جمهرة العلوم

جمهرة العلوم (http://jamharah.net/index.php)
-   نزول القرآن (http://jamharah.net/forumdisplay.php?f=431)
-   -   نزول سورة النحل (http://jamharah.net/showthread.php?t=11419)

ساجدة فاروق 10 ذو القعدة 1431هـ/17-10-2010م 06:06 PM

نزول سورة النحل
 
نزول سورة النحل


هل سورة النحل مكية أو مدنية؟
...من نصَّ على أنها مكية
...أدلة من قال بأنها مكية
...من ذكر أنها مكية إلا آيات منها
...من نصَّ على أنها مدنية
...من ذكر أنها مدنية إلا آيات منها
...من ذكر الخلاف في مكيتها ومدنيتها

ترتيب نزول سورة النحل
أسباب نزول سورة النحل



ساجدة فاروق 7 محرم 1432هـ/13-12-2010م 02:32 PM

من نص على أنها مكية:
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (مكية كلها). [تفسير غريب القرآن: 241]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (مكّيّةٌ). [جامع البيان: 14/158]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (مكية). [معاني القرآن: 4/49]
قالَ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الوَاحِدِيُّ (ت: 468هـ): (مكية). [الوسيط: 3/55]
قالَ الحُسَيْنُ بنُ مَسْعُودٍ البَغَوِيُّ (ت: 516هـ): (مكّيّةٌ). [معالم التنزيل: 5/7]
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ): ( وهي مكية غير قوله تعالى: {وإن عاقبتم فعاقبوا} [النحل: 126] نزلت بالمدينة في شأن التمثيل بحمزة وقتلى أحد، وغير قوله تعالى: {واصبر وما صبرك إلّا باللّه} [النحل: 127] ، وغير قوله: {ثمّ إنّ ربّك للّذين هاجروا} [النحل: 110] ، وأما قوله: {والّذين هاجروا في اللّه من بعد ما ظلموا} [النحل: 41] فمكي في شأن هجرة الحبشة). [المحرر الوجيز: 14/324] (م)
قال أبو عبدِ الله محمدُ بنُ طَيْفُورَ الغزنويُّ السَّجَاوَنْدِيُّ (ت:560هـ): (مكية) . [علل الوقوف: 2/634]
قَالَ أبو الفَرَجِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَلِيٍّ ابْنُ الجَوْزِيِّ (ت: 597هـ): ( فصل في نزولها
روى مجاهد وعطية وابن أبي طلحة عن ابن عباس: (أنها مكية)، وكذلك روي عن الحسن وعكرمة وعطاء (أنها مكية كلها) ). [زاد المسير: 4/425-426]
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ): (وهي مكّيّةٌ). [تفسير القرآن العظيم: 4/555]
قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ): (وقال السّديّ: مكّيّة إلّا آيتين: {وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به} [النّحل: 621].
وقال سفيان: إنّها مكّيّة،
وقال القرطبيّ: قال ابن عبّاس: هي مكّيّة إلاّ ثلاث آيات نزلت بعد قتل حمزة رضي الله عنه: {ولا تشتروا بعهد الله ثمنا قليلا} [النّحل: 59] الآيات،
وفي رواية: هي مكّيّة إلاّ ثلاث آيات نزلت بين مكّة والمدينة منصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم من أحد). [عمدة القاري: 19/20]
م
قالَ جَلالُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ): (مكية). [الدر المنثور: 9/5]

قالَ جَلالُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ): (أَخْرَج ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: نزلت سورة النحل بمكة.
وأخرج ابن مردويه عن ابن الزبير مثله). [الدر المنثور:9/5]

قالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الشَّوْكَانِيُّ (ت: 1250هـ): (وهي مكّيّةٌ كلّها في قول الحسن وعكرمة وعطاءٍ وجابرٍ، ورواه ابن مردويه عن ابن عبّاسٍ وعن أبي الزّبير.
وأخرج النّحّاس من طريق مجاهدٍ عن ابن عبّاسٍ قال: (سورة النّحل نزلت بمكّة سوى ثلاث آياتٍ من آخرها فإنّهنّ نزلن بين مكّة والمدينة في منصرف رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم من أحد).

وقيل: وهي قوله: {وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به} الآية [النحل: 126]، وقوله: {واصبر وما صبرك إلّا باللّه} الآية [النحل: 127] في شأن التّمثيل بحمزة وقتلى أحدٍ، وقوله: {ثمّ إنّ ربّك للّذين هاجروا} الآية [النحل: 110]، وقيل: الثّالثة: {ولا تشتروا بعهد اللّه ثمناً قليلًا} إلى قوله: {بأحسن ما كانوا يعملون} [النحل: 95-96]
). [فتح القدير: 3/203]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ): (مكية). [لباب النقول: 142]
قالَ مُحَمَّد الطَّاهِرُ بْنُ عَاشُورٍ (ت: 1393هـ): (وهي مكّيّةٌ في قول الجمهور وهو عن ابن عبّاسٍ وابن الزّبير.
وقيل: إلّا ثلاث آياتٍ نزلت بالمدينة منصرف النّبي صلّى الله عليه وسلّم من غزوة أحدٍ، وهي قوله تعالى: {وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به} [سورة النّحل: 126] إلى آخر السّورة.
قيل: نزلت في نسخ عزم النّبي صلّى الله عليه وسلّم على أن يمثّل بسبعين من المشركين إن أظفره اللّه بهم مكافأةً على تمثيلهم بحمزة). [التحرير والتنوير: 14/93-94] م


أدلة من قال بأنها مكية:
قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ): (وقال القرطبيّ: قال ابن عبّاس: " هي مكّيّة إلاّ ثلاث آيات نزلت بعد قتل حمزة رضي الله عنه: {ولا تشتروا بعهد الله ثمنا قليلا} [النّحل: 59] الآيات" ، وفي رواية: " هي مكّيّة إلاّ ثلاث آيات نزلت بين مكّة والمدينة منصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم من أحد" ). [عمدة القاري: 19/20] م
قالَ جَلالُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ): (أَخْرَج ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: (نزلت سورة النحل بمكة)). [الدر المنثور: 9/5]
قالَ جَلالُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ): (وأخرج ابن مردويه عن ابن الزبير مثله). [الدر المنثور: 9/5]
قالَ جَلالُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ): (وأخرج النحاس من طريق مجاهد عن ابن عباس قال: (سورة النحل نزلت بمكة سوى ثلاث آيات من آخرها، فإنهن نزلن بين مكة والمدينة في منصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم من أحد)). [الدر المنثور: 9/5]
قالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الشَّوْكَانِيُّ (ت: 1250هـ): (وهي مكّيّةٌ كلّها في قول الحسن وعكرمة وعطاءٍ وجابرٍ، ورواه ابن مردويه عن ابن عبّاسٍ وعن أبي الزّبير.
وأخرج النّحّاس من طريق مجاهدٍ عن ابن عبّاسٍ قال: (سورة النّحل نزلت بمكّة سوى ثلاث آياتٍ من آخرها فإنّهنّ نزلن بين مكّة والمدينة في منصرف رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم من أحد)). [فتح القدير: 3/203] م
قالَ مُحَمَّد الطَّاهِرُ بْنُ عَاشُورٍ (ت: 1393هـ): (وسيأتي في تفسير قوله تعالى: {ألم يروا إلى الطّير مسخّراتٍ في جوّ السّماء} [سورة النّحل: 79] ما يرجّح أنّ بعض السّورة مكّيٌّ وبعضها مدنيٌّ، وبعضها نزل بعد الهجرة إلى الحبشة كما يدلّ عليه قوله تعالى: {ثمّ إنّ ربّك للّذين هاجروا من بعد ما فتنوا} [سورة النّحل: 110]، وبعضها متأخّر النّزول عن سورة الأنعام لقوله في هذه:{وعلى الّذين هادوا حرّمنا ما قصصنا عليك من قبل} [سورة النّحل: 118]، يعني بما قصّ من قبل قوله تعالى: {وعلى الّذين هادوا حرّمنا كلّ ذي ظفرٍ} [سورة الأنعام: 146] الآيات.
وذكر القرطبيّ أنّه روي عن عثمان بن مظعونٍ: لمّا نزلت هذه الآية قرأتها على أبي طالبٍ فتعجّب وقال: (يا آل غالبٍ اتّبعوا ابن أخي تفلحوا فو اللّه إن الله أرسله ليأمركم بمكارم الأخلاق).
وروى أحمد عن ابن عبّاسٍأنّ عثمان بن مظعونٍ لمّا نزلت هذه الآية كان جالسًا عند رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم قبل أن يسلم قال: فذلك حين استقرّ الإيمان في قلبي وأحببت محمّدًا صلّى الله عليه وسلّم).
وروي أنّ النّبي صلّى الله عليه وسلّم أمره اللّه أن يضعها في موضعها هذا من هذه السّورة). [التحرير والتنوير: 14/93-94]

من نص على أنها مكية إلا آيات منها:
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (وهي من أوّلها إلى صدر هذه الآية:{والّذين هاجروا في اللّه من بعد ما ظلموا} [النحل: 41] مكّيٌّ وسائرها مدنيٌّ). [تفسير القرآن العظيم: 1/49]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (مكّيّة ما سوى ثلاث آيات من آخرها، فإنهنّ نزلن بين مكة والمدينة). [معاني القرآن: 3/189]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (وهي مكية
قال عبد الله بن عباس: (إلا ثلاث آيات نزلن بين مكة والمدينة حين رجع النبي صلى الله عليه وسلم من أحد، وقد قتل حمزة ومثل به، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((لأمثلن بثلاثين منهم)) وقال المسلمون: لنمثلن بهم فأنزل الله: {وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به} إلى آخر ثلاث آيات [النحل: 126-128])). [معاني القرآن: 4/51]
قالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النَّحَّاسُ (ت: 338 هـ): (قال أبو جعفرٍ حدّثنا يموتٌ، بإسناده عن ابن عبّاسٍ، قال: " وسورة النّحل نزلت بمكّة فهي مكّيّةٌ سوى ثلاث آياتٍ من آخرها فإنّهنّ نزلن بين مكّة والمدينة في منصرف رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم من أحدٍ وذلك أنّه قتل حمزة بن عبد المطّلب ومثّل به المشركون فقال رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم: ((لئن أظفرني اللّه بهم لأمثّلنّ بثلاثين منهم)) فقال أصحاب رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم: واللّه يا رسول اللّه لئن أظفرنا اللّه بهم لنمثّلنّ بهم تمثيلًا لم يمثّل به أحدٌ من العرب، فأنزل اللّه تعالى بين مكّة والمدينة ثلاث آياتٍ وهنّ قوله تعالى {وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به} [النحل: 126] وما نزل بين مكّة والمدينة فهو مدنيٌّ). [الناسخ والمنسوخ للنحاس: 2/484-485]
قالَ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الثَّعْلَبيُّ (ت: 427هـ): (مكية، إلى قوله تعالى: {وَإِنْ عاقَبْتُمْ} إلى آخره [النحل: 126-128]). [الكشف والبيان: 6/5]
قَالَ مَكِّيُّ بنُ أبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): (مكية سوى ثلاث آيات نزلن في منصرف النبي صلى الله عليه وسلم من أحد حين قتل عمه الحمزة رضي الله عنه ومثل به المشركون فقال النبي عليه السلام: ((لئن أظفرني الله بهم لأمثلن بثلاثين منهم)) فأنزل الله جل ذكره: {فإن عاقبتم فعاقبوا}، إلى آخر السورة). [الإيضاح لناسخ القرآن ومنسوخه: 331]

قَالَ عُثْمَانُ بنُ سَعِيدٍ الدَّانِيُّ (ت: 444هـ): (مكية إلا ثلاث آيات من آخرها فإنها نزلت بالمدينة حين قتل حمزة بن عبد المطلب ومثل به وهن قوله تعالى: {وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به ولئن صبرتم لهو خير للصابرين} إلى آخر السورة هذا قول عطاء
وقال ابن عباس مثله إلا أنه قال نزلت بين مكة والمدينة في منصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم من أحد وما نزل بين مكة والمدينة فهو مدني وكذا ما نزل بعد الهجرة
وقال قتادة من أول النحل إلى ذكر الهجرة يعني {والذين هاجروا في الله} مكي وسائرها مدني وكذا قال جابر بن زيد). [البيان: 175]
قالَ الحُسَيْنُ بنُ مَسْعُودٍ البَغَوِيُّ (ت: 516هـ):
(مائةٌ وثمانٍ وعشرون آيةً إلّا قوله تعالى: {وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به} إلى آخر السّورة [النحل: 126-128]).
[معالم التنزيل: 5/7]

قالَ مَحْمُودُ بْنُ عُمَرَ الزَّمَخْشَرِيُّ (ت: 538هـ): (مكية، غير ثلاث آيات في آخرها). [الكشاف: 3/422]
قَالَ أبو الفَرَجِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَلِيٍّ ابْنُ الجَوْزِيِّ (ت: 597هـ): (وقال ابن عباس في رواية: (إنه نزل منها بعد قتل حمزة: {وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به}[النحل: 126]).
وقال في رواية: (هي مكية إلا ثلاث آيات نزلن بالمدينة وهي قوله: {ولا تشتروا بعهد الله ثمنا قليلا} إلى قوله: {يعملون} [النحل: 95-97]).
وقال الشعبي: (كلها مكية إلى قوله: {وإن عاقبتم ...} إلى آخر الآيات[النحل: 126-128]).
وقال قتادة: (هي مكية إلا خمس آيات: {ولا تشتروا بعهد الله ثمنا قليلا} الآيتين [النحل: 95-96] ومن قوله: {وإن عاقبتم} إلى آخرها [النحل: 126]).
وقال ابن السائب: (هي مكية إلا خمس آيات: {والذين هاجروا في الله من بعد ما ظلموا ...} الآية [النحل: 41]، وقوله: {ثم إن ربك للذين هاجروا من بعد ما فتنوا ...} الآية [النحل: 110]، وقوله: {وإن عاقبتم} إلى آخرها [النحل: 126]).
وقال مقاتل: (مكية إلا سبع آيات قوله: {ثم إن ربك للذين هاجروا} الآية [النحل: 110]، وقوله: {من كفر بالله من بعد إيمانه} الآية [النحل: 106]، وقوله: {والذين هاجروا في الله} الآية [النحل: 41]، وقوله: {وضرب الله مثلا قرية كانت آمنة} الآية [النحل: 112]، وقوله: {وإن عاقبتم} إلى آخرها [النحل: 126])). [زاد المسير: 4/425-426]م
قالَ عَلَمُ الدِّينِ عليُّ بنُ محمَّدٍ السَّخَاوِيُّ (ت:643هـ): (وقال الكلبي: النحل مكية غير أربع آيات: {ثم إن ربك للذين هاجروا} الآية [النحل: 110]، والثانية: {وإن عاقبتم} وما يليها إلى آخر السورة [النحل: 126-128]، ووافقه مقاتل وزاد خامسة: {وضرب الله مثلا قرية} الآية [النحل: 112]). [جمال القراء :1/12-13]
قالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ البَيْضَاوِيُّ (ت: 691هـ): (مكية غير ثلاث آيات في آخرها). [أنوار التنزيل: 3/219]
قالَ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بْنِ جُزَيءٍ الكَلْبِيُّ (ت: 741هـ): (مكية إلا الآيات الثلاث الأخيرة فمدنية). [التسهيل: 1/422]
قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ): (وقال السّديّ: مكّيّة إلّا آيتين: {وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به} [النّحل: 621]
وقال سفيان: إنّها مكّيّة،
وقال القرطبيّ: قال ابن عبّاس: " هي مكّيّة إلاّ ثلاث آيات نزلت بعد قتل حمزة رضي الله عنه: {ولا تشتروا بعهد الله ثمنا قليلا} [النّحل: 59] الآيات "، وفي رواية: "هي مكّيّة إلاّ ثلاث آيات نزلت بين مكّة والمدينة منصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم من أحد" ). [عمدة القاري: 19/20]
م

قالَ جَلالُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ): (وأخرج النحاس من طريق مجاهد عن ابن عباس قال: سورة النحل نزلت بمكة سوى ثلاث آيات من آخرها فإنهن نزلن بين مكة والمدينة في منصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم من أحد). [الدر المنثور:9/5]
قالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الشَّوْكَانِيُّ (ت: 1250هـ): (وأخرج النّحّاس من طريق مجاهدٍ عن ابن عبّاسٍ قال: (سورة النّحل نزلت بمكّة سوى ثلاث آياتٍ من آخرها فإنّهنّ نزلن بين مكّة والمدينة في منصرف رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم من أحد).
وقيل: وهي قوله: {وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به} الآية [النحل: 126]، وقوله: {واصبر وما صبرك إلّا باللّه} الآية [النحل: 127] في شأن التّمثيل بحمزة وقتلى أحدٍ، وقوله: {ثمّ إنّ ربّك للّذين هاجروا} الآية [النحل: 110]، وقيل: الثّالثة: {ولا تشتروا بعهد اللّه ثمناً قليلًا} إلى قوله: {بأحسن ما كانوا يعملون} [النحل: 95-96]). [فتح القدير: 3/203] م
قَالَ رِضْوانُ بنُ مُحَمَّدٍ المُخَلِّلاتِيُّ (ت: 1311هـ): (وهي مكية في قول ابن عباس وعطاء وابن المبارك وجماعة من العلماء إلا قوله تعالى: (وَإِنْ عَاقَبْتُم) إلى آخرها فإنها نزلت بين مكة(1) والمدينة وروى همام ومعمر وقتادة أنها مدنية وكذا روي عن أبيّ رضي الله عنه،
[القول الوجيز: 219]
وروي عن الحسن أنه قال: أربعون آية من أولها مكية والبواقي مدنية يعني من قوله تعالى: (وَالَّذِينَ هَاجَرُوا فِي اللَّهِ) وعن ابن عباس وقتادة أيضًا أنها من أول السورة إلى قوله تعالى: (بِمَا صَدَدْتُمْ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَلَكُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ) مكية ومن قوله: (وَلَا تَشْتَرُوا بِعَهْدِ اللَّهِ) إلى قوله: (أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) مدنية ولم يذكر في هذه الرواية عنه حكم ما عداها فكأنها لما نزلت بين الحرمين فبقي واسطة وبالله التوفيق). [القول الوجيز: 220]
قَالَ رِضْوانُ بنُ مُحَمَّدٍ المُخَلِّلاتِيُّ (ت: 1311هـ): (وعن ابن عباس وقتادة أيضًا أنها من أول السورة إلى قوله تعالى: (بِمَا صَدَدْتُمْ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَلَكُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ) مكية ومن قوله: (وَلَا تَشْتَرُوا بِعَهْدِ اللَّهِ) إلى قوله: (أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) مدنية ولم يذكر في هذه الرواية عنه حكم ما عداها فكأنها لما نزلت بين الحرمين فبقي واسطة وبالله التوفيق، ذكره الشارح ثم قال: ونزلت بعد سورة إبراهيم أربعون آية منها بمكة ثم نزلت بقيتها بالمدينة فنزلت بعدها سورة ألم السجدة وقيل: نزلت بعد سورة الكهف ونزلت بعدها سورة نوح عليه السلام وقيل غير ذلك). [القول الوجيز: 220]
- قَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ عَلِيّ مُوسَى (ت: 1429هـ): (
(1) حينما انصرف النبي صلى الله عليه وسلم من أحد وقد قتل حمزة ومثل المشركون به فقال النبي صلى الله عليه وسلم: لئن أظفرني الله بهم لأمثلن بجماعة منهم فقال المسلمون: والله يا رسول الله لئن أظفرنا الله بهم لنمثلن بهم مثلًا لم يمثل بأحد من العرب فأنزل الله هذه الآيات. انظر الإتقان ج1ص41 ولوامع البدر ورقة 189). [التعليق على القول الوجيز: 219]
قالَ مُحَمَّد الطَّاهِرُ بْنُ عَاشُورٍ (ت: 1393هـ): (وهي مكّيّةٌ [.....] وقيل: إلّا ثلاث آياتٍ نزلت بالمدينة منصرف النّبي صلّى الله عليه وسلّم من غزوة أحدٍ، وهي قوله تعالى: {وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به} [سورة النّحل: 126] إلى آخر السّورة.
قيل: نزلت في نسخ عزم النّبي صلّى الله عليه وسلّم على أن يمثّل بسبعين من المشركين إن أظفره اللّه بهم مكافأةً على تمثيلهم بحمزة). [التحرير والتنوير: 14/93-94]


من نص على أنها مدنية:
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (وهي مدنيّةٌ). [تفسير عبد الرزاق: 1/353]
قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ): (روى همام عن قتادة أنّها مدنيّة، وروى سعيد عنه أولها مكي إلى قوله عز وجل: {الّذين هاجروا في الله من بعدما ظلموا} [النّحل: 14] ومن هنا إلى آخرها مدني). [عمدة القاري: 19/20]م
قالَ مُحَمَّد الطَّاهِرُ بْنُ عَاشُورٍ (ت: 1393هـ): (وعن قتادة وجابر بن زيدٍ (أنّ أوّلها مكّيٌّ إلى قوله تعالى: {والّذين هاجروا في اللّه من بعد ما ظلموا} [سورة النّحل: 41] فهو مدنيٌّ إلى آخر السّورة).
وسيأتي في تفسير قوله تعالى: {ألم يروا إلى الطّير مسخّراتٍ في جوّ السّماء} [سورة النّحل: 79] ما يرجّح أنّ بعض السّورة مكّيٌّ وبعضها مدنيٌّ، وبعضها نزل بعد الهجرة إلى الحبشة كما يدلّ عليه قوله تعالى: {ثمّ إنّ ربّك للّذين هاجروا من بعد ما فتنوا} [سورة النّحل: 110]، وبعضها متأخّر النّزول عن سورة الأنعام لقوله في هذه:{وعلى الّذين هادوا حرّمنا ما قصصنا عليك من قبل} [سورة النّحل: 118]، يعني بما قصّ من قبل قوله تعالى: {وعلى الّذين هادوا حرّمنا كلّ ذي ظفرٍ} [سورة الأنعام: 146] الآيات.
وذكر القرطبيّ أنّه روي عن عثمان بن مظعونٍ: (لمّا نزلت هذه الآية قرأتها على أبي طالبٍ فتعجّب وقال: يا آل غالبٍ اتّبعوا ابن أخي تفلحوا فو اللّه إن الله أرسله ليأمركم بمكارم الأخلاق).
وروى أحمد عن ابن عبّاسٍ(أنّ عثمان بن مظعونٍ لمّا نزلت هذه الآية كان جالسًا عند رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم قبل أن يسلم قال: فذلك حين استقرّ الإيمان في قلبي وأحببت محمّدًا صلّى الله عليه وسلّم).
وروي أنّ النّبي صلّى الله عليه وسلّم أمره اللّه أن يضعها في موضعها هذا من هذه السّورة). [التحرير والتنوير: 14/93-94]م

من نص على أنها مدنية إلا آيات منها
قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ): (وروى سعيد عنه أولها مكي إلى قوله عز وجل: {الّذين هاجروا في الله من بعدما ظلموا} [النّحل: 14] ومن هنا إلى آخرها مدني). [عمدة القاري: 19/20]م
قال أحمدُ بنُ عبد الكريمِ بنِ محمَّدٍ الأَشْمُونِيُّ (ت:ق11هـ): (مكية إلاَّ قوله وإن عاقبتم إلى آخرها فمدني أنزلت حين قتل حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه) . [منار الهدى: 211]
قالَ مُحَمَّد الطَّاهِرُ بْنُ عَاشُورٍ (ت: 1393هـ): (وعن قتادة وجابر بن زيدٍ (أنّ أوّلها مكّيٌّ إلى قوله تعالى: {والّذين هاجروا في اللّه من بعد ما
ظلموا} [سورة النّحل: 41] فهو مدنيٌّ إلى آخر السّورة).
وسيأتي في تفسير قوله تعالى: {ألم يروا إلى الطّير مسخّراتٍ في جوّ السّماء} [سورة النّحل: 79] ما يرجّح أنّ بعض السّورة مكّيٌّ وبعضها مدنيٌّ، وبعضها نزل بعد الهجرة إلى الحبشة كما يدلّ عليه قوله تعالى: {ثمّ إنّ ربّك للّذين هاجروا من بعد ما فتنوا} [سورة النّحل: 110]، وبعضها متأخّر النّزول عن سورة الأنعام لقوله في هذه:{وعلى الّذين هادوا حرّمنا ما قصصنا عليك من قبل} [سورة النّحل: 118]، يعني بما قصّ من قبل قوله تعالى: {وعلى الّذين هادوا حرّمنا كلّ ذي ظفرٍ} [سورة الأنعام: 146] الآيات.
وذكر القرطبيّ أنّه روي عن عثمان بن مظعونٍ: (لمّا نزلت هذه الآية قرأتها على أبي طالبٍ فتعجّب وقال: يا آل غالبٍ اتّبعوا ابن أخي تفلحوا فو اللّه إن الله أرسله ليأمركم بمكارم الأخلاق).
وروى أحمد عن ابن عبّاسٍ(أنّ عثمان بن مظعونٍ لمّا نزلت هذه الآية كان جالسًا عند رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم قبل أن يسلم قال: فذلك حين استقرّ الإيمان في قلبي وأحببت محمّدًا صلّى الله عليه وسلّم).
وروي أنّ النّبي صلّى الله عليه وسلّم أمره اللّه أن يضعها في موضعها هذا من هذه السّورة). [التحرير والتنوير: 14/93-94]م

من ذكر الخلاف في مكيتها ومدنيتها:
قَالَ أَبو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ حَزْمٍ الأَنْدَلُسِيُّ (ت: 320 هـ): (قيل أنزل منها بمكة أربعون آية من أولها، وباقيها بالمدينة). [الناسخ والمنسوخ لابن حزم: 43]
قَالَ هِبَةُ اللهِ بنُ سَلامَةَ بنِ نَصْرٍ المُقْرِي (ت: 410 هـ): (من أعاجيب القرآن نزلت بمكّة
وقالت طائفة: نزلت بالمدينة والصّحيح أنه نزل من أولها إلى رأس أربعين آية بمكّة ومن رأس الأربعين إلى آخرها بالمدينة).
[الناسخ والمنسوخ لابن سلامة: 113]
قَالَ أبو الفَرَجِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَلِيٍّ ابْنُ الجَوْزِيِّ (ت: 597هـ):
(فصل في نزولها

روى مجاهد وعطية وابن أبي طلحة عن ابن عباس: (أنها مكية)،
وكذلك روي عن الحسن وعكرمة وعطاء (أنها مكية كلها).

وقال ابن عباس في رواية: (إنه نزل منها بعد قتل حمزة: {وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به}[النحل: 126]).
وقال في رواية: (هي مكية إلا ثلاث آيات نزلن بالمدينة وهي قوله: {ولا تشتروا بعهد الله ثمنا قليلا} إلى قوله: {يعملون} [النحل: 95-97]).
وقال الشعبي: (كلها مكية إلى قوله: {وإن عاقبتم ...} إلى آخر الآيات [النحل: 126-128]).
وقال قتادة: (هي مكية إلا خمس آيات: {ولا تشتروا بعهد الله ثمنا قليلا} الآيتين[النحل: 95-96]ومن قوله: {وإن عاقبتم} إلى آخرها [النحل: 126]).
وقال ابن السائب: (هي مكية إلا خمس آيات: {والذين هاجروا في الله من بعد ما ظلموا ...} الآية [النحل: 41]، وقوله: {ثم إن ربك للذين هاجروا من بعد ما فتنوا ...} الآية [النحل: 110]، وقوله: {وإن عاقبتم} إلى آخرها [النحل: 126]).
وقال مقاتل: (مكية إلا سبع آيات قوله: {ثم إن ربك للذين هاجروا} الآية[النحل: 110]، وقوله: {من كفر بالله من بعد إيمانه} الآية [النحل: 106]، وقوله:
{والذين هاجروا في الله} الآية [النحل: 41]، وقوله: {وضرب الله مثلا قرية كانت آمنة} الآية [النحل: 112]، وقوله: {وإن عاقبتم} إلى آخرها[النحل: 126]).
قال جابر بن زيد: (أنزل من أول النحل أربعون آية بمكة وبقيتها بالمدينة).
وروى حماد عن علي بن زيد قال: (كان يقال لسورة النحل: سورة النعم يريد لكثرة تعداد النعم فيها)).
[زاد المسير: 4/425-426]
قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ): (روى همام عن قتادة أنّها مدنيّة، وروى سعيد عنه أولها مكي إلى قوله عز وجل: {الّذين هاجروا في الله من بعدما ظلموا} [النّحل: 14] ومن هنا إلى آخرها مدني،
وقال السّديّ: مكّيّة إلّا آيتين: {وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به} [النّحل: 621]
وقال سفيان: إنّها مكّيّة،
وقال القرطبيّ: قال ابن عبّاس: " هي مكّيّة إلاّ ثلاث آيات نزلت بعد قتل حمزة رضي الله عنه: {ولا تشتروا بعهد الله ثمنا قليلا} [النّحل: 59] الآيات "، وفي رواية: " هي مكّيّة إلاّ ثلاث آيات نزلت بين مكّة والمدينة منصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم من أحد " ). [عمدة القاري: 19/20]

قالَ مُحَمَّد الطَّاهِرُ بْنُ عَاشُورٍ (ت: 1393هـ): (وهي مكّيّةٌ في قول الجمهور وهو عن ابن عبّاسٍ وابن الزّبير.
وقيل: إلّا ثلاث آياتٍ نزلت بالمدينة منصرف النّبي صلّى الله عليه وسلّم من غزوة أحدٍ، وهي قوله تعالى: {وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به} [سورة النّحل: 126] إلى آخر السّورة.
قيل: نزلت في نسخ عزم النّبي صلّى الله عليه وسلّم على أن يمثّل بسبعين من المشركين إن أظفره اللّه بهم مكافأةً على تمثيلهم بحمزة.
وعن قتادة وجابر بن زيدٍ (أنّ أوّلها مكّيٌّ إلى قوله تعالى: {والّذين هاجروا في اللّه من بعد ما ظلموا} [سورة النّحل: 41] فهو مدنيٌّ إلى آخر السّورة).
وسيأتي في تفسير قوله تعالى: {ألم يروا إلى الطّير مسخّراتٍ في جوّ السّماء} [سورة النّحل: 79] ما يرجّح أنّ بعض السّورة مكّيٌّ وبعضها مدنيٌّ، وبعضها نزل بعد الهجرة إلى الحبشة كما يدلّ عليه قوله تعالى: {ثمّ إنّ ربّك للّذين هاجروا من بعد ما فتنوا} [سورة النّحل: 110]، وبعضها متأخّر النّزول عن سورة الأنعام لقوله في هذه: {وعلى الّذين هادوا حرّمنا ما قصصنا عليك من قبل} [سورة النّحل: 118]، يعني بما قصّ من قبل قوله تعالى: {وعلى الّذين هادوا حرّمنا كلّ ذي ظفرٍ} [سورة الأنعام: 146] الآيات.
وذكر القرطبيّ أنّه روي عن عثمان بن مظعونٍ: لمّا نزلت هذه الآية قرأتها على أبي طالبٍ فتعجّب وقال: (يا آل غالبٍ اتّبعوا ابن أخي تفلحوا فو اللّه إن الله أرسله ليأمركم بمكارم الأخلاق).
وروى أحمد عن ابن عبّاسٍ أنّ عثمان بن مظعونٍ لمّا نزلت هذه الآية كان جالسًا عند رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم قبل أن يسلم قال: فذلك حين استقرّ الإيمان في قلبي وأحببت محمّدًا صلّى الله عليه وسلّم).
وروي أنّ النّبي صلّى الله عليه وسلّم أمره اللّه أن يضعها في موضعها هذا من هذه السّورة). [التحرير والتنوير: 14/93-94]



محمد أبو زيد 11 شعبان 1433هـ/30-06-2012م 09:32 PM

أسباب النزول
 
ترتيب نزولها:
قالَ مَحْمُودُ بْنُ عُمَرَ الزَّمَخْشَرِيُّ (ت: 538هـ): ([نزلت بعد سورة الكهف]). [الكشاف: 3/422]
قالَ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بْنِ جُزَيءٍ الكَلْبِيُّ (ت: 741هـ): (نزلت بعد الكهف). [التسهيل: 1/422]
قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ): (وقال السخاوي: نزلت بعد الكهف، وقبل سورة نوح عليه السّلام). [عمدة القاري: 19/20]
قَالَ رِضْوانُ بنُ مُحَمَّدٍ المُخَلِّلاتِيُّ (ت: 1311هـ): (ونزلت بعد سورة إبراهيم أربعون آية منها بمكة ثم نزلت بقيتها بالمدينة فنزلت بعدها سورة ألم السجدة وقيل: نزلت بعد سورة الكهف ونزلت بعدها سورة نوح عليه السلام وقيل غير ذلك). [القول الوجيز: 220]
قالَ مُحَمَّد الطَّاهِرُ بْنُ عَاشُورٍ (ت: 1393هـ):
(وهذه السّورة نزلت بعد سورة الأنبياء وقبل سورة الم السّجدة).
[التحرير والتنوير: 14/94]

قالَ مُحَمَّد الطَّاهِرُ بْنُ عَاشُورٍ (ت: 1393هـ): (وقد عدّت الثّانية والسّبعين في ترتيب نزول السّور). [التحرير والتنوير: 14/94]

محمد أبو زيد 18 رمضان 1433هـ/5-08-2012م 12:18 AM

ما ورد في أسباب نزولها:
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ): (قوله تعالى: {وإن عاقبتم فعاقبوا} [النحل: 126] نزلت بالمدينة في شأن التمثيل بحمزة وقتلى أحد [...] وأما قوله: {والّذين هاجروا في اللّه من بعد ما ظلموا} [النحل: 41] فمكي في شأن هجرة الحبشة). [المحرر الوجيز: 14/324] (م)
قَالَ أبو الفَرَجِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَلِيٍّ ابْنُ الجَوْزِيِّ (ت: 597هـ): (وقال ابن عباس في رواية: (إنه نزل منها بعد قتل حمزة: {وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به}[النحل: 126])). [زاد المسير: 4/425-426]م
قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ): (وقال القرطبيّ: قال ابن عبّاس: " هي مكّيّة إلاّ ثلاث آيات نزلت بعد قتل حمزة رضي الله عنه: {ولا تشتروا بعهد الله ثمنا قليلا} [النّحل: 59] الآيات"، وفي رواية: "هي مكّيّة إلاّ ثلاث آيات نزلت بين مكّة والمدينة منصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم من أحد" ). [عمدة القاري: 19/20]م
قالَ مُحَمَّد الطَّاهِرُ بْنُ عَاشُورٍ (ت: 1393هـ): (وهي مكّيّةٌ [...] وقيل: إلّا ثلاث آياتٍ نزلت بالمدينة منصرف النّبي صلّى الله عليه وسلّم من غزوة أحدٍ، وهي قوله تعالى: {وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به} [سورة النّحل: 126] إلى آخر السّورة.
قيل: نزلت في نسخ عزم النّبي صلّى الله عليه وسلّم على أن يمثّل بسبعين من المشركين إن أظفره اللّه بهم مكافأةً على تمثيلهم بحمزة.). [التحرير والتنوير: 14/93-94]م

محمد أبو زيد 18 رمضان 1433هـ/5-08-2012م 12:19 AM

ما ورد في نزول قوله تعالى: (أَتَى أَمْرُ اللَّهِ فَلَا تَسْتَعْجِلُوهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ (1) )

قالَ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الوَاحِدِيُّ (ت: 468هـ):
(قوله تعالى: {أَتى أَمرُ اللهِ} الآية.
قال ابن عباس: لما أنزل الله تعالى{اِقتَرَبَتِ الساعَةُ وَاِنشَقَّ القَمَر}قال الكفار بعضهم لبعض: إن هذا يزعم أن القيامة قد قربت فأمسكوا عن بعض ما كنتم تعملون حتى ننظر ما هو كائن، فلما رأوا أنه لا ينزل شيء قالوا: ما نرى شيئًا فأنزل الله تعالى: {اِِقتَرَبَ لِلناسِ حِسابُهُم وَهُم في غَفلَةٍ مُّعرِضونَ} فأشفقوا وانتظروا قرب الساعة فلما امتدت الأيام قالوا: يا محمد ما نرى شيئًا مما تخوفنا به، فأنزل الله تعالى: {أَتَى أَمرُ اللهِ}فوثب النبي صلى الله عليه وسلم ورفع الناس رءوسهم فنزل:{فَلا تَستَعجِلوهُ} فاطمأنوا فلما نزلت هذه الآية قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((بعثت أنا والساعة كهاتين -وأشار بإصبعه- إن كادت لتسبقني))
وقال الآخرون: الأمر ها هنا العذاب بالسيف وهذا جواب للنضر بن الحارث حين قال: {اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء} يستعجل العذاب فأنزل الله تعالى هذه الآية). [أسباب النزول: 283]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ): (قوله تعالى: {أَتَى أَمْرُ اللَّهِ فَلَا تَسْتَعْجِلُوهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ (1)}
(ك)، أخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال: لما نزلت:{أتى أمر الله}زعر أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، حتى نزلت: {فلا تستعجلوه}فسكتوا.
وأخرج عبد الله بن الأمام أحمد في زوائد الزهد وابن جرير وابن أبي حاتم عن أبي بكر بن أبي حفص قال: لما أنزلت: {أتى أمر الله} قاموا، فنزلت {فلا تستعجلوه}). [لباب النقول: 156]


روابط ذات صلة:
- أقوال المفسرين



محمد أبو زيد 1 شعبان 1434هـ/9-06-2013م 03:08 PM

ما ورد في نزول قوله تعالى: (خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُبِينٌ (4) )
قالَ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الوَاحِدِيُّ (ت: 468هـ): (قوله تعالى: {خَلَقَ الِإنسانَ مِن نُطفَةٍ فَإِذا هُوَ خَصيمٌ مُّبينٌ}
نزلت الآية في أبي بن خلف الجمحي حين جاء بعظم رميم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا محمد أترى الله يحيي هذا بعد ما قد رم نظير هذه الآية قوله تعالى في سورة يس: {أَوَلَم يَرَ الِإنسانُ أَنَّا خَلَقناهُ مِن نُّطفَةٍ فَإِذا هُوَ خَصيمٌ مُّبينٌ} إلى آخر السورة نازلة في هذه القصة). [أسباب النزول: 284]


روابط ذات صلة:
- أقوال المفسرين


محمد أبو زيد 1 شعبان 1434هـ/9-06-2013م 03:09 PM

ما ورد في نزول قوله تعالى: (وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَا يَبْعَثُ اللَّهُ مَنْ يَمُوتُ بَلَى وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (38) )
قالَ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الوَاحِدِيُّ (ت: 468هـ): (قوله عز وجل: {وَأَقسَموا بِاللهِ جَهدَ أَيمانِهِم لا يَبعَثُ اللهُ مَن يَموتُ} الآية.
قال الربيع بن أنس عن أبي العالية: كان لرجل من المسلمين على رجل من المشركين دين فأتاه يتقاضاه فكان فيما تكلم به والذي أرجوه بعد الموت فقال المشرك: وإنك لتزعم أنك تبعث بعد الموت فأقسم بالله لا يبعث الله من يموت فأنزل الله تعالى هذه الآية). [أسباب النزول: 284]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ): (قوله تعالى: {وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَا يَبْعَثُ اللَّهُ مَنْ يَمُوتُ بَلَى وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (38)}
أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن أبي العالية قال: كان لرجل من المسلمين على رجل من المشركين دين فأتاه يتقاضاه، فكان فيما تكلم به: والذي أرجوه بعد الموت إنه كذا
وكذا، فقال المشرك: إنك لتزعم أنك تبعث من بعد الموت، فأقسم بالله جهد يمينه: لا يبعث الله من يموت فنزلت الآية). [لباب النقول: 156]


روابط ذات صلة:
- أقوال المفسرين


محمد أبو زيد 1 شعبان 1434هـ/9-06-2013م 03:09 PM

ما ورد في نزول قوله تعالى: (وَالَّذِينَ هَاجَرُوا فِي اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مَا ظُلِمُوا لَنُبَوِّئَنَّهُمْ فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَلَأَجْرُ الْآَخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ (41) )
قالَ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الوَاحِدِيُّ (ت: 468هـ): (قوله عز وجل: {وَالَّذينَ هاجَروا في اللهِ مِن بَعدِ ما ظُلِموا} الآية.
نزلت في أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم بمكة بلال وصهيب وخباب وعمار وأبي جندل بن سهيل أخذهم المشركون بمكة فعذبوهم وآذوهم فبوأهم الله تعالى المدينة بعد ذلك). [أسباب النزول: 284]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ): (قوله تعالى: {وَالَّذِينَ هَاجَرُوا فِي اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مَا ظُلِمُوا لَنُبَوِّئَنَّهُمْ فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَلَأَجْرُ الْآَخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ (41)}
أخرج ابن جرير عن داود بن أبي هند قال: نزلت: {والذين هاجروا في الله من بعد ما ظلموا} -إلى قوله- {وعلى ربهم يتوكلون} في أبي جندل بن سهيل). [لباب النقول: 156]


روابط ذات صلة:
- أقوال المفسرين



محمد أبو زيد 1 شعبان 1434هـ/9-06-2013م 03:09 PM

ما ورد في نزول قوله تعالى: (وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ (43) )
قالَ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الوَاحِدِيُّ (ت: 468هـ): (قوله عز وجل: {وَما أَرسَلنا مِن قَبلِكَ إِلا رِجالاً نُّوحِيَ إِلَيهِم} الآية.
[أسباب النزول: 284]
نزلت في مشركي مكة أنكروا نبوة محمد صلى الله عليه وسلم وقالوا: الله أعظم من أن يكون رسوله بشرًا فهلا بعث إلينا ملكًا). [أسباب النزول: 285]


روابط ذات صلة:
- أقوال المفسرين


محمد أبو زيد 1 شعبان 1434هـ/9-06-2013م 03:09 PM

ما ورد في نزول قوله تعالى: (ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا عَبْدًا مَمْلُوكًا لَا يَقْدِرُ عَلَى شَيْءٍ وَمَنْ رَزَقْنَاهُ مِنَّا رِزْقًا حَسَنًا فَهُوَ يُنْفِقُ مِنْهُ سِرًّا وَجَهْرًا هَلْ يَسْتَوُونَ الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (75) وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا رَجُلَيْنِ أَحَدُهُمَا أَبْكَمُ لَا يَقْدِرُ عَلَى شَيْءٍ وَهُوَ كَلٌّ عَلَى مَوْلَاهُ أَيْنَمَا يُوَجِّهْهُ لَا يَأْتِ بِخَيْرٍ هَلْ يَسْتَوِي هُوَ وَمَنْ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَهُوَ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (76) )
قالَ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الوَاحِدِيُّ (ت: 468هـ): (قوله تعالى: {ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا عَبْدًا مَمْلُوكًا لَا يَقْدِرُ عَلَى شَيْءٍ وَمَنْ رَزَقْنَاهُ مِنَّا رِزْقًا حَسَنًا فَهُوَ يُنْفِقُ مِنْهُ سِرًّا وَجَهْرًا هَلْ يَسْتَوُونَ الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (75) وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا رَجُلَيْنِ أَحَدُهُمَا أَبْكَمُ لَا يَقْدِرُ عَلَى شَيْءٍ وَهُوَ كَلٌّ عَلَى مَوْلَاهُ أَيْنَمَا يُوَجِّهْهُ لَا يَأْتِ بِخَيْرٍ هَلْ يَسْتَوِي هُوَ وَمَنْ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَهُوَ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ}.
أخبرنا محمد بن إبراهيم بن محمد بن يحيى قال: أخبرنا أبو بكر بن الأنباري قال: حدثنا جعفر بن محمد بن شاكر قال: حدثنا عفان قال: حدثنا وهيب قال: حدثنا عبد الله بن عثمان بن خثيم عن إبراهيم عن عكرمة عن ابن عباس قال: نزلت هذه الآية: {ضَرَبَ اللهُ مَثلاً عَبدًا مَّملوكًا لا يَقدِرُ عَلى شَيءٍ} في هشام بن عمرو وهو الذي ينفق ماله سرًا وجهرًا ومولاه أبوالجوزاء الذي كان ينهاه ونزلت: {وَضَرَبَ اللهُ مَثَلاً رَجُلَينِ أَحَدَهُما أَبكَمُ لا يَقدِرُ عَلى شَيءٍ}فالأبكم منهما الكل - على مولاه - هو أسيد بن
[أسباب النزول: 285]
أبي العيص والذي{يأمر بالعدل وهو على صراط مستقيم}هو عثمان بن عفان رضي الله عنه). [أسباب النزول: 286]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ): (قوله تعالى: {ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا عَبْدًا مَمْلُوكًا لَا يَقْدِرُ عَلَى شَيْءٍ وَمَنْ رَزَقْنَاهُ مِنَّا رِزْقًا حَسَنًا فَهُوَ يُنْفِقُ مِنْهُ سِرًّا وَجَهْرًا هَلْ يَسْتَوُونَ الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (75)}
أخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله: {ضرب الله مثلا عبدا مملوكا} قال: نزلت في رجل من قريش وعبده وفي قوله: {رجلين أحدهما
[لباب النقول: 156]
أبكم} قال: نزلت في عثمان بن عفان ومولى له كان يكره الإسلام ويأباه وينهاه عن الصدقة والمعروف، فنزلت فيهما). [لباب النقول: 157]
قَالَ مُقْبِلُ بنِ هَادِي الوَادِعِيُّ (ت: 1423هـ): (قوله تعالى:{ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا عَبْدًا مَمْلُوكًا لا يَقْدِرُ عَلَى شَيْءٍ} [الآيتان: 75-76].
ابن جرير [14 /151] حدثنا ابن الصباح البزار قال: حدثني يحيى بن إسحاق السيلحيني قال حدثنا حماد عن عبد الله بن عثمان بن خثيم عن إبراهيم عن عكرمة عن يعلى بن أمية عن ابن عباس في قوله عز وجل: {ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا عَبْدًا مَمْلُوكًا} قال: نزلت في رجل من قريش وعبده، وفي قوله: {مَثَلًا رَجُلَيْنِ أَحَدُهُمَا أَبْكَمُ لا يَقْدِرُ عَلَى شَيْءٍ} إلى قوله: {وَهُوَ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ}. قال: هو عثمان بن عفان، قال: والأبكم الذي أينما يوجهه لا يأتي بخير، ذاك مولى عثمان بن عفان كان عثمان ينفق عليه ويكفله ويكفيه المؤونة، وكان الآخر يكره الإسلام ويأباه، وينهاه عن الصدقة والمعروف فنزلت فيهما.
الحديث رجاله رجال الصحيح). [الصحيح المسند في أسباب النزول: 140]


روابط ذات صلة:
- أقوال المفسرين


محمد أبو زيد 1 شعبان 1434هـ/9-06-2013م 03:10 PM

ما ورد في نزول قوله تعالى: (يَعْرِفُونَ نِعْمَةَ اللَّهِ ثُمَّ يُنْكِرُونَهَا وَأَكْثَرُهُمُ الْكَافِرُونَ (83) )
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ): (قوله تعالى: {يَعْرِفُونَ نِعْمَةَ اللَّهِ ثُمَّ يُنْكِرُونَهَا وَأَكْثَرُهُمُ الْكَافِرُونَ (83)}
أخرج ابن أبي حاتم عن مجاهد قال: أن أعرابيا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فسأله، فقرأ عليه:{والله جعل لكم من بيوتكم سكنا} قال الأعرابي: نعم، ثم قرأ عليه: {وجعل لكم من جلود الأنعام بيوتا تستخفونها يوم ظعنكم ويوم إقامتكم} قال: نعم، ثم قرأ عليه كل ذلك وهو يقول: نعم، حتى بلغ:{كذلك يتم نعمته عليكم لعلكم تسلمون}فولى الأعرابي فأنزل الله: {يَعْرِفُونَ نِعْمَةَ اللَّهِ ثُمَّ يُنْكِرُونَهَا وَأَكْثَرُهُمُ الْكَافِرُونَ (83)} ). [لباب النقول: 157]


روابط ذات صلة:
- أقوال المفسرين


محمد أبو زيد 1 شعبان 1434هـ/9-06-2013م 03:10 PM

ما ورد في نزول قوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (90) )
قالَ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الوَاحِدِيُّ (ت: 468هـ): (قوله عز وجل: {إِنَّ اللهَ يَأَمُرُ بِالعَدلِ وَالِإحسانِ} الآية.
أخبرنا أبو إسحاق أحمد بن محمد بن إبراهيم قال: أخبرنا شعيب بن محمد البيهقي قال: أخبرنا مكي بن عبدان قال: أخبرنا أبو الأزهر قال: حدثنا روح بن عبادة عن عبد الحميد بن بهرام قال: حدثنا شهر بن حوشب قال: حدثنا عبد الله بن عباس قال: بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم بفناء بيته بمكة جالسًا إذ مر به عثمان بن مظعون فكشر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له:((ألا تجلس))فقال: بلى فجلس إليه مستقبله فبينما هو يحدثه إذ شخص بصره إلى السماء فنظر ساعة وأخذ يضع بصره حتى وضع على يمينه في الأرض ثم تحرف عن جليسه عثمان إلى حيث وضع بصره فأخذ ينغض رأسه كأنه يستفقه ما يقال له ثم شخص بصره إلى السماء كما شخص أول مرة فأتبعه بصره حتى توارى في السماء وأقبل على عثمان كجلسته الأولى فقال: يا محمد فيما كنت أجالسك وآتيك ما رأيتك تفعل فعلتك الغداة قال:((وما رأيتني فعلت؟))قال: رأيتك شخص بصرك إلى السماء ثم وضعته حين وضعته على يمينك فتحرفت إليه وتركتني فأخذت تنغض رأسك كأنك تستفقه شيئًا يقال لك قال:
[أسباب النزول: 286]
((أوفطنت إلى ذلك؟)) قال عثمان: نعم قال: ((أتاني رسول الله جبريل آنفًا وأنت جالس))قال: رسول الله: قال: ((نعم))قال: فماذا قال لك؟ قال: ((قال لي {إِنَّ اللهَ يَأَمُرُ بِالعَدلِ وَالِإحسانِ وَإِيتاءِ ذي القُربى وَيَنهى عَنِ الفَحشاءِ وَالمُنكَرِ وَالبَغيِ يَعِظُكُم لَعَلَكُم تَذَكَّرونَ} )) قال عثمان: فذاك حين استقر الإيمان في قلبي وأحببت محمدًا صلى الله عليه وسلم). [أسباب النزول: 287]


روابط ذات صلة:
- أقوال المفسرين



محمد أبو زيد 1 شعبان 1434هـ/9-06-2013م 03:10 PM

ما ورد في نزول قوله تعالى: (وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ وَلَا تَنْقُضُوا الْأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللَّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلًا إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ (91) )
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ): (قوله تعالى: {وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ وَلَا تَنْقُضُوا الْأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللَّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلًا إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ (91)}
(ك)، أخرج ابن جرير عن بريدة قال: أنزلت هذه الآية في بيعة النبي صلى الله عليه وسلم، كان من أسلم بايع على الإسلام فقالوا: {وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ} هذه البيعة التي بايعتم على الإسلام). [لباب النقول: 157]


روابط ذات صلة:
- أقوال المفسرين


محمد أبو زيد 1 شعبان 1434هـ/9-06-2013م 03:10 PM

ما ورد في نزول قوله تعالى: (وَلَا تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ أَنْكَاثًا تَتَّخِذُونَ أَيْمَانَكُمْ دَخَلًا بَيْنَكُمْ أَنْ تَكُونَ أُمَّةٌ هِيَ أَرْبَى مِنْ أُمَّةٍ إِنَّمَا يَبْلُوكُمُ اللَّهُ بِهِ وَلَيُبَيِّنَنَّ لَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ (92) )
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ): (قوله تعالى: {وَلَا تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ أَنْكَاثًا تَتَّخِذُونَ أَيْمَانَكُمْ دَخَلًا بَيْنَكُمْ أَنْ تَكُونَ أُمَّةٌ هِيَ أَرْبَى مِنْ أُمَّةٍ إِنَّمَا يَبْلُوكُمُ اللَّهُ بِهِ وَلَيُبَيِّنَنَّ لَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ (92)}
أخرج ابن أبي حاتم عن أبي بكر بن أبي حفص قال: كانت سعيدة الأسدية مجنونة تجمع الشعر والليف فنزلت هذه الآية: {ولا تكونوا كالتي نقضت غزلها}). [لباب النقول: 157]


روابط ذات صلة:
- أقوال المفسرين


محمد أبو زيد 1 شعبان 1434هـ/9-06-2013م 03:10 PM

ما ورد في نزول قوله تعالى: (وَإِذَا بَدَّلْنَا آَيَةً مَكَانَ آَيَةٍ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يُنَزِّلُ قَالُوا إِنَّمَا أَنْتَ مُفْتَرٍ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (101) )
قالَ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الوَاحِدِيُّ (ت: 468هـ): (قوله تعالى: {وَإِذا بَدَّلنا آَيَةً مَّكانَ آَيَةٍ}
نزلت حين قال المشركون: إن محمدًا يسخر بأصحابه يأمرهم اليوم بأمر وينهاهم عنه غدًا أو يأتيهم بما هو أهون عليهم وما هو إلا مفتر يقوله من تلقاء نفسه فأنزل الله تعالى هذه الآية والتي بعدها). [أسباب النزول: 287]


روابط ذات صلة:
- أقوال المفسرين


محمد أبو زيد 1 شعبان 1434هـ/9-06-2013م 03:10 PM

ما ورد في نزول قوله تعالى: (وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ (103) )
قالَ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الوَاحِدِيُّ (ت: 468هـ): (قوله تعالى: {وَلَقَد نَعلَمُ أَنَّهُم يَقولونَ إِنَّما يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لسان الذي يلحدون إليه أعجمي ...} الآية.
أخبرنا أبو نصر أحمد بن إبراهيم المزكي قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن حمدان الزاهد قال: أخبرنا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز قال: حدثنا أبو هشام الرفاعي قال: حدثنا ابن فضيل قال: حدثنا حصين عن عبد الله بن مسلم قال: كان لنا غلامان نصرانيان من أهل عين التمر
[أسباب النزول: 287]
اسم أحدهما: يسار والآخر: جبر وكانا صيقلين يقرآن كتبًا لهما بلسانهم وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يمر بهما فيسمع قراءتهما فكان المشركون يقولون: يتعلم منهما فأنزل الله تعالى فأكذبهم: {لِسانُ الَّذي يُلحِدونَ إِلَيهِ أَعجَميٌّ وَهَذا لسان عربي مبين}). [أسباب النزول: 288]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ): (قوله تعالى: {وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ (103)}
(ك)، أخرج ابن جرير بسند ضعيف عن ابن عباس قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلم قينا بمكة اسمه بلعام وكان أعجمي اللسان، وكان المشركون يرون
[لباب النقول: 157]
رسول الله صلى الله عليه وسلم حين يدخل عليه وحين يخرج من عنده، فقالوا: إنما يعلمه بلعام، فأنزل الله: {ولقد نعلم أنهم يقولون إنما يعلمه بشر} الآية.
وأخرج ابن أبي حاتم من طريق حصين عن عبد الله بن مسلم الحضرمي قال: كان لنا عبدان: أحدهما يقال له يسار، والآخر جبر، وكانا صقليين فكانا يقرآن كتابهما ويعلمان علمهما، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يمر بهما فيستمع قراءتهما، فقالوا: إنما يتعلم منهما، فنزلت). [لباب النقول: 158]
قَالَ مُقْبِلُ بنِ هَادِي الوَادِعِيُّ (ت: 1423هـ): (قوله تعالى:{وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ} [الآية: 103].
ابن جرير [14 /178] حدثني المثنى قال: حدثنا عمرو بن عون قال: أخبرنا هشيم عن حصين هو ابن عبد الرحمن عن عبد الله بن مسلم الحضرمي
[الصحيح المسند في أسباب النزول: 140]
أنه كان لهم عبدان من أهل غير اليمن وكانا طفلين وكانا يقال لأحدهما يسار والآخر جبر فكانا يقرآن التوراة وكان رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ربما جلس إليهما، فقال كفار قريش: إنما يجلس إليهما يتعلم منهما، فأنزل الله سبحانه وتعالى: {لِسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ}.
الحديث رجاله رجال الصحيح إلا المثنى وهو ابن إبراهيم الآملي، فإني لم أجد من ترجم له، لكنه قد تابعه سفيان بن وكيع وفيه كلام.
أما هشيم فهو ابن بشير وهو مدلس ولم يصرح بالتحديث لكنه قد تابعه خالد بن عبد الله وهو الطحان ومحمد بن فضيل، ومن ثم قال الحافظ في الإصابة بعد ذكره هذا الحديث، وحديثًا بعده بسند هذا الحديث وسنده صحيح [2 /439].

تنبيه:
صحابي الحديث مختلف في اسمه فعند ابن جرير عبد الله بن مسلم وفي الجرح والتعديل لابن أبي حاتم عبيد الله بن مسلم [5 /332] وفي التهذيب كالجرح والتعديل قال ويقال عبد الله، وقد أشار الحافظ إلى هذا الاختلاف في [الإصابة: 2 /439].
وللحديث شاهد من حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال الحاكم وصححه [2 / 357]: حدثنا عبد الرحمن بن الحسن بن أحمد الأسدي بهمدان ثنا إبراهيم بن الحسين ثنا آدم بن أبي إياس، ثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله عز وجل: {إنما يعلمه بشر لسان الذي يلحدون إليه أعجمي وهذا لسان عربي مبين} قالوا: إنما يعلم محمدا عبد ابن الحضرمي وهو صاحب الكتب فقال الله: {ولقد نعلم أنهم يقولون إنما يعلمه} هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه). [الصحيح المسند في أسباب النزول: 141]


روابط ذات صلة:
- أقوال المفسرين



محمد أبو زيد 1 شعبان 1434هـ/9-06-2013م 03:11 PM

ما ورد في نزول قوله تعالى: (مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِهِ إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ وَلَكِنْ مَنْ شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْرًا فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِنَ اللَّهِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (106) )
قالَ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الوَاحِدِيُّ (ت: 468هـ): (قوله عز وجل: {مَن كَفَرَ بِاللهِ مِن بَعدِ إِيمانِهِ} الآية.
قال ابن عباس: نزلت في عمار بن ياسر وذلك أن المشركين أخذوه وأباه ياسرًا وأمه سمية وصهيبًا وبلالاً وخبابًا وسالمًا فعذبوهم فأما سمية فإنها ربطت بين بعيرين ووجئ قبلها بحربة وقيل لها: إنك أسلمت من أجل الرجال فقتلت وقتل زوجها ياسر وهما أول قتيلين قتلا في الإسلام. وأما عمار فإنه أعطاهم ما أرادوا بلسانه مكرهًا فأخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم بأن عمارًا كفر فقال: ((كلا إن عمارًا ملئ إيمانًا من قرنه إلى قدمه واختلط الإيمان بلحمه ودمه)) فأتى عمار رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يبكي فجعل رسول الله عليه السلام يمسح عينيه وقال: ((إن عادوا لك فعد لهم بما قلت))فأنزل الله هذه الآية.
وقال مجاهد: نزلت في ناس من أهل مكة آمنوا فكتب إليهم المسلمون بالمدينة أن هاجروا فإنا لا نراكم منا حتى تهاجروا إلينا فخرجوا يريدون المدينة فأدركتهم قريش بالطريق ففتنوهم مكرهين وفيهم نزلت هذه الآية). [أسباب النزول: 288]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ): (قوله تعالى: {مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِهِ إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ وَلَكِنْ مَنْ شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْرًا فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِنَ اللَّهِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (106)}
أخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس قال: لما أراد النبي صلى الله عليه وسلم أن يهاجر إلى المدينة أخذ المشركون بلالا وخبابا وعمار بن ياسر فأما عمار فقال لهم كلمة أعجبتهم تقية، فلما رجع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم حدثه، فقال:((كيف كان قلبك حين قلت، أكان منشرحا بالذي قلت؟)) قال: لا فأنزل الله: {إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان}.
وأخرج عن مجاهد قال: نزلت هذه الآية في أناس من أهل مكة آمنوا فكتب إليهم بعض الصحابة بالمدينة أن هاجروا فخرجوا يريدون المدينة فأدركتهم قريش بالطريق ففتنوهم فكفروا مكرهين، ففيهم نزلت هذه الآية.
(ك) وأخرج ابن سعد في الطبقات عن عمر بن الحكم قال: كان عمار بن ياسر يعذب حتى لا يدري ما يقول، وكان صهيب يعذب حتى لا يدري ما يقول، وكان أبو فكيهة يعذب حتى لا يدري ما يقول، وبلال وعامر بن فهيرة وقوم من المسلمين، وفيهم نزلت هذه الآية: {ثم إن ربك للذين هاجروا من بعد ما فتنوا}). [لباب النقول: 158]


روابط ذات صلة:
- أقوال المفسرين



محمد أبو زيد 1 شعبان 1434هـ/9-06-2013م 03:12 PM

ما ورد في نزول قوله تعالى: (ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ هَاجَرُوا مِنْ بَعْدِ مَا فُتِنُوا ثُمَّ جَاهَدُوا وَصَبَرُوا إِنَّ رَبَّكَ مِنْ بَعْدِهَا لَغَفُورٌ رَحِيمٌ (110) )
قالَ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الوَاحِدِيُّ (ت: 468هـ): (قوله تعالى: {ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذينَ هاجَروا مِن بَعدِ ما فُتِنوا} الآية.
قال قتادة: ذكر لنا أنه لما أنزل الله تعالى قبل هذه الآية أن أهل مكة لا يقبل منهم إسلام حتى يهاجروا كتب بها أهل المدينة إلى أصحابهم من أهل مكة فلما جاءهم ذلك خرجوا فلحقهم المشركون فردوهم فنزلت:{اَلَم أَحَسِبَ الناسُ أَن يُترَكوا أَن يَقولوا آَمَنا وَهُم لا يُفتَنونَ}فكتبوا بها إليهم فتبايعوا بينهم على أن يخرجوا فإن لحق بهم المشركون من أهل مكة قاتلوهم حتى ينجو أو يلحقوا بالله فأدركهم المشركون فقاتلوهم فمنهم من قتل ومنهم من نجا فأنزل الله عز وجل:{ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذينَ هاجَروا مِن بَعدِ ما فُتِنوا ثُمَّ جاهَدوا وَصَبَروا}). [أسباب النزول: 289]
قَالَ مُقْبِلُ بنِ هَادِي الوَادِعِيُّ (ت: 1423هـ): (قوله تعالى:{ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ هَاجَرُوا مِنْ بَعْدِ مَا فُتِنُوا ثُمَّ جَاهَدُوا وَصَبَرُوا إِنَّ رَبَّكَ مِنْ بَعْدِهَا لَغَفُورٌ رَحِيمٌ} [الآية: 110].
ابن جرير [184] حدثنا أحمد بن منصور قال حدثنا أبو أحمد الزبيري قال حدثنا محمد بن شريك عن عمرو بن دينار عن عكرمة عن ابن عباس قال: كان قوم من أهل مكة أسلموا وكانوا يستخفون بالإسلام، فأخرجهم المشركون يوم بدر معهم، فأصيب بعضهم وقتل بعض، فقال المسلمون: كان أصحابنا هؤلاء مسلمين وأكرهوا فاستغفروا لهم فنزلت{إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ} إلى آخر الآية.
قال: وكتب إلى من بقي بمكة من المسلمين هذه الآية ولا عذر لهم قال: فخرجوا فلحقهم المشركون فأعطوهم الفتنة فنزلت الآية {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ فَإِذَا أُوذِيَ فِي اللَّهِ جَعَلَ فِتْنَةَ النَّاسِ كَعَذَابِ اللَّهِ} إلى آخر الآية. فكتب المسلمون إليهم بذلك فخرجوا وأيسوا من كل خير ثم نزلت فيهم {ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ هَاجَرُوا مِنْ بَعْدِ مَا فُتِنُوا ثُمَّ جَاهَدُوا وَصَبَرُوا إِنَّ رَبَّكَ مِنْ بَعْدِهَا لَغَفُورٌ رَحِيمٌ} فكتبوا إليهم بذلك إن الله قد جعل لكم مخرجا، فخرجوا فأدركهم المشركون فقاتلوهم ثم نجا من نجا وقتل من قتل.
الحديث قال الهيثمي في [مجمع الزوائد: 7 /10] رجاله رجال الصحيح غير محمد بن شريك وهو ثقة). [الصحيح المسند في أسباب النزول: 142]


روابط ذات صلة:
- أقوال المفسرين


محمد أبو زيد 1 شعبان 1434هـ/9-06-2013م 03:12 PM

ما ورد في نزول قوله تعالى: (ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ (125) )
قالَ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الوَاحِدِيُّ (ت: 468هـ): (قوله عز وجل: {اُدعُ إِلى سَبيلِ رَبِّكَ بِالحِكمَةِ} الآية.
أخبرنا أبو منصور محمد بن محمد المنصوري قال: أخبرنا علي بن عمر الحافظ قال: حدثنا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز قال: حدثنا الحكم بن موسى قال: حدثنا إسماعيل بن عياش عن عبد الملك بن أبي غنية عن الحكم بن عتيبة عن مجاهد عن ابن عباس قال:
[أسباب النزول: 289]
لما انصرف المشركون عن قتلى أحد انصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم فرأى منظرًا ساءه ورأى حمزة قد شق بطنه واصطلم أنفه وجدعت أذناه قال:((لولا أن تحزن النساء أو يكون سنة بعدي لتركته حتى يبعثه الله تعالى من بطون السباع والطير لأقتلن مكانه سبعين رجلاً منهم)) ثم دعا ببردة فغطى بها وجهه فخرجت رجلاه فجعل على رجليه شيئًا من الإذخر ثم قدمه وكبر عليه عشرًا ثم جعل يجاء بالرجل فيوضع وحمزة مكانه حتى صلى عليه سبعين صلاة وكان القتلى سبعين فلما دفنوا وفرغ منهم نزلت هذه الآية:{اُدعُ إِلى سَبيلِ رَبِّكَ بِالحِكمَةِ وَالمَوعِظَةِ الحَسَنَةِ}إلى قوله تعالى: {وَاِصبِر وَما صَبرُكَ إِلّا بالله} فصبر ولم يمثل بأحد.
أخبرنا إسماعيل بن إبراهيم الواعظ قال: حدثنا أبو العباس أحمد بن محمد بن عيسى الحافظ قال: حدثنا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز قال: حدثنا بشر بن الوليد الكندي قال: حدثنا صالح المري قال: حدثنا سليمان التيمي عن أبي عثمان النهدي عن أبي هريرة قال: أشرف النبي صلى الله عليه وسلم على حمزة فرآه صريعًا فلم ير شيئًا كان أوجع لقلبه منه وقال: ((والله لأقتلن بك سبعين منهم)) فنزلت: {وَإِن عاقَبتُم فَعاقِبوا بِمِثلِ ما عُوقِبتُم بِهِ وَلَئِن صَبَرتُم لَهُوَ خَيرٌ لِّلصابِرينَ}.
[أسباب النزول: 290]
أخبرنا أبو حسان المزكي قال: أخبرنا أبو العباس محمد بن إسحاق حدثنا موسى بن إسحاق قال: حدثنا يحيى بن عبد الحميد الحماني قال: حدثنا قيس عن ابن أبي ليلى عن الحكم عن مقسم عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم قتل حمزة ومثل به: ((لئن ظفرت بقريش لأمثلن بسبعين رجلاً منهم)) فأنزل الله عز وجل:{وَإِن عاقَبتُم فَعاقِبوا بِمِثلِ ما عُوقِبتُم بِهِ وَلَئِن صَبَرتُم لَهُوَ خَيرٌ لِّلصابِرينَ}فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((بل نصبر يا رب)).
قال المفسرون: إن المسلمين لما رأوا ما فعل المشركون بقتلاهم يوم أحد من تبقير البطون وقطع المذاكير والمثلة السيئة قالوا حين رأوا ذلك: لئن أظفرنا الله عليهم لنزيدن على صنيعهم ولنمثلن بهم مثلة لم يمثلها أحد من العرب بأحد قط ولنفعلن ولنفعلن ووقف رسول الله صلى الله عليه وسلم على عمه حمزة وقد جدعوا أنفه وأذنه وقطعوا مذاكيره وبقروا بطنه وأخذت هند بنت عتبة قطعة من كبده فمضغتها ثم استرطتها لتأكلها فلم تلبث في بطنها حتى رمت بها فبلغ ذلك نبي الله صلى الله عليه وسلم فقال: ((أما إنها لو أكلتها لم تدخل النار أبدًا حمزة أكرم على الله من أن يدخل شيئًا من جسده النار)) فلما نظر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى حمزة نظر إلى شيء لم ينظر قط إلى شيء كان أوجع لقلبه منه فقال: ((رحمة الله عليك إنك ما علمت كنت وصولاً للرحم فعالاً للخيرات ولولا حزن من بعدك عليك لسرني أن أدعك حتى تحشر من أجواف شتى أما والله لئن أظفرني الله تعالى بهم لأمثلن بسبعين منهم مكانك)) فأنزل الله تعالى: {وَإِن عاقَبتُم
[أسباب النزول: 291]
فَعاقِبوا بِمِثلِ ما عُوقِبتُم بِهِ}، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((بلى نصبر)) وأمسك عما أراد وكفر عن يمينه.
قال الشيخ الإمام أبو الحسن: ونحتاج أن نذكر ههنا مقتل حمزة: أخبرنا عمرو بن أبي عمرو المزكي قال: أخبرنا محمد بن مكي قال: حدثنا محمد بن يوسف قال: حدثنا محمد بن إسماعيل الجعفي قال: أخبرنا أبو جعفر محمد بن عبد الله حدثنا حجين بن المثنى قال: حدثنا عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة وأخبرنا محمد بن إبراهيم بن محمد بن يحيى قال: أخبرنا والدي قال: أخبرنا محمد بن إسحاق الثقفي قال: حدثنا سعيد بن يحيى الأموي قال: حدثني أبي عن محمد بن إسحاق حدثنا عبد الله بن الفضل بن عياش بن أبي ربيعة عن سليمان بن يسار عن جعفر بن عمرو بن أمية الضمري قال: خرجت أنا وعبيد الله بن عدي بن الخيار فمررنا بحمص فلما قدمناها قال لي عبيد الله بن عدي: هل لك أن نأتي وحشيًا نسأله كيف كان قتله حمزة؟ قلت له: إن شئت فخرجنا نسأل عنه فقال لنا رجل: أما إنكما ستجدانه بفناء داره وهو رجل قد غلب عليه الخمر فإن تجداه صاحيًا تجدا رجلاً عربيًا وتجدا عنده بعض ما تريدان، فلما انتهينا إليه سلمنا عليه فرفع رأسه قلنا: جئناك لتحدثنا عن قتلك حمزة رحمة الله عليه فقال: أما إني سأحدثكما كما حدثت رسول الله صلى الله عليه وسلم حين سألني عن ذلك كنتغلامًا لجبير بن مطعم بن عدي بن نوفل وكان عمه طعيمة بن عدي قد أصيب يوم بدر فلما سارت قريش إلى أحد
[أسباب النزول: 292]
قال لي جبير بن مطعم: إن قتلت حمزة عم محمد بعمي طعيمة فأنت عتيق قال: فخرجت وكنت حبشيًا أقذف بالحربة قذف الحبشة قلما أخطئ بها شيئًا فلما التقى الناس خرجت أنظر حمزة وأتبصره حتى رأيته في عرض الجيش مثل الجمل الأورق يهد الناس بسيفه هدًا ما يقوم له شيء فوالله إني لأتهيأ له وأستتر منه بحجر أو شجر ليدنو مني إذ تقدمني إليه سباع بن عبد العزى فلما رآه حمزة رحمة الله عليه قال: هاهنا يا ابن مقطعة البظور قال: ثم ضربه فوالله ما أخطأ رأسه وهززت حربتي حتى إذا ما رضيت منها دفعتها إليه فوقعت في ثنته حتى خرجت من بين رجليه فذهب لينوء نحوي فغلب وتركته حتى مات ثم أتيته فأخذت حربتي ثم رجعت إلى الناس فقعدت في العسكر ولم يكن لي بغيره حاجة إنما قتلته لأعتق فلما قدمت مكة أعتقت فأقمت بها حتى فشا فيها الإسلام ثم خرجت إلى الطائف فأرسلوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم رسلا وقيل لي: إن محمدًا لا يهيج الرسل قال: فخرجت معهم حتى قدمت على النبي صلى الله عليه وسلم فلما رآني قال لي:((أنت وحشي؟))قلت: نعم قال:((أنت قتلت حمزة؟)) قلت: قد كان من الأمر ما قد بلغك قال: ((فهل تستطيع أن تغيب وجهك عني))قال: فلما قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم وخرج الناس إلى مسيلمة الكذاب قلت: لأخرجن إلى مسيلمة الكذاب لعلي أقتله فأكافئ به حمزة فخرجت مع الناس وكان من أمره ما كان). [أسباب النزول: 293]


روابط ذات صلة:
- أقوال المفسرين



محمد أبو زيد 1 شعبان 1434هـ/9-06-2013م 03:13 PM

ما ورد في نزول قوله تعالى: (وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ (126) )
قالَ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الوَاحِدِيُّ (ت: 468هـ): (قوله عز وجل: {اُدعُ إِلى سَبيلِ رَبِّكَ بِالحِكمَةِ} الآية.
أخبرنا أبو منصور محمد بن محمد المنصوري قال: أخبرنا علي بن عمر الحافظ قال: حدثنا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز قال: حدثنا الحكم بن موسى قال: حدثنا إسماعيل بن عياش عن عبد الملك بن أبي غنية عن الحكم بن عتيبة عن مجاهد عن ابن عباس قال:
[أسباب النزول: 289]
لما انصرف المشركون عن قتلى أحد انصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم فرأى منظرًا ساءه ورأى حمزة قد شق بطنه واصطلم أنفه وجدعت أذناه قال:((لولا أن تحزن النساء أو يكون سنة بعدي لتركته حتى يبعثه الله تعالى من بطون السباع والطير لأقتلن مكانه سبعين رجلاً منهم)) ثم دعا ببردة فغطى بها وجهه فخرجت رجلاه فجعل على رجليه شيئًا من الإذخر ثم قدمه وكبر عليه عشرًا ثم جعل يجاء بالرجل فيوضع وحمزة مكانه حتى صلى عليه سبعين صلاة وكان القتلى سبعين فلما دفنوا وفرغ منهم نزلت هذه الآية:{اُدعُ إِلى سَبيلِ رَبِّكَ بِالحِكمَةِ وَالمَوعِظَةِ الحَسَنَةِ}إلى قوله تعالى: {وَاِصبِر وَما صَبرُكَ إِلّا بالله} فصبر ولم يمثل بأحد.
أخبرنا إسماعيل بن إبراهيم الواعظ قال: حدثنا أبو العباس أحمد بن محمد بن عيسى الحافظ قال: حدثنا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز قال: حدثنا بشر بن الوليد الكندي قال: حدثنا صالح المري قال: حدثنا سليمان التيمي عن أبي عثمان النهدي عن أبي هريرة قال: أشرف النبي صلى الله عليه وسلم على حمزة فرآه صريعًا فلم ير شيئًا كان أوجع لقلبه منه وقال: ((والله لأقتلن بك سبعين منهم)) فنزلت: {وَإِن عاقَبتُم فَعاقِبوا بِمِثلِ ما عُوقِبتُم بِهِ وَلَئِن صَبَرتُم لَهُوَ خَيرٌ لِّلصابِرينَ}.
[أسباب النزول: 290]
أخبرنا أبو حسان المزكي قال: أخبرنا أبو العباس محمد بن إسحاق حدثنا موسى بن إسحاق قال: حدثنا يحيى بن عبد الحميد الحماني قال: حدثنا قيس عن ابن أبي ليلى عن الحكم عن مقسم عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم قتل حمزة ومثل به: ((لئن ظفرت بقريش لأمثلن بسبعين رجلاً منهم)) فأنزل الله عز وجل:{وَإِن عاقَبتُم فَعاقِبوا بِمِثلِ ما عُوقِبتُم بِهِ وَلَئِن صَبَرتُم لَهُوَ خَيرٌ لِّلصابِرينَ}فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((بل نصبر يا رب)).
قال المفسرون: إن المسلمين لما رأوا ما فعل المشركون بقتلاهم يوم أحد من تبقير البطون وقطع المذاكير والمثلة السيئة قالوا حين رأوا ذلك: لئن أظفرنا الله عليهم لنزيدن على صنيعهم ولنمثلن بهم مثلة لم يمثلها أحد من العرب بأحد قط ولنفعلن ولنفعلن ووقف رسول الله صلى الله عليه وسلم على عمه حمزة وقد جدعوا أنفه وأذنه وقطعوا مذاكيره وبقروا بطنه وأخذت هند بنت عتبة قطعة من كبده فمضغتها ثم استرطتها لتأكلها فلم تلبث في بطنها حتى رمت بها فبلغ ذلك نبي الله صلى الله عليه وسلم فقال: ((أما إنها لو أكلتها لم تدخل النار أبدًا حمزة أكرم على الله من أن يدخل شيئًا من جسده النار)) فلما نظر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى حمزة نظر إلى شيء لم ينظر قط إلى شيء كان أوجع لقلبه منه فقال: ((رحمة الله عليك إنك ما علمت كنت وصولاً للرحم فعالاً للخيرات ولولا حزن من بعدك عليك لسرني أن أدعك حتى تحشر من أجواف شتى أما والله لئن أظفرني الله تعالى بهم لأمثلن بسبعين منهم مكانك)) فأنزل الله تعالى: {وَإِن عاقَبتُم
[أسباب النزول: 291]
فَعاقِبوا بِمِثلِ ما عُوقِبتُم بِهِ}، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((بلى نصبر)) وأمسك عما أراد وكفر عن يمينه.
قال الشيخ الإمام أبو الحسن: ونحتاج أن نذكر ههنا مقتل حمزة: أخبرنا عمرو بن أبي عمرو المزكي قال: أخبرنا محمد بن مكي قال: حدثنا محمد بن يوسف قال: حدثنا محمد بن إسماعيل الجعفي قال: أخبرنا أبو جعفر محمد بن عبد الله حدثنا حجين بن المثنى قال: حدثنا عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة وأخبرنا محمد بن إبراهيم بن محمد بن يحيى قال: أخبرنا والدي قال: أخبرنا محمد بن إسحاق الثقفي قال: حدثنا سعيد بن يحيى الأموي قال: حدثني أبي عن محمد بن إسحاق حدثنا عبد الله بن الفضل بن عياش بن أبي ربيعة عن سليمان بن يسار عن جعفر بن عمرو بن أمية الضمري قال: خرجت أنا وعبيد الله بن عدي بن الخيار فمررنا بحمص فلما قدمناها قال لي عبيد الله بن عدي: هل لك أن نأتي وحشيًا نسأله كيف كان قتله حمزة؟ قلت له: إن شئت فخرجنا نسأل عنه فقال لنا رجل: أما إنكما ستجدانه بفناء داره وهو رجل قد غلب عليه الخمر فإن تجداه صاحيًا تجدا رجلاً عربيًا وتجدا عنده بعض ما تريدان، فلما انتهينا إليه سلمنا عليه فرفع رأسه قلنا: جئناك لتحدثنا عن قتلك حمزة رحمة الله عليه فقال: أما إني سأحدثكما كما حدثت رسول الله صلى الله عليه وسلم حين سألني عن ذلك كنتغلامًا لجبير بن مطعم بن عدي بن نوفل وكان عمه طعيمة بن عدي قد أصيب يوم بدر فلما سارت قريش إلى أحد
[أسباب النزول: 292]
قال لي جبير بن مطعم: إن قتلت حمزة عم محمد بعمي طعيمة فأنت عتيق قال: فخرجت وكنت حبشيًا أقذف بالحربة قذف الحبشة قلما أخطئ بها شيئًا فلما التقى الناس خرجت أنظر حمزة وأتبصره حتى رأيته في عرض الجيش مثل الجمل الأورق يهد الناس بسيفه هدًا ما يقوم له شيء فوالله إني لأتهيأ له وأستتر منه بحجر أو شجر ليدنو مني إذ تقدمني إليه سباع بن عبد العزى فلما رآه حمزة رحمة الله عليه قال: هاهنا يا ابن مقطعة البظور قال: ثم ضربه فوالله ما أخطأ رأسه وهززت حربتي حتى إذا ما رضيت منها دفعتها إليه فوقعت في ثنته حتى خرجت من بين رجليه فذهب لينوء نحوي فغلب وتركته حتى مات ثم أتيته فأخذت حربتي ثم رجعت إلى الناس فقعدت في العسكر ولم يكن لي بغيره حاجة إنما قتلته لأعتق فلما قدمت مكة أعتقت فأقمت بها حتى فشا فيها الإسلام ثم خرجت إلى الطائف فأرسلوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم رسلا وقيل لي: إن محمدًا لا يهيج الرسل قال: فخرجت معهم حتى قدمت على النبي صلى الله عليه وسلم فلما رآني قال لي:((أنت وحشي؟))قلت: نعم قال:((أنت قتلت حمزة؟)) قلت: قد كان من الأمر ما قد بلغك قال: ((فهل تستطيع أن تغيب وجهك عني))قال: فلما قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم وخرج الناس إلى مسيلمة الكذاب قلت: لأخرجن إلى مسيلمة الكذاب لعلي أقتله فأكافئ به حمزة فخرجت مع الناس وكان من أمره ما كان). [أسباب النزول: 293] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ): (قوله تعالى: {وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ (126)}
أخرج الحاكم والبيهقي في الدلائل والبزار عن أبي هريرة أن
[لباب النقول: 158]
رسول الله صلى الله عليه وسلم وقف على حمزة حين استشهد، وقد مثل به فقال: ((لأمثلن بسبعين منهم مكانك))، فنزل جبريل والنبي صلى الله عليه وسلم واقف بخواتم سورة النحل: {وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به} إلى آخر السورة، فكف رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمسك عما أراد.
وأخرج الترمذي وحسنه والحاكم عن أبي بن كعب قال: لما كان يوم أحد أصيب من الأنصار أربعة وستون، ومن المهاجرون ستة منهم حمزة بن عبد المطلب فمثلوا بهم، فقالت الأنصار: لئن أصبنا منهم يوما مثل هذا لنربين عليهم في التمثيل، فلما كان يوم فتح مكة أنزل الله:{وإن عاقبتم فعاقبوا} الآية، وظاهر هذا تأخر نزولها إلى الفتح وفي الحديث الذي قبله نزولها بأحد، وجمع ابن الحصار بأنها نزلت أولا بمكة، ثم ثانيا في أحد، ثم ثالثا يوم الفتح، تذكيرا من الله لعباده). [لباب النقول: 159]
قَالَ مُقْبِلُ بنِ هَادِي الوَادِعِيُّ (ت: 1423هـ): (قوله تعالى:{وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ} [الآية: 126].
الترمذي [4 /133] حدثنا أبو عمار الحسين بن حريث حدثنا الفضل بن موسى عن عيسى بن عبيد عن الربيع بن أنس عن أبي العالية قال: حدثني أبي بن كعب قال: لما كان يوم أحد أصيب من الأنصار أربعة
[الصحيح المسند في أسباب النزول: 142]
وستون رجلا ومن المهاجرين ستة منهم حمزة، فمثلوا بهم فقالت الأنصار: لئن أصبنا منهم يوما مثل هذا لنربين عليهم، فلما كان يوم فتح مكة أنزل الله تعالى: {وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ} فقال رجل لا قريش بعد اليوم فقال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ((كفوا عن القوم إلا أربعة)).
هذا حديث حسن غريب من حديث أبي بن كعب.
الحديث في مسند أحمد من زوائد عبد الله [5 /135]، وابن حبان كما في [الموارد:411]، والطبراني في [الكبير :3 /157]، والحاكم [2 /359 ،446]، وقال في الموضعين صحيح الإسناد وسكت عليه الذهبي). [الصحيح المسند في أسباب النزول: 143]


روابط ذات صلة:
- أقوال المفسرين



الساعة الآن 04:41 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة