المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لمحات عن دراسة نون التوكيد في القرآن الكريم


محمد أبو زيد
1 ربيع الثاني 1432هـ/6-03-2011م, 08:04 PM
لمحات عن دراسة نون التوكيد في القرآن الكريم
1- جاءت أفعال الأمر غير مؤكدة في القرآن. لا في رواية حفص فحسب وإنما ذلك في القراءات الأربع عشرة مع كثرة أفعال الأمر في القرآن. إذ قد بلغت مواضعها 1848 موضع.
2- المضارع المجزوم بلام الأمر جاء في ثمانين موضعًا لم يؤكد بالنون في القراءات الأربع عشرة.
3- المضارع بعد أدوات العرض والتخصيص، والتمني والترجي لم يؤكد في القراءات كلها.
4- المضارع المثبت بعد همزة الاستفهام جاء في 102 موضع، وبعد (أنى) في عشرين موضعًا، وبعد (أي) الاستفهامية في أربعين موضعًا، وبعد (ما) الاستفهامية في 36 موضعًا، وبعد (من) الاستفهامية في 35 موضعًا، لم يؤكد في هذه المواضع في القراءات كلها.
وجاء المضارع المثبت بعد (هل) في خمسين موضعًا أكد بالنون في موضع واحد، وهو قوله تعالى: {فلينظر هل يذهبن كيده ما يغيظ} [22: 15].
5- المضارع بعد (لا) الناهية تجاوزت مواضعه 400 أكد بالنون في 45 موضعًا.
6- حالة توكيد المضارع في الوجوب هي أكثر الأنواع وقوعا في القرآن: 202 موضع وجاء في قراءة شاذة غير مؤكد.
7- المضارع بعد (إما) جاء مؤكدًا في القراءات كلها في جميع مواضعه وهي 20 موضعًا وفي قراءة شاذة جاء غير مؤكد.
8- التوكيد بعد (لا) النافية، و(لم) و(لما) جاء محتملاً في بعض الآيات.
9- نون التوكيد الشديدة أكثر استعمالاً في القرآن من النون الخفيفة.
جاءت الخفيفة في آيتين، وقرئ بها في العشر في أربع آيات، كما قرئ بها في الشواذ في بعض المواضع.
10- احتملت قراءة سبعية أن تكون النون الخفيفة فيها بعد الألف، وهي قوله تعالى: {فاستقيما ولا تتبعان} [10: 89]. على قراءة عن ابن عامر.

محمد أبو زيد
1 ربيع الثاني 1432هـ/6-03-2011م, 08:05 PM
دراسة (نون) التوكيد في القرآن الكريم
الفعل الماضي لا يجوز توكيده بالنون، لأن معناه للمضى، ومن شأن نون التوكيد أن تخلص الفعل المضارع للاستقبال.
وفعل الأمر يجوز توكيده مطلقًا. قال [سيبويه: 2/ 149]: «فأما الأمر والنهي فإن شئت دخلت فيه النون وإن شئت لم تدخل».
وجعل سيبويه توكيد المضارع الواقع بعد أداة الاستفهام محمولاً في التوكيد على فعل الأمر، كما جعل المضارع الواقع بعد أداة العرض والتحضيض محمولاً على الاستفهام في التوكيد[ 2/ 151-152]، [المقتضب: 3/ 12]، وقال ابن هشام: التوكيد بعد الطلب كثير. [المغني: 2/ 23].
أفعال الأمر كثيرة جدًا في القرآن، أحصيت مواضعها فكانت 1848 موضع. جاءت أفعال الأمر في هذه المواضع غير مؤكدة بالنون، لا في رواية حفص فحسب، وإنما جاءت كذلك في جميع القراءات العشرية المتواترة، كما جاء كذلك في الأربع الشواذ المشهورة فيما بيننا.
وبذلك خلت القراءات الأربع عشرة من توكيد فعل الأمر بالنون، وهذه ظاهرة لغوية جديرة بالدرس والتسجيل.
كل ما وقفت عليه من طريق استقرائي لما وصلنا من قراءات للقرآن أن وجدت أربع قراءات شاذة أكد فيها فعل الأمر بالنون، وبعض هذه القراءات ليست من الأربع الشواذ المشهورة فيما بيننا، وإنما مما وراء ذلك، وقد تفرد أبو حيان بذكر اثنتين منها. وفي بعضها شذوذ نحوي، وإليك بيانها:
1- {فاتبعوني يحببكم الله} [3: 31].
قرأ الزهري: (فاتبعوني) بتشديد النون، ألحق فعل الأمر نون التوكيد، وأدغمها في نون الوقاية. ولم تحذف واو الجماعة تشبيهًا بأتحاجوني، وهذا توجيه شذوذ. [البحر: 2/ 431].
2- {فأوحى إليهم أن سبحوا بكرة وعشيا} [19: 11].
روى عن طلحة (سبحن) بنون مشددة من غير واو. [البحر المحيط: 6/ 176].
3- {ألقيا في جهنم كل كفار عنيد} [50: 24].
قرأ الحسن (ألقين) بنون التوكيد الخفيفة، وهي شاذة مخالفة لنقل التواتر بالألف. [شواذ ابن خالويه: 144]، [الكشاف :4/ 22]، [البحر: 8/ 126]، [المحتسب: 2/ 284].
4- {فدمرناهم تدميرا} [25: 26].
قرأ علي والحسن (فدمراهم) على الأمر، وعن علي كذلك، إلا أنه بالنون الشديدة. [شواذ ابن خالويه: 105]، [الكشاف: 3/ 97]، [البحر: 6/ 498]. [المحتسب :2/ 122].
هذا عن أفعال الأمر. وبقى علينا أن نعرض لأنواع الطلب الأخرى في القرآن.

محمد أبو زيد
1 ربيع الثاني 1432هـ/6-03-2011م, 08:06 PM
المضارع بعد لام الأمر
جاء المضارع بعد الأمر في ثمانين موضعا في القرآن، وجاء غير مؤكد بالنون في جميع القراءات، وجاء مؤكدًا في الشواذ في قوله تعالى: {فإذا جاء وعد الآخرة ليسوءوا وجوهكم} [17: 7].
قرأ أبي (لنسوءن) بلام الأمر، والنون التي للعظمة، ونون التوكيد الخفيفة آخرًا. [المحتسب: 2/ 15]، [ابن خالويه: 75]، [الكشاف: 3/ 352]، [البحر: 6/ 11].

محمد أبو زيد
1 ربيع الثاني 1432هـ/6-03-2011م, 08:06 PM
المضارع بعد أداتي العرض والتحضيض
جاء المضارع المثبت بعد (ألا)، (لولا) في أكثر من ستين موضعًا، وجاء بعد (لوما) في موضع، وكان المضارع خاليًا من التوكيد في جميع القراءات. ولم يقع في القرآن من أدوات العرض والتحضيض (هلا) و(ألا).

محمد أبو زيد
1 ربيع الثاني 1432هـ/6-03-2011م, 08:07 PM
المضارع بعد أداتي الترجي والتمني
وقع المضارع المثبت بعد (لعل) في 124 موضع، وكان خاليًا من التوكيد في جميع القراءات.
وجاء المضارع المثبت بعد (ليت) في موضعين، وكان خاليًا من التوكيد في جميع القراءات.

محمد أبو زيد
1 ربيع الثاني 1432هـ/6-03-2011م, 08:07 PM
المضارع بعد أدوات الاستفهام
بعد همزة الاستفهام: جاء المضارع المثبت بعد همزة الاستفهام في 102 وكان خاليًا من التوكيد في جميع القراءات.
بعد (أنى) الاستفهامية: تجاوزت المواضع عشرين موضعًا من غير توكيد.
بعد (أي) الاستفهامية: تجاوزت المواضع أربعين موضعًا من غير توكيد.
بعد (أين) جاء المضارع بعدها في موضع واحد من غير توكيد.
بعد (كيف) قاربت المواضع ثلاثين موضعا من غير توكيد.
بعد (ما) الاستفهامية: جاء بعدها المضارع المثبت في 36 موضعًا من غير توكيد.
بعد (من) الاستفهامية: كانت المواضع 35 موضعًا من غير توكيد.
بعد (هل) قاربت المواضع خمسين موضعا لم يؤكد فيها المضارع إلا في قوله تعالى: {فلينظر هل يذهبن كيده ما يغيظ} [22: 15]. ولم يقع المضارع بعد (متى)، ولا بعد (كم) الاستفهامية.
من هذا نرى أن المضارع المثبت وقع كثيرًا بعد أدوات الاستفهام ولم يؤكد إلا في موضع واحد منها، في [الخصائص: 3/ 110]: «ألا ترى أنك إذا قلت: هل تقومن؟ فهل وحدها للاستفهام، وأما النون فلتوكيد جملة الكلام. يدل على أنها لذلك، لا لتوكيد معنى الاستفهام وحده وجودك إياها في الأمر؛ نحو: اضربن زيدًا، وفي النهي: لا تضربن زيدًا «والخبر في: لنضربن زيدًا، والنفي: قلما يقومن زيد، فشياعها في جميع هذه المواضع أدل دليل على ما نعتقده من كونها توكيدًا لجملة القول، لا لمعنى منه مفرد مخصوص، لأنها لو كانت موضوعة له وحده لخصت به».

محمد أبو زيد
1 ربيع الثاني 1432هـ/6-03-2011م, 08:08 PM
المضارع بعد (لا) الناهية
وقع الفعل المضارع بعد (لا) الناهية في مواضع تجاوزت أربعمائة وجاء مؤكدًا بالنون في 45 موضعًا منها.
وقرئ في السبع بالتوكيد ومن غير التوكيد في قوله تعالى:
1- {فلا تسألني ما ليس لك به علم} [11: 46].
[غيث النفع: 128]، [الإتحاف: 257]، [البحر: 5/ 229-230]، [النشر: 2/ 289]، [الشاطبية: 222].
2- {فإن اتبعتني فلا تسألني عن شيء حتى أحدث لك منه ذكرا} [18: 70]
[غيث النفع: 157]، [الإتحاف :292-293]، [البحر: 6/ 148].
وقرئ من غير توكيد في الشواذ في قوله تعالى:
1- {يا بني آدم لا يفتنكم الشيطان} [7: 27].
[البحر: 4/ 283].
2- {ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون} [14: 42].
3- {فلا تحسبن الله مخلف وعده رسله} [14: 47].
[البحر: 5/ 435].
وقرئ في الشواذ بالتوكيد في قوله تعالى:
1- {فلا تصاحبني} [18: 76].
قرئ (فلا تصحبني) [البحر: 6/ 151].
2- {ولا تطغوا فيه فيحل عليكم غضبي} [20: 81].
قرئ (لا يحلن) [ابن خالويه: 90]، [البحر: 6/ 265].