المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : دراسة (لم) في القرآن الكريم


محمد أبو زيد
1 ربيع الثاني 1432هـ/6-03-2011م, 12:50 PM
دراسة (لم) في القرآن الكريم
(لم) مختصة بالدخول على المضارع وتقلب معناه إلى المضي. في [المقتضب: 1/ 46-47]:
«ومنها (لم) وهي نفي للفعل الماضي، ووقعوها على المستقبل من أجل أنها عاملة، وعملها الجزم، ولا جزم إلا للمعرب، وذلك قولك: قد فعل، فتقول مكذبا: لم يفعل، فإنما نفيت أن يكون فعل فيما مضى. والحروف تدخل على الأفعال فتنقلها، نحو قولك: ذهب ومضى، فتخبر عما سلف، فإن اتصلت هذه الأفعال بحروف الجزاء نقلتها إلى ما لم يقع نحو: إن جئتني أكرمك، وإن أكرمتني أعطيتك، فإنما معناه: إن تكرمني أعطك».
وهذا محل اتفاق بين النحاة، انظر[ سيبويه: 2/ 305]، و[الرضى: 2/ 215]. [المغني: 1/ 217]، و[الإيضاح: 319].
في القرآن آيات بقى معنى المضارع بعد (لم) فيها على معنى الاستقبال ولا يراد بالمضارع بعدها معنى المضي، ولم أجد للمعربين ولا للمفسرين أقوالا في هذه الآيات، وهي:
1- {ونادوا أصحاب الجنة أن سلام عليكم لم يدخلوها وهم يطمعون} [7: 46].
2- {ويوم نسير الجبال وترى الأرض بارزة وحشرناهم فلم نغادر منهم أحدا} [18: 47].
3- {ويوم يقول نادوا شركائي الذين زعمتم فدعوهم فلم يستجيبوا لهم} [18: 52].
4- {ورأى المجرمون النار فظنوا أنهم مواقعوها ولم يجدوا عنها مصرفا} [18: 53]
5- {وقيل ادعوا شركاءكم فدعوهم فلم يستجيبوا لهم ورأوا العذاب} [28: 64].
6- {ويوم تقوم الساعة يبلس المجرمون ولم يكن لهم من شركائهم شفعاء وكانوا بشركائهم كافرين} [30: 12-13].
7- {فيهن قاصرات الطرف لم يطمثهن إنس قبلهم ولا جان} [55: 56].
كما وقع المضارع المجزوم بلم بعد أدوات الشرط الجازمة، و(إذا) الشرطية في آيات كثيرة.
ما توجيه هذه الآيات: ذكر الجمل في قوله تعالى: {فلم نغادر} أنه معطوف على {حشرناهم} فإنه ماض معنى[ 3: 28].
ولا نسلم بأن قوله {فلم نغادر} ماضي المعنى، فإن تسيير الجبال وجمع الخلق إنما يكون يوم الحشر، وهو لم يقع.
وقال السيوطي في تفسير قوله: {ولم يكن لهم من شركائهم شفعاء}. أي (لا يكون) وعلق على هذا الجمل بقوله: «إشارة إلى أن هذا من قبيل التعبير بالماضي عن المضارع، وذلك لتحقق وقوعه... والمراد بالماضي المضارع المنفي بلم من الشهاب، فلما كانت (لم) لنفي الماضي معنى، وليس مرادا هنا فسرها بلا التي لنفي المضارع، ليتوصل إلى تفسير الفعل الذي في حيزها بالمضارع الحقيقي». [3: 285].
القول بأن (لم) قلبت معنى المضارع إلى المضي ثم أريد من الماضي معنى المستقبل بعد ذلك فيه إبعاد، وأيسر من ذلك أن نقول: إن حروف النفي يقوم بعضها مقام بعض، فنتبادل مواقعها، وقد وجدت أبا الفتح صرح بذلك في [الخصائص: 1/ 388] قال: «فقد تشبه حروف النفي بعضها ببعض وذلك لاشتراك الجميع في دلالته عليه، ألا ترى إلى قوله – أنشدناه:
أجدك لم تغتمض ليلة = فترقدها مع رقادها
فاستعمل (لم) في موضع الحال، وإنما ذلك من مواضع (ما) النافية للحال.
وأنشدنا أيضًا:
أجدك لن ترى بثعيلبات = ولا بيدان ناجية ذمولا
استعمل أيضًا (لن) في موضع (ما).
يشير أبو الفتح إلى أن وقوع (لم) و(لن) في جواب القسم إنما كان بالحمل على (ما) وقد منع المبرد أن تقع (لن) في جواب القسم، [المقتضب :2/ 6].
وقال ابن هشام: وتلقى القسم بلن وبلم نادر جدًا كقول أبي طالب:
والله لن يصلوا إليك بجمعهم = حتى أوسد في التراب دفينا
[المغني: 1/ 221].
ووجدت أيضًا في كلام كمال الدين الأنباري ما يشير إلى هذا، قال في قوله تعالى: {فلا اقتحم العقبة}: أي لم يقتحم، و(لا) مع الماضي كلم مع المستقبل، كقوله تعالى: {فلا صدق ولا صلى} أي لم يصدق ولم يصل.
[البيان: 2/ 514، 478]، [أمالي ابن الشجري: 2/ 94، 128].
وفي العكبري بمعنى (ما) [2/ 146، 154].
وفي [البحر: 7/ 110] : {قال رب بما أنعمت على فلن أكون ظهيرا للمجرمين}[ 28: 17].
وقيل: {فلن أكون } دعاء، لا خبر، و(لن) بمعنى (لا) في الدعاء والصحيح أن (لن) لا تكون في الدعاء، وقد استدل على أن (لن) تكون في الدعاء بهذه الآية وبقول الشاعر:
لن تزالوا كذلكم ثم ما زلت لكم خالدا خلود الجبال
أما الآيات التي وقع فيها المضارع المجزوم بلم بعد أداة الشرط فيقال فيها: إن (لم) قلبت معنى المضارع إلى المضي ثم قلبته أداة الشرط إلى معنى المستقبل، كما هو تأثيرها مع الماضي، ولا يبعد أن يقال إن (لم) بمعنى (لا).

محمد أبو زيد
1 ربيع الثاني 1432هـ/6-03-2011م, 12:53 PM
دخول همزة الاستفهام على (لم) (ألم)
إذا دخلت همزة الاستفهام على أداة نفي كان معنى الاستفهام هو الإنكار والتقرير قال [الرضى: 2/ 234]: «وإذا دخلت همزة على (لم) و(لما) فهي للاستفهام على سبيل التقرير، ومعنى التقرير: إلجاء المخاطب إلى الإقرار بأمر يعرفه، كقوله تعالى: {ألم نربك فينا وليدا} و{ألم نشرح لك صدرك}».
وذكر في [المغني: 1/ 16-17] خروج همزة الاستفهام الحقيقي إلى هذه الأنواع.
1- الإنكاري الإبطالي، وهذه تقتضي أن ما بعدها غير واقع، وأن مدعيه كاذب، مثل له بقوله تعالى: {أفأصفاكم ربكم بالبنين} {ألربك البنات ولهم البنون} {أفسحر هذا} {أليس الله بكاف عبده} {ألم نشرح لك صدرك} لما كان معناه: شرحنا، {ألم يجدك يتيما فآوى} {ألم يجعل كيدهم في تضليل}.
2- الإنكار التوبيخي، فيقتضي أن ما بعدها واقع، وأن فاعله ملوم ومثل له بقوله تعالى: {أتعبدون ما تنحتون} {أغير الله تدعون} {أتأتون الذكران} {أتأخذونه بهتانا}.
3- التقرير، ومعناه: حملك المخاطب على الإقرار والاعتراف بأمر قد استقر عند ثبوته أو نفيه، ويجب أن يليها الشيء الذي تقرره...
فإن قلت: ما وجه حمل الزمخشري الهمزة في قوله تعالى: {ألم تعلم أن الله على كل شيء قدير} على التقرير؟
قلت: قد اعتذر عنه بأن مراده التقرير بما بعد النفي، لا التقرير بالنفي والأولى أن تحمل الآية على الإنكار التوبيخي أو الإبطالي. أي ألم تعلم أيها المنكر للنسخ.
ثم عاد ابن هشام وجعل قوله تعالى: {ألم نشرح لك صدرك} من الاستفهام التقرير. [المغني: 2/ 123] وجعله فيما سبق للإنكاري الإبطالي. أما أبو حيان فقد جعل الاستفهام للتقرير في أكثر المواضع كما سيأتي:
1- {قال ألم أقل لكم إني أعلم غيب السموات والأرض} [2: 33].
{ألم أقل} تقرير لأن الهمزة إذا دخلت على النفي كان الكلام في كثير من المواضع تقريرا، نحو قوله تعالى: {ألست بربكم} {ألم نشرح لك صدرك} {ألم نربك فينا وليدا}، ولذلك جاز العطف على جملة إثباتية، نحو: (ووضعنا) و(لبثت). [البحر: 1/ 150].
2- {ألم تعلم أن الله على كل شيء قدير} [2: 106].
استفهام معناه التقرير، فلا يحتاج إلى معادل البتة، والأولى أن يكون المخاطب السامع، والاستفهام بمعنى التقرير كثير في كلامهم جدا خصوصا إذا دخل على النفي {أليس الله بأعلم بما في صدور العالمين } {أليس الله بأحكم الحاكمين} {ألم نربك فينا وليدا} {ألم يجدك يتيما فآوى} {ألم نشرح لك صدرك} فهذا كله استفهام لا يحتاج فيه إلى معادل، لأنه إنما أراد به التقرير.
[البحر: 1/ 344-345]، [المغني: 1/ 17].
2- {ألم تعلم أن الله له ملك السموات والأرض} [2: 107].
استفهام دخل على النفي فهو تقرير، فليس له معادل، لأن التقرير معناه الإيجاب «أي قد علمت أيها المخاطب»... [البحر: 1/ 345].
4- {ألم تر إلى الذين خرجوا من ديارهم وهم ألوف حذر الموت} [2: 243]
في [البحر: 2/ 249]: «همزة الاستفهام دخلت على حرف النفي، فصار الكلام تقريرا، وقال في [النهر :ص248]: «ومعناه التنبيه والتعجب {ألم تر} جرى مجرى التعجب في لسانهم».
5- {قالوا ألم تكن أرض الله واسعة فتهاجروا فيها} [4: 94].
في [البحر: 3/ 334]: «هذا تبكيت من الملائكة لهم، ورد لما اعتذروا به، أي لستم مستضعفين، بل كانت لكم القدرة على الخروج إلى بعض الأقطار».
6- {يا معشر الجن والإنس ألم يأتكم رسل منكم يقصون عليك آياتي} [6: 130]
في [البحر: 4/ 222]: «الاستفهام للتوبيخ والتقريع، حيث أعذر الله إليهم بإرسال الرسل، فلم يقبلوا منه».
7- {وناداهما ربهما ألم أنهكما عن تلكما الشجرة} [7: 22].
في [البحر: 4/ 281]: «هو استفهام معناه العتاب على ما صدر منهما، والتنبيه على موضع الغفلة» وانظر [الكشاف :2/ 58].
8- {ألم يؤخذ عليهم ميثاق الكتاب أن لا يقولوا على الله إلا الحق} [7: 169]
في [البحر: 4/ 416] : «هذا توبيخ وتقرير لما تضمنه الكتاب من أخذ الميثاق أنهم لا يكذبون على الله» النهر أيضًا.
9- {ألم يعلموا أنه من يحادد الله ورسوله فأن له نار جهنم} [9: 63].
أي ألم يعلم المنافقون، وهو استفهام معناه التوبيخ والإنكار وقرىء (تعلموا) بالتاء على الخطاب، فالظاهر أنه التفات، فهو خطاب للمنافقين.
قيل: ويحتمل أن يكون خطابا للمؤمنين. فيكون معنى الاستفهام التقرير، وإن كان خطابا للرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم فهو خطاب تعظيم، والاستفهام فيه للتعجب، والتقدير: ألا تعجب من جهلهم في محادة الله تعالى. [البحر: 5/ 64].
10- {ألم يعلموا أن الله يعلم سرهم ونجواهم} [9: 78].
استفهام تضمن التوبيخ والتقريع، وقرىء بالتاء خطابا للمؤمنين على سبيل التقرير. [البحر: 5/ 75].
11- {ألم يأتكم نبأ الذين من قبلكم قوم نوح} [14: 9].
الهمزة للتقرير والتوبيخ. و[البحر: 5/ 408]، النهر أيضًا.
12- {ألم أعهد إليكم يا بني آدم أن لا تعبدوا الشيطان} [36: 60].
قال لهم على جهة التوبيخ والتقريع: ألم أعهد... [النهر: 7/ 341].

محمد أبو زيد
1 ربيع الثاني 1432هـ/6-03-2011م, 12:54 PM
(أفلم)
1- {أفلم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم} [12: 109].
في [البحر: 5/ 353] : «ثم استفهم استفهام توبيخ وتقريع، والضمير في (يسيروا) عائد على من أنكر إرسال الرسل من البشر ومن عاند الرسول... أي هلا يسيرون في الأرض، فيعلمون بالتواتر أخبار الرسل السابقة، ويرون مصارع الأمم المكذبة، فيعتبرون بذلك».
2- {أفلم يدبروا القول أم جاءهم ما لم يأت أباءهم الأولين} [23: 68]
في [البحر: 6/ 413] : «ذكر تعالى توبيخهم على إعراضهم عن اتباع الحق، أي ألم يتفكروا فيما جاء به عن الله، فيعلموا أنه المعجز الذي لا يمكن معارضته فيصدقوا به وبمن جاء به».
3- {أفلم يكونوا يرونها بل كانوا لا يرجون نشورا} [25: 40].
في [البحر: 6/ 500] : «هو استفهام معناه التعجب، ومع ذلك فلم يعتبروا برؤيتها أن يحل بهم في الدنيا ما حل بأولئك، بل كانوا كفرة لا يؤمنون بالبعث، فلم يتوقعوا عذاب الآخرة».

محمد أبو زيد
1 ربيع الثاني 1432هـ/6-03-2011م, 12:55 PM
(أولم)
1- {قال أولم تؤمن قال بلى} [2: 260].
في [البحر: 2/ 297-298] : «الهمزة للتقرير... قال ابن عطية: الواو واو الحال دخلت عليها ألف التقرير. وكون الواو للحال هنا غير واضح، لأنها إذا كانت للحال فلا بد أن تكون في موضع نصب، وإذ ذاك لا بد لها من عامل، فلا تكون همزة التقرير دخلت على هذه الجملة الحالية، وإنما دخلت على الجملة التي اشتملت على العامل فيها وعلى ذي الحال، ويصير التقدير: أسألت ولم تؤمن، أي أسألت في هذه الحال.
والذي يظهر أن التقرير إنما هو منسحب على الجملة المنفية، وأن الواو للعطف... واعتنى بهمزة الاستفهام فقدمت... ولذلك كان الجواب ببلى، وقد تقرر في علم النحو أن جواب التقرير المثبت، وإن كان بصورة النفي تجريه العرب مجرى جواب النفي المحض، فتجيبه على صورة النفي، ولا يلتفت إلى معنى الإثبات».

محمد أبو زيد
1 ربيع الثاني 1432هـ/6-03-2011م, 12:55 PM
تقدم همزة الاستفهام على حروف العطف
إذا كانت همزة الاستفهام في جملة معطوفة بالفاء، أو بالواو، أو بثم قدمت العطف على العاطف، تنبيها على أصالتها في التصدير، نحو: {أولم ينظروا} {أفلم يسيروا} {ثم إذا ما وقع آمنتم به}.
عقد سيبويه بابا لذلك [1/ 491] عنونه بقوله: هذا باب الواو التي تدخل عليها ألف الاستفهام. النحويون يرون أن همزة الاستفهام مقدمة على حرف العطف، والأصل فيها أن تكون بعده. وقد قال بهذا الرأي أيضًا الزمخشري في [المفصل: 2/ 212].
قال عن خصائص الهمزة: «وتوقعها قبل الواو والفاء وثم. قال الله تعالى: {أو كلما عاهدوا عهدا} وقال: {أفمن كان على بينة من ربه} وقال: {أثم إذا ما وقع} ولا تقع (هل) في هذه المواضع».
هذا هو رأي الزمخشري في كتابه «المفصل». أما في الكشاف فله مواقف:
1- اقتصر على ذكر هذا الرأي في قوله تعالى:
{أفأمن أهل القرى أن يأتيهم بأسنا بياتا} [ 7: 97] {أو أمن أهل القرى أن يأتيهم بأسنا ضحى} [7: 98]. [الكشاف: 2/ 78].
وعلق أبو حيان في [البحر: 4/ 349] بقوله: «وهذا الذي ذكره الزمخشري من أن حرف العطف الذي بعد همزة الاستفهام هو عاطف ما بعدها على ما قبل الهمزة من الجمل رجوع إلى مذهب الجماعة في ذلك. وتخريج لهذه الآية على خلاف ما قرر هو من مذهبه في غير آية». وانظر [المغني: 1/ 14-15].
2- ذكر هذا الرأي وجوز رأيا آخر هو أن يكون العطف على جملة محذوفة بين الهمزة وحرف العطف، ولا تقديم ولا تأخير على هذا الرأي. قال في قوله تعالى: {أفغير دين الله يبغون} [3: 83] : «دخلت همزة الإنكار على الفاء العاطفة جملة على جملة... ويجوز أن يعطف على محذوف تقديره أيتلون. [الكشاف: 1/ 199].
{أو لما أصابتكم مصيبة قد أصبتم مثليها قلتم أنى هذا} [3: 165].
قال في [الكشاف :1/ 228] : «العطف على ما مضى... ويجوز أن تكون معطوفة على محذوف، كأنه قيل: أفعلتم كذا. وقلتم حينئذ كذا».
3- اقتصر على تقدير جملة محذوفة، ولم يذكر الرأي الأول ومن أمثلة ذلك:
1- {أو كلما عاهدوا عهدا نبذه فريق منهم} [2: 100].
في [الكشاف: 1/ 85] : «الواو للعطف على محذوف، معناه: أكفرتهم بالآيات البينات وكلما عاهدوا».
2- {أفلم يروا إلى ما بين أيديهم وما خلفهم من السماء والأرض} [34: 9].
في [الكشاف: 3/ 252] : «أعموا فلم ينظروا إلى السماء والأرض».
3- {أولم يهد لهم كم أهلكنا من قبلهم من القرون} [32: 26].
في [الكشاف: 3/ 224] : «الواو في {أو لم يهد} للعطف على معطوف عليه منوي من جنس المعطوف».
هذا هو موقف الزمخشري في الكشاف وكان في كثير من المواضع يلوذ بالصمت فلا يذكر ولا يشير إلى أحد الرأيين، ففي مواضع (أفلم) و(أولم) التي تبلغ 47 موضعا لم يتحدث عنها إلا في الموضعين اللذين ذكرتهما سابقا، وفي قوله تعالى: {أفتطمعون أن يؤمنوا لكم} [2: 75]. لم يشر في الكشاف إلى أحد الرأيين وبرغم هذا نسب إليه أبو حيان القول بتقدير معطوف عليه محذوف، ثم أخذ يرد عليه قال في [البحر: 12/ 271]: «الفاء بعد الهمزة أصلها التقديم عليها، والتقدير: فأتطمعون، فالفاء للعطف، لكنه اعتنى بهمزة الاستفهام، فقدمت عليها، والزمخشري يزعم أن بين الهمزة والفاء فلا محذوفًا، ويقر الفاء على حالها، حتى تعطف الجملة بعدها على الجملة المحذوفة قبلها، وهو خلاف مذهب سيبويه، وهو محجوج بمواضع لا يمكن تقدير فعل فيها، نحو قوله: {أو من ينشأ في الحلية} {أفمن يعلم أنما أنزل إليك} {أفمن هو قائم} انظر [الكشاف :1/ 77].
كذلك لم يذكر الكشاف شيئًا في قوله تعالى: {أفمن اتبع رضوان الله كمن باء بسخط} [3: 162]. ونسب إليه هنا أبو حيان تقدير معطوف عليه محذوف. [البحر: 3/ 102]، [الكشاف: 1/ 227].
والرضى أيضا صور مذهب صاحب الكشاف بالصورة الثانية قال في [2: 342].
«وهذه الحروف ليست بعاطفة على معطوف عليه مقدر كما يدعيه جار الله في الكشاف، ولو كانت كما قال لجاز وقوعها في أول الكلام قبل تقدم ما يكون معطوفا عليه، ولم تجيء إلا مبنيا على كلام متقدم».

محمد أبو زيد
1 ربيع الثاني 1432هـ/6-03-2011م, 12:57 PM
منفي (لم) يحتمل الاتصال والانقطاع
إذا نفيت بلم جاز أن يكون النفي قد انقطع، ولذلك يجوز أن تقول: لم يقم زيد وقد قام، وجاز أن يكون النفي متصلا بزمن الإخبار، فإذا كان متصلا بزمن الإخبار لم يجز أن تقول: وقد قام، لتكاذب الخبرين. [البحر: 8/ 117].
مما اتصل فيه النفي بلم إلى زمن الإخبار قوله تعالى:
1- {فانظر إلى طعامك وشرابك لم يتسنه} [2: 259].
2- {ورسلا لم نقصصهم عليك} [4: 161].
3- {وآتاكم ما لم يؤت أحدا من العالمين} [5: 20].
4- {أولئك الذين لم يرد الله أن يطهر قلوبهم} [5: 41].
5- {كم أهلكنا من قبلهم من قرن مكناهم في الأرض ما لم نمكن لكم} [6: 6].
6- {ولا تخافون أنكم أشركتم بالله ما لم ينزل به سلطانا} [6: 81].
7- {فسجدوا إ إبليس لم يكن من الساجدين} [7: 11].
8- {وأن تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا} [7: 33].
9- {لم يدخلوها وهم يطعمون} [7: 46].
10- {وأنزل جنودا لم تروها} [9: 26].
11- {وأيده بجنود لم تروها} [9: 40].
12- {بل كذبوا بما لم يحيطوا بعلمه} [10: 39].
13- {الذي لم يتخذ ولدا ولم يكن له شريك في الملك} [17: 111].
14- {ويقول يا ليتني لم أشرك بربي أحدا} [18: 42].
15- {وجدها تطلع على قوم لم نجع لهم من دونها سترا} [18: 90].
16- {إني قد جاءني من العلم ما لم يأتك} [19: 43].
17- {بصرت بما لم يبصروا به} [20: 96].
18- {قال أحطت بما لم تحط به} [27: 22].
19- {فأرسلنا عليهم ريحا وجنودا لم تروها} [33: 19].
20- {أولئك لم يؤمنوا} [33: 19].
21- {ورد الله الذين كفروا بغيظهم لم ينالوا خيرا} [33: 25].
22- {وأرضا لم تطووها} [33: 27].
23- {وأخرى لم تقدروا عليها} [48: 21].
24- {فعلم ما لم تعلموا} [48: 27].
25- {قل لم تؤمنوا} [49: 14].
26- {قالوا لم نك من المصلين ولم نك نطعم المسكين} [74: 44-45].
27- {التي لم يخلق مثلها في البلاد} [89: 8].
28- {علم الإنسان ما لم يعلم} [96: 5].
29- {لم يلد ولم يولد} [112: 3].
30- {فلم تقتلوهم ولكن الله قتلهم} [8: 17].
31- {فلم يغنيا عنهما من الله شيئا} [8: 17].
32- {ولم يؤت سعة من المال} [2: 247].
33- {أنى يكون لي ولد ولم يمسسن بشر} [3: 47].
34- {ولم يكن له ولي من الذل} [17: 111].
35- {ولم يجعل له عوجا} [18: 1].
36- {ولم أكن بدعائك رب شقيا} [19: 4].
37- {وبرا بوالديه ولم يكن جبارا عصيا} [19: 14].
38- {ولم أك بغيا} [19:20].
39- {ولم يكن له كفوا أحد} [112: 4].

محمد أبو زيد
1 ربيع الثاني 1432هـ/6-03-2011م, 12:58 PM
مواقع الجملة المنفية بلم في الإعراب وغيره
وقعت خبر للمبتدأ في:
[7: 87]
[ 33: 19].
وخبرا لإن المكسورة الهمزة في:
[4: 137]
[4: 168].
وخبرا لأن المفتوحة الهمزة في:
[8: 53]
[ 12: 52].
وخبرا لليت في:
[18: 42]
[ 25: 28]
[ 69: 25].
وخبرًا لكأن المخففة:
[4: 73]
[ 7: 92]
[ 10: 12]
[10: 24]
[10: 45]
[ 11: 67]
[11: 96]
[ 31: 7]
[ 45: 8]
خبر (كأن) المخففة جاء مقرون بلم في جميع مواقعه في القرآن.
وقعت الجملة المنفية بلم خبرًا لأن المخففة في:
[6: 131]
[ 7: 92]
[7: 45-8]
[7: 90-7].
وجاءت مفعولا للقول في:
[15: 33]
[ 49: 14]
[ 74: 45].
ومفعولا ثانيا ليحسب في
[33: 20].
وحالا في:
[2: 259]
[ 3: 174]
[ 5: 41]
[ 6: 158]
[ 7: 11]
[7: 46]
[ 28: 58]
[ 33: 25]
[ 55: 56]
[ 76: 1].
وصفة في:
[4: 102]
[4: 164]
[ 5: 41]
[ 6: 158]
[ 9: 26]
[9: 40]
[ 16: 7]
[ 18: 90]
[ 33: 9]
[33: 27]
[ 47: 15]
[ 48: 21]
[48: 25]
[ 76: 1].
بعد (حيث) في:
[59: 2].
بعد (إذ):
[4: 72]
[ 46: 11]
[58: 13].
بعد (إذا) الشرطية:
[7: 203].
جواب (إذا) الشرطية:
[24: 40]
[24: 62]
[ 25: 67]
[25: 73].
بعد (لو)
[24: 35].
بعد (إن) الشرطية في:
[2: 24]
[2: 265]
[2: 279]
[2: 282]
[ 4: 11]
[4: 12]
[4: 23]
[4: 91]
[4: 176]
[ 5: 67]
[5: 73]
[ 6: 77]
[ 7: 23]
[7: 149]
[ 9: 58]
[ 11: 14]
[ 12: 60]
[ 18: 6]
[ 19: 46]
[ 24: 13]
[24: 28]
[ 26: 116]
[ 33: 5]
[ 26: 167]
[ 28: 50]
[ 33: 60]
[ 36: 18]
[ 44: 21]
[ 58: 12]
[ 96: 5].
بعد (من) المحتملة للشرطية والموصولية في:
[2: 196]
[2: 249]
[ 4: 25]
[4: 92]
[ 5: 44]
[5: 45]
[5: 47]
[5: 89]
[ 24: 40]
[ 48: 13]
[ 49: 11]
[ 58: 4].
بعد (أم) في:
[2: 6]
[ 23: 69]
[ 26: 136]
[ 36: 10]
[ 53: 36]
[ 63: 6].
بعد (ثم) في:
[6: 23]
[ 9: 4]
[ 24: 4]
[ 49: 15]
[ 65: 5]
[ 85: 10].
بعد (بل) في:
[37: 29]
[ 40: 74].
بعد (كما)
[6: 110].
وقعت صلة للموصول في:
[2: 151]
[2: 196]
[2: 239]
[ 3: 151]
[3: 170]
[3: 188]
[ 4: 113]
[ 5: 20]
[5: 41]
[ 6: 6]
[6: 81]
[6: 91]
[ 7: 33]
[ 9: 74]
[ 10: 39]
[ 12: 32]
[ 13: 18]
[ 17: 111]
[ 18: 68]
[18: 78]
[18: 82]
[ 19: 43]
[ 20: 96]
[ 23: 68]
[ 24: 31]
[24: 58]
[ 27: 22]
[ 39: 42]
[39: 47]
[ 40: 58]
[ 42: 21]
[ 48: 27]
[ 58: 8]
[ 60: 8]
[ 65: 4]
[ 71: 21]
[ 89: 8]
[ 96: 15]
[ 112: 3]
في أول السورة: [98: 1].

محمد أبو زيد
1 ربيع الثاني 1432هـ/6-03-2011م, 12:59 PM
(فلم)
جواب شرط مقدر في [8: 17] .
وعاطفة في غير ذلك.

محمد أبو زيد
1 ربيع الثاني 1432هـ/6-03-2011م, 01:00 PM
(ولم)
الواو عاطفة في:
[2: 283]
[ 3: 135]
[ 4: 152]
[ 6: 82]
[ 8: 72]
[ 9: 4]
[ 16: 120]
[ 17: 111]
[ 18: 1]
[ 20: 127]
[ 25: 67]
[ 28: 21]
[ 60: 8]
[ 69: 26]
[ 74: 44]
[ 112: 3]
[112: 4].
الواو واو الحال في:
[ 2: 247]
[ 5: 27]
[5: 41]
[ 6: 92]
[ 9: 16]
[9: 18]
[ 18: 33]
[18: 43]
[18: 53]
[ 19: 4]
[19: 20]
[19: 32]
[19: 67]
[ 20: 94]
[20: 115]
[ 24: 6]
[ 25: 2]
[ 27: 10]
[27: 84]
[ 30: 93]
[ 46: 33]
[ 53: 29].

محمد أبو زيد
1 ربيع الثاني 1432هـ/6-03-2011م, 01:00 PM
مواقع (لم)
(لم) في:
[2: 6]
[2: 24]
[2: 151]
[2: 196]
[2: 239]
[2: 249]
[2: 259]
[2: 265]
[2: 279]
[2: 282]
[ 3: 151]
[3: 170]
[3: 174]
[3: 188]
[ 4: 12]
[4: 23]
[4: 25]
[4: 72]
[4: 73]
[4: 91]
[4: 92]
[4: 102]
[4: 113]
[4: 137]
[4: 164]
[4: 168]
[4: 176]
[ 5: 20]
[5: 41]
[5: 44]
[5: 45]
[5: 47]
[5: 67]
[5: 73]
[5: 89]
[ 6: 6]
[6: 23]
[6: 77]
[6: 81]
[6: 91]
[6: 110]
[6: 131]
[6: 158]
[ 7: 11]
[7: 23]
[7: 33]
[7: 46]
[7: 87]
[7: 92]
[7: 149]
[ 7: 203]
[ 8: 9،]
[35: 4]
[35: 26]
[35: 40]
[35: 58]
[35: 74]
[ 10: 12]
[10: 39]
[10: 24]
[10: 45]
[ 11: 14]
[11: 67]
[11: 95]
[ 12: 32]
[12: 52]
[12: 60]
[ 13: 18]
[15: 33]
[ 16: 7]
[ 17: 111]
[ 18: 6]
[18: 42]
[18: 68]
[18: 87]
[18: 82]
[18: 90]
[ 19: 46]
[19: 43]
[ 20: 96]
[ 23: 69]
[23: 68]
[ 24: 4]
[ 24: 13]
[24: 28]
[24: 31]
[24: 35]
[24: 39]
[24: 40]
[24: 58]
[24: 62]
[ 25: 28]
[25: 67]
[25: 73]
[ 26: 116]
[26: 136]
[26: 167]
[ 27: 22]
[ 28: 50]
[28: 58]
[ 31: 7]
[ 33: 5]
[33: 9]
[33: 19]
[33: 20]
[ 33 :25]
[33: 27]
[ 33: 60]
[ 36: 10]
[36: 18]
[ 37: 29]
[ 39: 42]
[39: 47]
[ 40: 74]
[40: 58]
[40: 42]
[40: 21]
[ 44: 21]
[ 45: 8]
[ 46: 11]
[46: 35]
[ 47: 15]
[ 48: 12]
[48: 25]
[48: 27]
[ 49: 11]
[49: 14]
[ 49 :15]
[ 53: 36]
[ 55: 56]
[ 58: 4]
[58: 8]
[58: 12]
[58: 13]
[ 59: 2]
[ 60: 8]
[ 62: 5]
[ 63: 6]
[ 65: 4]
[ 69: 25]
[ 71: 21]
[ 74: 45]
[ 76: 1]
[ 79: 46]
[ 85: 10]
[ 89: 8]
[ 90: 7]
[ 96: 5]
[ 96 :15 ]
[ 98: 1]
[ 112: 3].
فلم في:
[4: 13]
[4: 90]
[ 5: 6]
[ 8: 17]
[ 9: 25]
[ 18: 47]
[18: 52]
[ 40: 85]
[ 66: 10]
[ 71: 6]
[71: 25].
(ولم)
[2: 247]
[2: 283]
[ 3: 47]
[3: 135]
[ 4: 152]
[ 5: 27]
[5: 41]
[ 6: 83]
[6: 92]
[ 8: 72]
[ 9: 4]
[9: 16]
[9: 18]
[ 12: 77]
[ 16: 120]
[ 17: 111]
[ 18: 1]
[18: 33]
[18: 43]
[18: 53]
[ 19: 4]
[19: 9]
[19: 14]
[19: 20]
[19: 32]
[19: 67[
[ 20: 94]
[20: 115]
[20: 127]
[ 24: 6]
[ 25: 2]
[25: 67]
[ 27: 10]
[27: 84]
[ 28: 31]
[ 30: 13]
[ 46: 33]
[ 53: 29]
[ 60: 80]
[ 69: 26]
[69: 74]
[69: 44].
(ألم) في:
[2: 33]
[2: 106]
[2: 107]
[2: 246]
[2: 243]
[2: 258]
[ 3: 23]
[ 4: 49]
[4: 44]
[4: 51]
[4: 60]
[ 4: 77]
[4: 97]
[4: 141]
[ 5: 40]
[ 6: 6]
[6: 130]
[ 7: 22]
[7: 148]
[ 9: 63]
[9: 70]
[9: 78]
[9: 104]
[ 12: 80]
[12: 96]
[ 14: 9]
[14: 19]
[14: 24]
[14: 28]
[ 16: 79]
[ 18: 72]
[18: 75]
[ 19: 83]
[ 20: 86]
[ 22: 18]
[22: 63]
[22: 65]
[ 23: 105]
[24: 41]
[24: 43]
[ 25: 45]
[ 26:18]
[18: 225]
[ 27: 86]
[ 31: 20]
[31: 29]
[31: 31]
[ 35: 27]
[ 36: 31]
[36: 60]
[ 39: 21]
[39: 71]
[ 40: 69]
[ 57: 14]
[57: 16]
[ 58: 8]
[ 58: 7]
[59: 11]
[ 64: 5]
[ 67: 8]
[ 68: 28]
[ 71: 15]
[ 75: 37]
[ 77: 16]
[ 77: 20]
[ 77: 25]
[ 78: 6]
[ 89: 6]
[ 90: 8]
[ 93: 6]
[ 94: 1]
[ 96: 104]
[ 105: 1]
[1: 2].
(أفلم)
[12: 109]
[ 13: 31]
[ 20: 128]
[ 22: 46]
[ 23: 68]
[ 25: 40]
[ 34: 9]
[ 36: 62]
[ 40: 82]
[ 35: 31]
[ 47: 10].
(أولم)
[2: 260]
[ 7: 100]
[7: 184]
[7: 185]
[ 13: 41]
[ 14: 44]
[15: 70]
[ 16: 48]
[ 17: 99]
[ 20: 133]
[ 21: 30]
[ 26: 7]
[26: 197]
[ 28: 48]
[28: 57]
[28: 78]
[ 29: 19]
[29: 51]
[29: 67]
[ 30: 8]
[30: 9]
[30: 37]
[ 32: 26]
[32: 27]
[ 35: 37]
[35: 44]
[ 36: 71]
[36: 77]
[ 39: 52]
[ 40: 21]
[ 40: 50]
[ 41: 15]
[41: 53]
[ 46: 33]
[ 67: 19].