المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لمحات عن دراسة (ما) في القرآن الكريم


محمد أبو زيد
1 ربيع الثاني 1432هـ/6-03-2011م, 02:13 PM
لمحات عن دراسة (ما) في القرآن الكريم
(ما) نكرة موصوفة
تحدث سيبويه عن (ما) النكرة الموصوفة، ومثل لها بقوله تعالى: {هذا ما لدي عتيد} [50: 23] [1: 269]. ومن الشعر [ 1: 270، 362]
وكذلك المبرد في [المقتضب: 1/42] ، وابن الشجري في [ أماليه:3/237-238] ؛ وابن مالك في [ التسهيل:36] ، ابن يعيش [4/3، 8/108] ، والرضي [2/51] ، والفراء في [معاني القرآن:1/21-22] ، [المغني: 2/2-3] .
والآية التي ذكره سيبويه شاهدًا للنكرة الموصوفة هي محتملة للنكرة الموصوفة وللموصولة عند الزمخشري، [الكشاف:4/22] ، والعكبري [2/127]، وابن يعيش[4/3، 8/108] ، وأبي حيان [البحر:8/126] ، وابن هشام. [المغني:2/3] ، واقتصر في [البيان:2/386] على النكرة الموصوفة.
2- وجدت في القرآن آية واحد متعينة (ما) فيها لأن تكون نكرة موصوفة.
وهي قوله تعالى: {أو لم نعمركم ما يتذكر فيه من تذكر} [35: 37]. وهي ما المصدرية الظرفية عند أبي حيان. [البحر: 7/316] ، [النهر: 7/315]
ومحتملة للمصدرية الظرفية وللنكرة الموصوفة عند العكبري [2/104] .
يضعف المصدرية عندي أمران:
1- المصدرية الظرفية يقل كون صلتها مضارعا مثبتا.
[معاني القرآن: 1/65-66] ، [التسهيل: 37، 38] ، [الرضي:2/359] وقال بذلك أيضا أبو حيان؛ [البحر:4/28] .
2- عود الضمير على (ما) من قوله {يتذكر فيه} يمنع مصدريتها كما صرح بذلك أبو حيان وغيره.
معنى الآية: أو لم نمهلكم وقتا يتمكن فيه المتذكر من التذكر والتفكر، أو ألم نعمركم عمرا يتذكر فيه المتذكر .
وقد اقتصر في الآية على النكرة الموصوفة أبو السعود[4/245] ،[الجمل: 3/492] ، وهو الحق.
أما احتمال (ما) للنكرة الموصوفة، وللموصولة فقد جاء في آيات كثيرة.
ونجد العكبري يقتصر على ذكر الموصولة في بعض المواضع، ويجوز الأمرين في بعضها الآخر.

محمد أبو زيد
1 ربيع الثاني 1432هـ/6-03-2011م, 02:14 PM
موقف أبي حيان
له مواقف:
1- منع أن تكون (ما) نكرة موصوفة؛ إذ لم يثبت لها هذا المعنى بدليل قاطع.
قال في [البحر:1/52] : « وأكثر المعربين للقرآن متى صلح عندهم تقدير (ما) أو (من) بشيء جوزوا فيها أن تكون نكرة موصوفة، وإثبات كون (ما) نكرة موصوفة يحتاج إلى دليل. ولا دليل قاطع في قولهم: مررت بما معجب لك؛ لإمكان الزيادة، فإن اطرد ذلك في الرفع والنصب من كلام العرب؛ كسرني ما معجب لك، وأحببت ما معجبا لك كان في ذلك تقوية لما ادعى النحويون من ذلك، ولو سمع لأمكنت الزيادة أيضا؛ لأنهم زادوا (ما) بين الفعل ومرفوعه، والفعل منصوبه، والزيادة أمر ثابت لما، فإذا أمكن ذلك فيها، فينبغي أن يحمل على ذلك، ولا يثبت لها معنى إلا بدليل قاطع ». انظر [المغني: 2/137].
وقد سار أبو حيان على هذا في بعض الآيات، فمنع أن تكون (ما) فيها نكرة موصوفة.
2- الموقف الثاني اقتصر فيه أبو حيان على ذكر الموصولة على حين جوز غيره فيها النكرة الموصوفة.
3- جوز في بعض الآيات أن تكون (ما) فيها نكرة موصوفة.
4- اختار في بعض الآيات أن تكون (ما) فيها نكرة موصوفة.
وسنفصل القول في ذلك فيما بعد إن شاء الله.

محمد أبو زيد
1 ربيع الثاني 1432هـ/6-03-2011م, 02:14 PM
(ما) المصدرية
1- توصل (ما) المصدرية بالجملة الاسمية عند [الرضي:2/359]. وابن مالك [التسهيل: 38]، ابن يعيش [8/ 108]، [المغني: 2/10].
2- لم تقع صلة (ما) المصدرية فعلا ماضيا منفيا في القرآن.
3- وصلت (ما) المصدرية بالفعل المبنى للمجهول في مواضع كثيرة في القرآن.
4- تقدير المصدر المؤول من (ما) والفعل باسم المفعول فيه خلاف بين النحويين.

محمد أبو زيد
1 ربيع الثاني 1432هـ/6-03-2011م, 02:15 PM
(ما) المصدرية الظرفية
1- صلتها في الغالب فعل ماض اللفظ مثبت، أو مضارع منفى بلم، ومعناها الاستقبال، ويقل كونه مضارعا مثبتا.
[معاني القرآن:1/65-66]، [التسهيل:37-38] ، [الرضي:2/359].
وفي [حاشية الأمير:1/152-153] . وصلها بالاسمية.

واصل خليلك ما التواصل ممكن= فلأنت أو هو عن قريب راحل
2- ينقلب الماضي إلى الاستقبال بدخول (إن) الشرطية، وبدخول (ما) المصدرية الظرفية؛ لتضمنها معنى (إن)، وقد يبقى معها على المضي.
[الرضي:2/209].
3- (ما) المصدرية الظرفية شرط من حيث المعنى [المغني:1/171].

محمد أبو زيد
1 ربيع الثاني 1432هـ/6-03-2011م, 02:15 PM
(ما) المحتملة للمصدرية والموصولة
جاءت (ما) محتملة للمصدرية والموصولة في آيات كثيرة جدا، وقد أشار المعربون والمفسرون إلى كثير منها، على أن منهم من كان يقتصر على ذكر الموصولة، أو المصدرية.

محمد أبو زيد
1 ربيع الثاني 1432هـ/6-03-2011م, 02:16 PM
(ما) اسم موصول
1- يرى الفراء أن (ما) تقع في موقع (من) ويراد بها العاقل. [معاني القرآن: 2/415-416].
والبصريون على أنها لذوات غير الآدميين، ولصفات من يعقل.
وإذا اختلط العاقل بغيره عبر عنه بما {ما في السموات وما في الأرض} [2: 284]
2- (ما) الموصولة لا ينعت بها كما ينعت بالذي [البحر: 4/76].
3- إذا وقعت (ما) اسم الموصول بعد (ما) النافية فصل بينهما: كقوله تعالى: {ما عندي ما تستعجلون به} [6: 57].

محمد أبو زيد
1 ربيع الثاني 1432هـ/6-03-2011م, 02:16 PM
أنواع صلة (ما) اسم الموصول
1- جاءت صلة (ما) اسم الموصول جملة فعلية فعلها ماض مثبت كثيرا جدا، ثم المضارع المثبت، ثم المضارع المنفي، ثم الماضي (ليس).
2- جاءت الصلة جارا ومجرورا كثيرا ثم ظرفا.
3- الصلة جملة اسمية في (15) موضعا.
جاءت صلة (ما) جملة (إن) المكسورة الهمزة في قوله تعالى: {وآتيناه من الكنوز ما إن مفاتحة لتنوء بالعصبة} [28: 76].
وقال النحاس: سمعت علي بن سليمان، يعنى الأخفش الصغير يقول: ما أقبح ما بقوله الكوفيون في الصلات: إنه لا يجوز أن تكون صلة الذي (إن) وما عملت فيه. وفي القرآن: {ما إن مفاتحه ...} [البحر:7/132] ، [القرطبي:6/5027].

محمد أبو زيد
1 ربيع الثاني 1432هـ/6-03-2011م, 02:17 PM
أحوال عائد (ما) الموصولة
عائد اسم الموصول إن كان ضميرا مرفوعا فاعلا أو نائب فاعل وجب ذكره، إذ الفاعل ونائبه لا يحذفان، وكذلك ذكر العائد في القرآن.
وإذا كان الضمير المرفوع مبتدأ، ولم تطل الصلة لم يحذف عند البصريين وقد جاء مذكورا مع طول الصلة في قوله تعالى:
{وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين} [17: 82].
وحذف مع عدم استطالة الصلة في قراءة: {مثلا ما بعوضة} [2: 26] برفع بعوضة وجعل (ما) اسم موصول نظير قراءة {تماما على الذي أحسن}
[6: 154] برفع أحسن.
2- العائد المجرور بالإضافة يجب ذكره، وكذلك جاء في القرآن.
والعائد المجرور بالحرف لا يحذف إلا بشروط:
شرط الرضي أن يتعين الحرف، ومثل بقوله تعالى. {أنسجد لما تأمرنا} [25: 60] {فاصدع بما تؤمر} [15: 94].
وقال: يحذف قياسا إذا جر العائد بما جر به الموصول لفظا، ومعنى ومتعلقا.
وجعل ابن هشام قوله تعالى: {فاصدع بما تؤمر} [15: 94] من القليل، وكذلك قوله : {فما كانوا ليؤمنوا بما كذبوا من قبل} [7: 101]، وجعل ابن مالك في التسهيل قوله تعالى: {ذلك الذي يبشر الله عباده} [42: 23] من القليل.
جاء حذف العائد المجرور بالحرف قياسا بعد (ما) الموصولة في قوله تعالى: {ويشرب مما تشربون} [23: 33] {فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم}
[2: 194].
وفي آيات كثيرة تحتمل (ما) فيها أن تكون حرفا مصدريا يجعلها المعربون والمفسرون اسما موصولا، ويقدرون العائد مجرورا بالحرف من غير أن يستوفى شروط الحذف.
3- حذف العائد المنصوب المتصل بالفعل كثير جدا في القرآن.
قال ابن يعيش [3/152] : «وليس الحذف دون الإثبات في الحسن».

أحصيت مواضع حذف العائد المنصوب بعد (ما) وحدها فقاربت ألف موضع، على حين لم يذكر العائد المنصوب إلا في مواضع قليلة:
1- {وفيها ما تشتهيه الأنفس} [43: 71].
2- {وإن كلا لما ليوفيهم} [11: 111]. بتخفيف (لما).

محمد أبو زيد
1 ربيع الثاني 1432هـ/6-03-2011م, 02:18 PM
(ما) الاستفهامية
1- جاءت (ما) الاستفهامية للاستفهام الحقيقي، وأفادت التعظيم، أو التحقير، أو الاستهزاء والسخرية، والتعجب في مواضع من القرآن.
2- تتابع الاستفهام بعد (ما) في آيات:
{مالكم كيف تحكمون} [10: 35، 37: 154، 68: 36].
3- أكثر مواقع (ما) الاستفهامية في القرآن مبتدأ، وجاءت مفعولا به في آيتين:
1- {ما تعبدون من بعدي} [2: 133].
2- {إذ قال لأبيه وقومه ما تعبدون} [26: 70].

4- كل ما جاء في القرآن من: {ما يدريك} فغير مذكور جوابه، وما جاء من : {وما أداراك} فمذكور جوابه.
5- تحذف ألف (ما) الاستفهامية إذا جرت، وإثباتها لغة جاءت في الشعر. [أمالي الشجري:2/233] ، [الرضي:2/51] ، ابن يعيش [4/9] ، [المغني:2/4].
وجاء في الشواذ إثبات الألف في قوله تعالى: {عم يتساءلون * عن النبأ العظيم} [87: 1-2].
قرئ (عما) بإثبات الألف، [الكشاف:4/176]، [البحر:8/176].

محمد أبو زيد
1 ربيع الثاني 1432هـ/6-03-2011م, 02:18 PM
(ماذا)
1- جاءت (ماذا) محتملة أن تكون كلها اسم استفهام مفعولا مقدما، ومبتدأ وخبرا في أكثر مواقعها في القرآن تسعة عشر موضعا.
2- وقعت (ماذا) مفعولا مطلقا في قوله تعالى:
1- {ماذا أجبتم} [5: 108].
2- {ماذا أجبتم المرسلين} [28: 65].
وقيل: هي منصوبة على نزع الخافض «الباء».
3- جاءت (ماذا) محتملة أن تكون مبتدأ وخبرا، وأن تكون كلها مبتدأ في ثلاث آيات.

محمد أبو زيد
1 ربيع الثاني 1432هـ/6-03-2011م, 02:19 PM
بقية معاني (ما)
1- (ما) معرفة تامة بمعنى الشيء، فاعل (نعم)، و (بئس) عند سيبويه وهي نكرة تامة منصوبة على التمييز عند الزمخشري وغيره.
2- (ما) التعجبية في آيتين.
3- (ما) الزائدة والمحتملة لأن تكون زائدة أو صفة جاء ذلك في آيات.