها
قالَ محمدُ بنُ عيسى بنِ سَورةَ الترمذيُّ (ت: 279هـ): (حدّثنا قتيبة, حدّثنا اللّيث , عن عبد اللّه بن عبيد اللّه بن أبي مليكة, عن يعلى بن مملكٍ: أنّه سأل أمّ سلمة زوج النّبي صلى الله عليه وسلم عن قراءة النّبي صلى الله عليه وسلم,وصلاته فقالت: "ما لكم وصلات, كان يصلّي ثمّ ينام قدر ما صلّى,ثمّ يصلّي قدر ما نام, ثمّ ينام قدر ما صلّى حتّى يصبح", ثمّ نعتت قراءته, فإذا هي تنعت قراءةً مفسّرةً حرفًا حرفًا.
قال أبو عيسى: هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ غريبٌ لا نعرفه إلاّ من حديث ليث بن سعد, عن ابن أبي مليكة,عن يعلى بن مملكٍ,عن أمّ سلمة.
وقد روى ابن جريجٍ هذا الحديث عن ابن أبي مليكة, عن أمّ سلمة: أنّ النّبي صلى الله عليه وسلم كان يقطّع قراءته.
وحديث الليثٍ أصحّ.).[سنن الترمذي: 5/182-183](م)
حديث عائشة رضي الله عنها
قالَ محمدُ بنُ عيسى بنِ سَورةَ الترمذيُّ (ت: 279هـ): (حدّثنا قتيبة,حدّثنا اللّيث, عن معاوية بن صالحٍ, عن عبد اللّه بن أبي قيسٍ, هو رجلٌ بصري, قال:سألت عائشة عن وتر رسول اللّه صلى الله عليه وسلم ,كيف كان يوتر من أوّل اللّيل أو من آخره؟ .
قالت:كلّ ذلك قد كان يصنع ربّما أوتر من أوّل اللّيل,وربّما أوتر من آخره.
فقلت الحمد للّه الّذي جعل في الأمر سعةً .
قلت:كيف كانت قراءته , أكان يسرّ بالقراءة أم يجهر ؟.
قالت:كلّ ذلك قد كان يفعل قد كان ربّما أسرّ,وربّما جهر.
فقلت: الحمد للّه الّذي جعل في الأمر سعةً.
قلت: فكيف كان يصنع في الجنابة أكان يغتسل قبل أن ينام أو ينام قبل أن يغتسل.
قالت:كلّ ذلك قد كان يفعل فربّما اغتسل فنام,وربّما توضّأ فنام .
قلت:الحمد للّه الّذي جعل في الأمر سعة.
قال أبو عيسى: هذا حديثٌ حسنٌ غريبٌ من هذا الوجه).[سنن الترمذي:5/183](م)
حديث أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها
قالَ مُحَمَّدُ بنُ أَيُّوبَ بنِ الضُّرَيسِ (ت: 294 هـ): (أخبرنا أحمد، قال: حدثنا محمد، قال: أخبرنا عبد الأعلى بن حماد، قال: حدثنا وهب بن جرير، قال: حدثنا أبي قال، سمعت يحيى بن أيوب، يحدث عن الحارث بن يزيد الحضرمي، عن زياد بن نعيم الحضرمي، عن مسلم بن مخراق، قال:
قلت لعائشة: إن رجالا يقرأ أحدهم القرآن في ليلة مرتين أو ثلاثا.
فقالت: (قرءوا، ولم يقرءوا، كنت أقوم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في ليلة التمام، فيقرأ بالبقرة، وآل عمران، والنساء، فلا يمر بآية فيها استبشار إلا دعا ورغب، ولا آية فيها تخويف إلا دعا واستعاذ). ).[فضائل القرآن: ](م)

أثر أنس بن مالك رضي الله عنه
قالَ مُحَمَّدُ بنُ أَيُّوبَ بنِ الضُّرَيسِ (ت:294 هـ) : (أخبرنا أحمد، قال: حدثنا محمد، قال: أخبرنا أحمد بن عبد الله بن يونس، قال: حدثني صالح المري، عن ثابت البناني، عن أنس بن مالك: «أنه كان إذا أشفى على ختم القرآن من الليل بقى سورة حتى يصبح , فيختمه عند عياله») [فضائل القرآن:](م)


أثر إبراهيم النخعي رحمه الله
قالَ مُحَمَّدُ بنُ أَيُّوبَ بنِ الضُّرَيسِ (ت:294 هـ) : (أخبرنا أحمد، قال: حدثنا محمد، قال: أخبرنا أحمد بن عبد الله، قال: حدثنا أبو بكر بن عياش، عن الأعمش، عن إبراهيم، قال: «إذا شهد الرجل ختم القرآن ليلا , صلت عليه الملائكة حتى يصبح، وإذا ختم نهارا صلت عليه الملائكة حتى يمسي».
قال: فكان يعجبهم أن يؤخروا ذلك) [فضائل القرآن:](م)

أثر عبد الله بن عمرو رضي الله عنه
قال أبو بكرٍ جَعفرُ بنُ مُحمدٍ الفِرْيابِيُّ(ت:301هـ): (حدثنا أبو كامل ، حدثنا عبد الواحد بن زياد ، عن الأعمش ، عن خيثمة قال : دخلت على عبد الله بن عمرو ، وإنسان قد أخذ عليه المصحف ، وهو يقرأ ، فقلت : ما هذا؟ قال : "أقرأ جزئي الذي أقوم به الليل"). [فضائل القرآن:](م)
حديث أم سلمة رضي الله عنه
قال أبو بكرٍ جَعفرُ بنُ مُحمدٍ الفِرْيابِيُّ (ت:301هـ): (حدثنا قتيبة بن سعيد ، ويزيد بن موهب الرملي قالا : حدثنا الليث بن سعد ، عن ابن أبي مليكة ، عن يعلى بن مملك أنه سأل أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم ، عن قراءة النبي صلى الله عليه وسلم ، فقالت : " ما لكم وصلاته ؟ , كان يصلي ، ثم ينام قدر ما صلى ، ثم يصلي قدر ما نام ، ثم ينام قدر ما صلى ، حتى يصبح "، ثم نعتت قراءته ، فإذا هي تنعت "قراءة مفسرة حرفا حرفا".
حدثنا عمرو بن علي ، ثنا أبو عاصم ، ثنا ابن جريج قال : حدثني أبي قال : حدثنا ابن أبي مليكة ، أن يعلى بن مملك ، أخبره ، أنه سأل أم سلمة، فذكر نحوه ، ولم يذكر فيه صفة القراءة). [فضائل القرآن:](م)

حديث عائشة رضي الله عنها
أبو بكرٍ جَعفرُ بنُ مُحمدٍ الفِرْيابِيُّ (ت:301هـ): (حدثنا قتيبة ، ثنا ابن لهيعة ، عن الحارث بن يزيد ، عن زياد بن نعيم ، عن مسلم بن مخراق ، عن عائشة ، رضي الله عنها قالت : ذكر لها أن أناسا يقرءون القرآن في الليلة مرة أو مرتين ، فقالت : " أولئك قرءوا ولم يقرءوا ، كنت أقوم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة التمام ، فكان يقرأ سورة البقرة وآل عمران والنساء ، فلا يمر بآية فيها تخويف إلا دعا الله واستعاذه ، ولا يمر بآية فيها استبشار إلا دعا الله ورغب إليه" ). [فضائل القرآن:](م)
قال أبو بكرٍ جَعفرُ بنُ مُحمدٍ الفِرْيابِيُّ (ت:301هـ): (حدثنا عبد الله بن حماد , قال : ثنا وهب بن جرير , قال : ثنا أبي , قال : سمعت يحيى بن أيوب ، . . . يحدث عن الحارث بن يزيد ، عن زياد بن نعيم الحضرمي ، عن مسلم بن مخراق قال : قلت لعائشة رضي الله عنها : إن رجالا يقرأ أحدهم القرآن في ليلة مرتين ، أو ثلاثا .
فقالت : " أولئك قرءوا ، ولم يقرءوا ، كنت أقوم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في ليلة التمام ، فيقرأ بالبقرة ، وآل عمران ، والنساء ، فلا يمر بآية فيها استبشار إلا دعا ورغب ، ولا يمر بآية فيها تخويف إلا دعا واستعاذ"). [فضائل القرآن:](م)

أبو بكرٍ جَعفرُ بنُ مُحمدٍ الفِرْيابِيُّ (ت:301هـ): (حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، نا مصعب بن المقدام ، عن زائدة ، عن عبد الملك بن عمير قال : حدثني ابن أخي حذيفة ، عن حذيفة قال : " أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات ليلة لأصلي بصلاته ، فافتتح الصلاة ، فقرأ قراءة ليست بالخفيضة ، ولا بالرفيعة ، قراءة يرتل فيها يسمعنا قال : ثم ركع نحوا من سورة ، ثم رفع رأسه ، وقال : (( سمع الله لمن حمده ذا الملكوت وذا الجبروت والكبرياء والعظمة )) ، قال : ثم قام نحوا من سورة ، قال : وسجد نحوا من ذلك ، حتى فرغ من الطوال ، وعليه سواد من الليل" .
قال عبد الملك : وهو تطوع الليل). [فضائل القرآن:](م)
قال أبو بكرٍ جَعفرُ بنُ مُحمدٍ الفِرْيابِيُّ (ت:301هـ): (حدثنا عثمان بن أبي شيبة قال : حدثنا غندر ، عن شعبة ، عن عمرو بن مرة ، أنه سمع أبا وائل ، يحدث : زعم أن رجلا جاء إلى عبد الله بن مسعود فقال : إني قرأت المفصل الليلة كله في ركعة ، فقال عبد الله : "هذا كهذ الشعر", قال عبد الله : " لقد عرفت النظائر (3) التي كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرن (4) بينهن ".
قال : فذكر عشرين سورة من المفصل (5) سورتين ، سورتين في ركعة
). [فضائل القرآن:](م)

أبو بكرٍ جَعفرُ بنُ مُحمدٍ الفِرْيابِيُّ(ت:301هـ): (حدثنا عبد الأعلى ، نا وهيب ، نا أيوب ، عن أبي قلابة ، عن أبي المهلب ، عن أبي بن كعب أنه قال : « أما أنا فأقرأ القرآن في ثمان ليال ») [فضائل القرآن:](م)
أثر أبي المهلب
أبو بكرٍ جَعفرُ بنُ مُحمدٍ الفِرْيابِيُّ(ت:301هـ): (حدثنا أحمد بن إبراهيم ، حدثنا إسماعيل ، نا أيوب ، عن أبي قلابة ، عن أبي المهلب قال :
« كان أبي يقرأه في ثمان ليال » يعني :القرآن) [فضائل القرآن:](م)
أثر أبي بن كعب رضي الله عنه
أبو بكرٍ جَعفرُ بنُ مُحمدٍ الفِرْيابِيُّ(ت:301هـ): (حدثنا عبد الأعلى بن حماد ، نا وهيب ، نا خالد ، عن أبي قلابة ، عن أبي المهلب ، عن أبي بن كعب:« أنه كان يختم القرآن في ثمان ليال . . . وكان تميم الداري ختم في سبع») [فضائل القرآن:](م)

أثر علقمة رحمه الله
أبو بكرٍ جَعفرُ بنُ مُحمدٍ الفِرْيابِيُّ(ت:301هـ): (حدثنا قتيبة ، حدثنا وكيع ، عن سفيان ، عن منصور ، عن إبراهيم : « أن علقمة كان يقرأ في خمس , قال : وقرأه في مكة في ليلة ») [فضائل القرآن:](م)

أبو بكرٍ جَعفرُ بنُ مُحمدٍ الفِرْيابِيُّ(ت:301هـ): (وعن منصور ، عن إبراهيم ، عن علقمة قال : « قرأ القرآن في ليلة ، وطاف بالبيت أسبوعا ، وصلى عند المقام ركعتين ، فقرأ بالمئين (2) ، ثم طاف بالبيت أسبوعا ، ثم صلى ركعتين ، فقرأ بالمثان ، ثم طاف بالبيت أسبوعا ، وصلى ركعتين، فقرأ ببقية القرآن ») [فضائل القرآن:](م)
أثر علقمة رحمه الله
أبو بكرٍ جَعفرُ بنُ مُحمدٍ الفِرْيابِيُّ(ت:301هـ): (حدثنا شيبان بن فروخ ، حدثنا أبو عوانة ، عن منصور ، عن إبراهيم ، عن علقمة : « أنه كان بمكة في ليلة طاف فقرأ السبع ، ثم طاف طوافا آخر فقرأ بالمثان ، ثم طاف طوافا آخر ، فقرأ ما بقي في ليلة واحدة » .
قال : وكان الأسود يختم القرآن في ست ، وفي رمضان في كل ليلتين ) [فضائل القرآن:](م)

قالَ أحمدُ بنُ شُعيبٍ النَّسَائِيُّ (ت:303هـ): ( أخبرنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم , عن شعيب قال: أنا الليث , قال: أنا خالد , عن ابن أبي هلال , عن يزيد بن عبد الله بن أسامة, عن عبد الله بن خباب, عن أبي سعيد الخدري, عن أسيد بن حضير , وكان من أحسن الناس صوتا بالقرآن, قال:قرأت الليلة بسورة البقرة , وفرس لي مربوط , ويحيى ابني مضطجع قريبا مني وهو غلام , فجالت جولة, فقمت ليس لي هم إلا يحيى ابني , فسكنت الفرس , ثم قرأت فجالت الفرس, فقمت ليس لي ب هم إلا ابني , ثم قرأت فجالت الفرس فرفعت رأسي , فإذا بشيء كهيئة الظلة في مثل المصابيح مقبل من السماء , فهالني فسكنت , فلما أصبحت غدوت إلى رسول الله فأخبرته , فقال: ((اقرأ, يا أبا يحيى))، قلت: قد قرأت يا رسول الله, فجالت الفرس وليس لي هم إلا ابني، فقال: ((اقرأ, يا ابن حضير))، قال: قد قرأت , فرفعت رأسي فإذا كهيئة الظلة فيها مصابيح فهالني، فقال: ((ذلك الملائكة دنوا لصوتك, ولو قرأت حتى تصبح لأصبح الناس ينظرون إليهم)).). [فضائل القرآن للنَّسائي: ](م)
قالَ أحمدُ بنُ شُعيبٍ النَّسَائِيُّ (ت:303هـ): ( أخبرنا طليق بن محمد بن السكن قال: أنا معاوية , قال: أنا مالك بن مغول, عن عبد الرحمن بن بريدة , عن أبيه قال: مر النبي على أبي موسى ذات ليلة وهو يقرأ , فقال: (( لقد أعطي من مزامير آل داوود )) , فلما أصبح ذكروا ذلك له , فقال: "لو كنت أعلمتني لحبرت ذلك تحبيرا"). [فضائل القرآن للنَّسائي: ](م)

حديث عائشة رضي الله عنها
قالَ أحمدُ بنُ شُعيبٍ النَّسَائِيُّ (ت:303هـ): (أخبرنا إسحق بن إبراهيم قال: أنا عبدة بن سليمان, عن هشام بن عروة, عن أبيه , عن عائشة قالت: سمع رسول الله رجلا يقرأ في المسجد ليلا , فقال: (( لقد أذكرني كذا وكذا من آية , قد كنت أسقطهن من سورة كذا وكذا)) ) [فضائل القرآن للنَّسائي: ](م)
حديث أبي هريرة رضي الله عنه
قالَ أحمدُ بنُ شُعيبٍ النَّسَائِيُّ (ت:303هـ): (أخبرنا محمد بن حاتم بن نعيم قال: أنا حبان , قال: أنا عبد الله عن معمر , عن همام بن منبه , عن أبي هريرة, عن النبي قال: (( إذا قام أحدكم من الليل, فاستعجم القرآن على لسانه, فلم يدر ما يقول, فليضطجع)) ) [فضائل القرآن للنَّسائي: ](م)

قال أبو بكر محمد بن الحسين الآجُرِّيُّ (360هـ) : ( - حدّثنا عمر بن أيوب السّقطيّ ثنا عبيد الله بن عمر القواريريّ ثنا أبو أحمد الزّبيريّ ثنا بشير بن المهاجر عن عبد الله بن بريدة عن أبيه عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: «يجيء القرآن يوم القيامة إلى الرّجل كالرّجل الشّاحب، فيقول له: من أنت؟، فيقول: أنا الّذي أظمأت نهارك، وأسهرت ليلك». ). [أخلاق حملة القرآن: --](م)
قال أبو بكر محمد بن الحسين الآجُرِّيُّ (360هـ) : ( - حدّثنا جعفر بن محمّدٍ الصّندليّ أنا الحسين بن محمّدٍ الزّعفرانيّ ثنا إسماعيل بن عليّة عن أيّوب عن أبي جمرة الضّبعيّ قال: قلت لابن عبّاسٍ: إنّي سريع القراءة، إنّي أقرأ القرآن في ثلاثٍ، قال: لأن أقرأ البقرة في ليلةٍ، فأتدبّرها، وأرتلها أحبّ إليّ من أنّ أقرأ كما تقول. ). [أخلاق حملة القرآن: --](م)

قَالَ عُثْمَانُ بنُ سَعِيدٍ الدَّانِيُّ (ت: 444هـ): (باب سيرة عثمان بن عفان رضي الله عنه
أخبرنا فارس بن أحمد قال أنا أحمد بن محمد قال ثنا أحمد بن عثمان قال أنا الفضل بن شاذان قال أنا محمد بن عيسى المقرئ قال أنا أبو صالح الحكم بن موسى البزاز قال أنا صدقة بن خالد الدمشقي قال أنا يحيى بن الحارث الذماري عن القاسم بن عبد الرحمن قال: "كان عثمان رضي الله عنه يفتتح ليلة الجمعة بالبقرة إلى المائدة وبالأنعام إلى هود وبيوسف إلى مريم وبطه إلى طسم موسى وفرعون وبالعنكبوت إلى ص وبتنزيل إلى الرحمن ثم يختم فيفتتح ليلة الجمعة ويختم ليلة الخميس".). [البيان: 323-326](م)
قَالَ عُثْمَانُ بنُ سَعِيدٍ الدَّانِيُّ (ت: 444هـ): (باب سيرة سعيد بن جبير رضي الله عنه
أخبرنا أبو الفتح قال أنا أبو بكر أحمد بن محمد قال أنا ابن عثمان قال أنا الفضل قال أنا إبراهيم بن موسى قال أنا عبدة قال أنا وقاء يعني ابن إياس قال: "كان سعيد بن جبير يؤمنا في رمضان فيقرأ القرآن في ست ليال".
باب سيرة إبراهيم بن يزيد النخعي رضي الله عنه
أخبرنا خلف بن إبراهيم قال أنا أحمد بن محمد قال أنا علي قال أنا القاسم قال أنا هشيم عن الأعمش عن إبراهيم: أنه كان يقرأ القرآن في كل سبع.
أخبرنا ابن عفان قال أنا قاسم قال أنا أحمد بن زهير قال أنا أبي قال أنا جرير عن عمران الخياط قال: "قال لي إبراهيم :كنت أختم القرآن في كل ثلاث فلما دخل العشر كنت أقرؤه في ليلتين".).
باب سيرة أبي العالية الرياحي رحمه الله تعالى
أخبرنا فارس بن أحمد قال أنا أحمد بن محمد قال أنا عثمان قال أنا الفضل قال أنا حفص بن عمر قال ثنا عبد الرحمن بن مهدي عن خالد بن دينار عن أبي العالية قال: "كنا عبيدا مملوكين منا من يؤدي الضريبة ومنا من يخدم أهله وكنا نختم القرآن كل ليلة فشق علينا فقرآناه في ليلتين فشق علينا، فقرأناه في ثلاث فشق علينا فلقينا أصحاب نبي الله فأمرونا أن نختم كل سبع ليال مرة، فصلينا ونمنا ولم يشق علينا".
باب سيرة أبي إسحاق السبيعي رحمه الله تعالى
حدثنا عبد الرحمن بن عثمان قال أنا قاسم بن أصبغ قال أنا أحمد بن زهير قال أنا علي بن بحر قال أنا عيسى بن يونس عن أبيه قال: "كان أبو إسحاق يقرأ كل ليلة ألف آية يقرأ سبعه ويقرأ الصافات والواقعة وما قصر من الآي حين يستكملها ألف آية".). [البيان: 328-329](م)
حديث ابن عباس رضي الله عنهما
قالَ أبو الفضلِ عبدُ الرَّحمنِ بنُ أحمدَ الرازيُّ (ت:454هـ): (نا أبو طاهر الزيادي وأبو بكر أحمد بن الحسن القاضي قالا‏:‏ نا أبو علي محمد بن أحمد الميداني , نا أبو عبد الله محمد بن يحيى الذهلي , نا عثمان بن عمر, نا يونس , عن الزهري , عن عبد الله بن عبد الله بن عتبة, عن ابن عباس‏:‏" أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان أجود الناس وأجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل , وكان يلقاه كل ليلة في رمضان فيدارسه القرآن‏.‏.." الحديث‏‏). [فضائل القرآن وتلاوته: 52](م)

قالَ الحُسَيْنُ بنُ مَسْعُودٍ البَغَوِيُّ (ت: 516هـ): (أخبرنا الإمام أبو عليٍّ الحسين بن محمّدٍ القاضي وأبو حامدٍ أحمد بن عبد اللّه الصّالحيّ قالا حدّثنا أبو بكرٍ أحمد بن الحسين الحيريّ، أخبرنا محمّد بن أحمد بن معقلٍ الميدانيّ، أخبرنا محمّد بن يحيى، حدثنا بعد الرازق، أخبرنا معمرٌ، عن الزّهريّ، عن سالمٍ، عن ابن عمر قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: ((لا حسد إلّا في اثنتين: رجلٌ آتاه اللّه القرآن فهو يقوم به آناء اللّيل وآناء النّهار، ورجلٌ آتاه اللّه مالًا فهو ينفق منه آناء اللّيل وآناء النّهار)).) [معالم التنزيل: 8/601](م)
قالَ عَلَمُ الدِّينِ عليُّ بنُ محمَّدٍ السَّخَاوِيُّ (ت:643هـ): ( وعن أم هانئ بنت أبي طالب: "كنت أسمع قراءة النبي صلى الله عليه وسلم وأنا على عريشي"، قال أبو عبيد: تعني بالليل.).[جمال القراء:1/99-100](م)


قالَ عَلَمُ الدِّينِ عليُّ بنُ محمَّدٍ السَّخَاوِيُّ (ت:643هـ): ( وعن حذيفة: "صليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات ليلة، فكان إذا مر بآية رحمة سأل، وإذا مر بآية عذاب تعوذ، وإذا مر بآية فيها تنزيه لله تعالى سبح".).[جمال القراء:1/96](م)
قالَ عَلَمُ الدِّينِ عليُّ بنُ محمَّدٍ السَّخَاوِيُّ (ت:643هـ): (وعن أبي ذر قال: "قام رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة من الليالي، فقرأ آية واحدة الليل كله حتى أصبح، بها يقوم وبها يركع وبها يسجد. فقال القوم: أية آية هي؟ فقال:{إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم}. ).[جمال القراء:1/96](م)


قالَ عَلَمُ الدِّينِ عليُّ بنُ محمَّدٍ السَّخَاوِيُّ (ت:643هـ): (وروى أبو عبيد رحمه الله عن عبد الرحمن بن عثمان التيمي قال: "قلت: لأغلبن الليلة على الحجر – يعني المقام – فقمت فلما قمت، فإذا أنا برجل متقنع يزحمني، فنظرت فإذا عثمان بن عفان رحمة الله عليه وبركاته، فتأخرت عنه، فصلى، فإذا هو يسجد بسجود القرآن، حتى إذا قلت: هذي هوادي الفجر، أوتر بركعة لم يصل غيرها، ثم انطلق". ).[جمال القراء:1/108](م)
قالَ عَلَمُ الدِّينِ عليُّ بنُ محمَّدٍ السَّخَاوِيُّ (ت:643هـ): (قال أبو عبيد: وحدثنا هشيم قال، أنا منصور عن ابن سيرين قال: قالت نائلة ابنة الفرافصة الكلبية رحمها الله حيث دخلوا على عثمان رحمه الله ليقتلوه: "إن تقتلوه أو تدعوه، فقد كان يحيي الليلة بركعة يجمع فيها القرآن".
وعن ابن سيرين أن تميما الداري قرأ القرآن في ركعة. ).[جمال القراء:1/108](م)
قالَ عَلَمُ الدِّينِ عليُّ بنُ محمَّدٍ السَّخَاوِيُّ (ت:643هـ): (وعن إبراهيم عن علقمة، أنه قرأ القرآن في ليلة: طاف بالبيت أسبوعا ثم قرأ بالطول، ثم طاف أسبوعا ثم أتى المقام فصلى عنده فقرأ بالمئين، ثم طاف أسبوعا ثم أتى المقام فقرأ بالمثاني، ثم طاف أسبوعا ثم أتى المقام فصلى عنده فقرأ بقية القرآن. ).[جمال القراء:1/108](م)
قالَ عَلَمُ الدِّينِ عليُّ بنُ محمَّدٍ السَّخَاوِيُّ (ت:643هـ): ( قال أبو عبيد: وحدثنا سعيد بن عفير عن بكر عن مضر، أن سليم بن عتر التجيبي كان يختم القرآن في الليلة ثلاث مرات، ويجامع ثلاث مرات. قال: فلما مات قالت امرأته: رحمك الله، إن كنت لترضي ربك وترضي أهلك. قالوا: وكيف ذاك؟ قالت: كان يقوم من الليل فيختم القرآن، ثم يلم بأهله، ثم يغتسل، ويعود فيقرأ حتى يختم، ثم يلم بأهله ثم يغتسل، فيعود فيقرأ حتى يختم، ثم يلم بأهله ثم يغتسل، فيخرج لصلاة الصبح. ). [جمال القراء :1/109](م)
قالَ عَلَمُ الدِّينِ عليُّ بنُ محمَّدٍ السَّخَاوِيُّ (ت:643هـ): ( ومما روي في الإعانة على حفظ القرآن العزيز: ما حدثني به الإمام أبو الفضل الغزنوي رحمه الله بالسند المتقدم إلى أبي عيسى رحمه الله قال: حدثنا أحمد بن الحسن، نا سليمان بن عبد الرحمن الدمشقي، نا الوليد بن مسلم، نا ابن جريج، عن عطاء بن أبي رباح، وعكرمة مولى ابن عباس عن ابن عباس أنه قال:
"بينما نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ جاءه علي بن أبي طالب رضي الله عنه فقال: "بأبي أنت وأمي، تفلت هذا القرآن من صدري فما أجدني أقدر عليه".. فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( يا أبا الحسن، أفلا أعلمك كلمات ينفعك الله بهن، وينفع بهن من علمته، ويثبت ما تعلمت في صدرك)).. قال:" أجل يا رسول الله فعلمني".
قال: ((إذا كان ليلة الجمعة، فإن استطعت أن تقوم في ثلث الليل الآخر، فإنها ساعة مشهودة، والدعاء فيها مستجاب. وقد قال أخي يعقوب لبنيه {سوف أستغفر لكم ربي} يقول حتى تأتي ليلة الجمعة فإن لم تستطع فقم في وسطها فإن لم تستطع فقم في أولها، فصل أربع ركعات: تقرأ في الركعة الأولى بفاتحة الكتاب وسورة يس، وفي الركعة الثانية بفاتحة الكتاب وحم الدخان، وفي الركعة الثالثة بفاتحة الكتاب و{ألم تنزيل} السجدة، وفي الركعة الرابعة بفاتحة الكتاب و{تبارك} المفصل. وإذا فرغت من التشهد؛ فاحمد الله، وأحسن الثناء على الله، وصل علي وأحسن، وعلى سائر النبيين، واستغفر للمؤمنين والمؤمنات، ولإخوانك الذين سبقوك بالإيمان، ثم قل في آخر ذلك: اللهم ارحمني بترك المعاصي أبدا ما أبقيتني، وارحمني أن أتكلف ما لا يعنيني، وارزقني حسن النظر فيما يرضيك عني.اللهم بديع السموات والأرض، ذا الجلال والإكرام، والعزة التي لا ترام، أسألك يا الله يا رحمن، بجلالك ونور وجهك: أن تلزم قلبي حفظ كتابك كما علمتني، وارزقني أن أتلوه على النحو الذي يرضيك عني.
اللهم بديع السموات والأرض، ذا الجلال والإكرام، والعزة التي لا ترام، أسألك يا الله يا رحمن، بجلالك ونور وجهك: أن تنور بكتابك بصري، وأن تطلق به لساني، وأن تفرج به عن قلبي، وأن تشرح به صدري، وأن تعمل به بدني، فإنه لا يعينني على الحق غيرك، ولا يؤتينيه إلا أنت، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.يا أبا الحسن، تفعل ذلك ثلاث جمع أو خمسا أو سبعا، تجاب بإذن الله. والذي بعثني بالحق ما أخطأ مؤمنا قط)). قال ابن عباس: فوالله ما لبثت إلا خمسا أو سبعا حتى جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم في مثل ذلك المجلس فقال: "يا رسول الله، إني كنت فيما خلا لا آخذ إلا أربع آيات ونحوهن، فإذا قرأتهن على نفسي تفلتن، وأنا أتعلم اليوم أربعين آية ونحوها، فإذا قرأتهن على نفسي فكأنما كتاب الله بين عيني، ولقد كنت أسمع الحديث، فإذا رددته تفلت، وأنا اليوم أسمع الأحاديث، فإذا تحدثت بها لم أخرم منها حرفا". فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم عند ذلك: ((مؤمن ورب الكعبة يا أبا الحسن)).[جمال القراء: 1/187 - 188](م)
قال أبو زكريَّا يَحْيَى بْنُ شَرَفٍ النَّوَوِيُّ (ت: 676هـ): ([فصل] في المحافظة على القراءة بالليل ينبغي أن يكون اعتناؤه بقراءة الليل أكثر، قال الله تعالى: {من أهل الكتاب أمة قائمة يتلون آيات الله آناء الليل وهم يسجدون يؤمنون بالله واليوم الآخر ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويسارعون في الخيرات وأولئك من الصالحين}
وثبت في الصحيحين عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أنه قال نعم الرجل عبد الله لو كان يصلي من الليل)).
وفي الحديث الآخر من الصحيح أنه صلى الله عليه وسلم قال: ((يا عبد الله لا تكن مثل فلان كان يقوم الليل ثم تركه)).
وروى الطبراني وغيره عن سهل بن سعد رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((شرف المؤمن قيام الليل)). والأحاديث والآثار في هذا كثيرة.
وقد جاء عن أبي الأحوص الحبشي قال: (إن كان الرجل ليطرق الفسطاط طروقا أي يأتيه ليلا فيسمع لأهله دويا كدوي النحل قال: (فما بال هؤلاء يأمنون ما كان أولئك يخافون)).
وعن إبراهيم النخعي كان يقول: (اقرؤوا من الليل ولو حلب شاة).
وعن يزيد الرقاشي قال: (إذا أنا نمت ثم استيقظت ثم نمت فلا نامت عيناي).
قلت وإنما رجحت صلاة الليل وقراءته لكونها أجمع للقلب وأبعد عن الشاغلات والملهيات، والتصرف في الحاجات وأصون عن الرياء وغيره من المحبطات مع ما جاء الشرع به من إيجاد الخيرات في الليل؛ فإن الإسراء برسول الله صلى الله عليه وسلم كان ليلا وحديث: ((ينزل ربكم كل ليلة إلى سماء الدنيا حين يمضي شطر الليل فيقول هل من داع فأستجيب له)). الحديث.
وفي الصحيح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((في الليل ساعة يستجيب الله فيها الدعاء كل ليلة)).
وروى صاحب بهجة الأسرار بإسناده عن سليمان الأنماطي قال: (رأيت علي بن أبي طالب رضي الله عنه في المنام يقول شعرا:
لولا الذين لهم ورد يقومونا = ولم وآخرون لهم سرد يصومونا
لدككت أهل أرضكم من تحتكم سحرا = حديث لأنكم قوم سوء ما تطيعونا).
واعلم أن فضيلة القيام بالليل والقراءة فيه تحصل بالقليل والكثير وكلما كثر كان أفضل إلا أن يستوعب الليل كله فإنه يكره الدوام عليه وإلا أن يضر بنفسه ومما يدل على حصوله بالقليل حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((من قام بعشر آيات لم يكتب من الغافلين ومن قام بمائة آية كتب من القانتين ومن قام بألف آية كتب من المقسطين)). رواه أبو داود وغيره.
وحكى الثعلبي عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: (من صلى بالليل ركعتين فقد بات لله ساجدا وقائما)). [التبيان في آداب حملة القرآن:61-65](م)
قال أبو زكريَّا يَحْيَى بْنُ شَرَفٍ النَّوَوِيُّ (ت: 676هـ): ([فصل] فيمن نام عن ورده:
عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((من نام عن حزبه من الليل أو عن شيء منه فقرأه ما بين صلاة الفجر وصلاة الظهر كتب له كأنه قرأه من الليل)). رواه مسلم.
وعن سليمان بن يسار قال: (قال أبو أسيد رضي الله عنه: (نمت البارحة عن وردي حتى أصبحت فلما أصبحت استرجعت وكان وردي سورة البقرة، فرأيت في المنام كأن بقرة تنطحني)). رواه ابن أبي داود.
وعن ابن أبي الدنيا عن بعض حفاظ القرآن: أنه نام ليلة عن حزبه فأري في منامه كأن قائلا يقول له:
عجبت من جسم ومن صحة = لو ومن فتى نام إلى الفجر
والموت لا يؤمن خطفاته = يكون في ظلم الليل إذا يسري).
[التبيان في آداب حملة القرآن:67- 68](م)
قال أبو زكريَّا يَحْيَى بْنُ شَرَفٍ النَّوَوِيُّ (ت: 676هـ): (وروينا عن أبي ذر رضي الله تعالى عنه قال: (قام النبي صلى الله عليه وسلم بآية يرددها حتى أصبح والآية {إن تعذبهم فإنهم عبادك}). الآية رواه النسائي وابن ماجه.
وعن تميم الداري رضي الله تعالى عنه أنه كرر هذه الآية حتى أصبح: {أم حسب الذين اجترحوا السيئات أن نجعلهم كالذين آمنوا وعملوا الصالحات سوآء محياهم ومماتهم ساء ما يحكمون}.
... ، وكان الضحاك إذا تلا قوله تعالى: {لهم من فوقهم ظلل من النار ومن تحتهم ظلل}، رددها إلى السحر.). [التبيان في آداب حملة القرآن:83- 85](م)
قال أبو زكريَّا يَحْيَى بْنُ شَرَفٍ النَّوَوِيُّ (ت: 676هـ): (... وعن هشام قال: (ربما سمعت بكاء محمد بن سيرين في الليل وهو في الصلاة).).[التبيان في آداب حملة القرآن: 87](م)
قال أبو زكريَّا يَحْيَى بْنُ شَرَفٍ النَّوَوِيُّ (ت: 676هـ): ([فصل]
ويستحب إذا مر بآية رحمة أن يسأل الله تعالى من فضله وإذا مر بآية عذاب أن يستعيذ بالله من الشر ومن العذاب أو يقول: (اللهم إني أسألك العافية أو أسألك المعافاة من كل مكروه)، أو نحو ذلك وإذا مر بآية تنزيه لله تعالى نزه، فقال:(سبحانه وتعالى أو تبارك وتعالى أو جلت عظمة ربنا).
فقد صح عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنهما قال: (صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم ذات ليلة فافتتح البقرة * فقلت يركع عند المائة ثم مضى فقلت يصلي بها في ركعة فمضى فقلت يركع بها ثم افتتح النساء فقرأها ثم افتتح آل عمران فقرأها يقرأ ترسلا إذا مر بآية فيها تسبيح سبح وإذا مر بسؤال سأل وإذا مر بتعوذ تعوذ). رواه مسلم في صحيحه وكانت سورة النساء في ذلك الوقت مقدمة على آل عمران.). [التبيان في آداب حملة القرآن:90](م)
قال أبو زكريَّا يَحْيَى بْنُ شَرَفٍ النَّوَوِيُّ (ت: 676هـ): (... وأما القراءة في غير الصلاة فأفضلها قراءة الليل والنصف الأخير من الليل أفضل من النصف الأول والقراءة بين المغرب والعشاء محبوبة. ).[التبيان في آداب حملة القرآن:151- 152](م)
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ):(قال البخاريّ: وقال اللّيث: حدّثني يزيد بن الهاد، عن محمّد بن إبراهيم، عن أسيد بن حضير قال: بينما هو يقرأ من اللّيل سورة البقرة، وفرسه مربوطةٌ عنده، إذ جالت الفرس، فسكت، فسكنت، فقرأ فجالت الفرس، فسكت، فسكنت، ثمّ قرأ فجالت الفرس، فانصرف، وكان ابنه يحيى قريبًا منها. فأشفق أن تصيبه، فلمّا أخذه رفع رأسه إلى السّماء حتّى ما يراها، فلمّا أصبح حدّث النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم فقال:((اقرأ يا ابن حضير))، قال: فأشفقت يا رسول اللّه أن تطأ يحيى، وكان منها قريبًا، فرفعت رأسي وانصرفت إليه، فرفعت رأسي إلى السّماء، فإذا مثل الظّلّة فيها أمثال المصابيح، فخرجت حتّى لا أراها، قال: ((وتدري ما ذاك؟))، قال: لا. قال: ((تلك الملائكة دنت لصوتك ولو قرأت لأصبحت ينظر النّاس إليها لا تتوارى منهم)).
وهكذا رواه الإمام العالم أبو عبيدٍ القاسم بن سلّامٍ، في كتاب فضائل القرآن، عن عبد الله بن صالح، ويحيى بن بكير، عن اللّيث به.
وقد روي من وجهٍ آخر عن أسيد بن حضيرٍ، كما تقدّم، والله أعلم.
وقد وقع نحوٌ من هذا لثابت بن قيس بن شمّاسٍ، رضي اللّه عنه، وذلك فيما رواه أبو عبيدٍ [القاسم] : حدّثنا عبّاد بن عبّادٍ، عن جرير بن حازمٍ، عن جرير بن يزيد: أنّ أشياخ أهل المدينة حدّثوه: أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، قيل له: ألم تر ثابت بن قيس بن شمّاسٍ؟ لم تزل داره البارحة تزهر مصابيح، قال: ((فلعلّه قرأ سورة البقرة)). قال: فسئل ثابتٌ، فقال: قرأت سورة البقرة.
وهذا إسنادٌ جيّدٌ، إلّا أنّ فيه إبهامًا، ثمّ هو مرسلٌ، واللّه أعلم). [تفسير القرآن العظيم:1/151-152](م)
قالَ جَلالُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ): (وأخرج أبو عبيد وأحمد والبخاري في صحيحه تعليقا ومسلم والنسائي والحاكم وأبو نعيم والبيهقي كلاهما في دلائل النبوة من طرق عن أسيد بن حضير قال: بينما هو يقرأ من الليل سورة البقرة وفرسه مربوطة عنده، إذا جالت الفرس فسكت، فسكنت، ثم قرأ فجالت الفرس فسكت، فسكنت، ثم قرأ فجالت فسكت، فسكنت، ثم قرأ فجالت، فانصرف إلى ابنه يحيى وكان قريبا منها فأشفق أن تصيبه فلما أخذه رفع رأسه إلى السماء فإذا هو بمثل الظلة فيها أمثال المصابيح عرجت إلى السماء حتى ما يراها فلما أصبح حدث رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أتدري ما ذاك)) قال: لا يا رسول الله قال: ((تلك الملائكة دنت لصوتك ولو قرأت لأصبحت تنظر الناس إليها لا تتوارى منهم)).). [الدر المنثور:1/109](م)
قالَ جَلالُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ): (وأخرج ابن حبان والطبراني والحاكم والبيهقي في الشعب عن أسيد بن حضير أنه قال: يا رسول الله بينما أقرأ الليلة سورة البقرة إذا سمعت وجبة من خلفي فظننت أن فرسي انطلق، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((اقرأ يا أبا عبيد))، فالتفت فإذا مثل المصباح مدلى بين السماء والأرض فما استطعت أن أمضي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((تلك الملائكة نزلت لقراءتك سورة البقرة أما إنك لو مضيت لرأيت العجائب)).). [الدر المنثور:1/110](م)
قالَ جَلالُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ): (وأخرج الطبراني عن أسيد بن حضير قال: كنت أصلي في ليلة مقمرة وقد أوثقت فرسي فجالت جولة ففزعت ثم جالت أخرى فرفعت رأسي وإذا ظلة قد غشيتني وإذا هي قد حالت بيني وبين القمر ففزعت فدخلت البيت، فلما أصبحت ذكرت ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال: ((تلك الملائكة جاءت تسمع قراءتك من آخر الليل سورة البقرة)).). [الدر المنثور:1/110](م)
قالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الشَّوْكَانِيُّ (ت: 1250هـ): (وأخرج أبو عبيدٍ وأحمد والبخاريّ في صحيحه تعليقًا ومسلمٌ والنّسائيّ عن أسيد بن حضيرٍ قال: بينما هو يقرأ من اللّيل سورة البقرة وفرسه مربوطةٌ عنده إذ جالت الفرس فسكت فسكنت، ثمّ قرأ فجالت الفرس فسكت فسكنت، ثمّ قرأ فجالت الفرس فسكت فسكنت فانصرف إلى ابنه يحيى وكان قريبًا منها فأشفق أن تصيبه، فلمّا أخذه رفع رأسه إلى السّماء فإذا هو بمثل الظّلّة فيها أمثال المصابيح عرجت إلى السّماء حتّى ما يراها، فلمّا أصبح حدّث رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بذلك، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: ((أتدري ما ذاك؟)) قال: لا يا رسول اللّه، قال: ((تلك الملائكة دنت لصوتك، ولو قرأت لأصبحت تنظر إليها النّاس لا تتوارى منهم)).
ولهذا الحديث ألفاظٌ). [فتح القدير:1/99](م)







ساجدة فاروق 1 رمضان 1435هـ/28-06-2014م 02:15 PM

....................



الساعة الآن 03:36 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة