جمهرة العلوم

جمهرة العلوم (http://jamharah.net/index.php)
-   نزول القرآن (http://jamharah.net/forumdisplay.php?f=431)
-   -   نزول سورة النساء (http://jamharah.net/showthread.php?t=11407)

محمد أبو زيد 26 رجب 1434هـ/4-06-2013م 05:51 PM

ما ورد في نزول قوله تعالى: (فَلْيُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يَشْرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالْآَخِرَةِ وَمَنْ يُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيُقْتَلْ أَوْ يَغْلِبْ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا (74) )
قال أحمدُ بنُ عَلِيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله تعالى {فليقاتل في سبيل الله الذين يشرون الحياة الدنيا بالآخرة} [74]
قال الثعلبي معناه أنه يؤمر بالإيمان ثم بالقتال
قال وقال بعضهم معناه نزلت هذه الآية في المؤمنين المخلصين). [العجاب في بيان الأسباب: 2/916]


روابط ذات صلة:
- أقوال المفسرين


محمد أبو زيد 26 رجب 1434هـ/4-06-2013م 05:51 PM

ما ورد في نزول قوله تعالى: (وَمَا لَكُمْ لَا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَل لَنَا مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا وَاجْعَل لَنَا مِنْ لَدُنْكَ نَصِيرًا (75) )
قال أحمدُ بنُ عَلِيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله تعالى {وما لكم لا تقاتلون في سبيل الله} [75]
أخرج عبد بن حميد من رواية سعيد عن قتادة كان بمكة رجال ونساء وولدان من المسلمين فأمر الله نبيه أن يقاتل حتى يستنقذهم
وأخرج من رواية أبي يونس القوي قلت لسعيد بن جبير في قوله والمستضعفين
قال كان بمكة ناس مظلومون مقهورون). [العجاب في بيان الأسباب: 2/916]


روابط ذات صلة:
- أقوال المفسرين



محمد أبو زيد 26 رجب 1434هـ/4-06-2013م 05:52 PM

ما ورد في نزول قوله تعالى: (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ كُفُّوا أَيْدِيَكُمْ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآَتُوا الزَّكَاةَ فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ إِذَا فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَخْشَوْنَ النَّاسَ كَخَشْيَةِ اللَّهِ أَوْ أَشَدَّ خَشْيَةً وَقَالُوا رَبَّنَا لِمَ كَتَبْتَ عَلَيْنَا الْقِتَالَ لَوْلَا أَخَّرْتَنَا إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ قُلْ مَتَاعُ الدُّنْيَا قَلِيلٌ وَالْآَخِرَةُ خَيْرٌ لِمَنِ اتَّقَى وَلَا تُظْلَمُونَ فَتِيلًا (77) )
قالَ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الوَاحِدِيُّ (ت: 468هـ): (قوله تعالى: {أَلَم تَرَ إِلى الَّذينَ قيلَ لَهُم كُفّوا أَيدِيَكُم ...} الآية.
قال الكلبي: نزلت هذه الآية في نفر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم منهم عبد الرحمن بن عوف والمقداد بن الأسود وقدامة بن مظعون وسعد بن أبي وقاص كانوا يلقون من المشركين أذىً كثيرًا ويقولون: يا رسول الله ائذن لنا في قتال هؤلاء فيقول لهم: ((كفوا أيديكم عنهم فإني لم أومر بقتالهم)) فلما هاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة وأمرهم الله تعالى بقتال المشركين كرهه بعضهم وشق عليهم فأنزل الله تعالى هذه الآية.
[أسباب النزول: 159]
أخبرنا سعيد بن محمد بن أحمد العدل قال: أخبرنا أبو عمرو بن حمدان قال: أخبرنا الحسن بن سفيان قال: حدثنا محمد بن علي قال: سمعت أبي يقول: أخبرنا الحسين بن واقد عن عمرو بن دينار عن عكرمة عن ابن عباس أن عبد الرحمن بن عوف وأصحابا له أتوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم بمكة فقالوا: يا نبي الله كنا في عز ونحن مشركون فلما آمنا صرنا أذلة فقال: ((إني أمرت بالعفو فلا تقاتلوا القوم)) فلما حوله الله إلى المدينة أمره بالقتال فكفوا فأنزل الله تعالى: {أَلَم تَرَ إِلى الَّذينَ قيلَ لَهُم كُفّوا أَيدِيَكُم}). [أسباب النزول: 160]
قال أحمدُ بنُ عَلِيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله تعالى {ألم تر إلى الذين قيل لهم كفوا أيديكم وأقيموا الصلاة} [الآية: 77]
1 - أخرج الطبري والفاكهي في كتاب مكة والحسن بن سفيان في مسنده وابن أبي حاتم من رواية الحسين بن واقد عن عمرو بن دينار عن عكرمة عن ابن عباس إن عبد الرحمن بن عوف وأصحابا له أتوا النبي بمكة فشكوا إنا كنا في عز ونحن مشركون فلما آمنا صرنا أذلة فقال إني أمرت بالعفو فلا تقتلوا القوم فلما حوله الله تعالى إلى المدينة أمره بالقتال فكفوا فأنزل الله تعالى هذه الآية
وأخرج الطبري وابن أبي حاتم من طريق أسباط بن نصر عن السدي قال هم قوم أسلموا قبل أن يفرض عليهم القتال ولم يكن عليهم إلا الصلاة والزكاة فسألوا الله أن يفرض عليهم القتال فلما كتب عليهم إذا فريق منهم يكره ذلك فذكر الخبر
ومن طريق سنيد بسنده إلى عكرمة نحوه
ومن طريق سعيد بن أبي عروبة وعبد ابن حميد من طريق شيبان كلاهما
[العجاب في بيان الأسباب: 2/917]
عن قتادة قال ذكر لنا أن أناسا من الصحابة وهم يومئذ بمكة قبل الهجرة فزعموا إلى القتال وسرعوا فيه حتى قالوا للنبي ذرنا نتخذ معنا معاول للمشركين فنهاهم عن ذلك وقال لم أؤمر بالقتال فلما كانت الهجرة أمروا بالقتال فكره ذلك بعض وقالوا فيه ما تسمعون فقال الله تعالى قل متاع الدنيا قليل والآخرة خير لمن اتقى
وقال مقاتل بن سليمان نزلت في عبد الرحمن بن عوف وسعد بن أبي وقاص وهما من بني زهرة وقدامة بن مظعون والمقداد بن الأسود وذلك أنهم استأذنوا في قتال كفار مكة لما يلقون منهم من الأذى فقال لم أؤمر بالقتال فلما هاجر إلى المدينة وأذن بالقتال كره بعضهم ذلك
وذكر مقاتل المذكور أن من هذا الفريق طلحة بن عبيد الله
كذا قال ولعله كان ممن قال ذلك أولا وأما الفريق الذين قالوا لم كتبت علينا القتال فاللائق أنهم ممن لم يرسخ الإيمان في قلبه وطلحة كان من الراسخين
ونقل الثعلبي عن الكلبي قال نزلت فذكر نحو مقاتل إلا تسمية طلحة
2 - قول آخر أخرج الطبري من طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد ألم تر إلى
[العجاب في بيان الأسباب: 2/918]
الذين قيل لهم كفوا أيديكم الآية نزلت في يهود
ومن طريق عطية العوفي عن ابن عباس نحوه وزاد أن تصنعوا كصنيعهم). [العجاب في بيان الأسباب: 2/919]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ): (قوله تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ كُفُّوا أَيْدِيَكُمْ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآَتُوا الزَّكَاةَ فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ إِذَا فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَخْشَوْنَ النَّاسَ كَخَشْيَةِ اللَّهِ أَوْ أَشَدَّ خَشْيَةً وَقَالُوا رَبَّنَا لِمَ كَتَبْتَ عَلَيْنَا الْقِتَالَ لَوْلَا أَخَّرْتَنَا إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ قُلْ مَتَاعُ الدُّنْيَا قَلِيلٌ وَالْآَخِرَةُ خَيْرٌ لِمَنِ اتَّقَى وَلَا تُظْلَمُونَ فَتِيلًا (77)}
أخرج النسائي والحاكم عن ابن عباس أن عبد الرحمن بن عوف وأصحابا له أتوا النبي صلى الله عليه وسلم، فقالوا: يا نبي الله كنا في عز ونحن مشركون فلما آمنا صرنا أذلة، قال: ((إتي أمرت بالعفو فلا تقاتلوا القوم))، فلما حوله الله إلى المدينة أمره بالقتال فكفوا. فأنزل الله: {ألم تر إلى الذين قيل لهم كفوا أيديكم} الآية). [لباب النقول:84]
قَالَ مُقْبِلُ بنِ هَادِي الوَادِعِيُّ (ت: 1423هـ): (قوله تعالى:{أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ كُفُّوا أَيْدِيَكُمْ وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ} [الآية: 77].
النسائي [6 /3] أخبرنا محمد بن علي بن الحسين بن شقيق قال: أنبأنا أبي قال أنبأنا الحسين بن واقد عن عمرو بن دينار عن عكرمة عن ابن عباس أن عبد الرحمن بن عوف وأصحابا له أتوا النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم بمكة فقالوا: يا رسول الله إنا كنا في عزة ونحن مشركون فلما آمنا صرنا أذلة، فقال: ((إني أمرت بالعفو فلا تقاتلوا، فلما حولنا الله إلى المدينة أمرنا بالقتال فكفوا فأنزل الله عز وجل {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ كُفُّوا أَيْدِيَكُمْ وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ} )).
الحديث أخرجه الحاكم [2 /66 ،307] وقال في الموضعين
[الصحيح المسند في أسباب النزول: 79]
صحيح على شرط البخاري ولم يخرجاه، وسكت عليه الذهبي وفيما قالاه نظر فإن حسين بن واقد ليس من رجال البخاري فالأولى أن يقال: رجاله رجال الصحيح فإن حسينا من رجال مسلم وعكرمة من رجال البخاري ومن رجال مسلم مقرونا بآخر وأخرجه ابن جرير [5 /171] ). [الصحيح المسند في أسباب النزول: 80]


روابط ذات صلة:
- أقوال المفسرين


محمد أبو زيد 26 رجب 1434هـ/4-06-2013م 05:52 PM

ما ورد في نزول قوله تعالى: (أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِكُكُمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنْتُمْ فِي بُرُوجٍ مُشَيَّدَةٍ وَإِنْ تُصِبْهُمْ حَسَنَةٌ يَقُولُوا هَذِهِ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَقُولُوا هَذِهِ مِنْ عِنْدِكَ قُلْ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ فَمَالِ هَؤُلَاءِ الْقَوْمِ لَا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ حَدِيثًا (78) )
قالَ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الوَاحِدِيُّ (ت: 468هـ): (قوله تعالى: {أَينَما تَكونوا يُدرِككُّمُ المَوتُ}
قال ابن عباس في رواية أبي صالح: لما استشهد الله من المسلمين من استشهد يوم أحد قال المنافقون الذين تخلفوا عن الجهاد: لو كان إخواننا الذين قتلوا عندنا ما ماتوا وما قتلوا فأنزل الله تعالى هذه الآية). [أسباب النزول: 160]
قال أحمدُ بنُ عَلِيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله تعالى {أين ما تكونوا يدرككم الموت ولو كنتم في بروج مشيدة} [الآية: 78]
1 - قال الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس لما استشهد الله من المسلمين من استشهد يوم أحد قال المنافقون الذين تخلفوا عن الجهاد لو كان إخواننا الذين قتلوا عندنا ما ماتوا وما قتلوا فأنزل الله عز وجل هذه الآية
2 - قول آخر قال الطبري حدثنا علي بن سهل ثنا مؤمل بن إسماعيل نا أبو همام ثنا كثير أبو الفضل ح وقال ابن أبي حاتم نا أبو سعيد بن يحيى بن سعيد القطان نا عيسى نا حميد الرؤاسي واللفظ له قال ثنا كثير
[العجاب في بيان الأسباب: 2/919]
الكوفي ثنا مجاهد أبو الحجاج قال كان قبل أن يبعث النبي
وفي رواية مؤمل كان فيمن كان قبلكم امرأة وكان لها أجير فولدت فقالت لأجيرها انطلق فاقتبس لي نارا فانطلق الأجير فإذا هو برجلين قائمين على الباب فقال أحدهما لصاحبه ما ولدت فقال ولدت جارية فقال أحدهما لصاحبه لا تموت هذه الجارية حتى تزني بمئة ويتزوجها الأجير ويكون موتها بعنكبوت فقال الأجير أما والله لأكذبن حديثكما فرمى بما في يده وأخذ السكين فشحذها وقال ألا تراني أتزوجها بعد ما تزني بمئة قال مجاهد ففرى كبدها ورمى بالسكين وظن أنه قد قتلها
وقال مؤمل في روايته فخرج فوجد بالباب رجلا فقال له ما ولدت هذه المرأة قال جارية قال أما إن هذه الجارية فذكره لكن قال وأخذ شفرة فدخل فشق بطن الصبية فصاحت الصبية فقامت أمها فرأت بطنها قد شق فخاطته وداوته حتى برئت وفي رواية مؤمل وخرج على وجهه فركب البحر وخيط بطن الصبية وعولجت فبرئت فكانت تبغي فأتت ساحلا من سواحل فأقامت فيه تبغي ولبث الرجل ما شاء الله ثم قدم ذلك الساحل ومعه مال كثير
وفي رواية عيسى وركب الأجير رأسه فلبث ما شاء الله أن يلبث وأصاب الأجير مالا فأراد أن يطلع أرضه فينظر من مات منهم ومن حي فأقبل حتى نزل على عجوز وقال للعجوز ابغي لي أحسن امرأة في البلد أصيب منها وأعطيها فانطلقت العجوز إلى تلك المرأة وهي أحسن جارية في البلد فدعتها إلى الرجل وقالت تصيبين منه معروفا
[العجاب في بيان الأسباب: 2/920]
وفي رواية مؤمل فقال لامرأة من أهل الساحل ابغيني امرأة من أجمل امرأة في القرية أتزوجها فقال ها هنا امرأة من أجمل الناس لكنها تبغي قال ائتيني بها
إلى هنا انتهى ما وجد من أسباب النزول لشيخ الإسلام العالم العلامة الحافظ الشيخ شهاب الدين أبي الفضل أحمد بخطه
انتهى ذلك وكتبه من أوله إلى أثناء قوله نساؤكم حرث أني شئتم من خط الشيخ الإمام العامل العالم العلامة كمال الدين ومن أثناء قوله نساؤكم حرث لكم إلى هنا من خط الشيخ الإمام الحافظ مؤلف هذا الكتاب شيخ الإسلام الشيخ شهاب الدين أمده الله بالرحمة والرضوان عبد الحق بن محمد السنباطي غفر الله له ولوالديه ولمشايخه ولمن دعا لهم بالغفرة ولجميع المسلمين وكان الفراغ من كتابة ذلك في الليلة المسفر صباحها عن الساد من شهر شوال المبارك سنة تسع وثمانين وثمانمئة بخير بمحمد وآله وصحبه وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم). [العجاب في بيان الأسباب: 2/921]

روابط ذات صلة:
- أقوال المفسرين



محمد أبو زيد 26 رجب 1434هـ/4-06-2013م 05:58 PM

ما ورد في نزول قوله تعالى: (وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا (83) )
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ): (قوله تعالى: {وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا (83)}
روى مسلم عن عمر بن الخطاب قال: لما اعتزل النبي صلى الله عليه وسلم نساءه دخلت المسجد، فإذا الناس ينكتون بالحصى وبقولون: طلق رسول الله نساءه، فقمت على باب المسجد فناديت بأعلى صوتي لم يطلق نساءه، فنزلت هذه الآية: {وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم} فكنت أنا استنبط ذلك الأمر وأنزل الله عز وجل آية التخيير). [لباب النقول:84]
قَالَ مُقْبِلُ بنِ هَادِي الوَادِعِيُّ (ت: 1423هـ): (قوله تعالى:{وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ} [الآية: 83].
قال الإمام مسلم رحمه الله [10 /82]: حدثني زهير بن حرب حدثنا عمر بن يونس الحنفي حدثنا عكرمة بن عمار عن سماك أبي زميل حدثني عبد الله بن عباس حدثني عمر بن الخطاب قال: لما اعتزل رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم نساءه قال: دخلت المسجد فإذا الناس ينكتون بالحصى ويقولون: طلق رسول الله نساءه، وذلك قبل أن يؤمرن بالحجاب. قال عمر: فقلت لأعلمن ذلك اليوم قال: فدخلت على عائشة فقلت: يا بنت أبي بكر أقد بلغ من شأنك أن تؤذي رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فقالت: مالي ومالك يا ابن الخطاب عليك بعيبتك قال: فدخلت على حفصة بنت عمر فقلت لها: يا حفصة أقد بلغ من شأنك أن تؤذي رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم والله لقد علمت أن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم لا يحبك ولولا أنا لطلقك رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فبكت أشد البكاء، فقلت لها: أين رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم؟ قالت: هو في خزانته في المشربة، فدخلت فإذا أنا برباح غلام رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم قاعدا على أسكفةالمشربة مدل رجليه على نقير من خشب، وهو جذع يرقى عليه رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وينحدر، فناديت يا رباح استأذن لي عندك على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، فنظر رباح إلى الغرفة ثم نظر إلي فلم يقل شيئا، ثم قلت: يا رباح استأذن لي عندك على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم. فنظر رباح إلى الغرفة ثم نظر إلي فلم يقل شيئا. ثم رفعت صوتي فقلت: يا رباح استأذن لي عندك على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فإني أظن أن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ظن أني إنما جئت من أجل حفصة والله لئن أمرني رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم بضرب عنقها لأضربن عنقها، ورفعت صوتي فأومأ إلي أن ارقه، فدخلت على رسول الله صلى الله عليه وعلى آلهوسلم وهو مضطجع على حصير فجلست فأدنى عليه إزاره وليس عليه غيره وإذا الحصير قد أثر في جنبه،
[الصحيح المسند في أسباب النزول: 80]
فبكت أشد البكاء، فقلت لها: أين رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم؟ قالت: هو في خزانته في المشربة، فدخلت فإذا أنا برباح غلام رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم قاعدا على أسكفة المشربة مدل رجليه على نقير من خشب، وهو جذع يرقى عليه رسول الله صلى الله عليهوعلى آله وسلم وينحدر، فناديت يا رباح استأذن لي عندك على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، فنظر رباح إلى الغرفة ثم نظر إلي فلم يقل شيئا، ثم قلت: يا رباح استأذن لي عندك على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم. فنظر رباح إلى الغرفة ثم نظر إلي فلم يقل شيئا. ثم رفعت صوتي فقلت: يا رباح استأذن لي عندك على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فإني أظن أن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ظن أني إنما جئت من أجل حفصة والله لئن أمرني رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم بضرب عنقها لأضربن عنقها، ورفعت صوتي فأومأ إلي أن ارقه، فدخلت على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وهو مضطجع على حصير فجلست فأدنى عليه إزاره وليس عليه غيره وإذا الحصير قدأثر في جنبه، فنظرت ببصري في خزانة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فإذا أنا بقبضة من شعير نحو الصاع ومثلها قرظا من ناحية الغرفة وإذا أفيق معلق، قال: فابتدرت عيناي. قال: ((ما يبكيك يا ابن الخطاب))؟ قلت: يا نبي الله وما لي لا أبكي، وهذا الحصير قد أثر في جنبك، وهذه خزانتك لا أرى فيها إلا ما أرى، وذاك قيصر وكسرى في الثمار والأنهار، وأنت رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وصفوته وهذه خزانتك. فقال:((يا ابن الخطاب ألا ترضى أن تكون لنا الآخرة ولهم الدنيا)). قلت: بلى. قال ودخلت عليه حين دخلت وأنا أرى في وجهه الغضب. فقلت: يا رسول الله ما يشق عليك من شأن النساء، فإن كنت طلقتهن فإن الله معك وملائكته وجبريل وميكائيل وأنا وأبو بكر والمؤمنون معك وقلما تكلمت وأحمد الله بكلام إلا رجوت أن يكون الله يصدق قولي الذي أقول ونزلت الآية، آية التخيير {إِنْ تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا وَإِنْ تَظَاهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَلائِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ عَسَى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ أَنْ يُبْدِلَهُ أَزْوَاجًا خَيْرًا مِنْكُنَّ مسلمات} وكانت عائشة بنت أبي بكر وحفصة تظاهرات على سائر نساء النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فقلت: يا رسول الله أطلقتهن، قال: ((لا)) قلت: يا رسول الله إني دخلت المسجد والناس ينكتون بالحصى يقولون: طلق رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم نساءه، فأنزل فأخبرهم أنك لم تطلقهن، قال: ((نعم إن شئت)). فلم أزل أحدثه حتى تحسر الغضب عن وجهه وحتى كشر فضحك وكان من أحسن الناس ثغرا ثم نزل نبي الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ونزلت أتشبث بالجزع ونزل رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم كأنما يمشي على الأرض ما يمسه بيده فقلت: يا رسول الله إنما كنت في الغرفة تسعة وعشرين؟ قال: ((إن الشهر يكون تسعا وعشرين)) فقمت على باب المسجد فناديت بأعلى صوتي لم يطلق رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم نساءه، ونزلت الآية {وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لعلمه الذين يستنبطونه منهم} فكنت أنا استنبطت ذلك وأنزل الله عز وجل آية التخيير). [الصحيح المسند في أسباب النزول: 81]


روابط ذات صلة:
- أقوال المفسرين


محمد أبو زيد 26 رجب 1434هـ/4-06-2013م 06:00 PM

ما ورد في نزول قوله تعالى: (فَمَا لَكُمْ فِي الْمُنَافِقِينَ فِئَتَيْنِ وَاللَّهُ أَرْكَسَهُمْ بِمَا كَسَبُوا أَتُرِيدُونَ أَنْ تَهْدُوا مَنْ أَضَلَّ اللَّهُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ سَبِيلًا (88) )
قالَ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الوَاحِدِيُّ (ت: 468هـ): (قوله تعالى: {فَما لَكُم في المُنافِقينَ فِئَتَينِ ...} الآية.
أخبرنا محمد بن إبراهيم بن محمد بن يحيى قال: حدثنا أبو عمرو إسماعيل بن نجيد قال: حدثنا يوسف بن يعقوب القاضي قال: حدثنا عمرو بن مرزوق قال: حدثنا شعبة عن عدي بن ثابت عن عبد الله بن يزيد بن ثابت أن قومًا خرجوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أحد فرجعوا فاختلف فيهم المسلمون فقالت فرقة: نقتلهم وقالت فرقة: لا نقتلهم فنزلت هذه الآية.
[أسباب النزول: 160]
رواه البخاري عن بندار عن غندر. ورواه مسلم عن عبد الله بن معاذ عن أبيه كلاهما عن شعبة.
أخبرنا عبد الرحمن بن حمدان العدل قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن مالك قال: حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: حدثني أبي قال: حدثنا الأسود بن عامر قال: حدثنا حماد بن سلمة عن محمد بن إسحاق عن يزيد بن عبد الله بن قسيط عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبيه أن قومًا من العرب أتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسلموا وأصابوا وباء المدينة وحماها فأركسوا فخرجوا من المدينة فاستقبلهم نفر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: ما لكم رجعتم؟ فقالوا: أصابنا وباء المدينة فاجتويناها فقالوا: ما لكم في رسول الله أسوة حسنة فقال بعضهم: نافقوا وقال بعضهم: لم ينافقوا هم مسلمون فأنزل الله تعالى: {فَما لَكُم في المُنافِقينَ فِئَتينِ وَاللهُ أَركَسَهُم بِما كَسَبوا} الآية.
وقال مجاهد في هذه الآية: هم قوم خرجوا من مكة حتى جاءوا المدينة يزعمون أنهم مهاجرون ثم ارتدوا بعد ذلك فاستأذنوا النبي عليه السلام إلى مكة ليأتوا ببضائع لهم يتجرون فيها فاختلف فيهم المؤمنون فقائل يقول: هم منافقون وقائل يقول: هم مؤمنون فبين الله تعالى نفاقهم وأنزل هذه الآية
[أسباب النزول: 161]
وأمر بقتلهم في قوله: {فَإِن تَوَلوَّا فَخُذوهُم وَاِقتُلُوهُم حَيثُ وَجَد تُّموهُم} فجاءوا ببضائعهم يريدون هلال بن عويمر الأسلمي وبينه وبين النبي صلى الله عليه وسلم حلف وهو الذي حصر صدره أن يقاتل المؤمنين فرفع عنهم القتل بقوله تعالى: {إِلّا الَّذينَ يَصِلونَ إِلى قَومٍ} الآية). [أسباب النزول: 162]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ): (قوله تعالى: {فَمَا لَكُمْ فِي الْمُنَافِقِينَ فِئَتَيْنِ وَاللَّهُ أَرْكَسَهُمْ بِمَا كَسَبُوا أَتُرِيدُونَ أَنْ تَهْدُوا مَنْ أَضَلَّ اللَّهُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ سَبِيلًا (88)}
روى الشيخان وغيرهما عن زيد بن ثابت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج إلى أحد فرجع ناس خرجوا معه، فكان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فيهم فرقتين فرقة تقول نقتلهم، وفرقة تقول لا، فأنزل الله: {فما لكم في المنافقين فئتين}.
(ك) وأخرج سعيد بن منصور، وابن أبي حاتم عن ابن سعد بن معاذ قال: خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس، فقال: ((من لي بمن يؤذيني ويجمع في بيته من يؤذيني))، فقال سعد بن معاذ: إن كان من الأوس قتلناه، وإن كان من إخواننا من الخزرج أمرتنا فأطعناك، فقام سعد بن عبادة فقال: ما بك يا ابن معاذ طاعة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولكن عرفت ما هو منك، فقام أسيد بن حضير، فقال: إنك يا ابن عبادة منافق تحب النفاق، فقام محمد بن مسلمة، فقال: اسكتوا يا أيها الناس فإن فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم
[لباب النقول:84]
وهو يأمرنا فننفذ أمره، فأنزل الله {فما لكم في المنافقين فئتين} الآية.
وأخرج أحمد عن عبد الرحمن بن عوف أن قوما من العرب أتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة فأسلموا وأصابهم وباء المدينة وحماها فأركسوا فخرجوا من المدينة فاستقبلهم نفر من الصحابة، فقالوا لهم: ما لكم رجعتم؟ قالوا: أصابنا وباء المدينة، فقالوا: أما لكم في رسول الله أسوة حسنة؟ فقال بعضهم نافقوا، وقال بعضهم لم ينافقوا، فأنزل الله {فما لكم في المنافقين فئتين} الآية
في إسناده تدليس وانقطاع). [لباب النقول:85]
قَالَ مُقْبِلُ بنِ هَادِي الوَادِعِيُّ (ت: 1423هـ): (قوله تعالى:{فَمَا لَكُمْ فِي الْمُنَافِقِينَ فِئَتَيْنِ} [الآية: 88].
[الصحيح المسند في أسباب النزول: 81]
قال الإمام البخاري رحمه الله [8 /359] حدثنا أبو الوليد حدثنا شعبة عن عدي بن ثابت سمعت عبد الله بن يزيد يحدث عن زيد بن ثابت رضي الله عنه قال: لما خرج رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم إلى أحد رجع ناس ممن خرج معه وكان أصحاب النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فرقتين: فرقة تقول نقاتلهم وفرقة تقول لا نقاتلهم فنزلت: {فَمَا لَكُمْ فِي الْمُنَافِقِينَ فِئَتَيْنِ وَاللَّهُ أَرْكَسَهُمْ بِمَا كَسَبُوا} وقال: إنها طيبة تنفي الذنوب كما تنفي النار خبث الحديد.
الحديث أخرجه أيضا في التفسير [9 /325] ومسلم [17 /123] والترمذي وقال هذا حديث حسن صحيح [4 /89]. وأحمد في [المسند: 5 /184، 187-188] وابن جرير [5 /192] والطبراني في [الكبير: 5 /129] ). [الصحيح المسند في أسباب النزول: 82]


روابط ذات صلة:
- أقوال المفسرين


محمد أبو زيد 26 رجب 1434هـ/4-06-2013م 06:00 PM

ما ورد في نزول قوله تعالى: (إِلَّا الَّذِينَ يَصِلُونَ إِلَى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ أَوْ جَاءُوكُمْ حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ أَنْ يُقَاتِلُوكُمْ أَوْ يُقَاتِلُوا قَوْمَهُمْ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَسَلَّطَهُمْ عَلَيْكُمْ فَلَقَاتَلُوكُمْ فَإِنِ اعْتَزَلُوكُمْ فَلَمْ يُقَاتِلُوكُمْ وَأَلْقَوْا إِلَيْكُمُ السَّلَمَ فَمَا جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ عَلَيْهِمْ سَبِيلًا (90) )
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ): (قوله تعالى: {إِلَّا الَّذِينَ يَصِلُونَ إِلَى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ أَوْ جَاءُوكُمْ حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ أَنْ يُقَاتِلُوكُمْ أَوْ يُقَاتِلُوا قَوْمَهُمْ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَسَلَّطَهُمْ عَلَيْكُمْ فَلَقَاتَلُوكُمْ فَإِنِ اعْتَزَلُوكُمْ فَلَمْ يُقَاتِلُوكُمْ وَأَلْقَوْا إِلَيْكُمُ السَّلَمَ فَمَا جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ عَلَيْهِمْ سَبِيلًا (90)}
أخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه عن الحسن أن سراقة بن مالك المدلجي حدثتهم قال: لما ظهر النبي صلى الله عليه وسلم على أهل بدر وأحد وأسلم من حولهم. قال سراقة: بلغني أنه يريد أن يبعث خالد بن الوليد إلى قومي بني مدلج فأتيته فقلت: أنشدك النعمة، بلغني أنك تريد أن تبعث إلى قومي وأنا أريد أن توادعهم، فإن أسلم قومك أسلموا ودخلوا في الإسلام، وإن لم يسلموا لم يحسن تغليب قومك عليهم، فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بيد خالد، فقال: اذهب معه فافعل ما يريد. فصالحهم خالد على أن لا يعينوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم وإن أسلمت قريش أسلموا معهم، وأنزل الله {إلا الذين يصلون إلى قوم بينكم وبينهم ميثاق} فكان من وصل إليهم كان معهم على عهدهم.
وأخرج أبن أبي حاتم عن ابن عباس قال نزلت: {إلا الذين يصلون إلى قوم بينكم وبينهم ميثاق} في هلال بن عويمر الأسلمي وسراقة بن مالك المدلجي، وفي بني خزيمة بن عامر بن عبد مناف.
وأخرج أيضا عن مجاهد أنها
[لباب النقول:85]
نزلت في هلال بن عويمر الأسلمي، وكان بينه وبين المسلمين عهد، وقصده ناس من قومه فكره أن يقاتل المسلمين وكره أن يقاتل قومه). [لباب النقول:86]


روابط ذات صلة:
- أقوال المفسرين


محمد أبو زيد 26 رجب 1434هـ/4-06-2013م 06:00 PM

ما ورد في نزول قوله تعالى: (وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ أَنْ يَقْتُلَ مُؤْمِنًا إِلَّا خَطَأً وَمَنْ قَتَلَ مُؤْمِنًا خَطَأً فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ وَدِيَةٌ مُسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ إِلَّا أَنْ يَصَّدَّقُوا فَإِنْ كَانَ مِنْ قَوْمٍ عَدُوٍّ لَكُمْ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ وَإِنْ كَانَ مِنْ قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ فَدِيَةٌ مُسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ وَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ تَوْبَةً مِنَ اللَّهِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا (92) )
قالَ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الوَاحِدِيُّ (ت: 468هـ): (قوله تعالى: {وما كانَ لِمُؤمِنٍ أَن يَقتُلَ مُؤمِنًا إِلّا خَطًا ...} الآية
أخبرنا أبو عبد الله بن أبي إسحاق قال: أخبرنا أبو عمرو بن نجيد قال: حدثنا أبو مسلم إبراهيم بن عبد الله قال: حدثنا ابن حجاج قال: حدثنا حماد قال: أخبرنا محمد بن إسحاق عن عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه أن الحارث بن يزيد كان شديدًا على النبي صلى الله عليه وسلم فجاء وهو يريد الإسلام فلقيه عياش بن أبي ربيعة والحارث يريد الإسلام وعياش لا يشعر فقتله فأنزل الله تعالى: {وَما كانَ لِمُؤمِنٍ أَن يَقتُلَ مُؤمِنًا إِلّا خَطًا} الآية.
وشرح الكلبي هذه القصة فقال: إن عياش بن أبي ربيعة المخزومي أسلم وخاف أن يظهر إسلامه فخرج هاربًا إلى المدينة فقدمها ثم أتى أطمًا من آطامها فتحصن فيه فجزعت أمه جزعًا شديدًا وقالت لابنيها أبي جهل والحارث بن هشام وهما أخواه لأمه والله لا يظلني سقف بيت ولا أذوق طعامًا ولا شرابًا حتى تأتوني به. فخرجا في طلبه وخرج معهم الحارث بن زيد بن أبي أنيسة حتى أتوا المدينة فأتوا عياشًا وهو في الأطم فقالا له: انزل فإن أمك لم يؤوها سقف بيت
[أسباب النزول: 162]
بعدك وقد حلفت لا تأكل طعامًا ولا شرابًا حتى ترجع إليها ولك الله علينا أن لا نكرهك على شيء ولا نحول بينك وبين دينك فلما ذكرا له جزع أمه وأوثقا له نزل إليهم فأخرجوه من المدينة وأوثقوه بنسع وجلده كل واحد منهم مائة جلدة ثم قدموا به على أمهم فقالت: والله لا أحلك من وثاقك حتى تكفر بالذي آمنت به ثم تركوه موثقًا في الشمس وأعطاهم بعض الذي أرادوا فأتاه الحارث بن زيد وقال عياش: والله لئن كان الذي كنت عليه هدى لقد تركت الهدى وإن كان ضلالة لقد كنت عليها فغضب عياش من مقالته وقال: والله لا ألقاك خاليًا إلا قتلتك ثم إن عياشًا أسلم بعد ذلك وهاجر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة ثم إن الحارث بن يزيد أسلم وهاجر بعد ذلك إلى رسول الله بالمدينة وليس عياش يومئذ حاضرًا ولم يشعر بإسلامه فبينا هو يسير بظهر قباء إذ لقي الحارث بن زيد فلما رآه حمل عليه فقتله فقال الناس: أي شيء صنعت إنه قد أسلم فرجع عياش إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله كان من أمري وأمر الحارث ما قد علمت: وإني لم أشعر بإسلامه حتى قتلته فنزل عليه جبريل عليه السلام بقوله: {وَما كانَ لِمُؤمِنٍ أَن يَقتُلَ مُؤمِنًا إِلّا خَطًا}). [أسباب النزول: 163]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ): (قوله تعالى: {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ أَنْ يَقْتُلَ مُؤْمِنًا إِلَّا خَطَأً وَمَنْ قَتَلَ مُؤْمِنًا خَطَأً فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ وَدِيَةٌ مُسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ إِلَّا أَنْ يَصَّدَّقُوا فَإِنْ كَانَ مِنْ قَوْمٍ عَدُوٍّ لَكُمْ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ وَإِنْ كَانَ مِنْ قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ فَدِيَةٌ مُسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ وَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ تَوْبَةً مِنَ اللَّهِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا (92)}
أخرج ابن جرير عن عكرمة قال: كان الحارث بن يزيد من بني عامر بن لؤي يعذب عياش بن أبي ربيعة مع أبي جهل ثم خرج الحارث مهاجرا إلى النبي صلى الله عليه وسلم فلقيه عياش بالحرة فعلاه بالسيف وهو يحسب أنه كافر، ثم جاء النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره، فنزلت {وما كان لمؤمن أن يقتل مؤمنا إلا خطأ} الآية
وأخرج نحوه عن مجاهد والسدي.
وأخرج ابن إسحاق وأبو يعلى والحارث بن أبي أسامة وأبو مسلم الكجي عن القاسم بن محمد نحوه.
وأخرج ابن أبي حاتم من طريق سعيد بن جبير عن ابن عباس نحوه). [لباب النقول:86]


روابط ذات صلة:
- أقوال المفسرين



محمد أبو زيد 26 رجب 1434هـ/4-06-2013م 06:01 PM

ما ورد في نزول قوله تعالى: (وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا (93) )
قالَ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الوَاحِدِيُّ (ت: 468هـ): (قوله تعالى: {وَمَن يَقتُل مُؤمِنًا مُتَعَمِّدًا ...} الآية.
قال الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس: إن مقيس بن صبابة وجد أخاه هشام بن صبابة قتيلاً في بني النجار وكان مسلمًا فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر له ذلك فأرسل رسول الله عليه السلام معه رسولاً من بني فهر فقال له: ((ائت بني النجار فأقرئهم السلام وقل لهم: إن رسول الله صلى الله عليه
[أسباب النزول: 163]
وسلم يأمركم إن علمتم قاتل هشام بن صبابة أن تدفعوه إلى أخيه فيقتص منه وإن لم تعلموا له قاتلاً أن تدفعوا إليه ديته)) فأبلغهم الفهري ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا: سمعًا وطاعة لله ولرسوله والله ما نعلم له قاتلاً ولكن نؤدي إليه ديته فأعطوه مائة من الإبل ثم انصرفا راجعين نحو المدينة وبينهما وبين المدينة قريب فأتى الشيطان مقيسًا فوسوس إليه فقال: أي شيء صنعت تقبل دية أخيك فيكون عليك سبة اقتل الذي معك فيكون نفس مكان نفس وفضل الدية ففعل مقيس ذلك فرمى الفهري بصخرة فشدخ رأسه ثم ركب بعيرًا منها وساق بقيتها راجعًا إلى مكة كافرًا وجعل يقول في شعره:
قَتَلتُ بِهِ فِهرًا وَحَمَلتُ عِقلَهُ = سُراةَ بَني النَجارَ أَربابَ فارِعِ
وَأَدرَكتُ ثَأري وَاِضطَجَعتُ مُوسَدًا = وَكُنتُ إِلى الأَوثانِ أَولَ راجِعِ
فنزلت هذه الآية: {وَمَن يَقتُل مُؤمِنًا مُتَعَمِدًا} الآية.
ثم أهدر النبي عليه السلام دمه يوم فتح مكة فأدركه الناس بالسوق فقتلوه). [أسباب النزول: 164]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ): (قوله تعالى: {وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا (93)}
أخرج ابن جرير من طريق ابن جريح عن عكرمة: أن رجلا من الأنصار قتل أخا مقيس بن صبابة فأعطاه النبي صلى الله عليه وسلم الدية فقبلها ثم وثب على قاتل أخيه فقتله: فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((لا أؤمنه في حل ولا حرم)) فقتل يوم الفتح.
قال ابن جريح: وفيه نزلت هذه الآية {ومن يقتل مؤمنا متعمدا}. الآية). [لباب النقول:86]


روابط ذات صلة:
- أقوال المفسرين


محمد أبو زيد 26 رجب 1434هـ/4-06-2013م 06:01 PM

ما ورد في نزول قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَتَبَيَّنُوا وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلَامَ لَسْتَ مُؤْمِنًا تَبْتَغُونَ عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَعِنْدَ اللَّهِ مَغَانِمُ كَثِيرَةٌ كَذَلِكَ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلُ فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْكُمْ فَتَبَيَّنُوا إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا (94) )
قالَ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الوَاحِدِيُّ (ت: 468هـ): (قوله تعالى: {يا أَيُّها الَّذينَ آَمَنوا إِذا ضَرَبتُم في سَبيلِ اللهِ فَتَبَيَّنوا}
أخبرنا أبو إبراهيم إسماعيل بن إبراهيم الواعظ قال: أخبرنا أبو الحسين محمد بن أحمد بن حامد قال: أخبرنا أحمد بن الحسين بن عبد الجبار قال: حدثنا محمد بن عباد قال: حدثنا سفيان عن عمرو عن عطاء عن ابن عباس قال: لحق المسلمون رجلاً في غنيمة له فقال: السلام عليكم فقتلوه وأخذوا غنيمته فنزلت هذه الآية {وَلا تَقولوا لِمَن أَلقى إِليكُم السَلامَ لَستَ مُؤمِنًا تَبتَغونَ عَرَضَ
[أسباب النزول: 164]
الحَياةِ الدُنيا} أي تلك الغنيمة رواه البخاري عن علي بن عبد الله. ورواه مسلم عن أبي بكر بن أبي شيبة كلاهما عن سفيان.
وأخبرنا إسماعيل قال: أخبرنا أبو عمرو بن نجيد قال: حدثنا محمد بن الحسن بن الخليل قال: حدثنا أبو كريب قال: حدثنا عبيد الله عن إسرائيل عن سماك عن عكرمة عن ابن عباس قال: مر رجل من سليم على نفر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه غنم فسلم عليهم فقالوا: ما سلم عليكم إلا ليتعوذ منكم فقاموا إليه فقتلوه وأخذوا غنمه وأتوا بها رسول الله صلى الله عليه وسلم فأنزل الله تعالى: {يا أَيُّها الَّذينَ آَمَنوا إِذا ضَرَبتُم في سَبيلِ اللهِ فَتَبَيَّنوا}.
أخبرنا أبو بكر الأصفهاني قال: أخبرنا أبو الشيخ الحافظ قال: أخبرنا أبو يحيى الرازي قال: حدثنا سهل بن عثمان قال: حدثنا وكيع عن سفيان بن حبيب بن أبي عمرو عن سعيد بن جبير قال: خرج المقداد بن الأسود في سرية فمروا برجل في غنيمة له فأرادوا قتله فقال: لا إله إلا الله فقتله المقداد فقيل له: أقتلته وقد قال: لا إله إلا الله ود لو فر بأهله وماله فلما قدموا على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ذكروا ذلك له فنزلت: {يا أَيُّها الَّذينَ آَمَنوا إِذا ضَرَبتُم في سَبيلِ اللهِ فَتَبَيَّنوا}.
[أسباب النزول: 165]
وقال الحسن: إن أصحاب النبي عليه السلام خرجوا يطوفون فلقوا المشركين فهزموهم فشد منهم رجل فتبعه رجل من المسلمين وأراد متاعه فلما غشيه بالسنان قال: إني مسلم إني مسلم فكذبه ثم أوجره بالسنان فقتله وأخذ متاعه وكان قليلاً فرفع ذلك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ((قتلته بعد ما زعم أنه مسلم)) فقال: يا رسول الله إنما قالها متعوذًا قال: ((فهلا شققت عن قلبه؟)) قال: لما يا رسول الله؟ قال: ((لتنظر أصادق هو أم كاذب)) قال: وكنت أعلم ذلك يا رسول الله قال: ((ويك إنك إن لم تكن تعلم ذلك إنما كان يبين عنه لسانه)) قال: فما لبث القاتل أن مات فدفن فأصبح وقد وضع إلى جنب قبره قال: ثم عادوا فحفروا له وأمكنوا ودفنوه فأصبح وقد وضع إلى جنب قبره مرتين أو ثلاثًا فلما رأوا أن الأرض لا تقبله ألقوه في بعض تلك الشعاب قال: وأنزل الله تعالى هذه الآية.
قال الحسن: إن الأرض تجن من هو شر منه ولكن وعظ القوم أن لا يعودوا.
أخبرنا أبو نصر أحمد بن محمد المزكي قال: أخبرنا عبيد الله بن محمد بن بطة قال: أخبرنا أبو القاسم البغوي قال: حدثنا سعيد بن يحيى الأموي قال: حدثني أبي قال: حدثنا محمد بن إسحاق عن يزيد بن عبد الله بن قسيط عن القعقاع بن عبد الله بن أبي حدرد عن أبيه قال: بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في سرية إلى إضم قبل مخرجه إلى مكة
[أسباب النزول: 166]
قال: فمر بنا عامر الأضبط الأشجعي فحيانا تحية الإسلام فنزعنا عنه وحمل عليه محلم بن جثامة لشر كان بينه وبينه في الجاهلية فقتله واستلب بعيرًا له ووطاء ومتيعًا كان له. قال: فأنهينا شأننا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبرناه بخبره فأنزل الله تعالى: {يا أَيُّها الَّذينَ آَمَنوا إِذا ضَرَبتُم في سَبيلِ اللهِ فَتَبَيَّنوا} إلى آخر الآية.
وقال السدي: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم أسامة بن زيد على سرية فلقي مرداس بن نهيك الضمري فقتله وكان من أهل فدك ولم يسلم من قومه غيره وكان يقول: لا إله إلا الله محمد رسول الله ويسلم عليهم قال أسامة: فلما قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبرته فقال: ((قتلت رجلاً يقول لا إله إلا الله؟)) فقلت: يا رسول الله إنما تعوذ من القتل فقال: ((كيف أنت إذا خاصمك يوم القيامة بلا إله إلا الله؟)) قال: فما زال يرددها علي ((أقتلت رجلاً يقول لا إله إلا الله)) حتى تمنيت لو أن إسلامي كان يومئذ فنزلت {يا أيها الذين آمنوا إِذا ضَرَبتُم في سَبيلِ اللهِ فتبينوا} الآية ونحو هذا
قال الكلبي وقتادة: ويدل على صحته الحديث الذي أخبرناه أبو بكر محمد بن إبراهيم الفارسي قال: أخبرنا محمد بن عيسى بن عمرويه قال: حدثنا إبراهيم بن سفيان قال: حدثنا مسلم قال: حدثني يعقوب الدورقي قال: حدثنا هشيم قال: أخبرنا ابن حصين قال: حدثنا أبو ظبيان قال: سمعت أسامة بن زيد بن حارثة يحدث قال: بعثنا النبي صلى الله عليه وسلم إلى الحرقة من جهينة فصبحنا القوم
[أسباب النزول: 167]
فهزمناهم قال: فلحقت أنا ورجل من الأنصار رجلاً منهم فلما غشيناه قال: لا إله إلا الله قال: فكف عنه الأنصاري فطعنته برمحي فقتلته فلما قدمنا بلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ((يا أسامة أقتلته بعدما قال لا إله إلا الله؟)) قلت: يا رسول الله إنما كنا متعوذًا قال: ((أقتلته بعدما قال لا إله إلا الله؟)) قال: فما زال يكررها علي حتى تمنيت أني لم أكن أسلمت قبل ذلك اليوم). [أسباب النزول: 168]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ): (قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَتَبَيَّنُوا وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلَامَ لَسْتَ مُؤْمِنًا تَبْتَغُونَ عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَعِنْدَ اللَّهِ مَغَانِمُ كَثِيرَةٌ كَذَلِكَ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلُ فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْكُمْ فَتَبَيَّنُوا إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا (94)}
روى البخاري والترمذي والحاكم وغيرهم عن ابن عباس قال: مر رجل من بني سليم بنفر من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وهو يسوق غنما له، فسلم عليهم فقالوا: ما سلم علينا إلا ليتعوذ منا، فعمدوا إليه فقتلوه وأتوا بغنمه النبي صلى الله عليه وسلم، فنزلت: {يا أيها الذين آمنوا إذا ضربتم} الآية.
وأخرج البزار من وجه آخر عن ابن عباس قال: بعث رسول الله
[لباب النقول:86]
صلى الله عليه وسلم سرية فيها المقداد، فلما أتوا القوم وجدهم قد تفرقوا وبقي رجل له مال كثير، فقال: أشهد أن لا إله إلا الله فقتله المقداد، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: ((كيف لك بلا إله إلا الله غدا)) وأنزل الله هذه الآية.
وأخرج أحمد والطبراني وغيرهما عن عبد الله بن أبي حدرد الأسلمي قال: بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في نفر من المسلمين فيهم أبو قتادة ومحلم بن جثامة فمر بنا عامر بن الأضبط
الأشجعي، فسلم علينا فحمل عليه محلم فقتله: فلم قدمنا على النبي صلى الله عليه وسلم وأخبرناه الخبر نزل فينا القرآن {يا أيها الذين آمنوا إذا ضربتم في سبيل الله} الآية وأخرج ابن جرير من حديث ابن عمر نحوه.
وأخرج الثعلبي من طريق الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس أن اسم المقتول مرداس بن نهيك من أهل فدك، وأن اسم القاتل أسامة بن زيد، وأن اسم أمير السرية غالب بن فضالة الليثي، وأن قوم مرداس لما انهزموا بقي هو وحده، وكان ألجأ غنمه بجبل، فلما لحقوه قال: لا إله إلا الله محمد رسول الله السلام عليكم، فقتله أسامة بن زيد، فلما رجعوا أنزلت الآية.
وأخرج ابن جرير من طريق السدي نحوه.
وأخرج عبد من طريق قتادة نحوه، وأخرج ابن أبي حاتم من طريق ابن لهيعة عن أبي الزبير عن جابر قال: أنزلت هذه الآية {ولا تقولوا لمن ألقى إليكم السلام} في مرداس، وهو شاهد حسن.
وأخرج ابن منده عن جزء بن الحدرجان قال: وفد أخي مقداد إلى النبي صلى الله عليه وسلم من اليمن فلقيته سرية النبي صلى الله عليه وسلم فقال لهم: أنا مؤمن، فلم يقبلوا منه وقتلوه فبلغني ذلك فخرجت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فنزلت {يا أيها الذين آمنوا إذا ضربتم في سبيل الله فتبينوا} فأعطاني النبي صلى الله عليه وسلم دية أخي). [لباب النقول:87]
قَالَ مُقْبِلُ بنِ هَادِي الوَادِعِيُّ (ت: 1423هـ): (قوله تعالى:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَتَبَيَّنُوا وَلا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلامَ لَسْتَ مُؤْمِنًا تَبْتَغُونَ عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَعِنْدَ اللَّهِ مَغَانِمُ كَثِيرَةٌ} [الآية: 94].
البخاري [9 /327] حدثني علي بن عبد الله حدثنا سفيان عن عمرو عن عطاء عن ابن عباس رضي الله عنهما {وَلا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلامَ لَسْتَ مُؤْمِنًا} قال: قال ابن عباس: كان رجل في غنيمة له فلحقه المسلمون فقال: السلام عليكم فقتلوه وأخذوا غنيمته فأنزل الله في ذلك إلى قوله: {عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} تلك الغنيمة.
الحديث أخرجه مسلم [18/161] والترمذي [4 /90] وقال: هذا حديث حسن قال المباركفوري: وأخرجه أبو دواد في الحروف، والنسائي في السير، وفي التفسير ا.هـ.
وأخرجه الإمام أحمد [1 /299، 324] وأخرجه الحاكم [2 /235] وقال: صحيح الإسناد ولم يخرجاه وسكت عليه الذهبي، ومقصوده لم يخرجاه بهذا السند إلى ابن عباس وابن جرير [5 /223] وعند
[الصحيح المسند في أسباب النزول: 82]
الترمذي وأحمد والحاكم وابن جرير في روايته تعيين المقتول وأنه من بني سليم، وعند البزار وقال الهيثمي [7 /9]: وسنده جيد وفيه تعيين القاتل وأنه المقداد وظاهر قصة المقداد المغايرة، لكن قال الحافظ في [الفتح: 9 /327]: تحمل على الأول لأنه يمكن الجمع بينهما ا.هـ بالمعنى.
قال الإمام أحمد رحمه الله [6 /11] ثنا يعقوب ثنا أبي عن ابن إسحاق حدثني يزيد بن عبد الله بن قسيط عن القعقاع عن عبد الله بن أبي حدرد عن أبيه عبد الله بن أبي حدرد قال: بعثنا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم إلى أضم فخرجت في نفر من المسلمين فيهم أبو قتادة الحارث بن ربعي ومحلم بن جثمامة بن قيس فخرجنا حتى إذا كنا ببطن أضم مر بنا عامر الأشجعي على قعود له متيع ووطب من لبن فلما مر بنا سلم علينا فأمسكنا عنه وحمل عليه محلم بن جثمامة فقتله بشيء كان بينه وبينه وأخذ بعيره ومتيعه فلما قدمنا على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وأخبرناه الخبر نزل فينا القرآن: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَتَبَيَّنُوا وَلا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلامَ لَسْتَ مُؤْمِنًا تَبْتَغُونَ عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَعِنْدَ اللَّهِ مَغَانِمُ كَثِيرَةٌ كَذَلِكَ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلُ فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْكُمْ فَتَبَيَّنُوا إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا}.
الحديث أخرجه ابن الجارود [362].
والحديث حسن لغيره فيه القعقاع بن أبي حدرد قال البخاري: له صحبة ولم يأت ببرهان على ذلك، وقال ابن أبي حاتم: لا يصح له صحبة [7 /136] من الجرح والتعديل. ونفى صحبته ابن عساكر كما في تعجيل المنفعة وقد روى عنه اثنان ولم يوثقه معتبر فعلى هذا هو مستور الحال يصلح في الشواهد والمتابعات.
قال الحافظ في [الفتح:9/327]: وهذه عندي قصة أخرى ولا
[الصحيح المسند في أسباب النزول: 83]
مانع أن تكون الآية نزلت في الأمرين معا. اهـ). [الصحيح المسند في أسباب النزول: 84]


روابط ذات صلة:
- أقوال المفسرين


محمد أبو زيد 26 رجب 1434هـ/4-06-2013م 06:04 PM

ما ورد في نزول قوله تعالى: (لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ عَلَى الْقَاعِدِينَ دَرَجَةً وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَفَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ أَجْرًا عَظِيمًا (95) )
قالَ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الوَاحِدِيُّ (ت: 468هـ): (قوله تعالى: {لا يَستَوي القاعِدونَ مِنَ المُؤمِنينَ ...} الآية.
أخبرنا أبو عثمان سعيد بن محمد العدل قال: أخبرنا جدي قال: أخبرنا محمد بن إسحاق السراج قال: حدثنا محمد بن حميد الرازي قال: حدثنا سلمة بن الفضل عن محمد بن إسحاق عن الزهري عن سهل بن سعد عن مروان بن الحكم عن زيد بن ثابت قال: كنت عند النبي صلى الله عليه وسلم حين نزلت عليه: {لا يَستَوي القاعِدونَ مِنَ المُؤمِنينَ وَالمُجاهِدونَ في سَبيلِ اللهِ} ولم يذكر أولي: {أُولي الضَرَرِ} فقال ابن أم مكتوم: كيف وأنا الأعمى لا أبصر؟ قال زيد: فتغشى النبي صلى الله عليه وسلم في مجلسه الوحي فاتكأ على فخذي فوالذي نفسي بيده لقد ثقل على فخذي حتى خشيت أن يرضها ثم سري عنه فقال: ((اكتب {لا يَستَوي القاعِدونَ مِنَ المُؤمِنينَ غَيرُ أُولي الضَرَرِ} فكتبتها. رواه البخاري عن إسماعيل بن عبد الله عن إبراهيم بن سعد عن صالح عن الزهري.
أخبرنا محمد بن إبراهيم بن محمد بن يحيى قال: أخبرنا محمد بن جعفر بن مطر
[أسباب النزول: 168]
قال: حدثنا أبو خليفة قال: حدثنا أبو الوليد قال: حدثنا شعبة قال: أنبأنا أبو إسحاق سمعت البراء يقول: لما نزلت هذه الآية: {لا يَستَوي القاعِدونَ} دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم زيدًا فجاء بكتف وكتبها فشكا ابن أم مكتوم ضرارته فنزلت: {لا يَستَوي القاعِدونَ مِنَ المُؤمِنينَ غَيرُ أُولي الضَرَرِ} رواه البخاري عن أبي الوليد ورواه مسلم عن بندار عن غندر كلاهما عن شعبة.
أخبرنا إسماعيل بن أبي القاسم النصراباذي قال: أخبرنا إسماعيل بن نجيد قال: أخبرنا محمد بن عبدوس قال: حدثنا علي بن الجعد قال: حدثنا زهير عن أبي إسحاق عن البراء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((ادع لي زيدًا وقل له يجيء بالكتف والدواة أو اللوح)) وقال: ((اكتب لي {لا يَستَوي القاعِدونَ مِنَ المُؤمِنينَ} أحسبه قال: والمجاهدون في سبيل الله)) فقال ابن أم مكتوم: يا رسول الله بعيني ضرر قال: فنزلت قبل أن يبرح {غَيرُ أُولي الضَرَرِ} رواه البخاري عن محمد بن يوسف عن إسرائيل عن أبي إسحاق). [أسباب النزول: 169]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ): (قوله تعالى: {لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ عَلَى الْقَاعِدِينَ دَرَجَةً وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَفَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ أَجْرًا عَظِيمًا (95)}
[لباب النقول:87]
روى البخاري عن البراء قال: لما نزلت: {لا يستوي القاعدون من المؤمنين} قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((أدع فلانا))، فجاء ومعه الدواة واللوح أو الكتف، فقال: ((اكتب {لا يستوي القاعدون من المؤمنين غير أولي الضرر والمجاهدون في سبيل الله} )) وخلف النبي صلى الله عليه وسلم ابن أم مكتوم، فقال: يا رسول الله: أنا ضرير، فنزلت مكانها {لا يستوي القاعدون من المؤمنين غير أولي الضرر}
وروى البخاري وغيره من حديث زيد بن ثابت والطبراني من حديث زيد بن أرقم وابن حبان من حديث الفلتان بن عاصم نحوه.
وروي الترمذي نحوه من حديث ابن عباس وفيه قال عبد الله بن جحش وابن أم مكتوم: إنا أعميان، وقد سقت أحاديثهم في ترجمان القرآن، وعند ابن جرير من طرق كثيرة مرسلة نحو ذلك). [لباب النقول:88]
قَالَ مُقْبِلُ بنِ هَادِي الوَادِعِيُّ (ت: 1423هـ): (قوله تعالى:{لا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ} [الآية: 95].
البخاري حدثنا أبو الوليد ثنا شعبة عن أبي إسحاق قال سمعت البراء -رضي الله عنه- يقول: لما نزلت {لا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ} دعا رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- زيدًا فجاءه بكتف فكتبها وشكى ابن أم مكتوم ضرارته فنزلت {لا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ} [9 /329] أخرجه وقال الواحدي في أسباب النزول رواه مسلم عن بندار عن غندر عن شعبة وأخرجه الترمذي [4 /91] وقال: هذا حديث حسن صحيح، والنسائي [6 /10] والإمام أحمد [4 /282 ،284 ،290 ،299 -300] والطيالسي [2 /17]، والدارمي [2 /209] وابن سعد [4 /154] وابن جرير [5 /228]، والبيهقي [9 /23].
قال البخاري رحمه الله [6 /385]: حدثنا عبد العزيز بن عبد الله حدثنا إبراهيم بن سعيد الزهري قال: حدثني صالح بن كيسان عن ابن شهاب عن سهل بن سعد الساعدي أنه قال: رأيت مروان بن الحكم جالسا في المسجد فأقبلت حتى جلست إلى جنبه فأخبرنا أن زيد بن ثابت أخبره أن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، أملى عليه {لا يستوي القاعدون من المؤمنين غير أولي الضرر والمجاهدون في سبيل الله} قال: فجاءه ابن أم مكتوم وهو يملها علي فقال: يا رسول الله لو أستطيع الجهاد لجاهدت وكان رجلا أعمى فأنزل الله تبارك وتعالى على رسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وفخذه على فخذي، فثقلت حتى خفت أن ترض فخذي ثم سري عنه فأنزل الله عز وجل: {غير أولي الضرر}.
الحديث أخرجه أيضا البخاري [9 /328] والترمذي [4 /92] وصححه أبو داود [2 /319] والنسائي [6 /9]، وأحمد [5 /155]
[الصحيح المسند في أسباب النزول: 84]
من القسم الأول وابن جرير [5 /329]، والبيهقي [9 /23] والطبراني في [الكبير: 5 /144].
قال الإمام ابن حبان كما في [الموارد: 429]: أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى حدثنا إبراهيم بن الحجاج السامي حدثنا عبد الواحد بن زياد حدثنا عاصم بن كليب حدثني أبي عن خالي الفلتان بن عاصم قال: كنا عند النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فأنزل عليه، وكان إذا أنزل عليه رام بصره وفرغ سمعه وقلبه مفتوحة عيناه لما يأتيه من الله فكنا نعرف ذلك فقال للكاتب اكتب: {لا يستوي القاعدون من المؤمنين غير أولي الضرر والمجاهدون في سبيل الله} قال: فقام الأعمى فقال: يا رسول الله ما ذنبنا؟ فأنزل الله تعالى عليه فقلنا للأعمى: أنه ينزل على النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فبقي قائما ويقول: أعوذ بالله من غضب رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: فقال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم للكاتب: ((اكتب: {غير أولي الضرر} )) قلت: في الأصح أعوذ بغضب رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
هذا حديث حسن. والحديث أخرجه البزار كما في [كشف الأستار: 3 /45] وعقبه بقوله حديث الفلتان يروى بإسناد أحسن من هذا. اهـ.
وأخرجه أبو بكر بن أبي شيبة كما في [المطالب العالية: 3/117] وأبو يعلى، وقال الهيثمي [5/28]: رجاله ثقات.
قال الترمذي رحمه الله [4 /91]: حدثنا الحسن بن محمد الزعفراني نا الحجاج بن محمد عن ابن جريج قال: أخبرني عبد الكريم سمع مقسما مولى عبد الله بن الحارث يحدث عن ابن عباس أنه قال: {لا يستوي القاعدون من المؤمنين غير أولي الضرر} عن بدر والخارجون إلى بدر لما نزلت غزوة بدر قال عبد الله بن جحش وابن أم مكتوم: إنا أعميان يا رسول الله فهل لنا رخصة؟ فنزلت: {لا يستوي القاعدون من المؤمنين غير أولي الضرر والمجاهدون في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم فضل الله المجاهدين بأموالهم وأنفسهم على القاعدين درجة} فهؤلاء القاعدون غير أولي الضرر فضل الله المجاهدين على القاعدين أجرا عظيما. درجات منه على القاعدين من المؤمنين غير أولي الضرر.
[الصحيح المسند في أسباب النزول: 85]
هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه من حديث ابن عباس ومقسم يقال مولى عبد الله بن عباس ومقسم يكنى أبا القاسم ولم يكن عبد الله بن جحش أعمى وقد جزم الحافظ في الفتح بأن الصواب: أبو أحمد بن جحش كما في رواية الطبري عن الحجاج [9/92]. وانظر تحقيقنا لتفسير ابن كثير [2/467].
وأخرج الطبراني قال الهيثمي [7 /9]: رجاله ثقات من حديث زيد بن أرقم نحوه). [الصحيح المسند في أسباب النزول: 86]


روابط ذات صلة:
- أقوال المفسرين



محمد أبو زيد 26 رجب 1434هـ/4-06-2013م 06:04 PM

ما ورد في نزول قوله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنْتُمْ قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الْأَرْضِ قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا فَأُولَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءَتْ مَصِيرًا (97) )
قالَ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الوَاحِدِيُّ (ت: 468هـ): (قوله تعالى: {إِنَّ الَّذينَ تَوَفّاهُمُ المَلائِكَةُ ظالِمي أَنفُسِهِم ...} الآية.
نزلت هذه الآية في ناس من أهل مكة تكلموا بالإسلام ولم يهاجروا وأظهروا الإيمان وأسروا النفاق فلما كان يوم بدر خرجوا مع المشركين إلى حرب
[أسباب النزول: 169]
المسلمين فقتلوا فضربت الملائكة وجوههم وأدبارهم وقالوا لهم ما ذكر الله سبحانه.
أخبرنا أبو بكر الحارثي قال: أخبرنا أبو الشيخ الحافظ قال: أخبرنا أبو يحيى قال: حدثنا سهل بن عثمان قال: حدثنا عبد الرحيم بن سليمان عن أشعث بن سواد عن عكرمة عن ابن عباس {إِنَّ الَّذينَ تَوَفّاهُمُ المَلائِكَةُ ظالِمي أَنفُسِهِم} وتلاها إلى آخرها قال: كانوا قومًا من المسلمين بمكة فخرجوا في قوم من المشركين في قتال فقتلوا معهم فنزلت هذه الآية). [أسباب النزول: 170]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ): (قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنْتُمْ قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الْأَرْضِ قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا فَأُولَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءَتْ مَصِيرًا (97)}
روى البخاري عن ابن عباس أن أناسا من المسلمين كانوا مع المشركين يكثرون سواد المشركين على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فيأتي السهم يرمى به فيصيب أحدهم فيقتله أو يضرب فيقتل، فأنزل الله {إن الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم} وأخرجه ابن مرديه وسمى منهم في روايته: قيس بن الوليد بن المغيرة وأبا قيس بن الفاكه بن المغيرة والوليد بن عتبة بن ربيعة وعمرو بن أمية بن سفيان وعلي بن أمية بن خلف، وذكر في شأنهم أنهم خرجوا إلى بدر، فلما رأوا قلة المسلمين دخلهم شك وقالوا: غر هؤلاء دينهم فقتلوا ببدر.
وأخرجه ابن أبي حاتم وزاد منهم: الحارث بن زمعة بن الأسود والعاص بن منبه بن الحجاج.
وأخرج الطبراني عن ابن عباس قال: كان قوم بمكة قد أسلموا فلما هاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم كرهوا أن يهاجروا وخافوا، فأنزل الله: {إن الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم} -إلى قوله- {إلا المستضعفين}.
[لباب النقول:88]
وأخرج ابن المنذر وابن جرير عن ابن عباس قال: كان قوم من أهل مكة قد أسلموا، وكانوا يخفون الإسلام فأخرجهم المشركون معهم يوم بدر فأصيب بعضهم، فقال المسلمين: هؤلاء كانوا مسلمين فأكرهوا فاستغفروا لهم، فنزلت {إن الذين توفاهم الملائكة} الآية فكتبوا بها إلى من بقي بمكة منهم، وأنه لا عذر لهم، فخرجوا فلحق بهم المشركون ففتنوهم فرجعوا، فنزلت {ومن الناس من يقول آمنا بالله فإذا أوذي في الله جعل فتنة الناس كعذاب الله}. فكتب إليهم المسلمون بذلك فتحزنوا، فنزلت {ثم إن ربك للذين هاجروا من بعد ما فتنوا} الآية فكتبوا إليهم بذلك، فخرجوا فلحقوهم فنجا من نجا وقتل من قتل وأخرج ابن جرير من طرق كثيرة نحوه). [لباب النقول:89]
قَالَ مُقْبِلُ بنِ هَادِي الوَادِعِيُّ (ت: 1423هـ): (قوله تعالى:{إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنْتُمْ قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الْأَرْضِ} [الآيتان: 97- 98].
البخاري [9 /331] حدثنا عبد الله بن يزيد المقري حدثنا حيوة وغيره قالا حدثنا محمد بن عبد الرحمن أبو الأسود قال: قطع على أهل المدينة بعث فأكتبت فيه فلقيت عكرمة مولى ابن عباس أخبرته فنهاني عن ذلك أشد النهي ثم قال: أخبرني ابن عباس أن ناسًا من المسلمين كانوا مع المشركين يكثرون سواد المشركين على رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- يأتي السهم يرمى به فيصيب أحدهم فيقلته أو يضرب فيقتل فأنزل الله {إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِم} الآية. رواه الليث عن أبي الأسود -إلا المستضعفين من الرجال والنساء ثم أعاده [16 /147].
الحديث أخرجه ابن أبي حاتم كما في تفسير ابن كثير [1 /542] والطبراني [5 /234-235] والطحاوي كما في [شكل الآثار:4 /327] مختصرًا كالبخاري، ومبسوطًا كالبزار وقال الهيثمي [7 /10]: رجاله رجال الصحيح غير محمد بن شريك وهو ثقة. كل هؤلاء رووه وفيه نزول آيتين مع هذه الآية وسيأتي إن شاء الله في سورة النحل). [الصحيح المسند في أسباب النزول: 86]


روابط ذات صلة:
- أقوال المفسرين


محمد أبو زيد 26 رجب 1434هـ/4-06-2013م 06:05 PM

ما ورد في نزول قوله تعالى: (وَمَنْ يُهَاجِرْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يَجِدْ فِي الْأَرْضِ مُرَاغَمًا كَثِيرًا وَسَعَةً وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا (100) )
قالَ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الوَاحِدِيُّ (ت: 468هـ): (قوله تعالى: {وَمَن يَخرُج مِن بَيتِهِ مُهاجِرًا إِلى اللهِ وَرَسولِهِ}
قال ابن عباس في رواية عطاء: كان عبد الرحمن بن عوف يخبر أهل مكة بما ينزل فيهم من القرآن فكتب الآية التي نزلت {إِن الَّذينَ تَوَفّاهُمُ المَلائِكَةُ ظالِمي أَنفُسِهِم} فلما قرأها المسلمون قال حبيب بن ضمرة الليثي لبنيه وكان شيخًا كبيرًا: احملوني فإني لست من المستضعفين وإني لا أهتدي إلى الطريق فحمله بنوه على سرير متوجهًا إلى المدينة فلما بلغ التنعيم أشرف على الموت فصفق يمينه على شماله وقال: اللهم هذه لك وهذه لرسولك أبايعك على ما بايعتك يد رسول الله صلى الله عليه وسلم ومات حميدًا فبلغ خبره أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: لو وافى المدينة لكان أتم أجرًا فأنزل الله تعالى فيه هذه الآية.
أخبرنا أبو حسان المزني قال: أخبرنا هارون بن محمد بن هارون قال:
[أسباب النزول: 170]
أخبرنا إسحاق بن أحمد الخزاعي قال: حدثنا أبو الوليد الأزرقي قال: حدثنا جدي قال: حدثنا سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار عن عكرمة قال: كان بمكة ناس قد دخلهم الإسلام ولم يستطيعوا الهجرة فلما كان يوم بدر وخرج بهم كرهًا قتلوا فأنزل الله تعالى: {إِنَّ الَّذينَ تَوَفّاهُمُ المَلائِكَةُ ظالِمي أَنفُسِهِم} إلى قوله تعالى: {عَسى اللهُ أَن يَعفُوَ عَنهُم} إلى آخر الآية. قال: فكتب بذلك من كان بالمدينة إلى من بمكة ممن أسلم فقال رجل من بني بكر وكان مريضًا: أخرجوني إلى الروحاء فخرجوا به فخرج يريد المدينة فلما بلغ الحصحاص مات فأنزل الله تعالى: {وَمَن يَخرُج مِن بَيتِهِ مُهاجِرًا إِلى اللهِ وَرَسولِهِ}). [أسباب النزول: 171]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ): (قوله تعالى: {وَمَنْ يُهَاجِرْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يَجِدْ فِي الْأَرْضِ مُرَاغَمًا كَثِيرًا وَسَعَةً وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا (100)}
أخرج ابن أبي حاتم وأبو يعلى بسند جيد عن ابن عباس قال: خرج ضمرة بن جندب من بيته مهاجرا فقال لأهله: احملوني فأخرجوني من أرض المشركين إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فمات في الطريق قبل أن يصل إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فنزل الوحي: {ومن يخرج من بيته مهاجرا} الآية.
وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير عن أبي ضمرة الزرقي وكان بمكة، فلما نزلت: {إلا المستضعفين من الرجال والنساء والولدان لا يستطيعون حيلة} قال: إني لغني وإني لذو حيلة، فتجهز يريد النبي صلى الله عليه وسلم فأدركه الموت بالتنعيم، فنزلت هذه الآية {ومن يخرج من بيته مهاجرا إلى الله ورسوله}.
وأخرج ابن جرير نحو ذلك من طرق سعيد بن جبير وعكرمة وقتادة والسدي والضحاك وغيرهم، وسمى في بعضها ضمرة بن العيص أو العيص بن ضمرة، وفي بعضها جندب بن ضمرة الجندعي، وفي بعضها الضمري، وفي بعضها رجل من بني ضمرة، وفي بعضها رجل من بني خزاعة وفي بعضها رجل من بني ليث، وفي بعضها ما بني كنانة، وفي بعضها من بني بكر.
[لباب النقول:89]
وأخرج ابن سعد في الطبقات عن يزيد بن عبد الله بن قسيط: أن جندع بن ضمرة الضمري كان بمكة، فمرض فقال لبينه: أخرجوني من مكة فقد قتلني غمها، فقالوا: إلى أين؟ فأومأ بيده نحو المدينة يريد الهجرة، فخرجوا به، فلما بلغوا أضاة بني غفار مات، فأنزل الله فيه: {ومن يخرج من بيته مهاجرا} الآية.
(ك)، وأخرج ابن أبي حاتم وابن منده والباوردي في الصحابة عن هشام بن عروة عن أبيه: أن الزبير بن العوام قال: هاجر خالد بن حزام إلى أرض الحبشة، فنهشته حية في الطريق فمات، فنزلت فيه: {ومن يخرج من بيته مهاجرا} الآية.
وأخرج الأموي في مغازيه عن عبد الملك بن عمير قال: لما بلغ أكثم بن صيفي مخرج النبي صلى الله عليه وسلم أراد أن يأتيه، فأبى قومه أن يدعوه قال: فليأت من يبلغه عني ويبلغني عنه، فانتدب له رجلان، فأتيا النبي صلى الله عليه وسلم، فقالا: نحن رسل أكثم بن صيفي وهو يسألك من أنت وما أنت وبما جئت؟ قال: ((أنا محمد بن عبد الله، وأنا عبد الله ورسوله))، ثم تلا عليهم: {إن الله يأمر بالعدل والإحسان} الآية، فأتيا أكثم فقالا له ذلك، قال: أي قوم إنه يأمر بمكارم الأخلاق وينهى عن ملائمها، فكونوا في هذا الأمر رؤساء، ولا تكونوا فيه أذنابا. فركب بعيره متوجها إلى المدينة فمات في الطريق، فنزلت فيه: {ومن يخرج من بيته مهاجرا} الآية: مرسل إسناده ضعيف.
وأخرج أبو حاتم في كتاب المعمرين من طريقين عن ابن عباس: أنه سئل عن هذه الآية، فقال: نزلت في أكثم بن صيفي، قيل: فأين الليثي قال؟ ذا قبل الليثي بزمان وهي خاصة عامة). [لباب النقول:90]
قَالَ مُقْبِلُ بنِ هَادِي الوَادِعِيُّ (ت: 1423هـ): (قوله تعالى:{وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ} [الآية: 100].
ابن جرير [5 /240] حدثنا أحمد بن منصور الرمادي قال: حدثنا أبو أحمد الزبيري قال: حدثنا شريك عن عمرو بن دينار عن عكرمة عن ابن عباس قال: نزلت هذه الآية {إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ} وكان بمكة رجل يقال له ضمرة من بني بكر وكان مريضا فقال لأهله: أخرجوني من مكة فإني أجد الحر، فقالوا: أين نخرجك؟ فأشار بيده نحو المدينة فنزلت هذه الآية: {وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ} إلى آخر الآية.
الحديث رجاله ثقات، وشريك هو ابن عبد الله القاضي النخعي وفي حفظه ضعف وأخرجه ابن جرير [9/115] من طريق سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار قال سمعت عكرمة يقول: مرسلا، وأخرجه عبد الرزاق [1/171]من طريق ابن عيينة عن عمرو سمعت عكرمة مرسلا. وخالف محمد بن شريك المكي سفيان بن عيينة. فرواه محمد عن عمرو بن دينار عن عكرمة عن ابن عباس موصولا فإن كان لا بد من الترجيح فترجيح سفيان بن عيينة وذلك لما يلي:
قال ابن رجب في شرح علل الترمذي: أصحاب عمرو بن دينار قال أحمد: أعلم الناس بعمرو بن دينار ابن عيينة، وقال أيضا في رواية ابنه عبد الله قال أبي سفيان: أثبت الناس في عمرو بن دينار وأحسنهم حديثا. وقال الدوري: سألت ابن معين عن حديث شعبة عن عمرو بن دينار والثوري عن عمرو بن دينار وسفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار قال سفيان بن عيينة: أعلمهم بحديث عمرو بن دينار وهو أعلم بعمرو بن دينار من حماد بن زيد، وقال ابن المديني: ابن جريج وابن عيينة من أعلم الناس بعمرو بن دينار، وقال أيضا ابن عيينة أعلم بعمرو من حماد بن زيد. وقال أبو حاتم ابن عيينة أعلم بحديث عمرو بن دينار من شعبة. وقال الدارقطني
[الصحيح المسند في أسباب النزول: 87]
أرفع الرواة عن عمرو بن دينار ابن جريج وابن عيينة.
وجاء في بعض النسخ شريك عن عمرو بن دينار كما عند ابن جرير لكن تصحف عنده من محمد بن شريك إلى (شريك)، ذكر الحافظ في الإصابة[ 3/299] أن ابن منده قال ورواه أبو أحمد الزبيري عن محمد بن شريك وابن أبي حاتم كذلك وعلقه أيضا أبو نعيم في المعرفة فقال: ورواه أبو أحمد الزبيري عن محمد بن شريك فذكره. ومحمد بن شريك ثقة لكن سفيان بن عيينة أوثق منه فروايته أرجح والصواب في الحديث مرسل والله أعلم.
وكذلك شريك النخعي لم يذكروا من شيوخه عمرو بن دينار أبدا ولم يذكروا في تلاميذ عمرو بن دينار شريك النخعي إنما ذكروا محمد بن شريك وانظر [142] من أسباب النزول فإنه قال: محمد بن شريك لكن الحديث له طريق أخرى تنتهي إلى عكرمة عن ابن عباس في [المطالب العالية: 433] رواه أبو يعلى قال الهيثمي [7 /10] من المجمع ورجاله ثقات، وفيها فمات في الطريق قبل أن يصل إلى النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وأخرجه ابن أبي حاتم كما في تفسير ابن كثير [1 /543]. وذكر الحافظ في الإصابة له طرقا أُخَر فلتراجع هنالك [1 /253] ترجمة جندع بن ضمرة). [الصحيح المسند في أسباب النزول: 88]


روابط ذات صلة:
- أقوال المفسرين


محمد أبو زيد 26 رجب 1434هـ/4-06-2013م 06:05 PM

ما ورد في نزول قوله تعالى: (وَإِذَا ضَرَبْتُمْ فِي الْأَرْضِ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلَاةِ إِنْ خِفْتُمْ أَنْ يَفْتِنَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنَّ الْكَافِرِينَ كَانُوا لَكُمْ عَدُوًّا مُبِينًا (101) )
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ): (قوله تعالى: {وَإِذَا ضَرَبْتُمْ فِي الْأَرْضِ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلَاةِ إِنْ خِفْتُمْ أَنْ يَفْتِنَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنَّ الْكَافِرِينَ كَانُوا لَكُمْ عَدُوًّا مُبِينًا (101)}
[لباب النقول:90]
أخرج ابن جرير عن علي قال: سأل قوم من التجار رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالوا: يا رسول الله إنا نضرب في الأرض فكيف نصلي؟ فأنزل الله: {وإذا ضربتم في الأرض فليس عليكم جناح أن تقصروا من الصلاة} ثم انقطع الوحي، فلما كان بعد ذلك بحول غزا النبي صلى الله عليه وسلم فصلى الظهر، فقال المشركون: لقد أمكنكم محمد وأصحابه من ظهورهم هلا شددتم عليهم؟ فقال قائل منهم: إن لهما أخرى مثلها في إثرها، فأنزل الله بين الصلاتين: {إن خفتم أن يفتنكم الذين كفروا} -إلى قوله - {عذابا مهينا} فنزلت صلاة الخوف). [لباب النقول:91]


