المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تاريخ تدوين التفسير


عبد العزيز بن داخل المطيري
12 ربيع الثاني 1441هـ/9-12-2019م, 09:23 PM
تاريخ تدوين التفسير
(من نشأة التدوين إلى القرن الرابع الهجري)


الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى أما بعد:
فإنّ من المعارف المهمّة لطالب العلم أن يعرف كيف نشأ تدوين التفسير، وكيف توالت الكتب المؤلفة فيه حتى وصلت إلى المجلدات الكثيرة في العصر الحاضر.

وهذه المعرفة تكسبه البصيرة بما بنيت عليه كثير من التفاسير، وطرق المفسّرين في تدوينها وتصنيفها؛ وأغراضهم من تأليفها.
وذلك أنّ الغالب على علماء أهل كلّ قرن أن يقصدوا إلى تأليف ما يكون فيه تيسير على طلاب العلم بما يناسب المصادر التي وقفوا عليها، ولا سيما المشتهرة في زمانهم.
ولذلك فإنّ أغراض التأليف تتنامى بتنامي احتياج طلاب العلم إلى الجمع والتصنيف، والشرح والتحرير، والتقريب والتيسير.

وقد كانت بداية تدوين التفسير محضاً - فيما أعلم - ما أُثر عن بعض أصحاب ابن عبّاس رضي الله عنهما من كتابتهم التفسير عنه.
وممن ذكر أنه كان يكتب التفسير من أصحاب ابن عباس: مجاهد، وسعيد بن جبير، وأربدة التميمي، وأبو مالك الغفاري، وأبو صالح مولى أمّ هانئ وغيرهم.
وهؤلاء منهم من رويت عنهم صحفهم كأربدة وأبي مالك وأبي صالح، فقد تداولها الرواة حتى أخرج منها أصحاب التفاسير المسندة كابن جرير وابن أبي حاتم وابن المنذر وغيرهم بعض مروياتها.
ومنهم من لم نقف على أنهم رووا عن ابن عباس عين ما كتبوه كما هو حال مجاهد وسعيد بن جبير؛ والأظهر أنهم إنما كتبوا لأنفسهم ثم أضافوا إلى ما كتبوه عن ابن عباس ما استفادوه من غيره.
ثمّ كتبوا تفاسير أو أملوها بعدما تصدّروا في التفسير.
وهذا عرض موجز حرصت فيه على ذكر كلّ من وقفت على أنّ له كتاباً في التفسير يُروى عنه، وربما فاتني ذكر بعضهم، لكن أرجو أني أتيت على المهمّ المشتهر من كتبهم وبعض ما لم يشتهر، للوصول إلى ما يستفيد به طلاب العلم تصوّراً كافياً عن تاريخ التأليف في التفسير، وتدرّج التفاسير المؤلفة فيه، وتنامي أغراض التأليف في التفسير من نشأة تدوين التفسير إلى أوائل القرن الرابع الهجري.

وسأرتّب أسماء المفسّرين على تواريخ الوفيات لأنه أقرب إلى ضبط التسلسل الزمني، وإن كان بعض من أخَّرت أسماءهم أسنّ من بعض من قدّمتهم.

1: أبو الجوزاء أوس بن عبد الله الربعي البصري (ت:82هـ)
من قرّاء التابعين بالبصرة وفقائهم، كان عابداً قويّاً أيّداً، يواصل الصيام بالأيام، قُتل يوم الزاوية في فتنة ابن الأشعث.
- قال عمرو بن مالك النكري: سمعت أبا الجوزاء يقول: (جاورت ابن عباس ثنتي عشرة سنة، وما من القرآن آية، إلا وقد سألته عنها). رواه الإمام أحمد في العلل.
روى عنه عمرو بن مالك النُّكري صحيفة في التفسير أكثرها عن ابن عباس، وفيها بعض أقوال أبي الجوزاء، وقد أخرج منها أصحاب التفاسير المسندة؛ فلا أدري أهي من كتابة أبي الجوزاء أو إملائه أو أنّ عمرو بن مالك كتبها مما حفظه منه.

2: سعيد بن جبير بن هشام الأسدي (ت: 95هـ)
من جهابذة العلماء وكبار العبّاد، أخذ جلّ علمه عن ابن عباس وابن عمر وأخذ عن غيرهما من الصحابة وكبار التابعين، وكان حافظاً فَهِماً، وكان يسائل ابن عباس، ويحسن فهم مسائل العلم؛ فاعتنى به ابن عباس، وحدّثه فأكثر؛ حتى قال له: (لقد حفظت عني علماً كثيراً)
وكان سعيد يكتب في صحف له، وأجازه بالإفتاء والتحديث.
- قال جعفر بن أبي المغيرة، عن سعيد بن جبيرٍ قال: (كنت أجلس عند ابن عباسٍ فأكتب في الصحيفة حتى تمتلئ..). رواه الدارمي.
- وقال عثمان بن حكيمٍ: سمعت سعيد بن جبيرٍ يقول: (كنت أسير مع ابن عباسٍ في طريق مكة ليلاً، فكان يحدثني بالحديث فأكتبه في واسطة الرحل حتى أصبح فأكتبه). رواه الدارمي.
وهذا يدلّ على أنّ له أصلاً يكتب فيه ما يستفيده بالكتابة العجلى، وكان الشائع في كتب القرن الأول أنها على هيئة درج مستطيل؛ فربما بلغت الصحيفة الواحدة أذرعاً كثيرة فتطوى طوياً حتى يسهل حملها وتداولها.
وقد روي أنّ الخليفة عبد الملك بن مروان سأله أن يكتب له التفسير؛ فكتبه، وتفسيره هذا رواه عنه عطاء بن دينار (ت:126 هـ) وجادة.
- قال أبو حاتم لمّا سُئل عن عطاء بن دينار: (هو صالح الحديث إلا أن التفسير أخذه من الديوان؛ فإنَّ عبد الملك بن مروان كتب يسأل سعيد بن جبير أن يكتب إليه بتفسير القرآن؛ فكتب سعيد بن جبير بهذا التفسير إليه؛ فوجده عطاء بن دينار في الديوان فأخذه؛ فأرسله عن سعيد بن جبير). رواه ابن أبي حاتم.
- وقال الحافظ أحمد بن صالح المصري: (عطاء بن دينار هو من ثقات أهل مصر، وتفسيره فيما يروي عن سعيد بن جبير صحيفة، وليست له دلالة على أنه سمع من سعيد بن جبير). رواه ابن أبي حاتم.
والمقصود أنّ سعيد بن جبير كان من أوّل من دوّن التفسير فيما أعلم، والذي يظهر من سيرته العلمية ومما رواه عنه عطاء بن دينار أن التفسير الذي كتبه كان أكثره من قوله لا مما يرويه عن ابن عباس.

3: أبو مالك غزوان الغفاري (ت: 95 هـ تقريباً)
من ثقات التابعين أخذ التفسير عن ابن عباس، وعرف بأنّه صاحب التفسير.
وهو ثقة عالم بالتفسير إلا أنّه دون طبقة مجاهد وسعيد بن جبير في الشهرة وكثرة الرواية عن ابن عباس، وقد روى عنه حصين بن عبد الرحمن وإسماعيل بن أبي خالد بعض أقواله في التفسير ومروياته عن ابن عباس، وروى عنه السدي لكنّه خلط ما رواه عنه بمرويات غيره من غير تمييز.
وقد أخرج أصحاب التفاسير المسندة جملة من أقوال أبي مالك ومروياته عن ابن عباس من هذه الطرق.

4: أربدة التميمي (ت:102 هـ تقريباً)
وهو تابعي من أهل الكوفة، وثّقه العجلي وابن حبان، ولم أرَ فيه جرحاً، وكان يجالس ابن عباس والبراء بن عازب رضي الله عنهم، وروى التفسير عن ابن عباس.
روى عنه أبو إسحاق السبيعي أنه قال: (ما سمعت بأرض فيها علم إلا أتيتها).
وكانت له صحيفة في التفسير رواها عنه أبو إسحاق السبيعي والمنهال بن عمرو وقد أخرج منها سفيان الثوري وعبد الرزاق وابن جرير وابن أبي حاتم في تفاسيرهم روايات مفرّقة على السور.

5: مجاهد بن جبر المكي (ت:102هـ)
هو مولى قيس بن السائب المخزومي، ولد في خلافة عمر، ولزم ابن عباس مدة طويلة، وعرض عليه القرآن ثلاث مرات.
- قال ابن أبي مليكة: (رأيت مجاهدًا يسأل ابن عباسٍ عن تفسير القرآن ومعه ألواحه فيقول له ابن عباسٍ: اكتب، قال: حتى سأله عن التفسير كله).رواه ابن جرير.
لكن ما كتبه مجاهد عن ابن عباس لم نقف على أنه رواه بعينه لتلاميذه؛ والذي يظهر أنه إنما كتبه لنفسه ثمّ لمّا تصدّر أملى تفسيره بما اجتمع له من العلم من مصادر متعددة ومما فهمه من تفقّهه في القرآن.
وأكثر علم مجاهد في التفسير من قِبَل ابن عباس رضي الله عنهما، لكنه أخذ من غيره؛ فأخذ عن عبد الله بن عمرو بن العاص، وعبد الله بن عمر، وعبيد بن عمير الليثي، وأخذ عن بعض من قرأ كتب أهل الكتاب ومنهم: تبيع بن عامر الحميري وكان رفيقه في الغزو وبينهما مودة، وأخذ عن مغيث بن سمي الأوزاعي، ويوسف بن الزبير المكي مولى آل الزبير وكان يهوديا فأسلم، وكان ممن قرأ كتب أهل الكتاب.
ولذلك دخل على مجاهد بعض الإسرائيليات وإن كان غير مكثر منها.
وقد قال أبو بكر بن عياش: قلت للأعمش: ما لهم يتّقون تفسير مجاهد؟! قال: (كانوا يرون أنه يسأل أهل الكتاب). رواه ابن سعد.
وكان أصحاب مجاهد يكتبون التفسير في مجالسه، وكتاباتهم متعددة، فيقع في كتاباتهم من الاختلاف في الفهم والضبط وزيادة بعضهم على بعض ما يقتضيه الحال.
- قال فضيل بن مرزوق عن عبيدٍ المكتّب، قال: «رأيتهم يكتبون التفسير عند مجاهدٍ» رواه الدارمي.
وقد رُوي أنّ مجاهداً أملى كتاباً في التفسير على تلميذه القاسم بن أبي بزة، ثم إنه أطلع عليها جماعة من أصحابه فاشتهرت رواياتهم لها عن مجاهد.
- قال سفيان بن عيينة: (لم يسمعه أحد من مجاهد إلا القاسم بن أبي بزة أملاه عليه، وأخذ كتابَه الحكم وليث وابن أبي نجيح). رواه الفسوي في المعرفة والتاريخ.
وهذا الكتاب في حقيقته من تفسير مجاهد مما ألقاه إليهم بعد ما تصدّر في التفسير، وهو غير حاصر لما روي عن مجاهد في التفسير؛ فقد روى عنه جماعة من أصحابه مسائل سألوها إياه في التفسير، ورووا بعض ما كتبوه عنه، فقول سفيان إنه لم يسمع التفسير أحد من مجاهد إلا القاسم منصرف إلى تلك النسخة المشتهرة التي سمعها القاسم منه تامة، ولا يقتضي نفي غيرها من الكتابات غير التامة وروايات المسائل عن مجاهد.

6: الضحاك بن مزاحم الهلالي البلخي (ت: 105هـ)
من بني هلال بن عامر بن صعصعة، كان أهله ممن نفروا للغزو في خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وولِدَ ببَلْخ وهي من مدن خراسان في أواخر خلافة عمر أو أوائل خلافة عثمان؛ فهو قريب السنّ من الحسن البصري وطبقته.
وكان معلّم كتّاب فيه نحو ثلاثة آلاف صبي يعلّمهم حسبة من غير أجر، ولا تُعرف له رواية عن أحد من الصحابة، ولذلك عدّه ابن حبان من تابعي التابعين مع تقدّم سنّه، وعدّه الذهبي في الطبقة الثانية من التابعين، ولا يستبعد أن يكون رأى أحداً من الصحابة رضي الله عنهم، وشاركهم في الغزو، فقد جاهد في خراسان عدد كبير من الصحابة رضي الله عنهم، وقد ذكر الحسن البصري أنه شهد غزوة في خراسان فيها ثلاثمائة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد كان الضحاك جَلْداً غزَّاء حتى بلغ الثمانين من عمره وهو يغزو.
وروايته عن ابن عباس منقطعة، لقي سعيد بن جبير بالري فأخذ عنه، وأخذ عن عبد الملك بن ميسرة عن ابن عباس، وغيرهما، وهو يرسل كثيراً عن ابن عباس وعن غيره من الصحابة، ولذلك فروايته عن الصحابة منقطعة، وإنما عُرف بالتفسير، وهو ثقة مأمون.
وقد رَوى عنه في التفسير جماعة من أصحابه، ودُوّنت عنه نسخ منها نسخة عبيد بن سليمان الباهلي، ونسخة جويبر بن سعيد الأزدي، ونسخة نصر بن مشارس الخراساني.
قال ابن عديّ: (روى التفسير عنه عبيد بن سلمان وجويبر بن سعيد وأبو مصلح نصر بن مشارس، ومن غير كتابٍ مؤلَّف: سلمة بن نبيط، وعلي بن الحكم البنانيّ).

7: الحسن بن أبي الحسن البصري(ت:110هـ)
من سادات التابعين، عالم عابد، وفقيه واعظ، ومفسّر بارع، له كلام جليل القدر في التفسير والإبانة عن معاني القرآن، وكان ممن يرى كتابة العلم، وروي عنه أنه أملى التفسير على أصحابه، وممن كتب عنه التفسير: أبو رجاء الحداني، والربيع بن أنس البكري، ومقاتل بن حيان، وعباد بن منصور الناجي.

- قال ابن وهب: أخبرني السري بن يحيى، عن الحسن أنه كان لا يرى بكتاب العلم بأسا، وقد كان أملى التفسير فكُتِب. ذكره ابن عبد البر في جامع بيان العلم وفضله.

8: عزرة بن عبد الرحمن بن زرارة الخزاعي (ت: 105هـ)
تابعي كوفي، روى عن أبي الشعثاء جابر بن زيد، وعامر الشعبي، وله مرويات في كتب التفسير المسندة أكثرها عن سعيد بن جبير والحسن بن عبد الله العرني، يروي عنه قتادة، وكان صاحب كتاب.

- قال عبد الرحمن بن مهدي، عن عبد الواحد بن زياد، عن وقاء بن إياس، قال: «رأيت عزرة يختلف إلى سعيد بن جبير معه التفسير في كتاب ومعه الدواة يغيّر». رواه ابن سعد في الطبقات، وأحمد في العلل، والبخاري في التاريخ الصغير، ويعقوب بن سفيان في المعرفة، وابن أبي خيثمة في تاريخه.


9: عطية بن سعد بن جنادة الجدلي العوفي (ت:111هـ)
تابعي من بني عوف بن سعد، وهم من بكر بن وائل، هكذا نسبه ابن حزم والخطيب البغدادي والسمعاني، وفي نسبه أقوال أخرى.
كان من أصحاب أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، وحدّث عنه بأحاديث صالحة، وحدّث وعن غيره، ثم دلّس بعدها عن بعض الضعفاء؛ فاختلط صحيح حديثه بضعيفه؛ فمن أهل العلم من ترك حديثه، ومنهم من رأى أن يكتب حديثه ليميّز صحيحه من ضعيفه، وهو في نفسه لم يكن متّهماً بالكذب، لكنه كان يدلّس عن الضعفاء، وربّما كنّاهم بما لا يُعرفون به.
- قال عبد الله بن الإمام أحمد: سمعت أبي ذكر عطية العوفي؛ فقال: (هو ضعيف الحديث)
قال أبي: (بلغني أن عطية كان يأتي الكلبي فيأخذ عنه التفسير، وكان يكنيه بأبي سعيد؛ فيقول: قال أبو سعيد، وكان هشيم يضعف حديث عطية).
- وقال سفيان الثوري: سمعت الكلبي قال: (كناني عطية أبا سعيد). رواه الإمام أحمد في العلل.
- وقال ابن حبان: (سمع من أبي سعيد الخدري أحاديث، فلما مات أبو سعيد، جعل يجالس الكلبي ويحضر قصصه، فإذا قال الكلبي: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كذا، فيحفظه، وكناه أبا سعيد، ويروي عنه، فإذا قيل له: من حدثك بهذا؟ فيقول: حدثني أبو سعيد، فيتوهمون أنه يريد أبا سعيد الخدري، وإنما أراد به الكلبي، فلا يحلّ الاحتجاج به ولا كتابة حديثه إلا على جهة التعجب).
- وقال أبو حاتم الرازي: (ضعيف يكتب حديثه).
- وقال ابن سعد: (كان ثقة إن شاء الله، وله أحاديث صالحة، ومن الناس من لا يحتجّ به).
- وقال ابن عدي: (قد روى عنه جماعة من الثقات، ولعطية عن أبي سعيد أحاديث عدة، وعن غير أبي سعيد، وهو مع ضعفه يكتب حديثه، وكان يعد مع شيعة أهل الكوفة).
- له مرويات وأقوال كثيرة في كتب التفسير، وأكثر ما يُروى عنه بالسلسلة المشهورة بالضعف في كتب التفسير، وهي التي يرويها عنه أبناؤه.
- قال ابن جرير الطبري: (حدثني محمد بن سعد، قال: حدثني أبي، قال: حدثني عمي الحسين بن الحسن، عن أبيه، عن جده [عطية بن سعد العوفي] عن ابن عباس ... )
وروى بهذا الإسناد أكثر من ألف وثلاثمائة رواية.
- وقال ابن أبي حاتم: (أخبرنا محمد بن سعد بن محمد بن الحسن بن عطية العوفي فيما كتب إلي حدثني أبي ثنا عمي عن أبيه عن جده عن عبد الله بن عباس ... )
وروى ابن أبي حاتم فيما طبع من تفسيره نحو ثلاثمائة رواية بهذا الإسناد الضعيف.
وتفسير العوفي كتاب، لكن لم أقف على خبر ثبت بأنّ أوّل من دوّنه هو عطية العوفي، وهو لا يعتمد في نسبة الأقوال إلى ابن عباس، لكن فيه أقوال صالحة للاعتبار.

10: أبو صالح باذام أو باذان مولى أمّ هانئ بنت أبي طالب (ت: 115هـ)
- قال ابن أبي خيثمة: (اختلف فيه وكيع وأبو نعيم، فقال أحدهما: باذان، وقال الآخر: باذام).
- وقال مصعب بن عبد الله الزبيري: باذام.
وكان أبو صالح معلّم كتّاب بمكّة، ثم انتقل إلى الكوفة، وكان قد سمع من ابن عباس رضي الله عنهما، وروى عنه، وله كتاب في التفسير، فيه ما هو من أقواله، وفيه ما هو من مروياته عن ابن عباس رضي الله عنهما.
وقد اختُلف فيه فروى عنه شعبة وغيره، وقال يحي بن سعيد القطان: (لم أرَ أحداً من أصحابنا ترك أبا صالح مولى أم هانئ، وما سمعت أحدا من الناس يقول فيه شيئا، ولم يتركه شعبة، ولا زائدة، ولا عبد الله بن عثمان).
وتركه عبد الرحمن بن مهدي، وقال النسائي: ليس بثقة.
- وقال عَمْرو بْن قيس الملائي: (كان مجاهد ينهى عن تفسير أبي صالح). رواه البخاري في التاريخ الكبير.
- وقال زكريا بن أبي زائدة: (كان الشعبي يمر بأبي صالح فيأخذ أذنه بيده ويقول: ويلك! تفسر القرآن ولا تحفظه؟!). رواه ابن أبي خيثمة وابن جرير.
- وقال الأعمش: (كنا نأتي مجاهدا فنمر بأبي صالح ولا نأخذ عنه). رواه ابن أبي خيثمة.
- وقال ابن عدي: (عامة ما يرويه تفسير، وما أقل ما له فِي المسند، روى ابن أَبي خالد عنه تفسيرا كبيرا قدر جزء، فِي ذلك التفسير ما لم يتابعه أهل التفسير عليه، ولم أعلم أحداً من المتقدمين رضيه).
وقد روى تفسيره السدي وإسماعيل بن أبي خالد وسماك بن حرب، وقد أخرج منه أصحاب التفاسير المسندة جملة من المرويات.
وقد ادّعى الكلبي الرواية عنه، وكان يضع عليه.
وقال أبو جناب الكلبي: (حلف أبو صالح أني لم أقرأ على الكلبي من التفسير شيئا).

11: الحكم بن عتيبة الكندي (ت: 115هـ)
تابعي كوفي، من الأئمة الأعلام، روى عن أبي جحيفة السَّوائي رضي الله عنه، وعن عبد الرحمن بن أبي ليلى وشريح القاضي وغيرهم.
وكان من كبار أصحاب إبراهيم النخعي، وهو أحد رواة تفسير مجاهد، وروى مسائل في التفسير عن سعيد بن جبير، وله أقوال تروى عنه في كتب التفسير المسندة.
- قال أبو مسلم عبد الرحمن بن يونس: حدثنا سفيان الثوري قال: (مكتوب في تفسير مجاهد وسمعته من المكيين وهو الذي أملاه مجاهد إملاء، وأخذه الحكم بن عتيبة من هاهنا فقدم به الكوفة فقال: هذا تفسير مجاهد {كونوا قردة خاسئين} قال: إنما مسخت قلوبهم). رواه ابن أبي خيثمة.

12: محمد بن أبي محمّد الحِرَشي مولى زيد بن ثابت (ت: 120 هـ تقريباً )
مجهول الحال، وله صحيفة في التفسير جمعها من تفسير سعيد بن جبير وعكرمة ولم يميّز بينهما في أكثر المواضع، وهي نسخة كبيرة، رواها عنه ابن إسحاق، وأخرج منها ابن جرير وابن أبي حاتم نحو مائة وثلاثين رواية، لكنّهم لمّا فرقوها على الآيات لم يجدوا بداً من تكرار الإسناد؛ فكانوا يروون تلك المسائل على الشكّ بين سعيد بن جبير وعكرمة.

13: القاسم بن أبي بزة نافع المكي (ت:124هـ)
مولى عبد الله بن السائب بن صيفي المخزومي، روى عن أبي الطفيل رضي الله عنه، وعن سعيد بن جبير ومجاهد، وهو جدّ البزّي القارئ.
أملى عليه مجاهد كتاباً في التفسير، فرواه عنه.
- قال يحيى بن معين عن سفيان بن عيينة قال: (تفسير مجاهد لم يسمعه منه إنسان إلا القاسم بن أبى بزة).
- وقال علي بن المديني: قال سفيان: (لم يسمعه أحد من مجاهد إلا القاسم بن أبي بزة أملاه عليه، وأخذ كتابَه الحكم وليث وابن أبي نجيح). رواه الفسوي في المعرفة والتاريخ.
- وقال يحيى القطان: (لم يسمع ابن أبي نجيح من مجاهد التفسير كله، يدور على القاسم بن أبي بزة). ذكره البخاري في التاريخ الكبير.
- وقال أبو حاتم الرازي: (ابن أبي نجيح وابن جريج نظرا في كتاب القاسم بن أبي بزة عن مجاهد في التفسير فرويا عن مجاهد من غير سماع).

14: إسماعيل بن عبد الرحمن بن أبي كريمة السدّي (ت:127هـ)
تابعي كوفيّ، رأى سعد بن أبي وقاص والحسن بن علي وعبد الله بن عمر بن الخطاب، وأبا سعيد الخدري، وأبا هريرة وأنس بن مالك، وغيرهم.
وكان يقصّ بسدّة باب الجامع في الكوفة فلقّب بالسدّي، وقد اختلف فيه الأئمة النقاد فضعفه يحيى بن معين، ووثقه الإمام أحمد، وأخرج له مسلم في صحيحه.
وكانت أكثر عنايته بالتفسير، وله تفسير كبير جمعه من طرق أدخل بعضها في بعض، ثم ساقها مساقاً واحداً:
- من طريق أبي مالك الغفاري عن ابن عباس.
- ومن طريق أبي صالح مولى أمّ هانئ عن ابن عباس.
- ومن طريق مرة بن شراحيل الهمداني عن ابن مسعود.
- ومما رواه هو عن ناس من الصحابة لم يسمّهم، ولا ندرى هل روايته عنهم متصلة أو مرسلة.
وهذا التفسير رواه عنه أسباط بن نصر الهمداني، وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم في تفاسيرهما مرويات كثيرة من تفسير السدي مفرقة على السور؛ فاضطرهم التفريق إلى تكرار الأسانيد في كلّ موضع.
وكان للسدي كتاب آخر في التفسير يرويه عن أبي صالح مولى أمّ هانئ؛ ففي التفاسير المسندة مرويات كثيرة من طريق السدي عن أبي صالح خاصة، وقد كان لأبي صالح صحيفة في التفسير، فلعله رواها عنه أو استملى منه بعض ما فيها.

15: عمرو بن مالك النكري (ت:129 هـ)
بصريّ من بني نُكْرَة بنِ لُكَيز، وهم بطن من بني عبد القيس، له جزء صغير في التفسير يرويه عن أبي الجوزاء عن ابن عباس، وقد اختلف فيه فوثّقه ابن حبان، وضعّفه ابن عدي.
ويروي عنه ابنه يحيى وهو ضعيف، وما رواه عنه غير ابنه من الثقات فقد صححه بعض أهل العلم.

16: عبد الله بن أبي نجيح المكي (ت: 131هـ)
مولى آل الأخنس بن شريق الثقفي، وكان مفتي أهل مكة بعد عمرو بن دينار، وهو ثقة في الحديث، إلا أنه جالس عمرو بن عبيد المعتزلي بأخرة، وعنه أخذ القول بالقدر، وكان يظنه قول الحسن البصري، فكان يدعو إليه.
- قال سفيان بن عيينة: (لما مات عمرو بن دينار كان يفتي بعده ابن أبي نجيح). رواه ابن أبي خيثمة وأبو زرعة الدمشقي.
وابن أبي نجيح من كبار أصحاب مجاهد، وسماعه منه صحيح، وقد احتج البخاري ومسلم بروايته عن مجاهد، وله كتاب في التفسير يرويه عن مجاهد.
- قال يحيى القطان: (لم يسمع ابن ابى بجيح من مجاهد التفسير كله يدور على القاسم بن أبي بزة). ذكره البخاري في التاريخ الكبير، ورواه ابن أبي خيثمة في تاريخه.
- وقال ابن حبان: (ابن أبي نجيح وابن جريج نظرا في كتاب القاسم بن أبي بزة عن مجاهد في التفسير فرويا عن مجاهد من غير سماع).
- وقال أيضاً: (لم يسمع التفسير من مجاهد أحد غير القاسم بن أبي بزة وأخذ الحكم وليث بن أبي سليم وابن أبي نجيح وابن جريج وابن عيينة من كتابه ولم يسمعوا من مجاهد).
وكون كتاب ابن أبي نجيح عن مجاهد في التفسير مأخوذ من كتاب القاسم بن أبي بزة عن مجاهد، لا مطعن فيه؛ فكلاهما عالم موثق من أصحاب مجاهد.
- وقال إبراهيم بن الجنيد: قلت ليحيى بن معين: إن يحيى بن سعيد القطان يزعم أن ابن أبي نجيح لم يسمع التفسير من مجاهد، وإنما أخذه من القاسم بن أبي بزة، فقال يحيى بن معين: «كذا قال ابن عيينة، ولا أدري أحقٌّ ذلك أم باطل، زعم سفيان بن عيينة أن مجاهداً كتبه للقاسم بن أبي بزة ولم يسمعه من مجاهد أحد غير القاسم».
- قال وكيع بن الجراح: (كان سفيانُ يصحح تفسير ابن أَبي نجيح). رواه ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل.
- وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: (الشافعي في كتبه أكثر الذي ينقله عن ابن عيينة عن ابن أبي نجيح عن مجاهد، وكذلك البخاري في صحيحه يعتمد على هذا التفسير.
وقول القائل لا تصح رواية ابن أبي نجيح عن مجاهد جوابه: أن تفسير ابن أبي نجيح عن مجاهد من أصحّ التفاسير، بل ليس بأيدي أهل التفسير كتاب في التفسير أصحّ من تفسير ابن أبي نجيح عن مجاهد إلا أن يكون نظيره في الصحة)ا.هـ.
- قال العراقي في تحفة التحصيل: (ذكره ابن المديني فيمن لم يلق أحداً من الصحابة رضي الله عنهم).
قلت: أما كونه لم تُحفظ له رواية عن أحد من الصحابة فهذا ممكن، وأما نفي اللقاء فغريب جداً، فإنه من أهل مكة، بل من أعيانهم ومشاهير أهل العلم والفتيا فيهم، وكانت مكة لا تكاد تخلو من أحدٍ من الصحابة في الحجّ في زمانهم، والنفوس تتوق إلى رؤية أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد بقي ابن أبي نجيح حتى ابيضّ رأسه ولحيته، وكان يفتي في المناسك في حياة عطاء بن أبي رباح بأمر الوالي؛ وكانت تطرح له وسادة في المسجد الحرام فيفتي الناس، ولعل مولده في زمان ابن الزبير إن لم يكن قبله، فلا يبعد أن يكون لقي عدداً من الصحابة رضي الله عنهم، وهذا تلميذه شبل بن عباد المكي الذي توفي قريباً من سنة 160هـ رأى أبا الطفيل رضي الله عنه وشهد جنازته.
- قال محمد بن حميد الرازي: حدثنا جرير [بن حازم] قال: (رأيت ابن أبي نجيح أبيض الرأس واللحية). رواه الخطيب البغدادي.
- وقال عبد الله بن إبراهيم بن عُمر بن كيسان: أخبرني أبي، قال: (أذكرهم في زمان بني أمية يأمرون في الحاج صائحًا يصيح: لا يفت الناس إلا عطاء بن أبي رباح، وإن لم يكن عطاء فعبد الله بن أبي نجيح). رواه البخاري في التاريخ الكبير وأبو يوسف الفسوي في المعرفة والتاريخ.

17: أبو رجاء محمد بن سيف الحداني الأزدي (ت: 135هـ)
أدرك أنس بن مالك، وروى عن الحسن البصري وعكرمة وابن سيرين وغيرهم، وقد وثقه يحي بن معين وابن سعد والنسائي.
وله تفسير يرويه عنه ابن علية ويزيد بن زريع وأبو إسحاق الفزاري وغيرهم، أكثره عن الحسن البصري، وفيه مسائل عن عكرمة، وفيه أقوال لأبي رجاء، وأحرف في القراءة، كان يقرأ [شعفها حبا] بالعين.
وقد أخرج أصحاب التفاسير المسندة مرويات من تفسير أبي رجاء.
- قال ابن أبي خيثمة: (أبو رجاء: هو محمد بن سيف صاحب التفسير).
- وقال أبو زرعة الرازي: (سألت محمد بن المنهال أن يقرأ عليَّ تفسير أبى رجاء ليزيد بن زريع؛ فأملى على من حفظه نصفه ثم أتيته يوما آخر بعد كم فأملى عليَّ من حيث انتهى؛ فقال: خذ.
فتعجبت من ذلك، وكان يحفظ حديث يزيد بن زريع).

18: عطاء بن أبي مسلم الخراساني (ت: 135 هـ)
وهو صدوق عابد مجاهد، صاحب مواعظ حسنة، لكن تكلّم فيه من جهة سوء حفظه، وضعف ضبطه، وله أقوال حسنة في التفسير، وقد كتب عنه يونس بن يزيد الأيلي جزءاً صغيراً في التفسير، وكتب عنه ابن جريج جزءاً في التفسير، وكذلك ابنه عثمان بن عطاء وهو ضعيف.

19: زيد بن أسلم العدوي (ت:136هـ)
الإمام الفقيه المفسر، كان مهيباً محبوباً جليل القدر، وكان ممن يجتهد رأيه في التفسير، وهو ثقة ثبت مُجمع على توثيقه وإمامته، وقد تكلّم فيه بعض العلماء بسبب تفسيره بالرأي، والاجتهاد السائغ لا يلام صاحبه.

وقد كان يروي عن بعض من يقرأ كتب أهل الكتاب أخباراً إسرائيلية كوهب بن منبّه وغيره، وأحيانا يذكر الخبر الإسرائيلي من غير إسناد.
- وقال يعقوب بن شيبة: (زيد بن أسلم ثقة من أهل الفقه والعلم، وكان عالما بتفسير القرآن، له كتاب فيه تفسير القرآن). رواه ابن عساكر.
- قال حماد بن زيد: قلت لعبد الله بن عمر [العمري]: زيد بن أسلم؟ فأثنى عليه خيرا وقال: (غير أنه يفسر القرآن برأيه). رواه ابن عساكر.
له مرويات كثيرة جداً في كتب التفسير المسندة، والرواة عنه نحو ستين راوياً ذكرت مراتبهم في سيرته المفصّلة.
وله كتاب في الناسخ والمنسوخ رواه عنه القاسم بن عبد الله العمري، وقد أخرجه ابن وهب في جامعه.

20: الربيع بن أنس بن زياد البكري (ت: 137هـ)
تابعي من أهل البصرة، رأى أنس بن مالك ولقي عبد الله بن عمر وجابر بن عبد الله رضي الله عنهم، ولازم الحسن البصري عشر سنوات، وأخذ التفسير عن أبي العالية الرياحي، وله عنه نسخة في التفسير رواها عنه أبو جعفر الرازي.
انتقل إلى مرو هرباً من الحجاج، فبقي فيها مدة حتى ظهرت دعوة بني العباس، فناله من أذى أبي مسلم الخراساني ما ناله، وحبسه تسع سنوات، ومات في خلافة أبي جعفر المنصور.

21: أبان بن تغلب الربعي (ت:141 هـ)
وهو كوفي صدوق ثقة من كبار القراء في زمانه، قرأ على الأعمش وغيره، وقد وثّقه أحمد ويحيى بن معين وأبو حاتم الرازي، وروى له مسلم في صحيحه، وفيه تشيّع، بل ذكر الحاكمُ أنه كان قاصّ الشيعة، لكن تشيّعه لم يخرج به إلى الرفض فيما نعلم، وهو في جانب الرواية والقراءة صدوق غير متّهم.
- قال ابن عديّ: (له أحاديث ونسخ، وعامتها مستقيمة إذا روى عنه ثقة، وهو من أهل الصدق في الروايات، وإن كان مذهبه مذهب الشيعة، وهو معروف في الكوفيين، وقد روى نحوا من مئة حديث، وهو في الرواية صالح لا بأس به).

ولم أقف على تفصيل النسخ التي رواها، لكن ذكر ابن النديم أنّ له كتاباً في معاني القرآن؛ فإن كان يريد كتاب التفسير الذي نحلته إياه الشيعة ووضعوا عليه فيه روايات معلومة البطلان على طريقة الرافضة الإمامية؛ فهو كتاب موضوع.
ولذلك فإنَّ ما يُنسب إليه في كتب الرافضة لا يصحّ عنه.

عبد العزيز بن داخل المطيري
12 ربيع الثاني 1441هـ/9-12-2019م, 09:32 PM
22: علي بن أبي طلحة الوالبي الهاشمي (ت: 143هـ)
مولى بني هاشم، أصله من الجزيرة بالعراق، ثم انتقل إلى حمص، وله صحيفة مشهورة كتب فيها ما بلغه من تفسير ابن عباس، وهو لم يلقه باتفاق، ولم ينصّ على الواسطة بينه وبين ابن عباس، وبعض ما في صحيفته مما يُجزم أنه ليس لابن عباس، وهي نسخة جيدة في مجملها، إلا أن في بعضها ما يستنكر؛ فلذلك لا يُحكم بصحة مروياتها بإطلاق، ولا تردّ بإطلاق، بل تعتبر في التفسير.

23: أبو القاسم جويبر بن سعيد الأزدي البلخي (ت: 145هـ تقريباً)
اسمه جابر، وجويبر لقب، روى عن أنس بن مالك رضي الله عنه، وأكثر روايته عن الضحاك بن مزاحم الهلالي، وله عنه نسخة في التفسير.
وهو من أهل بلخ بخراسان، ثم انتقل إلى الكوفة فهو معدود من الكوفيين، ثم سكن بغداد، وهو ضعيف جداً في رواية الحديث لضعف ضبطه، تركه عبد الرحمن بن مهدي ويحيى بن سعيد القطان، وقال يحيى بن معين: ليس بشيء.
وأما روايته في التفسير فهي معتبرة؛ كما قال الإمام أحمد: (ما كَانَ عن الضحاك فهو على ذاك أيسر، وما كَانَ يسند عن النبي صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم فهو منكر).
- وقال أحمد بن سيار المروزي: (جويبر بن سعيد كان من أهل بلخ، وهو صاحب الضحاك، وله رواية ومعرفة بأيام الناس، وحاله حسن في التفسير، وهو لين في الرواية، روى عنه كبار الناس مثل الثوري وعبد الوارث بن سعيد).
- وقال عبد الرحمن بن مهدي: قال سفيان بن سعيد: (لولا جويبر لمات علم الضحاك بن مزاحم).
وكان سفيان الثوري يروي عنه تفسير الضحاك.
وروى الإدريسي في تاريخ سمرقند كما في إكمال تهذيب الكمال لمغلطاي عن أحمد بن إبراهيم بن جعفر النيسابوري أنه قيل لابن خزيمة: كنت تحتجّ بجويبر صاحب التفسير؟ فأقرّ به وقال: نعم.

24: أبو روق عطية بن الحارث الهمداني (ت: 145هـ تقريباً).
تابعي كوفي ثقة، روى عن أنس بن مالك رضي الله عنه، وعن عامر الشعبي والضحاك، وله عن الضحاك نسخة كبيرة في التفسير رواها عنه بشر بن عمارة الخثعمي، وقد أخرج منها ابن جرير أكثر من مائة رواية، وأخرج منها ابن أبي حاتم فيما طبع من تفسيره أكثر من ثلاثمائة رواية.
- قال ابن سعد: (أبو روق واسمه عطية بن الحارث الهمداني من بطن منهم يقال لهم بنو وثن من أنفسهم وهو صاحب التفسير وروى عن الضحاك بن مزاحم وغيره).

25: أبو مصلح نصر بن مشارس الخراساني (ت: 145هـ تقريبا)
صاحب الضحاك، له عنه كتاب في التفسير، يرويه عنه عمر بن هارون، وأبو معاذ خالد بن سليمان الحداني.
قال أبو حاتم: شيخ، ووثّقه ابن حبان.
وقد تقدّم قول ابن عديّ: (روى التفسير عنه [ الضحاك] : عبيد بن سلمان، وجويبر بن سعيد، وأبو مصلح نصر بن مشارس، ومن غير كتابٍ مؤلَّف: سلمة بن. نبيط، وعلي بن الحكم البنانيّ).

26: عبيد بن سليمان الباهلي
أبو الحارث، أصله من الكوفة، ثم سكن مرو، له كتاب مشهور في التفسير يرويه عن الضحاك، ويرويه عنه: أبو تميلة يحيى بن واضح المروزي، وأبو معاذ الفضل بن خالد النحوي، وأبو نعيم الفضل بن دكين.
أخرج منه ابن جرير أكثر من ثلاثمائة رواية، وأخرج منه ابن أبي حاتم فيما طبع من تفسيره مرويات كثيرة.
- قال العباس بن مصعب المروزي: (قدم الضحاك مرو، وسمع منه التفسير عبيد بن سليمان، مولى عبد الرحمن بن مسلم الباهلي، وروى التفسير عن عبيد بن سليمان: خارجة بن مصعب، وأبو تميلة، وعلي بن عمرو بن عمران من أهل الرَّزِيق). رواه العقيلي في الضعفاء، وابن عدي في الكامل.
ذكره ابن حبان في الثقات، وقال أبو حاتم: لا بأس به.
لم أقف على تاريخ وفاته.

27: محمد بن السائب بن بشر الكلبي (ت:146هـ)
أخباري نسّابة، كان من القصاص المشهورين في الكوفة، وكان متروك الحديث متّهماً بالكذب، وله كتب في التفسير هجر أكثرها أهل العلم، وحذروا منها، وله مع ذلك أقوال حسنة في التفسير، وقد اختلف أهل العلم في تفسيره:
- فذهب الإمام أحمد ويحيى بن معين ووكيع بن الجراح وابن أبي حاتم إلى الإعراض عنه مطلقاً، وترك الاشتغال بأقواله ومروياته في التفسير وغيره.
- وذهب سفيان الثوري وعبد الرزاق وسعيد بن منصور وابن جرير الطبري وابن المنذر إلى انتقاء ما يصلح للاعتبار من تفسيره وما يكون في نقله فائدة أو تنبيه على علّة.
ولذلك قلّت الرواية عنه جداً في كتب التفسير المسندة، وإنما أكثر من إخراج مروياته في وأقواله في التفسير المتأخرّون من أمثال الثعلبي والواحدي والماوردي.
والكلبي على ضعفه قد بلي برواة ضعفاء متّهمين بالكذب كالسدّي الصغير ومحمد بن عبيد الله العرزمي وغيرهما.
وأما ما انتقاه الثقات كسفيان الثوري وشعبة ومعمر من تفسير الكلبي فهو أحسن حالاً.



28: أبو حمزة ثابت بن أبي صفية الثمالي(ت:148هـ)
روى عن أنس بن مالك، وسعيد بن جبير، وعكرمة، وعامر الشعبي، وأبي إسحاق السبيعي، وغيرهم.
شيعيّ غالٍ، متروك الحديث لسوء مذهبه، وسوء ضبطه.
له مرويات في تفسير ابن جرير وابن أبي حاتم، وهو من مصادر الثعلبي في تفسيره.



29: مقاتل بن حيان النبطي البلخي (ت: قبل 150هـ).
إمام فقيه مفسّر، روى عن سعيد بن المسيب، وسالم بن عبد الله بن عمر، ومجاهد، وعكرمة، وعامر الشعبي، والحسن البصري، وقتادة، وعطاء بن أبي رباح، وأبي قلابة الجرمي، وغيرهم.
وروى عنه: بكير بن معروف الدامغاني قاضي نيسابور وهو أشهر الرواة عنه، وابن المبارك، وإبراهيم بن أدهم، وأبو عصمة نوح بن أبي مريم، وغيرهم.
وله تفسير قيّم جمعه مما تحصّل له من تفسير مجاهد والحسن والضحاك وغيرهم، ولتفسيره روايات أشهرها رواية بكير بن معروف الدامغاني.
وتفسيره مما اعتمد عليه الشافعي رحمه الله، وقد أخذه برواية معاذ بن موسى عن بكير.
- قال الشافعي: أخبرنا معاذ بن موسى، عن بكير بن معروف، عن مقاتل بن حيان قال: (أخذت هذا التفسير من نفر، حفظ معاذ منهم: مجاهداً، والضحاك، والحسن - رحمهم اللَّه)
وقد أكثر ابن أبي حاتم من الرواية من تفسير مقاتل بن حيان.
- قال الذهبي: (كان خيّرا ًناسكاً، كبير القدر، صاحب سنة، هرب من خراسان أيام أبي مسلم صاحب الدولة إلى بلاد كابل؛ فدعا هناك خلقا إلى الإسلام فأسلموا على يده).
وقال: (مات في حدود الخمسين ومائة قبل مقاتل بن سليمان بمدة).

30: مقاتل بن سليمان البلخي (ت: 150هـ)
كان صاحب كتب وله اطلاع واسع على التفسير في زمانه، وله عناية بعلوم القرآن، وكتب فيها كتباً، وقد ذكر في مقدمة تفسيره أنّه استخلصه من تفاسير ثلاثين رجلاً منهم اثنا عشر رجلاً من التابعين، ولم يسمّهم.
ومقاتل متروك الحديث، واتّهمه بعض المحدّثين بالكذب، وأعرض عنه كبار أصحاب التفاسير المسندة كعبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وغيرهم فلم ينقلوا عنه، وإنما اشتهرت بعض أقواله في التفاسير المتأخرة بسبب نقل بعض متأخري المفسرين عنه كالثعلبي والماوردي والواحدي؛ فكثر إيراد أقواله في التفاسير من غير إسناد.
وله تفسير مطبوع من رواية الهذيل بن حبيب الدنداني.
ومقاتل لا يحتجّ به في المرويات، ولكن له أقوال حسنة في التفسير يستفيد منها بعض أهل العلم ممّن يميّز الصواب من الخطأ.
- قال نعيم بن حمّاد: رأيت عند ابن عيينة كتابا لمقاتل؛ فقلت: يا أبا محمد تروي لمقاتل في التفسير؟
قال: (لا، ولكن أستدلّ به وأستعين).رواه الخطيب البغدادي في تاريخه وابن عساكر.
- وروي عن الشافعي أنه قال: (من أراد أن يتبحر في تفسير القرآن فهو عيال على مقاتل بن سليمان). وهي رواية فيها اضطراب؛ فإن صحّت فهي محمولة على كثرة مصادره في التفسير.
- وقال أبو بكر الأثرم: سمعت أبا عبد الله [هو أحمد بن حنبل] يُسْأل عن مقاتل بن سليمان، فقال: (كانت له كُتُبٌ ينظر فيها، إلا إني أرى أنه كان له علم بالقرآن). رواه الخطيب البغدادي في التاريخ وابن عساكر.
- وقال إبراهيم الحربي: (إنما جمع مقاتل بن سليمان تفسير القرآن وفسَّر عليه من غير سماع، ولو أنَّ رجلا جمع تفسير معمر عن قتادة، وشيبان عن قتادة كان يحسن أن يفسر عليه). رواه الخطيب البغدادي وابن عساكر.
ولمقاتل كتب أخرى منها:
أ: كتاب تفسير الخمسمائة آية من القرآن، وله روايات:
- منها: رواية الهذيل بن حبيب الدنداني، وقد حقق في رسالة علمية في جامعة بغداد من رواية بإشراف الدكتور حاتم الضامن رحمه الله.
- ومنها: رواية الباوردي، ذكرها ابن عديّ في الكامل فقال في ترجمة مقاتل: (كان من أعلم الناس بتفسير القرآن، وله كتاب الخمسمائة آية التي يرويها عنه أبو نصير منصور بن عبد الحميد الباوردي، وفي ذلك الكتاب حديث كثير مسند، وهو مع ضعفه يكتب حديثه).
ب: وكتاب "الوجوه والنظائر" وهو من علوم القرآن، وهو من رواية الهذيل أيضاً، وقد طبع بتحقيق الدكتور حاتم الضامن.
وقد ذكر في كتبه: كتاب في القراءات، وكتاب في الناسخ والمنسوخ، وكتاب في متشابه القرآن، وكتاب في التقديم والتأخير، وكتاب في نوادر التفسير، وهذه الكتب إما مفقودة وإما مما يحتاج إلى تثبّت في صحّة نسبتها.

31: أبو الجارود زياد بن المنذر الهمداني (ت: بعد 150 هـ)
يروي عن زيد بن علي، وعن غيره، وكان له أتباع يسمّون الجارودية نسبة إليه، وهم من فرق الزيدية، وهو متروك الحديث متّهم بالكذب، وله كتاب في التفسير، نقل منه ابن جرير وابن أبي حاتم شيئاً يسيراً، وذكر الدارقطني أن ابن شاهين (ت:385هـ) فرّق تفسير أبي الجارود في تفسيره على الآيات.
- قال يحيى بن معين: (كذاب عدو الله، ليس يسوى فلسا).
- وقال أحمد بن حنبل: (متروك الحديث).
- وقال ابن حبان: (كان رافضيا، يضع الحديث في مثالب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ويروي في فضائل أهل البيت أشياء ما لها أصول، لا يحل كتب حديثه).

32: عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج (ت: 151هـ)
أحد الأئمة الأعلام، وأوعية العلم الكبار، ومفتي أهل مكة في زمانه، أصله رومي، وهو مولى بني أمية، ولد بعد سنة سبعين للهجرة، وأدرك جماعة من أصحاب ابن عباس؛ فروى عن مجاهد، وعطاء بن أبي رباح، وطاووس بن كيسان، وابن أبي مليكة، وعمرو بن دينار، وغيرهم.
وروى أيضاً عن القاسم بن أبي بزة وعطاء الخراساني ونافع مولى ابن عمر، وغيرهم خلق كثير.
وقد عني بتدوين العلم مع حسن ضبطه؛ فدوّن أحاديث كثيرةً جداً، حتى قال سفيان الثوري وهو من كبار الحفّاظ: (أعياني حديث ابن جريج أن أحفظه، فنظرت إلى شيء يجمع فيه المعنى، فحفظته وتركت ما سوى ذلك).
وهو أوّل من صنّف التصانيف بمكة، وكانت كتبه محلّ عناية أهل الحديث وثقتهم، حتى قال يحيى بن سعيد القطان: (كنا نسمي كتب ابن جريج كتب الأمانة).
- قال عبد الله بن الإمام أحمد: قلت لأبي: من أول من صنّف الكتب؟ قال: ابن جريج وابن أبي عروبة.
- وقال سفيان بن عيينة: سمعت ابن جريج يقول: (ما دوَّن العلمَ تدويني أحد). رواه الفسوي في المعرفة والتاريخ.
قلت: يقصد من أهل زمانه، وهذا من دلائل كثرة كتابته.
ومرويات ابن جريج في كتب التفسير المسندة كثيرة جداً، له في تفسير ابن جرير وحده نحو 2500 رواية.
وقد طبع تفسيره حديثاً برواية الحسن بن الصباح الزعفراني عن حجاج بن محمد المصيصي عنه.

33: محمد بن إسحاق بن يسار (ت:151 أو 152 هـ)
مولى آل مخرمة بن المطلب، ولد سنة ثمانين، ورأى أنس بن مالكٍ بالمدينة، وسعيد بن المسيب، وكان علامة نسابة أخبارياً واسع المعرفة بالسيرة والأخبار، وكان موصوفاً بقوة الحفظ.
- قال هارون بن معروف: سمعت أبا معاوية، يقول: (كان ابن إسحاق من أحفظ الناس، فكان إذا كان عند الرجل خمسة أحاديث أو أكثر جاء فاستودعها محمد بن إسحاق، وقال: احفظها علي فإن نسيتها كنت قد حفظتها علي). رواه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد.
ولابن إسحاق كُتُب، أشهرها كتاب "المبتدأ والمبعث والمغازي" وقد أملاه مراراً، ووقع بين رواياته اختلاف في الزيادة والنقصان، وقد كثر رواة كتابه في السيرة جداً حتى زادوا على المائة، وله كتاب "حرب البسوس" مطبوع.
وقد اطّلع ابن إسحاق على صحف كثيرة في زمانه فكان يروي منها، ومنها ما لا يعرف إلا عن طريقه، وكان يجمع تلك الصحف فيضعها في كتبه ويسندها إلى أصحابها غالباً، وقد ينقل منها من غير إسناد.
- قال أبو داوود السجستاني: سمعت أحمد [بن حنبل] ذكر محمد بن إسحاق، فقال: (كان رجلا يشتهي الحديث فيأخذ كتب الناس فيضعها في كتبه). رواه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد.
وقد يجمع في كتبه بين ما اطّلع عليه، وما حفظه من أفواه الرواة، وقد كان مشتهراً بالحفظ كما تقدم.
- قال الذهبي في سير أعلام النبلاء معقباً على قول الإمام أحمد: ( هذا الفعل سائغ فهذا "الصحيح" للبخاري, فيه تعليق كثير).
روى ابن إسحاق صحيفة عن محمد بن أبي محمد الجرشي مولى زيد بن ثابت، في التفسير.
وروى صحيفة عن يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير عن أبيه عن جده، وعامّتها في المغازي، وقد أخرج منها أصحاب التفاسير المسندة بعض ما يتصل بنزول الآيات.
وله صحيفة عن وهب بن منبّه يروي عنه بعض ما فيها بلا واسطة، وفي بعضها يقول: حدثني من لا أتهم عن وهب بن منبه، وهذه الصحيفة تضمنت إسرائيليات كثيرة عن وهب بن منبّه.
- وقال ابن أبي فديكٍ: رأيت محمد بن إسحاق يكتب عن رجلٍ من أهل الكتاب.
وكان ممن أشاع الإسرائيليات، والأشعار المنحولة، بسبب عدم تثبّته في الرواية، وحمله عن الضعفاء والمجاهيل.
- قال محمد بن سلام الجمحي (ت:232 هـ) في كتابه "طبقات فحول الشعراء": (وكان ممن أفسدَ الشعرَ وهجنَّه، وحمل كلَّ غُثاءٍ منه محمد بن إسحاق بن يسار مولى آل مخرمة بن المطلب بن عبد مناف وكان من علماء الناس بالسير، قال الزهري: "لا يزال فى الناس علم ما بقى مولى آل مخرمة".
وكان أكثر علمه بالمغازي والسير وغير ذلك؛ فقبل الناس عنه الأشعار، وكان يعتذر منها، ويقول: "لا علم لي بالشعر أُتينا به فأحمله".
ولم يكن ذلك له عذرا؛ فكتب في السير أشعار الرجال الذين لم يقولوا شعرا قط وأشعار النساء فضلا عن الرجال ثم جاوز ذلك إلى عاد وثمود فكتب لهم أشعارا كثيرة وليس بشعر إنما هو كلام مؤلف معقود بقواف).ا.هـ.
وابن إسحاق صدوق في نفسه، إلا أنّه أخذ عليه شيء من التدليس، والرواية عن كلّ أحد من غير تمييز، وأما إذا ما صرّح بالتحديث عن ثقة فالراجح أن حديثه لا يقلّ عن رتبة الحسن إن شاء الله، ما لم تكن له علة أخرى، وأما رواه معنعنا فلا يُحتجّ به.
ومرويات ابن إسحاق في كتب التفسير المسندة كثيرة جداً.

34: عباد بن منصور الناجي (ت: 152هـ)
كان قاضي البصرة في زمانه، وقد ضُعّف في الحديث، وله نسخة في التفسير يرويها عن الحسن البصري، رواها عنه أبو بكر الحنفي وسرور بن المغيرة الواسطي.

35: يونس بن يزيد بن أبي النجاد الأيلي (ت:152هـ)
صاحب الزهري وراويته، وكان صحيح الكتاب، وقد روى عن القاسم بن محمد بن أبي بكر، وعكرمة، ونافع مولى ابن عمر وغيرهم.
وله جزء في التفسير عن عطاء الخراساني، وهو مطبوع.
- قال عبد الله بن المبارك: (ما رأيت أحدا أروى عن الزهري من معمر إلا ما كان من يونس فإنه كتب كل شيء).
اختلف في سنة وفاته.

36: أبو عروة معمر بن راشد الأزدي (ت: 153هـ).
المحدّث الكبير، كان من أوعية العلم، ثقة ثبتاً كثير الحديث، معدوداً من القلّة الذين تدور عليهم الأسانيد، نشأ في البصرة، ثم انتقل إلى اليمن، وهو أوّل من صنّف في اليمن، له كتاب الجامع، والمغازي، فأمّا الجامع فمطبوع، وأمّا المغازي فمفقود، وقد جمعت مروياته في المغازي في رسالة علمية.

وله تفسير كبير يرويه عن قتادة والحسن ومجاهد وزيد بن أسلم والزهري والكلبي وغيرهم، وأكثر ما فيه عن قتادة، وتفسيره هذا يرويه عنه محمد بن ثور الصنعاني، وقد أكثر ابن جرير من الرواية من هذه النسخة.

ومرويات معمر في كتب التفسير المسندة كثيرة جداً، وأكثر ما في تفسير عبد الرزاق من طريق معمر.

37: عيسى بن ميمون المكي (ت: 155هـ تقريبا)
المعروف بابن داية، ويقال له الجرشي نسبة إلى بني جرش لأنه جاورهم، قرأ على ابن كثير، وروى عن ابن أبي نجيح، وقيس بن سعد المكي.
قارئ مفسّر، وهو أحد رواة التفسير عن ابن أبي نجيح عن مجاهد، وقد روى عنه تفسيره أبو عاصم الضحاك بن مخلد.

38: سعيد بن أبي عروبة البصري (156هـ)
أحد الحفاظ الكبار، وهو أوّل من صنّف الكتب بالبصرة، جالس الحسن والبصري وابن سيرين وروى عنهما شيئا قليلا، ولازم قتادة وحفظ عنه حديثاً كثيراً، وهو أشهر رواة تفسير قتادة.
سأله أبو معشر زياد بن كليب التميمي أن يكتب له تفسير قتادة فكتبه؛ فاشتهر عنه، وأخرج منه أصحاب التفاسير المسندة مرويات كثيرة جداً.

39: الحسين بن واقد المروزي (ت: 159هـ)
قاضي مرو ومفتي أهلها في زمانه، تولّى القضاء بعد عبد الله بن بريدة بن الحصيب، وهو مولى الأمير عبد الله بن عامر بن كريز، وكان معدوداً من أئمة أهل السنة.
- قال يحيى بن أكثم: بلغني عن عبد الله [ بن المبارك] أنه سئل عن الاتباع؛ فقال: (الاتباع ما كان عليه الحسين بن واقد وأبو حمزة السكري). رواه الخطيب البغدادي.
قرأ على الأعمش، وروى عن عبد الله بن بريدة، وعكرمة، ويزيد النحوي، وغيرهم.
وله نسخة في التفسير عن يزيد النحوي عن عكرمة، أخرج منها أصحاب التفاسير المسندة مرويات كثيرة.

- قال أبو بكر المروذي: سألت أحمد بن حنبل عن حميد الخزاز، فقلت له: إن يحيى يتكلم فيه؟
قال: (ما علمته إلا ثقة، قد كنا نقدم عليه إلى الكوفة فنزل عنده فيفيدنا عن المحدثين، ثم قدم إلى بغداد ليسمع التفسير من حسين المروذي فنزل عندي).
- قال ابنه علي بن حسين: (مات أبي سنة تسع وخمسين ومائة). رواه البخاري في التاريخ الكبير.

40: شبل بن عباد المكي (ت: 160هـ تقريباً )
ولد سنة 70هـ، وحدّث عن أبي الطفيل عامر بن واثلة الكناني رضي الله عنه، وقرأ على ابن كثير المكي، وتصدر للإقراء بمكة بعده، وعرض على ابن محيصن، وله تفسير يرويه عن ابن أبي نجيح عن مجاهد، ويرويه عن شبل: أبو حذيفة النهدي، وأبو أسامة حماد بن أسامة الكوفي الحافظ، ونصر بن علي الجهضمي، وقد أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم شيئاً يسيراً من مرويات هذا التفسير.
- قال أبو الحجاج المزي: (ذكر بعض المتأخرين أنه مات سنة ثمان وأربعين ومئة).
- قال الذهبي: (وما أحسبه صحيحا؛ فإن أبا حذيفة إنما سمع الحديث سنة بضع وخمسين ومائة).
- ونقل ابن الجزري في غاية النهاية عن الذهبي أنه قال: (بقي إلى قريب سنة ستين ومائة بلا ريب).

41: أبو جعفر عيسى بن ماهان الرازي التميمي(ت: نحو 160هـ )
ولد في حدود التسعين، وحدّث عن عطاء بن أبي رباح، وعمرو بن دينار، وقتادة، والربيع بن أنس البكري، وغيرهم، وكان صديقاً لسفيان الثوري.
- قال ابن سعد: (كان أصله من أهل مرو، من قرية يقال لها برز، وهي القرية التي نزلها الربيع بن أنس أولا، وبها سمع أبو جعفر من الربيع بن أنس، ثم تحول أبو جعفر بعد ذلك إلى الري، فمات بها، فقيل له الرازي).
وقد اختلف فيه الأئمة النقاد، وأوسط أقوالهم قول يحيى بن معين: (يكتب حديثه إلا أنّه يخطئ).
وله نسخة مشهورة في التفسير يرويها عن الربيع بن أنس البكري وأكثرها من تفسير أبي العالية الرياحي.

42: سفيان بن سعيد بن مسروق الثوري (ت: 161هـ)
الإمام المعروف، من كبار أوعية العلم، وممن تدور عليهم الأسانيد، ولد سنة خمس وتسعين للهجرة، ومات بالبصرة مختفياً عند عبد الرحمن بن مهدي.
له تفسير مشهور، يرويه عنه أبو حذيفة النهدي، وقد طبع بعضه.

عبد العزيز بن داخل المطيري
12 ربيع الثاني 1441هـ/9-12-2019م, 09:35 PM
43: أبو معاذ بكير بن معروف الدامغاني (ت: 163هـ)
قاضي نيسابور، له كتاب في التفسير عن مقاتل بن حيان.

44: شيبان بن عبد الرحمن النحوي (ت: 164هـ)
محدّث قارئ ثقة، قرأ على عاصم بن أبي النجود، وله كتاب تفسير مشهور يرويه عن قتادة.

45: نافع بن عبد الرحمن أبي نعيم المدني (ت: 169هـ)
قارئ أهل المدينة، له جزء صغير في التفسير رواه عنه ابن وهب فيه نحو عشر مسائل مما سأل عنها شيوخه ربيعة بن أبي عبد الرحمن، وعبد الرحمن بن هرمز الأعرج، ومسلم بن جندب، وعبد الله بن يزيد بن هرمز، وأدخل فيه ابن وهب مسائل عن الليث بن سعد ومالك بن أنس وغيرهما، وعامّة هذه المسائل في كتاب تفسير القرآن من جامع ابن وهب.
ولنافع مرويات في كتب التفسير المسندة.

46: أبو بشر ورقاء بن عمر بن كليب اليشكري (ت: نحو 170هـ)
الإمام الثبت، أصله من خوارزم، ثم سكن المدائن، وكان حافظاً يقظاً، وكان شعبة يحسن الثناء عليه.
له كتاب مشهور في التفسير يرويه عن ابن أبي نجيح عن مجاهد، ولم يسمعه كلّه من ابن أبي نجيح، بعضه قراءة وبعضه عرض، أخرج البخاري في صحيحه منه مسائل، وأخرج أصحاب التفاسير المسندة منه مرويات كثيرة.
- قال يحيى بن سعيد القطان: قال معاذ: قال ورقاء: (كتاب التفسير قرأت نصفه على ابن أبي نجيح، وقرأ علي نصفه، وقال ابن أبي نجيح: هذا تفسير مجاهد). رواه الخطيب البغدادي.

47: أبو معشر نجيح بن عبد الرحمن السندي المدني ( 170هـ)
راوي التفسير عن محمد بن كعب القرظي، وله كتاب في المغازي، وهو مضعّف في الحديث، لكنه حاله في التفسير أحسن.
- قال أحمد بن حنبل: (يُكتب من حديث أبي معشر أحاديثه عن محمد بن كعب في التفسير).
- وقال يحيى بن معين: (اكتبوا حديث محمد بن كعب في التفسير، وأما أحاديث نافع وغيره فليس بشيء، التفسير حسن).

48: أسباط بن نصر الهمداني الكوفي (ت: 170هـ تقريباً).
صاحب السدّي وراويته، وثقه يحيى بن معين، وضعّفه الإمام أحمد، وأخرج له مسلم في المتابعات.
وتفسيره عن السدي مشهور، أخرج منه أصحاب التفاسير المسندة مرويات كثيرة جداً.

49: أبو الحسن يعقوب بن عبد الله بن سعد الأشعري القمي(ت:172هـ)
- قال الذهبي: (الإمام المحدِّث المفسّر).
له كتاب فيه روايات في التفسير عن جعفر بن أبي المغيرة عن سعيد بن جبير، وعن حفص بن حميد عن عكرمة وعن شمر بن عطية، ويروي أيضاً عن زيد بن أسلم.

وقد روى عنه جماعة منهم: محمد بن حميد الرازي، ويحي الحماني، وعمرو بن رافع شيخ قزوين، وجرير بن عبد الحميد، وغيرهم.

وقد أخرج له ابن جرير وابن أبي حاتم في تفاسيرهم.
- وثقه ابن حبان والطبراني، وقال النسائي: ليس به بأس، وقال الدارقطني: ليس بالقوي.
- قال يحيى بن معين في شأن محمد بن حميد الرازي أحد أصحاب يعقوب: (قدم علينا بغداد؛ فأخذنا منه كتاب يعقوب القمي؛ ففرَّقنا الأوراق بيننا، ومعنا أحمد بن حنبل؛ فسمعناه ولم نرَ إلا خيراً).

49: مسلم بن خالد الزنجي (ت: 179هـ).
فقيه أهل مكة وقارئهم، وهو شيخ الشافعي وابن وهب، كان من أهل الفتوى والقراءة، وأما في الحديث فضعّفه البخاري وأبو داود، وقال يحيى بن معين: لا بأس به.
ولم يكن زنجيّا بل كان أبيض أشقر وإنما لقبته بذلك جاريته لحبّه التمر؛ فلصق به اللقب.
وله تفسير مطبوع من رواية أبي جعفر الرملي عن أحمد بن محمد القواس عنه، وفيه نحو مائة وستين أثراً، وهو غير مرتب على السور، وعامّته يرويه عن ابن أبي نجيح عن مجاهد، وفيه أثران عن عطاء، وأثر عن طاووس كلها من طريق ابن أبي نجيح.
وله مرويات في كتب التفسير المسندة من غير طريق القواس.

50: مالك بن أنس بن مالك بن عامر الأصبحي (ت: 179هـ)
الإمام المعروف، له الموطأ، ورسائل أخرى قصيرة.
قال الذهبي: (له جزء في التفسير يرويه خالد بن عبدالرحمن المخزومي، يرويه القاضي عياض عن أبي جعفر أحمد ابن سعيد، عن أبي عبدالله محمَّد بن الحسن المقرئ، عن محمَّد بن علي المصيصي، عن أبيه بإسناده).
وله أقوال في التفسير رواها عنه ابن وهب في تفسيره، وأخرج له ابن جرير وابن أبي حاتم وغيرهما.

51: عبد الله بن المبارك بن واضح المروزي (ت:181هـ)
الإمام الحافظ المجاهد المعروف، له كتب كثيرة طبع منها: المسند، والزهد، والرقائق، والبر والصلة، والجهاد.
وقد ذكر في مؤلفاته: كتاب في التفسير، ولم يطبع.
وله مرويات كثيرة في كتب التفسير المسندة.
- قال عبد الرزاق: (كان عبد الله بن المبارك يقرأ عليه - يعني على معمر – التفسير، ويقرأ معمر عليه). رواه الإمام أحمد في العلل.

52: عبد الرحمن بن زيد بن أسلم العدوي (ت: 182هـ).
مفسّر معروف من كبار مفسري تابعي التابعين، كان عالماً بالتفسير والمغازي والأخبار، لكنه كان ضعيف الحديث، يخطئ في الأسانيد، ويقلب الأخبار، ويروي بالمعنى على ما يفهمه، وقد يقع في فهمه شيء من الخطأ؛ ويجزم به، وقد تركه أكثر أهل الحديث لكثرة خطئه، والأقرب أنه لا يتعمد الكذب، وكان فيما يذكر عنه رجلاً صالحاً في نفسه.
وأقواله في التفسير معتبرة، وله أقوال تدلّ على سعة علمه بمعاني القرآن، وله عناية بتفسير القرآن بالقرآن، وأكثر ما يُروى عنه في كتب التفسير المسندة من أقواله وأقوال أبيه، لا من مروياته الأخرى.
وقال الذهبي في سير أعلام النبلاء: (وكان عبد الرحمن صاحب قرآن وتفسير، جمع تفسيرا في مجلد، وكتاباً في الناسخ والمنسوخ).
قلت: لعبد الرحمن بن زيد نسختان في التفسير كبيرتان:
إحداهما: نسخة يونس بن عبد الأعلى عن ابن وهب عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، وقد أكثر منها ابن جرير في تفسيره، حتى أخرج منها نحو ألفي رواية أو تزيد، وأخرج منها ابن أبي حاتم جملة من المرويات.
والأخرى: نسخة أبي يزيد يوسف بن يزيد القراطيسي، عن أصبغ بن الفرج المصري عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، وعليها أكثر اعتماد ابن أبي حاتم في تفسيره عن ابن زيد.
وأصبغ بن الفرج(ت:225ه) كان وراقاً لابن وهب، وهو من خاصة أصحابه، والقراطيسي(ت:287هـ) إمام ثقة كان مسند مصر في زمانه.
وما رُوي عن ابن زيد من غير هذين الطريقين فقليل جداً في كتب التفسير المسندة.
وقد ذكر بعضهم أن هذه النسخ إنما هي تفسير زيد بن أسلم رواه عنه، وهو قول فيه نظر، نعم قد يكون استفاد بعضه أو أكثره من أبيه، لكن العبارة عبارته، والاختيار اختياره، فنسبته إليه نسبة صحيحة إنشاء أو اختياراً، ونسبته إلى أبيه مشكوك فيها، وإن كان استفاد أصله من أبيه؛ فتجعل عهدته عليه لا على أبيه، ما لم ينصّ على أنّه من قول أبيه.

53: أبو معاوية يزيد بن زريع بن يزيد العيشي (ت: 182هـ)
إمام حافظ ثقة، قال فيه الإمام أحمد: (كان ريحانة البصرة، ما أتقنه!! وما أحفظه!!).
يروي تفسير قتادة من طريق سعيد بن أبي عروبة، وقد أكثر ابن جرير من الرواية من طريقه جداً.

54: أبو معاوية هشيم بن بشير بن القاسم الواسطي (ت: 183هـ)
من الأئمة الحفاظ، كان يُفضّل في الحفظ على سفيان الثوري ووكيع، وله كتب مصنفة، منها كتاب في التفسير يرويه عنه أبو هاشم زياد بن أيوب، ذكره أبو القاسم ابن منده في المستخرج والمستطرف.
ويروي تفسير سعيد بن جبير من طريق أبي بشر جعفر ابن أبي وحشية اليشكري، وداوود بن الحصين، وعطاء بن السائب، وإسماعيل بن مسلم وغيرهم.
وله مرويات كثيرة في كتب التفسير المسندة.

55: سرور بن المغيرة بن زاذان الواسطي
ابن أخي منصور بن زاذان، أصله من البصرة ثم سكن واسط.
له تفسير يرويه عن عباد بن منصور عن الحسن، وقد أخرج منه ابن أبي حاتم جملة من المرويات.
قال ابن سعد: (كان يروي التفسير عن عباد بن منصور، عن الحسن، وكان معروفا).
لم أقف على تاريخ وفاته.

56: محمد بن مروان بن عبد الله المعروف بالسدّي الصغير (ت: 185هـ تقريبا)
راوي تفسير الكلبي، وهو متّهم بالكذب، وقد تجنّب الأئمة الرواية عنه، وإنما يروي عنه بعض المتأخرين كالثعلبي والواحدي.

57: أبو سعيد المسيّب بن شريك التميمي(ت:186هـ)
وهو من طبقة أصحاب الأعمش، لكنه كان متروك الحديث لسوء حفظه وكثرة غلطه، وتحديثه بأحاديث منكرة عن الأعمش وغيره، ولم يكن ممن يتعمّد الكذب.
له مرويات في تفسير ابن جرير وابن ابي حاتم، وذكر الثعلبي في مقدّمة تفسيره أنّ له كتاباً في التفسير رواه عنه بإسناده، وجعله من مصادره في التفسير.

58: يحيى بن اليمان العجلي (ت: 188هـ)
من العلماء العبّاد، قرأ على حمزة، وروى عن هشام بن عروة وسفيان الثوري وإسماعيل بن أبي خالد وجماعة.
له جزء صغير مطبوع في التفسير رواه عنه يزيد بن موهب، وفيه نحو ثلاثين أثراً كلها من تفسير سعيد بن جبير رواها من طرق عنه.
وليحيى مرويات كثيرة في كتب التفسير المسندة.

59: رشدين بن سعد بن مفلح المصري (ت:188هـ)
رجل صالح في ديانته، مضعّف في روايته، قال عنه الإمام أحمد: لا بأس به في أحاديث الرقاق، وقال ابن معين: ليس بشيء، وقال النسائي: متروك الحديث، وقال أبو حاتم: يحدث بالمناكير عن الثقات.
وقال ابن يونس: (كان رجلاً صالحاً لا يُشكّ في صلاحه وفضله، فأدركته غفلة الصالحين فخلط في الحديث).
وله نسخة في التفسير يرويها يونس بن يزيد الأيلي عن عطاء الخراساني، وقد أخرج منها أصحاب التفاسير المسندة، ورووا عنه مسائل أخرى رواها عن عمرو بن الحارث وغيره.

60: علي بن حمزة الكسائي (ت: 189هـ)
كان إماماً في القراءة والنحو والغريب والوقوف، وهو أحد القراء السبعة، قرأ على حمزة ثمّ اختار لنفسه قراءة اشتهرت عنه، وكان ذا مكانة عند هارون الرشيد؛ فهو مؤدّبه ومؤدّب ولده الأمين.
له كتاب في معاني القرآن، مفقود، ورويت عنه مسائل في القراءة والعربية في كتب التفسير المسندة.

61: موسى بن عبد الرحمن الثقفي الصنعاني (ت: نحو 190 هـ)
قال ابن عدي: (يعرف بأبي محمد المفسّر، منكر الحديث).
وقال ابن حبان: (شيخ دجال يضع الحديث روى عنه عبد الغني بن سعيد الثقفي، وضع على ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس كتاباً في التفسير جمعه من كلام الكلبي ومقاتل بن سليمان وألزقه بابن جريج عن عطاء عن بن عباس ولم يحدث به بن عباس ولا عطاء سمعه ولا بن جريج سمع من عطاء وإنما سمع بن جريج من عطاء الخراساني عن بن عباس في التفسير أحرفا شبيها بجزء وعطاء الخراساني لم يسمع من بن عباس شيئا ولا رواه، لا تحل الرواية عن هذا الشيخ ولا النظر في كتابه إلا على سبيل الاعتبار).
وقد تجنّب الأئمة الرواية عنه في كتب التفسير المسندة، وإنما روى عنه بعض المتأخرين كالثعلبي والواحدي.

62: إسماعيل بن إبراهيم بن مقسم الأسدي المعروف بابن عُليَّة (ت 193هـ)
الإمام الحافظ المحدث الفقيه، أحد أوعية العلم، نسب إلى أمّه وكانت امرأة نبيلة عاقلة معروفة لدى أهل العلم ووجوه أهل البصرة.
بصري أصله من الكوفة، مولده يوم مات الحسن البصري،
قال الإمام أحمد: إليه المنتهى في التثبت بالبصرة.
نسب إليه كتاب في التفسير، وله مرويات كثيرة جدا في كتب التفسير المسندة، وله نسخة مشهورة رواها عن أبي رجاء محمد بن سيف عن الحسن.


63: وكيع بن الجراح بن مليح الرؤاسي (ت: 197هـ)
الإمام الفقيه الحافظ، يضرب بحفظه المثل، له مرويات في كتب التفسير المسندة، وله كتاب في التفسير، رواه عنه محمد بن إسماعيل الحساني، ذكره أبو القاسم ابن منده في المستخرج والمستطرف.
وقال إبراهيم الحربي: لما قرأ وكيع التفسير، قال للناس: (خذوه، فليس فيه عن الكلبي ولا ورقاء شيء). رواه الخطيب البغدادي.


م: شبيب بن عبد الملك البصري(ت: قبل 200هـ)
اختلف في ضبط نسبه؛ فقيل: (التيمي) وقيل: (التميمي).
روى كتاب التفسير عن مقاتل بن حيان، وروى عن خارجة بن مصعب الخراساني، روى عنه معتمر بن سليمان.
- قال أبو حاتم الرازي: (هو شيخ بصري وقع إلى خراسان فسمع التفسير من مقاتل بن حيان، ليس به بأس، صالح الحديث لا أعلم روى عنه أحد غير معتمر).
- وقال أبو زرعة الرازي: صدوق
- قال معتمر بن سليمان: حدثنا شبيب بن عبد الملك عن مقاتل بن حيان في قوله تعالى: {أقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل} قال: (هي مواقيت الصلوات الخمس). رواه ابن حبان في الثقات.
- قال ابن حجر في التقريب: (مات قديما قبل المائتين).

عبد العزيز بن داخل المطيري
13 ربيع الثاني 1441هـ/10-12-2019م, 01:02 AM
64: عبد الله بن وهب بن مسلم المصري (ت: 197هـ)
الإمام الحافظ، له كتاب في التفسير ضمن جامعه، وهو مطبوع.

65: سفيان بن عيينة الهلالي المكي (ت: 198هـ)
الإمام المعروف، له كتاب في التفسير يرويه أبو عبيد الله المخزومي، وكان معروفاً متداولاً لدى أهل العلم ومنهم من يروي بعض ما فيه بالإسناد كأبي القاسم الأصبهاني وغيره، ويعزو إليه ابن حجر والسيوطي وغيرهما، لكنه لم يطبع فيما أعلم.
- وقال ابن طهمان عن يحيى بن معين قال: (تفسير ابن عيينة إنما أخذه عن مقاتل وكتاب ابن جريج أخذه من حرب؛ فأخذ التفسير منهما).
- وقال نعيم بن حمّاد: رأيت عند ابن عيينة كتابا لمقاتل؛ فقلت: يا أبا محمد تروي لمقاتل في التفسير؟
قال: (لا، ولكن أستدلّ به وأستعين). رواه الخطيب البغدادي في تاريخه وابن عساكر.

66: يحيى بن سلام البصري(ت:200هـ)
أصله من البصرة ثمّ هاجر إلى إفريقية، وله كتاب في التفسير طبع بعضه، وقد جمع فيه بين التفسير اللغوي وما بلغه من تفاسير الصحابة والتابعين، وقد اختصره هود بن محكّم الهواري، وابن أبي زمنين؛ فما اتفقا عليه فالظن أنه هو عبارة يحيى بن سلام.

67: محمد بن إدريس الشافعي (ت:204هـ)
الإمام الجليل، محمد بن إدريس بن العباس بن عثمان بن شافع وإليه نسبة الشافعي وهو من بني المطلب بن عبد مناف؛ فهو قرشي مُطَّلِبي.
- قال تلميذه الربيع بن سليمان المرادي: (ولد الشافعي يوم مات أبو حنيفة رحمهما الله تعالى)، وكان ذلك سنة 150 هـ، وطلب العلم وهو صبي، روى عنه تلميذه المزني أنه قال: (حفظت القرآن وأنا ابن سبع سنين، وحفظت " الموطأ " وأنا ابن عشر)، وكان يقول: جعلت لذتي في العلم.
وكان وافر العقل، حادّ الذكاء، سريع الحفظ، جليل القدْر، صاحب فراسة وكياسة، وكان جميل الخِلقة؛ حتى قال المزني: لم أر أحسن وجهاً من الشافعي.
وهو وإن لم يفرد كتاباً في التفسير؛ إلا أنّ له أثراً كبيراً على العلماء في تناول مسائل التفسير؛ فأحيا علم الحِجَاج، وقعّد قواعد الاستدلال، وبيّن ما يمكن أن يسمّى بأدوات المفسّر، وأودع في كتبه - ولا سيما ما في الرسالة- من ذلك ما لو جُمع وأفرد وبيّن بأمثلته لكان من أنفع ما يدرسه طالب علم التفسير.
قال الإمام أحمد: (كان الفقهاء أطباء، والمحدثون صيادلة، فجاء محمد بن إدريس طبيباً صيدلانياً).
فشبهه بالصيدلاني الذي يعرف أنواع الأدوية ودرجاتها، والطبيب الذي يعرف علة المريض وما يصلحه من الدواء.
وقد جمع له البيهقي كتاباً في أحكام القرآن، جمع فيه ما رواه عن الشافعي من مسائل متصلة بأحكام القرآن
توفي رحمه الله سنة 204 هـ، وقد عدّه الإمام أحمد المجددَ الثاني بعد عمر بن عبد العزيز.

68: أبو بكر عبد الكبير بن عبد المجيد الحنفي (ت:204هـ)
بصريّ، من شيوخ الإمام أحمد وإسحاق ابن راهويه، وابن المديني، وقد وثقه الإمام أحمد
له نسخة في التفسير يرويها عن عباد بن منصور عن الحسن البصري، وقد أخرج منها ابن جرير وابن أبي حاتم.

69: روح بن عبادة بن العلاء القيسي (ت:205هـ)
كان من كبار المحدثين وحفاظهم، مكثراً من كتابة الحديث، وقد أخذ العلم من أوعيته الكبار؛ فلازم شعبة، وكتب عن ابن جريج، وابن أبي ذئب، والأوزاعي، ومالك بن أنس، وسفيان الثوري، وسفيان بن عيينة، وغيرهم.
-قال الخطيب البغدادي: (كان من أهل البصرة فقدم بغداد، وحدث بها مدة طويلة، ثم انصرف إلى البصرة فمات بها، وكان كثير الحديث، وصنف الكتب في السنن والأحكام، وجمع التفسير).

- وقال الحافظ أبو الحسن الدارقطني في المؤتلف والمختلف في ترجمة محمد بن معمر القيسي: (كان بالبصرة، هو الذي يروي التفسير عن روح بن عبادة).

ومحمد بن معمر ثقة من رجال الصحيحين.

م: حجاج بن محمد المصيصي الأعور(ت:206هـ)
ثقة ثبت، من تابعي التابعين، رأى يحيى بن سعيد الأنصاري، وروى عن جماعة من كبار أتباع التابعين، وهو أثبت الرواة في ابن جريج،
كتب عنه التفسير وغيره، وله روايات كثيرة جداً في كتب التفسير المسندة، ويروي أيضاً عن غير ابن جريج؛ كشعبة وحمزة الزيات وأبي جعفر الرازي.
- قال أحمد بن حنبل: (الكتب كلها قرأها على ابن جريج إلا كتاب"التفسير"، فإنه سمعه إملاء من ابن جريج، ولم يكن مع ابن جريج كتاب التفسير فأملى عليه).

- وقال أبو مسلم المستملي: سألته؛ فقلت: هذا التفسير سمعته من ابن جريج؟
فقال: (سمعت التفسير من ابن جريج، وهذه الأحاديث الطوال، وكل شيء قلت: حدثنا ابن جريج؛ فقد سمعته). رواه الخطيب البغدادي.


70: يحيى بن زياد الفرَّاء (ت:207 هـ)
وكتابه مطبوع، أملاه من حفظه، واعتنى به العلماء عناية بالغة؛ فهو من أهم مصادر البخاري في التفسير اللغوي في صحيحه، ومن المصادر المهمة لابن جرير الطبري في تفسيره.
قال تلميذه محمد بن الهم السمّري: (هذا كتاب فيه معاني القرآن أملاه علينا أبو زكريا يحيى بن زياد الفراء يرحمه الله عن حفظه من غير نسخة، في مجالسه أوّل النهار من أيام الثلاثاوات والجمع في شهر رمضان وما بعده من سنة اثنتين، وفي شهور سنة ثلاث، وشهور من سنة أربع ومائتين).

71: أبو عبيدة معمر بن المثني (ت:209 هـ)
وهو أسنّ من الفراء لكن مات بعده، وله كتب كثيرة منها "مجاز القرآن"، مطبوع، وهو في معاني القرآن.

72: محمد بن المستنير البصري المعروف بقطرب (ت: بعد 211 هـ)
لغوي معتزلي، له كتاب "معاني القرآن" وقد طبع بعضه.

73: عبد الرزاق بن همام بن نافع الحميريّ الصنعاني (ت: 211هـ)
محدّث اليمن، الإمام المسند الكبير، له كتب طبع منها: المصنف، والأمالي في آثار الصحابة، والتفسير، وهو من التفاسير المسندة القيّمة.

74: محمد بن يوسف بن واقد الفريابي (ت:212هـ)
الإمام المحدّث العابد الورع، روى عن الأوزاعي، وسفيان الثوري، وجرير بن حازم، وغيرهم.
وروى عنه أحمد والبخاري، وأثنيا عليه، وروى عنه خلق غيرهما.
وهو من لدات عبد الرزاق ولد سنة 126هـ، وقد رحل إليه الإمام أحمد فبلغه نعيه وهو في الطريق.
له كتاب في التفسير مفقود.

75: أبو عامر قبيصة بن عقبة السوائي(ت:215هـ)
المحدّث الثقة، والعابد الزاهد، قال يحيى بن معين: (قبيصة ثقة في كلّ شيء إلا في حديث سفيان ليس بذاك القوي، فإنه سمع منه وهو صغير). ذكره المزي في تهذيب الكمال عن ابن أبي خيثمة عنه.
وقد روى هارون الحمّال عنه أنه جالس سفيان الثوري ثلاث سنين وهو ابن ستة عشرة سنّة، وأَمَّه في صلاة فريضة، وهذا السنّ يصحّ التحمّل فيه بغير خلاف، لكن الذي يظهر أنّ يحيى بن معين أراد أنه يصغر عن التفطّن لعلل الحديث ومواضع التدليس مع كثرة حديثه؛ مع ما أخذ عليه من الخطأ في الرواية عنه، فقد كان كثير الحديث، فما سمعه وهو صغير دون ما سمعه هو كبير حافظ مجوّد.
وقد أخرج له البخاري ومسلم في صحيحيهما من روايته عن سفيان الثوري قدراً صالحاً، ولعلهما انتقيا من حديثه.
ولعقبة تفسير أكثره عن سفيان الثوري، وقد أخرج منه ابن جرير جملة من المرويات، وهو من مصادر الثعلبي في تفسيره.

76: سعيد بن مسعدة المعروف بالأخفش الأوسط (ت: 215 هـ)
لغوي معتزلي، وله كتاب "معاني القرآن" مطبوع.

77: آدم بن أبي إياس العسقلاني (ت:220هـ)
وقد طبع تفسيره باسم تفسير مجاهد بن جبر باعتبار أنّ أكثر مروياته عن مجاهد، وفيه مرويات عن غيره كالحسن البصري والزهري.
وهو من رواية عبد الرحمن بن الحسن الهمذاني (ت:356 هـ) - وهو مضعَّف- عن الحافظ إبراهيم بن الحسين ابن ديزيل (ت: 281 هـ) وجادة.
- قال الذهبي في السير في ترجمة عبد الرحمن بن الحسن الهمذاني: (قال صالح بن أحمد الحافظ: ضعيف، ادعى الرواية عن ابن ديزيل، فذهب علمه، وكتبت عنه أيام السلامة أحاديث، ولم يدّع عن إبراهيم، ثم ادعى، وروى أحاديث معروفة، كان إبراهيم يسأل عنها ويستغرب، فجوزنا أن أباه سمعه تلك، فأنكر عليه ابن عمه أبو جعفر، والقاسم بن أبي صالح، فسكت حتى ماتوا، ثم ادعى المصنفات والتفاسير مما بلغنا أن إبراهيم قرأه قبل سنة سبعين، وهو فقال لي: إن مولده سنة سبعين.
وسمعت القاسم يكذبه، هذا مع دخوله في أعمال الظلمة)ا.هـ.

78: أبو عبيد القاسم بن سلام الهروي (ت:224 هـ)
وهو أوّل من ألّف في القراءات، وله كتاب جليل القدر في معاني القرآن، وكلاهما مفقود، وله كتب كثيرة طبع منها نحو ثلاثة عشر كتاباً.

- قال أبو منصور الأزهري: (ولأبي عبيد كتاب في "معاني القرآن"، انتهى تأليفه إلى سورة طه، ولم يتمَّه، وكان المنذري سمعه من علي بن عبد العزيز، وقرىء عليه أكثره وأنا حاضر).

- وقال الذهبي: (كذلك كتابه في " معاني القرآن "؛ وذلك أن أول من صنف في ذلك من أهل اللغة أبو عبيدة ثم قطرب ثم الأخفش، وصنف من الكوفيين الكسائي ثم الفراء، فجمع أبو عبيد من كتبهم، وجاء فيه بالآثار وأسانيدها، وتفاسير الصحابة والتابعين والفقهاء، وروى النصف منه ومات) ا. هـ.

79: سعيد بن منصور بن شعبة الخراساني (ت: 227هـ)
المحدث الكبير، طبع له كتاب السنن، وفيه كتاب كبير في التفسير.

80: عبد الغني بن سعيد الثقفي (ت: 227هـ)
من أهل مصر، ضعّفه ابن يونس، وذكره ابن حبان في الثقات، وله تفسير يرويه عن موسى بن عبد الرحمن الصنعاني عن ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس، وموسى متّهم بالكذب، وذكر ابن حبان أنّ تفسيره موضوع.
وتفسير عبد الغني بن سعيد الثقفي من مصادر الثعلبي في تفسيره.

81: محمد بن حاتم بن ميمون المروزي (ت:235هـ)
من أهل بغداد، يُعرف بالسمين، يروي عن عبد الله بن إدريس ووكيع بن الجراح وسفيان بن عيينة وغيرهم.
روى عنه مسلم في صحيحه وأبو داوود، ووثقه الدارقطني وابن حبان، وكذّبه يحيى بن معين.
- قال ابن سعد: (استخرج كتابا في تفسير القرآن كتبه الناس ببغداد).

82: أبو بكر عبد الله بن محمد ابن أبي شيبة الكوفي (ت: 235هـ)
الإمام المحدث الكبير، له كتب طبع منها: المصنف، والمسند، والإيمان، والمغازي، والأدب.
وقد ذكر له كتاب في التفسير مفقود.

83: إسحاق بن إبراهيم بن مخلد الحنظلي المعروف بابن راهويه (ت:238هـ)
له كتاب في التفسير يرويه عنه أبو يزيد محمد بن يحيى بن خالد، ذكره أبو القاسم بن منده في المستخرج والمستطرف، وهو من مصادر الثعلبي في تفسيره.

عبد العزيز بن داخل المطيري
13 ربيع الثاني 1441هـ/10-12-2019م, 01:06 AM
84: أحمد بن محمد بن حنبل الشيباني (ت: 241هـ)
إمام أهل السنة، له كتب طبع منها: المسند، والزهد، وفضائل الصحابة، وأصول السنة، والرد على الجهمية والزنادقة، والعلل ومعرفة الرجال، والأسامي والكنى، والأشربة، والصلاة.
واستخرجت له كتب مما روي عنه من المسائل منها كتاب الورع من تصنيف أبي بكر الخلال.
وقد ذكر أبو إسحاق الزجاج وابن القيم أنّ للإمام أحمد كتاباً في التفسير، ونقل منه ابن القيم في بدائع الفوائد مسائل مختصرة، فإن كان تفسيره على مثل ما نقل ابن القيم رحمه الله فهو جزء صغير في التفسير.
لكن قال شيخ الإسلام ابن تيمية في مقدمة التفسير: (وكذلك الإمام أحمد وغيره ممن صنف في التفسير يكرر الطرق عن مجاهد أكثر من غيره).
وقد أنكر الذهبي أن يكون للإمام أحمد كتاب كبير في التفسير ولا يشتهر عنه، ولا يروى.

85: عبد الرحمن بن إبراهيم بن عمرو الدمشقي المعروف بدُحيم (ت:245هـ)
له كتاب في التفسير ذكره الكتاني في ذيل تاريخ مولد العلماء ووفياتهم، وعنه ابن عساكر في تاريخه.

86: عبد الحميد بن حُميد بن نصر الكسّي (ت: 249هـ)
المعروف بعبد بن حميد، له كتاب في التفسير، طبع بعضه.

87: محمد بن إسماعيل بن إبراهيم البخاري (ت: 256هـ)
الإمام الجليل صاحب الصحيح، له كتب مطبوعة منها: الجامع الصحيح، والأدب المفرد، والتاريخ الكبير والأوسط والصغير، والضعفاء الصغير، والكنى، وخلق أفعال العباد، وجزء القراءة خلف الإمام، ورفع اليدين في الصلاة، وبرّ الوالدين.
وفي جامعه الصحيح كتاب مفرد في تفسير القرآن، وله معلقات كثيرة في صحيحه في التفسير.

88: أبو سعيد عبد الله بن سعيد بن حصين الأشج الكندي (ت: 257هـ)
الحافظ المحدّث الكبير، ولد عام 165هـ تقريباً، ولقي جماعة من أتباع التابعين، وحدث عنهم: منهم إسماعيل ابن علية، وهشيم بن بشير، وعبد الله بن إدريس، ووكيع بن الجراح، وغيرهم.
وروى عنه الإمام أحمد والبخاري ومسلم وأصحاب السنن، وابن جرير الطبري، وابن خزيمة، وابن أبي حاتم، وغيرهم.
- قال أبو حاتم الرازي: (هو إمام أهل زمانه).

له كتاب في التفسير على طريقة المحدّثين أخرج منه ابن جرير وابن أبي حاتم روايات كثيرة في تفاسيرهما.

- وقال الذهبي في تاريخ الإسلام: (محدث الكوفة وحافظها في عصره، ومسند وقته، له " التفسير " والتصانيف).
- وقال في سير أعلام النبلاء: (رأيت تفسيره مجلد).

89: مسلم بن الحجاج بن مسلم القشيري النيسابوري (ت: 261هـ)
الإمام المحدث صاحب الصحيح، له كتب مطبوعة، منها: الصحيح، والتمييز، والمنفردات والوحدان، والكنى والأسماء، ورجال عروة بن الزبير، والطبقات.
وله في صحيحه كتاب في التفسير.


90: الحسين بن داوود المصيصي المعروف بسنيد (ت: 266هـ)
له كتاب مشهور في التفسير، لكنّه مفقود، وقد أخرج منه ابن جرير مرويات كثيرة.

91: محمد بن يزيد ابن مـاجـه القزويني (ت: 273هـ)
الإمام الكبير صاحب السنن، وله كتاب في التفسير يعزو إليه أبو الحجاج المزي كثيراً في تهذيب الكمال.

92: عبد الله بن مسلم ابن قتيبة الدينوري (ت:276هـ)
له كتب كثيرة، طبع منها نحو عشرين كتاباً، ومنها كتاب غريب القرآن، وكتاب تأويل مشكل القرآن.

93: بقيُّ بن مخلد بن يزيد الأندلسي القرطبي (ت: 276هـ)
الإمام العابد المحدّث الكبير، له المسند الكبير الذي يعدّ أكبر مسند عرفه أهل العلم، لكنه مفقود، وقد طبعت مقدمته، وكتاب الحوض والكوثر منه.
له كتاب في التفسير مفقود، بالغ ابن حزم في الثناء عليه حتى فضّله على تفسير ابن جرير، ونقل منه السهيلي في الروض الأنف.

94: يعقوب بن سفيان بن جوان الفارسي الفسوي (ت: 277هـ):
صاحب كتاب "المعرفة والتاريخ" ، ذكر له كتاب في التفسير مفقود.

95: محمد بن عيسى بن سورة الترمذي (ت: 279هـ)
الإمام المحدث الكبير، صاحب الجامع الكبير، وهو مطبوع، وطبع له أيضا: الشمائل المحمدية، والعلل الكبير والصغير، تسمية أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وفي جامعه أبواب في تفسير القرآن.

96: الحسين بن الفضل بن عمير البجلي (ت:282 هـ)
قال عنه الذهبي: (المفسر الأديب إمام عصره في معاني القرآن).
ولد سنة 178هـ، ونشأ بالكوفة، وتعلّم بها حتى حذق، واستقدمه الأمير عبد الله بن طاهر سنة 217هـ إلى خراسان بإذن من الخليفة المأمون، وابتاع له داراً ليعلّم الناس فيها، فبقي يعلّم ويُفتي إلى أن توفي سنة 282هـ.

- قال مضارب بن إبراهيم: (كان علم الحسين بن الفضل بالمعاني إلهاماً من الله تعالى، فإنه كان تجاوز حد التعليم).
له كتاب في التفسير مفقود، وهو من مصادر الثعلبي في تفسيره، وما نقله عنه الثعلبي يدلّ على أنّه لم يكن يقتصر على الرواية، بل كان مجتهداً في تحرير المعاني.

97: إسماعيل بن إسحاق بن إسماعيل بن حماد بن زيد الأزدي الجهضمي(ت:282هـ)
القاضي المالكي، ولد سنة 199هـ، ونشأ بالبصرة، وكتب حديث مالك ويحيى بن سعيد الأنصاري، وتفقه على مذهب الإمام مالك، وشرح مذهبه ولخّصه، ونشره في العراق، واستوطن بغداد، وتولى القضاء بها إلى أن مات.
وله كتب في علوم القرآن منها: كتاب أحكام القرآن وهو مطبوع، وكتاب في القراءات، وكتاب في معاني القرآن، وقد روى الخطيب البغدادي عن طلحة بن محمد بن جعفر الشاهد أنّ أبا بكر بن مجاهد كان يثني على هذين الكتابين.
وله مسند مفقود.

98: سهل بن عبد الله التستري (ت: 283هـ)
يغلب عليه التصوف، وله كتاب "تفسير القرآن العظيم" ، مطبوع.

99: هود بن محكم الهواري (ت: 290ه تقريبا)
له كتاب تفسير الكتاب العزيز، مطبوع، وهو مختصر لتفسير يحيى بن سلام البصري.

عبد العزيز بن داخل المطيري
13 ربيع الثاني 1441هـ/10-12-2019م, 01:08 AM
100: أحمد بن شعيب النسائي (ت: 303هـ)
الإمام المحدّث الكبير صاحب السنن، له كتب طبع منها: السنن الصغرى، والسنن الكبرى، وفضائل القرآن، وفضائل الصحابة، وخصائص علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وتسمية فقهاء الأمصار، وعمل اليوم والليلة، والضعفاء والمتروكون، وكتاب الجمعة، وكتاب وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، وكتاب ذكر المدلسين، وكتاب الإغراب.
وفي السنن الكبرى كتاب كبير في التفسير ، وقد طبع مفرداً.

101: أبو جعفر محمد بن جرير الطبري (ت: 310هـ)
الإمام الجليل، شيخ المفسرين، ولد سنة 224هـ، وبرع في العلم،
له كتب طبع منها تفسيره المشهور، والتبصير بمعالم الدين، وصريح السنة، وتاريخ الرسل والملوك، واختلاف الفقهاء، وحديث الهميان.
وقد جمع في تفسيره مرويات كثيرة جداً من التفاسير المتقدمة وصنَّفها على الآيات، ثم على الأقوال، وحرر ونقد، واحتجّ ورجّح، وأجاد وأفاد.
روى الخطيب البغدادي وابن عساكر في تاريخيهما عن القاضي أبي عمرو السمسار وأبي القاسم الوراق أن أبا جعفر الطبري قال لأصحابه: أتنشطون لتفسير القرآن؟
قالوا:كم يكون قدره؟
فقال: ثلاثون ألف ورقة
فقالوا:هذا مما تفنى الأعمار قبل تمامه
فاختصره في نحو ثلاثة آلاف ورقة.
وقد أملى تفسيره في سبع سنين من سنة 283هـ إلى سنة 290هـ.

- قال محمد بن عبد الله النيسابوري الحافظ: سمعت أبا بكر بن بالويه يقول: قال لي أبو بكر محمد بن إسحاق -يعني ابن خزيمة- بلغني أنك كتبت التفسير عن محمد بن جرير.
قلت: بلى، كتبت التفسير عنه إملاء.
قال: كله؟
قلت: نعم.
قال: في أي سنة؟
قلت: من سنة ثلاث وثمانين إلى سنة تسعين.
قال: فاستعاره مني أبو بكر فرده بعد سنين، ثم قال: (قد نظرت فيه من أوله إلى آخره، وما أعلم على أديم الأرض أعلم من محمد بن جرير، ولقد ظلمته الحنابلة). رواه الخطيب البغدادي.

ومن نظر إلى الأصول التي جمع منها ابن جرير الطبري تفسيره وصنّفه وهذّبه علِم أنه كان محقّا حين قدّره بثلاثين ألف ورقة لأن بعض النسخ التفسيرية المشتهرة في زمانه عن بعض الأئمة لم يخرج منها إلا قليلاً.

102: أبو إسحاق الزجاج(ت:311هـ)
له كتاب "معاني القرآن وإعرابه" وهو أكبر كتب المتقدمين في التفسير اللغوي وأجمعها.

103: أبو بكر عبد الله بن أبي داوود سليمان بن الأشعث السجستاني(ت:316هـ)
طبع له كتاب المصاحف، ومسند عائشة، وكتاب البعث والنشور، وله قصيدة حائية مشهورة في الاعتقاد.
- قال الذهبي: (قال أبو بكر النقاش - والعهدة عليه -: سمعت أبا بكر بن أبي داود يقول: إن تفسيره فيه مائة ألف وعشرون ألف حديث).
قلت: لعله - إن صحّ- في أصله الذي جعله لنفسه في التفسير؛ فإنّ أصول المحدثين فيها مرويات كثيرة جداً لكنّهم إذا أرادوا التأليف انتقوا منها.

104: أبو بكر محمد بن إبراهيم بن المنذر النيسابوري (ت: 318هـ)
الإمام الجليل، له مصنفات جليلة القدر، طبع منها: الإجماع، والإشراف على مذاهب العلماء، والأوسط، والإقناع.
وله كتاب في التفسير طبع منه قطعة صغيرة.
وقد اختلف في سنة وفاته، وقال الذهبي في تاريخ الإسلام: (وجدت ابن القطّان نقل وفاته في هذه السنة [318] فلْيُعْتَمَد).

105: ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد بن إدريس الرازي (ت: 327هـ)
الإمام المحدّث، له كتب طبع منها: الجرح والتعديل، والمراسيل، وعلل الحديث، وآداب الشافعي ومناقبه، وبيان خطأ البخاري في تاريخه، والزهد.
وله كتاب مشهور جليل القدر في التفسير، طبع بعضه.

106: أبو جعفر أحمد بن محمد بن إسماعيل النحاس(ت:338هـ)
كتب كتباً كثيرة جامعة منها كتاب إعراب القرآن، ومعاني القرآن، والقطع والائتناف، والناسخ والمنسوخ، وغيرها.

107: أبو الفضل بكر بن محمد بن العلاء القشيري (ت:344هـ)
له كتاب مطبوع في أحكام القرآن، اختصر فيه أحكام القرآن للقاضي إسماعيل بن إسحاق المالكي( 282هـ).

108: أبو بكر محمد بن الحسن النقّاش (ت:351هـ)
من أصحاب ابن خزيمة، له كتاب في التفسير سماه "شفاء الصدور من تفسير القرآن" ، وقد طبع منه المقدمة وتفسير الفاتحة.

109: محمد بن علي الكرجي القصاب (ت: 360هـ)
له كتاب "نكت القرآن الدالة على البيان" وهو مطبوع.

110: أبو بكر أحمد بن علي الجصاص (ت: 370هـ)
له كتاب "أحكام القرآن" مطبوع.

111: أبو الليث نصر بن محمد السمرقندي (ت: 375هـ)
له التفسير المعروف ببحر العلوم، وهو مطبوع.

112: أبو حفص عمر بن أحمد بن عثمان ابن شاهين البغدادي (ت: 385هـ)
له كتب كثيرة، طبع منها: ناسخ الحديث ومنسوخه، وتاريخ أسماء الثقات، وتاريخ أسماء الضعفاء والكذابين، وكتاب المختلف فيهم، وكتاب الأفراد، والفوائد، وفضائل فاطمة، وفضائل رمضان، والترغيب في فضائل الأعمال، وشرح مذاهب أهل السنة، وجزء في الحديث.
وله كتاب في التفسير مفقود، ذكره الدارقطني، وذكر أنه فرّق فيه تفسير أبي الجارود.

113: محمد بن علي بن إسحاق ابن خويز منداد المالكي(ت:390هـ)
- قال الذهبي: (صنف كتبا كثيرة منها: كتابه الكبير في الخلاف وكتابه في أصول الفقه وكتابه في أحكام القرآن).
وقد جُمعت أقواله في التفسير وطبعت.

114: محمد بن عبد الله ابن أبي زَمَنِين (ت: 399هـ)
له كتاب في التفسير اختصره من تفسير يحيى بن سلام البصري.