روابط ذات صلة:
- أقوال المفسرين



محمد أبو زيد 26 رجب 1434هـ/4-06-2013م 06:06 PM

ما ورد في نزول قوله تعالى: (وَإِذَا كُنْتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلَاةَ فَلْتَقُمْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ مَعَكَ وَلْيَأْخُذُوا أَسْلِحَتَهُمْ فَإِذَا سَجَدُوا فَلْيَكُونُوا مِنْ وَرَائِكُمْ وَلْتَأْتِ طَائِفَةٌ أُخْرَى لَمْ يُصَلُّوا فَلْيُصَلُّوا مَعَكَ وَلْيَأْخُذُوا حِذْرَهُمْ وَأَسْلِحَتَهُمْ وَدَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ تَغْفُلُونَ عَنْ أَسْلِحَتِكُمْ وَأَمْتِعَتِكُمْ فَيَمِيلُونَ عَلَيْكُمْ مَيْلَةً وَاحِدَةً وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِنْ كَانَ بِكُمْ أَذًى مِنْ مَطَرٍ أَوْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَنْ تَضَعُوا أَسْلِحَتَكُمْ وَخُذُوا حِذْرَكُمْ إِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُهِينًا (102) )
قالَ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الوَاحِدِيُّ (ت: 468هـ): (قوله تعالى: {وَإِذا كُنتَ فيهِم فَأَقَمتَ لَهُمُ الصَلاةَ ...}
أخبرنا الأستاذ أبو عثمان الزعفراني المقري سنة خمس وعشرين قال: أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن علي بن زياد السدي سنة ثلاث وستين قال: أخبرنا أبو سعيد الفضل بن محمد الجزري بمكة في المسجد الحرام سنة أربع وثلاثمائة قال: أخبرنا علي بن زياد اللحجي قال: حدثنا أبو قرة موسى بن طارق قال: ذكر سفيان عن منصور عن مجاهد قال: أخبرنا أبو عياش الزرقي قال: صلينا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم الظهر فقال المشركون: قد كانوا على
[أسباب النزول: 171]
حال لو كنا أصبنا منهم غرة قالوا: تأتي عليهم صلاة هي أحب إليهم من آبائهم قال: وهي العصر قال: فنزل جبريل عليه السلام بهؤلاء الآيات بين الأولى والعصر {وَإِذا كُنتَ فيهِم فَأَقَمتَ لَهُمُ الصَلاةَ} وهم بعسفان وعلى المشركين خالد بن الوليد وهم بيننا وبين القبلة وذكر صلاة الخوف.
أخبرنا عبد الرحمن بن عبدان قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن محمد الضبي قال: حدثنا محمد بن يعقوب قال: حدثنا أحمد بن عبد الجبار قال: حدثنا يونس بن بكير عن النضر أبي عمر عن عكرمة عن ابن عباس قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فلقي المشركين بعسفان فلما صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الظهر فرأوه يركع ويسجد هو وأصحابه قال بعضهم لبعض: كان هذا فرصة لكم لو أغرتم عليهم ما علموا بكم حتى تواقعوهم فقال قائل منهم: فإن لهم صلاة أخرى هي أحب إليهم من أهليهم وأموالهم فاستعدوا حتى تغيروا عليهم فيها فأنزل الله تبارك وتعالى على نبيه {وَإِذا كُنتَ فيهِم فَأَقَمتَ لَهُمُ الصَلاةَ} إلى آخر الآية. وأعلم ما ائتمر به المشركون وذكر صلاة الخوف). [أسباب النزول: 172]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ): (قوله تعالى: {وَإِذَا كُنْتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلَاةَ فَلْتَقُمْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ مَعَكَ وَلْيَأْخُذُوا أَسْلِحَتَهُمْ فَإِذَا سَجَدُوا فَلْيَكُونُوا مِنْ وَرَائِكُمْ وَلْتَأْتِ طَائِفَةٌ أُخْرَى لَمْ يُصَلُّوا فَلْيُصَلُّوا مَعَكَ وَلْيَأْخُذُوا حِذْرَهُمْ وَأَسْلِحَتَهُمْ وَدَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ تَغْفُلُونَ عَنْ أَسْلِحَتِكُمْ وَأَمْتِعَتِكُمْ فَيَمِيلُونَ عَلَيْكُمْ مَيْلَةً وَاحِدَةً وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِنْ كَانَ بِكُمْ أَذًى مِنْ مَطَرٍ أَوْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَنْ تَضَعُوا أَسْلِحَتَكُمْ وَخُذُوا حِذْرَكُمْ إِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُهِينًا (102)}
وأخرج أحمد والحاكم وصححه والبهيقي في الدلائل عن ابن عياش الزرقي قال: كنا مع رسول الله بعسفان فاستقبلنا المشركون وعليهم خالد بن الوليد وهم بيننا وبين القبلة، فصلى بنا النبي صلى الله عليهم وسلم الظهر فقالوا: قد كانوا على حال لو أصبنا غرتهم، ثم قالوا: تأتي عليهم الآن صلاة هي أحب إليهم من أبنائهم وأنفسهم، فنزل جبريل بهذه الآيات بين الظهر والعصر: {وإذا كنت فيهم فأقمت لهم الصلاة} الحديث.
وروى الترمذي نحوه عن أبي هريرة.
(ك) وابن جرير نحوه عن جابر بن عبد الله وابن عباس.
أخرج البخاري عن ابن عباس قال: نزلت: {إن كان بكم أذى من مطر أو كنتم مرضى} في عبد الرحمن بن عوف كان جريحا). [لباب النقول:91]
قَالَ مُقْبِلُ بنِ هَادِي الوَادِعِيُّ (ت: 1423هـ): (قوله تعالى:{وَإِذَا كُنْتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلاةَ} [الآية :102].
الإمام أحمد [4 /59] حدثنا عبد الرزاق ثنا الثوري عن منصور عن مجاهد عن أبي عياش الزرقي قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم بعسفان فاستقبلنا المشركون عليهم خالد بن الوليد وهم بيننا وبين القبلة فصلى بنا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم الظهر، فقالوا: قد كانوا على حال لو أصبنا غرتهم. ثم قالوا: تأتي عليهم الآن صلاة هي أحب إليهم من أبنائهم وأنفسهم قال فنزل جبريل عليه السلام بهذه الآيات بين الظهر والعصر {وَإِذَا كُنْتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلاةَ} قال: فحضرت، فأمرهم رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فأخذوا السلاح، قال: فصففنا خلفه صفين قال ثم ركع فركعنا جميعا ثم رفع فرفعنا جميعا – الحديث.
[الصحيح المسند في أسباب النزول: 88]
الحديث أخرجه عبد الرزاق في [المصنف: 2 /505] والطيالسي [1 /150] والحاكم في [المستدرك: 1 /337] وقال: صحيح على شرطهما وسكت عليه الذهبي وأخرجه أبو داود [1 /477] قال صاحب عون المعبود ورواه البيهقي في المعرفة بلفظ حدثنا أبو عياش وفي هذا تصريح بسماع مجاهد من أبي عياش وأخرجه النسائي [3 /145] والدارقطني [2 /59] وقال صحيح وابن جرير [5 /246، 257].
الحديث أخرجه أحمد [4/60] النسائي[3/177] عبد الرزاق [2/505] الطبراني في الكبير [5/1213] وما بعده، الطيالسي [191]، البيهقي في الكبير [3/256] ابن أبي شيبة [2/463-465]، والبيهقي في المعرفة [5/28] قال البيهقي: عقبه هذا إسناد صحيح. إلا أن بعض أهل العلم بالحديث يشك في حديث مجاهد عن أبي عياش.
وقال الإمام الترمذي: مجاهد معلوم التدليس فعنعنته لا تفيد الوصل. انظر التهذيب [10/39] وبعد كلام البيهقي والترمذي فقد روى هذا الحديث عن مجاهد بالعنعنة جرير بن عبد الحميد وسفيان الثوري وعبد العزيز بن عبد الصمد وشعبة بن الحجاج وورقاء وزائدة وعلي بن صالح أبو الحسن وجعفر بن الحارث وإسرائيل.
ورواه بصيغة التحديث بين مجاهد وأبي عياش جرير بن عبد الحميد كما عند البيهقي في المعرفة، وداود بن عيسى كما عند الطبراني [5/215 رقم 5135] فقد وافق جرير بن عبد الحميد الأئمة في روايته بالعنعنة وذكر التحديث من طريقه يحمل على الوهم.
وقد ذكر ابن جرير رحمه الله فائدة في دخول الوهم في صيغ التحديث في [شرحه للعلل:2/593] فقال: وكان أحمد يستنكر دخول التحديث في كثير من الأسانيد ويقول هو خطأ يعني ذكر السماع. قال في رواية هدبة عن حماد عن قتادة ثنا خلاد الجهني: هو خطأ خلاد قديم ما رأى قتادة خلادا وذكر أمثلة. فقال ابن رجب رحمه الله: وحينئذ ينبغي التفطن لهذه الأمور ولا يغتر بمجرد ذكر السماع والتحديث في الأسانيد.
[الصحيح المسند في أسباب النزول: 89]
فقد ذكر ابن المديني أن شعبة وجدوا له غير شيء فيه الإخبار عن شيوخه ويكون منقطعا. العلل [2/594] وأما داود بن عيسى: مترجم في الجرح والتعديل [3/419] تاريخ البخاري [3/242] وسكت عنه البخاري وابن أبي حاتم وقال ابن حبان: كان متقنا عزيز الحديث، الثقات [6/287] وعلى هذا فإذا ثبت الوهم في التصريح بالتحديث، فيكون الحديث ضعيفا لقول الإمام الترمذي: مجاهد معلوم التدليس فعنعنته لا تفيد الوصل وكذلك قول البيهقي إلا أن بعض أهل العلم بالحديث يشك في حديث مجاهد عن أبي عياش. والله أعلم، قال الإمام الترمذي في [العلل الكبير في: 1 /301] قال: سألت محمدا فقلت له: أي الروايات في صلاة الخوف أصح؟ فقال: كل الروايات عندي صحيح وكل يستعمل وإنما هو على قدر الخوف. إلا حديث مجاهد عن أبي عياش الزرقي فإني أراه مرسلا.
وقال ابن الأثير في [أسد الغابة :2/363] في ترجمه أبي عياش: قال أبو عمر: وزيد بن الصامت أصح ما قيل فيه وهو معدود في أهل الحجاز روى عن أنس بن مالك من الصحابة ومن التابعين أبو صالح ومجاهد ولا يصح سماعهما منه لأنه قديم الموت. وقال الحافظ في ترجمة أبي عياش من تهذيب التهذيب: روى عنه مجاهد وأبو صالح إن كان محفوظا.
ونقل العلائي عن الترمذي كما في [جامع التحصيل: 337]: لا يعرف سماع مجاهد عن أبي عياش الزرقي. وقال الحافظ ابن رجب في [شرح للبخاري:6/11] حول حديث أبي عياش الزرقي. نقل قول البخاري في الحديث وقوله إني أراه مرسلا. قال ابن رجب وإنما مراده: أن هذا الحديث الصواب عن مجاهد إرساله عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم من غير ذكر أبي عياش. كذلك رواه أصحاب مجاهد عنه بخلاف رواية منصور عنه.
فرواه عكرمة بن خالد وعمر بن ذر وأيوب بن موسى ثلاثتهم عن مجاهد عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم مرسلا من غير ذكر أبي عياش. وهذا أصح عند البخاري.
وكذلك صحح إرساله عبد العزيز النخشبي وغيره من الحفاظ.
[الصحيح المسند في أسباب النزول: 90]
وأخرج ابن جرير [5 /256] والحاكم [3 /3] وقال: على شرط البخاري وسكت الذهبي عن ابن عباس مثله). [الصحيح المسند في أسباب النزول: 91]
قَالَ مُقْبِلُ بنِ هَادِي الوَادِعِيُّ (ت: 1423هـ): (قوله تعالى:{لا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِنْ كَانَ بِكُمْ أَذًى مِنْ مَطَرٍ أَوْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَنْ تَضَعُوا أَسْلِحَتَكُمْ} [الآية :102].
البخاري [9 /333] حدثنا محمد بن مقاتل أبو الحسن أخبرنا حجاج عن ابن جريج قال: أخبرني يعلى عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما {إِنْ كَانَ بِكُمْ أَذًى مِنْ مَطَرٍ أَوْ كُنْتُمْ مَرْضَى} قال عبد الرحمن بن عوف وكان جريحا. قال الحافظ أي فنزلت الآية قلت: والتصريح بلفظ النزول أخرجه الحاكم وقال صحيح على شرط الشيخين وسكت عليه الذهبي [2 /308] وأخرجه ابن جرير [5 /259] ولفظه كالبخاري). [الصحيح المسند في أسباب النزول: 91]


روابط ذات صلة:
- أقوال المفسرين


محمد أبو زيد 26 رجب 1434هـ/4-06-2013م 06:06 PM

ما ورد في نزول قوله تعالى: (إِنَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللَّهُ وَلَا تَكُنْ لِلْخَائِنِينَ خَصِيمًا (105) )
قالَ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الوَاحِدِيُّ (ت: 468هـ): (قوله تعالى: {إِنا أَنزَلنا إِليكَ الكِتابَ بِالحَقِّ لِتَحكُمَ بَينَ الناسِ بِما أَراكَ اللهُ ...} الآية. إلى قوله تعالى: {وَمَن يُشرِك بِاللهِ فَقَد ضَلَّ ضَلالاً بَعيدًا}
أنزلت كلها في قصة واحدة. وذلك أن رجلاً من الأنصار يقال له: طعمة بن أبيرق أحد بني ظفر بن الحارث سرق درعًا من جار له يقال له: قتادة بن النعمان
[أسباب النزول: 172]
وكانت الدرع في جراب فيه دقيق فجعل الدقيق ينتثر من خرق في الجراب حتى انتهى إلى الدار وفيها أثر الدقيق ثم خبأها عند رجل من اليهود يقال له: زيد بن السمين فالتمست الدرع عند طعمة فلم توجد عنده وحلف لهم: والله ما أخذها وما له به من علم فقال أصحاب الدرع: بلى والله قد أدلج علينا فأخذها وطلبنا أثره حتى دخل داره فرأينا أثر الدقيق فلما أن حلف تركوه واتبعوا أثر الدقيق حتى انتهوا إلى منزل اليهودي فأخذوه فقال: دفعها إلي طعمة بن أبيرق وشهد له أناس من اليهود على ذلك فقالت بنو ظفر وهم قوم طعمة: انطلقوا بنا إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فكلموه في ذلك وسألوه أن يجادل عن صاحبهم وقالوا: إن لم تفعل هلك صاحبنا وافتضح وبرئ اليهودي فهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن يفعل وكان هواه معهم وأن يعاقب اليهودي حتى أنزل الله تعالى: {إِنا أَنزَلنا إِلَيكَ الكِتابَ بِالحَقِّ} الآية كلها وهذا قول جماعة من المفسرين). [أسباب النزول: 173]
قالَ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الوَاحِدِيُّ (ت: 468هـ): (قوله تعالى: {لَّيسَ بِأَمانِّيكُم وَلا أَمانِيِّ أَهلِ الكِتابِ}
أخبرنا أبو بكر التميمي قال: أخبرنا أبو محمد بن حيان قال: حدثنا أبو يحيى قال: حدثنا سهل قال: حدثنا علي بن مسهر عن إسماعيل بن أبي خالد عن أبي صالح قال: جلس أهل الكتاب أهل التوراة وأهل الإنجيل وأهل الأديان كل صنف يقول لصاحبه: نحن خير منكم فنزلت هذه الآية.
[أسباب النزول: 173]
وقال مسروق وقتادة: احتج المسلمون وأهل الكتاب فقال أهل الكتاب: نحن أهدى منكم نبينا قبل نبيكم وكتابنا قبل كتابكم ونحن أولى بالله منكم وقال المسلمون: نحن أهدى منكم وأولى بالله نبينا خاتم الأنبياء وكتابنا يقضي على الكتب التي قبله فأنزل الله تعالى هذه الآية ثم أفلج الله حجة المسلمين على من ناوأهم من أهل الأديان بقوله تعالى: {وَمَن يَعمَل مِن الصَالِحاتِ مِن ذَكَرٍ أَو أُنثى وَهُوَ مُؤمِنٌ} وبقوله تعالى: {وَمَن أَحسَنُ دينًا مِّمَّن أَسلَمَ وَجهَهُ للهِ} الآيتين). [أسباب النزول: 174]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ): (قوله تعالى: {إِنَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللَّهُ وَلَا تَكُنْ لِلْخَائِنِينَ خَصِيمًا (105)}
[لباب النقول:91]
روى الترمذي والحاكم وغيرهما عن قتادة بن النعمان قال: كان أهل بيت منا يقال لهم بنو أبيرق بشر وبشير ومبشر، وكان بشير رجلا منافقا يقول الشعر يهجو به أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم ينحله بعض العرب يقول: قال فلان كذا. وكانوا أهل بيت حاجة وفاقة في الجاهلية والإسلام، وكان الناس إنما طعامهم بالمدينة التمر والشعير، فابتاع عمي رفاعة بن زيد حملا من الدرمك فجعله في مشربة له فيها سلاح درع وسيف، فعدي عليه من تحت فنقبت المشربة وأخذ الطعام والسلاح، فلما أصبح أتاني عمي رفاعة فقال: يا ابن أخي إنه قد عدي علينا في ليلتنا هذه فنقبت مشربتنا وذهب بطعامنا وسلاحنا فتحسسنا في الدار وسألنا فقيل لنا: قد رأينا بني أبيرق استوقدوا في هذه الليلة ولا نرى فيما نرى إلا على بعض طعامكم: فقال بنو أبيرق: ونحن نسأل في الدار والله ما نرى صاحبكم إلا لبيد بن سهل رجل منا له صلاح وإسلام، فلما سمع لبيد
اخترط سيفه وقال: أنا أسرق والله ليخالطنكم هذا السيف أو لتبينن هذه السرقة، قالوا: إليك عنا أيها الرجل فما أنت بصاحبها. فسألنا في الدار حتى لم نشك أنهم أصحابها، فقال لي عمي: يا ابن أخي لو أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكرت ذلك له، فأتيته فقلت: أهل بيت منا أهل جفاء عمدوا إلى عمي، فنقبوا مشربة له وأخذوا سلاحه وطعامه فليردوا علينا سلاحنا، وأما الطعام فلا حاجة لنا فيه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((سأنظر في ذلك))، فلما سمع بنو أبيرق أتوا رجلا منهم يقال له أسير بن عروة، فكلموه في ذلك فاجتمع في ذلك أناس من أهل الدار فقالوا: يا رسول الله إن قتادة بن النعمان وعمه عمدا إلى أهل بيت منا أهل إسلام وصلاح يرمونهم بالسرقة من غير بينة ولا ثبت. قال قتادة: فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: ((عمدت إلى أهل بيت ذكر منهم إسلام وصلاح ترميهم بالسرقة على غير ثبت وبينة؟)) فرجعت فأخبرت عمي فقال: الله المستعان، فلم نلبث أن نزل القرآن: {إِنَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللَّهُ وَلَا تَكُنْ لِلْخَائِنِينَ خَصِيمًا (105) }- بني أبيرق - {واستغفر الله} -أي مما قلت لقتادة إلى قوله: {عظيما} فلما نزل
[لباب النقول:92]
القرآن أتي رسول الله صلى الله عليه وسلم بالسلاح فرده إلى رفاعة ولحق بشير بالمشركين فنزل على سلافة بنت سعد فأنزل الله: {ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى} إلى قوله- {ضلالا بعيدا}.
قال الحاكم: صحيح على شرط مسلم.
وأخرج ابن سعد في الطبقات بسنده عن محمود بن لبيد قال: عدا بشير بن الحارث على علية رفاعة بن زيد عم قتادة بن النعمان فنقبها من ظهرها وأخذ طعاما له ودرعين بأداتهما، فأتى قتادة النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره بذلك، فدعا بشيرا فسأله فأنكر ورمى بذلك لبيد بن سهل رجلا من أهل الدار ذا حسب ونسب، فنزل القرآن بتكذيب بشير وبراءة لبيد: {إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق لتحكم بين الناس} الآيات، فلما نزل القرآن في بشير وعثر عليه هرب إلى مكة مرتدا، فنزل على سلافة بنت سعد، فجعل يقع في النبي صلى الله عليه وسلم وفي المسلمين، فنزل فيه: {ومن يشاقق الرسول} الآية، وهجاه حسان بن ثابت حتى رجع وكان ذلك في شهر ربيع سنة أربع من الهجرة). [لباب النقول:93]


روابط ذات صلة:
- أقوال المفسرين


محمد أبو زيد 26 رجب 1434هـ/4-06-2013م 06:07 PM

ما ورد في نزول قوله تعالى: (وَلَأُضِلَّنَّهُمْ وَلَأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلَآَمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آَذَانَ الْأَنْعَامِ وَلَآَمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ وَمَنْ يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيًّا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا مُبِينًا (119) )
قَالَ مُقْبِلُ بنِ هَادِي الوَادِعِيُّ (ت: 1423هـ): (قوله تعالى:{وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ} [الآية: 119].
قال الإمام الطبري رحمه الله [9 /215] بتحقيق أحمد شاكر حدثنا محمد بن بشار قال حدثنا عبد الرحمن قال حدثنا حماد بن سلمة عن عمار بن أبي عمار عن ابن عباس أنه كره الإخصاء وقال فيه نزلت: {وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ}.
هذا حديث صحيح على شرط مسلم). [الصحيح المسند في أسباب النزول: 91]


روابط ذات صلة:
- أقوال المفسرين


محمد أبو زيد 26 رجب 1434هـ/4-06-2013م 06:08 PM

ما ورد في نزول قوله تعالى: (لَيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلَا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ وَلَا يَجِدْ لَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا (123) )
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ): (قوله تعالى: {لَيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلَا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ وَلَا يَجِدْ لَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا (123)}
أخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس قال: قالت اليهود والنصارى: لا يدخل الجنة غيرنا، وقالت قريش: إنا لانبعث فأنزل الله: {ليس بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب}.
وأخرج ابن جرير عن مسروق قال: تفاخر النصارى وأهل الإسلام فقال هؤلاء: نحن أفضل منكم وقال هؤلاء: نحن أفضل منكم فأنزل الله: {ليس بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب}.
وأخرج نحوه عن قتادة والضحاك والسدي وأبي صالح، ولفظهم تفاخر أهل الأديان. وفي لفظ جلس ناس من اليهود وناس من النصارى وناس من المسلمين فقال هؤلاء: نحن أفضل، وقال هؤلاء: نحن أفضل فنزلت. وأخرج أيضا عن مسروق قال: لما نزلت {ليس بأمانيكم ولا أماني
[لباب النقول:93]
أهل الكتاب} قال أهل الكتاب: نحن وأنتم سواء، فنزلت هذه الآية: {ومن يعمل من الصالحات من ذكر أو أنثى وهو مؤمن}). [لباب النقول:94]


روابط ذات صلة:
- أقوال المفسرين


محمد أبو زيد 26 رجب 1434هـ/4-06-2013م 06:08 PM

ما ورد في نزول قوله تعالى: (وَمَنْ أَحْسَنُ دِينًا مِمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ وَاتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا (125) )
قالَ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الوَاحِدِيُّ (ت: 468هـ): (قوله تعالى: {وَاِتَّبَعَ مِلَّةَ إِبراهيمَ حَنيفًا واِتَّخَذَ اللهُ إِبراهيمَ خَليلاً ...}
اختلفوا في سبب اتخاذ الله إبراهيم خليلاً فأخبرنا أبو سعيد النضروي قال: أخبرنا أبو الحسن محمد بن الحسين السراج قال: أخبرنا محمد بن عبد الله الحضرمي قال: حدثنا موسى بن إبراهيم المروزي قال: حدثنا ابن لهيعة عن أبي قبيل عن عبد الله عن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((يا جبريل لم اتخذ الله إبراهيم خليلاً؟)) قال: لإطعامه الطعام يا محمد.
[أسباب النزول: 174]
وقال عبد الله بن عبد الرحمن بن أبزى: دخل إبراهيم منزله فجأة فرأى ملك الموت في صورة شاب لا يعرفه قال له إبراهيم: بإذن من دخلت؟ فقال: بإذن رب المنزل فعرفه إبراهيم عليه السلام فقال له ملك الموت: إن ربك اتخذ من عباده خليلاً قال إبراهيم: ومن ذلك؟ قال: وما تصنع به؟ قال: أكون خادمًا له حتى أموت قال: فإنه أنت.
وقال الكلبي عن ابن صالح عن ابن عباس: أصاب الناس سنة جهدوا فيها فحشروا إلى باب إبراهيم عليه السلام يطلبون الطعام وكانت الميرة له كل سنة من صديق له بمصر فبعث غلمانه بالإبل إلى خليله مصر يسأله الميرة فقال خليله: لو كان إبراهيم إنما يريده لنفسه احتملنا ذلك له وقد دخل علينا ما دخل على الناس من الشدة فرجع رسل إبراهيم فمروا ببطحاء فقالوا: لو احتملنا من هذه البطحاء ليرى الناس أنا قد جئنا بالميرة إنا لنستحيي أن نمر بهم وإبلنا فارغة فملئوا تلك الغرائر رملاً ثم إنهم أتوا إبراهيم عليه السلام وسارة نائمة فأعلموه ذلك فاهتم إبراهيم عليه السلام بمكان الناس فغلبته عيناه فنام واستيقظت سارة فقامت إلى تلك الغرائر ففتقتها فإذا هو دقيق أجود حوارى يكون فأمرت الخبازين فخبزوا وأطعموا الناس واستيقظ إبراهيم عليه السلام فوجد ريح الطعام فقال: يا سارة من أين هذا الطعام؟ قالت: من عند خليلك المصري فقال: بل من عند الله خليلي لا من عند خليلي المصري فيومئذ اتخذ الله إبراهيم خليلاً.
أخبرنا أبو عبد الله محمد بن إبراهيم المزكي قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن
[أسباب النزول: 175]
يزيد الجوزي قال: حدثنا إبراهيم بن شريك قال: حدثنا أحمد بن يونس قال: حدثنا أبو بكر بن عياش عن أبي المهلب الكناني عن عبد الله بن زمر عن علي بن يزيد عن القاسم بن أبي أمامة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن الله اتخذني خليلاً كما اتخذ إبراهيم خليلاً وإنه لم يكن نبي إلا له خليل ألا وإن خليلي أبو بكر)).
وأخبرني الشريف أبو إسماعيل بن الحسين النقيب قال: أخبرنا جدي قال: أخبرنا أبو محمد الحسن بن حماد قال: أخبرنا أبو إسماعيل محمد بن إسماعيل الترمذي قال: أخبرنا سعيد بن أبي مريم قال: حدثنا سلمة قال: حدثني زيد بن واقد عن القاسم بن مخيمرة عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((اتخذ الله إبراهيم خليلاً وموسى نجيًا واتخذني حبيبًا ثم قال: وعزتي وجلالي لأوثرن حبيبي على خليلي ونجيي)) ). [أسباب النزول: 176]



روابط ذات صلة:
- أقوال المفسرين


محمد أبو زيد 26 رجب 1434هـ/4-06-2013م 06:08 PM

ما ورد في نزول قوله تعالى: (وَيَسْتَفْتُونَكَ فِي النِّسَاءِ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِيهِنَّ وَمَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ فِي يَتَامَى النِّسَاءِ اللَّاتِي لَا تُؤْتُونَهُنَّ مَا كُتِبَ لَهُنَّ وَتَرْغَبُونَ أَنْ تَنْكِحُوهُنَّ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الْوِلْدَانِ وَأَنْ تَقُومُوا لِلْيَتَامَى بِالْقِسْطِ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِهِ عَلِيمًا (127) )
قالَ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الوَاحِدِيُّ (ت: 468هـ): (قوله تعالى: {وَيَستَفتونَكَ في النِساءِ ...} الآية.
أخبرنا أبو بكر أحمد بن الحسن القاضي قال: حدثنا محمد بن يعقوب قال: أخبرنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم قال: حدثنا ابن وهب قال: أخبرني
[أسباب النزول: 176]
يونس عن ابن شهاب قال: أخبرني عروة بن الزبير عن عائشة قالت: ثم إن الناس استفتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد هذه الآية فيهن فأنزل الله تعالى هذه الآية: {وَيَستَفتونَكَ في النِساءِ قُلِ اللهُ يُفتيكُم فيهِنَّ وَما يُتلى عَلَيكُم في الكِتابِ} الآية.
قالت: والذي يتلى عليهم في الكتاب الآية الأولى التي قال فيها: {وَإِن خِفتُم أَلّا تُقسِطوا في اليَتامى} قالت عائشة رضي الله عنها: وقال الله تعالى في الآية الأخرى: {وَتَرغَبونَ أَن تَنكِحوهُنَّ} رغبة أحدكم عن يتيمته التي تكون في حجره حين تكون قليلة المال والجمال فنهوا أن ينكحوا ما رغبوا في مالها وجمالها من يتامى النساء إلا بالقسط من أجل رغبتهم عنهن. رواه مسلم عن حرملة عن ابن وهب). [أسباب النزول: 177]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ): (قوله تعالى: {وَيَسْتَفْتُونَكَ فِي النِّسَاءِ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِيهِنَّ وَمَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ فِي يَتَامَى النِّسَاءِ اللَّاتِي لَا تُؤْتُونَهُنَّ مَا كُتِبَ لَهُنَّ وَتَرْغَبُونَ أَنْ تَنْكِحُوهُنَّ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الْوِلْدَانِ وَأَنْ تَقُومُوا لِلْيَتَامَى بِالْقِسْطِ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِهِ عَلِيمًا (127)}
روى البخاري عن عائشة في هذه الآية قالت: هو الرجل تكون عنده اليتيمة هو وليها ووارثها قد شركته في مالها حتى في العذق فيرغب أن ينكحها ويكره أن يزوجها رجلا فيشركه في مالها فيعضلها، فنزلت وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي: كان لجابر بنت عم دميمة ولها مال ورثته عن أبيها، وكان جابر يرغب عن نكاحها ولا ينكحها خشية أن يذهب الزوج بمالها، فسأل النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك فنزلت). [لباب النقول:94]
قَالَ مُقْبِلُ بنِ هَادِي الوَادِعِيُّ (ت: 1423هـ): (قوله تعالى:{وَيَسْتَفْتُونَكَ فِي النِّسَاءِ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِيهِنَّ} [الآية: 127].
البخاري [6 /58] حدثنا الأويسي حدثنا إبراهيم بن سعد عن صالح عن ابن شهاب قال: أخبرني عروة أنه سأل عائشة رضي الله عنها وقال الليث حدثني يونس عن ابن شهاب قال: أخبرني عروة بن
[الصحيح المسند في أسباب النزول: 91]
الزبير أنه سأل عائشة رضي الله عنها عن قول الله تعالى {وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَى} فذكرت نحو ما تقدم في أول السورة قال: قالت ثم إن الناس استفتوا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم بعد هذه الآية فأنزل الله {وَيَسْتَفْتُونَكَ فِي النِّسَاءِ} إلى قوله تعالى: {وَتَرْغَبُونَ أَنْ تَنْكِحُوهُنَّ}.
الحديث أعاده أيضا ل[9/320 ،11/ 39، 308،103].
وأخرجه مسلم [18 /154-155] وأبو داود [2 /184] والنسائي [6 /95] والدارقطني [3 /265] وابن جرير [5 /301] ). [الصحيح المسند في أسباب النزول: 92]


روابط ذات صلة:
- أقوال المفسرين



محمد أبو زيد 26 رجب 1434هـ/4-06-2013م 06:08 PM

ما ورد في نزول قوله تعالى: (وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِنْ بَعْلِهَا نُشُوزًا أَوْ إِعْرَاضًا فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَنْ يُصْلِحَا بَيْنَهُمَا صُلْحًا وَالصُّلْحُ خَيْرٌ وَأُحْضِرَتِ الْأَنْفُسُ الشُّحَّ وَإِنْ تُحْسِنُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا (128) )
قالَ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الوَاحِدِيُّ (ت: 468هـ): (قوله تعالى: {وإِن اِمرأَةٌ خافَت ...} الآية.
أخبرنا أحمد بن محمد بن أحمد بن الحارث قال: أخبرنا عبد الله بن محمد بن جعفر قال: حدثنا أبو عمر قال: حدثنا سهل قال: حدثنا عبد الرحيم بن سلمان عن هشام عن عروة عن عائشة في قول الله تعالى: {وَإِن اِمرَأَةٌ خافَت مِن بَعلِها نُشوزًا} إلى آخر الآية. نزلت في المرأة تكون عند الرجل فلا يستكثر منها ويريد فراقها ولعلها أن تكون لها صحبة ويكون لها ولد فيكره فراقها وتقول له: لا تطلقني وأمسكني وأنت في حل من شأني فأنزلت
[أسباب النزول: 177]
هذه الآية. رواه البخاري عن محمد بن مقاتل عن ابن المبارك. ورواه مسلم عن أبي كريب عن أبي أسامة كلاهما عن هشام.
أخبرنا أبو بكر الحيري قال: حدثنا محمد بن يعقوب قال: أخبرنا الربيع قال: أخبرنا الشافعي قال: أخبرنا ابن عيينة عن الزهري عن ابن المسيب أن بنت محمد بن مسلمة كانت عند رافع بن خديج فكره منها أمرًا إما كبرًا وإما غيره فأراد طلاقها فقالت: لا تطلقني وأمسكني واقسم لي ما بدا لك فأنزل الله تعالى: {وإن امرأة خافت من بعلها نشوزا أو إعراضا}). [أسباب النزول: 178]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ): (قوله تعالى: {وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِنْ بَعْلِهَا نُشُوزًا أَوْ إِعْرَاضًا فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَنْ يُصْلِحَا بَيْنَهُمَا صُلْحًا وَالصُّلْحُ خَيْرٌ وَأُحْضِرَتِ الْأَنْفُسُ الشُّحَّ وَإِنْ تُحْسِنُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا (128)}
روى أبو داود والحاكم عن عائشة قالت: فرقت سودة أن يفارقها رسول الله صلى الله عليه وسلم حين أسنت فقالت: يومي لعائشة، فأنزل الله: {وإن امرأة خافت من بعلها نشوزا} الآية
وروى الترمذي مثله عن ابن عباس.
وأخرج سعيد بن منصور عن المسيب أن ابنة محمد بن مسلمة كانت عند رافع بن خديج فكره منها أمرا إما كبرا أو غيره، فأراد طلاقها فقالت: لا تطلقني واقسم لي ما بدا ذلك فأنزل الله: {وإن امرأة خافت} الآية. وله شاهد موصول أخرجه الحاكم من طريق ابن المسيب عن رافع بن خديج.
[لباب النقول:94]
(ك) أخرج الحاكم عن عائشة قال: نزلت هذه الآية {والصلح خير} في رجل كانت تحته امرأة قد ولدت له أولادا، فأراد أن يستبدل بها فراضته على أن تقر عنده ولا يقسم لها.
(ك) وأخرج ابن جرير عن سعيد بن جبير قال: جاءت امرأة حين نزلت هذه الآية: {وإن امرأة خافت من بعلها نشوزا أو إعراضا} قالت: إني أريد أن تقسم لي من نفسك، وقد كانت رضيت أن يدعها فلا يطلقها ولا يأتيها، فأنزل الله: {وأحضرت الأنفس الشح}). [لباب النقول:95]
قَالَ مُقْبِلُ بنِ هَادِي الوَادِعِيُّ (ت: 1423هـ): (قوله تعالى:{وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِنْ بَعْلِهَا نُشُوزًا أَوْ إِعْرَاضًا} [الآية: 128].
البخاري [9 /334] حدثنا محمد بن مقاتل أخبرنا عبد الله أخبرنا هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها {وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِنْ بَعْلِهَا نُشُوزًا أَوْ إِعْرَاضًا} قالت الرجل تكون عنده المرأة ليس بمستكثر منها يريد أن يفارقها، فتقول: أجعلك من شأني في حل فنزلت هذه الآية في ذلك.
الحديث أخرجه مسلم [8 /157].
وقد أخرج أبو داود [2 /208] والترمذي [4 /95] والطيالسي [2 /17] والحاكم [2 /186] وصححه وسكت عليه الذهبي وابن جرير [307 ]أنها نزلت في شأن سودة أخرجه الترمذي والطيالسي وابن جرير من حديث ابن عباس، وأخرجه أبو داود والحاكم وابن جرير أيضا من حديث عائشة ولفظ أبي داود قالت عائشة لعروة يابن أختي كان رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم لا يفضل بعضنا على بعض في القسم من مكثه عندنا وكان قَلَّ يوم إلا وهو يطوف علينا جميعا فيدنو من كل امرأة من غير مسيس
[الصحيح المسند في أسباب النزول: 92]
حتى يبلغ إلى التي هو يومها فيبيت عندها، ولقد قالت سودة بنت زمعة حين أسنت وفرقت أن يفارقها رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم يا رسول الله يومي لعائشة فقبل رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ذلك منها قالت: تقول في ذلك أنزل الله عز وجل وفي أشباهها أراه قال: {وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِنْ بَعْلِهَا نُشُوزًا}.
وأخرج الحاكم وقال صحيح على شرط الشيخين وسكت عليه الذهبي [2 /308] عن رافع بن خديج أنه كانت تحته امرأة قد خلا من سنها فتزوج عليها شابة فآثر البكر عليها فأبت امرأته الأولى أن تقر على ذلك فطلقها تطليقة حتى إذا بقي من أجلها يسير قال إن شئت راجعتك وصبرت على الأمر وإن شئت تركتك حتى يخلو أجلك قالت بل راجعني أصبر على الأثرة ثم آثر عليها فلم تصبر على الأثرة فطلقها الأخرى وآثر عليها الشابة قال فذلك الصلح الذي بلغنا أن الله قد أنزل فيه {وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِنْ بَعْلِهَا نُشُوزًا أَوْ إِعْرَاضًا فَلا جُنَاحَ عَلَيهِمَا أَنْ يُصْلِحَا بَيْنَهُمَا صُلْحًا}.
ولا تنافي بين هذه الأقوال فإن حديث عائشة الأول مبهم وحديثها الثاني مفسر للإبهام، وأما حديث رافع فإنما قال إنها شاملة لما فعل والآية تشمل الجميع والله أعلم). [الصحيح المسند في أسباب النزول: 93]


روابط ذات صلة:
- أقوال المفسرين


محمد أبو زيد 26 رجب 1434هـ/4-06-2013م 06:08 PM

ما ورد في نزول قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ إِنْ يَكُنْ غَنِيًّا أَوْ فَقِيرًا فَاللَّهُ أَوْلَى بِهِمَا فَلَا تَتَّبِعُوا الْهَوَى أَنْ تَعْدِلُوا وَإِنْ تَلْوُوا أَوْ تُعْرِضُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا (135) )
قالَ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الوَاحِدِيُّ (ت: 468هـ): (قوله تعالى: {يا أَيُّها الَّذينَ آَمَنوا كونوا قَوّامِينَ بِالقِسطِ ...} الآية.
روى أسباط عن السدي قال: نزلت في النبي صلى الله عليه وسلم اختصم إليه غني وفقير وكان ضلعه مع الفقير رأى أن الفقير لا يظلم الغني فأبى الله تعالى إلا أن يقوم بالقسط في الغني والفقير فقال: {يا أَيُّها الَّذينَ آمَنوا كونوا قَوّامينَ بِالقِسطِ} حتى بلغ: {إِن يَكُن غَنيًّا أَو فَقيرًا فاللهُ أَولى بِهِما}). [أسباب النزول: 178]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ): (قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ إِنْ يَكُنْ غَنِيًّا أَوْ فَقِيرًا فَاللَّهُ أَوْلَى بِهِمَا فَلَا تَتَّبِعُوا الْهَوَى أَنْ تَعْدِلُوا وَإِنْ تَلْوُوا أَوْ تُعْرِضُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا (135)}
أخرج ابن أبي حاتم عن السدي قال: لما نزلت: هذه الآية في النبي صلى الله عليه سلم اختصم إليه رجلان: غني، وفقير وكان صلى الله عليه وسلم مع الفقير يرى أن الفقير لا يظلم الغني فأبى الله إلا أن يقوم بالقسط في الغني والفقير). [لباب النقول:95]


روابط ذات صلة:
- أقوال المفسرين


محمد أبو زيد 26 رجب 1434هـ/4-06-2013م 06:09 PM

ما ورد في نزول قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا آَمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَى رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي أَنْزَلَ مِنْ قَبْلُ وَمَنْ يَكْفُرْ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا (136) )
قالَ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الوَاحِدِيُّ (ت: 468هـ): (قوله تعالى: {يا أَيُّها الَّذينَ آَمَنوا آَمِنوا بِاللهِ وَرَسولِهِ ...} الآية.
قال الكلبي: نزلت في عبد الله بن سلام وأسد وأسيد ابني كعب وثعلبة بن
[أسباب النزول: 178]
قيس وجماعة من مؤمني أهل الكتاب قالوا: يا رسول الله إنا نؤمن بك وبكتابك وبموسى والتوراة وعزير ونكفر بما سواه من الكتب والرسل فأنزل الله تعالى هذه الآية). [أسباب النزول: 179]


روابط ذات صلة:
- أقوال المفسرين



محمد أبو زيد 26 رجب 1434هـ/4-06-2013م 06:09 PM

ما ورد في نزول قوله تعالى: (لَا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَنْ ظُلِمَ وَكَانَ اللَّهُ سَمِيعًا عَلِيمًا (148) )
قالَ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الوَاحِدِيُّ (ت: 468هـ): (قوله تعالى: {لا يُحِبُّ اللهُ الجَهرَ بِالسُوءِ مِنَ القَولِ ...} الآية.
قال مجاهد: إن ضيفًا تضيف قومًا فأساءوا قراه فاشتكاهم فنزلت هذه الآية رخصة في أن يشكو). [أسباب النزول: 179]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ): (قوله تعالى: {لَا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَنْ ظُلِمَ وَكَانَ اللَّهُ سَمِيعًا عَلِيمًا (148)}
أخرج هناد بن السري في كتاب الزهد عن مجاهد قال: أنزلت: {لا يحب الله الجهر بالسوء من القول إلا من ظلم} في رجل أضاف رجلا بالمدينة فأساء قراه فتحول عنه فجعل يثني عليه بما أولاه فرخص له أن يثني عليه بما أولاه). [لباب النقول:95]


روابط ذات صلة:
- أقوال المفسرين


محمد أبو زيد 26 رجب 1434هـ/4-06-2013م 06:09 PM

ما ورد في نزول قوله تعالى: (يَسْأَلُكَ أَهْلُ الْكِتَابِ أَنْ تُنَزِّلَ عَلَيْهِمْ كِتَابًا مِنَ السَّمَاءِ فَقَدْ سَأَلُوا مُوسَى أَكْبَرَ مِنْ ذَلِكَ فَقَالُوا أَرِنَا اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْهُمُ الصَّاعِقَةُ بِظُلْمِهِمْ ثُمَّ اتَّخَذُوا الْعِجْلَ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ فَعَفَوْنَا عَنْ ذَلِكَ وَآَتَيْنَا مُوسَى سُلْطَانًا مُبِينًا (153) )
قالَ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الوَاحِدِيُّ (ت: 468هـ): (قوله تعالى: {يَسأَلُكَ أَهلُ الكِتابِ أَن تُنَزِّلَ عَلَيهِم كِتابًا ...} الآية.
نزلت في اليهود قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم: إن كنت نبيًا فأتنا بكتاب جملة من السماء كما أتى به موسى فأنزل الله تعالى هذه الآية). [أسباب النزول: 179]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ): (قوله تعالى: {يَسْأَلُكَ أَهْلُ الْكِتَابِ أَنْ تُنَزِّلَ عَلَيْهِمْ كِتَابًا مِنَ السَّمَاءِ فَقَدْ سَأَلُوا مُوسَى أَكْبَرَ مِنْ ذَلِكَ فَقَالُوا أَرِنَا اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْهُمُ الصَّاعِقَةُ بِظُلْمِهِمْ ثُمَّ اتَّخَذُوا الْعِجْلَ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ فَعَفَوْنَا عَنْ ذَلِكَ وَآَتَيْنَا مُوسَى سُلْطَانًا مُبِينًا (153)}
أخرج ابن جرير عن محمد بن كعب القرظي قال: جاء ناس من اليهود إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالوا: إن موسى جاءنا بالألواح من عند الله فأتنا بالألواح من عند الله حتى نصدقك فأنزل الله: {يسألك أهل الكتاب} -إلى قوله- {بهتانا عظيما} فجثا رجل من اليهود فقال: ما أنزل الله عليك ولا على موسى ولا على عيسى ولا على أحد شيئا، فأنزل الله: {وما قدروا الله حق قدره} الآية). [لباب النقول:95]


روابط ذات صلة:
- أقوال المفسرين


محمد أبو زيد 26 رجب 1434هـ/4-06-2013م 06:09 PM

ما ورد في نزول قوله تعالى: (إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَوْحَيْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَعِيسَى وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهَارُونَ وَسُلَيْمَانَ وَآَتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا (163) )
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ): (قوله تعالى: {إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَوْحَيْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَعِيسَى وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهَارُونَ وَسُلَيْمَانَ وَآَتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا (163)}
قوله تعالى: {إنا أوحينا إليك الآية}.
(ك) روى ابن إسحاق عن ابن عباس قال: قال عدي بن زيد: ما نعلم أن الله أنزل على بشر من شيء من بعد موسى، فأنزل الله الآية). [لباب النقول:96]


روابط ذات صلة:
- أقوال المفسرين


محمد أبو زيد 26 رجب 1434هـ/4-06-2013م 06:10 PM

ما ورد في نزول قوله تعالى: (لَكِنِ اللَّهُ يَشْهَدُ بِمَا أَنْزَلَ إِلَيْكَ أَنْزَلَهُ بِعِلْمِهِ وَالْمَلَائِكَةُ يَشْهَدُونَ وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا (166) )
قالَ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الوَاحِدِيُّ (ت: 468هـ): (قوله تعالى: {لَكِنَ اللهُ يَشهَدُ بِما أَنزَلَ إِلَيكَ ...} الآية.
قال الكلبي: إن رؤساء أهل مكة أتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: سألنا عنك اليهود فزعموا أنهم لا يعرفونك فأتنا بمن يشهد لك أن الله بعثك إلينا رسولاً فنزلت هذه الآية: {لَكِنَ اللهَ يَشهَدُ} ). [أسباب النزول: 179]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ): (قوله تعالى: {لَكِنِ اللَّهُ يَشْهَدُ بِمَا أَنْزَلَ إِلَيْكَ أَنْزَلَهُ بِعِلْمِهِ وَالْمَلَائِكَةُ يَشْهَدُونَ وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا (166)}
روى ابن إسحاق عن ابن عباس قال: دخل جماعة من اليهود على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لهم: ((إني والله أعلم أنكم لتعلمون أني رسول الله))، فقالوا: ما نعلم، فأنزل الله {لكن الله يشهد}). [لباب النقول:96]


روابط ذات صلة:
- أقوال المفسرين



محمد أبو زيد 26 رجب 1434هـ/4-06-2013م 06:10 PM

ما ورد في نزول قوله تعالى: (يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ وَلَا تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ فَآَمِنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَلَا تَقُولُوا ثَلَاثَةٌ انْتَهُوا خَيْرًا لَكُمْ إِنَّمَا اللَّهُ إِلَهٌ وَاحِدٌ سُبْحَانَهُ أَنْ يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلًا (171) )
قالَ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الوَاحِدِيُّ (ت: 468هـ): (قوله تعالى: {لا تَغُلوا في دينِكُم ...} الآية.
[أسباب النزول: 179]
نزلت في طوائف من النصارى حين قالوا: عيسى ابن الله فأنزل الله تعالى: {لا تَغُلوا في دينِكُم وَلا تَقولوا عَلى اللهِ إِلا الحَقَّ ...} الآية). [أسباب النزول: 180]


روابط ذات صلة:
- أقوال المفسرين


محمد أبو زيد 26 رجب 1434هـ/4-06-2013م 06:10 PM

ما ورد في نزول قوله تعالى: (لَنْ يَسْتَنْكِفَ الْمَسِيحُ أَنْ يَكُونَ عَبْدًا لِلَّهِ وَلَا الْمَلَائِكَةُ الْمُقَرَّبُونَ وَمَنْ يَسْتَنْكِفْ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيَسْتَكْبِرْ فَسَيَحْشُرُهُمْ إِلَيْهِ جَمِيعًا (172) )
قالَ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الوَاحِدِيُّ (ت: 468هـ): (قوله تعالى: {لَّن يَستَنكِفَ المَسيحُ ...} الآية.
قال الكلبي: إن وفد نجران قالوا: يا محمد تعيب صاحبنا قال: ((ومن صاحبكم؟)) قالوا: عيسى قال: ((وأي شيء أقول فيه؟)) قالوا: تقول إنه عبد الله ورسوله فقال لهم: ((إنه ليس بعار لعيسى أن يكون عبدًا لله)) قالوا: بلى فنزلت: {لَّن يَستَنكِفَ المَسيحُ أَن يَكونَ عَبدًا لِّلَّهِ} الآية). [أسباب النزول: 180]


روابط ذات صلة:
- أقوال المفسرين


محمد أبو زيد 27 رجب 1434هـ/5-06-2013م 10:42 AM

ما ورد في نزول قوله تعالى: (يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلَالَةِ إِنِ امْرُؤٌ هَلَكَ لَيْسَ لَهُ وَلَدٌ وَلَهُ أُخْتٌ فَلَهَا نِصْفُ مَا تَرَكَ وَهُوَ يَرِثُهَا إِنْ لَمْ يَكُنْ لَهَا وَلَدٌ فَإِنْ كَانَتَا اثْنَتَيْنِ فَلَهُمَا الثُّلُثَانِ مِمَّا تَرَكَ وَإِنْ كَانُوا إِخْوَةً رِجَالًا وَنِسَاءً فَلِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ أَنْ تَضِلُّوا وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (176) )
قالَ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الوَاحِدِيُّ (ت: 468هـ): (قوله تعالى: {يَستَفتونَكَ قُلِ اللهُ يُفتيكُم في الكَلالَةِ ...} الآية.
أخبرنا أبو عبد الرحمن بن أبي حامد قال: حدثنا زاهر بن أحمد قال: حدثنا الحسين بن محمد بن مصعب قال: حدثنا يحيى بن حكيم قال: حدثنا ابن أبي عدي عن هشام بن أبي عبد الله عن ابن الزبير عن جابر قال: اشتكيت فدخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم وعندي سبع أخوات فنفخ في وجهي فأفقت فقلت: يا رسول الله أوصي لأخواتي بالثلثين قال: ((احبس)) فقلت الشطر قال: ((احبس)) ثم خرج فتركني قال: ثم دخل علي وقال: ((يا جابر إني لا أراك تموت في وجعك هذا إن الله قد أنزل فبين الذي لأخواتك جعل لأخواتك الثلثين)) وكان جابر يقول: نزلت هذه الآية في {يستفتونك قل الله يفتيكم في الكلالة} ). [أسباب النزول: 180]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ): (قوله تعالى: {يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلَالَةِ إِنِ امْرُؤٌ هَلَكَ لَيْسَ لَهُ وَلَدٌ وَلَهُ أُخْتٌ فَلَهَا نِصْفُ مَا تَرَكَ وَهُوَ يَرِثُهَا إِنْ لَمْ يَكُنْ لَهَا وَلَدٌ فَإِنْ كَانَتَا اثْنَتَيْنِ فَلَهُمَا الثُّلُثَانِ مِمَّا تَرَكَ وَإِنْ كَانُوا إِخْوَةً رِجَالًا وَنِسَاءً فَلِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ أَنْ تَضِلُّوا وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (176)}
روى النسائي من طريق أبي الزبير عن جابر قال: اشتكيت فدخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: يا رسول الله أوصي لأخواتي بالثلث قال: ((أحسن)). قلت: بالشطر قال: ((أحسن)) ثم خرج ثم دخل علي قال: ((لا أراك تموت في وجعك هذا إن الله أنزل وبين ما لأخوتك وهو الثلثان))، فكان جابر يقول: نزلت هذه الآية في {يستفتونك قل الله يفتيكم في الكلالة}
قال الحافظ ابن حجر هذه قصة أخرى لجابر غير التي تقدمت في أول السورة.
(ك) وأخرج ابن مردويه عن عمر أنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم كيف يورث الكلالة؟ فأنزل الله {يستفتونك قل الله يفتيكم في الكلالة} إلى آخرها.
(تنبيه) إذا تأملت ما أوردناه من أسباب النزول آيات هذه السورة عرفت الرد على من قال بأنها مكية). [لباب النقول:96]
قَالَ مُقْبِلُ بنِ هَادِي الوَادِعِيُّ (ت: 1423هـ): (قوله تعالى:{يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلالَةِ} [الآية: 176].
مسلم [11 /55] حدثنا عمرو بن محمد بن بكير الناقد حدثنا سفيان بن عيينة عن محمد بن المنكدر سمع جابر بن عبد الله قال: مرضت فأتاني رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وأبو بكر يعوداني ماشيين فأغمي علي، فتوضأ ثم صب علي من وضوئه فأفقت قلت: يا رسول الله كيف أقضي في مالي؟ فلم يرد عليَّ شيئا حتى نزلت آية الميراث {يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلالَةِ} الحديث أخرجه الترمذي [3 /180] وقال هذا حديث حسن صحيح،
[الصحيح المسند في أسباب النزول: 93]
وأبو داود [3 /79]، وابن ماجه رقم 2728، والإمام أحمد [3 /307 ،372]، والطيالسي [2 /17]، وابن الجارود [320]، وأبو نعيم [7 /157].
تنبيه:
قد تقدم أنها نزلت في جابر {يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلادِكُمْ} وهنا يقول إنها نزلت فيه {يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلالَةِ} وقد رجح الحافظ ابن كثير رحمه الله أن آية {يُوصِيكُمُ اللَّهُ} نزلت في بنات سعد بن الربيع وأن آية {يَسْتَفْتُونَكَ} نزلت في جابر فإنه إنما كان له إذ ذاك أخوات ولم يكن له بنات ا.هـ. وقال الحافظ في [الفتح: 9 /337] وهذه قصة أخرى غير التي تقدمت فيما يظهر لي، وقد قدمت المستند واضحا في أوائل هذه السورة والله أعلم.
وأقول لا مانع أن تكون الآيتان نزلتا معا في قصة جابر في آن واحد إذ الحديث حديثٌ واحد يدور على محمد بن المنكدر، فبعضهم يرويه عنه ويقول آية الميراث وبعضهم يرويه عنه ويقول: {يُوصِيكُمُ اللَّهُ} وبعضهم يرويه عنه ويقول: {يَسْتَفْتُونَكَ} فإن قيل يشكل عليك أن آية {يُوصِيكُمُ اللَّهُ} نزلت في شأن جابر وبنات سعد بن الربيع وقد استشهد بأحد وآية {وَيَسْتَفْتُونَكَ} من آخر القرآن نزولا. أقول: لا إشكال فعلى فرض صحة حديث جابر في بنات سعد بن الربيع لا يلزم أنها قسمت تركته بعد موته. على أنه لا ينبغي أن تعارض الأحاديث الصحيحة بحديث عبد الله بن محمد بن عقيل فهو سيئ الحفظ كما هو معروف من ترجمته). [الصحيح المسند في أسباب النزول: 94]


روابط ذات صلة:
- أقوال المفسرين



الساعة الآن 07:16 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة